إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب [710]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    معنى كون القرآن حجة على حامله

    السؤال: كيف يكون القرآن حجة على حامله؟

    الجواب: القرآن كتاب الله عز وجل، أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليكون للعالمين نذيراً، وجعل سماعه حجة ملزمة، فقال جل وعلا: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ [التوبة:6]، فمن سمع كلام الله وهو يعرف اللغة العربية فقد قامت عليه الحجة، وإذا قامت عليه الحجة فإما أن يقوم بموجبها وما تقتضيه هذه الحجة وإما أن يخالف، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( القرآن حجة لك أو عليك )، وعلى من قرأ القرآن إذا لم يفهم معناه عليه أن يتفهمه من أهل العلم؛ لأن الله لم ينزل الكتاب العزيز لمجرد تلاوته؛ بل لتدبره والعمل به، قال الله تبارك وتعالى: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [ص:29]، وما ضر الناس اليوم إلا أنهم لا يفكرون في معرفة معاني القرآن الكريم إلا قليلاً، فتجد أكثر المسلمين يقرءون القرآن تعبداً بتلاوته واحتساباً لأجره، لا يتدبرونه ولا يتأملونه ولا يسألون عن معناه، فهم والأميون على حد سواء، قال الله تبارك وتعالى: وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ [البقرة:78]، فجعل الله تعلى الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني، أي: إلا قراءة جعلهم أميين، فعلى المرء أن يتدبر معاني كتاب الله، وأن يتعظ بما فيها حتى يكون القرآن حجة له لا عليه.

    1.   

    صيغة الدعاء بعد الرفع من الركوع

    السؤال: أرجو أن تذكروا بعض صيغ الدعاء بعد الرفع من الركوع؟

    الجواب: إذا رفع الإنسان من الركوع فإن كان إماماً أو منفرداً قال: سمع الله لمن حمده، ثم قال: ربنا ولك الحمد، وإن كان مأموماً قال: ربنا ولك الحمد ولا يقول: سمع الله لمن حمده؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال في الإمام: ( إذا كبر فكبروا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد ).

    وفي قوله: ربنا لك الحمد أربع صفات: الصفة الأولى: ربنا لك الحمد، والصفة الثانية: ربنا ولك الحمد، والصفة الثالثة: اللهم ربنا لك الحمد، والصفة الرابعة: اللهم ربنا ولك الحمد، فينبغي للإنسان العارف بها أن يقول مرةً بهذا ومرةً بهذا.

    وإذا قال: اللهم ربنا ولك الحمد فليقل: ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد.

    1.   

    حكم صلاة الجنازة لمن فاتته

    السؤال: إذا فاتتني صلاة الجنازة فهل يجوز أن أصليها منفرداً أو مع جماعةٍ أخرى؟ وهل يلزم جميع من حضروا للصلاة أن يصلوا أم أنها فرض كفاية؟

    الجواب: الصلاة على الميت فرض كفاية وليست فرض عين، وإذا فاتت الإنسان الصلاة على الميت صلى على قبره؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى على القبر، وأما أن يعيد الصلاة عليه وهو في المسجد والميت قد حمل إلى المقبرة فلا يصح؛ لأنه لا بد من حضور الميت بين يدي المصلي، أو أن يكون المصلي يصلي على قبره.

    1.   

    موضع دعاء الاستخارة

    السؤال: متى يكون دعاء الاستخارة هل هو قبل السلام أم بعده؟

    الجواب: دعاء الاستخارة بعد السلام؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر أن يصلي ركعتين، ثم يقول: اللهم إني أستخيرك بعلمك.. إلى آخر الدعاء.

    1.   

    حكم الإيمان بالقضاء والقدر

    السؤال: ما حكم الإيمان بالقضاء والقدر؟

    الجواب: الإيمان بالقضاء والقدر أحد أركان الإيمان الستة، كما قال ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جواباً لجبريل عندما قال: ( أخبرني عن الإيمان، قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره )، ولا يتم الإيمان بالقدر إلا إذا آمن الإنسان بأمورٍ أربعة:

    الأول: الإيمان بعلم الله تعالى وأنه سبحانه وتعالى محيطٌ بكل شيءٍ علماً لا يخفى عليه شيء.

    الثاني: أن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء إلى يوم القيامة، ودليل هذين الأمرين قول الله تبارك وتعالى: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحج:70]، وقوله تعالى: وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [الأنعام:59].

    الأمر الثالث: أن تؤمن بأن كل ما في الكون فهو كائن بمشيئة الله، لا يخرج عن مشيئته شيء، حتى أفعال العباد قد شاءها الله عز وجل، قال الله تعالى: لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير:28-29]، وقال تبارك وتعالى: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ [البقرة:253].

    الأمر الرابع: أن تؤمن بأن الله تعالى خالق كل شيءٍ في السماوات والأرض، كما قال الله تعالى: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [الزمر:62]، حتى أعمال العبد مخلوقة لله، تعالى لقوله تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [الصافات:96]، ووجه كون فعل العبد مخلوقاً لله: أن فعل العبد واقعٌ بإرادة العبد وقدرة العبد، وإرادة العبد وقدرة العبد مخلوقان لله عز وجل، وخالق السبب التام خالقٌ للمسبَب، فإذا كان فعل الإنسان ناتجاً عن إرادةٍ وقدرة، وهما مخلوقان لله صار فعل العبد مخلوقاً لله عز وجل، فلا بد في الإيمان بالقدر من الإيمان بهذه الأمور الأربعة: علم الله، وكتابة كل شيء كائن إلى يوم القيامة في لوحٍ محفوظ، ومشيئة الله، وخلق الله، وفي هذا يقول الناظم:

    علمٌ كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو إيجادٌ وتكوين

    1.   

    فائدة الخلاف بين قوله تعالى: (نحن نرزقكم وإياهم) وقوله: (نحن نرزقهم وإياكم)

    السؤال: في الآية الكريمة في سورة الأنعام: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ [الأنعام:151]، وفي سورة الإسراء: نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ [الإسراء:31]، ماذا يفيد الاختلاف في هذا الترتيب؟

    الجواب: الاختلاف في هذا الترتيب مبني على اختلاف الحالين، ففي آية الأنعام يقول الله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ [الأنعام:151] يعني: من فقر، يعني: إذا كنتم فقراء فلا تقتلوا أولادكم، ثم قال: نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ [الأنعام:151] ، فبدأ بالآباء لأنهم فقراء، فبدأ بذكر رزقهم قبل رزق الأولاد المقتولين.

    أما في الآية الأخرى آية الإسراء وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ [الإسراء:31] ، فلأن الآباء القاتلين هنا ليسوا فقراء بل هم أغنياء لكن يخشون الفقر، فكان الأنسب أن يبدأ بذكر رزق الأولاد قبل ذكر رزق الآباء؛ لأن الآباء رزقهم موجود، فقال: نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ [الإسراء:31].

    1.   

    حكم من لا يصلي غير الجمعة

    السؤال: الشخص الذي لا يصلي إلا الجمعة هل يسمى كافراً؟

    الجواب: يكون كافراً عند بعض أهل العلم؛ لأن بعض العلماء يقول: إذا ترك الإنسان صلاةً واحدةً عامداً حتى خرج وقتها بلا عذر فإنه يكون كافراً، وعلى هذا القول يكون الذي لا يصلي إلا يوم الجمعة كافراً.

    والذي يظهر لي أنه لا يسمى كافراً إلا إذا ترك الصلاة نهائياً، فهذا هو الذي يكون كافراً لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة )، ولم يقل: ترك صلاة، وبين التعبيرين فرق، ولكن مع هذا نقول: إن هذا الرجل الذي لا يصلي إلا الجمعة يخشى عليه من زيغ القلب، وأن يستدرجه الشيطان حتى لا يصلي الجمعة، هذا إذا كان الإنسان الذي لا يصلي إلا يوم الجمعة إذا كان مقراً بفرض بقية الصلوات، أما إذا كان لا يعتقد أن الفرض عليه إلا صلاة الجمعة فهذا لا شك في كفره؛ من أجل جحوده لفرضية الصلوات الخمس.

    1.   

    حكم اجتماع يوم العيد والجمعة

    السؤال: هل صحيح أن اجتماع يوم العيد والجمعة بأن صلاة العيد تغني عن صلاة الجمعة؟

    الجواب: نعم تغني عن صلاة الجمعة من صلى العيد مع الإمام، أما الإمام نفسه فيجب عليه أن يقيم صلاة الجمعة، ويكون من حضر صلاة العيد له الخيار إن شاء حضر الجمعة، وإن شاء صلى ظهراً، وأما من لم يحضر العيد فيجب عليه أن يحضر صلاة الجمعة، فتبين الآن أن الإمام لا تسقط عنه صلاة الجمعة لا بد أن يقيم صلاة الجمعة، لكن المأمومين هم الذين يفصل فيهم، فيقال: من حضر صلاة العيد مع الإمام فله أن يحضر الجمعة معه وهو الأفضل وله أن يصلي ظهراً في بيته، ولكن لا تقام صلاة الظهر في المساجد، وأما من لم يحضر صلاة العيد مع الإمام فإنه يجب عليه أن يحضر صلاة الجمعة.

    1.   

    التقوى ومراتبها

    السؤال: ما هي التقوى؟ وحدثونا عن مراتبها؟

    الجواب: التقوى: أن يتخذ الإنسان الوقاية من عذاب الله، وذلك بأن يقوم بأوامر الله عز وجل عن علمٍ وبصيرة، وأن يترك ما نهى الله عنه عن علمٍ وبصيرة.

    وأما مراتبها فإنها تختلف باختلاف ما فعل الإنسان من المأمورات، وما ترك من المنهيات، فكلما كان الإنسان أقوم في فعل الطاعة كان أتقى لله عز وجل، وكلما كان أبعد عن محارم الله كان أتقى لله عز وجل، ولهذا كان أتقى الخلق محمداً صلى الله عليه وسلم، كما قال عليه الصلاة والسلام: ( إني لأخشاكم لله وأتقاكم له )؛ لأنه صلى الله عليه سلم أقوم الناس بأمر الله وأبعدهم عن محارم الله.

    1.   

    وقت الالتفات عند السلام من الصلاة

    السؤال: عند التسليم في الصلاة بعض أئمة المساجد يقولون: السلام عليكم، ثم يلتفت ويقول: ورحمة الله، ثم يقول ويفعل مثل ذلك على الجانب الأيسر، فهل هذا صحيح؟

    الجواب: هذا لا أصل له، يعني: أن يقول السلام عليكم ووجهه إلى القبلة، ثم يقول: ورحمة الله وهو ملتفت، فهذا لا أصل له، ولا وجه له أيضاً، فليس له حظٌ من السنة، وليس له حظٌ من النظر، والإنسان من حين أن يقول السلام عليكم، يبدأ بالالتفات حتى تكون كاف الخطاب حين التفاته تماماً؛ لأنه يخاطب المأمومين الذين وراءه، فمن حين أن يقول السلام من حين أن يبدأ بالهمزة يبدأ بالالتفات حتى ينتهي إلى قوله: وبركاته، ثم يلتفت أيضاً على طول إلى الجانب الأيسر ويقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كما أني رأيت بعض الأئمة إذا أراد أن يسلم جعل يومئ برأسه السلام عليكم فيومئ برأسه مرتين أو ثلاثاً، ثم يلتفت، وهذا أيضاً لا أصل له، كما أني رأيت بعض الأئمة يقول: السلام عليكم ورحمة الله على اليمين، ثم السلام عليكم أيضاً على اليمين؛ لأن مكبر الصوت على يمينه، فيخشى إذا قال: السلام عليكم ورحمة الله التي على الشمال أن يضعف صوت المكبر، وهذا أيضاً لا أصل له، ولا ينبغي أن يلاحظ هذا، بل يسلم السلام عليكم ورحمة الله على اليمين، ثم يلتفت عن اليسار ويقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ولو كان مكبر الصوت عن يمينه أو عن يساره لا يهتم بهذا، المهم فعل السنة، ولا بد أن يسمع الناس إلا أن الصوت يضعف فقط.

    1.   

    حكم من رغب عن زوجته أم أولاده التي اختارها له والده

    السؤال: مشكلتي هي أن أبي زوجني وأنا في الثامنة عشرة من عمري، كنت حينها في الصف الثانوي ولم أرد الزواج في ذلك الوقت، وكنت أريد أن أتزوج من غير زوجتي هذه، لكن حينها لم أستطع الرفض، وتزوجت تلك المرأة ولكنني لم أشعر في يومٍ من الأيام بأنني أحب هذه المرأة، وحتى الآن مضى على زواجنا ثلاث عشرة سنة، ولي منها ثلاثة أولاد، والآن وقد أكملت دراستي الجامعية، وأعمل الآن طبيباً، علماً بأن زوجتي قروية غير متعلمة وليست جميلة، الآن أشعر بأنني لا أستطيع العيش معها في القرية مع أولادها في بيت أبي، وأنا أعمل في المدينة ولا أحبها ولا أكرهها، لكنني لا أستطيع العيش معها كزوج، ولا توجد لدي رغبة نحوها، فلا تجذبني أي مشاعر سوى أنها أم أولادي الثلاثة، والآن أفكر في طلاقها وأتزوج من غيرها، فوجهوني ما هو الأفضل لي في هذه القضية؟

    الجواب: الذي أرى أن تبقي المرأة في عصمتك حفاظاً على الأولاد؛ ولئلا يحصل التشتت، والذي فهمته من مجمل السؤال أن الوالد يرغبها، فأرى أن تبقيها في عصمتك، وأن تتزوج أخرى حسب رغبتك، وإن شئت وهو الأفضل فتزوج ثانية فتكون ثلاثاً، وإن شئت فتزوج ثالثة فتكون أربعاً، ما دام عندك القدرة المالية والبدنية والدينية أيضاً، بحيث تعلم أنك ستقوم بالعدل.

    1.   

    حكم من تخلف عن الجمعة لبعده عن مكانها

    السؤال: يذكر بأنه يعمل راعي أغنام في الصحراء، وله ستة عشر شهراً لم يصلِ أي جمعة؛ لأنه بعيد عن البلد يقول: وإذا طلبت من كفيلي السماح للذهاب إلى الجمعة لا يوافق ويقول: صل في مكانك، فهل علي إثمٌ في تركي للجمع؟

    الجواب: ليس على هذا السائل إثم؛ لأنه لا يستطيع الوصول إلى الجمعة لبعد مكانه، ولكنه إذا صلى في مكانه لا يصلي ركعتين بل يصلي أربعاً، أي: يصلي الظهر أربعاً.

    1.   

    حكم التيمم مع وجود الماء

    السؤال: يذكر بأنه يتيمم في كل وقت مع وجود الماء الخاص بشرب الأغنام، وقد صلى عدة صلوات بالتيمم، هل يلزمه شيء؟

    الجواب: إذا كان قادراً على استعمال الماء فإنه لا يحل له أن يتيمم؛ لأن الله تعالى قال: فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً [النساء:43]، وما مضى ووقع جهلاً منه فأرجو أن لا يلزمه إعادة الصلاة التي صلاها بالتيمم، لكن في المستقبل ما دام الماء كافياً فإنه يجب عليه أن يتطهر بالماء.

    1.   

    حكم الصلاة جالساً من مرض

    السؤال: ما حكم صلاة المرأة وهي جالسة إذا كانت تعاني من آلامٍ في قدميها؟ وهل الثواب في صلاة الجالس مثل القائم؟

    الجواب: إذا كان الإنسان -امرأةً كان أم رجلاً- يتألم إذا صلى قائماً، ولا يحصل له الخشوع المطلوب فإنه يصلي جالساً؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لـعمران بن حصين : ( صلّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب )؛ ولقول الله تبارك وتعالى في عموم هذا الحكم: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، ولقوله: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286]، وصلاتها جالسة إذا كان لعذر وكان من عادتها قبل أن تصاب بذلك أن تصلي قائمة، لها الأجر كاملاً؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً )، هذا في الفريضة.

    أما في النافلة فلا بأس أن يصلي الإنسان جالساً ولو كان قادراً على القيام إلا أنه إذا صلى جالساً مع القدرة على القيام يكون أجره على النصف من أجر صلاة القائم.

    1.   

    حكم المرأة الساهرة على أولادها التي تصلي الفجر متأخرة

    السؤال: امرأة متزوجة، وتبلغ من العمر تسعة عشر عاماً، ولديها أطفال وحامل، تقول: أنا ملتزمة في صلاتي، ولكن صلاة الصبح أحياناً لا أستطيع أن أصحو بسبب سهري على أطفالي، فأصلي الفجر متأخرة، هل علي إثمٌ في ذلك؟

    الجواب: الواجب على هذه المرأة وغيرها ممن تنام متأخرة أن تجعل عندها منبهاً كالساعة مثلاً، أو تجعل عندها الهاتف، وتقول لأحد أقاربها أو صاحباتها: أيقظوني إذا أذن، وأما التهاون بهذا ثم التكاسل فهذا لا يجوز، بل الواجب عليها أن تأخذ الحيطة بقدر المستطاع، وإذا عجزت فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( ليس في النوم تفريط )، وقال: ( من نام عن صلاةٍ أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك )، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان في بعض أسفاره نام في آخر الليل، وأمر بلالاً أن يكلأ الفجر، يعني: يحافظ عليه، ولكن بلالاً غلبه النوم، ولم يستيقظ إلا بعد طلوع الشمس، فأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يؤذن للصلاة، ثم صلى الراتبة، ثم صلى الفجر كما كان يصليها في العادة، أي: صلاها جهراً؛ لأنه يصليها في العادة جهراً.

    1.   

    حكم تربية الأظفار شهوراً

    السؤال: ما حكم تربية الأظافر لمدةٍ ستة شهور؟

    الجواب: الأظافر والعانة والإبط والشارب وقّت فيها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن لا تترك فوق أربعين يوماً، فإذا تمت الأربعين فلا بد من إزالتها حتى ولو كانت قصيرة؛ لأن الناس يختلفون في نمو الأظافر والشعور، لكن لا تزيد على أربعين يوماً، فمثلاً: لو قدر أن الإنسان مضى له أربعون يوماً، وأظافره ليست طويلة ولكنه يمكن قصها، فإنه يقصها ولو كانت قصيرة، وكذلك يقال في شعر العانة والشارب والإبط، وأما ما تفعله بعض النساء تقليداً لنساء الكفار من إطالة الأظفار، أو إطالة بعضها فإن هذا خلاف السنة، وأخشى أن يكون الفاعل آثماً؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقت أن لا تترك فوق أربعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    755959966