إسلام ويب

تفسير سورة الشورى [16 - 17]للشيخ : أحمد حطيبة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن، وظهر به الحق وبان، فلا حجة للكافرين بعد ذلك، فهم لا يؤمنون بالبعث ولا يرجونه، لكن المؤمنين يؤمنون بيوم البعث، فتراهم مشفقين من ذلك اليوم العصيب، وقد جعل الله سبحانه لقيام الساعة أشراطاً وعلامات؛ ولذلك فإن الساعة من الخمسة الأمور التي اختص الله تعالى بعلمها.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة ...)

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.

    قال الله عز وجل في سورة الشورى: وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ * اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ * يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ [الشورى:16-18].

    بعد ما أمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يدعو إلى هذا الدين القيم بقوله: فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ [الشورى:15]، أمره الله سبحانه وتعالى بأن يبلغ، ونهاه عن أن يتبع أهواء الكفار الذين يريدون منه أن يتبع ما هم فيه، ويشترطون للدخول في دينه أن يتابعهم في شيء، فلا تتبع أهواءهم، واحذر من هوى هؤلاء فإنهم يريدون أن يضلوك عن سبيل الله سبحانه وتعالى.

    والمشركون قد حاولوا أن يضلوا النبي صلى الله عليه وسلم، وربنا أثبت ذلك في كتابه سبحانه فقال: وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا [النساء:113].

    فحاول الكفار أن يضلوا النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يلفتوه عن دعوته إلى الله، وأن يشغلوه بأمور من أمور الدنيا حتى يتلهى عن هذا الدين.

    كذلك حاول أهل الكتاب أن يلفتوا النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يشككوا المسلمين في ذلك، فكانوا إذا سئلوا من أهدى سبيلاً؟ قالوا: هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا [النساء:51]، أي: قال أهل الكتاب للمشركين: أنتم أهدى من محمد سبيلاً.

    فعجب الله عز وجل من أمر هؤلاء: كيف أنهم يعرفون الحق ومع ذلك يقولون للمشركين: أنتم أهدى من هؤلاء سبيلاً؟ بل بلغ الأمر أكثر من ذلك، قال تعالى: وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [آل عمران:72].

    فمن الفتن العظيمة أن الكفار فيما بينهم يتفقون، أن يدخلوا في الدين في الصباح، وبالليل يخرجون من هذا الدين، قال تعالى: قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [آل عمران:72]، حتى يرى الناس أن هؤلاء يدخلون ويخرجون منه، فيكون الأمر سهلاً، ولكن لم يقدروا على ذلك.

    فهذا دين الله ونور من عند الله وبرهان من عنده، فهو حجة قوية دامغة، أما هم فحجتهم ضعيفة داحضة، عرف ذلك هرقل عظيم الروم حين ذهب إليه أبو سفيان فقال له هرقل: إني سائلك عن أشياء فلا تكذبني، وسأله عشرة أسئلة، من ضمن هذه الأسئلة قال هرقل لـأبي سفيان : هل أتباعه الضعفاء أم الأقوياء؟ قال: بل الضعفاء، قال كذلك أتباع الرسل، ثم قال: هل يرتد أحد منهم سخطاً لدينه؟ فقال أبو سفيان : لا، قال: وكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب، فأخبر أن دين الله لا يدخل فيه أحد ويرتد ساخطاً لهذا الدين، طالما أن المسلمين يدخلون مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا يرتدون عن هذا الدين، إذاً هو من رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم.

    وكاد هرقل أن يسلم بعد ما سأل هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة كسؤاله لـأبي سفيان: هل كان أحد من آبائه ملكاً؟ فقال له: لا، قال: لو كان أبوه ملكاً لقلت: رجلاً يطلب ملك أبيه، قال: هل هذا الرجل كان يكذب قبل ذلك عليكم؟ فقال له: لا، لم يكذب، قال: ما كنت لأظن أن يدع الكذب على الناس ويكذب على الله، وسأله أسئلة وفي النهاية جمع حاشيته في قصره، وأغلق عليهم باب القصر، وقال لهم: أهل أدلكم على دينٍ هو خير؟ اتبعوا هذا الرجل، فنخروه وصرخوا ورفعوا أصواتهم، وهرعوا إلى الأبواب ساخطين عليه، ولكن هرقل بخبثه قال: ارجعوا إنما كنت أختبر قوتكم في دينكم.

    ولم يكن يختبر قوتهم، وإنما أراد أن يرى هل سيكونون معه أم لا؟ فإذا به هو الذي يمشي مع هؤلاء على ما هم فيه من باطل، ويظل على ما هو فيه، فرجعوا وسجدوا له، كأنه أراد من قومه أن يسجدوا له ويطيعوه، ويكونوا معه، لكن يدخل في دين النبي صلى الله عليه وسلم ويضيع عليه الملك فهو لا يريد ذلك، ولما قيل ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ضن الخبيث بملكه)، خاف هذا الخبيث إن يضيع منه الملك، ولكن دين الله هو الذي يبقى، وتقوى الله هي التي تنفع يوم القيامة.

    وملك آخر هو كسرى ذهب إليه خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الله سبحانه، فإذا به يمزق الخطاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مزق الله ملكه)، فقتله ابنه، ولم يزل القتل فيهم حتى تولت عليهم امرأة من بناته، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) فانكسرت بجنود كسرى بعد ذلك بما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم.

    فهذا الملك مزق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، فمزق الله ملكه، وتحكمت فيهم امرأة فضيع الله ملكهم بعد ذلك، ونصر الله الإسلام ونشره، وملك المسلمون بلاد قيصر وبلاد كسرى ، وأخذوا ممالك الفرس والروم بفضل الله سبحانه وتعالى.

    وهنا في الجنوب ملك الحبشة النجاشي واسمه أصحمة ومعناها: عطية رضي الله عنه، هذا الرجل كان نصرانياً يعرف الحق، ذهب إليه المهاجرون برسالة النبي صلى الله عليه وسلم؛ وفيهم جعفر بن أبي طالب أخو علي بن أبي طالب وابن عم النبي صلوات الله وسلامه عليه، وتغيظت قريش وأرادت إرجاع هؤلاء ليعذبوهم وليفتنوهم، فأرسلوا وراءهم مجموعة فيهم عمرو بن العاص وغيره.

    وذهب هؤلاء الكفار إلى النجاشي وإلى من معه بهدايا كثيرة جداً، وكان أهل الحبشة يحبون الجلود من بلاد العرب، فأرسلوا إليهم بجلود كثيرة هدايا للملك ولبطارقته وجنوده، فقبلوا منهم الهدايا، وفي اليوم الثاني ذهب عمرو بن العاص إلى ملك الحبشة وكان كافراً وكان ذكياً جداً، ذهب ومن معه إلى الملك يوقعون بينه وبين المهاجرين، فجاءوا يحتجون: إن قوماً نعرفهم من أقربائنا قد تركوا ديننا وصبوا، وجاءوا إلى بلادكم، وقد أرسلنا قومنا إليك لنأخذهم ونرجع بهم إليهم، فإذا بالرجل يغضب ويقول: لا والله، كيف أرسل معكم قوماً استجاروا بي ونزلوا بلادي ضيوفاً، لا والله لا تأخذونهم، فرجعوا مخزيين ثم فكروا ليلتهم وقالوا: نرجع إليهم بحيلة، وكان صاحب الحيلة عمرو بن العاص ، وكان ذكياً كما ذكرنا.

    وأصبح في اليوم الثاني وذهب إلى الملك، ثم قال للملك: أيها الملك! إن هؤلاء ليسوا على ديننا وليسوا على دينكم، إنهم يقولون في المسيح مقالة شنيعة، والنصارى يعبدون المسيح من دون الله سبحانه، قال: وماذا يقولون؟ قال: أرسل إليهم، فأرسل إليهم، فبات المهاجرون على رأسهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه يفكرون ماذا يقولون للملك؟ ثم قالوا: والله ما نقول إلا الحق.

    وذهبوا إلى الملك في اليوم الثاني وسألهم وقد جمع البطارقة، وجمع من معه وسألهم: إن قومكم يقولون: كذا وكذا فبأي شيء جئتم؟ فأخبروه أنه جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أوسطهم نسباً، ومن أفضلهم، ومن أشرفهم صلوات الله وسلامه عليه، جاء بكتاب من عند الله سبحانه وتعالى، وفيه أنه يأمرنا بالتوحيد، ويأمرنا بالصلاة، ويأمرنا بالصدقة، وينهانا عن الفواحش وعن المنكر، قال: هذا دين حسن، فقال له عمرو : اسألهم ماذا يقولون في المسيح؟ فقال: ما تقولون في المسيح؟ قالوا: إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ [النساء:171]، وإذا بالملك يأخذ عصاه أو قشة من الأرض وقال: والله ما زاد المسيح على ما قالوا بمقدار هذه، وكان من حوله ينفرون مما يقول، فقال: انفروا وإن أبيتم، والله لو قدر لي لأذهبن إليه فلأغسلن قدميه صلوات الله وسلامه عليه.

    هذا الرجل الذي قد نصره الله سبحانه وتعالى على قومه، قال لقومه: إن الله لم يستأذنكم حتى يرد عليَّ ملكي، فإن ملكه أخذ منه قبل ذلك، فرده الله سبحانه وتعالى عليه، فقال ونسب الفضل لصاحبه: إن الله قد رد إلي ملكي من غير أن يستأذنكم، والله لا أقول إلا كما يقول، ولو كنت أقدر لتوجهت إليه صلوات الله وسلامه عليه، ولغسلت قدميه.

    هذا الرجل الفاضل العظيم أصحمة النجاشي لما توفي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوفاته فقال: (قوموا فصلوا على صاحبكم، إن أخاكم النجاشي قد مات)، فصلى عليه النبي صلوات الله وسلامه عليه.

    فانظر الفرق بين هذا الملك العظيم، وبين هؤلاء الذين ضنوا بملكهم وضلوا عن سبيل الله سبحانه، فتمزق ملكهم، وهذا الرجل لما توفي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يضع منه ملكه، بل ظل ملكاً حتى توفاه الله سبحانه وتعالى، هذا الرجل يخبرنا جعفر أنه بعد يومين من ملكه خرج عليه قومه وأراد بعضهم أن يغيروا عليه، فخرج يقاتلهم، فأشفق الصحابة عليه وخافوا، وكان بينهم وبين مكان القتل نهر، فقالوا: من يذهب فينظر خبر المعركة؟ فالمهاجرون يتمنون أن ينتصر هذا الرجل المسلم رضي الله تبارك وتعالى عنه، فكان فيهم جعفر رضي الله عنه، فألبسوه قربة جلد ونزل وعام عليها حتى وصل إلى مكان المعركة، فشاهد انتصار النجاشي ومن معه، فرجع إلى المسلمين فأخبرهم وبشرهم بذلك.

    يقول الله سبحانه: وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ [الشورى:16]، هؤلاء الذين يجادلون بالباطل ويحاجون مخاصمين في دين الله سبحانه، منفرين الناس عن دين الله سبحانه.

    فاحتج الكفار وقالوا: إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ [الزخرف:22]، وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ [الزخرف:23]، قالوا ذلك فخذلهم الله وأخزاهم فيما يقولون، أما النصارى واليهود فقالوا: آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [آل عمران:72]، فرد الله كيدهم في نحورهم، وأسلم الكثيرون ولم يرتد أحد من المسلمين ساخطاً لدينه.

    بل فضح الله سبحانه وتعالى هؤلاء فيما قالوا، فقد قالوا: لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا [النساء:51]، وعرف الكفار بعد ذلك أن محمداً على الدين الحق فأسلم منهم الكثيرون، ومات منهم الكثيرون، ونصر الله هذا الدين، وأعز الله الإسلام.

    قال الله للنبي صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ، أي: يخاصمون بالباطل ويحتجون عليك بكلام لا معنى له، مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ أي: من بعد ما استجيب لدين الله سبحانه، ومن بعد ما دخل المؤمنون في دين الله، وأجابوا دعوة ربهم، واستجابوا لنداء نبيهم صلوات الله وسلامه عليه، حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ، أي: من بعد ما أسلموا حجة هؤلاء الكفار داحضة لا قيمة لها، يقال: دحضت الأرض: صارت زالقة تزحلق الذي يقف عليها، والدحض: الانزلاق، فحجتهم لا تثبت.

    والحجة القوية التي تثبت مدعمة بما يقوله صاحبها من كلام قوي تقبله القلوب، وتقبله العقول، لكن هؤلاء حجتهم لا تثبت على أفواههم، ولا تثبت على قائمة، فهي كالشيء الذي يقف على أرض منزلقة تزحلق وتضيع حجتهم فتصير داحضة باطلة، لا تستقيم ولا تثبت عند النظر، ولا يؤبه لما يقولون.

    فإذا قالوا: نحن نبينا قبل نبيكم، ونحن ديننا قبل دينكم، قلنا: وماذا في ذلك؟ نوح كان قبلكم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وجاء نبيكم من بعده، فلم تحتجون بالحجة نفسها؟ فهذا النبي معصوم جاء من عند الله بآية، والآية: معجزة وبينة.

    فانظروا في الآية التي جاء بها ودعكم من هذا الهراء ومن هذا الكلام، انظروا هل معه معجزة أم ليس معه معجزة؟ هل هو إنسان صادق أم ليس صادقاً؟ انظروا إليه وإلى معجزته، فهذا الذي يلزمكم الحجة ولا يلزمنا ما تقولون، قال تعالى: حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ، أي: يبطلها ربنا سبحانه وتعالى ولا تستقيم، وإن استقامت على قوم في الدنيا لا تستقيم عند الله.

    قال تعالى: وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ فإذا جاءوا يوم عرفوا الحق الذي كانوا يهربون منه جاءوا وعليهم غضب، أي: يغضب ربهم عليهم بكفرهم، وبشركهم، وبجدالهم بالباطل في دين الله سبحانه، قال تعالى: وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ أي: موجع يوم القيامة.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان ...)

    قال الله تعالى: اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ [الشورى:17]، سبحانه وتعالى.

    بدأ هذه الآية بلفظ الجلالة، هذه الكلمة العظيمة التي تملأ القلوب، وتملأ العقول نوراً وبصيرة، فهو الله سبحانه الذي يعبد وحده لا شريك له.

    قوله تعالى: اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ [الشورى:17]، جاء هذا الكتاب تشريفاً لنا، جاء من السماء من عند رب العالمين، كتاب فيه حكم الله سبحانه، يحكم بيننا ويحكم علينا بحكم الله الملك، الحكم، العدل، اللطيف، الخبير سبحانه وتعالى، قال تعالى: وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ [الرعد:41].

    فالإنسان يحكم ويجد من يعقب على حكمه، ومن ينقض حكمه، ويستأنف الحكم من جديد، لكن الله يحكم ولا معقب وليس هناك أحد ينقض حكم الله سبحانه، أو أحد يبدأ حكماً جديداً بعد حكم الله سبحانه، قال الله تعالى: اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ أي: متلبساً بالحق، ونزل حقاً من السماء، ونزل مشتملاً على الحق.

    هذا كتاب الله سبحانه وتعالى فيه الحق، ونزل من عند الله فهو حق وليس باطلاً، ونزل الكتاب مشتملاً على الحق نزولاً حقاً، نزل وفيه الحق من عند رب العالمين.

    (والميزان): معطوفة على الكتاب، منصوبة، أي: وأنزل الميزان، أي: أنزل العدل، وأنزل الشريعة التي تأمركم بالعدل، فعلمكم العدل، وعلمكم الوزن، وعلمكم الكيل، ونهاكم عن التطفيف، وعلمكم كيف تصنعون الميزان، والله هو الذي أرشدكم إلى ذلك سبحانه وتعالى، حتى يحق الحق في هذه الدنيا، وحتى يعرف الإنسان ماذا عليه بشرع الله سبحانه وتعالى.

    قرب قيام الساعة

    ثم يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ [الشورى:17]، أي: ما يشعرك، وهل تدري لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ؟

    والساعة قريب كما أخبر الله سبحانه، وفي يوم القيامة يوم واحد بخمسين ألف سنة، وقال تعالى: وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ [الحج:47]، فعمر هذه الدنيا قصير، لا تنظر لمن يقول: إن عمر هذه الأرض خمسون مليون سنة أو مائة مليون سنة، فإن آدم لم يكن في الملايين التي يزعمونها هذه، فإن العمر من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهدنا ألف وأربعمائة سنة.

    فقولهم: إن الإنسان القديم من كذا مليون سنة، هذا من الكذب الذي يقولونه، فإن ما بين آدم وبين النبي صلى الله عليه وسلم آلاف من السنين، والله أعلم بها، فقد انقضت سنون من عهد آدم إلى عهد نبينا صلى الله عليه وسلم وصارت عبرة لمن يعتبرون، والآن نحن بعد النبي صلى الله عليه وسلم بألف وأربعمائة سنة، والله قال للنبي صلى الله عليه وسلم: لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ.

    ولم يخبرنا سبحانه وتعالى عن الساعة، قال تعالى: عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً [الأعراف:187]، وانظر إلى هذه الصفات التي يذكرها الله سبحانه، فالساعة قريبة جداً تنتظرونها كما ينتظر المولود من المرأة الحامل، حتى إذا امتلأ بطنها، واستمر بها حملها، وقرب شهر ولادتها إذا بهم ينتظرون نزول الجنين، قال تعالى: لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [الأعراف:187]، الكل ينتظرون أهل السموات وأهل الأرض وكأنها المرأة الحامل المثقلة بحملها التي على وشك أن ينزل منها الجنين، قال تعالى: ثَقُلَتْ، أي: ثقلت الساعة على أهل السماء والأرض، قال تعالى: لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً، أي: لا تنزل ولا تأتي إلا بغتة.

    وقال تعالى: يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا [الأعراف:187]، أي: كأنك تكثر السؤال عنها، فمحمد صلى الله عليه وسلم لا يسأل إلا عما ينتفع به وتنتفع به الأمة، أما الساعة فالله أخبر أن علمها عنده سبحانه فهو لا يسأل، فقوله تعالى: كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا، أي: كأنك تسأل كما هم يسألون عنها، وكأنك عليم بوقتها، قال تعالى: إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي [الأعراف:187]، فعلم الساعة عند الله سبحانه وتعالى.

    روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بارزاً للناس، فسأله جبريل: ما الإيمان؟ فقال صلى الله عليه وسلم: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث)، قال تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ [البقرة:285]، وقال تعالى: وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة:285]، والمصير: هو اليوم الآخر، وقال تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر:49]، فهي ستة أصول للإيمان، فالكل يؤمنون بها.

    فجبريل يسأل ليعلم الناس فيقول للنبي صلى الله عليه وسلم: (ما الإيمان؟ فأخبره أن الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، وبلقائه، وتؤمن بالبعث، قال: ما الإسلام؟ قال: الإسلام: أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، قال: ما الإحسان؟ فقال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك).

    فهذه أصول الإسلام يخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم جبريل، والصحابة لا يعرفون أنه جبريل، فجاء جبريل ليسأل فيتعلم أصول هذا الدين من النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها منزلة عظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم أن السائل جبريل والمجيب النبي صلى الله عليه وسلم، والعادة كانت العكس، أن ينزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فيخبر النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: أتاني جبريل بكذا وبكذا.

    وهذه المرة جبريل في مكان المتعلم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم يجيب، ثم سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم: (متى الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك عن أشراطها).

    إذاً: يعلم النبي صلى الله عليه وسلم علامات الساعة وأشراطها، أما وقتها فلا يعرف النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنها ستكون الساعة في يوم جمعة، ولا يعرف في أي شهر هذه الجمعة وفي أي سنة، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وسأخبرك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربها -أي: سيدها- وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان).

    فقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا ولدت الأمة ربها)، يعني: تنسى الأحكام الشرعية فيقع الناس في الحرام وبسبب ذلك تلد الأمة ربها، أي: سيدها، كأن يكون إنسان اشترى أمة واستولدها سيدها، فيكون ابنها حراً ولا يكون عبداً، وإذا توفي السيد تصير الأمة حرةً؛ لأن ابنها أعتقها، والابن لا يجوز له أن يملك أمه، فهذه أمة يملكها هذا الرجل، والرجل وطأ الأمة فأنجبت له الأمة ابناً والابن حر كأبيه، والمرأة أمة كما هي، لأنه اشتراها بماله، أما الزوجة فقد دفع مهرها وأشهد عليها، وأخذها من وليها، فالزوجة شيء والأمة شيء آخر.

    فهذه الأمة لما ولدت الحكم الشرعي أنه إذا توفي هذا السيد تصير هي حرة، والذي حررها هو ولدها؛ لأن الولد لما توفي الأب صار هو الوارث لجميع مال أبيه، والأمة من ضمن مال أبيه.

    فصار الولد وارثاً للمال بما فيه الأمة، والأمة أمه، فلا يجوز له أن يملكها في الشريعة، فبمجرد ما انتقلت إلى ملك ابنها صارت حرة.

    فإذا نسى الناس أحكام الشريعة، وبقي الأمر على ما كان في الجاهلية، أنَّ الولد يملك أمه فيأمرها وينهاها، فإن الساعة تأتي في مثل ذلك.

    كذلك ينسى الإنسان الأحكام الشرعية فإذا بالسيد بعدما يطأ الأمة ويحبلها يبيعها، فإذا بها تلد الابن، فيأخذ الرجل ابنه ويبيع المرأة، ولا يحل له أن يبيعها، فإذا صارت لغيره ونسيت ابنها في يوم من الأيام فاشتراها ابنها؛ لأن هناك فرقاً بين المرأة وبين ابنها، فصار الابن يملك أمه، وهذا من أشراط الساعة.

    شرط آخر: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان)، فترى الراعي يملك عمارة مائة طابق، يملك عمارة ناطحة السحاب، فالساعة قربت طالما أن هؤلاء الذين كانوا فقراء ومساكين ورعاة يتطاولون في البنيان، فهذه من علامات الساعة، وقد اقتربت الساعة.

    وانظر إلى البلدان التي كانت في يوم من الأيام مراعي، وأهلها كانوا رعاة للغنم في الجزيرة وغيرها، صاروا أغنى الناس، وصار عندهم القصور العالية، قال تعالى: ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ [المائدة:54]، وليس المعنى: أنه يحرم عليهم أن يملكوا، وإنما المعنى: أنه إذا انقلبت هذه الأوضاع فإن الساعة آتية، فصاروا يملكون ناطحات السحاب، وصاروا يملكون البيوت والعمارات في بلادهم وفي بلاد غيرهم، ويملك الرجل القرية في سويسرا وفي أمريكا، وغيرها من الدول.

    فإذا صار الأمر على ذلك فانتظروا الساعة؛ لأن هذه من علامات الساعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رعاة الإبل البهم)، والبهم معناه: المجهولون الذين لم تكن لهم مكانة في يوم من الأيام، كانوا رعاة غنم والآن صاروا ملوكاً ورؤساء على الناس، فإذا صاروا كذلك فانتظروا الساعة.

    والبهم كأنها صفة للإبل على الكسر فيها، أي: بهيمة الأنعام، ويسميها النبي صلى الله عليه وسلم (حمر النعم)، أي: الأنعام الحمراء، وهي أغلى وأنفس الأنعام عند أصحابها، والسوداء أقل الأنعام ثمناً، ومع ذلك فإن راعي الإبل يصير متطاولاً في البنيان، فهذه من أشراط الساعة في خمس لا يعلمهن إلا الله: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [لقمان:34].

    هذا ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم، فأدبر الرجل بعد ما سمع ذلك ومشى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ردوه)، فأرادوا أن يردوه لكنهم ما وجدوه، وقد جاء إليهم في رواية مسلم : (شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد)، رجل غريب وثيابه نظيفة جداً شديدة البياض، وشعره أسود لا يرى عليه أثر سفر، قال: (ولا يعرفه منا أحد)، فهو آتٍ من قريب، ومع ذلك لا أحد يعرف هذا الإنسان، فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ردوه)، وفطن له النبي صلى الله عليه وسلم في النهاية حين انصرف فقال: (أتعلمون من السائل؟ قالوا: لا، قال: هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم).

    أي: جاء جبريل يعلمكم أمر دينكم؛ لأنكم لم تسألوا عن هذه الأشياء المهمة، فجاء جبريل يسأل فأوضح لكم هذه الأشياء.

    قال تعالى: وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا [الأحزاب:63]، أي: أن الساعة قريبة.

    روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: عائشة : (كان رجال من الأعراب جفاة يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيسألونه متى الساعة) أما أهل الإيمان فلا يسألون عنها، لأن الساعة عند أهل الإيمان هي الموت، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين).

    فساعة كل إنسان ستأتيه، سواء جاءت الساعة الكبرى أم لا، فالأعراب كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم وقد وصفتهم بأن فيهم جفاء، قالت: (يسألونه: متى الساعة؟ فينظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصغرهم)، أي: معهم ولد صغير، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم)، يعني: انتبهوا لأنفسكم، ما لكم وللساعة الكبرى، فإن الساعة الكبرى تأتي وقت ما يشاء الله سبحانه، ولكن ساعتكم أنتم أنكم لن تعمروا إلى قيام الساعة الكبرى، فلا يبلغ هذا الصغير الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم.

    رجل آخر جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم عن أنس فقال: (يا رسول الله متى الساعة؟)وفي رواية قال: (إن رجلاً من أهل البادية أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة؟)، كأن الرجل ليس لديه سؤال إلا متى الساعة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ويحك ما أعددت لها؟)، فكأن الرجل رجع إلى نفسه وتواضع، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: (والله ما أعددت لها كثيرة صلاة ولا صيام، ولكني أحب الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت)، قال أنس راوي الحديث رضي الله عنه: (فأنا أحب الله، وأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحب أبا بكر ، وأحب عمر رضي الله تبارك وتعالى عنهم، وأرجو أن أكون معهم).

    هذا أنس يقول ذلك رضي الله تبارك وتعالى عنه، وقال: (ففرحنا يومئذٍ فرحاً شديداً)، يعني: بهذا الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم، وفي رواية: (فما فرحنا بشيء فرحنا بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم أنت مع من أحببت)، يقول أنس : (فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر ، وعمر ، وأرجو أن أكون معهم بحيي إياهم، وإن لم أكن أعمل بمثل أعمالهم)، هذا هو الحب في الله سبحانه وتعالى.

    فالإنسان يحب الصالحين ولعله يكون يوم القيامة مع هؤلاء الصالحين، كما قال أنس رضي الله تبارك وتعالى عنه، وكما قال الإمام الشافعي :

    أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعه

    وأكره من بضاعته المعاصي وإن كنا سواء في البضاعة

    رحمة الله على الشافعي ، ورضي الله عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ونسأل الله عز وجل أن يرزقنا حبه، وحب من يحبه، وحب كل عمل يقربنا إلى حبه، وأن يحشرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأن يجعلنا معهم في جنة الخلد في الفردوس الأعلى من الجنة.

    أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755915477