مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز.
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلينا من اليمن الجنوبي بتوقيع إحدى الأخوات المستمعات من هناك تقول: أم أيمن أم أيمن لها ثمانية أسئلة في أحدها تقول: امرأة نذرت أن تصوم ستاً من شوال من كل عام، هل تصوم النذر أولاً أم تقضي ما أفطرته في رمضان لحيضها أو نفاسها؟ وماذا لو كان صيام الست من شوال تطوعاً هل تقضي أولاً أم تصوم التطوع؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالأفضل لها أن تقدم القضاء ثم تصوم الست بعد ذلك، سواء كانت الست عن نذر أو تطوعاً حتى تكمل رمضان.
الجواب: إذا كان الواقع هو ما ذكرت في السؤال فقد أحسنت ولا حرج في ذلك؛ لأن هذه مصيبة عظيمة فعلاجها بترك الحمل أمر مهم إذا لم يكن هناك علاج آخر.
الجواب: إذا لم يكن له جرم فلا يمنع ولا بأس، الحناء وأشباهه، الدسم وأشباه ذلك لا يمنع، أما إذا كان له جرم يعني: غليظ بحيث يمكن إزالته وحكه، فإنه يزال كالمناكير التي تكون على الأظفار، يكون لها جرم تزال، أما إذا كان مجرد صبغ فقط، فإنه لا يمنع الماء.
الجواب: إذا كان الواقع هو ما ذكره السائل فالواجب مقاطعته وهجره، ورفع أمره إلى ولاة الأمور كالمحكمة والهيئة حتى ينظر في أمره، وحتى يقام عليه حكم الله؛ لأن هذا ضرره عظيم وخطره كبير، فالواجب أن يرفع أمره إلى ولي الأمر حتى ينفذ فيه حكم الله، ولا يجوز لجيرانه زيارته ولا صحبته ولا أن يدعوه إلى وليمة أو غيرها، بل يجب هجره ومقاطعته، والواجب على زوجته المسلمة أيضاً أن تبتعد عنه وأن تذهب إلى أهلها، ولا يجوز لها البقاء معه ما دام بهذه الحالة؛ لأن لديه مكفرات، سبه الله ردة وتركه الصلاة ردة وموالاته الشيوعيين واعتقاده أنهم مصيبون أو أن أمرهم جائز أو لا حرج فيه، كل هذه ردة عن الإسلام نسأل الله العافية.
فالحاصل أن مثل هذا الشخص يجب أن يرفع أمره إلى ولي الأمر إذا كان في بلاد إسلامية، نسأل الله العافية.
المقدم: جزاكم الله خيراً تسأل عن العلاقة بزوجته التي تصلي وعن العلاقة بأولاده؟
الشيخ: بينا أن الواجب عليها أن تبتعد عنه فلا يحل لها البقاء عنده، بل يجب أن تذهب إلى أهلها؛ لأنه لا يجوز أن تكون زوجة لكافر وهي مسلمة، بل يجب أن تبتعد عنه ولا يحل لها البقاء عنده ولا تمكينه منها لا بقبلة ولا جماع ولا غير ذلك، بل يجب أن تنتقل عنه؛ لأن الله حرم على المسلمة أن تنكح الكافر، قال تعالى: لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ [الممتحنة:10] وقال جل وعلا: وَلا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا [البقرة:221] يعني: لا تزوجوهم حتى يؤمنوا.
الجواب: هذه الأحرف اختلف علماء التفسير في معناها، والأرجح فيها: أنه لا يعلم معناها إلا الله سبحانه وتعالى، ولا يجوز أن يبت في معناها إلا بدليل واضح، ولكنها من آيات الله سبحانه الدالة على أن هذا القرآن العظيم المعجز الذي هو كتاب الله مركب من هذه الحروف، التي جعلها الله فواتح للسور ليدل عباده على أن هذا الكلام العظيم لهذه الحروف فيه الدلالة على كل خير، والدعوة إلى كل خير، والتحذير من كل شر، وهو من هذه الحروف المعتادة التي ينطق بها الناس، الله سبحانه تكلم به وهو كلامه جل وعلا لا يشابه كلام غيره، وهو أفضل الكلام وأصدق الكلام.
