يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102] .. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71].
أيها المسلمون!
عاشت الأرض ردحاً من الزمن في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، وظلام دامس؛ حتى أشرقت الأرض بنور ربها ببعثة خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم، فقوض الله به دعائم الشرك واجتاح الجاهلية بنور الإسلام، وأشرعت رماح، وقعقعت سيوف، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلنها صريحة مدوية في سمع الزمن: (بعثت بالسيف بين يدي الساعة، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [التوبة:33].
فأقام صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام، وتعاقب عليها الخلفاء والأمراء يحكمون في الناس كتاب الله على مدار ثلاثة عشر قرناً من الزمن، ومع ما عرض لها من شوائب إلا أن السيادة والريادة والقيادة كانت لشرع الله ولدينه وأوليائه، ثم تكالب أعداء الله على هذه الأمة حتى أسقطوا الخلافة الإسلامية التي كانت تمثل رمزاً سياسياً للإسلام، وظهرت حكومات علمانية تحكم بلاد المسلمين بغير ما أنزل الله، ومسخ الأعداء مفهوم الإسلام من عقول المسلمين حتى صوروا لهم الإسلام أنه لا يستغرق إلا مساحة صغيرة في تفكيرهم وأوقاتهم وأماكنهم، حتى أنهم صوروا الإسلام أنه مجرد الصلاة والشعائر التعبدية في المسجد فحسب.
ثم أذن الله عز وجل بانبثاق هذه الصحوة المباركة التي شملت الأرض، والتي تطرح الإسلام بمفهومه الصحيح الذي غيره الأذناب والمجرمون والمنافقون، تطرحه بديلاً في عالم السياسة، والاقتصاد، والإعلام، والاجتماع، والحكم، وجميع شئون الحياة، وتنامت هذه الصحوة وامتدت حتى أصبحت تشكل خطراً، نعم تشكل خطراً على أعداء الإسلام، وأصبحت أيضاً تشكل تياراً شعبياً ضخماً يريد الإسلام، وتياراً سياسياً يقارع أحزاب الباطل في ميدان السياسة، وتياراً جهادياً يقارع الباطل في ساحات الوغى وميادين الاستشهاد.
لقد فشلت الطروحات العلمانية وأفلست، نعم. فشلت القومية الناصرية في مصر ، والقومية العربية في سوريا ، والبعثية المجرمة في العراق ، وذلك في أزمة الخليج ، وشعر الأعداء بأن العملاق الذي نام طويلاً بدأ يستيقظ، فرعبوا وأخذوا يمكرون ويكيدون ويجتمعون ويخططون على حرب الإسلام.
ونحن اليوم نتكلم عن واحدة تشهد بهذا التخطيط؛ ألا وهو ما يدور في بلادنا المسلمة الجزائر ، إنها نموذج لهذه المواجهة، لقد قال الشعب الجزائري الحر كلمة واضحة جلية، بأنه لا يعدل بالإسلام بديلاً، وأنه لا يريد سوى الإسلام، وهذا هو حال الشعوب الإسلامية التي تحكمها أنظمة علمانية، ولكن الشعب الجزائري أتيحت له الفرصة فقال كلمته، وكل الشعوب الإسلامية -بإذن الله- سوف تقول كلمتها، ولكن بالصورة المناسبة وفي الوقت المناسب.
طوقوا الإسلام في الجزائر ، وتداعت الخبرات الأمنية العربية والغربية، وأعلنت حالة الاستنفار حتى في الدول المجاورة، ورابطت العقول الخبيثة النتنة على مدار الأربع والعشرين ساعة ترصد وتخطط وتوجه وتتابع الدعم الإعلامي والمالي من أنحاء الأرض؛ وذلك لمساعدة الحكومة العلمانية التي تحكم الجزائر : يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [الصف:8].
وأمام التداعي والتكالب من قبل أعداء الله على الفئة المؤمنة في الجزائر ، نجد هذا الصمت المطبق من قبل العلماء والدعاة فضلاً عن غيرهم، وهذا إيذان بعقوبة من الله، نسأل الله العافية والسلامة.
إن الشعب الجزائري يدك الآن بالطائرات النفاثة.. إن الشعب الجزائري الآن يحارب بالدبابات والمجنزرات، رملت نساؤهم، ويتم أطفالهم، وأثكلت أمهاتهم، وسيق العشرات بل الآلاف من الدعاة إلى السجون المظلمة والمعتقلات على مرأى ومسمع.
يا عالم! استفق فقد طال بك الرقاد، المسلمون يقتلون في كل مكان! أين جمعيات حقوق الإنسان؟!
أين الذين يدعون حقوق الإنسان؟!
يا سبحان الله! وعلى مرأى ومسمع من المؤمنين في كل مكان، ولا أحد يثأر للمظلوم، ولا أحد ينتصر من الظالم: وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ [الجاثـية:19].
سقط وثن الديمقراطية التي طالما جعجعت وسائل الإعلام الغربية بها، ولطالما تباهى الساسة الغربيون وتغنوا بدعم الشعوب المضطهدة لتستروح نسيم الديمقراطية ، ونحن مع قناعتنا أن الديمقراطية الغربية شرك ووثنية؛ إلا أنه ومع تنزل إخواننا في الجزائر مع الخصوم، إلا أنها حين تكون النتيجة مجيء الإسلام، وحين يكون الخيار (إن الحكم إلا الله)؛ نجد أن الغرب وأذناب الغرب تخلوا عن المبادئ والشعارات التي يرددونها دائماً؛ ليقفوا حائلاً دون وصول الإسلام إلى السلطة، وفي هذا درس لكل العاملين للإسلام: أن هذا ليس هو الطريق، ولا يجوز أن نخدع بالشعارات الجوفاء التي يطلقها الأعداء، إلا أن هذه المشاركة كشفت لنا حقيقة الشعوب الإسلامية، وأنها تريد الإسلام، فبعدما يزيد على قرن من الفرنسة التي عاشها إخواننا في الجزائر ، قالوها بكلمة واحدة، قالوها بعد التغريب والعلمنة، خرجوا في الشارع ليقولوا كلمة: لا ميثاق.. لا دستور، نريد حكم الله والرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
قام الدعاة في الجزائر بخطوات كبيرة لكي يتمكنوا بإذن الله سبحانه وتعالى من أن يحكموا هذا الدين في حياتهم، ولقد أثبتت هذه التجربة أن الأنظمة العلمانية العميلة للغرب هي العقبة في طريق الشعوب التي تريد الإسلام، وكشفت أيضاً عن حجم التضليل الذي يعيشه المسلمون في بلادهم من قبل وسائل الإعلام التي تتواطأ مع الغرب وأعداء الأمة في حق الشعوب الإسلامية.
وإلى الذين يستجدون السلام من الغرب، ويطلبون السلام من الكافر، نقول: خذوا من الجزائر صورة لكم فلعلها تقنعكم: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120].
وإن من فوائد هذه النازلة: تمييز الصفوف، وانكشاف الولاءات، وتباين المعسكرات، بحيث تكون على طريقين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه، ونفاق لا إيمان فيه.
انكشف المستترون بالإسلام وبشعارات الإسلام، وهذا مؤذن بتنزل نصر الله الموعود، حيث يقول المولى: هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ [الفتح:25].
وكذلك من استحل موالاة المشركين ومظاهرتهم وإعانتهم على المسلمين؛ فهو كافر، وهنا وقفة أيضاً نوجهها إلى الأنظمة التي ترفض حكم الله، وتضيق على أولياء الله، بأن الإسلام اليوم أكبر من أن يقف في وجهه نظام من أنظمة البشر، حوصر الإسلام في مصر فظهر في الجزائر ، ضيق عليه في الدول العربية فظهر في آسيا الوسطى، ولسنا في مرحلة: (اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض) بل نحن في مرحلة: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، لا يضرها من خذلها، ولا من خالفها حتى يأتي أمر الله).
سقطت الشيوعية على رءوس أذنابها وعلى رءوس أصحابها.. وسقطت في عقر دارها وهي في أوج خيلائها وكبريائها.
سقطت وهي التي تملك الرءوس النووية، والصواريخ العابرة للقارات، والأسلحة المتقدمة الضخمة.
سقطت وقد جندت الأجهزة والمخبرين، وأجهزة التصنت المتقدمة.
سقط هذا الكيان الضخم ولم يصمد، كيف لا وهو يناقض فطرة الله التي فطر الناس عليها، فكيف بمن يقف الآن يحارب أولياء الله؟! كيف بمن يقف نداً لدين الله؟! كيف لمن يعادي لا إله إلا الله؟!
قوم يريدون أن يحفظوا أعراض المؤمنين، والمؤمنات، ودماءهم وأموالهم، وآخرون عاثوا في الأرض فساداً تحت سيقان الغانيات بـالاشتراكية المقيتة، فأضاعوا البلاد وأفسدوا العباد.
أيها تؤيد يا عبد الله وأيها تناصر؟! من يقول: إن الحكم إلا لله، أم تأيد من جعل السياسية والاقتصاد والإعلام إلهاً يعبد من دون الله؟ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [القلم:35-36] أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ [ص:28].
اللهم انصر عبادك المؤمنين، اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، واحفظنا بالإسلام قاعدين، ولا تشمت بنا الأعداء والحاسدين، اللهم امكر لإخواننا ولا تمكر بهم، يا حي يا قيوم.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
أما بعد:
أيها المسلمون! رسائل نوجهها من على منبر الدفاع عن الأقصى إلى الشعب الجزائري المسلم الذي قدم مليون شهيد.
يا أبناء المجاهدين! ويا أحفاد الشهداء! يا من كان سخياً بالدماء الزكية نصرة لهذا الدين! نوجه رسالة لكل شاب ورجل، وفتاة وثكلى، وأرملة ويتيم؛ إليكم جميعاً هذه التحية، إليكم جميعاً هذا الدعاء، لأنكم صمدتم صموداً صادقاً، تريدون الإسلام، فتحية لهذا الشموخ الصامد في مواجهة التغريب والعلمنة.
أنت جزء من هذا الشعب المسلم الأبي، ولطالما حمل والدك وجدك السلاح في مواجهة الكفر، إن نسل الشهداء والمجاهدين ليرفض أن يكون أداة في يد أعداء الدين، أو سلاحاً موجهاً إلى صدور المؤمنين، وإننا على يقين من أنك أيها الشعب! وأيها الجيش! قد أفقت حين سمعت صيحات التكبير، ولقد تذكرت أيام الجهاد، وإن خرير دماء الشهداء يتدفق بقوة في عروقك، ويملأ قلبك، لتخلع حلة الولاء لأعداء الله، وتكون ضمن جحافل المؤمنين.
أيها الجيش! اعلم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، واحذر من قول الله -وما أكثر الذين سيقولونها يوم أن يلقوا الله: وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً [الأحزاب:67-68] واعلم أن حرمة دم المسلم هي من أعظم الحرمات، واستمع إلى قول الهادي صلى الله عليه وسلم: (لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً) وتذكر قوله الله: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً [النساء:93].
يكفيكم أنكم أثبتم على أرض الواقع أن الأمة تريد الإسلام، وأن الطواغيت هم حجر عثرة في طريقها، لقد كشفتم كثيراً من الحقائق، ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة، الصبر هو منهج الأنبياء: وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [لقمان:17] وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا [إبراهيم:12] (واعلموا أن النصر مع الصبر)، وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ [الأنبياء:105-106] .. وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمْ الْمَنصُورُونَ *وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ [الصافات:171-173].
والله إن النصر لهذا الدين، وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ [الشعراء:227] والله إن العاقبة للمتقين (ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار، بعز عزيز أو بذل ذليل).
واسمعوا هذه القصة!
طبيب من أطبائنا وهو من السودان يعمل هنا ويذهب في الإجازة، فإذا ذهب في الإجازة إلى بلده الثاني تجول في قرى السودان ، وفي هذا دليل على أن أعداءنا مهما خططوا فإن الناس بخير والفطرة موجودة، يقول: فدخلنا قرية من القرى فإذا كلهم قد تنصروا عن بكرة أبيهم، وكان عندهم شخص اسمه مارك ، وهو من الدول الأوروبية وعنده من الإمكانات الشيء الكثير، فالطائرة تأتي بالأغذية واللوازم الطبية -عندما تركنا إخواننا سال لعابهم بسبب الجوع والفقر، فماذا يفعلون- يقول: فلما دعوناهم للإسلام أبوا ولا يشيرون إلا إلى والدهم مارك -الذي يسمونه والدنا- يقول هذا الطبيب الذكي: فعزمت أن أقابل هذا المنصِّر، يقول: فجئناه على أننا منظمة إنسانية لا إسلامية، يقول: فجلسنا معه نداوي الجرحى ونطعم الجائع، فتأثر بأخلاقنا وبصفاتنا وبمعاملاتنا، فقلنا له بعد أن سألنا: من أين أنتم، قلنا: نحن مسلمون، قال: الإسلام جعلكم بهذه الأخلاق؟! فقلنا: نعم. فقال مارك : أريد أن أسلم، يقول: فقال هذا الطبيب -وأعرف اسمه- قال: نريد أن نفعل شيئاً ولا تشهر إسلامك حتى نخبرك، فأرسل الشباب يجمعون القرية في صعيد واحد بأن أباهم مارك يريدهم، فاجتمعت القرية رجالاً ونساءً وأطفالاً، فلما اجتمعوا يريدون أن يستمعوا لـمارك ، ولكن مارك لم يعد مارك بل أصبح عبد الله ، فقام مارك أمام القرية وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فقالت القرية كلها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، فإذا الصيحات بالتكبير تنطلق من القرية والبكاء، والفرحة بالعودة إلى الإسلام.
وبعد ثلاثة أيام أتت الطائرة وقد انقطعت أخبار مارك ، فسألوا عنه وقالوا: إما أنه مات وإما أنه أسلم، سبحان الله! انظروا ضد الإسلام الموت!! فقال الطبيب: يا عبد الله ! إني أخاف عليك.. أخاف أن يعذبوك وترتد عن دينك، فقال: اسمع! والله لو قطعوني قطعة قطعة على أن أعود عن ديني لا أعود! لا إله إلا الله!
أي ثبات! أي قوة! أي طموح! أي شعور! مساكين من صدوا الناس عن دينهم! أنتم مثل من يصد الهواء، أنتم مثل من يصد الماء، أنتم مثل من يصد الضياء والسماء، لا تستطيعون! الناس تريد تحكيم القرآن والسنة.
هذا هو شعب الجزائر فإليك أيها الشعب المسلم، وإلى أهل العلم خاصة: اتقوا الله وقوموا بالنصرة لإخوانكم، قوموا بنصرة إخوانكم في مشارق الأرض ومغاربها، وخاصة في بلادكم الجزائر ، انصروا إخوانكم، فإن نصرة أهل الإيمان جزء من العقيدة التي تحملونها في صدوركم، ادعوا لإخوانكم إذا قمتم الليل، توجهوا إلى الله بأن ينصرهم ويمكنهم، وتحينوا مواضع القبول، ووقت الإجابة.
إن علينا مسئولية أن نتوجه إلى الله بالدعاء وبالنصرة وبالبكاء، وبرفع الأيدي المتوضئة بأن نقول دائماً: اللهم انصر إخواننا في الجزائر ، اللهم مكن لهم، اللهم فرج كربهم، اللهم فك أسراهم، اللهم مكنهم من أعدائهم، يا حي يا قيوم! ياذا الجلال والإكرام!
هذا وصلوا على محمد الذي أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56] اللهم صل وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن أصحابه الأطهار أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن باقي الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ورحمتك يا أرحم الراحمين!
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم عليك بأعداء الدين، اللهم عليك باليهود ومن هاودهم، والنصارى ومن ناصرهم، والشيوعيين ومن شايعهم، والمنافقين وأذنابهم، اللهم عليك بـالرافضة ، والماسونية ، والحداثية ، والعلمانية ، اللهم احصهم عدداً، اللهم اقتلهم بدداً، اللهم لا تبق منهم أحداً.
اللهم يا سامع الصوت! ويا سابق الفوت! ويا كاسي العظام لحماً بعد الموت! اللهم من أرادنا وأراد علماء الإسلام، وأراد الخطباء والدعاة في مشارق الأرض ومغاربها بسوء اللهم فأشغله بنفسه، يا جبار السموات والأرضين! اللهم أشغله بنفسه، اللهم اجعل كيده في نحره، اللهم شتت شمله، اللهم اقطع نسله، اللهم عرضه للفتن يا رب العالمين! اللهم اجعله لا ينام الليل، ولا يستريح في النهار، اللهم اجعله قلقاً، اللهم اجعله مريضاً، اللهم اجعله مصروعاً، اللهم شل أطرافه، اللهم جمد الدماء في عروقه، اللهم يبس الطعام في أمعائه، اللهم نشف ريقه، اللهم اجعل الهواء ينشف في ريقه، اللهم سد حلقه، اللهم إنه أسكت كثيراً من الدعاة اللهم فأسكت صوته وأخرس لسانه، اللهم اجعله يتمنى الموت ولا يموت، يا حي يا قيوم!
اللهم إن عندنا اليقين التام أنك إن لم تستجب هنا، فسوف تستجيب هناك، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان، اللهم سدد رميهم، اللهم سدد سهامهم، اللهم وحد صفوفهم، اللهم اربط على قلوبنا وقلوبهم، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً، اللهم ردنا إليك رداً جميلاً، اللهم فك أسرى إخواننا في سوريا ، والسودان ، والجزائر ، وتونس ، ومصر ، وليبيا ، والعراق ، وفي كل مكان يا رب العالمين! اللهم فك أسرهم وردهم إلى أهليهم عاجلاً غير آجل، سالمين غانمين يا رب العالمين، يا حي يا قيوم.
اللهم حرر بيت المقدس ، اللهم حرره من اليهود، وارزقنا فيه صلاة عاجلاً غير آجل، يا حي يا قيوم! اللهم أقر أعيينا برؤيته يا حي يا قيوم! اللهم إنا نسألك في هذا اليوم أن تصلح حكام المسلمين، اللهم أصلح حكام المسلمين، اللهم أصلحهم عامة، ووفق ولاة أمورنا خاصة، اللهم أصلحهم يا حي يا قيوم! اللهم قرب منهم العلماء الصالحين الناصحين.
والحمد لله رب العالمين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر