إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. أحمد حطيبة
  5. شرح الترغيب و الترهيب للمنذرى
  6. شرح الترغيب والترهيب - الترغيب في قراءة القرآن في الصلاة وغيرها وفضل تعلمه وتعليمه والترغيب في سجود التلاوة [3]

شرح الترغيب والترهيب - الترغيب في قراءة القرآن في الصلاة وغيرها وفضل تعلمه وتعليمه والترغيب في سجود التلاوة [3]للشيخ : أحمد حطيبة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • القرآن دستور الأمة، ومنهجها المعقود عليه مصيرها ومكانتها، وانبثاقاً من هذه الأهمية العظيمة لهذا الكتاب الكريم كان لقراءته وتلاوته أجر عظيم وحسنات هائلة العدد.

    1.   

    أحاديث واردة في الترغيب بتلاوة القرآن

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحابته أجمعين.

    قال الإمام المنذري رحمه الله: [ الترغيب في قراءة القرآن في الصلاة وغيرها وفضل تعلمه وتعليمه وترغيبه بسجود التلاوة.

    عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) متفق عليه.

    وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح غريب.

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده) رواه مسلم وأبو داود ].

    إن قراءة القرآن لابد للمسلم منها وخصوصاً في شهر رمضان شهر الصيام فهو شهر القرآن، قال تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة:185].

    فالمسلم في هذا الشهر يعلم أن القرآن نزل فيه ولم ينزل فيه إلا لفضيلة عظيمة مرتبطة بهذا الشهر، وكون ربنا سبحانه وتعالى عندما يذكرنا بقوله: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة:185] فكأنه يأمرنا بمزيد العناية بالقرآن في هذا الشهر الكريم، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتدارس القرآن في رمضان مع جبريل أكثر مما يكون في غير رمضان.

    1.   

    شرح حديث عثمان: (خيركم من تعلم القرآن...)

    جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في صحيح البخاري، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وهذا جاء في البخاري فقط دون مسلم .

    وفيه أفضلية أن تتعلم القرآن؛ فإذا تعلمته علمته بعد ذلك، والإنسان الذي يتعلم دون أن يعمل لا يجوز له ذلك، ولكن يتعلم ويعمل بما تعلمه من القرآن، فالقرآن فيه أحكام الحلال والحرام بشرع الله عز وجل الذي جعله لنا منهاجاً وشريعة وحكماً يفصل بيننا، فالإنسان المسلم يتعلم القرآن ويعمل به ويعلمه.

    ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بلغوا عني ولو آية) أي: بلغوا عني ولو حكماً شرعياً من الأحكام.

    إذاً: ففي قول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم) فيه أن الصحابة خير الناس؛ لأنهم تعلموا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وهم أهل لسان عربي فصيح، ففهموا القرآن الذي أنزله الله على المعنى الذي يريده سبحانه وتعالى.

    وأما أمثالنا فنحتاج أن نتعلم من اللغة العربية ما نستطيع أن نفهم من القرآن وعلينا أن نتعلم من كلام المفسرين الذين فهموا ما لم نفهم، وتعلموا ما لم نتعلم فنقرأ القرآن وتفسيره الذي ذكره علماء السنة من المفسرين.

    وذكر البخاري عن أبي عبد الرحمن السلمي أحد القراء، وهو يروي هذا الحديث عن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    والمقرئ هو: الذي يعلم الناس ويحفظهم كتاب الله سبحانه وتعالى، وهو غير القارئ؛ لأن القارئ له حافظ للقرآن، لكن المقرئ حافظ ومحفظ للقرآن.

    فـأبو عبد الرحمن السلمي أقرأ في إمرة عثمان حتى زمن الحجاج ، قال: وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا يعني: كان أبو عبد الرحمن يحفظ الناس القرآن، وكان له مجلس في المسجد يجلس فيه يحفظ الناس كتاب الله عز وجل، والفترة التي كانت منذ زمن سيدنا عثمان إلى نهاية زمن الحجاج حوالي ثمانٍ وسبعين سنة، وأقل ما قيل فيها: حوالي ثمانٍ وثلاثين سنة تقريباً.

    فهنا كأنه مكث هذه المدة الطويلة -سواء كانت سبعين سنة، أو ثمانٍ وثلاثين سنة- والعمر الطويل يحفظ القرآن ويعلم القرآن.

    ويخبر أبو عبد الرحمن السلمي فيقول: إن هذا هو الذي أقعدني مقعدي هذا.

    فجلس عمراً طويلاً جداً يحفظ القرآن ويعلمه، وسبب تحفيظه وتعليمه القرآن هو هذا الحديث العظيم الذي سمعه من عثمان وسمعه عثمان من النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).

    فإن قيل: أليس المجاهد خير الناس؟ فالجواب: أن هنا في هذا الحديث ذكر الذي يعلم القرآن ويعلمه، وهذا من الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى في الدعوة إلى الله سبحانه، وفي حفظ دين الله سبحانه، والإنسان الذي يتعلم ويعلم أحكام كتاب الله عز وجل، ويعمل بها سيجد فيها الجهاد في سبيل الله، وكان الصحابة هم حفاظ القرآن وهم المجاهدون في سبيل الله سبحانه وتعالى، فكأنهم تعلموا القرآن وعرفوا أحكامه وعملوا بهذه الأحكام فعلموها للناس وجاهدوا في سبيل الله سبحانه وتعالى.

    فالذي يجمع ذلك كله هو الذي يعلم ويحفظ كتاب الله عز وجل ويعمل بما فيه، ويعلم ويجاهد في سبيل الله عز وجل وهذا من خير الناس، أو هو خير الناس كما قال النبي صلوات الله وسلامه عليه.

    1.   

    حديث ابن مسعود: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة...)

    من الأحاديث التي جاءت في الباب حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة قال: والحسنة بعشر أمثالها) يعني: له عشر حسنات، قال: (لا أقول الم حرف) في رواية الترمذي .

    وقال: (ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف والحرف بعشر حسنات) وحين تقرأ (الم) من سورة البقرة فلك ثلاثين حسنة، فكيف لو قرأت عشر آيات منها؟! وكيف لو قرأت كل سورة البقرة؟! الحديث رواه أبو جعفر النحاس في كتاب الوقف والابتداء وفيه: (اقرءوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه، أما إني لا أقول: الم حرف، ولكن ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر فتلك ثلاثون) أي: ثلاثون حسنة تحصل عليها إذا قرأت الم، فكيف إذا قرأت سورة الفاتحة مثلاً وهي أعظم سورة في كتاب الله عز وجل؟! وكيف إذا قرأت آية الكرسي وهي أعظم آية في كتاب الله عز وجل.

    1.   

    شرح حديث أبي هريرة: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله...)

    من الأحاديث العظيمة الجميلة التي نحتاج إليها في مثل هذه الأيام، حديث لـأبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه فيما بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائك وذكرهم الله فيمن عنده) وهذا حديث عظيم عن النبي صلوات الله وسلامه عليه، وهو في صحيح مسلم، وأول هذا الحديث ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة) وذكر الحديث وفيه: (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله) وفضل التلاوة وقراءة القرآن وخاصة إذا كان على وجه السماع والاستماع، والمدارسة، فواحد يقرأ والآخر يصلح له الذي يقرأه ويحفظه، ويعلمهم الأحكام الموجودة فيه والملائكة تحب مثل هذه المجالس، فتجتمع الملائكة حول الناس وخاصة إذا كان في صلاة الصبح أو في صلاة العصر، فإن الملائكة تجتمع في الليل والنهار وفي صلاة الفجر وفي صلاة العصر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم) ليعرفوا أحكام القراءة، وأحكام التجويد والأحكام الشرعية من حلال وحرام إلا نزلت عليهم السكينة) فينزل الله سبحانه وتعالى عليهم السكينة وهي الطمأنينة والسداد، فيأخذوا القيد وهدوء الحال وعدم انشغال إلا بما هم فيه من ذكر الله سبحانه وتعالى، لذا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة فتغطيهم كاللحاف وتحفهم من حولهم، وتحيط بهم ملائكة الله سبحانه وتعالى وذلك في مجالس الذكر.

    قال: (وذكرهم الله فيمن عنده) فأجر عظيم للإنسان المؤمن الذي يجتمع مع إخوانه على مدارسة كتاب الله سبحانه وتعالى.

    في آخر الحديث يقول لنا النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه) فينبغي أن لا تعتمد على نسبك وأنك ابن فلان، وأبوك كان عالماً، فهذا لا ينفعك في شيء إنما ينفعك عملك الصالح.

    ولذا قال: (من بطأ به عمله) أي: الذي يعتمد على النسب وأن أباه كان حافظاً وشيخاً، فكل ذلك لا ينفعك عند الله سبحانه وتعالى؛ لأنه يعرف حقيقتك، ولذلك: (من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه) فإذا أسرع في العمل الصالح نفعه هذا العمل وكان له ذخراً عند الله سبحانه وتعالى.

    نسأل الله عز وجل أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.

    أقول قولي هذا وأستغر الله العظيم. وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755796882