الجواب: المشهور -والله أعلم- في هذا هو نجم السماء عند الإطلاق، كما في قوله تعالى: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى [النجم:1] فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ [الواقعة:75] والمراد به نجوم السماء، وهذا يكفي عن النجم المسمى من الشجر نجماً، فالنجم يسجد سجوداً يليق به والشجر كذلك، ولا يعلم كيفية سجودهما إلا الله سبحانه وتعالى، لكن من علامات ذلك ذلهما وخضوعهما لمدبرهما سبحانه وتعالى، فهما مخلوقان ذليلان مدبران مسيران، أما كيفية السجود من النجم ومن الشجر فالله هو الذي يعلمها سبحانه وتعالى.
الجواب: لا يجوز للمرأة أن تصافح غير محارمها وغير النساء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لا أصافح النساء) وقالت عائشة رضي الله عنها: (والله ما مست يد رسول الله يد امرأة قط -يعني: غير محارمه- ما كان يبايعهن إلا بالكلام)، فليس للمرأة أن تصافح ابن عمها ولا خطيبها قبل العقد، وليس لها أن تصافح ابن خالها ولا ابن خالتها ولا أحد جيرانها ولا أخا زوجها ولا زوج أختها ليس لها ذلك؛ لأنهم ليسوا محارم.
الجواب: الواجب عليك التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، التوبة الصادقة والندم على ما مضى والإقلاع من سائر المعاصي والعزم الصادق أن لا تعود في ذلك، ومن تاب هذه التوبة قبل الله توبته وأفلح، قال الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا [التحريم:8]، وقال عز وجل: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (التوبة تهدم ما كان قبلها) وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) فإذا صدقت يا أخي في التوبة والندم على ما مضى منك والعزم أن لا تعود في ذلك فأنت على خير عظيم وأبشر بالخير العظيم، وإياك والوساوس وإياك وسوء الظن بالله، الله جل وعلا يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني) فعليك بحسن الظن بالله، فإنه سبحانه وعد من تاب بالفلاح والمغفرة والجنة، فأحسن ظنك بربك إذا تبت إليه وصدقت في التوبة، وعليك قضاء الأيام التي أفطرتها والحمد لله.
الجواب: نعم ننصح القراء في المساجد أن لا يرفعوا أصواتهم رفعاً قد يشغل المصلين والقراء الذين حولهم، بل يقرأ قراءة سرية لا تؤذي من حوله من المصلين أو القراء، هذا هو السنة، وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة إلى المسجد والناس يصلون أوزاعاً ويرفعون أصواتهم، فقال عليه الصلاة والسلام: (كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض) أو كما قال عليه الصلاة والسلام، فينبغي للمؤمن أن يتحرى عدم إيذاء أخيه المصلي أو القاري، فيقرأ قراءة يخفض فيها الصوت خفضاً لا يبقى معه تشويش على مصلٍ ولا قارئ.
الجواب: نعم ينبغي لكل مصلٍ أن لا يؤذي جاره، وأن يحرص على سد الخلل من دون أذى، كل واحد يطلب من أخيه أن يقرب حتى يلزق قدمه بقدمه من دون محاكة ولا أذى، المقصود سد الخلل فلا يفجح ويباعد بين رجليه ويؤذي جيرانه، ولا يمتنع الجيران من القرب منه بل كل واحد يقرب من أخيه ويسد الخلل، كما أمر بهذا النبي عليه الصلاة والسلام فإنه قال: (سدوا الفرج) وقال أنس رضي الله عنه: (كان أحدنا يلصق قدمه بقدم صاحبه).
فينبغي لك يا عبد الله أن تلاحظ سد الخلل وسد الفرج من دون أن تؤذي جيرانك بالفجح وهو كذلك جاره، وهكذا جارك يحرص على أن يستقيم في وقفته وفي موضع قدميه حتى يحصل سد الخلل من دون أذى من كل واحد لجاره.
الجواب: السنة للمصلي السكون في الصلاة والخشوع فيها، وعدم العبث لا بثيابه ولا بلحيته ولا بأنفه ولا بغير ذلك فهذا هو السنة، قال الله عز وجل: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى بعض أصحابه يشير بيديه: (اسكنوا في الصلاة) فالمؤمن مأمور بالسكون والخشوع في الصلاة، النافلة والفريضة جميعاً، لكن إذا دعت الحاجة إلى تعديل شيء من دون إطالة، بل شيء خفيف فلا حرج في ذلك إن شاء الله، لكن لا يكون في ذلك إطالة ولا كثرة بل يكون شيئاً قليلاً.
الجواب: هذا هو المشروع للأئمة أن لا ينفروا الناس، لا بالإطالة ولا بالتأخر عنهم عن الوقت الذي ينبغي أن تقام فيه الصلاة، بل ينبغي للإمام أن يتحرى الرفق بالجماعة من جهة المواظبة على إقامة الصلاة في وقتها ومن جهة عدم الإطالة، تكون قراءته وركوعه وسجوده على وجه ليس فيه شدة وليس فيه إطالة، يتحرى صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وما كان يفعله عليه الصلاة والسلام، قال أنس رضي الله عنه: (ما صليت خلف إمام أتم صلاة ولا أخف صلاة من النبي عليه الصلاة والسلام) ويقول صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس! أيكم أم الناس فليخفف؛ فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف وذا الحاجة) فوصيتي لجميع الأئمة أن يلاحظوا هذا الأمر، وأن يجتهدوا بالرفق برعيتهم والحرص على تشجيعهم على الصلاة في الجماعة وعدم تنفيرهم، وقد اشتكى بعض الناس معاذاً وقالوا: إنه يطيل فغضب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، وقال: (أيها الناس! إن منكم منفرين) فالسنة كون الإمام أن يتحرى الرفق بالمأمومين وعدم الإطالة عليهم، لكن لا يكون تخفيفه مخلاً بالصلاة، يكون تخفيف معه تمام في قراءته وركوعه وسجوده بحيث يركد في القراءة ويقرأ مثلما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم كالغاشية واقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ [العلق:1]: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ [البروج:1] وأشباهها في الظهر والعصر والعشاء، وهكذا دون ذلك في المغرب كالزلزلة والعاديات والضحى وأشباه ذلك.
وإذا أطال بعض الأحيان في المغرب وهو سنة، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه صلى فيها في بعض الليالي بالمرسلات، وصلى فيها بعض الليالي بـ وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ [الطور:1-2] فهذا يدل على أنه لا بأس بالإطالة بعض الأحيان كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في المغرب، والفجر يطيلها غالباً؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يطيلها يقرأ فيها بـ(ق) وأشباهها كالواقعة وأشباهها، وإذا خفف بعض الأحيان فلا بأس، والمقصود أنه يتحرى صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ويتحرى فعله عليه الصلاة والسلام، وهكذا في الركوع والسجود لا يطيل إطالةً تشق على الناس، بل يركد ويسبح خمس تسبيحات أو سبع تسبيحات أو عشر تسبيحات وأدنى الكمال ثلاث والواجب مرة، لكن يطمئن وهكذا في السجود، والركوع يقول: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، في السجود يقول: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، ويشرع له أن يقول مع ذلك: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) في الركوع والسجود، وبين السجدتين يطمئن ولا يعجل يقول: رب اغفر لي رب اغفر لي، ربي اغفر لي (اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني)، وهكذا إذا وقف بعد الركوع يعتدل ولا يعجل، ويقول: (ربنا ولك الحمد، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد)، وإذا زاد بعض الأحيان: (أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد) فهذا حسن؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفعل هذا وهذا، فالمسلم يتأسى به صلى الله عليه وسلم ويتحرى أفعاله وأقواله في جميع شئونه العبادية، يعني: في جميع العبادات من صلاة وصوم وغير ذلك.
الجواب: نعم، لا حرج في ذلك، ليس بينهم قرابة تمنع، إذا لم يكن بينهم رضاع فليس بينهم قرابة تمنع.
الجواب: كونهم يعتقدون أن الأولياء يأتونهم بكذا وكذا من الحلوى أو غيرها هذا باطل، وهذا من لعب الشياطين، أما كونهم يتقربون للأولياء بالحلوى إلى قبورهم أو بالذبائح أو بغير هذا يرجون بركتهم أو شفاعتهم فهذا من الشرك الأكبر نسأل الله العافية.
فالواجب على المؤمن أن يحذر هذه الخرافات التي يفعلها كثير من الناس، فلا يجوز له أن يعتقد في المقبورين سواء سموا أولياء أم لم يسموا أولياء، لا يجوز أن يعتقد فيهم أنهم يشفعون لمن ذبح لهم أو دعاهم من دون الله، بل هم يشفعون لأولياء المؤمنين، المؤمن يوم القيامة يشفع للمؤمن لا للمشرك، فالأنبياء يشفعون والملائكة يشفعون والمؤمنون يشفعون والأفراط يشفعون، لكن لمن رضي الله قوله وعمله، كما قال تعالى: وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى [الأنبياء:28] فالشفاعة إنما تكون لأهل التوحيد والإيمان لا لأهل الشرك، فالذي يظن أن الأولياء أو الأنبياء يشفعون للمشركين الذين يعبدونهم مع الله ويدعونهم مع الله، هذا غالط واعتقاده باطل، فلا يجوز أن يدعوا مع الله ولا أن يسألوا الشفاعة ولا أن يستغاث بهم ولا أن ينذر لهم ولا أن يذبح لهم، كل هذا من الشرك بالله عز وجل، وإذا أردت شفاعة الأنبياء والمؤمنين فعليك بطاعة الله وتوحيده واتباع شريعته والاستقامة على دينه، فالأنبياء والأولياء والمؤمنون يشفعون لأهل التوحيد والإيمان، كما أن الملائكة تشفع والأفراط تشفع أيضاً، لكن لمن رضي الله قوله وعمله لأهل التوحيد لا لأهل الشرك بالله سبحانه وتعالى، ولكن الشياطين تلاعبوا بكثير من الناس وتزين لهم أن هؤلاء الأولياء يتصرفون في الكون، وأنهم ينفعون ويضرون ويشفون مرضى الناس، إذا تقربوا إليهم بالذبائح أو بالنذور، وهذا من الشرك الأكبر، وهذا من لعب الشيطان، وهذا من فعل الجاهلية، قال تعالى: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس:18] ويتقربون لقبورهم وللأصنام التي صورت على صورهم بالقرابين من السجود والذبح وغير ذلك، يزعمون أنهم بهذا يشفعون لهم عند الله، وهذا عين الكفر، وهكذا قوله سبحانه: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3] يعني: عبدوهم مع الله معتقدين أنهم يقربونهم إلى الله زلفى بذبحهم لهم وسجودهم لهم ودعائهم إياهم واستغاثتهم بهم، وهذا هو الشرك الأكبر.
فيجب الحذر من هذه الخرافات والضلالات التي هي من أعمال الشياطين ومن أعمال المشركين، فلا يدعى مع الله أحد، لا ولي ولا غيره ولا نبي ولا غيره ولا ملك ولا غيره، بل يدعى الله وحده ويسأل ويطلب منه قضاء الحاجات وتفريج الكروب سبحانه وتعالى، أما المؤمن الميت فيدعى له بالمغفرة والرحمة، والحي يدعى له بالثبات على الحق، والأنبياء يصلى عليهم، عليهم الصلاة والسلام ويدعى الله لهم أن يجزيهم عما قاموا به خيراً ولا يعبدون مع الله سبحانه وتعالى، العبادة حق الله، قال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة:5] وقال تعالى: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18] وقال سبحانه: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ [فاطر:13-14] سماه: شركاً، فالواجب الحذر، وقال تعالى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117] ومن زعم أن الولي يأتيه بحلوى أو يأتيه بكسوة أو يأتيه بذبيحة أو يأتيه بلحم فهو غلطان، هذا من عمل الشيطان، الشياطين هي التي تأتيهم بهذه الأمور حتى تشجعهم على الشرك وعبادة غير الله سبحانه وتعالى، نسأل الله العافية.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً.
سماحة الشيخ! في الختام أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
شكراً لمتابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر