إسلام ويب

ديوان الإفتاء [248]للشيخ : عبد الحي يوسف

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    إمامة من لا يحسن القراءة

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    إخوتي وأخواتي! أسعد الله أوقاتكم بكل خير، ومرحباً بكم في حلقة جديدة، وأسأل الله عز وجل أن يرزقني وإياكم التوفيق والسداد والهدى والرشاد، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.

    السؤال: ههنا أسئلة وردت عن طريق رسائل (SMS) يقول: ما حكم رجل يؤم الناس في الصلاة ولا يحسن القراءة؟

    الجواب: ما ينبغي أن يؤم الناس، بل الواجب أن يؤم الناس أقرؤهم لكتاب الله عز وجل، وأفقههم في دين الله، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله, فإن كانوا سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا سواء فأقدمهم سناً )، وفي رواية: ( سلماً )، فلا بد أن يتصدى للإمامة من كان قارئاً فقيهاً، ويحسن الصلاة، ويحكم شروطها، ويتم أركانها.

    1.   

    صناعة أفلام الكرتون

    السؤال: أخونا أسامة من الكدرو يقول: أنا أعمل في صناعة أفلام الكرتون، ما حكم الدين في ذلك؟

    الجواب: هذا مما يرخص فيه للأطفال، لكن لا بد من التقيد بالضابط الشرعي، وهو أن تكون هذه الأفلام حاثة على مكارم الأخلاق، وأن تكون حاضة على التمسك بأهداف الدين، وأن تكون زارعة للقيم الفاضلة في نفوس الصغار، لا أن تكون مجرد أفلام للعبث واللهو، أو لزرع القيم الخاطئة كما يرى في بعض القنوات، نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل.

    المتصل: يا شيخ! محتاجة توجيهاتك، أنا عندي أحلام وكوابيس مزعجة تأتيني ومبالغ فيها إلى حد أني أقوم تعبانة من النوم، وبنفس الخوف, أنا كنت نائمة ورأيت أشباحاً مربوطة بالسواد دائماً, والحيوانات كثيفة, والعنكبوت بشكل كثيف، وكانت مستمرة برغم أني أكون متحصنة ومصلية، وقارئة أذكار الصباح والمساء، فماذا أصنع حتى تذهب، وأحياناً أقوم وشكلي متغير كثيراً وأنا متغيرة كثيراً، فما أعرف الناس, فقالوا: احتمال تكون عيناً، بالرغم أني رقيت نفسي أيضاً؟

    الشيخ: طيب أبشري إن شاء الله أجيبك إن شاء الله.

    المتصل: عندي سؤالان:

    السؤال الأول: ولد الزنا الناس يقولون: إنه في النار, وهو إنسان سيئ، فما تقول؟

    السؤال الثاني: ما حكم إمام مسجد غاب وجاء الإمام الثاني، فبعض المرات تكون صلاته بطيئة وبعض المرات تكون سريعة، فبعض المصلين يسجدون قبله, وبعضهم يسجدون معه سواء؟

    الشيخ: طيب أبشر إن شاء الله، شكراً جزيلاً.

    1.   

    مدى كون العين سبب الأحلام المرتبطة بالسواد والحيوانات

    السؤال: أختنا إيمان من بور سودان تقول: بأنها دائماً تعاني من أحلام وكوابيس مرتبطة بالسواد، والحيوانات، وتقول: بأنها تشك في أن الأمر قد يكون عيناً؟

    الجواب: أقول: العين قل أن يسلم منها أحد، ونبينا صلى الله عليه وسلم خاطبه ربه بقوله: وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ [القلم:51]، ونقرأ في القرآن بأن نبي الله يعقوب عليه السلام قال لبنيه: وَقَالَ يَا بَنِيَ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ [يوسف:67]، قال أهل التفسير: أمرهم أن يتفرقوا حال دخولهم مصر خشية العين، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( العين حق, ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين )، وقال: ( أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله بالعين )، ولذلك العين قد تكون فيك، قد تكون في الآخر، والمطلوب منا أن نأخذ بالأسباب دفعاً ورفعاً.

    أما بالنسبة للأحلام والكوابيس، فأنا أرشدك أمة الله ألا تنامي إلا على طهارة، ثم بعد ذلك إذا أويت إلى فراشك فاقرئي آية الكرسي وخواتيم البقرة: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ [البقرة:285] إلى آخر السورة، ثم سبحي الله ثلاثاً وثلاثين، واحمديه ثلاثاً وثلاثين، وكبري أربعاً وثلاثين، فهذه مائة، ثم اقرئي قل هو الله أحد، والفلق والناس، وانفثي في كفيك وامسحي ما استطعتِ من جسدك، ثم اقرئي ثانياً وامسحي، ثم اقرئي ثالثاً وانفثي وامسحي، ثم نامي على شقك الأيمن، وقولي: ( اللهم أسلمت نفسي إليك, ووجهي إليك, وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت ), إن شاء الله لن تري في منامك إلا خيراً.

    1.   

    التشاؤم من ولد الزنا

    الشيخ: يا محمود ! اعلم بارك الله فيك بأن ولد الزنا والعياذ بالله لا ذنب له، بل الذنب على من اقترف هذه الجريمة من ذكر وأنثى، والله عز وجل قال: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164]، وولد السفاح أو من كان من ثمرة حرام، هذا الإنسان لو أن الله تعالى رزقه من يوجهه ويربيه ويعلمه ويؤدبه، فقد يكون إنساناً صالحاً فاضلاً مستقيماً على خير، ولا صحة لما يقال من أن ولد الزنا في النار، أو أن ولد الزنا لا تصح إمامته إلى غير ذلك، فالعمدة قول ربنا جل جلاله: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164]، وقوله جل جلاله: كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ [الطور:21].. كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ [المدثر:38]، وأما الحديث الذي يروى: ( ولد الزنا شر الثلاثة )، فعلى فرض ثبوته، قال أهل العلم هو مؤول على معنى إن عمل بعمل أبويه، فهو شر الثلاثة إن عمل بعمل أبويه، أما لو أنه كان على سداد واستقامة وصلاح، فليس هو شر الثلاثة، بل هو خيرهم.

    1.   

    أحوال المأمومين مع الإمام

    الشيخ: وأما حال الناس مع الإمام يا محمود ! فالناس على أربعة احوال, وهذه الأحوال الأربعة ثلاث منها مذموم:

    الحالة الأولى: المسابقة، فبعض الناس يسجد قبل أن يسجد الإمام، ويركع قبل أن يركع الإمام، وهؤلاء متوعدون بقول نبينا الرسول عليه الصلاة والسلام: ( أما يخشى أحدكم إذا سابق إمامه أن يحول الله وجهه وجه حمار، أو رأسه رأس حمار ).

    ثم الحالة الثانية: المماثلة، وهي أن يركع مع الإمام, وأن يسجد مع الإمام، وهذه أيضاً مذمومة.

    ثم الحالة الثالثة: المخالفة، وتتمثل في أن الإمام إذا ركع بعض الناس يركع، فإذا ركع يبقى راكعاً، ثم بعد ذلك يرفع، متى ما أراد أن يرفع، ثم إذا سجد الإمام ورفع من سجوده يبقى ساجداً، وخاصة السجدة الأخيرة، فإن الإمام إذا جلس للتشهد بقي بعض الناس ساجداً زماناً طويلاً، وهذا أيضاً مذموم؛ لأن نبينا المعصوم عليه الصلاة والسلام قال: ( إنما جعل الإمام ليؤتم به, فلا تختلفوا عليه )، وقال: ( إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده, فقولوا: ربنا ولك الحمد ).

    ثم الحالة الرابعة: وهي الممدوحة والمطلوبة والمسنونة، وهي المتابعة، والمتابعة أن تكون أحوالك بعد الإمام مباشرة، تركع بركوعه، وتكبر بتكبيره، وتسجد بسجوده، وتنصت لقراءته.

    إذاً: المسابقة ممنوعة، والمماثلة ممنوعة، والمخالفة ممنوعة، ولم يبق إلا المتابعة, نسأل الله أن يجعلنا متبعين غير مبتدعين.

    1.   

    المقصود بالغارمين الذين تصرف لهم الزكاة

    السؤال: أخونا عادل محمد أحمد من كوستي يقول: من المستحقين للزكاة الغارمون، فمن هم؟

    الجواب: الغارمون جمع غارم، والغارم: من ركبه دين لا يجد له وفاءً، شريطة أن يكون الدين في غير معصية.

    أما من استدان في معصية فإنه لا يعطى من الزكاة، أما من كان غارماً في طاعة، غارماً في إصلاح بين الناس, فإنه يعطى من الزكاة، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام لـقبيصة بن المخارق رضي الله عنه: ( يا قبيصة ! اعلم أن الصدقة لا تحل إلا لثلاثة: رجل أصابته فاقة -يعني: أفلس- حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجا في قومه فيقولون: أصابت فلاناً فاقة، ورجل أصابته جائحة )، يعني: نزلت به مصيبة، غرقت بضاعته، احترقت مخازنه، ونحو ذلك، ( فله أن يسأل الناس حتى يصيب سداداً من عيش، ورجل تحمل حمالة ) يعني: دخل بالصلح بين الناس، بين عائلتين، بين قبيلتين، وقد حصل بينهم إتلاف للممتلكات, وإزهاق للأرواح مثلاً, وجروح, وشجاج، فقال: أنا أتحمل هذا كله، وأراد أن يصلح بينهم جزاه الله خيراً، فله أن يسأل الناس حتى يصيب سداداً من عيش.

    1.   

    إخراج زكاة الفطر نهار السابع والعشرين من شهر رمضان

    السؤال: شخص أخرج زكاة الفطر في نهار السابع والعشرين من رمضان، هل تجزئ، أم لا بد أن تكون في ليلة العيد؟

    الجواب: تجزئ إن شاء الله، من أخرج زكاته قبل العيد بيوم أو يومين أو ثلاثة، فلا حرج في ذلك، وما قارب الشيء يأخذ حكمه، وخاصة إذا علم بأن آخذ الزكاة لن ينتفع بها إلا إذا كانت قبل العيد بزمان، وأسأل الله أن يعيده علينا ونحن في خير حال.

    المتصل: أسأل عن الصلاة بمكبرات الصوت، مع أن الله يقول: وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا [الإسراء:110] ونريد أن نفهم معنى الآية؟

    الشيخ: طيب بارك الله فيك.

    1.   

    ترك النقاب بسبب فتوى شيخ الأزهر وبعض الشبهات

    السؤال: أنا منقبة، لكن بعد موقف شيخ الأزهر، والكلام حول النقاب جاءتني شبهات، فهل أترك النقاب؟

    الجواب: يا أمة الله! اعلمي بأن شيخ الأزهر كغيره من الناس يخطئ ويصيب، ويهتدي ويضل، وما هو بالمعصوم، ما عندنا في الإسلام عصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا نعتقد عصمة في الأئمة، ولا عصمة للشيوخ، ولا عصمة لمفتين، ولا عصمة لأحد، بل خير هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو السيد الجليل والإمام العلم الصديق أبو بكر بن أبي قحافة رضي الله عنهما، هذا الرجل المبارك هو نفسه ليس معصوماً، يخطئ ويصيب، لكن الميزان عندنا أن من غلب صوابه وظهر فضله فهو المتبوع المقتدى به، الذي نعتقد بأنه على خير، وأنه على صواب إن شاء الله، ولا يعني ذلك أنه سالم من الخطأ.

    أما من كان ديدنه أن يفتي بالشواذ، وأن يخالف إجماع أهل العلم، وأن يسخر من خلق الله عز وجل، وأن يواجه السائل بالبذاءة والفحش، فمثل هذا لا يقتدى به، ولا يحتج بقوله، ولا ينظر في أمره، وقد أطبق علماء المسلمين سلفاً وخلفاً على أن النقاب مشروع، وأنه إما أن يكون واجباً على قول بعضهم، أو أن يكون مستحباً على قول آخرين، لكن ما قال أحد من أهل العلم الثقات المعتبرين بأن النقاب عادة لا صلة لها بالإسلام من قريب أو من بعيد, ما قال هذا أحد، بل الكل يقول: بأن النقاب مشروع، ويكفينا أن التي تتنقب إنما تقتدي بأمهات المؤمنين، والنسوة الصالحات الفاضلات القانتات، وكفى بذلك شرفاً وفضلاً، فيا أمة الله استمسكي واعتصمي بحبل الله، وإذا فعلتِ خيراً لا تفرطي فيه لقول فلان أو فلان من الناس.

    1.   

    استلام البنك شيكات الأقساط قبل تسليمه البضاعة للعميل

    السؤال: ما حكم استلام البنك شيكات أقساط القرض قبل تسليم البضاعة للعميل؟

    الجواب: لا يصح يا عبد الله، في بيع المرابحة للآمر بالشراء ما ينبغي للبنك أن يستكتب العميل شيكات، أو صكوكاً أو أي شيء حتى يبتاع هذه البضاعة ويحوزها، وإلا فالبنك واقع في المخالفة الشرعية حيث باع ما لا يملك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تبع ما ليس عندك ), وقال: ( لا تبع ما لا تملك )، وهذا أمر قد نبه عليه مراراً، وأسأل الله أن يهدينا سواء السبيل.

    المتصل: أسأل عن كيفية صلاة الليل، هل هي ركعتين ركعتين، أم ماذا؟

    الشيخ: طيب أبشري إن شاء الله.

    1.   

    منع الزوج للزوجة من زيارة أقاربها

    السؤال: تقول نون محمد: زوجي يمنعني من زيارة أقاربي، ويقول لي: لو ذهبتِ لا ترجعي؟

    الجواب: نقول يا أمة الله ويا عبد الله!

    أولاً: يا أمة الله! لا تعصي زوجك، واتقي الله في نفسك، لكن بالمقابل لا تدعيه لأنه معصية، فإن قطيعة الرحم من الكبائر، وهذا الزوج غفر الله له يأمر بقطيعة الأرحام، ونبينا عليه الصلاة والسلام قال: ( الرحم معلقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله )، ونقرأ في القرآن قول ربنا الرحمن: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:22-23].

    لكنني أقول: بأن الزوج أحياناً يلاحظ أن بعض الأرحام يفسدون عليه زوجته، ويحرضونها على عصيانه، والنشوز عليه، ففي تلك الحال نقول للزوج أيضاً: لا تمنعها من زيارة أرحامها لئلا تعالج الخطأ بالخطأ, والمعصية بالمعصية، لكن لتكن زيارات متباعدة، ولفترات قصيرة، يعني: لا تخليها تقيل وتبيت عند أرحامها، وإنما تذهب إليهم في زيارات تكون لزمان يسير وبرهة قصيرة، من أجل أن تأمن شرهم، وفي الوقت نفسه تأتي بما افترض الله عليك، وأسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق.

    المتصل: أنا أعمل صيدلانياً تابعاً لمؤسسة بعقد، والعقد يذكر فيه: بأنه إذا حصل أي ظرف أعطيهم البديل، وحصل لي ظرف وهو السفر خارج البلد، وأتيتهم برجل بدلي، لكن المرتب الكامل يعطيني وأنا خصمت منه؛ لأن علي ديوناً هنا، فأريد أن أعرف هل هذا الفعل صحيح وإلا لا؟

    الشيخ: طيب أجيبك إن شاء الله، أجيبك.

    المتصل لدي سؤالان:

    السؤال الأول: ما معنى الشهادة في سبيل الله؟ وهل يطلق لفظ شهيد على كل إنسان قتل أياً كان نوع القتل؟

    السؤال الثاني: قال الله عز وجل في كتابه الكريم: فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ [الأنبياء:94]؟

    المتصل: يوجد ناس يقولون: ما الفائدة أن تربي الدقن وتحف الشارب، هل هذا صحيح, فقلت لهم: ورد الحث عليه في الكتاب والسنة، هل كلامي صحيح أو لا؟

    الشيخ: طيب! سؤالك يتعلق بالذقن والشارب.

    1.   

    الجمع بين قوله تعالى: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ...) والصلاة بمكبرات الصوت

    الشيخ: نجيب على سؤال أخينا الفاتح، يا عبد الله! قول ربنا جل جلاله: وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا [الإسراء:110]، هذه الآية تأتي طرداً للقاعدة الإسلامية الذهبية في التوسط في الأمور كلها، ففي النفقة توسط، قال الله عز وجل: وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا [الفرقان:67]، وقال: وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ [الإسراء:29]، فها هنا أيضاً في الصلاة، ليس مطلوباً أن الإنسان يرفع صوته فوق الحاجة، وليس مطلوباً أيضاً أن يخافت دون المطلوب، وإنما يكون وسطاً، ولذلك لو كان الإنسان يصلي وحده فإنه يسمع نفسه، ولا حاجة أن يسمع من يليه، وهذا يحصل في المساجد، تجد بعض الناس يأتي متأخراً، فيقيم جماعة أخرى، ويقرأ ما شاء الله بصوت كأنه يريد للمسجد كله أن يدع تسبيحاتهم ودعواتهم وما هم فيه, ويقبل عليه ليستمع إليه حتى يفرغ من صلاته، وبعض الناس مثلاً يكون مسبوقاً، فاتته ركعة أو ركعتان من المغرب أو العشاء مثلاً، أو الصبح, فإذا سلم الإمام يقوم أيضاً فيقرأ بصوت يسمعه القريب والبعيد، فمثل هذا لا ينبغي، وإنما يسمع نفسه، ( لا يجهر بعضكم على بعض )، قال أهل التفسير في سبب نزول الآية: بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجهر بالقراءة، فهدده المشركون بأن يسبوا إلهه، وبعضهم كما ذكر الله عنهم، قالوا: لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ [فصلت:26]. أحدثوا أصواتاً وجلبة وضوضاء من أجل أن تغطوا على صوت محمد، فأرشده الله عز وجل إلى التوسط، وذكروا أن نبينا صلى الله عليه وسلم مر بـأبي بكر يقرأ بصوت خفيض، ومر بـعمر يقرأ بصوت جهوري، فسأل أبا بكر فقال: ( يا رسول الله! قد أسمعت من ناجيت، وسأل عمر قال: يا رسول الله! أوقظ الوسنان, وأطرد الشيطان، فقال: يا أبا بكر ! ارفع صوتك قليلاً، ويا عمر ! اخفض صوتك قليلاً )، هذا هو التوسط.

    بالنسبة لمكبرات الصوت هي مطلوبة لتحقيق عدة مصالح:

    أولها: إظهار شعائر الإسلام.

    وثانيها: تذكير الغافل، وتنبيه الناس؛ فإن الناس مع الجلبة والضوضاء خاصة الصلوات التي تأتي على حين شغل من الناس كالظهر والعصر والمغرب، هذه تحتاج إلى التذكير، والأذان وحده ما عاد كافياً، فإن هذه المدينة التي نعيش فيها اليوم ليست كمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كل مدينة تعج بالسيارات والطيارات، والحافلات، والقاطرات، والصافرات، وأصوات الأغاني والآلات وما أشبه ذلك، فيحتاج الناس إلى أن يذكروا.

    ثم أيضاً من المصالح العظيمة التي تتحقق بهذا: إظهار أن البلد بلد مسلم، فحيث ما نزلت بلداً فسمعت القرآن يتلى في أوقات الصلوات, غلب على ظنك أن هذه البلاد مسلمة وأهلها مسلمون، والعكس بالعكس، لو أنك ذهبت إلى بعض بلاد الكفر لا تسمع أذاناً ولا قرآناً، وهذا كله شريطة ألا تكون المساجد متقاربة بحيث يشوش بعضها على بعض، فأحياناً يكون بين المسجد والمسجد الآخر ثلاثمائة أو أربعمائة متر، أو خمسمائة متر، فإذا قرأ هذا وقرأ ذاك تداخلت الأصوات واشتبهت الحركات، ودخل الناس في حيص بيص، فنقول: لا. أما إذا كانت المساجد متباعدة وهو الغالب، فلا حرج من أن نصلي بمكبرات الصوت الداخلية والخارجية.

    1.   

    خصم العامل من راتب بديله في العمل بحجة قضاء الدين

    السؤال: أخونا حيدر من شندي، صيدلي، اشترط عليه صاحب العمل أن يأتي بالبديل إذا حصل له ظرف، وهو محتاج إلى السفر خارج البلاد، فأتى بصيدلي آخر فخصم مالاً من راتبه لتسديد دينه؟

    الجواب: نقول: لا، ما ينبغي، بل الواجب أن تعيد هذا المال إليه؛ لأن سداد دينك ليس بأولى من الوفاء بالشرط وأداء الحقوق إلى أهلها، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه )، وقبل ذلك قال ربنا جل جلاله: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة:188].

    المتصل: لدي عدة أسئلة: السؤال الأول يا شيخ! في الصلاة بعدما يسلم الإمام، هناك أناس يمرون من أمام المسبوقين فمن مر بين يديه وهو يصلي, هل تبطل الصلاة, أم يأثم؟

    السؤال الثاني: هناك بعض الشباب يصلون في المسجد وعليهم فنايل مكتوب عليها أسماء بعض لاعبي كرة القدم؟

    السؤال الثالث: والدي توفي، فهل يمكن أن أخرج الزكاة لأخواتي ووالدتي، مع أن هناك من إخواني من هو أكبر مني فأنا الأصغر؟

    الشيخ: طيب.

    المتصل: لدي سؤالان:

    السؤال الأول: رجل توفي له قريب فهل يصح أن يتصل له بالموبايل ويعزيه؟

    السؤال الثاني: صاحب البقالة يبيع السجائر ما هو الحكم بالنسبة لماله المتحصل من ذلك؟

    الشيخ: طيب نجيبك إن شاء الله.

    1.   

    دلالة تقبيل الزوجة ومداعبتها أثناء العدة على المراجعة

    السؤال: بعد الطلاق الأول في فترة العدة هل المداعبة والتقبيل تعيد الزواج؟

    الجواب: نعم يا عبد الله! المرأة إذا طلقت، وبقيت فترة العدة معك هذا هو المطلوب؛ لأن الله عز وجل قال: لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ [الطلاق:1]، فإذا حصل مباشرة بمعنى: أنك لمستها بشهوة، وقبلتها مثلاً، فهذه تعد رجعة؛ لأن الرجعة إما أن تكون بالقول تقول: راجعتك، أو أرجعتك، أو هي مرجوعة، أو راجعة، ونحو ذلك من الألفاظ التي تشتق من مادة الراء والجيم والعين، وإما أن تكون بالفعل, أعني بذلك المباشرة، فمن باشر زوجته ولو لم يجامع فهذه المباشرة تعد رجعة, والعلم عند الله تعالى.

    1.   

    التعزية عبر الهاتف

    السؤال: أخونا النور من كسلا يسأل عن التعزية بالتلفون؟

    الجواب: نقول: لا بأس، فلو أن الإنسان عجز أو شق عليه الذهاب إلى المعزى ليعزيه بنفسه، فاتصل به هاتفياً، وعزاه في مصابه، فهو مأجور إن شاء الله، والمقصود من التعزية تسلية المصاب في مصيبته، والدعاء للميت، وكذلك أمر هذا الإنسان المعزى بالمعروف, ونهيه عن المنكر، وهذا كله يتحقق سواء كان بذهابك إليه مباشرة، أو باتصالك به هاتفياً.

    1.   

    بيع السجائر في البقالة

    الشيخ: وأما بيع السجائر في البقالة، فلا يجوز أيها النور؛ لأن التبغ من المحرمات التي ثبت ضررها يقيناً، وهي مفضية إلى الهلاك، وقد قال الله عز وجل: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة:195]، وقال: وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا [النساء:29]، فهي مضرة، وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام: ( لا ضرر ولا ضرار )، ولذلك لا ينبغي للإنسان أن يبيع السجائر، ولا أن يهديها, ولا أن يروجها، ولا أن يشربها، وصاحب البقالة ما يدخل عليه من جراء بيع السجائر إنما هو مال حرام؛ لأن الله تعالى إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، فهو مأزور على بيعه للتبغ وترويجه للمنكر، أما ما يبيعه سوى ذلك من جبن, وزيت, وورق, وخل، وما أشبه ذلك، فهو بيع حلال إذا استوفى شرطيه، وهما الصدق في الوصف, والبيان للعيب، وأن يكون العقد على وفق الشرع، والعلم عند الله تعالى.

    المتصل: السؤال الأول: جئنا يوم الإثنين من القضارف من السفر وصلينا الظهر الساعة الثانية عشرة والنصف.

    السؤال الثاني: ما صليت العصر ودخل وقت المغرب هل أصلي المغرب أم أصلي العصر؟

    المتصل: رجل جاء في صلاة المغرب، وقد نسي أنه ما صلى العصر، وفي صلاة المغرب أم الجماعة وصلى بهم المغرب، وبعد ما صلى المغرب وسلم بالجماعة تذكر أنه ما صلى العصر؟

    المتصل: في أحد يسأل عن حديث: ( إذا التقى المسلمان ...) الحديث، هل إذا كانوا مثلاً مختلفين وجهاً لوجه، فواحد قتل الثاني فهل الحديث ينطبق على اثنين ما هم مختلفين وواحد يريد أن يقتل الآخر مثلاً والثاني ليس ذلك في باله مثلاً؟ شكراً.

    المتصل: عندي سؤال: أنا تاجر وما أبيع السجائر, وأحد التجار يكلفنا أن نأتي له بسجائر، ونحاول أن نعطيه من الخارج هل يجوز؟ هو طبعاً يتعامل معي وقال لي سيتحمل التكلفة.

    1.   

    كيفية صلاة الليل

    السؤال: أم الدرداء من كسلا، سألت عن صلاة الليل كيف تكون؟

    الجواب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم طلوع الفجر فليوتر بواحدة )، يعني: صلي ثنتين ثنتين ثنتين إلى أن توتري، ولا بأس أن تصلي أكثر من ذلك، لا بأس أن تصلي أحياناً أربعاً، أو تصلي ستاً متصلات، أو تصلي ثماناً متصلات، الأمر في ذلك واسع إن شاء الله، لكن الأفضل أن تصلي ثنتين ثنتين، وهذا هو الغالب من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا أحياناً كان يصلي ثمان ركعات متصلات لا يجلس إلا في آخرهن، ثم يقوم فيأتي بتاسعة، ويتشهد ويسلم، ثم يأتي باثنتين.

    1.   

    المقصود بالشهادة في سبيل الله

    السؤال: أختنا مها من الثورة تقول: ما معنى الشهادة؟

    الجواب: كلمة الشهادة مأخوذة من الشهود، مادة الشين، والهاء، والداء، تدل على العلم، وتدل على الحضور، وتدل على الإخبار، وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [المجادلة:6].

    بمعنى أنه عالم مطلع جل جلاله، وكذلك كلمة الشهادة تدل على الحضور، كما قال ربنا جل جلاله عن يوم القيامة: وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ [البروج:3] بمعنى: أن الناس يحضرون فيه ويقفون بين يدي الله عز وجل ويشاهدون أعمالهم: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا [آل عمران:30].

    وكذلك الشهادة تدل على الإخبار: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ [آل عمران:18]، فالشهيد: هو قتيل المعركة، قتيل بين الصفين في حرب بين المسلمين والكفار، وسمي شهيداً؛ لأنه علم بأن الله عز وجل واحد لا ند له, ولا مثيل, ولا شريك، ولا نظير، ولا شبيه، ولأنه حضر موطناً يؤكد فيه هذه الشهادة، ثم بعد ذلك بذله نفسه ودمه تأكيداً لهذه الشهادة.

    وكذلك قد يكون الشهيد قتيلاً في حرب بين المسلمين، لكنه يقاتل الفئة الباغية التي أمر الله بقتالها، فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ [الحجرات:9]، هذا هو الشهيد في أعلى درجاته شهيد المعترك.

    ثم هناك الشهيد أيضاً الذي يدفع عن نفسه، وعن عرضه، وعن ماله، ( من قتل دون ماله فهو شهيد, ومن قتل دون عرضه فهو شهيد.. من قتل دون نفسه فهو شهيد ) ولما قال الصحابي: ( يا رسول الله! أرأيت إن جاء من يريد أن يأخذ مالي؟ قال: لا تعطه، قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: قاتله. قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: أنت شهيد. قال: أرأيت إن قتلته؟ قال له: هو في النار )، ثم هناك الشهداء الستة، وهم درجة دون هؤلاء، وهم المطعون والمبطون والحريق والغريق والمهدوم والمرأة تموت بجمع.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون)

    الشيخ: قول ربنا جل جلاله: فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ [الأنبياء:94], هنا بيّن ربنا جل جلاله أن العمل المقبول هو الذي يتوافر فيه شرطان:

    الشرط الأول: الإيمان، أن يكون مبنياً على أساس من الإيمان، وإلا الكافر مهما عمل، فعمله لا يعد مقبولاً عند الله، كما قال سبحانه: وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ [النور:39].

    والشرط الثاني: أن يكون صالحاً, أي: موافقاً لما شرع محمد صلى الله عليه وسلم، (فمن يعمل من الصالحات) أي: وفق شريعة محمد صلى الله عليه وسلم (وهو مؤمن) يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، (فلا كفران لسعيه) لن يضيع الله عمله، كما قال: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ [آل عمران:195].

    وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ [الأنبياء:94]، كما قال سبحانه: إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ [يس:12].

    1.   

    الحكم على حديث: (حفوا الشوارب وأعفوا اللحى)

    الشيخ: سؤال أخينا فتحي من الخرطوم عن قول نبينا المعصوم عليه الصلاة والسلام: ( حفوا الشوارب، وأعفوا اللحى ) فالحديث صحيح، وقد أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بإعفاء اللحى, وإيفائها, وتوفيرها, وإكرامها، وأمرنا بحف الشوارب، وحفها ليس بمعنى حلقها واستئصالها على القول الراجح إن شاء الله، وإنما رواية الحف تفسرها رواية القص، وقص الشارب يعني: المقصود بأن الإنسان لا يدع شاربه يتدلى على شفتيه لأنهما مدخل الطعام والشراب، ولأن صاحب الشارب الكثيف، لو أنه شرب سيقذر الإناء على من بعده، ولن يستطيع أن يشرب بعده، وهذا من كمال الخلقة التي سوى الله عليها الرجال، مثلما أن كمال الخلقة في المرأة أن يكون شعرها وفيراً طويلاً، فكذلك من كمال الخلقة أن الله عز وجل زين الرجال باللحى.

    1.   

    لبس الثياب المكتوب عليها أسماء لاعبي كرة القدم

    السؤال: سؤال أخينا عمر من الثورة بأن شباباً يلبسون ثياباً عليها أسماء لبعض لاعبي الكرة؟

    الجواب: فعلاً هذا موجود، تلقى الواحد في ظهره مكتوب (مايفرينو) و(رونالدو) إلى غير ذلك من الأسماء، فنقول: من حيث الصحة الصلاة صحيحة، لكن لو أن الناس تجنبوا ذلك لما فيه من تعظيم من أمرنا بألا نعظمه لكان ذلك أولى.

    1.   

    المرور بين يدي المأموم المسبوق بعد سلام الإمام

    الشيخ: قطع صلاة المسبوق لا يجوز بعد سلام الإمام، يعني: في أثناء صلاة الإمام بالناس، لو أن إنساناً مشى بين الصفوف لا حرج؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من كان له إمام فسترة الإمام له سترة )، لكن بعد سلام الإمام انقطع حكم الائتمام به، وكل مأموم ينبغي أن يجتهد في أن يجعل له سترة، ولو كانت السترة إنساناً يجلس أمامه، فلا ينبغي أن نتحرك أمام هذا المسبوق فيما بينه وبين موضع سجوده، لكن لو حصل هذا فالصلاة لا تبطل، ولكن المار آثم، فمن مر بين يدي المصلي مسبوقاً كان أو منفرداً، أو إماماً فإنه يأثم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لو يعلم المار بين يدي المصلي ما عليه من الإثم لكان خيراً له أن يقف أربعين ).

    1.   

    اختصاص القضاء في الفصل بين الزوجين في مشاجراتهما وما ينتج عنها

    المتصل: اختلفت مع زوجي بسبب المروحة, وقد طلقني الطلقة الأولى، وكنت حاملاً، وطلقني الطلقة الثانية، وهددته بالسكين، وطعنته في يده؟

    الجواب: يا أمة الله هذا السؤال يطرح على القاضي هناك إن شاء الله، نسأل الله العافية والسلامة.

    1.   

    إخراج الزكاة للوالدين والإخوة

    السؤال: أخونا عمر من الثورة يقول: بأنه يعطي الزكاة لإخوانه ووالدته؟

    الجواب: أما الوالدة فلا، الإنسان لا يعطي الزكاة لوالديه، بل واجب عليه إن كانا محتاجين أن ينفق عليهما، أما بالنسبة لإخوانك الكبار فلا حرج أن تدفع زكاتك إليهم.

    1.   

    أداء الصلاة قبل دخول الوقت نسياناً

    السؤال: أخونا آدم من مايو قال بأنه في يوم الإثنين كان غافلاً وهو راجع من القضارف، وصلى الظهر الساعة الثانية عشرة والنصف؟

    الجواب: ما ينفع يا آدم ، أنت صليت قبل الوقت، وربنا جل جلاله يقول: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا [النساء:103]، ودخول الوقت شرط صحة, وشرط وجوب، فالصلاة لا تجب قبل دخول وقتها، ولا تصح قبل دخول وقتها، فواجب عليك أن تعيد هذه الصلاة أحسن الله إليك.

    1.   

    كيفية قضاء صلاة العصر لمن تركها حتى دخل وقت صلاة المغرب

    السؤال: أنا ما صليت العصر، فحضرت صلاة المغرب؟

    الجواب: إذا وجدت الناس يصلون المغرب فصل معهم المغرب؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة )، وبعد ذلك صل العصر وأعد المغرب ثانية من أجل أن يحصل الترتيب، وأنت مأجور في ذلك كله إذا كنت قد نمت عن صلاة العصر على سبيل الندرة أو نسيتها، أما إذا كنت قد فرطت فواجب عليك التوبة إلى الله.

    1.   

    حكم من صلى بالناس المغرب ولم يصل العصر

    السؤال: سؤال أخينا عبد العزيز من القضارف أنه صلى بالناس المغرب وهو لم يصل العصر؟

    الجواب: نقول له: صلاة من وراءك صحيحة إن شاء الله، أما أنت فواجب عليك أن تصلي العصر وأن تعيد المغرب ليحصل الترتيب بين الصلوات، ثم إذا كان قد حصل تفريط منك فواجب عليك التوبة إلى الله عز وجل، أما إذا كان قد حصل سهو أو نوم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها, لا كفارة لها إلا ذلك ).

    1.   

    المقصود بحديث: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما ...)

    الشيخ: أختنا إقبال من عطبرة سألت عن قول نبينا عليه الصلاة والسلام، والحديث في الصحيح: ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. قالوا: يا رسول الله! هذا القاتل فما بال المقتول؟! قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه ).

    يعني: لا بد أن يكون هناك تكافؤ في الفعل، يعني: هذا يحمل سلاحاً، وذاك يحمل سلاحاً, ليس المقصود خصوص السيف، بل لو كان بمسدسات أو كان بسكاكين، أو كان بشيء يقتل غالباً فهما داخلان في هذا الحديث، أما إذا جاء أحدهما بسيف أو سكين أو مسدس, والآخر يدفع بيده ويمنعه من أن يوقع جرمته، فالثاني ليس داخلاً في هذا الحديث؛ لأنه ما نوى، وما كان حريصاً على قتل صاحبه، وإلا فإن الحريص على القتل يستعمل آلة تقتل غالباً, والعلم عند الله تعالى.

    المتصل: يا شيخ! كنت أعمل في شركة على راتب معين, وأنا مقتنع بالراتب، فحصل تصفية للشركة، وبعض الناس أشاروا أن أذهب فإن لدي حقوقاً وسأستلمها من جهة معينة، وفعلاً ذهبت وأعطوني حقوقاً، وأريد أن أسأل عن هذه الحقوق هل تجوز لي فآخذها أو لا تجوز؟

    الشيخ: أبشر, أجيبك إن شاء الله, بارك الله فيك.

    1.   

    جلب السجائر للتجار لبيعها

    الشيخ: بالنسبة لسؤال أخينا علي من بربر فإن السجائر أو التبغ عموماً، ومثله السعوط لا يجوز أن تبيعه في دكانك، ولا يجوز أن تجلبه لغيرك، ولا يجوز أن تهديه، ولا يجوز أن تنقله، ولا يجوز أن تتعامل به أصلاً؛ لأنه مادة خبيثة مضرة، والمال الداخل منها مال حرام.

    1.   

    الحقوق التي تدفعها الشركات للعاملين بها

    الشيخ: يا عماد الدين! الحقوق هذه يفرضها نظام العمل؛ لأن الإنسان إذا فصل من العمل، أو أن الشركة إذا صفت أعمالها فلا بد من حقوق تدفع للمستخدمين فيها, فلا حرج عليك في أن تقبض هذا المال، ولا حرج عليك في الانتفاع به, والتصرف فيه بسائر التصرفات المشروعة.

    1.   

    صيام الزوج كفارة ذهاب زوجته إلى محل قد حرم ذهابها إليه

    السؤال: أنا ذهبت إلى محل, وزوجي حلف أني ما أذهب إليه, ولما عرف صام ثلاثة أيام، فهل عليّ حساب في جوعه وعطشه؟

    الجواب: لا. وإنما عليك حساب في معصيته، هو قال: لا تذهبي إلى المكان الفلاني، وأنت تعمدت الخلاف، وحلف عليك بالله ألا تذهبي وذهبت، فأنت عاصية يا أمة الله! فتوبي إلى الله عز وجل؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر المرأة ألا تخرج إلا بإذن زوجها، وألا تأذن في بيته لمن يكره، فتوبي إلى الله عز وجل, وهو مأجور في صيامه إن شاء الله.

    1.   

    دعوة لفتح المجال لشد الرحال إلى المساجد الثلاثة

    السؤال: يقول عليه الصلاة والسلام: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد منها الأقصى )، فلماذا لا تتاح فرصة لمن يريد أن يذهب؟

    الجواب: هذا السؤال لا يوجه إلى من يفتي في هذا البرنامج، وإنما يوجه إلى الأمراء والحكام والملوك الذين يغلقون الحدود, ويحرسون دولة اليهود, ويمنعون الذاهب إليها ومن يتوق إلى الجهاد لحماية الأقصى، ونحن مطلوب منا أن ندعو لإخواننا المعتكفين في بيت المقدس, الذابين عن بيت الله، ونسأل الله عز وجل أن يثبت أقدامهم، وأن يربط على قلوبهم.

    1.   

    ترك النفقة على الزوجة بحجة أنها عاملة

    السؤال: أنا معلمة وزوجي له زوجة لا ينفق عليّ ويقول: لا حق لي في النفقة لأني أعمل؟

    الجواب: هذا الكلام ليس صحيحاً، والزوج مفرط, وواجب على الزوج أن ينفق على زوجته سواء كانت وارثة أو عاملة أو متمولة أو غير ذلك، فإن نفقة المرأة واجبة على زوجها.

    1.   

    صلاة الاستخارة عن الاَخرين

    السؤال: عواطف من أبي سعد تقول: هل يجوز عمل الاستخارة لآخر؟

    الجواب: نقول: لا يا عواطف ، بل الواجب أن يستخير كل امرئ لنفسه، (فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن)، وهذا هو الواجب.

    أما ما يقوله بعض الناس: انظر لي الخير, أو استخر لي؛ فليس هذا من السنة.

    إخوتي وأخواتي! وصلنا إلى نهاية هذه الحلقة، أسأل الله عز وجل أن ينفعني وإياكم بما نقول ونسمع، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والسلام عليكم ورحمة الله.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اَله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    الأكثر استماعا لهذا الشهر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756007697