يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
إن أعظم مطلوب للإنسان أن يتعرف إلى الله عز وجل الذي خلقه وسواه، ومعرفة الله عز وجل لا تكون إلا بطريق أوصافه وأسمائه سبحانه وتعالى.
فقد اتصف الله عز وجل بكل صفات الكمال والجلال على سبيل الإطلاق، ولله الأسماء الحسنى، وقد سمى الله عز وجل نفسه بأحسن الأسماء وأفضلها، فيجب على العبد أن يتعرف إلى الله عز وجل بما شرع له وأذن له فيه، فإذا تسمى الله عز وجل باسم لا ينبغي لأحد من العباد أن ينازع الله في هذا الاسم، وإذا اتصف الله عز وجل بصفة ينبغي الإيمان بها إيماناً جازماً دون خوض، أو شك، أو تردد، أو تخلف، فإن من لم يثبت صفات الله عز وجل بما وصف به نفسه فليراجع إيمانه مرة أخرى، كما قال تعالى: إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا [النور:51]، ومن أسباب ضعف الإيمان المنازعة في خبر الله عز وجل ولو أدنى منازعة، وأهل الإيمان يقبلون الأمر والخبر وإن لم تستوعبه عقولهم آمنوا به ولم ينازعوا فيه.
فنتعرف إلى الله عز وجل بصفة من صفاته، وهي: صفة العلو والفوقية، وربما يقول قائل: لماذا هذه الصفة بالذات؟ أقول: إن هذه الصفة ضل فيها خلق كثير، وطرحوا آيات الاستواء وآيات العلو وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن إلى غير مراد الله عز وجل، وإلى غير ما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك انحرفوا عن إثبات صفة العلو والفوقية لله عز وجل، فمن الناس من قال: إن إثبات العلو لله عز وجل يستلزم التحيز والحد والمكان، ومنهم من قال: إن علو الله عز وجل هو علو قدر ومنزلة وعظمة، ومنهم من قال وهم أهل السنة: إن الله عز وجل في السماء، مباين لخلقه كما أراد سبحانه وتعالى، ومع أنه عالم ومستو على عرشه، فإنه مع خلقه في كل مكان بعلمه، وسمعه، وبصره، وقدرته، وإحاطته، ونصره، وتأييده، فلا مانع من الجمع بين علو الذات والمعية سواء كانت المعية خاصة أو عامة، خاصة مقيدة بشخص أو بصفة، كما سيتبين لنا أثناء المحاضرة بإذن الله، ولكني أقول كلاماً عاماً: إن هذه الصفة هي أصل صفات الله عز وجل في الإيمان.
إن من آمن أن الله عز وجل فوق رأسه لابد وأن يؤمن بأن الله تعالى محيط به، مطلع عليه يعلم سره ونجواه، هذا الذي يدفع العبد إلى أن يحسن عبادة الله عز وجل، إذا علمت أن ملكاً من ملوك الأرض -ولله المثل الأعلى- يطلع عليك، بل أدنى من ذلك عبداً من عباد الله يطلع عليك لا يمكن أبداً تقع في محذور يعاتبك عليه هذا العبد، فما بالك بالله عز وجل، إذا كنت تؤمن أن الله تعالى مطلع عليك من فوق سبع سماوات، فإنك لا تجرؤ أن ترتكب محارم الملك، ألا وإن لكل ملك محارمه، ومحارم الله تعالى هي حدوده التي حدها لك، ونهاك عن أن تقترب منها أو تقترف منها شيئاً.
ربما يقول قائل أيضاً: لسنا بحاجة إلى هذا الموضوع خاصة في هذه الأيام؟ والجواب: إننا بأمس الحاجة لأن نؤمن بكل صفة من صفات الله عز وجل، وبكل اسم من أسمائه سبحانه وتعالى خاصة في هذه الأيام، فلو أن الحكام يؤمنون بأن الله تعالى هو صاحب الشرع، ولا أحد يشرع غيره، فإن من شرع للبشر وحكم بما شرع فقد كفر، وآمنوا بأن الله تعالى الذي خلق الخلق هو أعلم بهم، وهو اللطيف الخبير، لم يجرءوا على أن يشرعوا من دون الله عز وجل ولو في أتفه المسائل، فلما اختاروا أن تحل شرائع الكفر مكان شريعة الرحمن، دل بهذا على أنهم كفروا بالله، ودل ضميرهم هذا على أنهم لم يعتقدوا أن الله تعالى هو الذي خلق الخلق وشرع لهم سبحانه تعالى.
فلو أن الناس آمنوا أن الله تعالى هو الحكم وهو اللطيف، وهو الخبير، وهو الذي يعلم ما يصلحهم وما يفسدهم، لسلموا وآمنوا بأنه لا حكم إلا لله، ولا شريعة إلا شريعة الله عز وجل، فلما غابت عنهم هذه المعاني الإيمانية، وحل محلها الكفر والضلال آثروا حثالات العقول البشرية على شريعة الرحمن سبحانه وتعالى.
الشاهد من هذه الكلام كله أنه يجب الإيمان بالله عز وجل عن طريق الإيمان بأسمائه وصفاته، ولو أنك تتبعت الأسماء والصفات اسماً اسماً، وصفة صفة، لوجدت في كل اسم وصفة من المعاني ما لا يحصيه إلا الله عز وجل، ولو علمتم ما في أسماء الله وصفاته من معان لكان وجه الأرض غير وجه الأرض الآن، ولكنه الكفر الذي حل ودب بالقلوب فغير حياة الناس، وغير البشرية، بل وغير وجهة الأرض جميعاً مما كان عليه الصحابة الذين كانوا يؤمنون بأسماء الله وصفاته، والذي أورثهم هذا أشد المراقبة وأقواها لله عز وجل، فلما غابت عنا هذه المعاني جميعاً وقعنا فيما لم يقع فيه السلف؛ لأنهم آمنوا بما لم نؤمن به نحن.
فالعلو ثابت بالكتاب والسنة والإجماع، وثابت بأخبار السلف والمعقول كذلك، فلو نظرنا إلى الكتاب لوجدنا أن هناك آيات كثيرة تدل على علو الله عز وجل.
وعلو الله عز وجل نازع فيه الناس، ونازعت فيه الفرق، وأول من أنكر علو الله عز وجل علواً ذاتياً على خلقه هم الجهمية.
وأما حمل هذا اللفظ على نوع معين من أنواع العلو هذا تحكم بلا دليل، وتخصيص بلا مخصص، والأولى إطلاق هذه الصفة وهذا اللفظ لله عز وجل من كل الوجوه، وأن تثبت لله عز وجل صفة العلو من كل الوجوه.
يقول الإمام سعد بن علي الزنجاني رحمه الله: قد أجمع المسلمون على أن الله هو العلي الأعلى، ونطق بذلك القرآن بقوله تعالى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، وأن لله علو الغلبة والعلو الأعلى من سائر وجوه العلو؛ لأن العلو صفة مدح عند كل عاقل، فثبت بذلك أن لله علو الذات، وعلو الصفات، وعلو القهر والغلبة.
والإمام أبو سعيد الدارمي من كبار أئمة أهل السنة قال في كتاب له: إجماع من الأولين والآخرين، العالمين منهم والجاهلين، أن كل واحد ممن مضى وممن غبر إذا استغاث بالله تعالى أو دعاه أو سأله يمد يديه وبصره إلى السماء يدعوه منها، ولم يكونوا يشيرون بهما إلى الأرض، ولا إلى أمامهم، ولا إلى خلفهم ولا عن أيمانهم، ولا عن شمائلهم، وإنما إلى السماء؛ لمعرفتهم بالله أنه فوقهم، حتى اجتمعت الكلمة من المصلين في سجودهم: (سبحان ربي الأعلى)، فلا يقول أحد منهم: سبحان ربي الأسفل.
وإمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة له كتاب عظيم في صفات الله عز وجل اسمه: (التوحيد وإثبات صفات الرب)، قال فيه: وقال جل وعلا: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، فالأعلى مفهوم في اللغة أنه أعلى كل شيء، وفوق كل شيء، فلو قلت: العلي لقلت: هناك من هو أعلى، ولو قلت: الأعلى، دل بذلك على أنه لم يكن شيء أعلى منه.
وقال الإمام ابن عبد البر عليه رحمة الله: وقوله تعالى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1]، وهذا من العلو.
فهؤلاء العلماء العظام وغيرهم كثير فهموا الآية على حقيقتها، من أنها تتضمن العلو، غير هذه الحثالة من بقايا الجهمية الذين أنكروا علو الله عز وجل على خلقه.
الصفة الأولى: صفة العلو، والصفة الثانية: صفة العظمة، فقال: وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255]، فلو كان العلو هو علو عظمة لما كان هناك داع من ذكر العظيم، فدل بذلك على أن العلو شيء والعظمة شيء آخر، والعلو صفة، والعظمة صفة أخرى؛ لأن الله تعالى ذكرهما وقرنهما، وعطف الثانية على الأولى والعطف يقتضي المغايرة والتباين.
قال ابن أبي العز الحنفي عليه رحمة الله: وإنما يثبت هذا المعنى من الفوقية في ظل ثبوت الفوقية المطلقة من كل وجه، فله سبحانه وتعالى فوقية القهر، وفوقية القدر، وفوقية الذات، ومن أثبت البعض ونفى البعض فقد تنقص، أي: فقد نسب الله عز وجل إلى النقص، وكل صفات النقص منفية عن الله عز وجل.
وقال الإمام سعيد بن محمد التميمي : وقد أجمع المسلمون أن الله تعالى العلي الأعلى ونطق بذلك القرآن، فزعم هؤلاء أن ذلك بمعنى علو الغلبة لا علو الذات، وعند المسلمين أن لله عز وجل علو الغلبة، والعلو من سائر وجوه العلو؛ لأن العلو صفة مدح، فثبت أن لله تعالى علو الذات، وعلو الصفات، وعلو القهر والغلبة.
وقال ابن خزيمة : والله قد وصف نفسه في غير موضع من تنزيله ووحيه، وأعلمنا أنه العلي العظيم، أفليس العلي يكون عالياً؟ الجواب: بلى، فصفة العلو ثابتة لله عز وجل وهي علو الذات.
وقال البغوي عليه رحمة الله في قوله: وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ [الحج:62]، قال: العالي على كل شيء، فليس فوقه شيء.
وقال الشيخ السعدي عليه رحمة الله في تفسيره (تيسير الكريم المنان) في تفسير (العلي) و(الأعلى): وهو الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه، علو الذات، وعلو القدر والصفات، وعلو القهر، فهو الذي على العرش استوى، وعلى الملك احتوى، وله جميع صفات العظمة والكبرياء والجلال، والجمال، وغاية الكمال اتصف، وإليه فيها المنتهى.
إذاً: الملائكة في السماوات، والله عز وجل فوق العرش، وإن لم يقل السلف بذاته إلا أن الأمر لزم بعد عصور السلف، فاضطروا اضطراراً لإثبات العلو الذاتي لله عز وجل أن يقولوا: إن الله تعالى مستو على العرش بذاته، وهو مع خلقه معية علم وإحاطة وسمع وبصر وإدراك ونصرة وتأييد.
فقوله تعالى: يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ [النحل:50] أي: أن الملائكة يخافون الله عز وجل وهو فوقهم.
وقال شيخ المفسرين الإمام الطبري عليه رحمة الله في قوله عز وجل أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ [الملك:16]: هو الله.
ونقل أبو الفرج بن الجوزي عليه رحمة الله في قوله: أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ [الملك:16] عن حبر الأمة ابن عباس كذلك أنه قال: أأمنتم عذاب من في السماء وهو الله عز وجل.
وكذلك قرن الحافظ ابن كثير في تفسيره بين هذه الآية وقوله تعالى: أَفَأَمِنتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا [الإسراء:68]، وهذا القول في إسناد الخسف إلى الله عز وجل، وعن مجاهد رضي الله عنه في قوله: أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ [الملك:16] قال: هو الله عز وجل، فإذا أتاك التفسير من جهة ابن عباس ومن جهة مجاهد فكفى بهما، ومجاهد أخذ التفسير عدة مرات عن ابن عباس .
وقال القرطبي عليه رحمة الله: قال ابن عباس : أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ [الملك:16]، أي: أأمنتم عذاب من في السماء إن عصيتموه، ولا شك أن الذي ينسب إليه العصيان هو العبد، والعصيان لا يكون إلا لله عز وجل، فلا يتصور أن يقصد بالذي في السماء أنه جبريل، أو أنهم الملائكة.
قالوا: لو سلمنا بأن الله بالسماء، لوقعنا في التشبيه؛ لأن الله يصبح محوياً والسماء حاوية له، وهذا لا يجوز؛ لأن الله لا يحيط به مخلوق، فالجواب: أن هذا جهل فاضح، فعلو الله عز وجل لا يستلزم أنه في حيز، ولا أنه محدود، ولا أن شيئاً من خلقه لا الكرسي، ولا العرش، ولا جميع الخلق يحيطون بالله عز وجل، فلما كان العرش فوق السماوات قال الله تعالى: أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ [الملك:16] وحرف الجر (في)س هنا بمعنى (على)، أي: أأمنتم من على السماء؟ فقول فرعون لمن عصاه: وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ [طه:71] والمعنى: ولأصلبنكم على جذوع النخل؛ لأنه لا يتصور أن يصلب هؤلاء في أصل النخل، وفي جذوع النخل من الداخل وإنما يكون ذلك بالصلب على جذوع النخل.
وقول الله تعالى: فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ [التوبة:2]، ليس المعنى فسيحوا في بطن الأرض، وإنما هو فسيحوا على الأرض، و(في) هنا تفيد العلو ولا تفيد الظرفية.
وقال ابن أبي العز الحنفي: التصريح بأن الله تعالى في السماء، وهذا عند المفسرين من أهل السنة على أحد الوجهين: إما أن تكون (في) بمعنى (على)، ويراد بها العلو، وهذا هو المعنى الراجح من المعنيين، لا يختلفون في ذلك ولا يجوز الحمل على غيره.
ويقول الشيخ مرعي بن يوسف الكرمي : والمراد بالسماء هنا ما فوق العرش؛ لأن ما علا يقال له: السماء.
وفي (لمعة الاعتقاد) لـابن قدامة قال: المعنى الصحيح لكون الله تعالى في السماء أن الله تعالى على السماء، فـ (في) بمعنى (على)، وليست للظرفية؛ لأن السماء لا تحيط بالله، أو أنه في العلو، فالسماء بمعنى العلو، وليس المراد بها السماء المبنية، فالمراد بالسماء هنا الفوقية والعلو.
و ابن تيمية عليه رحمة الله تعالى يقول: والسماء في قوله: أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ [الملك:16] اسم جنس العالي، لا يخص شيئاً بعينه، فقوله: (في السماء)، أي: في العلوي دون السفلي، وهو العلي الأعلى، فله أعلى العلو وهو ما فوق العرش.
ولشيخ الإسلام ابن تيمية كذلك في (الفتاوى) قوله: من توهم أن كون الله في السماء بمعنى أن السماء تحيط به وتحويه فهو كاذب إن نقله عن غيره، وضال إن اعتقده في ربه، وما سمعنا أحداً يفهمه من اللفظ، ولا رأينا واحداً نقله عن واحد، ولو سئل سائر المسلمين: هل يفهمون من قول الله ورسوله أن السماء تحوي الله لبادر كل أحد منهم إلى إنكاره، وقالوا: هذا شيء لم يخطر ببالنا، وإذا كان الأمر هكذا فمن التكلف أن يجعل ظاهر اللفظ شيئاً محالاً لا يفهمه الناس منه، ثم يريد أن يتأوله، بل عند المسلمين أن الله في السماء، وأنه على العرش واحد، إذ السماء إنما يراد بها العلو، فالمعنى أن الله في العلو لا في السفل.
إذاً: المقصود أن الله تعالى في السماء ليس في ذات السماء المبنية وإنما في جهة العلو.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية : لو أثبتنا أن الله في السماء لقلنا بتحيزه، وهذا لا يجوز، إن أراد بالحيز أمراً عدمياً، فالأمر عدمي لا شك، فهو سبحانه بائن عن خلقه، فإذا سمي العدم الذي فوق العالم حيز وقال: يمتنع أن يكون فوق العالم؛ لئلا يكون متحيزاً فهذا باطل؛ لأنه ليس هناك موجود غيره حتى يكون فيه.
والرد عليهم يكون بحديث عبد الله بن السائب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن وقت يقع بعد الزوال: (إن فيه ساعة تفتح فيها أبواب السماء -ولم يقل: أبواب الأرض- فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح -وحدد المكان- في السماء ترفع إليه الأعمال) ، أي: ترفع إلى الله عز وجل فيه الأعمال ومنه الأعمال، قال: (فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) ففي هذا القول النبوي دليل واضح على أن هذا الصعود على حقيقته وذلك في قوله: (تفتح فيها أبواب السماء) فأبواب السماء تفتح، لأن الصاعد إنما هو صاعد إلى المولى جل في علاه، وقوله: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ [فاطر:10]، أي: يرفع ذكر العبد إياه وثناؤه عليه.
ويقول الإمام القرطبي : تصعد الملائكة والروح، وهو جبريل عليه السلام، إليه يعني: إلى الله عز وجل، وهاء الضمير في قوله (إليه) عائد على اسم الله.
وقال ابن خزيمة : مفهوم عند العرب أن المعارج هي المصاعد، قال تعالى: تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ [المعارج:4]، وإنما يعرج الشيء من أسفل إلى أعلى وفوق، لا من أعلى إلى دون وأسفل.
وقال مجاهد في هذه الآية: يقال: ذي المعارج الملائكة تعرج إلى الله عز وجل.
قال ابن خزيمة رحمه الله تعالى: أليس معلوماً في اللغة السائرة عند العرب التي خطبنا بها، والتي نزل بها الكتاب أن تدبير أمر السماء إلى الأرض إنما يدبر بها المدبر، وهو في السماء لا في الأرض.
فقوله تعالى: يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ [آل عمران:55] أي: إلى جهة العلو في السماء.
فاستوى بمعنى استولى من التفسير الباطل، فمن كان قبل ربكم حتى يغلبه الله ثم يستولي على العرش؟ فهل من مكان لم يستول عليه الله عز وجل؟ إذا كان الله عز وجل استوى على عرشه بمعنى استولى على عرشه، أي: صار له تحكم في العرش، لا يستطيع أحد أن يغلبه ولا أن يغالبه، فلماذا العرش بالذات استولى الله عز وجل عليه، هذا وجه آخر من الوجوه العقلية للرد على من فسر استوى بمعنى استولى.
الرد الأول: أن هذا التفسير لا يعرفه العرب.
ثانياً: أن العرب فسروا استوى بمعنى العلو لا بمعنى استولى.
ثالثاً: لو كان استوى بمعنى استولى لنسبنا استيلاء الله عز وجل إلى العرش فقط، في حين أن قهر الله عز وجل، وتحكم الله عز وجل ثابت في جميع الخلق، فلماذا نخصص العرش من بين مخلوقات الله عز وجل؟
وقال أبو الحسن الأشعري رحمه الله: ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء؛ لأن الله عز وجل مستو على العرش الذي هو فوق السماوات، فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش، كما أنهم يحطونها إذا دعوا إلى الأرض.
وقد قال قائلون من المعتزلة، والجهمية، والحرورية، في قول الله عز وجل: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]: إنه استولى، وملك، وقهر، وأنه عز وجل في كل مكان، وجحدوا أن يكون الله عز وجل على عرشه، كما قال أهل الحق، وذهبوا في الاستواء إلى القدرة، ولو كان هذا كما ذكروه كان لا فرق بين العرش وبين الأرض.
ونقل داود بن علي قال: كنا عند ابن الأعرابي وكان من أكابر أهل السنة، فأتاه رجل فقال يا أبا عبد الله ما معنى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]؟ قال: هو على عرشه كما أخبر، وهذا كان موقف السلف، كانوا يؤمنون بصفات الله عز وجل دون خوض، يؤمنون بها هكذا كما جاءت، ويؤمنون بها بلا تأويل ولا تحريف ولا تعطيل.
فقال الرجل: ليس كذلك إنما معناه: استولى، فقال ابن الأعرابي : اسكت، وما يدريك ما هذا، العرب لا تقول للرجل: استولى على الشيء، حتى يكون له فيه مضاد، فهل لله عز وجل في خلقه مضاد؟ فالجواب: لا، فأيهما غلب قيل: استولى، والله تعالى لا مضاد له وهو على عرشه كما أخبر.
والعمدة في تفسير هذه الآية هو قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يثني على الله عز وجل حيث قال: (أنت الأول ليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء،)، ومعنى ذلك أنه هو الذي فسر (الظاهر) بمعنى العلو، ثم قال: (وأنت الباطن فليس دونك شيء)، والباطن هو القريب، والقرب هنا أن الله تعالى هو الذي علم ببواطن الأمور، (اقض عني الدين وأغنني من الفقر)، أما وجوب الأخذ بالظاهر خاصة في كتاب الله عز وجل، فإنما ذلك كان ديدن السلف عليهم رحمة الله.
وقول الله عز وجل: هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الحديد:4]، فذكر العلم هنا مرتين، وذكر المعية مرة، دل ذلك على أن معية الله عز وجل بخلقه إنما هي معية علم.
قال الإمام الطبري في قول الله تعالى: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد:4]، أي: وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم، يعلم أعمالكم ومتقلبكم ومثواكم، وهو على عرشه فوق السماوات السبع.
إذاً: لا منافاة بين علو الذات لله عز وجل وبين معية الله عز وجل لخلقه، فإن الله عز وجل مستو على عرشه بذاته، وهو مع خلقه بعلمه وسمعه وبصره وإحاطته، وهذه المعية كثيرة في القرآن، ولها أكثر من معنى، وذلك يرجع إلى القرينة التي اقترنت بها.
ومن ذلك قول الله تعالى: إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه:46]، أي: إنني معكما بسمعي ورؤيتي، لا بذاتي وحضرتي، فكان ذكر السمع والرؤية بعد المعية قرينة عينت المعنى وبينته.
ومثال ذلك قوله تعالى: إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ [الشعراء:15] كذلك المعية هنا بمعنى الرقابة والاطلاع بالسمع.
ومن ذلك قوله تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [البقرة:194]، فهذه معية خاصة مقيدة بصفة التقوى، فإن الله تعالى مع كل تقي، فالكافرون لا يكون الله معهم مع أن المتقين والكافرين مشتركون من الناحية الذاتية، فلو كان الله بذاته مع أحدهم لكان مع سواه، ثم علمنا أن هذه المعية أنها معية التأييد والنصر لأهل التقوى، ومعية الخذلان لأهل الفجور.
ومنه قول الله تعالى على لسان نبيه: لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا [التوبة:40]، فهذه معية خاصة أيضاً ليعلم النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن الله تعالى معهما بتأييده ونصرته.
ومنه قوله تعالى: وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة:249]، فلو كان الله بذاته لما كان من معنى لهذا التخصيص؛ لأن يكون بذاته عندئذ مع الصابرين وسواهم.
ومنه قوله تعالى على لسان إبراهيم: إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ [الشعراء:62]، فالقرينة هنا قرينة الهداية؛ لأنه ذكر الهداية فدل بذلك على أن الله تعالى مع إبراهيم عليه الصلاة والسلام معية هداية ونصر وتأييد على أعدائه وعلى حزب الله الكافرين، فنكتفي بهذا القدر من كتاب الله عز وجل لإثبات معية الله عز وجل، ولإثبات فوقية الله عز وجل على عرشه فوق سماواته.
ولذلك جاء في كثير من الروايات ذكر الله عز وجل، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى)، (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، وقوله: (من لم يرحم الناس لم يرحمه الله) فهذا بيان وتحديد أن الذي في السماء هو الله عز وجل.
والشاهد من هذا الحديث قوله: (يمد يديه إلى السماء)؛ لأنه يطلب أن يغفر الله تبارك وتعالى له، فلما علم هذا الداعي أن الله تعالى في السماء، مد يديه للسماء، وهذا الحديث فيه دليل عظيم على علو ربنا.
وفيه: أن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فلا فرق في ناحية التكليف، إنما الفرق في باب الاختصاص، فالطيبات قد أحلها الله لهم جميعاً، وحرم الخبائث عليهم جميعاً.
وشاهدنا هو قوله صلى الله عليه وسلم: (إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها)، فمن الذي يسخط هنا جبريل أم الله عز وجل؟!
وقال ابن شيخ الحزاميين رحمه الله: فلا يمكن معرفته والإشارة بالدعاء إليه إلا من جهة الفوق؛ لأنها أنسب الجهات إليه.
وقال أبو القاسم التيمي رحمه الله: وفي منعهم الإشارة إلى الله سبحانه وتعالى من جهة الفوق خلاف منهم لسائر الملل؛ لأن بعض الناس قال: لا نشير إلى جهة فوق لله عز وجل؛ لأن الإشارة تستوجب الحد والحيز وهذا كلام اتفق الرد عليه، ولذلك قال أهل السنة: الله فوق السماوات لا يعلوه خلق من خلقه، ومنه الدليل على ذلك أن الخلق يشيرون إلى السماء بأصابعهم ويدعونه، ويرفعون إليه رءوسهم وأبصارهم.
وقال الإمام الخطابي في كتابه (شعار الدين): وقد جرت عادة المسلمين خاصهم وعامهم بأن يدعوا ربهم عند الابتهال والرغبة إليه، ويرفعوا أيديهم إلى السماء، فذلك لاستفاضة العلم بأن المدعو في السماء سبحانه وتعالى.
إذا كان المعصوم صلى الله عليه وسلم سأل هذا السؤال وعلمه أصحابه، فما الحرج في أن تسأل هذا السؤال؟ بل ينبغي أن ينشأ الطفل الصغير على هذا السؤال، وعلى الإيمان بالله عز وجل بأسمائه وصفاته، وهذه كانت جارية صغيرة لم تبلغ الحلم ومع هذا سألها النبي عليه الصلاة والسلام، وهي أمة غير حرة، وكان عملها رعي الأغنام، والغالب على رعاة الغنم الجهل، إلا أن يكون العلم قد بلغهم، ومع هذا سألها النبي عليه الصلاة والسلام قال: (أين الله؟ قالت: في السماء، قال من أنا؟ قالت: أنت رسول الله قال: أعتقها فإنها مؤمنة)، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم جزاء إيمان هذه الجارية، وصحة اعتقادها في الله عز وجل، وفي رسوله صلى الله عليه وسلم أن أعتقها، وصيرها حرة بعد أن كانت أمة، وهذا الحديث صحيح بلا ريب، وهو عند مسلم في الصحيح، ونازع قوم لا يحبون توجيه هذا السؤال في صحة الحديث، فإنهم إن أثبتوا ضعف الحديث أثبتوا عدم جواز السؤال، ولكن هيهات هيهات، فالحديث صحيح، لا يشك في ذلك إلا جاهل أو من أهل الأهواء الذين كلما جاءهم نص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالف ما هم عليه من الضلال حاولوا الخلاص منه إما بتأويله، أو بتعطيله، أو بضعفه، فإن لم يمكنهم ذلك حاولوا الطعن في ثبوته أو في الصحابي الراوي له.
يقول الشيخ خليل هراس عليه رحمة الله: هذا حديث يتألق نصاعة ووضوحاً، وهو صاعقة على رءوس أهل التعطيل، فهذا رجل أخطأ في حق جاريته بضربها، فأراد أن يكفر عن خطيئته بعتقها، فاستمهله الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يمتحن إيمانها، فكان السؤال الذي اختاره لهذا الامتحان: أين الله؟ ولما أجابت بأنه في السماء رضي جوابها وشهد لها بالإيمان، ولو أنك قلت للمعطل: أين الله؟ لحكم عليك بالكفر، فهذا إقرار من النبي صلى الله عليه وسلم فضلاً عن قوله، وفضلاً عن فعله، في إثبات العلو والفوقية لله عز وجل.
فهذه زوجة النبي عليه الصلاة والسلام وابنة عمته تفتخر على سائر الأزواج؛ لأنها كانت ذات شأن خاص في زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم، فـزيد هو مولى النبي صلى الله عليه وسلم عندما طلقها وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها عملاً بوحي ربه، كان يخفي في نفسه البشرية شيئاً؛ خوفاً على دعوته أن يقول الناس: تزوج بزوجة ابنه، وقد كان تبناه لما كان التبني مباحاً في ذلك الوقت.
إذاً: معية الله لخلقه معية علم؛ لأنه قال: العرش فوق الماء، والله بذاته فوق العرش، يعلم أعمالكم وسركم ونجواكم.
وحديث ابن مسعود وإن كان موقوفاً عليه إلا أنه في حكم المرفوع؛ لأنه ليس لأحد أن يعلم هذا إلا بنص من المعصوم صلى الله عليه وسلم.
وجاء عنه رضي الله عنهما قال: الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر أحد قدره.
وجاء عن ابن عباس أيضاً: إن العرش يحيط بجميع المخلوقات. فلما استوى الله عز وجل على عرشه، بمعنى علا على العرش وكان فوقه، لا يدل هذا على الحد، بل يدل على علو المولى عز وجل.
يعني: العبد يهم بتجارة معينة ثم يحسب حسابه، والله عز وجل يعلم سلفاً أن هذه التجارة تكون سبباً لصرف العبد عن ربه فيدخل بهذا الصرف والتوجه إلى غير الله عز وجل فيكون سبباً لدخول النار، فمن رحمة الله عز وجل بالعبد أنه يصرفه عن هذه التجارة، أو يصرفه عن هذه (الفيزة)، أو يصرفه عن الإمارة وعن الرياسة، وعن كثير مما يظن العبد أن فلاحه ونجاحه وسعادته في الدنيا إنما هي متعلقة بإنشاء هذا الأمر أو عمله، ولكن اللطيف الخبير الذي خلق الخلق وهو أعلم بما يصلحهم ويفسدهم، إنما يصرف من شاء من عباده عما شاءوا من أعمال رحمة بهم ورضواناً عليهم.
بعد هذا كله، بعد هذه الآيات وفهم الصحابة والأحاديث، وفهم السلف جميعاً، وإجماعهم على أن الله تعالى بذاته في السماء، وأن معيته لخلقه معية علم وسمع وبصر وإحاطة ونصرة وتأييد، ومع ذلك ينازع قوم في علو الله عز وجل على الخلق، لا شك أن هذا ضلال مبين.
وروى ابن الجوزي هذه القصة عن نافع مولى ابن عمر لا عن زيد بن أسلم ، فقال نافع مولى ابن عمر خرجت مع عبد الله بن عمر في بعض نواحي المدينة ومعنا أصحاب له فوضعوا سفرة له، فمر بهم راع فقال له عبد الله بن عمر : هلم يا راعي إلى هذه السفرة، فقال: إني صائم، فقال له عبد الله في مثل هذا اليوم الشديد؟ أي: تلبث في هذه الشعاب في آثار هذه الغنم، وبين الجبال ترعى وأنت صائم، فقال له الراعي: أبادر في أيامي الخالية، أي: أبادر عملي الصالح في أيامي الخالية، فعجب ابن عمر وقال له: هل لك أن تبيعنا شاة، تجتزرها ونطعمك من لحمها ما تفطر عليه ونعطيك ثمنها؟ فقال الراعي: إنها ليست لي إنها لمولاي، قال : فما عسى أن يقول لك مولاك إن قلت: أكلها الذئب؟ فمضى الراعي وهو رافع إصبعه إلى السماء وهو يقول: فأين الله؟ قال: فلم يزل ابن عمر يقول: قول الراعي: فأين الله؟ فما أن قدم المدينة بعث إلى سيده واشترى منه الراعي والغنم، فأعتق الراعي ووهب له الغنم، مكافئة له على حسن اعتقاده بالله عز وجل.
وقال قتادة بن دعامة السدوسى رحمه الله: قالت بنو إسرائيل: يا رب! أنت في السماء ونحن في الأرض، فكيف لنا أن نعرف رضاك من غضبك، قال: إذا رضيت عنكم استعملت عليكم خياركم، وإذا غضبت استعملت شراركم.
وعن ثابت البناني قال: كان داود عليه السلام يطيل الصلاة، ثم يركع، ثم يرفع رأسه إلى السماء ثم يقول: إليك رفعت رأسي يا عامر السماء، نظر العبيد إلى أربابها يا ساكن السماء.
فها هو نبي من أنبياء الله تعالى يثبت لله تعالى صفة العلو في صلاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر