إسلام ويب

الأرض المقدسة في ضوء الكتاب والسنة [4]للشيخ : حسن أبو الأشبال الزهيري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الأمة الإسلامية بحاجة إلى حشد طاقات أبنائها وجمع شتاتهم ليكونوا صفاً واحداً تجاه أي عدوان عليهم، كما أنها بحاجة إلى الاستفادة من جميع الموارد المسخرة لها ليكون لها دور القيادة للعالم، ولا يتم لها ذلك إلا بالسير على هدي الكتاب والسنة كما سار السلف، وجزء من هذا العمل مسئولية ملقاة على عواتق العلماء والدعاة إلى الله تعالى.

    1.   

    توصيات مؤتمر أسبوع الأقصى المنعقد في المركز الإسلامي

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

    فإلى النفوس التي ترفض الظلم وتأبى الاستكانة والخضوع، إلى القلوب الحية التي تعلقت بحب المسجد الأقصى، نهدي هذا الأسبوع أسبوع الأقصى، إنها رسالة واضحة جلية لإيصال صوت الأقصى السليب إلى المسلمين جميعاً من حيث إبراز مكانة القدس والمسجد الأقصى في الدين الإسلامي، وللتأكيد على إسلامية أرض الأقصى، وتعزيز التمسك بها، ولتوجيه جهود المسلمين لدحض وإبطال مزاعم وادعاءات اليهود، وبيان طمسهم للحقائق وتشويههم للتاريخ، سائلين الله تعالى أن يكون هذا الأسبوع حافزاً لنا للبحث والعمل في سبيل تحرير بيت المقدس وكل جزء من أكناف بيت المقدس من مخالب أحفاد القردة والخنازير.

    والخير موجود في أمتنا إلى يوم القيامة، وما أصابنا من احتلال اليهود للمسجد الأقصى وأرض فلسطين ليس وضعاً دائماً، بل ستعود الديار المباركة بإذن الله تعالى للإسلام والمسلمين، لكن بأيدي رجال مسلمين أشداء، كما حررها صلاح الدين ، وما ذلك على الله بعزيز، فكم سقطت من أراضٍ للمسلمين في أيدي المغتصبين ثم استطاع المسلمون بفضل الله وعونه ونصره استردادها، فعادت في دائرة المسلمين بعد أن عادوا إلى الإسلام وتعاليمه، وتطبيق أحكامه، وشرعه ورفع راية الجهاد.

    والمركز الإسلامي العام يتشرف في هذا الأسبوع وكذا مسجد العزيز بالله بأن يدعو جميع المسلمين حكاماً ومحكومين للعمل من أجل نصرة المسجد الأقصى السليب؛ ليبقى حياً في قلوبنا ونفوسنا ونفوس أبنائنا وأجيالنا، فهو مسئولية كل مسلم رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، ونسأله تعالى أن يقر أعيننا بصلاة في المسجد الأقصى وهو محرر من اليهود الحاقدين أعداء الإسلام والمسلمين، وما ذلك على الله بعزيز.

    هذا وتوصيات هذا المؤتمر المبارك تتلخص في نقاط، هي:

    أولاً: تحصيل العلم النافع الشرعي والكوني الذي يستخدم في تعمير الأرض مع العودة إلى الله عز وجل، والاستسلام له بالكلية، امتثالاً لأمره تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً [البقرة:208].

    ثانياً: إحياء الفرائض خاصة فريضة الجهاد في سبيل الله؛ لأن الله تعالى علمنا بقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ [الصف:10-11].

    وقال صلى الله عليه وسلم: (من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزى

    وقال صلى الله عليه وسلم: (من خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا).

    وقال عليه الصلاة والسلام: (من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من النفاق).

    وقال صلى الله عليه وسلم: (نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعل رزقي تحت ظل رمحي).

    ثالثاً: الإيجابية في مواجهة تحديات العصر، وأن يضع كل فرد من أفراد هذه الأمة اعتباره أن نصرة دينه ونصرة أمته وتحرير القدس فريضة في رقبته، قال الله تعالى: فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ [النساء:84]، مع العلم بأن مواجهة التحديات تستلزم جهداً جماعياً، وجهداً فردياً، ولهذا فإن وحدة الأمة فريضة؛ لقول الله تعالى: إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:92]، ووحدة الأمة تستلزم جهداً جهيداً من كل أبنائها.

    رابعاً: حماية الأسرة من التيارات الإعلامية التي تدمر الأخلاق وتشيع الفاحشة في أرجاء الوطن الإسلامي، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا [التحريم:6].

    خامساً: إطلاق حرية المسجد، وإطلاق حرية الدعاة إلى الله عز وجل، وحشد الطاقات، وتسريح السجناء من الموحدين، واستخدام طاقات الأمة في جميع الميادين لمواجهة الغزو الصهيوني الاستعماري المعاصر لديارنا.

    سادساً: تعبئة الموارد العربية الإسلامية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطعام والسلاح.. وغير ذلك.

    سابعاً: وقف سياسة القروض الربوية من اليهود أبناء القردة والخنازير؛ فهذه القروض أوقعت الأمة في قبضة المصارف اليهودية التي أضحت تهدد استقلال الأمة، إن الله قد حبا العالم الإسلامي بثروات ليست لغيره، ولكنها مهدرة، ولا نحسن الاستفادة منها، بل إن الأعداء هم الذين يستفيدون منها، فلتحذر الأمة الاستمرار ومواصلة العبودية لغيرها.

    ثامناً: تحرير الولاء لله تعالى ولرسوله وللمؤمنين ولديار المسلمين ومقدساتهم، كما يجب تحرير البراء من أعداء الله عز وجل، ولا يكون ذلك إلا بالرجوع إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً: كتاب الله وسنتي).

    تاسعاً: توفير الغذاء والسلاح؛ لأن أمة لا تملك الرغيف لابد أن تكون ذليلة لغيرها، وأن أي تخطيط استراتيجي لا يكتب له أي درجة من دراجات النجاح طالما كان هناك تبعية كاملة لأعداء الأمة.

    عاشراً: لابد من وضوح الغاية والهدف؛ إذ غاية هذه الأمة وهدفها واضح كل الوضوح، وقد جاء في آيتين من كتاب الله عز وجل:

    قال الله تعالى: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ [الشورى:13] أي: أقيموا الدين وحكموا الشرع، ولا تتفرقوا في دينكم وشرعكم.

    قال تعالى: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ [الحج:41]، فغاية المسلمين أينما كانوا وفي أي زمان عاشوا هي إقامة شرع الله، وأن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.

    وحتى تعم الفائدة نود أن نقترح بعض الأهداف التي نجدها مناسبة للنهوض بالأمة والسير بها في سبيل بلوغ غايتها وهدفها، من هذه المقترحات:

    أولاً: بناء الإنسان المسلم مادياً ومعنوياً وعقدياً على أساس منهاج الإسلام ومنظومة قيمه العليا كما وردت في كتاب الله تعالى وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام وترجمها السلف عملياً.

    ثانياً: الحفاظ على كيان الأسرة المسلمة، وعلى تماسكها، وعلى هويتها، وتنمية دورها في التنشئة والتربية.

    ثالثاً: الارتقاء بالعلاقات الاجتماعية في مجتمعات المسلمين على أساس التكافل الاجتماعي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

    رابعاً: تطوير أساليب الدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة، وتبليغها إلى كل من لم تبلغه في كل مكان في العالم باستخدام كل الوسائل التي يسرها الله تعالى للإنسان.

    خامساً: بذل الجهد لامتلاك القوة المادية والمعنوية، وبصفة خاصة بناء قاعدة تكنولوجية إسلامية خاصة.

    سادساً: تحقيق وحدة وتماسك الأمة الإسلامية، والحفاظ على كل أشكال العلاقات مع الأقليات الإسلامية خارج مجتمعات المسلمين، والجهاد في سبيل الله بالمال والنفس، سواء على مستوى الأفراد، أو الجمعيات، أو المؤسسات، أو الشركات، أو حتى على مستوى التجار والعمال والصناع؛ دفاعاً عن العقيدة وحفاظاً على الأمة وتأميناً للدعوة أن تسير سيرها الطبيعي، فالجهاد ماضٍ حتى يقاتل آخر هذه الأمة المسيح الدجال ، وما تركه قوم إلا ضرب الله تعالى عليهم الذل والصغار.

    الحادي عشر: تطوير الإطار التنظيمي الإسلامي، حسب متغيرات الظروف الدولية والأحوال، ولذلك مقترحات، منها: إنشاء صندوق خاص بالإغاثة والدعوة يمول من حصيلة زكاة الركاز والمعادن، وهي خمس ما يخرج من الأرض من كل أنواع المعادن كالذهب والفضة والحديد.. وغير ذلك، وخاصة البترول، وأنتم تعلمون أن الأمة تملك هذه الثروات بما ليس لأمة على وجه الأرض، فهذه الأمة أمة غنية جداً لو آمنت بالله ملكت قرارها بإذن الله تعالى.

    الثاني عشر: وضع فكرة محكمة العدل الإسلامية، بديلاً عن محكمة العدل الدولية، وأن تكون هذه الفكرة موضع التطبيق على أن تكون أحكامها ملزمة للأطراف التي تتحاكم إليها من بلاد الإسلام.

    الثالث عشر: إنشاء قوة إسلامية، ونهيب بالمؤتمر الإسلامي إنشاء هذه القوة على أن تكون برية، وبحرية، وجوية تغنينا عن استدعاء القوة الأجنبية للمرابطة في أرض الإسلام، وتسهم في حفظ السلام بين الدول الإسلامية، وتكون نواة لتوحيد القوات المسلحة في بلاد الإسلام بوصول المسلمين إلى مرحلة الوحدة السياسية الإسلامية بإذن الله تعالى.

    الرابع عشر: إنشاء مركز إسلامي للبحوث والمعلومات وإدارة الأزمات، يجمع المعلومات ويحللها، ويقوم بالبحوث ذات الطبيعة الاستراتيجية في كل المجالات السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، ويقوم بدراسات مستقبلية لتوقع الأزمات ووضع البدائل أمام مؤتمر قمة الدول الإسلامية؛ فيسهل اتخاذ القرار الجماعي الإسلامي.

    الخامس عشر: تنظيم اجتماعات سنوية لرؤساء الدول الإسلامية، وينعقد هذا المجلس خلال ثمانٍ وأربعين ساعة في حالات الأزمات التي تهدد الأمن الإسلامي أو أي أمن مجتمع إسلامي في بلاد الإسلام أو خارجها.

    السادس عشر: إنشاء وكالة إسلامية لتنظيم استقبال وتوطين واستيعاب وتشغيل أي هجرات إسلامية مفاجئة.

    السابع عشر: القيام بنهضة ثقافية شاملة تتناول التعليم، والإعلام، والبحث العلمي، والاجتهاد الجماعي، والتقريب بين المذاهب الفقهية المعتبرة، وتوحيد التشريعات في الأمور التي لا يوجد بها اختلاف بسبب الظروف الاجتماعية.

    الثامن عشر: وضع فكرة التكافل الاقتصادي الإسلامي، وهو ما يعبر عنه بالسوق الإسلامية المشتركة، وأن يكون ذلك موضع التنفيذ، باعتبارها الأساس الصالح لإقامة وحدة الأمة وتجميع وحسن استخدام ثرواتها وقواتها الاقتصادية، وسرعة بناء القاعدة التكنولوجية الإسلامية، وسوف يؤدي التأخير في إقامة هذه السوق إلى نقل كل مشكلات النظام الغربي إلى بلادنا كما بان ذلك في المحاضرات، والتي تكاد تتحول الآن إلى مجرد أسواق لمنتجات الغرب الكافر.

    التاسع عشر: الحفاظ على مربع الأمن الإسلامي ودعمه، ويتركز أمن الأمة الإسلامية من الناحية الاستراتيجية في مربع التوازن الإسلامي الذي يحده تركيا، وإيران، وأفغانستان، وباكستان، والصومال، والسودان، ومصر وغيرها من بلاد الإسلام، ولابد للجميع أن يفتحوا الآذان ويفتحوا القلوب، وأن يستفيدوا من هذه التوصيات قبل فوات الأوان، وقبل وصول الغرب إلى بلاد الإسلام بخيله ورجله.

    1.   

    كلمة موجهة إلى أبناء الدعوة الإسلامية

    بقي أن نوجه كلمة لأبناء الدعوة أن يتزودوا بالعلم، ويحرصوا على التربية الروحية، والسلوكية، والأخلاقية، والعقدية، وأن يكونوا على عقيدة السلف رضي الله عنهم أجمعين، وكذلك كلمة إلى جماعات الدعوة العاملة على الساحة الدولية أن يرتفعوا إلى مستوى الأحداث التي تحيط بهم، وأن يتقوا الله عز وجل فيمن وراءهم، وإذا كان لديهم بعض البدع أن يتخلوا عنها، فما قامت بدعة إلا وأماتت سنة، وأن يرتفعوا فوق الخصومة، وإن يتجردوا لله عز وجل، ويربوا أنفسهم ومن معهم على الجندية والإخلاص، وحسب الرجل شرفاً أن يكون جندياً لله عز وجل من جنود الدعوة، وعلى الحكومات كذلك أن تتقي الله عز وجل وتحكم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يسيروا بمجتمعهم سيراً رفيقاً حثيثاً إلى الله عز وجل، وليعلموا أن إقامة الشرع إنما هذه هي الأمانة التي كلف الله عز وجل بها أمة الإسلام حكاماً ومحكومين، ولا نجاح لهم ولا فلاح إلا بالذل والصغار بين يدي العزيز الجبار، وتحكيم الشرع في كل كبيرة وصغيرة.

    1.   

    نصيحة لعلماء الإسلام

    هذه بعض النصائح.

    وتبقى النصيحة العظمى لعلماء الإسلام الذين هم القادة: أن يتقوا الله عز وجل، ويعلموا أن مهمتهم عظيمة، والأمانة في أعناقكم -يا معاشر العلماء- ثقيلة، ولا يسعكم السكوت في معارك الإسلام الخطيرة، فاصدعوا بالحق، وقد أخذ الله عليكم الميثاق لتبيننه للناس ولا تكتمونه، يا علماء الإسلام! معاذ الله أن تكونوا كأحبار السوء من بني إسرائيل حين حرفوا الكلم عن مواضعه، وزيفوا دين الله على عباده، بل من غرائب المفارقات أن ينفخ أحبار السوء في أقوامهم كل معاني الاستطالة والاستعلاء بالباطل، ثم نجد من علماء الإسلام من يشيع في أمته الاستخزاء والتخاذل بسوء الإفتاء أو التأويل، ويسمعون في القرآن العظيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال:27].

    يا علماء الإسلام! احذروا أن تخدعكم السياسة بأهوائها الطامسة الدامسة، واحذوا الحرص على الكراسي والمناصب، بل أصلحوا أنتم الساسة وهذه الكراسي والمناصب بهدي القرآن العظيم، وطالبوها أن تسعى هي في رحابه خاضعة النفس والرأس، ولا تستنزلوا كتاب ربكم من أفقه الأسمى إلى الحضيض البغيض، واذكروا وذكروا أمتكم كذلك قول رب العالمين في ختام سورة القتال: فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ [محمد:35]، واذكروا نذيره الصارم في ختام السورة نفسها: وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ [محمد:38].

    ثم اذكروا أيها العلماء السادة وذكروا أمتكم في شرق الأرض وغربها في ظلمات هذه الأحداث وتداعي الأعداء ببشرى ربكم ووعده للعاملين المؤمنين بكتابه وسنة نبيه بنصره الذي يؤتيه من يشاء؛ لأنه بيده مقاليد السماوات والأرض وله القوة جميعاً، وكفار الأرض كلهم لا يسبقونه بالقول ولا يعجزونه، وهو القائل سبحانه: وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [آل عمران:120]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7]، فالتثبيت أولى من النصر، فكم من إنسان وكم من قوم انتصروا ولما تركوا الكتاب والسنة أبدل الله تبارك وتعالى بهذا النصر هزيمة ساحقة، فلابد من الثبات على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.

    هذا ما أراد الدعاة في هذا المكان وكل الدعاة المخلصين في شرق الأرض وغربها منهم من هاتفنا، ومنهم من راسلنا.

    وأقول كذلك: هذه التوصيات إنما هي توصيات القائمين على العمل في هذا المكان المبارك سائلين الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال والأقوال.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    755964630