إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (343)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم ترديد المؤذن بعد الأذان: (إن الله وملائكته يصلون على النبي...)

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====

    السؤال: نعود مع مطلع هذه الحلقة إلى رسالة المستمع أحمد عز الدين حزام العماد من اليمن الشمالي قرية العسادي وصاب العالي، أخونا أحمد عرضنا بعض أسئلته في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة يسأل ويقول: هل شرع الرسول صلى الله عليه وسلم بعد إكمال الأذان أن يقول المؤذن بصوت عالٍ كالأذان: (الحمد لله رب العالمين)، إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]، هل يجوز مثل هذا العمل، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فهذا العمل الذي ذكره السائل منكر بدعة، ليس للمؤذن أن يقول بعد الأذان: الحمد لله مع صوت الأذان في المكبر، أو صلوا على رسول الله، أو يقرأ الآية، كل هذا بدعة، بل متى قال: لا إله إلا الله فإنه يقفل المكبر، ولا يزيد شيئاً، وإذا كان بغير مكبر كذلك لا يزيد شيئاً، لا يبتدع، آخر الآذان (لا إله إلا الله)، هذا آخر الآذان، فمن زاد معها شيئاً إما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو حمداً لله فقد ابتدع، ولكن يشرع له بعد ذلك من غير رفع صوت مع الأذان، ولا بغير رفع صوت مع المكبر يشرع له أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين نفسه، ولو سمعه من حوله، ثم يقول: (اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد) يشرع له أن يقول هذا المؤذن، وهكذا الناس الذين سمعوا الأذان، يستحب لهم أن يجيبوه، يعني: يقولون مثل قول المؤذن إلا في الحيعلة يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإذا قال في آخر الأذان: لا إله إلا الله صلى على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة خفية ليست مع الأذان، بل يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما يصلي غيره، ثم يقول: (اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد) فالمستمع يقول والمؤذن يقول، وليس لواحد منهم أن يجعلها مع الأذان لا المؤذن ولا غير المؤذن، بل الأذان ينتهي عند قول: لا إله إلا الله، انتهى، فمن أراد أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم يكون بصوت خفي ليس من جنس صوت الأذان، ولا مع الأذان، ولا في مكبر مع الأذان، بل يكون بينه وبين نفسه، أو يسمعه من حوله لا بأس؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة)، هذا فضل من الله جل وعلا.

    وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة)، وهذا فضل من الله جل وعلا، فيشرع للمؤمن والمؤمنة إذا سمع الأذان أن يقول مثل قول المؤذن كل منهما، الرجل والمرأة، إذا قال: الله أكبر، يقول: الله أكبر، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وإذا قال: أشهد أن محمداً رسول الله يقول: أشهد أن محمداً رسول الله، وإذا قال: حي على الصلاة، يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا قال: حي على الفلاح يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، هذا مستثنى لا يقل مثل المؤذن، بل يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، كما أرشد إليه النبي عليه الصلاة والسلام، فإذا قال: الله أكبر الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر، فإذا قال: لا إله إلا الله، يقول: لا إله إلا الله، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، صلاة ليست مع الأذان بل منفصلة عن الأذان، يخفضها ويقفل المكبر، سواء كان مؤذناً وهكذا غير المؤذن لا يرفعها رفعاً زائداً كالأذان، بل يأتي بها بصوت عادي، ثم يقول: (اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة والقائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد) هذا رواه البخاري في الصحيح، عن جابر إلا بعض كلمات (إنك لا تخلف الميعاد) فهذه زيادة رواها البيهقي بإسناد حسن.

    ولما قيل للرسول صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله! المؤذنون يغبنوننا، قال: قولوا مثل ما يقولون، ثم صلوا علي فإن من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة)، هذا خير عظيم وفضل كبير ينبغي لكل مؤمن ولكل مؤمنة عدم التفريط في ذلك بل يحرص عليه.

    1.   

    حكم تعليق التمائم المشتملة على الأدعية

    السؤال: يسأل أيضاً ويقول: هل يجوز تعليق بعض الأدعية الواردة في الكتاب والسنة على صدر الرجل أو المرأة، لتكون حرزاً لهم من الجن والشياطين؟

    الجواب: تعليق الحروز لا يجوز، لا من القرآن ولا من السنة، ولا من غيرهما، وتسمى: التمائم، وتسمى: الجامعات، وتسمى: الحجب، فلا يجوز تعليقها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له)، ويقول صلى الله عليه وسلم : (إن الرقى والتمائم والتولة شرك)، فالرقى هي الرقى المجهولة التي لا تعرف أو فيها شرك، وفيها منكر، فهي ممنوعة، والتمائم كذلك ممنوعة كلها وهي ما يكتب في الرقع أو بالقراطيس أو نحوها ثم يجعل في رقعة أو في شيشة تعلق على الطفل أو على المريض، كل هذا لا يجوز، بل هذا من التمائم حتى ولوكان من القرآن، حتى ولو من الأدعية المباحة، فإن الصحيح أن التمائم تمنع مطلقاً، لكن من غير القرآن أشد في التحريم، أما القرآن فهو من باب سد الذرائع، فيجب على المؤمن أن يمتنع من ذلك؛ لئلا يقع فيما حرم الله جل وعلا.

    إن الله سبحانه شرع لعباده ما فيه سعادتهم، وفيه نجاتهم، وفيه صلاحهم، ولم يشرع لهم ما فيه ضررهم، بل شرع لهم سبحانه ما فيه الصلاح والسعادة في العاجل والآجل، فليس له أن يبتدع في الدين ما لم يأذن به الله سبحانه وتعالى.

    إذاً فليس له أن يعلقها ولو كانت من القرآن أو من السنة كما تقدم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم منع من التمائم وتوعد من تعلقها بأن الله لا يتم له، (من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له).

    فالواجب على المؤمن والمؤمنة التحرز بالأدعية الشرعية لا التعليق، فالمريض يدعى له بالشفاء والعافية، والطفل يدعى له بالشفاء والعافية، ويعوذ يقال: (أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق) عند النوم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين يقول لهما: (أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة)، ويعود أن يعتاد الذكر والدعاء والتعوذ بالله إذا كان يعقل، حتى يتعوذ بنفسه عند نومه، وعند دخوله، وعند خروجه.

    المقصود ليس هناك حاجة إلى تعليق التمائم، وقد أجاز بعض العلماء تعليق التميمة التي من القرآن، أو من الأدعية المباحة، وقال: إن هذا من جنس الرقية، كما أن الرقية تجوز إذا كانت بالقرآن، والدعوات الطيبة، كذلك التميمة إذا كانت من القرآن، والجواب: أن هناك فرقاً بين هذا وهذا، الرقية جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى ورقي عليه الصلاة والسلام، وقال: (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً)، فدل على استثناء الرقية الجائزة، وأنه مستثنى من قوله: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك)؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رقى ورقي، أما التمائم فلم يرد فيها استثناء، ولم يرد أنه علق تميمة على أحد، فلا يجوز أن تلحق التمائم بالرقى، بل التمائم ممنوعة مطلقاً؛ ولأن تعليق التمائم من القرآن، أو من الأدعية المباحة وسيلة إلى تعليق التمائم الأخرى، ومن يدري أن هذا سليم، وهذا ليس بسليم، فينفتح باب الشرك والتعليق للتمائم الأخرى، والشريعة جاءت بسد الذرائع التي توصل إلى الشرك، فالأحاديث عامة في تعليق التمائم والنهي عن ذلك، وسد الذرائع أمر لازم واجب، فتعين من هذا وهذا منع جميع التمائم مطلقاً، حتى ولو كانت من القرآن، ومن الدعوات المباحة، سداً لذريعة الشرك، وعملاً بالعموم، وحتى يعتاد المؤمن الثقة بالله، والاعتماد عليه، وسؤاله والضراعة إليه أن يعيذه من شر ما يضره، وأن يكفيه شر ما يهمه، وأن لا يعتمد على شيء يعلقه في رقبته أو عضده.

    فالذي جاء به الشرع هو الخير كله، والصلاح كله للصغار والكبار، والمريض وغير المريض، رزق الله الجميع التوفيق والهداية.

    1.   

    حكم تعليق الأدعية في عنق الميت

    السؤال: أيضاً يقول: إن هناك بعض الأدعية تعلق على الميت، وتعلق في عنقه بالذات لتكون في قبره مذكرة ومعينة على سؤال منكر ونكير، ما حكم مثل هذا؟

    الجواب: هذا أيضاً لا أصل له، بل منكر وبدعة، إن مات على استقامة لقنه الله وأجاب منكر ونكير وإن مات على غير الاستقامة ما نفعته هذه الأشياء التي معه، إنما هو تثبيت الله جل وعلا، من ثبته الله بالقول الثابت أجاب، ومن لم يثبت لم يجب، إذا مات على هدى واستقامة أجاب قال: (ربي الله، والإسلام ديني، ومحمد نبيي، وإذا مات على غير هدى، قال: هاه هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته، فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان) فليست التعليقات التي تعلق عليه نافعة له، ولا قيمة لها، بل هذا من البدع التي أحدثها الناس، والله المستعان.

    1.   

    حكم قراءة القرآن عند قبر الميت

    السؤال: السؤال الأخير الذي نعرضه لأخينا في هذه الحلقة يقول فيه: هل تجوز قراءة القرآن عند قبر الميت، وما هو الوارد شرعاً؟

    الجواب: قراءة القرآن عند القبور لا أصل لها، بل هي من البدع، فلم يشرع الله لنا القراءة عند القبور، ولا الصلاة عند القبور، قال عليه الصلاة والسلام: (اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً، فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)، فدل على أن القبور ما هي بمحل صلاة ولا محل قراءة، القبور تزار للذكرى والعظة، والدعاء للأموات بالمغفرة والرحمة، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (زوروا القبور؛ فإنها تذكركم الآخرة)، وكان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية)، وفي حديث عائشة : (يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر)، فالزيارة للعظة والذكرى والإحسان للموتى بالدعاء لهم، والترحم عليهم والاستغفار لهم، أما القراءة عند قبورهم ما تفيدهم، انقطعت أعمالهم، يفيدهم الدعاء لهم والصدقة عنهم والحج عنهم، والعمرة عنهم، وقضاء ديونهم، هذا الذي ينفعهم، أما القراءة عند قبورهم فلا تشرع بل هي بدعة، حتى القراءة لهم وتثويبها لهم ليس عليه دليل، والصواب أنه لا يشرع أيضاً حتى تثويب القراءة لهم، بعض الناس قد يقرأ ويجعل القراءة لأبيه أو أمه الميت، وهذا لا دليل عليه بل تركه أولى.

    وهكذا لا يصلى عنهم، ما ورد هذا في الشرع، إنما يدعى لهم، يترحم عليهم، يتصدق عنهم، يحج عنهم، يعتمر لا بأس، أجمع المسلمون على أن الصدقة تنفع الميت والدعاء كذلك، أما كونه يقرأ في المقبرة، أو يصلي في المقبرة فهذا من البدع.

    1.   

    حكم التعبيد لغير الله في تسمية الأولاد

    السؤال: المستمع حسن عبد النبي من مصر ويعمل في الزلفي يقول: كثيراً ما يسمي الناس عندنا حسن عبد النبي ونحو هذه الأسماء، هل هذه التسمية حرام أم لا؟ وهل يجب علينا تغييرها جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: نعم، هذه التسمية حرام، لا يجوز التسمية بعبد الرسول، ولا عبد النبي، ولا عبد عمر، ولا عبد الحسين، ولا عبد الحسن، ولا عبد علي، كل هذا منكر، التعبيد يكون لله وحده سبحانه وتعالى، عبد الله، عبد الرحمن، عبد الملك، عبد القدوس، عبد الكريم، لا بأس.

    قال أبو محمد ابن حزم رحمه الله : أجمع العلماء على تحريم كل اسم معبد لغير الله، ما عدا عبد المطلب ، فالحاصل أن التعبيد لغير الله محرم بالإجماع، فلا يقال: عبد النبي، ولا عبد الحسين، ولا عبد علي، ولا عبد عمر ونحو ذلك، بل عبد الله، عبد الرحمن، عبد الكريم، عبد القدوس، عبد الملك، عبد السلام وأشباه ذلك من التعبيد لأسماء الله سبحانه وتعالى، وإذا كان قد وقع يغير، إذا كان له أولاد وقد سماهم بهذه الأسماء: عبد النبي، أو عبد الحسين، أو عبد الحسن، أو عبد عمر، أو شبه ذلك فإنه يغير الأسماء، يغيرها إلى أسماء شرعية، بدل عبد النبي يقول: عبد رب النبي، عبد الرسول، عبد رب الرسول عليه الصلاة والسلام، عبد الحسين، عبد رب الحسين، أو عبد الله، أو عبد الرحمن، يغير بما يجوز شرعاً.

    1.   

    حكم الصلاة في مسجد بني على مقبرة بعد نبشها

    السؤال: يقول: في بلدتنا يوجد مكان لمقبرة قديمة وقد أزيلت هذه المقبرة منذ خمسة وعشرين أو ثلاثين عاماً، وبني على أرضها مسجد كبير، ما صحة صلاتنا في هذا المسجد؟

    الجواب: إذا كانت قد أزيلت القبور بوجه شرعي وفتوى شرعية، ونبشت وحولت إلى مكان آخر فلا بأس، إذا كان على وجه شرعي، فقد كان موضع مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فيه قبور، فلما أراد أن يبني المسجد أمر بالقبور فنبشت من قبور المشركين وأزيلت، وكان في حفر وخرب فسويت، وكان في محل نخيل فقطعت، ثم بنى مسجده عليه الصلاة والسلام، فإذا كانت المقبرة في محل غير مناسب، ورأى ولي الأمر والعلماء نبشها ونقل القبور إلى محل مناسب، فلا بأس أن يبنى فيها مسجد أو بيوت للمصلحة الشرعية.

    1.   

    حكم التزوج ببنت العم مع كون أختها رضعت من جدتها لأبيها

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع (ض. ع. ق) يماني الجنسية يقول في رسالته: أرجو أن تتفضلوا بإجابتي على هذه القضية، والدتي أرضعت بنت أخي الكبير مع أختي الصغيرة، أكثر من خمس رضعات، وأنا أعلم أنها تعد من أخواتي، وبالنسبة لأخواتها التي بعدها، هل يجوز أن أزوج أولادي منهن، وهن من بنات أخي الكبير، أفيدونا جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: نعم، التي ما رضعت لا بأس، التي أرضعتها أمك تكون أختاً لكم، وأما بنات أخيك التي ما أرضعتها أمك فلا بأس أن يتزوج منهن أبناؤك؛ لأنهن بنات العم، ولكن من أرضعته أمك منهن تكون أختاً لكم، وعمة لأولادكم.

    1.   

    تحريم البناء على القبور وطرق إزالتها

    السؤال: والدي سمع من العلماء: أنه لا يجوز البناء على القبور، وفي مقبرة قريبة منا توجد فيها قبور عليها بنايات من الذين يدعون بالصوفية أنهم يقولون: إنهم يضروا وينفعوا ولا يضر ولا ينفع إلا الله سبحانه وتعالى، ويزورها الناس يوم الجمعة وأيام الأعياد، هل ما فعل والدي على حق، أم ننهه عن ذلك جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: البناء على القبور لا يجوز، والواجب إزالته، وعلى الدولة والحكام أن يزيلوه أما الأفراد فليس لهم أن يزيلوه، إلا بإذن حتى لا يكون اصطدام وفتنة بينهم وبين المسئولين، فعلى ولاة الأمور من الأمراء والقضاة وعلى العلماء أن ينكروا هذا المنكر وأن يزال؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن من بنى المساجد على القبور، قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، ونهى عن تجصيص القبور والبناء عليها، فالواجب أن يزال البناء حتى تكون شامسة بارزة كالقبور في المدينة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، وحتى لا يغلى فيها، إذا بني عليها صار هذا من أسباب الغلو فيها، وعبادتها من دون الله وتعظيمها التعظيم غير الشرعي، فلا يبنى عليها لا قبة ولا مسجد ولا غير ذلك، وإذا وجد بناء فإنه يرفع الأمر إلى ولي الأمر المسلم، وإلى العلماء حتى يزال بطريقة شرعية ليس فيها فتنة ولا تعرض لمشاكل تضر المجتمع، والله المستعان.

    1.   

    حكم اجتماع الإخوة بزوجاتهم في بيت واحد

    السؤال: يقول: عندنا يعيش في بعض البيوت أكثر من أربعة إخوة وهم متزوجون، وكل واحد له مكان عند النوم فقط، والأسرة مختلطة بعض الأحيان يأكلون في صحن واحد، هل يجوز هذا؟ وإذا كان لا يجوز فماذا يفعل إذا لم يقدر الواحد على أن يبني له سكناً خاصاً؟

    الجواب: لا مانع من الاجتماع في بيت واحد، ويكون الرجال طعامهم وحدهم، والنساء طعامهن وحدهن، لا يجتمعون على طعام واحد، ولا ينظر الرجل لمرأة أخيه، بل النساء وحدهن في إناء واحد، والرجال وحدهم، هكذا ينبغي، يجب على كل واحد أن يعرف الأمر الشرعي، وأن يحكم شرع الله في نفسه وفي أهل بيته، فلا ينظر إلى زوجة أخيه ولا يخلو بزوجة أخيه، بل النساء يكن على حدة في طعامهن يأكلن مستريحات، والرجال وحدهم هكذا، أما أن تأكل مع أخي زوجها ومع عمه تأكل معه، يرى وجهها ويرى أكلها ويرى يدها، فهذا غلط، والله جل وعلا يقول: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]، والمسلم يلتمس الطهارة لقلبه ولقلب أهل بيته، فتكون زوجة أخيه مع زوجته، مع أمه، مع بناته على حده، يأكلون جميعاً، والرجال وحدهم.

    1.   

    حكم المرأة إذا عجزت عن الصوم وقضائه بسبب الحمل والرضاع

    السؤال: من الجمهورية العربية السورية الأخت السائلة نورا محمد بعثت تقول: إنني لم أستطع صيام شهر رمضان المبارك بسبب الحمل، وقد نويت الصيام بعد الولادة، ولكن بعد الولادة لم أستطع الصيام بسبب الإرضاع، ولأن جسمي لا يتحمل الصيام، أفيدونا أفادكم الله، هل تجوز الصدقة عن الصيام، أم يجب أن أصوم الشهر الذي فاتني وأنا لا أستطيع؟ بماذا ترشدوني جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: عليك الصيام عند الاستطاعة: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286]، فالمرضعة والحامل مثل المريض، إذا شق عليهما الصيام أجلا الصيام ولو بعد رمضان آخر، ما دمت لا تستطيعين من أجل الرضاع، فأنت معذورة كالمريضة، فإذا يسر الله لك الصيام ولو مفرقاً، يوماً تصومين ويومين تفطرين، وثلاثة تفطرين، وأربعة تصومين، فلا بأس، ليس بلازم المتابعة، لا بأس بالتفرقة، فإذا عجزت أجلي والحمد لله.

    1.   

    حكم من تسبب في موت الطفل غرقاً

    السؤال: إحدى الأخوات المستمعات من الطائف تقول: المرسلة أم نشمي من المدينة المنورة تقول في قضية لها مطولة بعض الشيء: أبعث إليكم هذه الرسالة وبها سؤال واحد فقط، وهو أن لي طفلاً يبلغ من العمر عشرة أشهر، قد توفي على إثر غرق في ماء، أما القصة بالتفصيل، فهي: أن أحد الأولاد صب ماءً في سطل كبير، وذلكم الولد عمره ست سنوات، وأنا الذي طلبت منه ذلك؛ لأني كنت أغسل البيت، فأتته أخته أكبر منه سناً فوضعت على الماء الذي في السطل صابون، وبعد أن انتهيت من غسيل البيت بقي هذا السطل بالماء مملوءاً، فذهبت أنا إلى الحمام ووجدت أن الماء الذي في السطل نظيف، حاولت أن أكبه في البلاعة لكني رأيت أن الماء كثير ونظيف، وأخيراً أغلقت الحمام وأخذت أطفالي معي وهم أربعة أطفال من غير الصغير الذي توفي، وبعد ذلك ذهبت إلى المطبخ كنت أريد أن أعمل الفطور، أما الطفل الصغير فكان يلعب في إحدى الغرف بالمنزل، ولكن القدر مكتوب، وبعد قليل أتاني ولدي الذي يبلغ من العمر ست سنوات يبكي ويقول: وجدت أخي ميتاً في الماء، وكان متنكساً في السطل الذي كان مملوءاً، ذهبت أنا بسرعة ووجدت أخوه قد أخرجه من السطل، وقد أنزله خارج الحمام وهو قد توفي، وقد حصل هذا الحادث في (9/11/1408هـ) أرجو من سماحتكم أن تجيبوني على سؤالي في أسرع وقت، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: ليس عليك بأس والحمد لله؛ لأنك لم تتسببي بهذا، هذا شيء عادي، وتركتيه حتى ترجعي إليه وتنظري في أمره، والولد ليس عنده بل في مكان آخر، ولكن الله قدر أن يأتي إليه فلا يضرك، ولا حرج عليك ولا دية ولا كفارة والحمد لله، ونسأل الله أن يعوضكم عن ذلك الطفل خيراً منه، وأفضل منه، وأن يجعله شافعاً لكم والحمد لله.

    1.   

    حكم استعمال الحناء للرجال لأجل التجمل

    السؤال: من السودان المستمع بهاء الدين بعث برسالة ضمنها سؤالين: يقول في أحدها: هل يجوز استعمال الحناء للرجل في مجال التجمل؛ لأن بعض العلماء عندنا جوزوا هذا الاستعمال في حالتي الزواج والعلاج نرجو الإفادة، جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: إذا كان ذلك من صفات النساء فليس لك أن تفعله، أما إذا كان النساء لا يفعلن ذلك عندكم، وإنما يفعله الرجال دون النساء، فلا حرج في ذلك، قد يفعله الإنسان للزينة أو لعلاج في رجليه أو في يديه، أما أن يفعله وهو مما يفعله النساء، فهذا تشبه بالنساء، والرسول صلى الله عليه وسلم منع من التشبه بالنساء، فلا يجوز للرجل أن يتشبه بالمرأة، وليس للمرأة أن تتشبه بالرجل، فإذا كان عندكم في السودان أن هذا يختص بالرجال دون النساء، فليس فيه تشبه، أما إذا كان من خصائص النساء فلا يجوز لك أن تفعله، لا لك ولا لغيرك، ليس للرجل أن يتشبه بالمرأة لا في اللباس ولا في الزينة، ولا في الحناء، ولا في الحلي، ولا في غير ذلك من أنواع الزينة التي تتعاطاها النساء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة، ولعن الله المرأة تلبس لبسة الرجل): (ولعن المخنثين من الرجال) والمخنث: هو المتشبه بالمرأة في كلامها أو في مشيها أو في لباسها، فعليك وعلى غيرك من الرجال الحذر من التشبه بالنساء فيما يختص بالنساء في السودان وفي غير السودان.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    شكراً لمتابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767110706