أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، وقد فرغنا من الباب الأول في العقيدة بكامل جزئياتها، وها نحن مع الباب الثاني في الآداب، وفيه فصول: [ الفصل الأول: في آداب النية] والأدب: هو الظرف وحسن التناول، فكونك تحسن النية وتأتي بها في وقتها على الوجه المطلوب فقد تأدبت معها وأتيت بالأدب الذي لا بد منه فيها.
[وثانياً] فبعد القرآن: السنة [من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى )] ما نواه له، وما لم ينوه ليس له، وما نواه وكان صالحاً أثمر له الصلاح، وما نواه وكان فاسداً أنتج له الفساد، وفي سورة البينة آية تدل على إخلاص النية: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [البينة:5] وأيضاً قوله تعالى: أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر:3].
قال: [ ومن قوله صلى الله عليه وسلم: ( من هم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة )] وهذا مظهر من مظاهر النية، فمن هَمّ أو أراد ولكنه لم يفعل، كأن يهم بصدقة ثم لم يفعلها، فإنها تكتب له حسنة بفضل النية، أو هَمَّ -مثلاً- أن يصلي ركعتين ثم شغل فلم يصلها أو انتقض وضوءه فإنها يكتب له أجرها، ومن هَمَّ أن يتصدق بصدقة فما وجد في جيبه كتبت له صدقة [فبمجرد الهم الصالح كان العمل صالحاً يثبت به الأجر وتحصل به المثوبة، وذلك لفضيلة النية الصالحة] كل هذا من باب أننا مطالبون بأن نصحح نياتنا، وأن لا نعمل ولا نقول لا في العبادة ولا في الدنيا إلا على نية صادقة صالحة. أي: نريد بعملنا أو بقولنا وجه الله؛ ليرضى عنا.
قال: [وفي قوله صلى الله عليه وسلم: ] هذه كلها أدلة وجوب النية وصلاحها والأدب فيها[( الناس أربعة ) ] هذه تحتاج إلى عناية وفهم [( الناس أربعة رجال: رجل آتاه الله عز وجل علماً ومالاً، فهو يعمل بعلمه في ماله، فيقول رجل آخر: لو أتاني الله تعالى مثلما آتاه الله لعملت كما عمل، فهما في الأجر سواء )] بالنية فقط ( الناس أربعة: رجل آتاه الله عز وجل علماً ومالاً، فهو يعمل بعلمه في ماله ) وعمله بعلمه في ماله بأن يعرف أن الغيبة حرام وأن الغش حرام وأن الخدع حرام، وأن الزكاة واجبة، فهو يعمل بعلمه في ماله فيقول رجل آخر -كـأبي عبد العزيز - : لو آتاني الله تعالى مثلما آتاه لعملت كما عمل، بصدق يعني، فهو وإياه في الأجر سواء بسبب القصد الصالح والنية الصادقة، فإن قال متمنياً: آه! لو آتاني الله عز وجل ما آتاه لفعلت كما فعل، فهو وإياه في الأجر سواء [( ورجل آتاه مالاً ولم يؤته علماً، فهو يخبط في ماله )] أي: يتخبط، فيجمع الحلال والحرام والباطل والمنكر ويمنع الحقوق وقد يؤدي بعضها وهكذا [(فيقول رجل آخر: لو آتاني الله مثلما آتاه عملت كما يعمل، فهما في الوزر سواء )].
إذاً: الناس أربعة: رجل آتاه الله علماً ومالاً فهو يعمل فيه بما يرضي الله عز وجل، فإذا رآه من ليس عنده وقال: آه لو أعطاني ربي، لو آتاني ربي لفعلت كما فعل، فإنه يؤجر كما يؤجر الأول.
ورجل هابط آتاه الله مالاً بلا علم فهو يعبث به ويبدده، فإذا رآه من ليس عنده وقال: آه لو أعطيت كما أعطي فلان لفعلت كما فعل، فهما في الوزر سواء، لا فرق بينهما، والسبب النية الصادقة والعزم الحقيقي [فأثيب ذو النية الصالحة بثواب العمل الصالح، ووزر صاحب النية الفاسدة بوزر صاحب العمل الفاسد، وكان مرد هذا إلى النية وحدها] الأول عظم أجره وفاز بالنية الصالحة، والثاني خسر وأُزر بالنية الفاسدة.
قال: [ومن قوله صلى الله عليه وسلم وهو بتبوك: ( إن بالمدينة أقواماً ما قطعنا وادياً ولا وطئنا موطئاً يغيظ الكفار، ولا أنفقنا نفقة، ولا أصابتنا مخمصة) ] أي: مجاعة [ (إلا شركونا بذلك وهم بالمدينة )] فتعجب الأصحاب من هذا [فقيل له: كيف ذلك يا رسول الله؟ فقال: ( حبسهم العذر، فشركوا بحسن النية )] تخلفوا للعجز عن الخروج، ما استطاعوا، فلم يكن لديهم الزاد ولا الراحلة فبقوا يتألمون ويتحسرون، فكانوا مع الأصحاب حيثما كانوا، وأخذوا أجرهم كما أخذوا ( إن بالمدينة أقواماً ما قطعنا وادياً ولا وطئنا موطئاً يغيظ الكفار -في ديار الكفر- ولا أنفقنا نفقة ولا أصابتنا مخمصة إلا شركونا في ذلك وهم بالمدينة ) والمدينة هي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل له من قبل أصحابه: كيف ذلك يا رسول الله؟ فبين صلى الله عليه وسلم لنا كيف فازوا بهذا الفوز فقال: ( حبسهم العذر، فشركوا بحسن النية ) [فحسن النية إذاً هو الذي جعل غير الغازي في الأجر كالغازي] أي: المجاهد [ وجعل غير المجاهد يحصل على أجر كأجر المجاهد] فلو أنك نويت لو أن الله عز وجل جمع المسلمين على إمام واحد وغزوا وأثخنوا في ديار الكفر فأنت معهم، تؤجر بهذا بالنية.
قال: [ومن قوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما؛ فالقاتل والمقتول في النار )] إذا التقى المسلمان بسيفيهما أو ببندقيتهما أو بعصاهما، والمقصود الآلة التي يقتتلان بها ( فالقاتل والمقتول في النار ) وهذه مشكلة: مقتول وفي النار أيضاً، فالقاتل له النار وهي جزاؤه، ولكن ما بال المقتول المسكين يدخل النار؟
[( فقيل: يا رسول الله! هذا القاتل فما بال المقتول؟ )] كلام معقول [( فقال: لأنه أراد قتل صاحبه )] بالنية، فإذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، ولو أنهما لم يلتقيان وكان أحدهما لا يريد أن يقتل أبداً والثاني أراد أن يقتل فقتل، فالمقتول في الجنة، لكن إن أراد المقتول أن يشفي صدره، فأصبح القاتل والمقتول ينويان القتل فهما في ذلك سواء [فسوّت النية الفاسدة والإرادة السيئة بين من قاتل مستوجب للنار وبين مقتول لولا نيته الفاسدة لكان من أهل الجنة كذلك] فالنية الفاسدة سوت بين القاتل والمقتول، ولولا النية الفاسدة لكان المقتول في الجنة والقاتل في النار، فسبب دخولهما النار معاً هي النية الفاسدة.
[ومن قوله عليه الصلاة والسلام: ( من تزوج بصداق لا ينوي أداءه فهو زان ) ] والعياذ بالله، وأظن هذا لا يقع إلا نادراً، فكيف لا يقع وقد أخبر الرسول به؟!( من تزوج بصداق لا ينوي أداءه فهو زان ) رجل تزوج بصداق مؤجل وهو ناوٍ أن لا يؤديه فوالله لهو زان؛ لأن النكاح له أركان، ومن أعظم أركانه المهر، وهذا كله بالنية، فمن تزوج بصداق لا ينوي أداءه لامرأته فهو زان، ومن أدان ديناً وهو لا ينوي قضاؤه فهو سارق، وهذه مسألة أخرى: من استدان ديناً من أبي عبد العزيز -مثلاً- وهو ناوٍ أن لا يرده لأنه -مثلاً- وهابي! أو لأنه سعودي غني أو لأنه كذا .. -وهذه هي أفكار الناس- فهو سارق، سرق المال. أما إن استدان بنية أن يرد الدين يوم أن يتيسر أو إن حان وقته فهو كذلك [فبالنية السيئة انقلب المباح حراماً، والجائز ممنوعاً، وما كان خالياً من الحرج أصبح ذا حرج. كل هذا يؤكد ما يعتقده المسلم في خطر النية وعظم شأنها وكبير أهميتها، فلذا هو يبني سائر أعماله على صالح النيات، كما يبذل جهده في أن لا يعمل عملاً بدون نية أو نية غير صالحة، إذ النية روح العمل وقوامه، صحته من صحتها، وفساده من فسادها، والعمل بدون نية صاحبه مراء متكلف ممقوت].
كثير من المصلين يقول: نويت صلاة العشاء، أو نويت أن أتوضأ، والنية لا تكون باللفظ، ولا يكتفى بها، بل لا بد من عزم القلب وتصميمه على أن يفعل هذا لله، فلو قال: نويت صلاة العشاء لا تنفعه، بل لا بد وأن يريد طاعة الله وامتثال أمره أو التقرب والتزلف إليه عز وجل.
إذاً فالمسلم يعتقد أن النية ركن الأعمال وشرطها، ومع ذلك فهو يرى أن النية ليست مجرد لفظ باللسان: (اللهم نويت كذا وكذا)، ولا هي حديث نفس فقط خطر بباله، بل هي انبعاث القلب واندفاعه نحو العمل الموافق لغرض صحيح من جلب نفع أو دفع ضر، حالاً أو مآلاً، كما هي الإرادة المتوجهة تجاه الفعل لابتغاء رضا الله أو امتثال أمره.
إذاً: المسلم يعتقد أن العمل المباح ينقلب بحسن النية طاعة؛ فإن أراد أن يأكل أو يشرب للتقوى على عبادة الله أثابه الله وحصل على الأجر.
والذي يغتاب شخصاً لتطييب خاطر آخر جالس معه هو عاصٍ لله تعالى، فلا يقول: أنا نويت باغتياب فلان أن أفرح هذا أو أن أخفف عنه، فهو عاصٍ لله تعالى آثم لا تنفعه نيته الحسنة في نظره هو.
والذي يبني مسجداً بمال حرام لا يثاب عليه إلا إذا تاب أولاً، فإذا تاب وبقيت بعد التوبة بعض الأموال بنى بها المساجد، أما وهو مصر على الربا فما ينفعه ذلك يبني أو لا يبني [إذ لا ينقلب بالنية الصالحة طاعة إلا ما كان مباحاً مأذوناً في فعله فقط] لا ينقلب العمل بالنية الصالحة إلى طاعة إلا إذا كان صالحاً مأذوناً في فعله [أما المحرم فلا ينقلب طاعة بحال من الأحوال] فلو أن شخصاً شرب الخمر وقال: من أجل أن أدافع عن فلان أو فلان فهذا لا ينقلب بالنية الصالحة إلى عمل الصالح، وهو آثم بشربه الخمر.
والله تعالى أسأل أن يرزقنا النية الصالحة، وأن يثبتنا عليها طول حياتنا.
الجواب: الآن تريدون أن نتحارب مع سلطاننا، لقد بلغنا أن سماحة المفتي حفظه الله وأطال عمره قال: بما أن هناك شكاً في يوم الخميس هل هو الثامن أو التاسع، فإننا نحتاط بصيام يوم الخميس والجمعة، فإذا لم نصب وأخطأنا فنكون قد استفدنا صيام يوم زائد، والذين يحتاطون مثلنا ويصومون ثلاثة أيام من كل شهر نقول لهم: صوموا هذه الأيام: الخميس والجمعة والسبت تكفيكم الثلاثة أيام وأصبتم صيام عاشوراء وتاسوعاء، فمن كان يعجز عن صيام الأيام البيض فهذه فرصة ذهبية: يصوم الخميس والجمعة والسبت، فتكفيه ثلاثة أيام، وفي نفس الوقت أصاب صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء حتى ولو كان الشهر ناقصاً فقد أصاب، ومن قال: أنا أصوم الخميس والجمعة والسبت وأصوم الأيام البيض فهنيئاً له، وهذا سيدنا وابن سيدنا.
الجواب: سائل يسأل عن التوكيل في الزواج، فأقول: أما الرجل فنعم، إذا كان في بلد يوكل شخصاً يعقد له ولا حرج، وأما المرأة فلا توكل إلا إذا كانت متزوجة ومات زوجها وطلقت -أي الثيب- فالثيب لا بد وأن توكل أباها أو أخاها أو عمها إذا كان لها ولي، وإذا لم يكن لها ولي فإنها توكل آخر ينوب عنها في عقد النكاح، وأما البكر فليس لها أن توكل من تريد هي، وإنما يزوجها وليها.. أبوها، فإن لم يكن لها أب اختارت أقرب الناس إليها كأخيها ثم الأقرب فالأقرب، فإن لم يكن لها ولي فوليها القاضي، والقاضي ولي من لا ولي له.
فقط نقول: الثيب وهي من سبق أن تزوجت وطلقت أو مات زوجها لا بد لها أنها تأمر وتوكل، أما البكر العذراء فلا بد من وليها، والرسول يقول: ( إذنها صماتها ) فإذا قيل: يا فلانة نريد أن نزوجكِ بفلان؟ فإن سكتت وما نطقت تم، فهي لا تقول نعم؛ لأن حياؤها يمنعها أن تقول ذلك، لكن إذا كانت لا تريد فإنها تقول: لا لا أو تبكي، هذا هو الحكم.
الجواب: وهذا هو الواقع، الصم والبكم هم الكفار المشركون المعاندون المحاربون، فهم صم لا يسمعون نداء الله ورسوله ولا الأمر ولا النهي، والذين لا ينطقون بكلمة لا إله إلا الله ولا بكلمة خير ولا معروف هم البكم، فهذا بكم وصم معنوي، والآية ليست فيمن ولد أصماً وأبكماً، وإنما في الأغنياء ورجال المال والسلطان والمعاندون المحاربون الذين لا يسمعون أبداً؛ لأنهم لا يريدون أن يعملوا، ولا ينطقون بمعروف ولا بخير أبداً كأنهم بكم، فهم صم بكم، فهذا هو المعنى.
الجواب: إذا كان التقسيط كما قدمنا: لك بضاعة فتقول نقداً بألف وإلى أجل بألف ومائة أو ومائتين، والمشتري لا يبرح من مكانه حتى يبت في التي لأجل أو في الحاضرة، هكذا يقول مالك في موطئه وهو يروي الحديث، عندما يدخل المشتري على صاحب البضاعة فيقول: هذه السيارة بثلاثين ألفاً نقداً، وبخمسة وثلاثين ألفاً إلى أجل سواء كان سنة أو سنتين وهو جالس يبت في العقد، فإن أخذ بالأجل أخذ، وإن أخذ بالنقد أخذ، هذه الصورة جائزة بلا خلاف.
الجواب: تعال نعلمك إذاً، الدخان ورد باسم سورة الدخان (حم)، لما تشددوا سأل الله تعالى رسوله أن ينزل بهم البلاء، فأصابهم سنين قحط أصبح الرجل ينظر فيها إلى السماء وكأنها دخان، وهي دخان، فالدخان لم يرد باسمه في الكتاب ولا في السنة ولكن ورد بعنوان الخبر، أما قال تعالى: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ [الأعراف:157]؟ فكل خبيث حرام بالكتاب والسنة، وكل طيب حلال بهذه الآية.
ثم قلنا لكم غير ما مرة: أذية المؤمن حرام فكيف إذاً تنفخ الرائحة الكريهة في وجه أخيك؟! وكيف بمن يلوث فمه ثم يقبل امرأته بتلك الرائحة الخبيثة؟!
وأعظم من هذا: الملائكة الذين تُنفخ الرائحة في وجوههم.. كيف يسلم هذا؟ لولا الله لمات على سوء الخاتمة وهو ينفح السيجارة عن يمينه ويساره في وجه الملكين، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الثوم والبصل -مع أن رائحتهما ليست كرائحة الدخان بل أخف بكثير وليست منتنة-: ( من أكل ثوماً أو بصلاً فلا يقربن مساجدنا ) ممنوع عليه دخول المسجد، مطرود ( فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ) فالملائكة تتأذى، ويلحقها الأذى كما يلحق الآدمي، فكل ما يؤذي الآدمي فإنه يؤذي الملك.
إذاً: فكيف يسعد هذا الذي ينفخ الدخان في وجه الملائكة؟ وليس الأمر أنها مرة وتاب، وإنما طوال العام!
ثم ماذا يستفيد المدخن من التدخين؟ هل يستفيد قوة بدنية؟ أو قوة عقلية؟ أو شرفاً ومكانة؟ ما هي الثمرة؟ لا شيء سوى العبث واللهو والباطل.
إذاً: بمجموع هذه الأدلة اقتنعنا بأن التدخين حرام، ولا نأذن لمؤمن ولا مؤمنة فيه أبداً حتى الموت.
الجواب: الجواب: الثقة ليس لها قيمة، فالقلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء، والشياطين تحوم حولنا وتحوط بنا وتدخل وتخرج معنا، فكلمة أثق في شقيقي لا قيمة لها، فينبغي أن تتحجب امرأتك من أخيك، وأن لا تتكلم معه إلا للضرورة والحاجة فقط، أما أن تكشف وجهها وتتكلم معه فلا ينبغي، والخلوة لا تجوز أبداً معه، فلا بد أن يكونوا مع مجموعة من النساء والأطفال.
الجواب: يقول: عندي مال وأريد أن أتزوج، فهل أزكي هذا المال؟ وإن قلتم: إذا حال عليه الحول زكه، فما هو الحول؟
إذا كان في جيبك مال واليوم هو الثامن من محرم -مثلاً- فإذا جاء المحرم من العام المقبل وبقي ذاك المال في جيبك فقد حال عليه الحول، وإن زاد عليه فكذلك حال الحول، وإن جاء المحرم وليس عندك شيء أو تزوجت به فليس عليك شيء.
الجواب: الدعاء الذي يقال عند سجود التلاوة: (سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته، فتبارك الله أحسن الخالقين، اللهم اكتب لي بها أجراً، وامح بها عني وزراً، وارفع اللهم بها لي ذكراً، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود)، وأنا أزيد: (وعبادك الصالحين) وليس داود فقط، وهذا مستحب وليس بواجب، إذ السجود كله ليس بواجب.
الجواب: على كل حال لا أعلم في هذا الباب شيئاً، ليس عندي علم بالشركات وهذه الأسهم إلى الآن، ولكن الذي عنده مال سواء كان شخص له دين عليه أو كان في جيبه فكلما حال عليه الحول زكاه، إلا إذا كان من عليه الدين معسراً أو منكراً، فإذا كان ماله رسمياً موجوداً وأنت تعرف كم أعطيتهم فإنك تجمع هذه الأسهم في كل سنة وتزكيها مع ما عندك، أما إذا كنت لا تدري أنها فنيت أو ما زالت أو ضاعت فهذا شيء آخر.
الجواب: قال: سرق مني مال، فأرشدت إلى أن أذهب إلى ساحر أو إلى دجال كذاب ليعلمني بمن سرقني، فهذا والله ما يجوز، والله ما يجوز، ولا يجوز حتى بقاء هذا الشخص الذي يدعي الغيب ويخبر بأن فلاناً سرق وسرق، فلا يصح هذا كله في بلاد المسلمين.
الجواب: على كل حال فالأولاد ما قدم لهم أبوهم وهم صغار حلال لهم، والمسئول هو والدهم، وكذلك الزوجة فإنه على زوجها أن ينفق عليها وأن يطعمها والإثم على الرجل وليس على المرأة ولا على الأولاد.
الجواب: هذه في الرد على اليهود لما نفوا النسخ وقالوا: كيف ينسخ الله شريعتنا وشرائع من قبلنا بالقرآن؟ فأعلمهم الله تعالى أنه ما ينسخ من آية أو ينسها -أي: يؤخرها- إلا ويأتي بخير منها أو مثلها.
إذاً: فالنسخ ثابت بالكتاب والسنة والإجماع.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر