إسلام ويب

المنافقون في القرآن الكريمللشيخ : أحمد سعيد الفودعي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • النفاق داء خبيث ينخر في جسم الأمة؛ فيصيبها بالنكبة بعد النكبة، ونشأ هذا الداء قديماً في قلوب امتلأت بالحقد والكراهية للإسلام والمسلمين، ولا زال هذا النوع من الناس موجوداً، وسيبقى حتى يرث الله الأرض ومن عليها. فعلى المسلمين الحذر من هؤلاء، وعدم اتباع زيفهم وباطلهم.

    1.   

    خطر النفاق والمنافقين

    الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1].

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

    أما بعد:

    فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    إخوتي في الله! حديثنا في هذه الدقائق عن صنف من الناس أبدى القرآن وأعاد في التحذير منهم ومن الاغترار بهم، فريق من الناس يمثلون شوكة تطعن الإسلام من داخله، إنهم المنافقون، الحديث عن النفاق والمنافقين في القرآن حديث طويل، فمن ثلاثين سورة مدنية سبع عشرة سورة تتناول الحديث عن النفاق والمنافقين، في آيات بلغت المئات يتكلم فيها سبحانه وتعالى عن هذه الطائفة من الناس وعن خطرها على الإسلام وأهله في ثلاثمائة وأربعين آية من آيات القرآن التي نزلت في المدينة، وفي القرآن سورة بهذا الاسم اسمها: سورة المنافقين، إنهم يستحقون كل هذا الحديث، وجديرون بكل هذا التنبيه، فإنهم جمعوا العداوة كلها، وهكذا سماهم الله: هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المنافقون:4]، هم العدو على الحقيقة، فإنهم يلبسون لباس الصدق والصداقة ويبطنون باطن الخذلان والخيانة، هم العدو الذي لا يفطن له كثير من الناس، ويخفون على كثير منهم، لقد أخبرنا سبحانه وتعالى أنهم يخفون على سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام، فكيف لا يخفون على من بعده: وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ[التوبة:101]، لقد خفي أمرهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبره ربه سبحانه وتعالى بأنه يعرفهم في لحن القول، ويعرفهم في مواطن عديدة، في مواطن الضيق والشدة، وفي المواطن التي تجتمع فيها الجيوش، وتتألب فيها الأعداء على معسكر الإسلام والمسلمين، هناك ترتفع عقيرة المنافقين، وهناك تظهر حقائقهم جلية واضحة، إنهم يتحينون الفرص، وينتهزون الأوقات المناسبة التي تتهاوى فيها أركان الإسلام، وتسقط فيها دعائم هذا الدين لينقضوا عليه، هذه أخلاقهم قديماً وحديثاً، إنهم جديرون بالتنبيه، جديرون بالحديث عنهم، وبالتنبيه على صفاتهم حتى يعلمهم المؤمنون فيحذروا من خططهم وتآمرهم.

    المنافقون كثيرون، حتى قال الحسن رحمه الله ورضي عنه: لولا المنافقون لاستوحشتم في الطرقات، هم كثيرون ولكنهم أصناف، وعلى دركات، إنهم متفاوتون في هذا الخلق المذموم، متفاوتون تفاوتاً عظيماً، فمنهم من يبطن العداء كله، ومنهم من يبطن بعضه، إنهم جديرون بأن يتنبه لهم أهل الإسلام، حتى يحذروا من مغبة ما يخططون ويكيدون للإسلام وأهله.

    أيها المسلمون! المنافقون شوكة تطعن في خاصرة الإسلام من داخله، إنهم يزيفون الرأي، ويشككون في العقائد، إنهم إذا أتيحت لهم الفرصة نالوا من المسلمين بسيوفهم، إنها طائفة تسعى جاهدةً للانقضاض على الإسلام وأهله، فهم والله حقيقون بأن يتحدث عنهم القرآن، جديرون بأن يحذر منهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ( إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي: منافق عليم اللسان )، أخوف ما أخاف عليكم المنافقون الذين يظهرون بلسان فصيح، ويرتدون ثياباً حسنة، يظهرون بمظهر لائق، ويتحدثون مع الناس بلسان مقبول، كما وصفهم القرآن قبل ذلك: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ [المنافقون:4] إنهم يقولون كلمات مقبولة، كلمات رنانة، يقولونها في الأوقات المناسبة، ففي وقت التخذيل يقولون كلاماً يقبله عوام الناس، وفي وقت الانتصار يقولون كلاماً يقبله عوامهم أيضاً، يتربصون بالمؤمنين الدوائر، كما قال عنهم سبحانه وتعالى: الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [النساء:141]، إنهم في حال ضعف جماعة الإسلام يكيدون لهم كل الكيد، ويرفعون عقيرتهم يستجدون الأعداء ليقتلوهم، حتى قال بعضهم في كتاباتهم: اقتلوهم يا بني إسرائيل ولا تبقوا منهم أحداً، قالوا هذه المقولة التي قالوها عبر التاريخ الطويل، فإذا كتب الله عز وجل الغلبة للإسلام، والظفر للمسلمين، إذا رد الله عز وجل عن الإسلام والمسلمين كيد أعدائه قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ [النساء:141]، هكذا قالوا في غير موطن، يتربصون بالمؤمنين فإن كان للمسلمين الغلبة والغنيمة قال أحدهم: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً، وإذا كانت الأخرى قالوا: الحمد لله أنا لم نكن معهم.

    1.   

    محطات من تاريخ المنافقين ووقوفهم ضد الإسلام

    أنا اليوم أيها الإخوة أستعرض معكم محطات من تاريخ الإسلام الطويل، محطات سريعة، وإلا فإن تاريخ المنافقين تاريخ طويل لا يأتي عليه موقف، نستعرض وبسرعة بعض أهم المواطن التي وقف فيها المنافقون مواقف فاصلة ضد الإسلام وأهله، الغرض منها استئصال شأفة الإسلام والمسلمين.

    المنافقون يوم أحد

    أول هذه المواطن يوم أحد، يوم أن جاءت قريش وقد جمعت رجالها وعتادها، فأقبلت إلى المدينة بما يزيد على ثلاثة آلاف مقاتل، وقربوا من المدينة، ولم يبق على المدينة إلا خطوات، وهنا استشعر النبي صلى الله عليه وسلم الخطر، فجمع أصحابه ليشاورهم في الأمر فأشار عليه الشباب بأن يخرج لمقاتلة أعداء الله خارج المدينة، وأشار بعض الكبار بأن يبقوا متحصنين في بيوتهم في المدينة، فإذا دخلوا عليهم نالوا منهم في أزقتها، وكان من أمر رسول الله أن استجاب للكثرة الكاثرة، أن استجاب للشباب الذين تتدفق الدماء في عروقهم، يريدون نيل النصر أو الشهادة، استجاب النبي عليه الصلاة والسلام، ولبس لأمة الحرب، وخرج عليه الصلاة والسلام بما يقرب من ألف مقاتل وفي غير تكافؤ للعدد، وفي غير أشر ولا بطر، إنما هو الدفاع عن النفس، والدفاع عن الأرض، والدفاع عن الدين، ليس أشراً ولا بطراً، خرج المسلمون ليلقوا من الأعداء أضعافاً مضاعفة منهم، مسلحون بأكثر من سلاحهم، وأكثر منهم عدداً وعدة، وهنا أيقن المنافقون أنه قد تكون الغلبة للمسلمين، فحصل التخذيل أثناء الطريق، وقالوا: أين تذهبون يا معشر المسلمين! أنتم تجرون أنفسكم إلى الهلاك، هذه ليست حروب، أين تكافؤ القوى؟ وقالوا: لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لاتَّبَعْنَاكُمْ[آل عمران:167]، لو كانت المسألة معركة حقيقية وكان هناك قتال لخرجنا معكم، ولكنها الهلكة بعينها: لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لاتَّبَعْنَاكُمْ[آل عمران:167]، وهم يبطنون في حقيقة الأمر خلاف ذلك، قال الله عز وجل عنهم: هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ [آل عمران:167] وتراجع رأس المنافقين عبد الله بن أبي بمن معه من قومه، رجع معه ثلاثمائة رجل من المسلمين، ثلث الجيش تراجع فجأة، ولك أن تتصور حجم البلبلة، وحجم الاضطراب في صفوف هذا الجيش عندما يتراجع ثلثه في هذا الموقف العصيب، رجع إليهم أحد المؤمنين الخلص وهو عبد الله بن عمرو بن حرام قال: يا قوم! أذكركم الله لا تخذلوا نبيكم وقومكم حين جاء عدوكم، لكن هيهات أن تستجيب تلك القلوب المريضة لداعي الرجولة والمروءة، هيهات أن تستجيب لمثل هذه النداءات، وقالوا كلمتهم المشهورة: لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لاتَّبَعْنَاكُمْ[آل عمران:167] وأصروا على ما هم عليه، فقال هذا الصحابي الجليل: أبعدكم الله أعداء الله، وكان ماذا؟

    أراد الله عز وجل أن تكون نتيجة غزوة أحد على خلاف ما يحب المؤمنين، لقد قتل منهم عدد كبير، وجرح منهم عدد آخر، وهنا ارتفعت كلمة المنافقين: لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا[آل عمران:168] فكذبهم الله: قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [آل عمران:168].

    المنافقون في بني قينقاع

    وتتوالى الأيام، وتذهب السنون، ويأتي موقف آخر من مواقف النفاق، فقد غدرت يهود بني قينقاع بالعهد الذي كان بين رسول الله وبينهم، وهموا بالوقيعة بالإسلام والمسلمين، فجهز النبي صلى الله عليه وسلم جيشه لينازل هذه الفئة الغادرة الباغية من اليهود، فحاصرهم عليه الصلاة والسلام، وهموا بالاستسلام، ورضوا بأن ينزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يرضوا بالمصير الذي يقرره رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم بعد حصار دام خمس عشرة ليلة، لكن هنا يظهر دور المنافقين، جاء رأس النفاق والمنافقين حتى أدخل يده في جيب درع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشده، حتى غضب عليه الصلاة والسلام وقلما يغضب عليه الصلاة والسلام، إنما يغضب إذا انتهكت حدود الله، لكنه ذلك اليوم لما رأى من بادرة النفاق غضب وقال لهذا المنافق: (ويحك أرسلني، قال: والله لا أرسلك أبداً، والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي، لقد منعوني من الأحمر والأسود، وتريد أن تحصدهم في غداة واحدة، إني والله امرؤ أخشى الدوائر)، فأنزل الله: فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ [المائدة:52]، هذه كلمات المنافقين، ولكن بعد هذا لم يهدأ للنفاق بال، ظلت مؤامراتهم تحاك ليل نهار.

    المنافقون في وقعة بني النضير

    جاءت المواقف الأخرى وحصل ما حصل من المسلمين في موقعة مع بني النضير، قتل رجل من المسلمين رجلين من المشركين ثأراً لمقتل سبعين من صحابة رسول الله، فقد قتلت بعض قبائل المشركين سبعين من خيار الصحابة، من قرائهم وعلمائهم، فأخذت الغيرة بعض المسلمين فأراد أن يثأر لإخوانه المسلمين، فقتل رجلين من المشركين في الطريق، ولم يعلم هذا المسلم أن هذين الرجلين بينهما وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد، قتلهم لأنه يظن أنهم من المشركين الذين لا عهد لهم، ولما بلغ الخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يفي بعهده، وأن يلتزم بالميثاق الذي بينه وبين غيره من طوائف الكفر، فأراد أن يدفع الدية للمشركين، وذهب إلى بني النضير ليطالبهم بالوفاء بما بينه وبينهم من الميثاق الذي ينص على أن يتشاركوا في الديات، ذهب إلى بني النضير يطلب منهم المشاركة في دفع دية الرجلين، ولما وصل إليهم عليه الصلاة والسلام جلس في ظل أحد دورهم فثارت ثائرة الغدر والخيانة في نفوسهم، وظنوا بأنه قد أمكنهم الوقت الذي يتخلصون فيه من محمد إلى الأبد، فتشاوروا بينهم وأرادوا قتله عليه الصلاة والسلام بإلقاء حجر من أعلى الدار فيموت ويرتاحون منه، لكن الله أوحى لنبيه بالخبر فرجع عليه الصلاة والسلام إلى المدينة، وجهز الجيش لمنازلة بني النضير الذين غدروا الميثاق.

    وهنا بعد حصار دام طويلاً أطل النفاق برأسه من جديد، وظهرت حقيقة المنافقين تارة جديدة، لقد ذهب وفد من المنافقين إلى هذا المعسكر من اليهود الغادرين الذين أحاط بهم المسلمون وحاصروهم، ذهب وفد من هذه الطائفة من أهل النفاق ليهدئ من روعة اليهود، ليمتص شيئاً من جزعهم وهلعهم، ليطمئنهم بأنهم معهم في العسر واليسر، وأنهم معهم في المنشط والمكره، وأنهم معهم في حال الرخاء وحال الشدة، ووعدوهم بأنهم لن يخذلوهم، وأنهم سيقاتلون صفاً إلى صفهم، فأنزل الله عز وجل: أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ [الحشر:11] اضطر بنو النضير في الأخير إلى النزول على حكم رسول الله، ورضوا بأن يخرجوا بأنفسهم وما حملته دوابهم من أموالهم، وخذل الله عز وجل المنافقين وحلفاءهم من اليهود، وأظهر للناس أن المنافقين قوم بهت، قوم أهل كذب، وأخبر سبحانه وتعالى بأنهم لا يمكن أن يصطفوا بسيوفهم مع أهل الخذلان ليقاتلوهم؛ لأن الله عز وجل قذف في قلوبهم الرعب، فإنهم يخافون المؤمنين أشد من خوفهم لله.

    المنافقون في غزوة تبوك

    وهكذا تتوالى أحداث السيرة النبوية، فقد جاءت غزوة تبوك بعد أن علم النبي عليه الصلاة والسلام بأن الروم جمعت جموعها، ولكم أن تتصوروا قوة الروم إلى قوة محمدٍ صلى الله عليه وسلم وأصحابه، إن محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه مجموعة من قبائل العرب، محمد وأصحابه رجال من فرسان العرب الذين يمتلكون من العدد القليل، ومن العتاد الشيء اليسير، منهم محمد وأصحابه؟ جمعت لهم جموع الروم بمئات الآلاف من المقاتلين، لما بلغ الخبر رسول الله بأن الروم يريدون السير إلى جزيرة العرب لاستئصال الإسلام وأهله، نادى أصحابه في وقت العسرة والضيق على ذلة وفقر، وعلى مخمصة وحاجة، وفي وقت اشتداد الحر، أراد من المسلمين أن يخرجوا لمناجزة عدوهم قبل أن يصلوا إلى المدينة، فأمرهم بأن يتجهزوا للحرب، فسارع الناس للتجهز ولإجابة نداء الله، فبعضهم جهز نفسه، وبعضهم جهز مع نفسه واحداً، وبعضهم جهز من استطاع من الجيش، وبعضهم اعتذر بأنه لا يجد ما يركبه، وتولى وعينه تفيض من الدمع، وعذرهم الله عز وجل.

    أما المنافقون فاقتسموا إلى فريقين: فريق بقي في المدينة يخذل ويدخل الهم والحزن على من بقي، وفريق خرج مع المعسكر ليبث فيه الرعب والخوف والقلق، وهذا ما يقصه علينا القرآن، ويخبرنا به الله في سورة التوبة، بقوله: ومنهم ومنهم، ومنهم ومنهم، في عشرات الآيات التي تتحدث عن مواقفهم، لقد أخبرنا سبحانه وتعالى عن قومٍ قالوا عبارات عديدة من التخذيل التي فيها بيان ضعف المسلمين وغلبة عدوهم وكثرتهم، قال قائلهم: يغزو محمد بني الأصفر، والله لكأني أنظر إلى أصحابه مقرنين في الحبال، ولما ترك النبي صلى الله عليه وسلم علياً على المدينة، قال المنافقون: ما خلفه إلا استثقالاً له، وتخففاً منه، أرادوا أن يشيعوا الفرقة بين معسكر المؤمنين أنفسهم، فقالوا هذه المقولة ليحدثوا الفرقة والفتنة بين محمدٍ وأشد أصحابه حباً له، إنه علي رضي الله تعالى عنه، قالوا: ما خلفه على المدينة إلا استثقالاً له وتخففاً منه، وفي الطريق ضلت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال قائلهم وهم ببعض الطريق: هذا محمد يخبركم أنه نبي، ويزعم أنه يخبركم بأمر السماء وهو لا يدري أين ضلت ناقته، وذهب قوم منهم إلى رسول الله وأصحابه فقالوا: أتحسبون جلاد بني الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضاً، والله لكأنكم تأتون غداً مقرنين، ولما بلغت هذه المقولة رسول الله قالوا له: إنما كنا نخوض ونلعب، فأنزل الله: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ [التوبة:65].

    محاولة المنافقين الآثمة اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة تبوك

    وفي عودتهم من غزوة تبوك حدثت حادثة عجيبة نختم بها الكلام عن مواقف المنافقين مع الإسلام في زمن التشريع.

    لما رجع هذا المعسكر سالماً راجعاً إلى أهله ودياره، وكان الغيظ والحنق يثور في قلوب هذه الطائفة، أرادوا أن يمارسوا آخر وسيلة للانقضاض على الإسلام وأهله في تلك الأيام، فأرادوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرادوا أن يتخلصوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولك أن تتعجب أيصدر هذا من قوم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؟ أيصدر هذا من قوم يصلون مع المسلمين في الصفوف الأولى؟ أيصدر هذا من قوم خرجوا مع رسول الله للجهاد؟ أيصدر هذا من قوم يؤدون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويتظاهرون بجميع مظاهر الإسلام؟ ولكنه النفاق الذي يبطن خلاف ما يظهر، إنهم يريدون قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف بمن عداه، إنهم يريدون قتل رأس الإسلام، فكيف بمن عداه؟ قال الصحابة: بينما كان حذيفة آخذاً بخطام ناقة رسول الله و عمار بن ياسر يسوقها إذا باثني عشر رجلاً يعترضون الناقة برواحلهم، مزاحمين الرسول صلى الله عليه وسلم في العقبة رغبة في إسقاطه ليتخلصوا منه، فصاح فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتبهوا وتفرقوا، فقال عليه الصلاة والسلام: ( أتدرون من هؤلاء؟ قالوا: لا يا رسول الله! -كانوا ملثمين- فقال: هؤلاء المنافقون يوم القيامة، وهل تدرون ما أرادوا؟، قالوا: لا يا رسول الله! فقال: أرادوا أن يزحموا رسول الله في العقبة فيلقوه فيها، فاستأذن الصحابة رسول الله في أن يضربوا أعناقهم بالسيوف، فقال عليه الصلاة والسلام: إني أكره أن يتحدث بأن محمداً يقتل أصحابه )، وفي الخطبة الثانية أتحدث معكم عن مواطن سريعة بعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

    أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.

    1.   

    دور المنافقين في النكاية بالإسلام وأهله

    الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    إخوتي في الله! من الخطأ أن نظن بأن النفاق فترة تاريخية انقضت وانتهت بدخول الناس في دين الله أفواجاً، ومن الخطأ أن نظن بأن المنافقين فئة عاشت في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدثنا عنها القرآن، فلما قبض رسول الله انتهت تلك الطائفة، أبداً والله فإنهم طائفة لا تزال تبطن للإسلام كل مكر، والقرآن وضع لنا منهجاً جلياً في الحديث عن صفاتهم لا عن أشخاصهم، وحدثنا عن أخلاقهم لا عن أسمائهم، وحدثنا عن نياتهم ومقاصدهم لا عن صفاتهم الخلقية التي بها يعرفون، حدثنا عن أخلاقهم، ظلت هذه الطائفة مستمرة على ذلك النهج بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا هم وراء حركة الردة التي قالت: كنا نعطي زكاتنا لنبي الله ليصلي علينا فما لنا ولـأبي بكر ، وكتب الله عز وجل الغلبة والظفر للإسلام، وقامت دعائمه من جديد، وجاء زمن الفاروقفتآمروا على الخليفة أمير المؤمنين رضي الله عنه، وتآمر عليه رجلان من المنافقين مع قاتله أبي لؤلؤة وقتل بعد ذلك ثأراً لـأمير المؤمنين، وظلت هكذا حركاتهم، لكنني أسجل لكم موقفين عظيمي النكاية في الإسلام وأهله من مواطن النفاق:

    دور المنافقين في إسقاط دولة بني العباس

    الموطن الأول: في سنة: 656ه، يوم سقطت الخلافة العباسية، يوم سقطت خلافة المسلمين، وتفرقت جماعتهم، وذهبوا شذر مذر، في أربعين يوم أعمل السيف في المسلمين في بغداد فقتل مليونان من المسلمين، سالت ميازيب البيوت بالدماء، وتغيرت مياه دجلة والفرات بألوان الدماء، في أربعين يوماً قتل مليونان من المسلمين.

    وإذا سألت عن السبب فالسبب أهل النفاق ومكائدهم، فالخليفة يومها المستعصم آخر خلفاء بني العباس وقد كان من أهل الغناء والرقص، وممن تعلق قلبه بالجوار الحسان، يغلق باب قصره على نفسه، وتغني له الجاريات في البيت، ومن العجائب أن جاريته التي تغني له قتلت برمية من أعداء الله، رموها بسهم فدخل السهم من الشباك فقتل الجارية وهي ترقص بين يدي الخليفة، إنه الانحطاط حين يذهب قادة المسلمين وعلماؤهم إلى اللهو والترف، ويضيعون قضايا الإسلام وأهله، هكذا سقطت الخلافة العباسية التي قالت المرأة فيها: وامعتصماه! التي نادت المرأة فيها الخليفة، فجهز جيشاً جراراً لإنقاذها، امرأة واحدة، وكان يخرج الخليفة إلى السحاب ويقول لها: أمطري حيث شئت فإن خراجك سيحمل إلينا في بغداد، هذه الخلافة زالت وذهبت بفعل المنافقين، استوزر هذا الخليفة أحد المنافقين الذين يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام وهو الوزير ابن العلقمي ، فقد كان وزيراً مقرباً يحظى بالهبات والعطايا، ويعطى ما يريد، لكنه النفاق الذي لا يرضى إلا بأن تستأصل شأفة الإسلام، ولا يرضى إلا بأن تزول دولة الإسلام، مهما كانت غنائمه، ومهما كانت حظوظه فيها، ومهما كانت مناصبه، ومهما كانت الأموال التي يجتنيها من دولة الإسلام فإنه لا يرضى إلا بأن تزول هذه الدولة، لا يرضى بأن تقوم للإسلام قائمة، الوزير يوحي لهذا الخليفة بضرورة التخفف من أعباء الجيش، الجيش كثير، مع أنهم في زمنه قد أصبح قليلاً حيث بلغ مائة ألف مقاتل، فبدأ يوحي إليه بأن البلاد آمنة، والأوضاع مستقرة، ولا حاجة لديوان الجيش بكل هذا العدد، فبإمكانك أن تخفف منهم حتى تستغل هذه الأموال فيما عدا ذلك، وبدءوا يسرحون الجيش بعشرات الآلاف، سرحوا خمسة عشر ألف فارس دفعة واحدة، وأمرهم ابن العلقمي بأن يخرجوا من بغداد لأنه لا حاجة لهم في البقاء في بغداد، عليهم أن يذهبوا لالتماس الرزق، وطلب قوت العيال خارج بغداد، وخرجت عشرات الآلاف من فرسان الإسلام من بغداد دفعة بعد دفعة، حتى بقي عشرة آلاف مقاتل في ديوان الخلافة، وهنا بدأ يراسل السلطان هولاكو بن جنكيز خان ليغير على دولة الإسلام وعلى دولة الخلافة، وكاتبه وبين له ضعف الحال، وضعف الرجال، وقلة العتاد، وأقبل التتار بمئات الآلاف من المقاتلين، وحاصروا بغداد، وخرج الوزير ابن العلقمي بعد أن أقنع الخليفة بأنه سيخرج إلى هؤلاء ليقنعهم على الصلح، وعلى أن يدفع لهم الخليفة نصف أموال بغداد والنصف الآخر له لتبقى الخلافة، ووافقه الخليفة، وخرج ابن العلقمي وهو يضمر الكيد والمكر، خرج إلى سلطان التتار، وعاهده وأخذ منه العهد لنفسه، ووثق نفسه، وأخذ الأمان لها، ووعده بأنه سيكيد للخليفة حتى يخرجه ورجالات الدولة إليه، فيقتلهم في مأمن دون عناء كبير، وفعلاً، رجع إلى الخليفة فأقنعه بضرورة الخروج إلى سلطان التتار، وخرج ومعه سبعمائة رجل من خيار رجال الدولة، فيهم العلماء، والقضاة، والمفتون، وقادة الجيش، وأهل الرأي، فخرجوا جميعاً، وأول ما وصلوا حيل بين الخليفة وبينهم جميعاً إلا سبعة عشر رجلاً، وهؤلاء جميعاً قتلوا في ساعة واحدة، وبعد ذلك قتل الخليفة رفساً، ودخل التتار بغداد، ودخلوا معهم بهذا الوزير رافعاً الراية، يظن بأنه سيسلم الملك والإمارة على بغداد بعد ذلك، ولكنهم لم يرتضوه لأنفسهم ففعلوا به كما فعل بصاحبه من قبل، وقتل من قتل من المسلمين، وذهبت دولة الخلافة العباسية بمكر هذا الصنف من الناس.

    دور المنافقين في إسقاط الدولة العثمانية

    توالت الأيام ورجعت الأمور إلى أحسن مما كانت عليه، وقامت دولة بني عثمان، الخلافة العثمانية التي أرغمت أنوف الطغاة في جميع الأرض، ورفعت راية الإسلام، ونشرت الإسلام في أصقاع الأرض على ما كان فيها من عيوب، إلا أن آخر خلفائها في زمن الضعف وزمن القلة، وزمن الابتلاء والتمحيص والمؤامرة عليه، يرفض أن يأخذ أكياس الذهب في مقابل أن يتنازل عن فلسطين، وقال: أرض فلسطين أرض وقف لا أملكها، فلا يجوز لي أن أتخلى عنها، هذا هو آخر الخلفاء.

    وقامت أحزاب العلمنة من المنافقين الأتراك وغير الأتراك، وتاريخهم طويل، وكان آخر الأمر أن آلوا على هذه الدولة بأنواع الفتك والدمار، وخربوها، وسقطت الخلافة العثمانية، وأعلنوا راية العلمنة صريحة بعد أن كانوا يعلنون لا إله إلا الله، أتدرون بأن التاريخ -وهذا يحتاج إلى خطب مستقلة- يقيد لنا بأن معسكر العلمنة الذي انقض على الخلافة وأسقطها، وأسقط الحكم بالشريعة، وأبى إلا أن يعتبر تركيا دولة قومية لا علاقة لها بالمسلمين، هذه الطائفة أول ما قامت قامت تحت راية لا إله إلا الله، تعلن الإسلام، وكان من ضمن سلسلة المؤامرة وفضائحها: أن الجيوش الإنجليزية تتراجع أمام هذه الطائفة، وأمام هذه الكتائب، وكتب لهم الظفر شكلياً وظاهرياً في بعض المواطن، وذهب علماء المسلمين من الهند مشياً على الأقدام إلى تركيا ليهنئوا أتاتورك بالانتصار، وعندما ظهرت الأمور، وظهر للناس من هو أتاتورك وما هي حقيقته، فقد أعلن أول إعلان له بإلغاء الشريعة الإسلامية، ومنع الأذان، إلى غير ذلك من الإجراءات، وقامت للمنافقين الأتراك دولتهم في تركيا، وقامت لليهود الصرحاء دولتهم على أرض فلسطين، ولا يزال التاريخ يعيد فقراته كل يوم، ولا يزال الناس يعانون من هذه الطائفة كل يوم.

    1.   

    مواقف عملية يجب القيام بها تجاه المنافقين

    نحن بدورنا أيها الإخوة! نبعث في الأمة هذا الوعي، وضرورة الانتباه والاهتمام لهذه الطائفة، لتتخذ أمة الإسلام مواقف عملية منهم:

    أول هذه المواقف: أن تتفقه في صفاتهم، وأن تتفقه في أخلاقهم، فتتنبه لما يكيدون لها، ولا تركن إليهم، ولا تتخذهم أولياء، فقد حذرنا سبحانه وتعالى منهم، فإنهم إذا ظهروا لنا أظهروا لنا الصلاح والخير، وإذا اختفوا عنا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الغَيْظِ ، وقد حذرنا سبحانه وتعالى في آيات عديدة من الركون إليهم والاعتماد عليهم، وأمرنا بأن نقول لهم قولاً بيناً ننصحهم به، ونعظهم فيه، فإن فعلوا فبها ونعمت وإلا أعرضنا عنهم: وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا [النساء:63]، وأمرنا سبحانه وتعالى بجهادهم: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ[التوبة:73]، جاهدهم كما تجاهد الكفار، إذا كان جهاد الكفار بالسيف فهؤلاء يجاهدون بأنواع أخرى من الجهاد، هؤلاء لا بد أن تبين حقيقتهم، وتفضح مخططاتهم، وتبين مؤامراتهم، وهذا نوع الجهاد: وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا [الفرقان:52].

    على الأمة أن تستفيد من الأحداث، وأن تعرف عدوها من صديقها وقت الشدائد والمحن، فإن الشدائد تظهر الرجال على حقائقهم، والمحن تظهر طوائف الناس على ما هم عليه في أرض الواقع، والأمة مطالبة بأن تسعى وتستمر في هذا الطريق حتى يكتب الله عز وجل الغلبة لدينه، وذلك يوم آتٍ لا محالة.

    نسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يرد عنا كيد الكائدين، اللهم يا حي يا قيوم! يا ذا الجلال والإكرام! يا أرحم الراحمين، برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

    اللهم انصر الإسلام والمسلمين، وأعز الإسلام والمسلمين، واخذل الكفرة والمشركين، أعداءك أعداء الدين، اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فاجعل كيده في نحره، وأشغله في نفسه، واجعل تدميره في تدبيره يا قوي يا عزيز.

    اللهم انصر المسلمين في فلسطين يا رب العالمين، اللهم أعنهم ولا تعن عليهم، وانصرهم ولا تنصر عليهم، وامكر لهم ولا تمكر عليهم، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان يا رب العالمين، اللهم كن لهم ولا تكن عليهم.

    يا حي يا قيوم! يا ذا الجلال والإكرام! يا رب العالمين! اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

    اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.

    اللهم اغفر لمن حضر هذه الجمعة ولوالديه، وافتح للموعظة قلبه وأذنيه، أنت ولي ذلك والقادر عليه.

    وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756436035