الجواب: أشكر الله سبحانه وتعالى أن جعل هذا البرنامج -نورٌ على الدرب- نافعاً لعباد الله، وهذا ما نريده، وتريده الحكومة السعودية وفقها الله عز وجل، وقد سمعنا الثناء عليه من عدة أناس ممن هم في البلاد وخارج البلاد، ثم إني أهنئ هذه الأخت السائلة التي من الله عليها بالاهتداء في ارتداء الحجاب الشرعي الذي منه تغطية الوجه، بل هو أهمه، وأما ما يحصل لها من الأذية من قولهم: إن هذا جنون، فلا تتعجب من هذا، فقد قيل عن الرسل عليهم الصلاة والسلام مثل هذا وأشد، قال الله عز وجل: كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ [الذاريات:52]، فلتصبر ولتحتسب، ولتعلم أن كل شيءٍ أصابها بسبب تمسكها بدين الله، فإن ذلك رفعةٌ في درجاتها وخيرٌ لها في الدنيا والآخرة، ولا تكن كمن قال الله فيهم: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ [الحج:11].
أما أولئك القوم الذين ينهون عن المعروف، فما أعظم خسارتهم! وهم محادون لله ورسوله، لأن كل من نهى عما أمر الله به ورسوله فهو محادٌ لله ورسوله، وأما قولهم: إن هذا الحجاب خاصٌ بزوجات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فنقول: إذا كانت نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مأموراتٍ بالحجاب وهن أشد النساء عفة وأبعدهن عن الفتنة، فمن دونهن من باب أولى، وعلى هذا فالاستدلال بذلك صحيح، على أننا لا نسلم أن هذا خاصٌ بنساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإنما حجاب نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حجابٌ خاص، ليس هذا الذي نتكلم عنه.
الجواب: ليس من شروط قراءة القرآن التوجه إلى القبلة، وليس من شروط قراءة القرآن أن يكون الإنسان على طهر، إلا إذا كان يقرأ من المصحف، فإنه لا يمس المصحف إلا وهو طاهر، فإن أراد أن يمس المصحف وهو ليس بطاهر فليجعل بينه وبين المصحف حائلاً من منديلٍ أو غيره وليقرأ، لكن الجنب لا يحل له أن يقرأ القرآن حتى يغتسل.
الجواب: نعم الصلاة صحيحة، ولا حرج عليها أن تجهر في صلاة الليل إذا لم يكن عندها من الرجال من يسمعها، وهم غير محارم لها.
الجواب: إذا كنت لا تعلم هؤلاء، ولا تعلم مكانهم، فتصدق بذلك عنهم، والله تبارك وتعالى يعلمهم وسيبلغهم حقهم.
الجواب: أولاً: الخطبة في ليلة المزدلفة ليست مشروعة، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يخطب في المزدلفة بل صلى المغرب والعشاء، ثم نام إلى أن طلع الفجر.
ثانياً: إن قول هذا: إن شرب الدخان مبطلٌ للحج! خطأ، فليس مبطلاً للحج.
وأما قوله: إن مزدلفة مسجد! فهو خطأ أيضاً، فإن مزدلفة كغيرها من الأراضي، ولو كانت مسجداً لحرم أن يبول بها الإنسان، ولحرم أن يكون بها جنباً إلا بوضوء، ولحرم على الحائض أن تبقى فيها، فهي ليست بمسجد إلا كما نصف بقية الأرض بأنها مسجد.
وأما قوله: عليه لعنة الله! فهذا قولٌ كذب إن أراد به الخبر، ومحرم إن أراد به الدعاء، فنصيحتي لهذا -إن صح ما نقل عنه- أن يتوب إلى الله عز وجل، وأن لا يتكلم إلا بعلم، وأن لا يضل عباد الله، والدخان لا شك عندنا أنه حرام، ولكن فعل المحرم لا يبطل الحج، ولا يفسد الحج إلا ما ذكره العلماء، وهو الجماع قبل التحلل الأول إذا كان الإنسان عالماً، ذاكراً، وما عدا ذلك حتى محظورات الإحرام لا تبطل الحج.
الجواب: أما ميلها إلى الكبير لكونه يحسن إليها، فهذا أمرٌ طبيعي، فإن النفوس ميالةٌ إلى من يحسن إليها، وأما تفضيله بدراهم فهذا لا يجوز، لأن بره وثوابه فالأجر عند الله عز وجل، فلا يحل لها أن تخصه بشيء من المال من أجل بره بها، بل تدعو له بالخير والتوفيق والنجاح في الدنيا والآخرة، وفي هذا كفاية.
الجواب: على كل حال الإنسان المسافر إذا غادر بلده، فإنه يقصر ويجمع إلى أن يعود، لو بقي سنة أو سنتين، لكن إذا كان في بلدٍ تقام فيه الجماعة وهو يسمع النداء، يجب عليه أن يذهب إلى المسجد، ويصلي مع الناس، وإذا صلى مع الناس سيتم، أما بالنسبة للجمع فعلى المسافر أن يجمع، سواءٌ كان سائراً أم مقيماً، لكن الأفضل أن لا يجمع إلا إذا كان سائراً.
الجواب: ما دام الحال كذلك، أنه يبعد عنكم نحو كيلو، وبينكم وبينه خطٌ سريع، فلا بأس أن تصلوا جماعة في مكانكم، وحينئذٍ تقصرون وتجمعون إذا كان أيسر لكم.
الجواب: لا أرى في ذلك حراماً إذا كانت قد سترت وجهها وكفيها، لكنني لا أرى أن ذلك حسن، ما الذي يجعلنا نرجع إلى عباءةٍ ليست هي العباءة المعروفة عندنا؟ لماذا؟!
إن العباءات المعروفة عندنا أفضل من هذه، فنحن الآن عدلنا عن العادة المألوفة، وعدلنا عن الأفضل إلى شيء غير مألوف، وإلى شيء مفضول، ما بالنا نفعل هذا؟!
يدل على ضعف الشخصية، وعلى عدم الاعتزاز بالنفس، فأرجو من أخواتنا في هذه البلاد أن يبقين على ما كان معتاداً من لبس العباءات المعروفة التي تكون على الرأس، فلا تبين مدى طول الرقبة ولا حجم الرقبة ولا حجم الكتفين، وكلما كان لباس المرأة أستر كان أفضل.
الجواب: ليس عليك إثم في غيابك سنةً أو أكثر إذا كانت راضيةً بذلك، وكانت آمنة في بلادها، لأن الحق لها، فإذا رضيت بهذا فلا حرج، ومع ذلك فأنا أحبذ أن يجعل الموظف شهراً في السنة يكون إجازة حتى يذهب إلى أهله، ويعرف ما هم عليه من الأمور.
الجواب: ليس عليه إثم، لأن صلاة التراويح من الأمور المستحبة لا الواجبة، ومع هذا فظاهر كلام السائل أنه -جزاه الله خيراً- يصليها بعد أن يغلق الدكان، فنسأل الله أن يقبلها منا ومنه.
الجواب: الواجب عليه أن يجبرها على أن تلبس اللباس الشرعي، وإذا قدر أنها عصت فله أن يمنعها من الخروج من البيت، لأن الولاية له عليها، كما قال الله عز وجل: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ [النساء:34].
الجواب: ليس عليكن شيء؛ لأن كل إنسان يفعل محرماً في العبادة وهو لا يدري، ليس عليه شيء، ولهذا لو تكلم الإنسان في الصلاة جاهلاً أن الكلام حرام، فصلاته صحيحة، فمثلاً: لو دخل شخص وسلم على رجلٍ يصلي، فقال المصلي: عليك السلام وهو لا يدري أنه حرام فليس عليه شيء، فقد ثبت في الصحيح أن معاوية بن الحكم رضي الله عنه دخل المسجد، وصلى مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فعطس رجلٌ من القوم، وقال: الحمد لله، فقال معاوية رضي الله عنه: يرحمك الله، يخاطبه، فرماه الناس بأبصارهم منكرين عليه، فقال: واثكل أمياه -زاد على ما سبق- فجعلوا يضربون على أفخاذهم يسكتونه، فسكت، فلما سلم دعاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال معاوية : فبأبي هو وأمي ما كهرني ولا نهرني، وإنما قال: ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التكبير وقراءة القرآن )، أو كما قال، ولم يأمره بإعادة الصلاة، وقال في الصيام: ( من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه )، وهكذا جميع المحرمات في جميع العبادات، إذا فعلها الإنسان ناسياً أو جاهلاً فليس عليه شيء.
الجواب: كلما أذنب الإنسان ذنباً وجب عليه أن يتوب إلى الله منه، وشروط التوبة خمسة؛ الأول: أن تكون خالصةً لله عز وجل، والثاني: أن يندم على المعصية، والثالث: أن يقلع عنها في الحال، والرابع: أن يعزم على أن لا يعود في المستقبل، والخامس: أن تكون قبل فوات الأوان، فإن كانت بعد فوات الأوان، كما لو تاب الإنسان بعد أن شاهد الموت فإنها لا تقبل منه؛ لقول الله تعالى: وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ [النساء:18]، إذا تمت شروط التوبة تاب الله عليه، حتى ولو تكرر منه الفعل، لكن يجب على الإنسان أن يكون ذا عزيمة صادقة، وأن يكون قوياً في أمره، وأن لا يغلبه هواه وشيطانه على العودة إلى معصية الله عز وجل.
الجواب: سيد الاستغفار أن تقول: ( اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )، هذا سيد الاستغفار، وهو أفضله، ولكن ينبغي للإنسان أن يكثر من ذكر الله، ومن استغفار الله، فإن هذا دأب الصالحين، ودأب عباد الرحمن، قال الله عز وجل: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران:190-191].
الجواب: لا يجوز للمرأة أن تكشف وجهها إلا لمحارمها، ومعلومٌ أن أخا الزوج ليس من محارمها، إلا أن يكون بينها وبينه رضاع، فهذا شيء آخر، وكذلك ابن عمها وابن خالها ليسوا من محارمها، فلا يجوز لها أن تكشف وجهها عندهم، حتى لو فرض أن هذه عادتهم، فالواجب ترك هذه العادة؛ لأن الشرع مقدمٌ على العادة.
الجواب: واجب زوجها أن يأمرها بالصلاة أمراً، وأن يؤدبها على ترك الصلاة حتى تصلي، فإن أصرت على ترك الصلاة فإنها تكون كافرة والعياذ بالله خارجة عن الإسلام، لا تحل له، ويجب أن يفرق بينه وبينها؛ لأن الكافرة لا تحل للمسلم إلا الكتابية، وإني أنصح هذه المرأة بنصيحة أرجو الله تعالى أن ينفع بها، أقول لها: توبي إلى الله، واعتصمي بحبل الله، وأدي ما فرض الله عليك من الصلاة، ولا تتهاوني بها، فإن ترك الصلاة على القول الراجح كفرٌ أكبر مخرج عن الملة نسأل الله السلامة والعافية، وفيما إذا بقيت مصرة على ترك الصلاة فسخ النكاح، وسقوط حضانة أولادك، وستكون العاقبة وخيمة والعياذ بالله.
الجواب: رأينا أنه عملٌ بدعي، وأنه لا ينفع الميت ولا ينفع الحي، لأن هذا الرجل القارئ يأتي يقرأ بأجرة، وأخذ الأجرة على قراءة القرآن يبطل الثواب، وحينئذٍ تبقى قراءة هذا الرجل بدون ثواب فلا ينتفع بها الميت، وإذا كان العوض من التركة، وفي الورثة من هو قاصر، صار في هذا تحريمٌ آخر، وهو إتلاف مال القاصر بغير حق، والواجب ترك هذه العادة، وترك الاجتماع عند أهل الميت؛ الميت راح وذهب، وموقفنا أن نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيراً منها.
الجواب: رأينا أن هذا عملٌ محرم، وأنه من النميمة والعياذ بالله، وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( لا يدخل الجنة قتات )، يعني: نمام، ومر صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذات يومٍ بقبرين يعذبان، فقال: ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير؛ أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة )، وهذا دليل أن من أسباب عذاب القبر النميمة والعياذ بالله، فعلى هذه المرأة أن تتقي الله عز وجل، وأن لا تفرق بين الزوج وأمه، أو بين الزوج وأبيه، وأن لا تختلق الكلام المحرم من أجل التفريق بينهم، وإذا وقع إشكال بينها وبين أم الزوج، أو بينها وبين أبيه، فحل المشاكل يكون بدون الفراق.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر