مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من العراق (نينوى) باعثة الرسالة إحدى المستمعات من هناك تقول: المرسلة أميرة محمد ، محلة أبي تمام، المستمعة أميرة لها جمع من الأسئلة، في أحدها تقول: كيف أستطيع أن أتفقه في القرآن الكريم، جزاكم الله خيراً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن التفقه في القرآن من أعظم العبادات ومن أفضل القربات، ومن أعظم أسباب السعادة في الدنيا والآخرة؛ لأنه كتاب الله فيه الهدى والنور، من اتبعه واستقام على ما فيه؛ فله السعادة والعاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة، ومن حاد عنه هلك، يقول الله عز وجل: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9]، ويقول سبحانه: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [ص:29]، ويقول سبحانه: وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأنعام:155]، والتفكر والتفقه فيه يكون بالتدبر والتعقل، وجمع الآيات بعضها إلى بعض إذا كانت في معنى واحد؛ حتى يفهم القاري مراد الله عز وجل، فإذا كان يتدبر فيما يتعلق بالصلاة درس الكثير من آيات الصلاة وتفقه فيها؛ حتى يفهم المعنى وحتى يعمل به، وهكذا آيات الزكاة.. هكذا آيات الصيام.. الحج.. آيات البيع والربا.. آيات متعلقة بقصص الأنبياء وبالجنة والنار.. إلى غير ذلك، يتدبر ويتعقل ويجمع قلبه حين يقرأ وحين يتدبر.
ويراجع ما جاء في الأحاديث الصحيحة في معنى الآية من كتاب تفسير ابن كثير رحمه الله أو ابن جرير رحمه الله أو البغوي رحمه الله أو غيرهم من أهل أئمة التفسير حتى يستعين بالأحاديث الصحيحة وبكلام العلم على فهم القرآن العظيم والتفقه فيه.
ولا يجوز أن ينقل عن القرآن ما لم يتحققه ويطمئن قلبه إلى أنه هو المعنى؛ لأن قوله على الله بغير علم أمره عظيم وخطير ومن أقبح المحرمات.
فالواجب على المؤمن والمؤمنة عند تدبر القرآن العناية بذلك، والاستكثار من ذلك، والتثبت، والاستعانة بكلام أهل التفسير، وما جاء من الأحاديث في معنى الآية؛ حتى يكون الفقه على أصول مستقيمة ثابتة، وحتى يكون المتفقه بعيداً عن الخطأ والغلط في ذلك، رزقك الله التوفيق، ومن علينا وعليك بالفقه في الدين والثبات عليه.
الجواب: إذا سمعت الأذان وأنت في الصلاة فلا تجيبيه؛ لأنك مشغولة بالصلاة، وإنما يجيب المؤذن من كان خارج الصلاة.
الجواب: ليس له مدة محدودة، وأحسن ما يفعل في ذلك: ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم لـعبد الله بن عمرو بن العاص لما سأله عن كيفية قراءة القرآن، فأخبره عبد الله أنه يختم في كل يوم ويصوم الدهر، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يصوم ويفطر، وأن ينام ويقوم، وأن يختم في كل شهر، وقال: (إن لنفسك عليك حقاً، وإن لأهلك عليك حقاً، وإن لضيفك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه) فاستزاده عبد الله فانتهى معه إلى أسبوع، قال: اقرأه في كل أسبوع، في كل سبعة أيام.
فأفضل ما يقرؤه في سبعة أيام، وإن زاد فلا حرج، في شهر.. في عشرين.. في أكثر، وأقل ما يقرؤه فيه ثلاثة أيام، كما في الحديث: (لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث)، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
فإذا اعتاد الإنسان أن يقرأه في سبع، كما كان كثير من الصحابة يفعلون ذلك، كانوا يحزبونه سبعة أحزاب، ويختمون في كل أسبوع، هكذا كان جمع من الصحابة رضي الله عنهم.
في يوم: البقرة وآل عمران والنساء، وفي اليوم الثاني: المائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة، وهكذا حتى يكمل السبع ثلاثاً.. خمساً.. سبعاً.. تسعاً.. إحدى عشرة، ثلاث عشرة، والحزب السابع حزب المفصل: ق والقرآن المجيد.. إلى آخره.
هذا من عمل جملة من الصحابة، وهو عمل طيب، وفيه تيسير وعدم مشقة، وإن قرأه في شهر أو في عشرين يوم أو في أكثر؛ فالأمر واسع والحمد لله.
الجواب: بعد صلاة العشاء، كان النبي صلى الله عليه وسلم يحيي العشر الأواخر من رمضان، قالت عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد مئزره)، هذا هو الأفضل إذا تيسر له ذلك، وإن نام بعض الشيء ليتقوى فلا بأس، أما من قواه الله على إحيائها؛ فذلك سنة وقربة، يعني بالصلاة والقراءة والدعاء والاستغفار.
والسنة إحياء ليالي العشر كلها، وإذا أحيا الإنسان منها الأوتار: كإحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين.. سبع وعشرين.. تسع وعشرين فلا بأس، لكن الأفضل أن يحييها كلها، لكن هذه الأوتار أولى بالإحياء وهي متأكدة؛ لأنها أرجى لليلة القدر.
النبي عليه السلام قال: (التمسوها في كل وتر) وفي بعض الروايات: (التمسوها في العشر الأواخر) يعني: الليلة، لكن الأوتار أرجى الليالي: إحدى وعشرون.. ثلاث وعشرون.. خمس وعشرون.. سبع وعشرون.. تسع وعشرون، وأرجاها الليلة السابعة.. السابعة والعشرون. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً.. إذاً العشر الأواخر تبدأ من تاريخ..؟
الشيخ: من إحدى وعشرين.
الجواب: كل شوال محل صوم، والأفضل البدار، الأفضل البدار بها قبل العوائق سواء متتابعة أو مفرقة، وإن صامها في آخر الشهر أو في وسطه فلا بأس، الأمر واسع. النبي عليه السلام قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال؛ كان كصيام الدهر)، ولم يحدد أوله ولا وسطه ولا آخره عليه الصلاة والسلام، لكن البدار أفضل؛ لقول الله عز وجل عن موسى : وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى [طه:84]، ولقوله سبحانه: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ [آل عمران:133]، قوله جل وعلا: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ [البقرة:148].
الجواب: النية تبدأ في الليل ولو في آخر الليل، ولو ما نوى إلا في آخر الليل لا بأس. والنية لا بد منها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات)، فلا بد من كل ليلة على الصحيح، إلا في النافلة فلا يشترط ذلك، لو صام من أثناء النهار..لو أفطر أول النهار، لو أصبح لم ينو الصيام، لكن ما أكل ولا تعاطى مفطراً، ثم أراد أن يصوم نافلة فلا حرج؛ لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: (دخل علي الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: أعندكم شيء؟ قلنا: لا؛ قال: فإني إذاً صائم) فصام من أثناء النهار عليه الصلاة والسلام نافلة. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً.. إذاً النية في الصيام تختلف عن النية في الفريضة؟
الشيخ: نعم. النافلة لا بأس من أثناء النهار، إذا كان ما تعاطى مفطراً في أول النهار، وأما في الفرض لا بد من أن يبيتها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث حفصة : (لا صيام لمن لم يبيته من الليل)، وفي اللفظ الآخر: (من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له)، فالتبييت معناه: نيته في الليل، نية الصيام في الليل، يعني: ولو آخر الليل.
الجواب: يرجى لك ذلك؛ لأنكِ أمرت شرعاً بأن بيتك أفضل لك، فأنت لولا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شرع للنساء البيوت؛ لسارعت إلى المساجد لحبك للمساجد.
فالمعذور:-كالمريض والمقعد ونحو ذلك- إذا كان نيته الصلاة في المسجد ويحب الصلاة في المسجد لولا العذر؛ هو مع المصلين في الأجر، وهكذا النساء اللاتي يحببن الصلاة في المساجد، لولا أن الله شرع لهن الصلاة في البيوت؛ هن مع المحافظين على الصلاة في المساجد في الأجر، وفي كونهن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله؛ لأنهن يرغبن فيها، لولا أن الله شرع لهن الصلاة في البيت.
ومن أدلة ذلك: قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (إذا مرض العبد أو سافر؛ كتب الله له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم)، فأعطاه الله أجر الصائمين وهو لم يصم؛ لأنه منعه المرض والسفر، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام في غزوة تبوك: (إن في المدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا وهم معكم -وفي لفظ: إلا شركوكم في الأجر- قالوا: وهم في المدينة؟ قال: وهم في المدينة؛ حبسهم العذر -وفي اللفظ الآخر: المرض-)، هذا يدل على أن الممنوع شرعاً من فعل الشيء -وهو يحب أن يفعله لولا العذر- أنه مع العاملين وله أجر العاملين.
الجواب: ترجى له الشهادة؛ لأنه لم يتعمد قتل نفسه، فأشبه المقتول خطأ.
الجواب: أنت مأجور في الإحسان إليهن وقضاء حوائجهن -جزاك الله خيراً- لقول الله سبحانه: وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ [النساء:36]، فأمر بالإحسان إلى الجار: القريب وغير القريب، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره)، وفي اللفظ الآخر: (فليحسن إلى جاره)، وقال عليه الصلاة والسلام: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)، فنوصيك بالاستمرار في هذا العمل الطيب، والإحسان إليهن، ولكن لا تصافحهن ولا تقبل رءوسهن، بل يكفي السلام والكلام والمساعدة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لا أصافح النساء)، وقول عائشة رضي الله عنها: (والله ما مست يد رسول الله يد امرأة قط، ماكان يبايعهن إلا بالكلام)، ولو كان يصافح العجائز لنقل؛ ولأن الإنسان قد يفتن بالعجوز، قد تكون جميلة، وقد تكون ذات صوت رخيم، قد تكون.. المقصود أن كل ساقطة لها لاقطة، قد يقع فتنة، فالسنة والواجب أن لا تصافحهن ولا تقبل رءوسهن، ولكن بالكلام الطيب والسلام والإحسان إليهن بقضاء حوائجهن، والصدقة عليهن إن كن محتاجات، وهناك أمر آخر وهو الخلوة، ليس لك الخلوة بواحدة منهن؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما)، وهذا يعم الكبيرة والشابة، لكن إذا كن ثنتين فأكثر فلا بأس.
الجواب: إذا كانت التي وصفت هذا الدواء امرأة معروفة بالعلاج، وأنها ناجحة في علاجها مجربة فلا شيء عليك، أما إذا كانت غير معروفة بالعلاج وغير معروفة بالنجاح في علاجها؛ فعليك الكفارة: وهي عتق رقبة مؤمنة؛ فإن عجزت تصومي شهرين متتابعين.. ستين يوماً.. ونسأل الله أن يجبر مصيبتك وأن يغفر ذنبك.
المقصود: إن كانت المرأة التي وصفت العلاج امرأة معروفة بالطب.. بالعلاج، ناجحة مجربة ثقة؛ فلا شيء عليكِ إذا كنت ما فعلت ما قالت فقط ولم تزيدي شيئاً، أما إن كنت غيرت ولم تلتزمي بما قالت، أو كانت غير معروفة بالعناية بالعلاج وغير معروفة بالنجاح في العلاج؛ فأنت السبب وعليك الكفارة: وهي عتق رقبة مؤمنة ذكر أو أنثى، فإن لم يتيسر ذلك فصيام شهرين متتابعين ستين يوماً، وعليك الدية على العاقلة، إن طلب الورثة الدية، فالدية على العاقلة على العصبة إن طلب الورثة الدية، وإن لم يطلبوا فلا شيء عليك، فلا شيء في ذلك، إنما المهم الكفارة.
الجواب: الوضوء صحيح والصلاة صحيحة والحمد لله؛ لقول الله عز وجل: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286]، فليس عليك حرج، حتى ولو تركت عمداً؛ لأن أكثر العلماء على أنها سنة، وذهب بعض أهل العلم إلى أنها واجبة مع الذكر، أما مع النسيان تسقط والحمد لله، أو مع الجهل، فالصلاة صحيحة والحمد لله والوضوء صحيح كذلك.
الجواب: يمسح عليه ولا حرج، كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يمسحن على ما يكون في الرءوس على ما يكون في الرءوس من اللصوقات، ولا حرج في ذلك والحمد لله، يمسح عليه الماء مع الأذنين، ويكفي والحمد لله.
الجواب: الكريم لا يمنع البشرة، لا يمنع الماء الكريم مثل الدهن الخفيف معروف، لا يمنع ولا يحتاج إلى غسل الصابون، فالماء يتصل بالبشرة، ولا يمنعه الكريم وأشباهه.
الجواب: عليك أن تراعي التقويمات التي تصدر من وزارة الأوقاف حتى تعلمي أول الوقت وآخره، فيه تقويم يصدر إذا كنت في المملكة، راعي التقويم واعملي به؛ حتى تعرفي أول الوقت وآخره، كله موضح في التقويم بالساعة، فأنت لاحظي ذلك والحمد لله.
أما بالتوقيت الذي وضحه النبي صلى الله عليه وسلم: فالظهر يدخل من زوال الشمس إذا زالت الشمس ويستمر إلى أن يصير ظل كل شيء مثله بعد فيء الزوال، كل هذا من الظهر، والأفضل أن تصلي في الوقت، الأفضل أن تؤدى الصلاة في أول الوقت هذا هو الأفضل، إلا في شدة الحر فالأفضل التأخير في الظهر حتى ينكسر الحر.
والعصر يبدأ إذا صار ظل كل شيء مثله، إذا صار ظل كل شيء مثله بعد فيء الزوال؛ دخل وقت العصر إلى أن تصفر الشمس، والأفضل أن تؤدى الصلاة في أول الوقت والشمس مرتفعة بيضاء نقية، هذا هو الأفضل.
والمغرب يبدأ بغروب الشمس، إذا غابت، ويستمر إلى غروب الشفق وهو الحمرة التي في جهة المغرب يقال لها: الشفق الأحمر؛ إذا غاب الشفق الأحمر دخل وقت العشاء، ويستمر إلى نصف الليل كله وقت العشاء، فلا يجوز التأخير إلى بعد نصف الليل.
والفجر يبدأ بطلوع الفجر الصادق الذي ينتشر في الجو في الجهة الشرقية ينتشر، يقال له: الفجر الصادق الذي ينبسط في الجهة الشرقية، ويستمر إلى طلوع الشمس، إذا طلعت الشمس خرج وقت الفجر، هذا التوقيت الشرعي وبالساعات ينظر في التقويم.
كيف يفعل المسبوق بركعة أو ركعتين في العشاء أو المغرب، هل يقرأ سراً أم كيف يعمل جزاكم الله خيراً؟
الجواب: إذا سبق بركعة إذا سلم الإمام، يقوم يأتي بالركعة التي سبق فيها ويقرأ فيها الفاتحة فقط، هذا هو الأفضل؛ لأن ما يقضيه هو آخر صلاته، وما أدركه مع الإمام هو أول صلاته هذا هو الصحيح، ما أدركه المسبوق هو أول صلاته، وما يقضيه هو آخر صلاته، فإذا كان فاته ركعة من العشاء أو المغرب أو الفجر؛ فإنه إذا سلم الإمام يقوم ويأتي بالركعة التي بقيت عليه، والسنة أن يجهر بالقراءة في المغرب والعشاء يقرأ الفاتحة فقط، وإن قرأ زيادة فلا حرج سراً، أما في الفجر فيجهر.. فهي جهرية يقرأ جهراً في الركعة التي يقضيها الفاتحة وزيادة معها كما يقرؤها لو كان مع.. كما كان الإمام يقرؤها، لكنه في حال قضائه ليس مع الإمام فيقضيها ويقرأ مع الفاتحة ما تيسر جهراً، جهراً لا يؤذي من حوله.
الجواب: داخل الصلاة يشرع له الاستفتاح في أولها بعدما يكبر يقول: الله أكبر التكبيرة الأولى -وهي التي تسمى تكبيرة الإحرام- يستفتح كما كان النبي يفعل هذا عليه الصلاة والسلام، ومن ذلك: (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك)، هذا يسمى الاستفتاح، وهو أخصرها، ومن ذلك: ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً : (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد)، وهناك استفتاحات أخرى صحيحة موجودة في كتب الحديث: كالمنتقى وبلوغ المرام والبخاري وصحيح مسلم .. إلى غير ذلك.
لكن هذان الاستفتاحان من أخصر الاستفتاحات.
ثم يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يقرأ الفاتحة (الحمد)، ثم يقرأ ما تيسر معه إن كان إماماً أو منفرداً أو مأموماً في السرية صلاتي الظهر والعصر، وإن كان مأموماً في الجهرية؛ قرأ الفاتحة فقط وسكت ينصت لإمامه، يستمع للإمام.
وإذا كبر للركوع يقول: (سبحان ربي العظيم)، (سبحان ربي العظيم)، يكررها ثلاثاً أو أكثر، والواجب مرة، (سبحان ربي العظيم) مرة واحدة الواجب، والتكرار مستحب، ويقول بعد ذلك: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) مستحب أيضاً، ويقول: (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) هذا مستحب أيضاً في الركوع والسجود.
وإذا رفع -كان إماماً أو منفرداً- يقول: (سمع الله لمن حمده) وإن كان مأموماً يقول: (ربنا ولك الحمد)، أو (اللهم ربنا لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد)، وإن زاد (أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد) كان أفضل؛ لأنه ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا اقتصر على ما تقدم، قوله: (وملء ما شئت من شيء بعد) كفى، والواجب (ربنا ولك الحمد) أو (اللهم ربنا لك الحمد)، والبقية سنة ومستحب.
المقدم: جزاكم الله خيراً.
الشيخ: وهكذا في السجود يكبر، بعدما يكبر للسجود يقول: (سبحان ربي الأعلى) (سبحان ربي الأعلى)، في الركوع يقول: (سبحان ربي العظيم) في السجود (سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى)، ويقول مع هذا: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)، (سبوح قدوس رب الملائكة والروح)، ويدعو في السجود ما تيسر يدعو، مشروع في السجود الدعاء منها: اللهم اغفر لي ذنبي كله.. دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء؛ فقمن أن يستجاب لكم)، يعني: حري أن يستجاب لكم، ويدعو بما يسر الله له من خير الدنيا والآخرة في السجود، في الفرض والنفل للحديثين المذكورين.
المقدم: جزاكم الله خيراً.
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل -بعد شكر الله سبحانه وتعالى- على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نرجو ذلك.
المقدم: اللهم آمين مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر