إسلام ويب

أهل الإيمان في سورة الحشرللشيخ : أحمد سعيد الفودعي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • ذكر الله في سورة الحشر أن أصناف المسلمين ثلاثة: الصنف الأول هم المهاجرون، والثاني الأنصار، والثالث الذين جاءوا من بعدهم، وكل هذه الأصناف اتصفت بمحبة الله عز وجل، ومحبة ما يحبه الله، فالمهاجرون تركوا أموالهم حباً في الله وطمعاً فيما عنده، والأنصار آثروا بأموالهم وأنفسهم حباً لمن هاجر إليهم، ثم إن الذين جاءوا من بعدهم يقولون: (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ..).

    1.   

    صفات أهل الإيمان الواردة في سورة الحشر

    الحمد لله رب العالمين, نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

    أما بعد:

    فإن خير الكلام كلام الله, وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة.

    صدق المحبة

    أيها الإخوة في الله! قسم الله سبحانه وتعالى أمة الإسلام إلى ثلاث فرق في سورة الحشر, مبيناً سبحانه وتعالى سمة كل فرقة وما تختص به, فبدأ سبحانه وتعالى بذكر المهاجرين, ثم ثنى سبحانه بذكر الأنصار, ثم ثلث جل شأنه بذكر من يجيء بعدهم من أهل الإيمان.

    بدأ بذكر المهاجرين وبين أخص صفاتهم, وأهم ما قاموا به من عمل بوأهم الله أعلى الرتب؛ وهو محبة الله سبحانه وتعالى, والعمل بمقتضى هذه المحبة.

    ثم ثنى بذكر الأنصار وبين أن أجل صفاتهم المحبة لله تعالى, ومقتضيات هذه المحبة.

    ثم ثلث سبحانه وتعالى بذكر المؤمنين بعد هاتين الطائفتين, وبين أن أخص صفاتهم المحبة للإيمان وأهل الإيمان.

    أما الفريق الأول فقال جل شأنه وهو يتحدث عن تقسيم الفيء من أموال المسلمين: لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحشر:8], هذا هو الفريق الأول, أحبوا الله حباً حقيقياً, ثم عملوا بمقتضى هذه المحبة, فقدموا ما يحبه الله على ما تحبه أنفسهم, وآثروا مرضاة الله على مبتغيات أنفسهم, فخرجوا من ديارهم, وتركوا أموالهم, وتقلدوا سيوفهم, لا يريدون شيئاً من متاع الدنيا, يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحشر:8], مبتغاهم رحمة الله, ومرادهم فضل الله, وهدفهم نصرة الله, يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا [الحشر:8].

    ثم قال سبحانه: أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحشر:8], هذه الفئة هي الفئة التي صدقت أعمالها أقوالها, وأظهرت على جوارحها ما أكنته قلوبها, أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحشر:8], فاستحقوا أن يقدموا بالذكر, وأن تعلى لهم المرتبة, وهذا إخبار لمن يجيء بعدهم, أن الناس إنما يتبوءون المنازل عند الله بصدق أعمالهم, وبموافقة أفعالهم لما تضمره قلوبهم.

    ثم أخبر عن الفريق الثاني وهم الأنصار, وبين سبحانه في وصفهم أن أهم ما عملوه حب الله تعالى, والعمل بمقتضيات هذه المحبة, فقال: وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ [الحشر:9], أي: اتخذوا الدار يبوءون إليها, أي: إذا خرجوا رجعوا إليها, وهي دار الهجرة, المدينة النبوية, ثم أدخل الإيمان في الوسط ليخبر بأنهم أوتوا الإيمان وأخلصوه, فقال: وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ [الحشر:9], يعني: هم أهل الدار قبل المهاجرين, وهم ساكنو المدينة قبل أن يفد إليها أهل الإسلام, فهم أهل الدار, وهم أولى الناس بما يثمره هذا الإسلام من مغانم, ولكنهم مع هذا آثروا غيرهم على أنفسهم, يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ [الحشر:9], هذا هو مقتضى إيمانهم, أحبوا الله حباً حقيقياً, وهذا الحب أملى عليهم أن يحبوا كل ما يحبه الله, وأن يحبوا كل من يحبهم الله, فهم صادقون في محبتهم؛ ولهذا وجدوا أنفسهم محبين لأحباب الله, محبين لأولياء الله, فلما وصل إليهم إخوانهم من المهاجرين؛ وجدوا أنفسهم يحبونهم كحبهم لأنفسهم أو أشد؛ وما ذاك إلا لحبهم لله, وهذه علامة المحب الصادق, فإن المحب يحب كل من أحبه حبيبه, ويبغض كل من يبغضه حبيبه؛ كما قال الشاعر:

    عدو لمن عادت وسلم لأهلها ومن قربت ليلى أحب وقرب

    ويقول الآخر وقد أحب امرأة سوداء:

    أحب لأجلها السودان حتى أحب لأجلها سود الكلاب

    إنه صدق المحبة, وجدوا أنفسهم يحبون الله فأحبوا أحباب الله, وعادوا أعداء الله.

    ومن وجد في نفسه ميلاً إلى أعداء الله وبغضاً لأولياء الله فإنما أتي من إيمانه, أتي من عدم صدق محبته, وإلا فإن المحبة لله توجب على الإنسان وتقتضي منه وتدعوه إلى أن يحب أحباب الله؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: ( أوثق عرى الإيمان: الحب في الله, والبغض في الله ).

    إذا وجد الإيمان في القلب وجدت معه هذه المحبة الإيمانية, فهؤلاء قوم أهل الدار, أثرياء, أصحاب مزارع وبساتين, وجدوا أنفسهم يحبون الوافدين إليهم من الإخوان؛ كحبهم لأنفسهم, يقتسمون معهم المال, ويسكنونهم معهم في الدار, ويعرض الواحد منهم على أخيه أن يطلق إحدى زوجتيه ليتزوجها, كل ذلك دفع إليه صدق المحبة لله, فعلموا أن هؤلاء أحباب الله, فأحبوهم من محبتهم لله, يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ [الحشر:9], مع هذا الإكرام كله, وهذه المواساة كلها, لا يفعلون ذلك رجاء أن يظفروا بمغنم, أو طمعاً بأن يحققوا عرضاً من أعراض الدنيا, لقد رأوا البساتين بعد ذلك وهي توزع على المهاجرين, ورأوا المهاجرين وهم يصبحون من أثرياء الناس, ولكن الله يخبر عما في صدورهم, يخبر أنهم لا يطمعون بشيء مما آتاه الله للمهاجرين, ولا يطمعون جزاء عملهم بثواب من ثواب الدنيا, إنما يفعلون ذلك من أجل الله, وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا [الحشر:9], لا يجدون في صدورهم طمعاً لغرض من أغراض الدنيا, إنهم يفعلون ما يفعلون ابتغاء وجه الله.

    الإيثار مع شدة الحاجة والفاقة

    ثم قال تعالى: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ [الحشر:9], يعني: يقدمون ويرجحون الغير على أنفسهم مع شدة الحاجة, وقت المخمصة, وقت الخصاصة, وقت الجوع يؤثر أحدهم أخاه باللقمة, وعلى هذا درجت نساؤهم وأطفالهم, فضلاً عن رجالهم ومقدميهم, وفي الحديث الذي رواه الشيخان في الصحيحين: ( جاء رجل إلى رسول الله جائعاً طالباً من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضيفه, فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته؛ لعله يجد فيها شيئاً يطعم به هذا الجائع, فرجع الرسول وقد قالت له زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله ما عندنا في البيت شيء إلا الماء, فطاف على أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها, وكل واحدة تقول: والله ما عندنا إلا الماء, فقام عليه الصلاة والسلام وسط الأنصار قائلاً: من يضيف هذا الليلة وله الجنة؟ فقام أبو طلحة رضي الله عنه وأرضاه، وقال: أنا يا رسول الله! ثم ذهب إلى زوجته في البيت, وقال لها: هذا ضيف رسول الله فانظري ماذا تطعمينه, قالت: والله ما عندي إلا عشاء الصبية, والله ما في البيت شيء نأكله إلا ما يؤكل للصبية, فقال: علليهم بشيء (ألهيهم بشيء) حتى يأتي الصباح, ولنظفر بهذا الذي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بضيافته, فعللت أطفالها, وناموا من غير عشاء, ولكن العشاء لا يكفي للجميع, قال لها: إذا دخل الضيف فأريه أنك تصلحين السراج فأطفئيه, حتى يرى الرجل بأن الكل يأكل, قامت المرأة بعد أن أعدت العشاء وأطفأت السراج, وهي توهم الضيف أنها تصلحه, فأكلوا في الظلام, لكن لم يأكلوا جميعاً, أكل الضيف وحده, وطوى أبو طلحة و أم سليم تلك الليلة جياعاً إيثاراً منهم لضيف رسول الله -إيثاراً منهم للمهاجر الجائع- فأصبحوا وجاء الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام لـأبي طلحة : عجب ربكما من صنيعكما الليلة ), وصل إلى أعلى درجات الإيثار, لكن هذا الإيثار لم يمله عليهم إلا الإيمان والصدق في المحبة, وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ [الحشر:9].

    ثم ختم الله عز وجل هذه الأوصاف الجميلة بوصف جامع لكل خير, مثمر لكل درجة في الإيمان، وهو: الوقاية من شح النفس, فإن الإنسان إذا سلم من شح نفسه, ووقاه الله عز وجل شرور نفسه؛ تأهل لأن يبلغ درجات الكمال, وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر:9], ثم أخبر سبحانه وتعالى عمن يجيء بعدهم, وهذا ما تسمعون وصفه في الخطبة التالية.

    أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه.

    الدعاء والثناء الحسن على المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان

    الحمد لله رب العالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

    إخوتي في الله! نحن من الفريق الثالث, من الذين جاءوا بعد المهاجرين والأنصار, فإذا أردنا أن نحظى بالرتب عند الله تعالى؛ فلنجاهد أنفسنا على تحقيق الصفات التي جاءت في هذه الآية, قال الله: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر:10], دلنا الله في هذه الآية على منقبة لم يحصل عليها المهاجرون والأنصار, إنه الدعاء للسابقين, فالمهاجرون والأنصار لم يسبقهم أحد من أمة محمد يدعون لهم, أما نحن فهذه منقبة اختصنا الله تعالى بها, إنه الحب لمن سلفنا من الصالحين, الحب لمن تقدمنا من أبناء هذه الأمة, والدعاء لهم, وإضمار الخير لهم.

    وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا [الحشر:10], هذا من أخص ما يدعو به أهل الإيمان, يسألون الله بصدق, ويلجئون إليه باضطرار أن ينزع من قلوبهم الغل للمؤمنين, أحياء وأمواتاً, والغل معناه: الحسد, الغل معناه: الحقد, الغل معناه: البغض والكراهية, فهم يسألون الله بصدق أن يجعل قلوبهم نقية صافية, مضمرة للمحبة والمودة لأهل الإيمان, فلن يبلغ العبد شيئاً من العمل كما بلغ بالمحبة لله والمحبة في الله, فهم يدعون الله أن ينزع من قلوبهم الحسد والبغضاء للمؤمنين, يقولون: وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا [الحشر:10], فكل من جاء بعد المهاجرين والأنصار ووجد في قلبه غلاً للمهاجرين والأنصار ولمن جاء بعدهم من أئمة الهدى من المسلمين فإنه غير داخل في هذه الآية؛ ولذلك كان الإمام مالك رحمه الله يرى بأن المبغضين لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستحقون شيئاً من فيء المسلمين, ويستدل بهذه الآية, فإنه لا يبغض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الكفار؛ كما أخبرنا الله في آخر سورة الفتح: لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ [الفتح:29], أما المؤمنون فإنهم محبون لأصحاب رسول الله, موالون لهم, يدعون لهم, ويترضون عنهم, فهذا ما وصف الله به المؤمنين, الذين جاءوا بعد أولئك يقولون: وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا [الحشر:10].

    كما أرشدتنا الآية إلى أن من أجل الأعمال التي نقدمها لمن سبقنا من الأحبة, لمن سبقنا من الأقربين, أن نصدق معهم في الدعاء, فإن الدعاء للسالفين من أرجى ما ينفعهم, وهو بالغهم بإجماع المسلمين, فإن الميت إذا دعي له نفعه ذلك الدعاء باتفاق المسلمين, وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ [الحشر:10].

    كما أرشدتنا الآية إلى من الأدب في الدعاء, أن يبدأ الإنسان بالدعاء لنفسه, ثم يثني بالدعاء لإخوانه.

    الولاء للمؤمنين والبراءة من الكافرين

    أرشدتنا هذه الآيات بمجموعها إلى أن هذا الدين قامت به هذه الطوائف الثلاث على أساس متين؛ وهو الموالاة في الله, والنصرة لأولياء الله, فينصر السابق منهم اللاحق, وينصر اللاحق منهم السابق, وإذا تفتتت هذه العروة ضاع هذا الدين؛ كما أخبرنا الله: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ [الأنفال:73], ونحن اليوم يا معشر المؤمنين أحوج ما نكون إلى أن نحيي هذه الرابطة في نفوسنا, المحبة من أجل الإيمان, وأخوة الإيمان, وأن يستشعر الإنسان مسئوليته تجاه إخوانه في الإيمان, لا سيما الذين يضطهدون, ويقتلون, ويشردون, فليسأل كل واحد منا نفسه: ما الذي فعله لهؤلاء الإخوان؟ وما الذي يستطيع أن يجيب به الله إذا سأله: هل واليت أوليائي وعاديت أعدائي؟ وما هي مظاهر هذه الموالاة؟ وما هي أعمال تلك النصرة؟ يا ترى هل ذكرناهم بدعائنا؟ هل بذلنا لهم أموالنا؟ هل نصرناهم بما نقدر عليه من نصرتنا؟ إن لم نفعل فنحن على باب من أبواب التفريط.

    نسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه, ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه, يا حي يا قيوم! برحمتك نستغيث, أصلح لنا شأننا كله, ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

    رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201].

    اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات, والمسلمين والمسلمات, الأحياء منهم والأموات, إنك سميع قريب مجيب الدعوات.

    اللهم اغفر لمن حضر هذه الجمعة ولوالديه, وافتح للموعظة قلبه وأذنيه, أنت ولي ذلك والقادر عليه.

    اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين, واخذل الكفرة والمشركين، أعداءك أعداء الدين, اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فاجعل كيده في نحره, وأشغله في نفسه, واجعل تدبير في تدميره يا قوي يا عزيز.

    اللهم انصر إخوتنا المجاهدين في سوريا يا رب العالمين, اللهم اجعل لهم من كل هم فرجاً, ومن كل ضيق مخرجاً, ومن كل بلاء عافية, اللهم أعنهم ولا تعن عليهم, اللهم أعنهم ولا تعن عليهم, اللهم أعنهم ولا تعن عليهم, وانصرهم ولا تنصر عليهم، وكن لهم ولا تكن عليهم, اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا, اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا, نستنصرك لهم فانصرهم يا قوي يا عزيز, اللهم عجل لهم بالفرج, واكشف عنهم الكرب, اللهم هيئ للمسلمين من أمرهم رشداً برحمتك يا أرحم الراحمين.

    اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    755999992