الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
قال المصنف رحمه الله: [ أبواب الأذان والسنة فيها.
باب بدء الأذان].
والأذان سنة على الأفراد, وأما بالنسبة للبلدان فهو فرض كفاية, يقوم به الواحد فيسقطه عن الباقين, وأما من قال بأنه سنة مؤكدة على الإطلاق على البلدان في المساجد وفي الأفراد فهذا فيه نظر, فقد بالغ بعض الفقهاء من الحنفية كـأبي المعالي الحنفي رحمه الله وحكى الاتفاق على أنه سنة مؤكدة, بل نسبه إلى الصحابة، وفي ذلك نظر.
قال: [ حدثنا أبو عبيد محمد بن عبيد بن ميمون المدني، قال: حدثنا محمد بن سلمة الحراني، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال حدثنا محمد بن إبراهيم التيمي، عن محمد بن عبد الله بن زيد، عن أبيه، قال: (
قال: فخرج عبد الله بن زيد حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما رأى, قال: يا رسول الله! رأيت رجلاً عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوساً، فقص عليه الخبر, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن صاحبكم قد أري رؤيا، فاخرج مع بلال إلى المسجد فألقها عليه وليناد بلال؛ فإنه أندى صوتاً منك, قال: فخرجت مع بلال إلى المسجد فجعلت ألقيها عليه وهو ينادي بها, قال: فسمع عمر بن الخطاب بالصوت فخرج, فقال: يا رسول الله! والله لقد رأيت مثل الذي رأى ).
قال أبو عبيد: فأخبرني أبو بكر الحكمي، أن عبد الله بن زيد الأنصاري قال في ذلك:
أحمد الله ذا الجلال وذا الإكـ ـرام حمداً على الأذان كثيراً
إذ أتاني به البشير من اللـ ـه فأكرم به لدي بشيراً
في ليال والى بهن ثلاث كلما جاء زادني توقيراً ].
وفي هذا تعظيم الرؤى, وفيه إشارة إلى أن من قرائن الرؤى الحق أن يذكر الله عز وجل في الرؤيا, بالتسبيح أو التهليل, وكذلك وجود اللباس الأخضر أو الأبيض في الرؤيا من القرائن على أنها رؤيا حق ورؤيا خير.
قال: [ حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي، قال: حدثنا أبي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم استشار الناس لما يهمهم إلى الصلاة, فذكروا البوق, فكرهه من أجل اليهود, ثم ذكروا الناقوس، فكرهه من أجل النصارى, فأري النداء تلك الليلة رجل من الأنصار يقال له: عبد الله بن زيد, وعمر بن الخطاب، فطرق الأنصاري رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلاً, فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالاً فأذن به ). قال الزهري: ( وزاد بلال في نداء صلاة الغداة: الصلاة خير من النوم, فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عمر: يا رسول الله! قد رأيت مثل الذي رأى ولكنه سبقني ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب الترجيع في الأذان.
حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة: (
ثم دعاني حين قضيت التأذين فأعطاني صرة فيها شيء من فضة, ثم وضع يده على ناصية أبي محذورة، ثم أمرها على وجهه، ثم من بين ثدييه، ثم على كبده، حتى بلغت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم سرة أبي محذورة, ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بارك الله لك وبارك عليك, فقلت: يا رسول الله! أمرتني بالتأذين بمكة؟ قال: نعم, قد أمرتك, فذهب كل شيء كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كراهية، وعاد ذلك كله محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم, فقدمت على عتاب بن أسيد عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فأذنت معه بالصلاة عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ).
قال: وأخبرني ذلك من أدركت من أهلي من أدرك أبا محذورة، على ما أخبرني عبد الله بن محيريز ].
وفي هذا جواز تولية بعض الولايات التعبدية لبعض من لم يكن من المقربين، أو كامل الصحبة والقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن أبا محذورة يعلم من حاله أنه لم يكن تام الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأمره, ومع ذلك ولاه النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا تأليفاً وتقريباً, وكان له أثر عليه أن أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن وثق به وأعطاه تلك الولاية.
قال: [ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام بن يحيى، عن عامر الأحول، أن مكحولاً حدثه، أن عبد الله بن محيريز حدثه، أن أبا محذورة حدثه، قال: (
والإقامة سبع عشرة كلمة: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر, أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله, أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله, حي على الصلاة، حي على الصلاة, حي على الفلاح، حي على الفلاح, قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة, الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله ) ].
ولا خلاف عند الصحابة عليهم رضوان الله تعالى في مسألة الترجيع، وذلك لثبوته واشتهاره وعدم وجود المخالف له, ومثله مما يستفيض, ولهذا يحكي بعض الفقهاء الإجماع على ذلك.
قال المصنف رحمه الله: [ باب السنة في الأذان.
حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالاً أن يجعل إصبعيه في أذنيه وقال: إنه أرفع لصوتك ).
حدثنا أيوب بن محمد الهاشمي، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن حجاج بن أرطاة، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: ( أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبطح وهو في قبة حمراء, فخرج بلال فأذن، فاستدار في أذانه وجعل إصبعيه في أذنيه ).
حدثنا محمد بن المصفى الحمصي، قال: حدثنا بقية، عن مروان بن سالم، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خصلتان معلقتان في أعناق المؤذنين للمسلمين: صيامهم, وصلاتهم ).
حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شريك، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال: ( كان بلال لا يخرم الأذان عن الوقت، وربما أخر الإقامة شيئاً ).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن أشعث، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص، قال: ( كان آخر ما عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم: أن لا أتخذ مؤذناً يأخذ على الأذان أجراً ).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، عن أبي إسرائيل، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن بلال، قال: ( أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أثوب في الفجر, ونهاني أن أثوب في العشاء ).
حدثنا عمرو بن رافع، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن بلال: ( أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه بصلاة الفجر، فقيل: هو نائم, فقال: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم, فأقرت في تأذين الفجر، فثبت الأمر على ذلك ).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا الإفريقي، عن زياد بن نعيم، عن زياد بن الحارث الصدائي، قال: ( كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فأمرني فأذنت, فأراد بلال أن يقيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أخا صداء قد أذن، ومن أذن فهو يقيم ) ].
هذا هو السنة, ولكن لو كان المؤذن واحداً والمقيم واحداً فلا حرج في ذلك.
قال المصنف رحمه الله: [ باب ما يقال إذا أذن المؤذن.
حدثنا أبو إسحاق الشافعي إبراهيم بن محمد بن العباس، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء، عن عباد بن إسحاق، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أذن المؤذن فقولوا مثل قوله ).
حدثنا شجاع بن مخلد أبو الفضل، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا أبو بشر، عن أبي المليح بن أسامة، عن عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان، قال: حدثتني عمتي أم حبيبة: ( أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، إذا كان عندها في يومها وليلتها فسمع المؤذن يؤذن، قال كما يقول المؤذن ).
حدثنا أبو كريب، وأبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا سمعتم النداء فقولوا كما يقول المؤذن ).
حدثنا أبو كريب، وأبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا سمعتم النداء، فقولوا كما يقول المؤذن ).
حدثنا محمد بن رمح المصري، قال: أخبرنا الليث بن سعد، عن الحكيم بن عبد الله بن قيس، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن سعد بن أبي وقاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال حين يسمع المؤذن: وأنا أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، غفر الله له ذنبه ) ].
وموضع هذا الذكر عند الشهادتين.
قال: [ حدثنا محمد بن يحيى، والعباس بن الوليد الدمشقي، ومحمد بن أبي الحسين، قالوا: حدثنا علي بن عياش الألهاني، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب فضل الأذان وثواب المؤذنين.
حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، وكان أبوه في حجر أبي سعيد الخدري، قال: قال لي أبو سعيد: ( إذا كنت في البوادي فارفع صوتك بالأذان، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يسمعه جن ولا إنس ولا شجر ولا حجر إلا شهد له ).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شبابة، قال: حدثنا شعبة، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبي يحيى، عن أبي هريرة، قال: ( سمعت من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المؤذن يغفر له مدى صوته، ويستغفر له كل رطب ويابس, وشاهد الصلاة يكتب له خمس وعشرون حسنة، ويكفر عنه ما بينهما ).
حدثنا محمد بن بشار، وإسحاق بن منصور، قالا: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا سفيان، عن طلحة بن يحيى، عن عيسى بن طلحة، قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة ).
حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا حسين بن عيسى أخو سليم القارئ، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليؤذن خياركم، وليؤمّكم قراؤكم ).
حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا مختار بن غسان، قال: حدثنا حفص بن عمر الأزرق البرجمي، عن جابر، عن عكرمة، عن ابن عباس (ح)
وحدثنا روح بن الفرج، قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، قال: حدثنا أبو حمزة، عن جابر، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أذن محتسباً سبع سنين كتب له براءة من النار ).
حدثنا محمد بن يحيى، والحسن بن علي الخلال، قالا: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثنا يحيى بن أيوب، عن ابن جريج، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من أذن ثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة, وكتب له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة، ولكل إقامة ثلاثون حسنة ) ].
وأصح شيء جاء في هذا ( المؤذنون أطول أعناق يوم القيامة ), والأحاديث في الحسنات، وكذلك العتق من النار كلها معلولة, وحديث ابن عمر حديث منقطع.
قال المصنف رحمه الله: [ باب إفراد الإقامة.
حدثنا عبد الله بن الجراح، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، قال: ( التمسوا شيئاً يؤْذِنون به علماً للصلاة، فأمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة ).
حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا عمر بن علي، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس، قال: ( أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة ).
حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده: ( أن أذان بلال كان مثنى مثنى, وإقامته مفردة ).
حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد، قال: حدثني معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال: حدثني أبي محمد بن عبيد الله، عن أبيه عبيد الله، عن أبي رافع، قال: ( رأيت بلالاً يؤذن بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى، ويقيم واحدة ) ].
قال المصنف رحمه الله: [ باب إذا أذن وأنت في المسجد فلا تخرج.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن إبراهيم بن مهاجر، عن أبي الشعثاء، قال: ( كنا قعوداً في المسجد مع أبي هريرة، فأذن المؤذن، فقام رجل من المسجد يمشي, فأتبعه أبو هريرة بصره حتى خرج من المسجد، فقال أبو هريرة : أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ).
حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: حدثنا عبد الجبار بن عمر، عن ابن أبي فروة، عن محمد بن يوسف مولى عثمان بن عفان، عن أبيه، عن عثمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أدركه الأذان في المسجد ثم خرج، لم يخرج لحاجة، وهو لا يريد الرجعة، فهو منافق ) ].
ذكر النفاق غير محفوظ, والصواب في ذلك ( عصى أبا القاسم ), ولا يجوز لإنسان أن يخرج بعد سماع الأذان حتى لو كانت له حاجة, ثم لا يرجع، وذلك أنه قد يُظن به أنه لا يريد الصلاة, فربما رآه الإنسان حال انصرافه ولا يراه حال عودته, فيتهم في دينه, والشريعة جاءت بالبعد عن مواضع الشبهات.
كذلك ألا يكون مدخلاً للمنافق أن يخرج من المسجد فيدعي أن له حاجة, فإذا أغلق هذا الباب على الأخيار وعلى الصالحين فإنه يغلق أيضاً على من دونهم.
كذلك فإنه في مسألة الأذان قد نص غير واحد من العلماء على أن الإنسان إذا دخل المسجد فسمع المؤذن أنه يستحب له أن يجلس ولو كان إماماً, وقد ذكر ابن عقيل رحمه الله الإجماع على ذلك فقال: أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن الإمام إذا سمع المؤذن يجلس, يعني: ولو لم يصل تحية المسجد, إشارة إلى مكثه وبقائه, ثم بعد ذلك يقوم.
كذلك ذكر غير واحد من العلماء في مسألة الإقامة, إذا سُمع المؤذن يقيم ثم دخل الإنسان أو كان الإمام حاضراً فإنه يجلس ثم يقوم, ذكر ذلك الإمام أحمد عليه رحمة الله في رواية عنه, وقال به بعض الأئمة كـابن تيمية رحمه الله.
نقف على هذا، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر