إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (153)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    الإحساس بحالة تنتاب قارئ القرآن عند مروره بآيات الترغيب والترهيب

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين؛ سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: نور على الدرب.

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    في بداية لقائنا نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====

    السؤال: أولى قضايا هذه الحلقة تسأل عنها إحدى الأخوات المستمعات تقول: امرأة متدينة، أختنا بدأت تقول: أنا أحبكم في الله سماحة الشيخ عبد العزيز وأكثر الدعاء لكم في كل وقت ولاسيما في أوقات الصلوات، وأرجو إفادتي عن حالة تنتابني أثناء تلاوتي للقرآن الكريم ولاسيما عند المرور بآيات الرحمة والمغفرة وآيات التحذير والترهيب من عذاب الله وبأسه، وأعود وأكرر هذه الآيات مع الإحساس ذاته، وهل هناك من توجيه جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فأقول أولاً: أحبك الله الذي أحببتيني له، وأسأله سبحانه أن يتقبل دعاءك وأن يستعملنا جميعاً في طاعته، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

    أما سؤالك عما يعتريك من الخشوع والخوف من الله عز وجل عند المرور على آيات الرحمة أو آيات العذاب فهذا يدل على خير عظيم، وقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام في تهجده بالليل إذا مر بآية رحمة وقف عندها يسأل، وإذا مر بآية عذاب وقف عندها يستعيذ، وإذا مر بآية فيها تسبيح سبح، هكذا روى لنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفعل هذا في تهجده في الليل، فاحمدي الله على هذا واشكريه، وهذا يدل على خضوع القلب وعلى رغبته في الخير والحمد لله، ولا حرج عليك في ذلك والحمد لله.

    1.   

    حكم المكالمة الهاتفية بين الخاطب والمخطوبة لقصد التعارف

    السؤال: أختنا تسأل أيضاً عن قضايا مختلفة، فتقول في القضية الأولى: ما حكم المكالمة الهاتفية بين الخاطب والمخطوبة، والقصد كما يقولون: هو التعارف قبل الارتباط بالزواج، وإذا كانوا صائمين هل يتغير الحكم، وهذا يوجد بكثرة في مجتمعنا الإسلامي، والمكالمات بريئة في ظاهرها وحسب كلامهم، وهذا السؤال نابع من الرغبة في التمسك بتعاليم ديننا؟

    الجواب: لا نعلم حرجاً في الكلام بين الخاطب والمخطوبة إذا كان كلاماً بريئاً لا يجر إلى شر وإنما يقصد منه التعرف منه عليها ومنها عليه، لا بأس في هذا، تسأله عن حاله وعن أعماله وعن ديانته ونحو ذلك، وهو يسألها عن مثل ذلك لقصد التوثق من الإقدام على هذا النكاح فلا حرج في هذا، أما إن كان القصد سوى ذلك من التمتع بصوته وصوتها أو المواعيد التي قد تجر إلى الفاحشة فهذا لا يجوز، فالواجب على الخاطب والمخطوبة أن يتحريا الشيء الذي لابد منه في المخاطبة للتعرف فقط، أما ما يخشى منه الفتنة فالواجب اجتنابه.

    1.   

    إجابة الدعوة إذا كان فيها مشقة وتكاليف على المدعو

    السؤال: إذا كانت الدعوة لحضور حفل الزواج تكلف المدعوة مبالغ كبيرة من أجل ملابسها وزينتها، فهل الأفضل تلبية الدعوة مع تلك التكاليف أو أبقى في منزلي إلى وقت آخر ثم أصل للمباركة فقط، التكاليف تصل إلى مبالغ خيالية.. الواقع سماحة الشيخ ذكرتها، أرجو أن تتفضلوا بالمعالجة؟

    الجواب: الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بإجابة الدعوة، وقال عليه الصلاة والسلام: (للمسلم على المسلم ست خصال، منها: أن يجيبه إذا دعاه)، وقال: (من لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله)، فإجابة الدعوة لوليمة العرس أو لغيرها من الولائم السليمة أمر مشروع، فإذا كانت إجابة الدعوة تكلف المدعو شيئاً يشق عليه فهذا عذر شرعي، كأن تكون المسافة طويلة يحتاج معها إلى سيارة وإلى كلفة، أو تحتاج إلى ملابس لا يستطيعها بل تشق عليه، أو إلى أشياء أخرى في عرف الناس تشق عليه، فهذا عذر شرعي، أما إن كانت لا تكلف شيئاً يشق عليه وإنما ملابس عنده يلبسها كالعادة، فهذا ليس بعذر، تلبس الملابس أو يلبس الملابس الرجل ويذهب كعادته كما يلبس الملابس يوم الجمعة ويوم العيد، فيلبس الملابس المناسبة لهذه الوليمة، وتلبسها أيضاً كذلك وتجيب الدعوة إذا كان محل الدعوة ليس فيه منكر، أما إذا كان محل الدعوة فيه منكر؛ كوجود أغان منكرة أو سينما منكرة أو أشياء غير ذلك مما ينكر من آلات الملاهي وضرب العود وأشباه ذلك مما هو منكر في الشرع أو اختلاط الرجال بالنساء، فهذا كله يمنع إجابة الدعوة، أما الشيء العادي مثل ضرب الدف والأغاني المعتادة في النكاح بين النساء خاصة، فهذا لا بأس به ولا حرج فيه.

    المقصود والضابط: إن كان هناك منكر لا يزول بحضورها أو بحضوره فهو عذر شرعي في عدم الحضور، فأما إن كان هذا المنكر يزول بحضور المدعو أو بحضورها؛ لأنها تنكره أو لأنهم يهابون حضوره أو حضورها فيدعون المنكر، فإن الواجب الحضور حينئذ لإزالة المنكر مع إجابة الدعوة.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، إذا كانت أختنا ترى في هذه الملابس وفي هذه الزينة حد الإسراف؟

    الشيخ: لا تسرف من أجلهم، الإسراف لا يجوز، وهو الزيادة عن الحاجة المطلوبة والمناسبة، والتبذير: هو صرف المال في غير وجهه، والإسراف: الزيادة، فإذا كان هناك إسراف متحقق لا يليق فليس ذلك جائزاً لها وليس لها فعله من أجل هذه الدعوة، وإنما تلبس الملابس المعتادة في حليها أو في ملابسها المعتادة لأمثالها فقط.

    1.   

    استقدام المربيات غير المسلمات وأثره على الأطفال

    السؤال: أفيدونا عن حكم المربيات من غير المسلمات ولاسيما إذا ظهر منهن نقل لغاتهن وطباعهن وطريقة ملابسهن إلى الطفل والطفلة، نرجو التوجيه في هذا الأمر الذي عمت به البلوى وأصبح يتألم لوجوده كل مؤمن ومؤمنة؟

    الجواب: الأطفال أمانة عند أبيهم وأمهم، فالواجب أن لا يتولى تربيتهم إلا من هو يؤمن بالله واليوم الآخر ويرجى منه الفائدة لهم والتوجيه الطيب، أما أن يتولى الأطفال نساء كافرات فهذا منكر ولا يجوز، وإذا كان في الجزيرة العربية صار منكراً من جهتين:

    من جهة: أنهن يربين أطفالاً مسلمين وهذا خيانة للأمانة.

    ومن جهة: أن الجزيرة العربية لا يجوز أن يستدعى فيها كافر أو يقيم فيها كافر.

    بل الواجب أن لا يقر فيها إلا مسلم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإخراج المشركين من هذه الجزيرة وأوصى بذلك، فلا يجوز لأهل الجزيرة أن يستقدموا الكفرة للتربية أو للعمل؛ لأنهم ممنوعون من هذا، فإذا استقدمت المربية من النصارى أو غير النصارى كالبوذية أو غير البوذية من الكفرة فهذا لا يجوز لأمرين:

    أحدهما: أن هذا خيانة للأمانة، فالتربية أمانة، والأطفال أمانة، فلا يجوز أن يربي الأطفال إلا مؤمنة تقية يرجى فيها الخير حتى لو كانت مسلمة، إذا كانت فاجرة خبيثة لا ينبغي أن تولى على الأطفال ولو كانت مسلمة إذا كانت رديئة الدين ضعيفة الدين.

    الأمر الثاني: أن هذه الجزيرة لا يجوز أن يستقدم لها غير المسلم، فلا يستقدم عمال كافرون ولا خادمات كافرات ولا مربيات كافرات، هذا هو الواجب على المؤمنين أن يحذروا ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بإخراج المشركين من هذه الجزيرة، ولأن هذه الجزيرة مهد الإسلام ومنبع الإسلام فلا يجوز أن يجتمع فيها دينان، بل يجب أن يكون السائد فيها هو دين الحق هو الإسلام فقط، ويجب على ولاتها وعلى سكانها أن يحذروا جلب الكفار إلى هذه الجزيرة إلا من ضرورات قصوى يراها ولي الأمر لنفع المسلمين في أشخاص معينين.

    1.   

    حكم حضور الدعاة في التجمعات المخالفة للشرع لدعوتهم إلى الله

    السؤال: هنا رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة يقول: (ص.ع .أ.) من السودان أخونا يقول: عندنا في السودان إذا مات شخص يجتمع الناس بعد الدفن، والسؤال: هل يجوز للداعية أن يذهب إليهم ويدعوهم إلى الإسلام وينكر عليهم فعلهم هذا، وهذا الداعي يذهب بنية الدعوة إلى الله ويبين الحق من الباطل وهو لا يجالسهم ولا يأكل عندهم بل إنما قصده يبلغ دعوة الله لكونهم مجتمعين ثم ينصرف ولا يجالسهم، أسأل هذا لأن بعض الإخوة لا يرون الذهاب بقصد الدعوة؛ لأنهم في منكر، أرجو التوضيح بالتفصيل جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: ذهاب الدعاة إلى المجتمعات المخالفة للشرع للدعوة والتوجيه أمر مطلوب؛ لأنها فرصة ينبغي أن تستغل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر على مجامع الكفرة في منى فيدعوهم إلى الله ويطلب منهم أن يؤووه حتى يبلغ رسالات الله، وذهب مرة إلى سعد بن عبادة يعوده في المدينة وهو مريض فمر على مجتمع فيه اليهود وفيه بعض الكفرة من الوثنيين وفيه بعض المسلمين فوقف عندهم ودعاهم إلى الله عز وجل ورغبهم في الخير، فالدعاة إذا زاروا بعض المجتمعات المنحرفة كالذين يجتمعون بعد موت الميت يقيمون مأتماً عند أهل الميت يعلمهم يقول: هذا ما يجوز، أهل الميت لا يقيمون للناس مأتماً ولا طعاماً، ولا يجمعون الناس، ولكن إذا بعث إليهم جيرانهم طعاماً أو أقاربهم طعاماً فلا بأس بهذا، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء نعي ابن عمه جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة أمر أهله أن يبعثوا لأهل جعفر طعاماً وقال: (إنه أتاهم ما يشغلهم)، هذا لا بأس به بل هو مشروع، أما كون أهل الميت يقيمون مأتماً، يقيمون طعاماً للناس يجمعونهم، هذا لا يجوز، هذا من عمل الجاهلية.

    كذلك الاجتماعات على المولد، مثل الاحتفال بالمولد في أي مكان، فيأتيهم الدعاة ويقولون: هذا الاحتفال لا يجوز، وليس في الشريعة موالد يحتفل بها، ولم يشرع هذا النبي صلى الله عليه وسلم لا في مولده ولا في مولد غيره، ولم يفعله الخلفاء الراشدون مع نبيهم عليه الصلاة والسلام ولا بقية الصحابة ولا التابعون ولا أتباعهم بإحسان حتى ينتبه الناس لهذه البدع ويحذروها، فهذا كله لا بأس به، إنما المنكر أن يحضر معهم للمشاركة فقط، أما إذا حضر لا للمشاركة بل للدعوة والتوجيه والإرشاد ثم ينصرف فهذا مأجور غير مأزور، والله المستعان.

    1.   

    حكم من صلى خلف إمام بنية مترددة بين صلاتين

    السؤال: الرسالة التالية وصلت إلى البرنامج من الرياض وباعثتها إحدى الأخوات المستمعات تقول: (ن. ح. ص) أختنا تقول: حجيت الفريضة مع والدي وعمري عشرون عاماً، وفي أثناء الطواف أو السعي تقام الصلاة وأصلي مع الإمام وأنا لا أعلم هل الوقت هو وقت الظهر أو العصر؛ لأني كنت مرتبكة من الخوف وكثرة الحجاج.

    ثانياً: طفت طواف الوداع وأنا على غير طهر وأعلم أن التي على تلك الحالة لا يسقط عنها طواف الوداع لكني استحييت أن أقول ذلك في وقته، وكذلك دخلت حرم المدينة وأنا على تلكم الحالة، أي: على غير طهر، وسؤالي الآن: هل أعيد فريضة الحج أم تنصحونني بشيء أفعله، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: أما الصلاة التي صليتيها مع الإمام وأنت لا تعرفين ما هي هل هي الظهر أو العصر فعليك أن تعيدي الصلاتين صلاة الظهر وصلاة العصر التي لم تتحققي من فعلها ذلك اليوم بالنية عن ذلك اليوم، تعيدين الصلاة عن ذلك اليوم صلاة الظهر وصلاة العصر، وأما طوف الوداع الذي طفتيه وأنت على غير طهارة فعليك دم؛ لأنك ما طفت في الحقيقة، الطواف بغير وضوء غير شرعي ولا يجزي، فعليك ذبيحة تذبح في مكة للفقراء توكلين شخصاً ثقة من أهل مكة أو من المتوجهين إليها للعمرة أو للحج حتى يذبحها عنك بالنية عن طوف الوادع والحمد لله.

    أما ما يتعلق بالمدينة فليس عليه شيء؛ لأنك أخطأت ولكن ليس عليك قضاء شيء، فإن صليت دخلت المسجد النبوي وأنت على غير طهارة فليس عليك شيء، لكن إن كنت صليت بغير طهارة صلاة الفريضة فعليك أن تعيديها، أما مجرد دخولك المسجد من دون طهارة فليس عليك عنه شيء.

    المقدم: بارك الله فيكم، هذا الاستحياء الذي يذكره كثير من أخواتنا المستمعات لعل لسماحة الشيخ توجيه بخصوصه؟

    الشيخ: نعم، لا يجوز الحياء في مثل هذا، هذا الحياء ليس بعذر، والله سبحانه وتعالى لا يستحيي من الحق، فإذا كانت المرأة وقت الطواف أو وقت الصلاة على غير طهور تقول: أنا على غير طهور كالرجل تذهب إلى زمزم إلى محل آخر تتوضأ للصلاة ولا تصلي بغير طهارة ولا تطوف بغير طهارة هذا ليس فيه حياء، كل الناس يحدثون؛ المرأة والرجل، كل واحد يقع منه الحدث، الرجل والمرأة والصغير والكبير حتى الأنبياء إذا أحدثوا توضئوا وهم أشرف الناس.

    فالحاصل أن هذا ليس فيه حياء، ولما سألت أم سليم النبي صلى الله عليه وسلم عن الاحتلام قالت: (يا رسول الله! إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، إذا هي رأت الماء) والله يقول: وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ [الأحزاب:53].

    فالمقصود: أن الواجب على المؤمن أن يقول الحق ولا يستحيي، وهكذا المؤمنة عليها أن تقول الحق ولا تستحيي في هذا، سواء كان في مسألة الوضوء أو غسل الجنابة أو غير ذلك.

    1.   

    حكم لبس المرأة للخواتم في السبابة والوسطى

    السؤال: الرسالة التالية وصلت إلى البرنامج من المرسلة نجاة من جدة، أختنا تسأل عن مجموعة من القضايا، تسأل في سؤالها الأول، وتقول: سمعت أنه لا يجوز لبس الخاتم في السبابة والوسطى؛ لأن فيه تشبهاً بقوم لوط فهل هذا الكلام له أصل من حديث صحيح؟

    الجواب: لا أعلم له أصلاً، ولا حرج في التختم في الأصابع كلها في حق المرأة؛ لأنه من الجمال والزينة، أما في الرجل فجعله في الخنصر أولى، (كان النبي عليه الصلاة والسلام يجعل الخاتم في خنصره) ولا بأس أن يكون في اليمنى أو في اليسرى.

    1.   

    حكم تناول المشروبات التي تحتوي على نسبة من الكحول

    السؤال: أختنا أيضاً تسأل وتقول: سمعت أن هناك بعض المشروبات تحتوي أيضاً على شيء من الكحول، وقرأت في كتاب الخمر بين الطب والفقه للدكتور محمد علي البار أن فيها نسباً ضئيلة من الكحول، ولكن معالجته بمواد أخرى حالت دون الإسكار لكن المادة موجودة؛ لأن هناك قاعدة علمية تقول: إن المادة لا تفنى ولا تستحدث، فهل يحرم تناول تلك الأشياء؟

    الجواب: القاعدة في هذا مثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أسكر كثيره فقليله حرام) إذا كان ذلك الشيء كثيره يسكر ويغير العقل فقليله محرم، أما إذا كانت المادة فيه ضعيفة لا يسكر معها كثيره فلا حرج في ذلك ولا يضر، هذه القاعدة الشرعية، سواء كان ذلك يشرب أو يؤكل، إن كان كثيره يسكر حرم الكثير والقليل، فإن كان كثيره لا يسكر لم يحرم لا كثيره ولا قليله، سواء كان مطعوماً أو مشروباً.

    المقدم: سمعت أن هناك قائمة أصدرتموها تحتوي على شحم الخنزير وحذرتم من استعمالها كبعض أنواع الصابون والحليب والجبنة ولكني لم أحصل على شيء من هذا، فهل ما قيل صحيح؟

    الشيخ: ليس بصحيح لم يصدر منا شيء في هذا.

    1.   

    تحديد آخر وقت صلاة العشاء

    السؤال: ما هو آخر وقت لصلاة العشاء؟

    الجواب: آخر وقتها نصف الليل، إذا انتصف الليل لم يجز التأخير إليه ، لكن لو كان الإنسان ساهياً أو نائماً ثم استيقظ يصلي حين يستيقظ ولو في النصف الأخير؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نام عن الصلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك)، لكن ليس له أن يؤخرها عمداً، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ووقت العشاء إلى نصف الليل) فليس للمؤمن ولا للمؤمنة أن يؤخرا صلاة العشاء إلى نصف الليل، فإذا كان الليل تسع ساعات مثلاً: فالنصف أربع ونصف، وإذا كان الليل عشر ساعات فالنصف الساعة الخامسة من غروب الشمس ونهايتها.

    المقصود: أن صلاة العشاء لا تؤخر إلى نصف الليل، ولا مانع من تأخيرها إلى قرب نصف الليل إلى مضي ثلث الليل لا حرج في ذلك، مثل: المرأة والمريض، أما الرجل يصلي مع الناس في المساجد وليس له أن يصلي في بيته ولا يؤخر بل يلزمه أن يصلي مع الناس في المساجد إذا كان صحيحاً، أما إذا كان مريضاً فهو معذور يصلي في بيته متى شاء قبل نصف الليل.

    1.   

    حكم أخذ الوالد الميسور من مال ابنه المعد للزواج

    السؤال: أخ من جمهورية مصر العربية بعث برسالة يقول المرسل عبد الرحمن مبروك سلامة له مجموعة من الأسئلة، سؤاله الأول يقول: هل يجوز لوالدي أخذ مصاريف زواجي مني وهو في حالة ميسرة وأنا موظف بسيط ليس لي سوى المرتب؟

    الجواب: ليس له ذلك ولا يجوز؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار) حتى لو كان محتاجاً ليس له أن يضرك وعليه أن يستعمل أسباباً أخرى كالقرض والتجارة والأسباب التي يستطيعها في جلب المال، أما أن يضرك فليس له ضررك، فلا يأخذ مالك الذي تتزوج به أو تنفقه على أولادك أو على زوجتك، وإنما عليه أن يطلب سبباً آخر وعملاً آخر.

    فالحاصل أنه مادام بهذه الحال ميسوراً والحمد لله فليس له أن يأخذ المصاريف التي تعدها للزواج أو تعدها لحاجتك وحاجة أهلك.

    أما الزيادة فلا بأس، لو أخذ منك زيادة فيها فضل أو طلب منك ذلك فلا بأس تعطيه ما طلب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أولادكم من كسبكم) لكن ليس له أن يضرك.

    المقدم: كأني فهمت من السؤال سماحة الشيخ أن الوالد يريد أخذ المصاريف التي دفعها من أجل زواج ابنه والابن هو السائل؟

    الشيخ: الذي فهمنا من كلامه أنه أعد مصاريف ليتزوج بها، فيريد أبوه أن يأخذ هذه المصاريف وهذه النقود التي أعدها ليتزوج بها، يريد أبوه أن يأخذها لينتفع بها هو ويحول بينه وبين الزواج، هذا الذي فهمنا من سؤاله.

    المقدم: وإذا كان على الفهم الثاني؟

    الشيخ: الفهم الثاني ما هو؟

    المقدم: إذا كان الوالد قد دفع مصاريف الابن للزواج ثم أراد من الابن أن يسدد تلك المصاريف؟

    الشيخ: هذا فيه تفصيل، إن كان الابن يستطيع فحق أن يسدد وإن كان فقيراً فليس لأبيه حق في هذا، بل عليه أن يزوجه إذا كان أبوه يستطيع.

    1.   

    حكم أخذ الوالد ذهب زوجة ولده سداداً لمصاريف الزواج

    السؤال: هل يجوز لوالدي خصم مصوغات زوجتي سداداً في مصاريف زواجي؟

    الشيخ: ليس له ذلك؛ لأن حليها لها، فمصاغها لها، فليس لأبيك أن يأخذها؛ لأنها قد ملكتها، إذا كنت أعطيتها إياها أو اشترتها من المهر فليس لأبيك ولا لك أن تأخذها حتى أنت؛ لأنها ملكها، أخذتها بموجب الزواج أو اشترتها من المهر.

    1.   

    معنى (عز وجل) و(رب الأرباب)

    السؤال: نترك بقية أسئلة الأخ عبد الرحمن مبروك سلامة من جمهورية مصر العربية إلى حلقة قادمة إن شاء الله، وننتقل إلى رسالة وصلت إلى البرنامج من الأخت (ن.ر.و.) مصرية أيضاً مقيمة في الكويت، أختنا تقول: دائماً نقول: الله عز وجل، الله رب الأرباب، ما معنى عز وجل، وما معنى رب الأرباب؟

    الجواب: معنى (عز وجل) يعني: صار عزيزاً وجليلاً عظيماً، فله العزة الكاملة كما قال تعالى: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ [المنافقون:8]، يعني: القهر والغلبة والقوة، وكذلك جل، يعني: صار جليلاً له الجلال والعظمة والكبرياء سبحانه وتعالى، فهو الجليل العظيم، وهو العزيز الذي هو أعز شيء وأجل شيء سبحانه وتعالى، وهو القاهر لعباده والعزيز الغالب لهم، وهو الذي يتصف بالجلال الكامل، يعني: بالعظمة الكاملة.

    وأما رب الأرباب فمعناه: رب المخلوقات، فإن الدار لها رب، والأرض لها رب، والنخل له رب، والأنعام لها رب يعني: مالك، وهكذا، يسمى: رب الدار، رب الأنعام، رب الأرض، يعني: صاحبها، فهو رب هذه الأرباب، يعني: رب هذه المخلوقات التي لها أتباع، صاحب الغنم يقال: رب الغنم، وصاحب الدار يقال: رب الدار، وصاحب الإبل يقال: رب الإبل، فالمعنى: أن الله هو رب الجميع وإن سموا أرباباً هم، لكنهم مملوكون له سبحانه وهم عبيده، فهو رب الأرباب يعني: رب المخلوقات جميعاً، مربوبها ورابها، عبيدها وأحرارها، جمادها وعاقلها إلى غير ذلك.

    بارك الله فيكم. سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم والمستمعون على خير.

    مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    من الإذاعة الخارجية سجلها لكم زميلنا مطر محمد الغامدي .

    شكراً لكم جميعاً، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767284963