إسلام ويب

تفسير سورة الشورى (3)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الاختلاف سنة ماضية في البشر، والواجب على المؤمن الحق أن يرد ذلك إلى الله وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو سبحانه وتعالى خالق كل شيء، وله مقاليد السموات والأرض، وهو المحيط سبحانه بما ينفع عباده وما يضرهم، فيبسط الرزق لمن يشاء منهم، ويقدره على من يشاء، فهو سبحانه اللطيف الخبير.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ...)

    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    وها نحن مع هذه الآيات الثلاث من سورة الشورى، فهيا بنا لنصغي مستمعين تلاوتها مجودة مرتلة، ثم نتدارسها، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ * فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ * لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الشورى:10-12].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى:10] هذا خبر، أيها المؤمنون! إذا اختلفتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله، وإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول.

    أيما شيء تتنازعون فيه في أمور الدنيا أو الدين فينبغي أن تردوا ذلك إلى الله ليحكم فيه؛ لأنكم عبيده وهو سيدكم، أنتم المحكومون وهو الحاكم، فهذه تربية ربانية للمسلمين: إن تنازعتم في شيء واختلفتم فهذا يقول كذا وهذا يقول كذا؛ فردوه إلى قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، إلى الكتاب والسنة.

    وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى:10] حكم ذلك الشيء الله هو الذي يملكه وهو عنده، فردوه إليه يبين لكم الحكم الذي هو خير لكم.

    وقوله تعالى: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي [الشورى:10] هكذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ [الشورى:10]، هذا الذي تردون اختلافكم إليه هو ربي وخالقي ورازقي، عليه توكلت في شأني كله، وإليه أنيب، أي: أرجع في كل ما أحتاج إليه.

    هكذا يعلم الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ [الشورى:10] إلى من؟ إِلَى اللَّهِ [الشورى:10] من هو ؟ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ [الشورى:10] لا على غيره، لا الأصنام ولا الأحجار، وحده توكلت عليه وفوضت أمري إليه، وإليه أرجع في كل شأني، وإليه أتوب وأنيب وأرجع إليه عز وجل، هكذا يواجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة مشركين ومؤمنين.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (فاطر السموات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجاً ومن الأنعام أزواجاً ...)

    ثم قال تعالى: فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [الشورى:11] أي: ربي الله فاطر السماوات والأرض، ومعنى فاطر: خالق على غير مثال سابق، فطر يفطر: إذا خلق شيئاً لم يكن له نظير أو مثيل في السابق، ومنه قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [فاطر:1] أي: خالقهما على غير مثال سابق، ما سبق السماوات سماوات أخرى وخلق هذه بعدها لتكون على مثلها، وإلا لما قال: فاطر.

    ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ * فَاطِرُ السَّمَوَاتِ [الشورى:10-11] السبع وَالأَرْضِ [الشورى:11] أي: خالقهما على غير مثال سابق؛ إذ لم تكن السماوات موجودة ولا كانت الأرض موجودة، فأوجد السماوات السبع وأوجد الأرض، هل هناك مثال خلق عليه؟ كلا، ولهذا قال: فاطر السماوات، ما قال: خالق السماوات أو صانع السماوات.

    فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا [الشورى:11] أيها الرجال، فنساؤكم وبناتكم من خلقهن؟ الله.

    أولاً خلق حواء من ضلع آدم الأيسر، فخلق منه زوجه، والبشرية كلها ذرية آدم النساء والرجال، فمن خلقهم؟ من خلق لنا أزواجاً نغشاهن ويلدن لنا ويربين أولادنا؟ هل خلقْنا نحن شيئاً؟ لو تجتمع البشرية كلها فهل ستخلق إنساناً؟ هل ستخلق امرأة؟ فقولوا: آمنا بالله.

    جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا [الشورى:11] ثمانية أزواج: الإبل، البقر، الغنم، الضأن، الماعز، فالناقة لها جمل، البقرة لها ثور، النعجة لها كبش، العنز لها تيس.. وهكذا.

    هذه الأزواج من خلقها؟ أمهاتنا؟ أجدادنا؟ آباؤنا؟ صناعنا، طيارونا؟ ماذا خلقوا؟ من خلق؟ لا بد من خالق، مستحيل أن يوجد الشيء بدون موجد، حتى ولو كان قلماً، ولو كان كأس ماء، مستحيل أن يوجد بدون موجد، فمن أوجد هذه العوالم؟ إنه الله رب السماوات والأرض رب العالمين، وويل للكافرين به المكذبين له.

    وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا [الشورى:11] لم سميت الأنعام؟ من النعم، كلها من صالحنا: نركب، نأكل، نشرب.. وهكذا أنعام من نعم الله، وهي ثمانية أزواج.

    قال تعالى: يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ [الشورى:11] أي: يخلقكم في ذلك البطن أو ذلك الرحم.

    معنى قوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)

    ثم قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى:11] تأملوا هذه: ليس مثل الله شيء، والله! لا يوجد في الكائنات من يكون مثل الله، أخالق الأشياء يكونون مثله؟ أيكون فيهم من هو مثله؟ مستحيل.

    على سبيل المثال: صانع الآلة هل تكون الآلة مثله؟ مستحيل، وصانع الغترة هل يمكن أن تكون مثله حتى صنعها؟ ليس كمثل الله شيء في الكائنات كلها؛ لأن الكائنات كلها مخلوقة له، فهل يكون الخالق كالمصنوع المخلوق؟ هل هذه القبة كصانعها؟ ألها عقل ولها دين؟ مستحيل، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى:11] لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله أبداً، قال تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] لا نظير له ولا مثيل، ليس له كفواً أحد.

    فلهذا قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11] السميع لأقوال مخلوقاته من النملة إلى ما شئت، كل من له صوت الله سميع له في الكون كله، بصير لا يخفى عليه شيء أبداً، فقولوا: آمنا بالله، ولا عجب؛ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ [الزمر:67] فالكائنات كلها بين يديه، كيف لا يسمع أصواتها أو لا يرى ذواتها وهي بين يديه كالنملة بين أيديهم، فلا إله إلا الله!

    ومعنى هذا -معشر المستمعين- أنه يجب ألا ننسى هاتين الصفتين، فلا نتكلم إلا بما يرضي الله، لا نتكلم بما يغضب الله، لا ننظر إلى ما يسخط الله، بل ننظر إلى ما يحب الله؛ لأنه السميع البصير، فتتكون فينا ملكة التقوى ونصبح من الأتقياء أولياء الله عز وجل.

    لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11] ليس كمثله في ذاته ولا في صفاته، فرسول الله صلى الله عليه وسلم نسب إلى ربه القَدَم، ولكن مستحيل أن تكون قدم الله كأقدام المخلوقات، لا يمكن أن يشبههم أبداً، ونسب تعالى إلى نفسه اليدين، فخلق آدم بيديه، لكن لا تتصور أن يدي الله كيدي مخلوقاته، ولا يمكن أن تدركها، ما عليك إلا أن تقول: آمنت بالله.. آمنت بالله.

    أخبرنا أنه خلق آدم بيديه فنقول: آمنا بالله، أما أن تفكر في يدي الله فمستحيل أن تدرك هذا: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11].

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (له مقاليد السموات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ...)

    ثم قال تعالى: لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [الشورى:12] المقاليد: جمع إقليد، كالمفاتيح: جمع مفتاح، مفاتيح الخزائن في الكون كلها بيد الله، فلم يبق لك مجال أن تسأل غير الله أبداً، ولا حبة عنب أو تمرة، مقاليد السماوات والأرض بيد من؟ بيد الله عز وجل.

    والمقاليد مفاتيح الخزائن، إذاً: مفاتيح الخزائن عنده، فمن يفتحها ويدخل ويخرج لنا منها شيئاً؟ ومعنى هذا: لا تسأل غير الله أبداً، وإن سألت غير الله أخطأت وكذبت وأنت مبطل؛ إذ لا يملك تلك الخزائن ومفاتيحها إلا هو.

    ومعنى هذا: ارجعوا إلى الله في دعائكم، وتضرعكم، ونداءاتكم، فقولوا: ربنا.. ربنا أعطنا، هب لنا، أكرمنا؛ إذ لا أحد يملك شيئاً إلا هو.

    لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [الشورى:12] مفاتيح الخزائن فيها، ومعنى هذا: ألا نسأل غير الله، نجوع حتى نكاد نموت بالجوع وما نقول لغير ربنا: يا فلان! أعطنا، لكن يجوز إذا كان بينك وبين إنسان قرب وهو يسمعك ويراك أو يقدر على إعطائك، فلا بأس أن تقول: أعطني ماء، أعطني طعاماً، أما أن تسأل غير الله فلا يصح أبداً ولا يستجاب لك.

    لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ [الشورى:12] يبسط: يوسع على من يشاء لامتحانه: هل يشكر هذه النعم أو لا؟ ويقدر: يضيق، ابتلاء لهذا هل يصبر أو لا يصبر؟

    فالله حكيم، فلم يغني هذا ويفقر هذا؟ لحكمة، يغني هذا ليمتحنه أيشكر الله على هذه النعم أم يكفرها؟ وهذا لم ضيق عليه؟ يبتليه ليصبر ويفزع إلى الله أو يجزع ويسخط، والله! ما يخرج العطاء إلا على هذا، أي: امتحاناً وابتلاء.

    يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ [الشورى:12] على من يشاء، مشيئته التابعة لها حكمته، يبتلي الإنسان فيعطيه لينظر هل يشكر؟ هل يعبد الله؟ هل يحمده؟ أو يكفر ويترك فيسلب ذلك منه ويعذبه، ويبتليه بالفقر، بالمرض ليبتليه: هل يصبر؟ هل يفزع إلى الله، هل يرجع إلى الله؟

    يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ [الشورى:12] عرفنا لماذا يبسط الرزق؟ للامتحان، يمتحنك ربك فيوسع لك رزقك هل تذكر وتشكر أو لا؟ ولماذا يضيق على آخر؟ ليبتليه فيرى أيصبر أو يسخط ويجزع.

    معنى قوله تعالى: (إنه بكل شيء عليم)

    ثم ختم ذلك بقوله: إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الشورى:12] لا يخفى على الله من أمر الكون شيء، إن الله لا يخفى عليه شيء ولو ذرة، كيف لا وهو خالقها وموجدها، كيف تخفى عليه؟

    ومعنى هذا: أنه يجب أن نراقب الله عز وجل، وأن نخافه، وأن نرهبه، وأن نحبه، وأن نتقرب إليه بعبادته، وأن نسلم قلوبنا ووجوهنا له، وأن تكون حياتنا موقوفة على الله عز وجل، لا نأكل إلا من أجل الله، لا نشرب إلا من أجل الله، لا نلبس، لا نركب إلا من أجل الله؛ إذ حياتنا وقف على الله، أمر الله رسوله أن يوقف حياته كاملة فقال له: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163]، ونحن أتباع النبي صلى الله عليه وسلم، ما هو بصعب هذا أبداً، فلم تأكل؟ لتعبد الله، لم تنام؟ لتستريح ولتقوم بعد ذلك فتعبد الله، لم تصوم، لم تفطر؟ من أجل الله، حياتنا كلها وقف على الله، تبني داراً لتسكنها وتستر زوجتك وأولادك من أجل الله، تشتري مركوباً تركبه من أجل الله.. وهكذا حياتنا نحن -أتباع النبي صلى الله عليه وسلم- وقف على الله عز وجل، ما عندنا شيء نريد به وجهاً غير وجه الله أبداً.

    1.   

    قراءة في كتاب أيسر التفاسير

    هداية الآيات

    والآن مع هداية الآيات.

    قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:

    [ هداية الآيات:

    من هداية الآيات:

    أولاً: وجوب رد ما اختلف فيه إلى الله تعالى ليحكم فيه، وهو الرد إلى الكتاب والسنة ].

    أول هداية هذه الآيات الثلاث: وجوب رد كل شيء نختلف فيه إلى قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، سواء في المال، سواء في العرض، سواء في الدين، سواء في أي شيء نختلف فيه يجب أن نرده إلى الله والرسول، فيذهب الخلاف وينتهي، أما أن نتحاكم إلى العقول والأهواء فهذا ليس من شأننا نحن؛ لأننا المسلمون الذين أسلموا قلوبهم ووجوههم لله عز وجل، هذا أمر الله عز وجل: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء:59].

    [ ثانياً: وجوب التوكل عليه والإنابة إليه في كل الأمور ].

    وجوب التوكل على الله والإنابة إليه في كل شئوننا، في كل أمورنا لا نتوكل إلا عليه، وإليكم مثال التوكل:

    لما ترك إبراهيم هاجر مع إسماعيل في وادي مكة البلد الأمين قبل بناء الكعبة، لما تركهما هناك قالت هاجر : آلله أمرك بهذا يا إبراهيم؟ آلله أمرك أن تتركني وطفلي هنا ليس معنا أحد إلا الله؟ قال: نعم. قالت: إذاً: فاذهب فإنه لا يضيعنا! فهذا التوكل على الله عز وجل، الاعتماد عليه وتفويض الأمر إليه.

    [ ثالثاً: تنزيه الرب تعالى عن مشابهته لخلقه مع وجوب الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ].

    من هداية الآيات: تنزيه الرب تبارك وتعالى عن صفات المخلوقات، لا توجد صفة في المخلوقات من صفات الله أبداً، فذاته ليست كذوات المخلوقات وصفاته ليس كصفات المخلوقات، سمعه، بصره، كلامه .. كل هذا لا يشبه شيئاً من مخلوقاته: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى:11].

    [ رابعاً: وجوب الإيمان بأن الله هو الرزاق بيده مفاتيح خزائن الأرزاق، فمن شاء وسع عليه ومن شاء ضيق، وأنه يوسع لحكمة ويضيق لأخرى ].

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    الأكثر استماعا لهذا الشهر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    757133818