بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله, وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

ثم السلام عليكم ورحمة الله, وتقبل الله منا الصيام والقيام, وختم لنا بخير إنه أرحم الراحمين, وأكرم الأكرمين.

السؤال: صليت التراويح ولم أنته من التشهد وسلم الإمام فسلمت معه، فهل صلاتي صحيحة؟

الجواب: نعم, صلاتك صحيحة إن شاء الله، لكن كان مطلوباً منك ألا تسلم مالم تنته من التشهد، وقد ذكر الإمام أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله هذا في تلبيس إبليس, ومن تلبيس إبليس على بعض المصلين أن الإمام يسلم وهو لم يفرغ من التشهد بعد، فيسلم بسلام الإمام وما ينبغي له ذلك.

السؤال: أنا حائض, وكنت قبل أن أحيض أصلي التراويح والتهجد في الجامع, وأريد أن أذهب وأكون بجوار المسجد, فما حكم الدين؟

الجواب: لا بأس إن شاء الله, ولو جلست في بيتك ورتلت القرآن فلك الأجر، والحيض في النهاية حالة مرضية، وطالما أنك كنت مواظبة على صلاة التراويح والتهجد، فسيكتب الله لك الأجر والثواب.

السؤال: ما قيمة زكاة الفطر لهذا العام؟ وما حكمها، ومتى تخرج، ولمن؟

الجواب: أما قيمتها فثلاثة جنيهات ونصف عن الشخص الواحد, وأما حكمها فالوجوب، وفي الحديث: ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير أو صاعاً من أقط، على كل ذكر أو أنثى كبير أو صغير من المسلمين )، ولذلك قال بعض العلماء: هي فريضة, وبعضهم يقول: سنة واجبة، وهذا اختلاف اصطلاح فقط، وأما من ناحية كونها واجبة ومطلوبة فلا خلاف بينهم.

وأما متى تخرج؟ فتخرج يوم العيد قبل الصلاة، أو تخرج قبل يوم العيد بيوم أو يومين أو أكثر.

وتخرج للفقراء والمساكين.

السؤال: ما حكم الحناء بالمحلبية في رمضان؟

الجواب: الحناء بالمحلبية وبغيرها لا يفطر ولا يفسد الصيام.

السؤال: هل خروج المذي مفطر؟

الجواب: إذا كان يخرج غلبة فليس بمفطر، أما إذا كان يخرج باستدامة فكر أو نظر فإنه مفطر؛ لأنه مرحلة من مراحل قضاء الشهوة، فمن خرج منه المذي بإدامة نظر أو فكر فإنه يجب عليه التوبة, ويجب عليه أن يقضي مكان اليوم يوماً.

السؤال: ما حكم قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات بين الركعات في التراويح؟

الجواب: إذا كان الشخص يقرؤها لنفسه فلا حرج إن شاء الله، فهذا إتباع لعمل صالح بعمل صالح كما قال ربنا: فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ [الشرح:7] , يعني: إذا فرغت من عمل صالح فانصب في عمل صالح، أما قراءتها جماعة فليست من السنة.

السؤال: أنا حامل في الشهر السادس ولم أصم؟

الجواب: عليك القضاء إن شاء الله.

السؤال: إذا أعطيت مسكيناً صدقة، فهل يجب أن أقول لهذا المسكين: هذه صدقة الفطر، أو كفارة يمين؟

الجواب: لا يجب, وإنما الأعمال بالنيات، فهي ما بينك وبين الله صدقة فطرٍ أو زكاة مال أو كفارة يمين أو غير ذلك، ولا يلزم أن يعلم بذلك الفقير.

السؤال: كنت مريضاً بنزلة برد شديدة ولم أراجع الطبيب، وأخذت العلاج من الصيدلية، وأفطرت يوماً وقضيت، وكان ذلك في رمضان الماضي؟

الجواب: لا حرج إن شاء الله، طالما أنها نزلة شديدة ووجدت مشقة في الصيام, فقد جعل الله لك يسراً في الفطر.

السؤال: رجل لا يستطيع الصوم، فما هي قيمة الإطعام ليوم واحد، وكيف يتم إخراجها؟

الجواب: عن اليوم الواحد سبعمائة وخمسون جراماً وهي قيمة المد، وتخرج للفقراء والمساكين, وأنت مخير إما أن تطعم عن كل يوم في يومه، وإما أن تجمعها فتطعم في آخر الشهر وكلاهما جائز.

السؤال: أنهى الإمام صلاة العشاء والتراويح ولم يوتر، وقال: من أراد أن يصلي الوتر فليصله، ومن أراد أن يتهجد فلا يصلي الوتر؟

الجواب: لا حرج في ذلك إن شاء الله، فلو رأى الإمام أنه لا يصلى وتران في مسجد واحد في ليلة واحدة، فخير للناس أن يوتروا فرادى.

السؤال: أسأل عن التهجد، هل ممكن أقرأ الأجزاء في نفس وقت الصلاة من غير ما أصلي؟

الجواب: نعم ممكن، فبعض الناس يحيي الليل بالصلاة, وبعض الناس يحييه بتلاوة القرآن، ولا شك أن أجر الصلاة أعظم؛ لأن الإنسان يجمع بين شرف الذكر وهو القرآن، وبين شرف الحال وهو الركوع والسجود.

السؤال: قرأت القرآن من الجزء الثلاثين, ووقفت في الجزء السادس عشر، وبدأت أقرأ من سورة البقرة لكي أصل إلى السادس عشر، فهل علي إثم؟

الجواب: لا إثم عليك إن شاء الله، ولكن في الختمة المقبلة ابدأ من فاتحة الكتاب، واقرأ على ترتيب المصحف، ونسأل الله أن يتقبل.

السؤال: ما حكم تعاطي التمباك في نهار رمضان؟ وهل يفطر؟

الجواب: يفطرك وأيضاً أنت آثم مذنب؛ لأنك لو أفطرت بفول أو بجبن أو ببيض فقد أفطرت بحلال، أما أنت فما اكتفيت بأن تفطر في نهار رمضان بل أفطرت بالخبيث الرديء السيئ المنتن، ولذلك يلزمك ثلاثة أمور: يلزمك التوبة إلى الله عز وجل من تناول هذه المادة الخبيثة، ويلزمك أن تقضي مكان اليوم يوماً، ويلزمك أن تكفر بصيام شهرين متتابعين.

السؤال: هل الحقنة في الوريد تبطل الصوم؟

الجواب: إذا كانت حقنة مغذية فهي مبطلة للصيام؛ لأنها تقوم مقام الطعام والشراب، وأما إذا كانت حقنة علاجية فلا تبطل الصوم على الصحيح من قولي أهل العلم.

السؤال: أفطر مع أذان التلفزيون سواء كان قناة طيبة أو قناة السودان أو غيرهما، فما الحكم؟

الجواب: لا مانع أن تفطر على أذان طيبة أو على أذان التلفزيون القومي، لكن لا تفطر على أذان قناة غير محلية كأن تفطر على أذان مكة مثلاً، فتأكل قبل الناس بنصف ساعة هذا لا يصلح، أما إذا كان تلفزيوناً محلياً كطيبة أو التلفزيون القومي فلا حرج عليك في أن تفطر على أذانه إن شاء الله.

السؤال: زوجتي أفطرت رمضان السابق والذي قبله، فبدأت بالقضاء ولم تقض إلا أسبوعاً فماذا عليها؟

الجواب: إذا أخرت القضاء بعذر فما عليها حرج إن شاء الله فبعد رمضان تقضي، وأما إذا كان التأخير من غير عذر فيلزمها القضاء والفدية بإطعام مسكين عن كل يوم.

السؤال: هل استعمال بخاخ الأزمة في نهار رمضان مفطر؟

الجواب: بخاخ الأزمة ليس مفطراً.

السؤال: ما حكم القبلة لغير المتزوج في نهار رمضان؟

الجواب: أنت قد أتيت جرماً عظيماً، فكونك تقبل أجنبية هذه جريمة تستوجب التوبة، وأنت ما ترضى هذا لأختك ولا ترضاه لبنتك، فكيف ترضاه لبنات الناس؟ ثم إذا خرج منك شيء فقد فسد صومك لهذا اليوم ووجب عليك القضاء.

السؤال: هل يمكن أن تكون صلاة الفجر من الأذان الأول؟

الجواب: لا, يا أخي! الأذان الأول يكون بالليل، فلا يصح أن يصلي الإنسان صلاة الصبح إلا بعد أن يطلع الفجر الصادق؛ لأن الله تعالى قال: أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا [الإسراء:78] وقال سبحانه: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفِيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ[هود:114] وقال: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا [النساء:103].

السؤال: محمد جلال ولد اللبيب، مسافر من الخرطوم إلى كادوقلي فهل عليه صيام؟

الجواب: لو صام فهو خير، ولو ما صام فعليه القضاء، وليس عليه سوى القضاء؛ لأنه مسافر من الخرطوم إلى كادوقلي وهذا سفر بعيد، يستغرق ربما ثمان ساعات أو تسع ساعات، فيحق لك أن تفطر وتأخذ بالرخصة، ولو استطعت الصيام من غير مشقة فهو خير لك.

السؤال: أنا صديق علي خير الله ، عندي سؤال: هل الريق يفطر؟

الجواب: لا, ما يفطر يا صديق! الريق ابلعه ولا يفطرك.

السؤال: اتصل بي خطيبي مرة واحدة في ليلة رمضان لكي يسأل عن أحوالي، وخرجت منه كلمات, وخرج مني سائل لزج، فهل علي غسل؟

الجواب: ليس عليك غسل, وإنما عليك أن تغسلي المكان وتتوضئي، وما ينبغي لخطيبك أن تخرج منه كلمات بل المفروض أن يتكلم معك كالكلام مع الأجنبية ولا يزيد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

السؤال: ما حكم استعمال الفير واقياً للوجه من الشمس وهل يبطل الصيام؟

الجواب: لا يبطل الصيام، وأنا سألت هؤلاء المصورين: ما هو الفير؟ فقالوا: بأنه كريم يوضع على الوجه من أجل أن تتقى به الشمس؛ لأنه قال: ما حكم استعمال الفير واقياً للوجه من الشمس وأنا ظننته غطاء أو ما أشبه ذلك، لكنهم زادوني علماً بأنه كريم، فهذا لا يبطل الصوم ولا يؤثر فيه إن شاء الله.

السؤال: أنا شاب وعمري أربعة وعشرون سنة، فهل يجب أن أخرج زكاة الفطر لنفسي وأنا مستطيع؟

الجواب: نعم، يجب عليك أن تخرج الزكاة عن نفسك.

السؤال: جاءتني الدورة وطهرت الساعة الثانية عشرة والنصف، ولم أغتسل إلا اليوم الثاني، فهل علي شيء؟ وإن كان علي كفارة فما هي؟

الجواب: أما الصوم فصومك صحيح, وأما الإثم فأنت آثمة؛ لأنك ضيعت صلاة الصبح، فيجب عليك أن تستغفري الله عز وجل وأن تقضي، بل ضيعت المغرب والعشاء كذلك، والمفروض أن المرأة إذا طهرت بالليل وقد بقي على طلوع الفجر ما يسع أربع ركعات، يعني: ثلاث ركعات المغرب وتدرك ركعة من العشاء فيجب عليها أن تصلي المغرب والعشاء معاً.

وكذلك إذا طهرت قبل غروب الشمس بما يسع خمس ركعات بعد الغسل، أربع ركعات الظهر وتدرك ركعة من العصر فيجب عليها أن تصلي الظهر والعصر معاً، وحيث إنك لم تفعلي -غفر الله لك- وجب عليك أن تتوبي إلى الله مما كان وأن تستغفري.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: بالنسبة لقضاء رمضان: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ [البقرة:184] أريد أن أعرف هذه الفدية كم مقدارها؟ وهل إطعام المساكين اليوم كله أم إطعام وجبة واحدة لهم جميعاً, علماً بأن الإفطار كان بسبب مرض مزمن وعاهة وكبر وحاجة.

السؤال الثاني: عن زكاة الفطر, فقد سمعت أن بعض المذاهب قالوا: يستحب إخراجها من أول رمضان، وإذا كنا نحن متقيدين بالمذهب المالكي فهل ممكن أن نخرجها في العشر الأخيرة قبل يوم العيد؟

الشيخ: أبشر، تسمع الإجابة إن شاء الله.

المتصل: هل نصوم القضاء أولاً، أم الست أولاً؟

الشيخ: طيب، نجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: عندي جيران يستعملون السحر حتى في رمضان -والعياذ بالله- وهم أناس من أهلنا, وعندي خمسة أطفال آذوني فيهم؟ وأضروا بي أنا وأولادي، وأنا أشتغل وأتعب لأجل علاجهم لدرجة أني غارقة في الديون بسبب الأسحار التي يعملونها لأولادي، وأشغل القرآن اليوم كله، وأشغل آيات السحر, وأشغل الرقية الشرعية.

فأريدك أن تدعو ربنا أن يجعل لي من هذا البيت مخرجاً فأبيعه وأرحل, وأنظر لي بيتاً آخر, فأولادي كلهم مرضى, وأريد أن أعرف الرقية الشرعية وطريقتها، فأنا أشغل اليوم كله قرآناً؛ لأنه حفظ لأولادي, وبعض المرات لا يستطيعون النوم، وكلما أسلك طريقاً يسهل علي ما أنا فيه يأتيني ما هو أعسر, وقد أصبحت غارقة في الديون، وأنا أتاجر في الجلسرين والفازلين، فهل هذا حلال أو حرام؟

السؤال الثاني: أريد أن أقدم مشروعاً للبنك ليساعدوني, لأن تجارتي في الجلسرين والفازلين لا تغني عني شيئاً من ديوني, وهذه الديون أتعبتني، وجزاك الله خيراً؟

الشيخ: تسمعين الإجابة إن شاء الله.

المتصل: عندي ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: أسأل عن الآيات التي فيها أن المسلم يجوز أن يتزوج بالمسيحية، وهل المسلمة يجوز لها أن تتزوج المسيحي أو اليهودي؟ وهل ما سكت عنه القرآن يعتبر مباحاً؟

السؤال الثاني: عندنا زاوية مساحتها عشرون متراً مربعاً, ونفطر خارج الزاوية, ثم من الناس من يقول: صلوا في الخارج, ومن الناس من يقول: صلوا في هذه الزاوية؟

السؤال الثالث: عندنا أخونا هو أكثر واحد يغار فينا، لكنه ليس متزوجاً, وهو قادر لكنه يقول: أنا لا أتزوج؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: لدي سؤالان:

السؤل الأول: أدعو أثناء الوضوء فأقول: اللهم بيض وجهي يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، فهل هذا جائز؟

السؤال الثاني: ما هي مواطن استجابة الدعاء؟

الشيخ: طيب، تسمع الإجابة إن شاء الله.

الشيخ: بالنسبة لأخينا أبي بكر الصديق من الجزيرة سأل سؤالين:

الأول عن الفدية كم مقدارها؟ والفدية مقدارها مد من طعام، والمد يعادل سبعمائة وخمسين جراماً مما تأكلون, يعني: مثلاً إذا كان الناس يأكلون قمحاً، فتكون سبعمائة وخمسين جراماً من القمح، وإذا كان الناس يأكلون ذرة فسبعمائة وخمسين جراماً من الذرة وهكذا، فعن الشهر كله يخرج اثنين وعشرين كيلو جراماً ونصف.

وممكن أيضاً أن تصنع طعاماً وتدعو إليه المساكين فيطعمونه وجبة واحدة وليس كل اليوم، وأنت مخير إما أن تفرقها على الأيام وإما أن تجمعها في آخر رمضان فتطعم الناس مرة واحدة كما كان يفعل أنس رضي الله عنه.

الشيخ: وأما زكاة الفطر فقد اتفق أهل العلم على أن أفضل أوقاتها يوم العيد من بعد طلوع فجره إلى خروج الإمام, قالوا: ويصح أن تخرج قبل العيد بيوم أو يومين، وبعض أهل العلم جوز إخراجها من بعد النصف من رمضان، وبعضهم كالشافعية قالوا: من أول رمضان؛ لأنها وجبت بسببين: الصوم والفطر, فإذا حدث أحدهما جاز إخراجها، ولذلك الإنسان لو خرج من الخلاف فأخرها فهو الأفضل، اللهم إلا إذا كان هناك حاجة لتعجيلها، فمثلاً لو أن الناس يحتاجون إلى أن يهيئوا بهذه الأموال بعض الثياب ونحوها مما لا يمكن تهيئته في يوم العيد فلا حرج في ذلك إن شاء الله.

السؤال: أختنا فاطمة من وادي حلفا تسأل عن القضاء والست من شوال، أيهما يكون أولاً؟

الجواب: الأفضل أن تأتي بالقضاء ثم بعد ذلك تأتي بصيام ستٍ من شوال، ولو كان الأمر عسيراً فلا حرج أن تؤخري القضاء وأن تعجلي بصيام ست من شوال؛ لأن القضاء يمكن أن يدرك فيما بقي من العام.

الشيخ: أما أم خالد من المبدة فقد شكت أن بعض الأرحام يؤذونها، ويستعملون السحر للإضرار بها، وأنهم سببوا لها بعض المشاكل في عملها وفي أولادها، فأقول: يا أم خالد! إن هذا الأمر موجود في الناس, وما زال الناس يؤذي بعضهم بعضاً ولا حول ولا قوة إلا بالله.

لكن احمدي الله عز وجل على أن المصيبة لم تكن في دينك، وعلى أن الله قد ساق لك بها أجراً، وأن المصيبة كان يمكن أن تكون أكبر من ذلك، فاحمدي الله عز وجل على العافية، ثم عليك بأن تطرقي أبواب العلاج الشرعي, ويتمثل ذلك أولاً: في الدعاء، أكثري من الدعاء بأن يكفيك الله شرورهم، (فلو أن الأمة قد اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك)، والجئي إلى الله عز وجل في وقت السحر، والجئي إلى الله دبر الصلوات المكتوبات وعند نزول ا لمطر وغير ذلك من مواطن الإجابة، لعل الله سبحانه وتعالى يكفيك شرهم.

ثانياً: استعملي الرقية الشرعية, وخير لك أن ترقي نفسك بنفسك، والرقية تتمثل في قراءة فاتحة الكتاب وأوائل البقرة والآية الرابعة بعد المائة: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ[البقرة:102] وكذلك قوله تعالى: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ [البقرة:163] وما بعدها, ثم آية الكرسي وخواتيم البقرة, وكذلك تقرئين آية السحر في سورة الأعراف: وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ [الأعراف:113-122].

كذلك في سورة يونس: فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ [يونس:81], وكذلك في سورة طه: فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى * قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى * فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى * قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى [طه:62-69].

وكذلك الآيات التي في سورة الشعراء، ومثلها أيضاً سورة الصافات وسورة الجن، وبذلك إن شاء الله يزول تأثير هذا السحر.

الشيخ: وأما التجارة في الجلسرين والفازلين فلا حرج فيها إن شاء الله, وهي من المباحات التي تستعمل في البرد ولوقاية الجلد من التشقق وما إلى ذلك.

السؤال: هل للمسلم أن يتزوج كتابية؟

الجواب: المسلم يمكن أن يتزوج كتابية يهودية أو نصرانية شريطة أن تكون محصنة، والإحصان بمعنى العفة, أي: تكون عفيفة وليس زانية؛ قال الله عز وجل: يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ[المائدة:4] إلى أن قال: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ [المائدة:5], بمعنى أعفاء, غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ [المائدة:5] , فلا يجوز لك أن تتزوج كتابية زانية، بل لا بد أن تكون عفيفة.

وأما المسلمة فلا يجوز تزويجها لغير المسلم؛ لأن الله تعالى قال: وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا [النساء:141] ؛ ولأن العلماء رحمهم الله مجمعون ومتفقون على أنه لا يجوز تزويج المسلمة لغير المسلم كتابياً كان أو غيره، ولا تقل بأن القرآن سكت عن هذا فما سكت، ولكنك أنت ما عرفت, أو الذي يقول بأن القرآن سكت هو ما عرف, وما ينبغي للإنسان أن يجزم دون أن يسأل أو دون أن يطلع.

الشيخ: وأما صاحبك القادر الذي لم يتزوج، فما أريد أن أقول له كما قال ابن عباس رضي الله عنهما لأحد تلاميذه: تزوج، فوالله ما يمنعك إلا عجز أو فجور، إما أنك عاجز يعني: ما عندك ما يشتهيه الرجال, وإما أنك فاجر.

فإن شاء الله صاحبك ليس بعاجز ولا فاجر، لكنه متقاعس أو متهيب، فنقول له: استعن بالله ولا تعجز، وبادر إلى الزواج فإنه قد يكون واجباً إذا خشيت على نفسك العنت، وقد يكون مندوباً لما في التزويج من إعفاف مسلمة وتكثير سواد المسلمين.

الشيخ: وأما إفطاركم وصلاتكم، فأقول: ينبغي لكم أن تصلوا في المسجد، نحن نسميها زاوية لكنها مسجد، فإن المساجد نوعان: هناك المسجد الذي لا تصلى فيه الجمعة، وهناك الجامع، فما نسميه الزاوية هو مسجد، فما ينبغي للناس أن يصلوا في العراء وإلى جوارهم مسجد، بل يجب عليهم أن يسعوا إلى بيت الله.

السؤال: أختنا تغريد من الدامر، تسأل عن الدعاء أثناء الوضوء.

الجواب: لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو أثناء الوضوء، هناك حديث لكنه ليس بصحيح، أنه كان يقول أثناء الوضوء: (اللهم اغفر لي ذنبي, ووسع لي في داري, وبارك لي في رزقي, وقنعني بما آتيتني, ولا تفتني بما زويت عني)، لكنه لا يصح.

وأما ما قلتيه من أن الوجه عنده دعاء: اللهم بيض وجهي يوم تبيض وجوه، واليد اليمين: اللهم أعطني كتابي بيميني، والرجل: اللهم ثبت قدمي على الصراط هذا كله لا أصل له.

وقد تجد بعض الناس لا يصلي فإذا قلت له: لم لا تصلي؟ يقول: أنا لست حافظاً لأدعية الوضوء، وليس هناك أدعية أثناء الوضوء, وإنما الدعاء في ختام الوضوء، كما ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام: ( من توضأ نحو وضوئي هذا ثم رفع طرفه إلى السماء, وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله, اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، فتحت له أبواب الجنة الثمانية ) .

السؤال: أختنا تغريد من الدامر تسأل عن مواضع إجابة الدعاء.

الجواب: مواضع إجابة الدعاء أولاً: في السجود، ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد, فأكثروا من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ).

ثانياً: في حال الصيام، فإن الصائم لا ترد دعوته، وعند الإفطار: ( للصائم دعوةٌ مستجابة عند فطره ).

ثالثاً: في حال السفر فدعوة المسافر مستجابة.

رابعاً: دبر الصلوات المكتوبات.

خامساً: عند نزول الغيث.

سادساً: ثلث الليل الآخر: ( حين ينزل ربنا إلى سماء الدنيا، فيقول: هل من سائل فأعطيه، هل من داعٍ فأستجيب له، هل من مستغفر فأغفر له ).

سابعاً: عند التقاء الصفين في الجهاد في سبيل الله.

ثامناً: عند الاضطرار، إذا كان الإنسان في حال اضطرار فإنه يستجاب دعاؤه.

تاسعاً: في يوم عرفة، فإن الدعاء مستجاب. هذه بعض المواطن التي يجاب فيها الدعاء، والعلم عند الله تعالى.

السؤال: ما حكم الدين في رمي فضلات الطعام على الأرض؟ وكيف يتم التعامل معها؟

الجواب: لا يجوز رمي الطعام على الأرض؛ لأن الله تعالى حذرنا من كفر النعمة: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ [النحل:112].

ذكر بعض المفسرين أن الله عز وجل ضرب هذا المثل لقرية كانت في رغد من العيش وطيب من الحياة، فبلغ بهم الكفر والعياذ بالله إلى أن قالوا: بدلاً من أن نستجمر بالحجارة الخشنة لنستجمر بهذا الدقيق، يعني: دقيق البر يتطهرون به من النجاسة، من كثرة ما كانوا فيه من سعة ورغد في العيش، فضيق الله عليهم وأبدلهم بعد الأمن خوفاً، وبعد السعة ضيقاً، وبعد الرغد جوعاً، حتى اضطروا أن يأكلوا الذي كانوا يستنجون به عياذاً بالله.

فلا يجوز يا أيها الناس! أن نرمي الفضلات على الأرض.

السؤال: هل يجوز الزواج من فتاة هندوسية؟

الجواب: لا، الله عز وجل قال: وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ [البقرة:221].

السؤال: هل يجوز أن أحصن أطفالي إذا كنت بعيدة عنهم؟

الجواب: لا, وإنما تكثرين من الدعاء لهم, أما التحصين فلا بد فيه من قراءة مع نفث.

السؤال: ما حكم الدعاء الجماعي بعد الصلاة؟

الجواب: ليس من السنة المواظبة عليه.

السؤال: أيهما أعظم أجراً: التلاوة من المصحف أم تلاوة الحفظ بدون مصحف؟

الجواب: بل التلاوة من المصحف أعظم أجراً؛ لأن الإنسان يعبد الله بالنظر في المصحف ويعبد الله بتحريك لسانه.

السؤال: حدثنا عن الرشوة؟

الجواب: الرشوة من كبائر الذنوب, وقد (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي والرائش الذي يمشي بينهما).

السؤال: قال صلى الله عليه وسلم: ( الطيرة من الشرك )، وفي حديث آخر: ( الشؤم في ثلاثة: الزوجة والفرس والدار ).

الجواب: نعم الطيرة من الشرك، هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام، وأما الحديث الآخر، فقد قال: ( إذا كان الشؤم ففي ثلاثة ) , يعني: هذا على اعتقاد أهل الجاهلية، يقول لهم لو فرض بأن هناك شؤماً، وإلا في حقيقة الأمر ليس هناك شؤمٌ لا في الدار ولا في الفرس ولا في الزوجة.

السؤال: تبت إلى الله, ولكن هناك مالاً حراماً في ذمتي ولا أعلمه؟

الجواب: هذا المال الحرام أخرجه واحتط لذلك، إذا شككت بأنه خمسون أو ستون فاجعله ستين، وتخلص منه بالصدقة به.

السؤال: هل تجوز قراءة القرآن للحائض وكيف تكون؟

الجواب: نعم, يجوز للحائض أن تقرأ القرآن، لكن تقرأ إما من حفظها أو من كتاب تفسير ونحوه.

السؤال: ما حكم امرأة حلفت على المصحف بالكذب؟

الجواب: حكمها أن تتوب إلى الله, وإذا ترتب على يمينها أكل مال فإنها ترده.

السؤال: نسافر كثيراً لظروف العمل، ونجمع ونقصر في الصلاة، فهل يجوز لنا ونحن مستقرون في إحدى المدن أن نجمع؟

الجواب: نعم يجوز أن تجمع إذا كانت إقامتك ما دون أربعة أيام، والأفضل ألا تجمع إلا إذا جد بك السير، لكن من ناحية الجواز يجوز.

السؤال: هل يمكن أن يتزوج الجن من البشر وينجب منه؟

الجواب: أما من ناحية الإمكان فهو ممكن، وأما من ناحية الجواز فلا يجوز؛ لأن الله تعالى قال: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا[الروم:21] في سورة الروم، وقال في سورة النحل: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ[النحل:72] .

السؤال: ما الحكم في الصدقة على الميت؟

الجواب: الصدقة على الميت طيبة, ويصله ثوابها إن شاء الله.

السؤال: شخص صلى بالناس جماعة، ولما فرغ من الصلاة وذهب الناس تذكر أنه عندما صلى كان متوضئاً بدون استجمار، فما الحكم؟

الجواب: صلاته صحيحة، وليس من شرط صحة الطهارة أن الإنسان يستجمر، فلو أن الإنسان ليس محتاجاً إلى الحمام فتوضأ وصلى فصلاته صحيحة، ولو أنه محتاج إلى الاستجمار فتوضأ وصلى أيضاً فالصلاة صحيحة مع الكراهة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم، نهى (عن الصلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان).

السؤال: ما حكم مصافحة المرأة للرجال؟

الجواب: لا يجوز للمرأة أن تصافح رجلاً أجنبياً؛ لأن الله تعالى قال: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ[النور:31] , ولا شك أن اللمس أشد من النظر؛ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم (ما مست يده يد امرأة قط إلا امرأة يملكها).

السؤال: عندما يراني الناس في مواطن الخير أغتبط، فهل هذا رياء؟ علماً بأنني لا أسعى لذلك؟

الجواب: هذا يتوقف على الباعث على الاغتباط، فإذا كان اغتباطك من أجل أن تحصل لك المكانة عندهم والسمعة الحسنة لديهم فهذا رياء، أما إذا كان اغتباطك من أجل أن يقتدي بك غيرك, أو فرحاً بأن الله أظهر الجميل وستر القبيح، فأنت مأجور على اغتباطك، قال الله عز وجل: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58] .

السؤال: شخص نظر إلى صورة فجأة، فغلبه المني ولم يستطع دفعه، فهل عليه قضاء؟

الجواب: نعم عليه القضاء لما نظر إلى الصورة أصلاً.

السؤال: لي ديون على فقراء, فهل أعتبرها من الزكاة؟

الجواب: لا, من كان له ديون على بعض الناس، ويئس من ردهم إياها فلا يجوز له أن يحتسبها من الزكاة؛ لأنه بذلك يقي ماله بحق الله, وهذا لا يجوز.

السؤال: أنا دائماً أقرأ قرآناً بالنهار, وبالليل أصلي، لكن ما أحسن ما يقام به الليل؟

الجواب: أحسن ما يقام به الليل القرآن، ولو أن الإنسان جمع بين الصلاة والقرآن والاستغفار سيكون قد جمع الخير كله.

السؤال: ذهب تم بيعه, وقد بلغ النصاب وليس للزينة، فهل يزكى في الحال أم الحول؟

الجواب: الذهب الذي ليس للزينة وإنما هو كنز يحسب مع حول المال، يعني: مثلاً لو أن حولي في رمضان، فأنظر في الذهب الذي عندي مما هو كنز فأحتسبه مع مالي وأخرج ربع عشره.

السؤال: أنا أتوضأ عند النوم, ولكن أذهب الحمام كثيراً، فهل أتوضأ ثانية؟

الجواب: لا يلزمك.

السؤال: هل البصل فيه زكاة؟

الجواب: نعم, على مذهب أبي حنيفة البصل والعسل كله فيه زكاة؛ لأن الله تعالى قال: أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ [البقرة:267] , والإمام القاضي أبو بكر بن العربي المالكي رجح مذهب أبي حنيفة ، قال: أما أبو حنيفة فقد جعل الآية مرآته الحق فأبصر الحق، فالبصل فيه زكاة, وهذا الذي يعمل به ديوان الزكاة.

السؤال: يخرج مني ريح كثير, وكلما أتوضأ لقراءة القرآن يبطل الوضوء، فماذا أفعل؟ وتراودني أفكار كثيرة غير صحيحة في الصلاة وغير الصلاة وأقرأ آية الكرسي، ولكن هذه الأفكار لم تذهب؟

الجواب: أما بالنسبة لانفلات الريح الذي عندك فيلزمك أن تتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها, ولا يضرك ما خرج بعدها، ومثلها إن توضأت لقراءة القرآن لا يضرك الريح التي تخرج.

أما بالنسبة للوسواس فعلاجه في الدعاء، أكثر من الدعاء بأن يصرف الله عنك همزات الشياطين, وأكثر من ذكر الله فإن ذكر الله يرضي الرحمن ويطرد الشيطان, وأكثر من حضور مجالس العلم, وبعد ذلك اعلم أن هذه الوسوسة لا يؤاخذك الله بها.

السؤال: هل خروج الريح يبطل قراءة القرآن؟ وإذا خرجت مني ريح قبل الوضوء فهل يجب أن أتوضأ؟

الجواب: لا ما يبطل قراءة القرآن, وإنما الوضوء شرط لمس المصحف، أما إذا كنت تقرأ من حفظك أو من كتاب تفسير مثلاً فلا يضرك.

السؤال: ما حكم الذي يسف سعوطاً وما يطلعه إلا الصباح؟

الجواب: عليه القضاء والكفارة.

السؤال: أعيد أنا وعيالي في (المدارس), وأصل رحمي بالهاتف؟

الجواب: كثر خيرك, ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.

السؤال: تنزل مني إفرازات بها دم, وأحياناً صفرة أو كدرة بعد ظهور القصة في نفس اليوم أو بعد يوم، وما المقصود بالقاشرة، وهل التقشير حرام؟

الجواب: أما الإفرازات التي بها الدم، وكذلك الصفرة والكدرة، إذا كانت بعد القصة البيضاء فلا اعتبار لها؛ لأن القصة البيضاء علامة الطهر، وما ينزل بعد ذلك لا تعبئي به.

الشيخ: وأما القاشرة فهي التي تقشر وجهها، إذا كانت تفعل ذلك زينة لزوجها فليس في ذلك حرمة إن شاء الله.

السؤال : أنا مدين بمال, ونسيت كم هو؟ وصاحب المال أيضاً لا يعرف كم هو؟

الجواب: تلجئون إلى التقدير وتتراضون على قدر يرضيك ويرضيه.

السؤال: لست متأكداً متى نزل المني خلال نومي أم قبله, ماذا علي؟

الجواب: عليك الغسل في الحالتين، وأما من ناحية الصيام فبما يغلب على ظنك، إذا غلب على ظنك أنه خرج منك وأنت نائم فصومك صحيح، أما إذا غلب على الظن بأنه خرج حال اليقظة فيلزمك القضاء.

السؤال: أحمل مصحفاً في جيبي بقصد القراءة, ولكني أعاني من انفلات الريح، فما الحكم؟

الجواب: كما بينت لصاحبك قبل قليل.

السؤال: فتاة مارست الزنا ولكنها تابت، هل يبطل عقد زواجها؟

الجواب: لا يبطل العقد، ويتوب الله على من تاب, وأسأل الله أن يجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: قال تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ[النساء:3] , فما علاقة اليتامى بتعدد الزوجات؟

السؤال الثاني: عندي معاش بسيط حوالي مائة جنيه, وأنا أريد أن أخرج منه زكاة الفطر عن الوالد والوالدة وأختي وزوجتي وولدي, ووالدي عنده مرتب لكن ما أريد أن يخرج الزكاة، بل أريد أن أخرجها عنه، وأعطيه مرتبه كاملاً.

الشيخ: تسمع الإجابة إن شاء الله.

السؤال: قول ربنا جل جلاله: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ[النساء:3], فهمي يقول: ما العلاقة بين اليتامى وبين تعدد الزوجات.

الجواب: يا فهمي أحسن الله إليك، بعض الآيات لا تفهم إلا إذا عرفت عادات العرب، مثلاً قول ربنا جل جلاله: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا[البقرة:189] , ربما يقول قائل: ما العلاقة بين البر وبين إتيان البيوت من الأبواب أو من الظهور.

أقول: كان من عادة العرب أن الواحد منهم إذا رجع من الحج فإنه لا يدخل بيته من الباب وإنما يتسور, والشيطان سول لهم بأن هذا هو البر, والله عز وجل بين في هذه الآية حقيقة البر.

ومثله أيضاً قول ربنا: وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا[النور:33] , هذه الآية أيضاً قد يفهم منها بعض الناس بأن عدم الإكراه إنما يكون في حالة إرادة التحصن, أما إذا لم ترد تحصناً جاز لنا إكراهها.

والجواب: بأن الدعوة إلى الزنا محرمة سواء كانت المرأة راغبة أو غير راغبة، لكن الآية نزلت في توصيف حالة عبد الله ابن سلول رأس المنافقين الذي كان له جوار يكرههن على ممارسة البغاء رغبة منه في تحصيل المال.

هنا أيضاً يا أخي كان الواحد منهم يلي يتيمة (بنتاً صغيرة), وأبوها مات وترك لها مالاً كثيراً فهو الوصي على هذا المال, وهو ولي تلك اليتيمة فيتزوجها لا رغبة فيها ولا حباً لها, وإنما ليستولي على مالها، فالله عز وجل قال: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى [النساء:3] أي: في اليتيمات، يعني: لو خفت إن تزوجت هذه اليتيمة أن لا تعدل بينها وبين زوجتك الأولى فانكح سواها, فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ [النساء:3] , أي: من طاب لكم من النساء مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ[النساء:3], والله أعلم.

المتصل: والدتي عمرها حوالي تسعين أو ثنتين وتسعين سنة، فهل يجوز أن أحج عنها؟

وهي تمشي على رجليها لكنها لا تستطيع المشي إلى بعيد فتمشي على قدر حالها في الحوش.

الشيخ: تسمع الإجابة إن شاء الله.

المتصل: أرجو أن تحث الشباب على بر الوالدين وصلة الرحم.

الشيخ: حاضر إن شاء الله.

الشيخ: أما السؤال الثاني لـفهمي فهو يريد أن يخرج الزكاة عن أمه وأبيه وأخته وزوجه فأقول له: أما الزوجة فزكاتها تلزمك أصلاً لا نزاع في ذلك، أما بالنسبة للوالد والوالدة, فطالما والوالد عنده مرتب فلا بد من أن يوكلك، ويقول لك: أخرجها عني, أما أنك من نفسك تخرجها عنه دون أن تخبره فلا يصلح؛ لأن الزكاة عبادة مفتقرة إلى نية، فلا بد للوالد أن ينوي أن يوكلك.

الشيخ: أما علي من السعودية فقد ذكر أن أمه ذات تسعين عاماً, وهو يريد أن يحج عنها، نسأل الله أن يطيل عمرها في طاعته، وأن يعينه على برها في الحياة وبعد الممات.

ولا يصلح يا علي حفظك الله؛ لأن الحج واجب على الشخص, ولا يحج أحد عن أحد إلا في حالتين: الحج عن الميت، والحج عن المسلم المغصوب أي: المشلول الذي لا يثبت على الراحلة، أما الوالدة فقلت: إنها والحمد لله تمشي وتقعد وتأكل وتشرب, فلا بد أن تحج بنفسها.

السؤال: أخونا أبو أحمد يقول: أرجو أن تحث الشباب على بر الوالدين وصلة الأرحام.

الجواب: أما بر الوالدين فقد قرنه الله بحقه؛ فقال: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا[النساء:36] , وقال: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا[الإسراء:23]وقال: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ[لقمان:14] وقال: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا[البقرة:83] .

فيا معشر الشباب! بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، واعلموا أن البر سلف, فمن بر والديه رزقه الله أولاداً بررة، ومن عق والديه أخذه الله بالعقوق في الدنيا على ما ينتظره من العذاب في الآخرة.

وأما صلة الأرحام فإنها سبب لزيادة العمر وبركة الرزق, وسبب لنزول رحمة الله عز وجل وصلة ربنا إياك، ( فإن الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله, ومن قطعني قطعه الله ) .

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يغفر لآبائنا وأمهاتنا, وأن يرحمهم كما ربونا صغاراً، اللهم من كان منهم حياً فأطل عمره في طاعتك، ومن كان منهم ميتاً فأفسح له في قبره ونور له فيه, وجازه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.