إسلام ويب

الفتاة ألم وأملللشيخ : إبراهيم الدويش

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الفتاة المسلمة تكون ألماً عندما تكون ألعوبة تتأرجح، وسلعة رخيصة لا هم لها سوى اللذات والشهوات، وتكون أملاً عندما تكون مستقيمة طاهرة عفيفة أصيلة، تصارع طوفان الفساد وتبتعد عن الرذيلة، وترفض كل ما يعرض عليها من زيف التمدن والحضارة.

    1.   

    فتياتنا بين الألم والأمل

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، أما بعد:

    فهذا هو يوم السبت الموافق للخامس والعشرين من الشهر السابع للعام التاسع عشر بعد الأربعمائة والألف، وفي هذا المكان المبارك في مدينة الرس ألتقي بأخواتي الكريمات في موضوع بعنوان: (الفتاة ألم وأمل).

    ما إن تفوهت بكلمات (الشباب ألم وأمل) إلا ووجدت نفسي غارقاً بسيل منهمر من العتاب:

    لماذا الحديث خاص بالشباب؟ ولماذا هذا التهميش للمرأة والغفلة عن مشاكلها وقضاياها؟

    وها هو أُخيتي! (الفتاة ألم وأمل) بين يديك؛ علماً بأني -يعلم الله- قد طويت النية من تلك اللحظات التي أهديت فيها الشباب تلك الكلمات أن أوجه مثلها للفتيات.

    أما سبب التأخير فهو ذلك السيل الهادر والبحر الكاسر من أكوام الورق والأخبار، والصور والمواقف والمشاكل والعقبات عن حال بعض بنات اليوم، حتى أنني وقعت في حيرة وتردد، وإقدام وإحجام عن الحديث للفتاة، فهل أكون صريحاً فأتهم؟ أم تكفي الإشارة والتلميح؟ فأخشى أن يأتي العلاج بارداً باهتاً لا لون له ولا طعم.

    فآثرت التوسط بين التصريح والتلميح، وهنا يعذرني الكثير من الإخوة والأخوات بترك ما ذكروه من بعض الصور والمواقف من باب: (حدثوا الناس بما يعقلون) ولعل مثل هذه المظاهر شواذ، فالكثير من أخواتنا وإن بعدت عن الله فإن فيها خيراً كثيراً، وفيها حباً لله ولرسوله؛ ولكنها الغفلة.

    ورسالتي هذه ليس لها حدود لا بجنس ولا سِن.. بل هي تنبيه لكل أخت أسرفت على نفسها بالمعاصي والذنوب، وتذكير لكل بنت أصابها شيء من الغفلة والتقصير، وأعرف بدءاً أن الأبوين يشاركان الفتاة في بعض مشاكلها، لكن ليس لهما نصيب من حديثي هذا، ولعله يكون حديثاً خاصاً في مستقبل قريب إن شاء الله تعالى.

    وقد اعتمدت بعد الله على استبانة قام بها بعض الباحثات، وكان عدد العينة في الاستبانة (759) فتاة، واستفدت أيضاً من عدد من الاستبانات التي قامت بها بعض المجلات (كـالدعوة ) و(تحت العشرين ) ومن المشاركات من كثير من الإخوة والأخوات، فشكر الله الجميع، وجزاهم عني وعن المسلمين خير الجزاء، وأساله التوفيق والسداد والعون والقبول والصواب.

    نداء للفتاة لتكون أملاً

    أيتها الأخت! أقلِّب طرفي لأتأمل، فيتألم القلب ويأمل، ويحزن ويفرح، ويسعد ويشقى من أجلك أنت، فأنا كغيري من الناصحين أحمل همك في الليل والنهار، واليقظة والمنام: إي والله.

    فما طوفته القلب مني سحابة     من الحزن إلا كنت منها على وعد

    ولا رقصت في القلب أطياف فرحةٍ     فغنّت إلا كنت طالعة السعد

    أثرت ابتساماتي وأحييت لوعتي          فمن أنت يا أنسي ومن أنت يا وجدي

    إنها أنت أيتها الأمل! فالقلب يشقى ويحزن، ويتألم عندما أراك ألعوبة تتأرجح، وسلعة رخيصة وفتاة لعوباً، لا همّ لها سوى اللذات والشهوات، ويسعد القلب ويفرح ويعقد الآمال وأنت تصارعين طوفان الفساد وتصرخين في وجه الرذيلة، أنا مسلمة مستقيمة، وبنت أصيلة أعرف أن للمكر ألف صورة وحيلة.

    أختاه أيتها الغالية! يا نسمة العبير! أنت بسمتنا المنشودة، وشمسنا التي تبدد الظلام، فاسمعي هذه الكلمات، إنها ليست مجرد كلمات بل، هي وربي آهات قلب المؤمن الغيور.

    فيا أيتها الأمل! تعالي قبل فوات الأوان، فاسمعي هذا النداء، فربما عرفتي الداء والدواء.

    تعالي هذه الأيام لا ترجع     ولا تصغي لنا الدنيا ولا تسمع

    ولا تجدي شكـاة الدهر أو تنفع

    تعالي نحن بعثرنا السويعات     وضحينا بأيـام عزيزات

    فيا أختاه يكفينا حماقات

    أجل يا أخت ما قد ضاع يكفينا     فعودي ها هو العمر ينادينا

    فلا نخربه يا أخت بأيدينا

    أخيتي! اسمعي هذه الكلمات بعيداً عن إله الهوى والشهوات، فربما رق القلب فانقلب بعواطفه وأشجانه، وربما صحا الضمير فيحس بآلامه وآماله، وربما تنبه العقل ليتحرر بأفكاره وآرائه.

    إنها إشراقة لتشرقي في سمائنا يا شروق! وهي الحنان من نبع لا يجف يا حنان! إنها الأمل الذي نرجوه يا أمل! فهل أنت أمل فنعقد عليك الآمال؟ أم أنت ألم فتزيدين الآلام آلاماً؟

    رسائل توحي بالألم

    كتبت فتاة رسالة بعد سماعها لشريط (الشباب ألم وأمل) وكانت رسالتها [26] صفحة، وعنونت لها (الفتاة ألم بلا أمل) وقد كتبتها بدم قلبها، ووقعتها باسم (أمل)، وهي أمل -إن شاء الله- رغم كل ما كتبته، فقلب يشتعل حرقة وندماً سيصل في النهاية مهما طال الطريق.

    ومما قالت فيها: المثيرات تحاصرني من كل مكان: قنوات فضائية.. أفلام هابطة.. أغان وأشرطة تحوي كلاماً ساقطاً، إلى من ألجأ في مثل هذه الظروف.. ارحموني! نهايتي تقترب.. أوجدوا حلاً لمعاناتي.. اسمعوا صرخاتي من قلبي.. من أعماقي.. أسرعوا في إيجاد الحل، فها أنا أقفل حقائبي وألملم شتات نفسي للرحيل، لقد عزمت على الرحيل... إلى آخر كلامها الذي سأعود إلى بعضه في هذا الدرس وغيره.

    وتتحسر أخرى فتقول: أبحث عما يريح نفسي من الهم الذي أثقلها، لم أجد في الأفلام أو الأغاني أو القصص ما ينسيني ما أنا فيه.. لا أدري ما الذي أفعله وما نهاية هذا الطريق الذي أسير فيه.

    وثالثة تبث همومها وأحزانها وتقول: أعيش في موج من الكدر يحرم عيني المنام، فأنا دائماً أفكر في حالي، وكيف أبحث عن السعادة؟! فأنا كما يقولون: غريبة، والغربة هنا ليست غربة المكان؛ ولكنها غربة الروح، وغربة المشاعر الحزينة التي تشتكي بين ضلوعي لما أفعله تجاه ربي ونفسي والناس، فلقد طال صبري كثيراً على حالي، فمتى وقت رجوعي.

    ورابعة تصرخ فتقول: أقسم بالله أن أياماً مرت عليّ حاولت فيها الانتحار، ولكن كل محاولة تفشل، لا أعلم لماذا؟ هل الله يريد أن يطيل عذابي؟ أم أن أجلي لم يحن بعد؟ ولكن ما أعرفه أنني أموت كل يوم وليلة.

    وهكذا تتوالى الآهات والحسرات من الكثير والكثير من الفتيات الغافلات.

    أيها الإخوة والأخوات! ارحموا الفتيات!

    أيها المجتمع! رويداً رويداً بالفتاة.

    أيها الآباء والأمهات! حناناً وعطفاً للفتاة.

    أيها الإعلاميون! رفقاً بالقوارير!

    أيها الشباب! اتقوا الله في الأزهار والورود!

    لم يبق من ظل الحياة سوى رمق     وحطام قلب عاش مشبوب القلق

    قد أشرق المصباح يوماً واحترق     جفت به آماله حتى اختنق

    هذه حال الفتاة، فالمشاكل والأخطار تفترسها، فراغ وسهر.. انحراف وفساد.. عشق وغرام.. تبرج وسفور.. عجب وغرور.. عقوق للوالدين.. ترك للصلاة.. تبذير للأموال..، تقليد للغرب.. ضياع للشخصية.. سفر لبلاد الكفر والإباحية.. جلساء السوء.. الكذب والغيبة وبذاءة اللسان.. التدخين والمخدرات.. العادة السرية.. التشبه بالرجال.. أفلام وقنوات.. فحش وروايات.. غناء ومجلات.. معاكسات ومقابلات.. جنس وشهوة وإثارة للغرائز.. وغيرها من مشاكل الفتاة، إنه الألم الذي تعيشه الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية، وشتان بين الألم والأمل.

    معاشر الأخوات! لماذا بعض الفتيات حياتها من وحل إلى وحل، ومن مستنقع إلى مستنقع؟!! مرة مع القنوات الفضائية، ومرة مع المجلات الهابطة، ومرة في المعاكسات وربما الزنا، فهي غارقة في أوحال الفساد والشهوات.

    تقول صاحبة الرسالة: لم أجد باباً إلا طرقته، ولا معصية وخطيئة إلا جربتها، والنهاية أسوأ من البداية، ألم وضياع، وحرقة واكتئاب.

    أيتها الأخوات! قلب تفرق بين هذه المشاكل، فإذا مَلَّ هذه انتقل إلى تلك، قلب في الشهوات منغمس، وعقل في اللذات منتكس، همته مع السُفليات، ودينه مستهلك بالمعاصي والمخالفات كيف حاله؟! كيف سيكون؟!

    المراد من الفتاة المسلمة .. وما يراد لها

    فيا أختاه:

    شدي وثاق الطهر لا تتغربي     عن عالم الدين الحنيف الأوحد

    شدي وثاق الطهر سيري حـرة     لا تخدعي بحديث كل مخرب

    لك من رحال المجد أخصب بقعة     ولغيرك الأرض التي لم تخصب

    لك من عيون الحق أصفى مشرب     ولعاشقات الوهم أسوأ مشرب

    هزي إليك بجذع نخلتنا التي     تعطي عطاء الخير دون تهيب

    وقفي على نهر المروءة إنه     يروي العطاش بمائه المستعذب

    وإذا رأيت الهابطات فـحوقلي     وقفي على قمم الهدى وتحجبي

    إن الحجاب هو التحرر من هوى     ولاّدة ذات الهوى المتذبذب

    وهو الطريق إلى صفاء سريرة     وعلو منزلة ورفعة منصب

    ولعلك تتسائلين ماذا نريد؟

    فأقول: إن لك تأثيراً كبيراً في المجتمع، وقد يكون التأثير سلباً أو إيجاباً، فإن كنت ذا عقل ناضج كان لك تأثيرك البناء الفعال، وإن كنت ذات عقل خفيف طائش، أو عقل فاسد منحرف، كنت بؤرة فساد وإفساد للمجتمع وهدمه.

    أُخيتي! أرجوك لا تزعجك صراحتي، فو الله إننا نستطيع كغيرنا أن نتلاعب بالعواطف، وأن ندغدغ المشاعر بكلمات الحب والغرام، وأن نجعلك تعيشين في عالم الأحلام.

    نعم. لا تعجزنا كلمات الغزل، ولا همسات العشاق، بل نتحدى كل من يعزف على أوتار المحبين! ولكن ماذا بعد؟

    شتان بين من يريدك لشهوته، وبين من يريدك لأمته، نعم. نريدك أن تكوني أكبر من هذا، نريدك أن تنفعي وتساهمي في بناء المجتمع ونهضته، لا كما يريدك الآخرون للغزل والحب والشهوة، والغناء والرقص والطرب، ألهذا خلقت فقط؟! وهل الحياة حب وعشق فقط؟! لماذا ننام على الشهوة ونصحو عليها؟!

    إن من النساء من لا تنام ولا تقوم إلا على غناء العاشق الولهان، أوقات لمشاهدة لقطات الحب والتقبيل، وأوقات لقراءة روايات العشق والغرام، وأوقات لتصفح مجلات الفن والغناء، وأوقات للهمسات والمعاكسات، لماذا عواطف فقط؟ أين العقل؟! أين الإيمان؟! أين المروءة؟! بل أين البناء والتربية والفكر والمبادئ والأهداف في حياة المرأة؟!

    أيتها الأخت! هل تعلمين وتفهمين أن هناك من يريد إبعاد المرأة عن دينها، وصدها عن كتاب ربها؟! وإن كنت لا تعلمين فيكفي ما تشاهدين من ذاك الركام الذي يزكم الأنوف من المجلات والأفلام والقنوات والأقلام والروايات، والتي لا هم لها إلا عبادة جسد المرأة من فن وطرب، وشهوة وجنس ومساحيق وموضات، فلماذا الاهتمام بالصورة لا بالحقيقة؟! وبالجسد لا بالروح؟!

    كم أتمنى أخيتي أن تفرقي بين من يحترم عقلك لا جسدك، ويهتم بملء الفراغ الروحي والفكري لديك، وبين من يهتم بالشهوة والجسد والطرب، فهل عرفت ماذا نريد؟! وأنت تقرئين القرآن قفي وتأملي قول الحق عز وجل: إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً [الكهف:7].

    فهل عرفت إذاً؟ إنه ابتلاء وامتحان، فاسألي نفسك هل نجحت أم رسبت في الامتحان؟!

    إنني ممن يطالب وبقوة بحقوق المرأة، وبالعدل بينها وبين الرجل، نعم بحقوق المرأة التي جاء بها الإسلام ليكرمها، وبخسها بعض الرجال بجهله وبظلمه وتسلطه، أقول بالعدل لا بالمساواة!

    أتدرون ما تعني المساواة؟!

    أن نجعل المرأة رجلاً، والرجل امرأة، وهذا انتكاس بالفطرة وجهل بحقيقة الخلقة لكل منهما، فإن الله تعالى خلقهما وجعل لكل منهما وظيفة وأعمالاً، لكل منهما دور في الأسرة والمجتمع يجب أن يقوم به في الحياة، وقد سبقت المرأة المسلمة غيرها في الإسهام الحضاري بمئات السنين، لكنها لم تخرج عن وظيفتها ولا طبيعتها، ولم تطلب أن تتشبه بالرجال أو تتساوى بهم في الطبيعة والوظيفة؛ لأن ذلك غير ممكن، وغير مستطاع، بل محال إلا إذا انتكست الفطرة، وانقلبت الموازين وتداخلت الأدوار، وفي هذا اضطراب للمجتمع، وتفكك وشقاء.

    وإياك.. إياك.. أن تنسي الوظيفة الأولى والأصلية التي جعلها الله لك وهي أن تكوني ملكة بيت ومربية أجيال ورجال، فالزمي بيتك لتسعدي، ولنهب لك قلباً تحبينه ويحبك، فيريحك من النفقة، ويشبع غريزتك ويصونك من الذئاب المسعورة، وإذا كان لديك فضل من وقت ونشاط وهمة، فالمجتمع وبنات جنسك بأمس الحاجة إليك وإلى مواهبك، وبشرط الستر والعفاف، لكن تذكري وكرري دائماً (بيتي أولاً).

    أما جعل الوظيفة أولاً، وإهمال البيت والأولاد والتبرج والسفور والاختلاط.. وباسم الحرية المزعومة، فهذا والله خلل في المفاهيم وانتكاس في الفطر، وتجربة البلاد المجاورة تصدق ما يكذبه سفهاء الأحلام، فما أعظم الخطب! وما أشد المصيبة إذا اختل المنطق، وانتكست المفاهيم، وأصبحت العبودية والشهوات واللذات حرية ندعو لها.

    هذا ما نريد باختصار، وإذا أردتِّ أن تعرفي ماذا يريدون؛ فاقرئي كتاباً نفيساً جداً بعنوان: ماذا يريدون من المرأة لـعبد السلام بسيوني وهو أحد كتاب مجلة الأسرة ، وهي مجلة جميلة أنصح بقراءتها إضافة إلى مجلة الشقائق، فهما شمعتان مضيئتان في طريق المرأة، وكتاب آخر بعنوان: يا فتاة الإسلام اقرئي حتى لا تخدعي لفضيلة الشيخ صالح البليهي رحمه الله، اقرئي أمثال هذه الكتب والمجلات لتتضح لك الحقيقة.

    1.   

    أسباب مؤثرة في صناعة العقل والفكر

    أيتها الغالية! اسألي نفسك بصراحة: من يصنع أفكارك ويبنيها؟ أهو العلم والثقافة والتربية الصالحة وتوجيه الأبوين؟ أم هو الإعلام ومجلات وروايات ومسلسلات الحب والغرام؟ أجاب: (32%) من فتيات الاستبانة بأن توجيه الأبوين والأسرة هو الذي يصنع العقل والفكر، وأجاب (30%) بأنه العلم والتعليم، وأما التربية الذاتية فـ(26%) وقال (12%) بأن الذي يصنع الفكر هو الإعلام.

    أثر الإعلام في صناعة العقل والفكر

    وعن سؤال آخر أجاب (50%) أن للإعلام والمجلات ومسلسلات الحب والغرام أثراً في حياتهن وعلى أفكارهن وعقولهن، وقال: (46%) أنه ليس لذلك أثر في حياتنا ولا على الفكر والعقل، وربما استغرب البعض وهو يسمع هذه النسب الخاصة بالإعلام، فإن المشهور أن للإعلام اليوم أثراً كبيراً في حياة الناس، ولعل السر هنا أن الكثير من الناس لا يشعرون أن ما يشاهدونه ويقرءونه عبر وسائل الإعلام له أثر كبير في حياتهم، أو أن البعض يشعر لكنه يتصنع الشخصية المستقلة التي لا تتأثر خوفاً من الاتهام بالتبعية والتقليد، والعجيب أنك لو سألت هؤلاء: هل للإعلام أثر على الآخرين؟ لأجاب وبسرعة: بنعم، وهذا ما حصل، فقد أجاب (60%) بـ(لا) عندما سئلن: هل للقنوات تأثير عليك؟ وعندما سئلن هل للقنوات تأثير على الآخرين؟ أجاب (93%) بـ(نعم) سبحان الله! (55%) ذكرن أن الآثار سلبية و(38%) ذكرن أن الآثار سلبية وإيجابية، وهكذا فنحن نجيد فن اتهام الآخرين، أما اتهام النفس، والشجاعة في مواجهتها ومصارحتها، فآخر ما يفكر به الحيارى وضعاف النفوس.

    أما البحوث والدراسات فقد أثبتت أن الذين يتعرضون لفترات طويلة لوسائل الإعلام يتصور لديهم عالم خاص من صنعهم، وهو في الواقع عالم مزيف مليء بالحقائق والأرقام الوهمية، وأما الاعترافات بأن للإعلام أثر في الحياة، وعلى الفكر والعقل فاسمعي بعضاً منها ومن مجلة تحت العشرين في عددها [27] تقول فتاة: أحلم أن أصبح فنانة مشهورة تملأ صوري الصحف والمجلات، ويشير المجتمع إلي في كل مكان، ولهذا فإنني أتابع بحرص شديد كل أخبار فنانتي المفضلة، والتي اعتبرها مثلي الأعلى، وأراقب بدقة حركاتها وأسلوبها، سواء في التمثيل أو الحياة، ومن يدري قد أصبح يوماً في مثل شهرتها.

    وتقول فتاة أخرى: إنها تحب هذا الفنان كثيراً، فصوره تملأ كل مكان في غرفتي، وأرفض أن ينتقده أي إنسان؛ ولو كانت صديقتي المقربة.

    وتقول ثالثة: أنا أعشق عالم الموضة والأزياء، وتبهرني كثيراً عارضات الأزياء لرشاقتهن وطريقتهن في الحركة والمشي، وأحاول قدر الإمكان تقليدهن في حركاتهن حتى أنني أتبع رجيماً قاسياً لأصل لنفس القوام الذي يتمتعن به.

    ولا أدري أقرأت هذه وأمثالها توبة فابيان أشهر عارضة أزياء فرنسية؟ وهل هي سمعت قولها: إن بيوت الأزياء جعلت مني مجرد صنم متحرك، مهمته العبث بالقلوب والعقول، فقد تعلمت كيف أكون باردة قاسية مغرورة، فارغة من الداخل، لا أكون سوى إطار يرتدي الملابس، فكنت جماداً يتحرك ويبتسم ولكنه لا يشعر، كنا نحيا في عالم الرذيلة بكل أبعادها والويل لمن تعترض عليها وتحاول الاكتفاء بعملها فقط... إلى آخر حديثها، من جريدة المسلمون عدد (238).

    فهل نستيقظ؟! وهل نستفيد من تجارب الآخرين الذين سبقونا في مثل هذا الطريق؟

    الآثار السلبية للقنوات الفضائية

    وحول سؤال عن الآثار السلبية للقنوات الفضائية ذكر (38%) الانحراف والانحلال الخلقي وذكر (25%) التقليد، و(21%) ضياع الوقت، أو (15%) البعد عن الدين الإسلامي و(13%) عدم احترام المجتمع وزرع الأفكار السيئة، (6%) أنها تلهي عن الصلاة و(4%) أنها تثير الغرائز الجنسية، وغير ذلك من الآثار السلبية التي ذكرت على لسان الفتيات من عينة الاستبانة.

    وكل ما نراه الآن من الآثار التخريبية للحرب الفضائية أو الفضائحية إنما هي مقدمات فقط ستتضح آثارها المدمرة على المجتمعات الإسلامية والعربية في الأجيال القادمة، بل أقول في الجيل القريب، نسأل الله أن يحفظ المسلمين من كل سوء، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم!

    إذاً: فصياغة الإعلام للأفكار والمفاهيم لا ينكره عاقل، حتى كاد العيب أن يختفي من قاموس القيم والتقاليد العربية والآداب الإسلامية النقية، واسألي نفسك بكل صراحة: لماذا سلمت أفكارك وعواطفك لتجار الفن ودعاة الرذيلة يتلاعبون بها لمصالحهم وشهواتهم كيف شاءوا؟! لم لا تَزِنين ما تقرئين وتشاهدين وتسمعين في ميزان شرعنا وعقيدتنا، فما وافقه قبلناه وما أنكره رفضناه.

    أتقبلين يا أختاه أن يجعلوك أداة لهو لهم، وتتركي لهم الصدارة في العلم والتربية، والثقافية والأدب والفكر؟! إن صلاح المرأة من أهم العناصر لبناء المجتمع.

    أسئلة وردود موجهة إلى دعاة التحرير

    اسألي نفسك أنت وفكري، أين هؤلاء عن توجيه المرأة لصلاح دينها ودنياها؟! أين هم عن المرأة فوق الأربعين وهمومها ومشاكلها؟! لم لا نقرأ أو نسمع من يحمل همها ويشاطرها أحزانها ويطالب بحقوقها؟! وكذلك الفتاة الصغيرة ذات السبع والتسع والثنتي عشر، لماذا لا يهتم أولئك بهن؟! أين هم عنها معاقة ومطلقة ومسجونة؟! أم أنهم يحملون همَّ فتاة الخامسة عشر والعشرين والثلاثين، وربما أيضاً بشرط: أن تكون جميلة وبيضاء وطويلة وأنيقة؟!

    نعم. هذه هي المرأة التي يطالبون بحقوقها وتحريرها، حتى هذه أين هم من فكرها وأدبها وخلقها وثقافتها؟! حتى المحتشمة والتائبة لم يتركوها! أليسوا يطالبون بحريتها -كما يزعمون- ها هي تريد وأن تتوب، أن تحتشم، أفلا يرحموها ويتركوها، أليست هذه حرية؟ أم أنها الحرية التي يرسمونها هم؟!

    ولهؤلاء قال المنفلوطي : إنكم لا ترثون لها بل ترثون لأنفسكم، ولا تبكون عليها بل على أيام قضيتموها في ديار يسيل جوها تبرجاً وسفوراً، ويتدفق خلاعة واستهتاراً، وتودون بجذع الأنف لو ظفرتم هنا بذلك العيش الذي خلفتموه هناك... إلى آخر كلام المنفلوطي في العبرات .

    هذا خطاب المنفلوطي لهم، وخطابي ليس لهم بل لك أنت أيتها الفتاة! فتنبهي وأفيقي وفكري.

    أخيتي! أتذكرين يوم كنت بنت تلك القرية الصغيرة؟! أتذكرين يوم كنت تلعبين وتمرحين مع أبناء الحي ببراءة الصغار وطهارة القلب؟ أتذكرين يوم كنت تستحين أشد الحياء من استعمال الأصباغ والعطور والزينة، قبل أن يأخذ الزوج بيدك؟ ما أجمل نعمة الحياء ووازع الدين والخلق، وما أحسن عادات وتقاليد البيئة العربية الأصيلة، فلماذا تتنكرين لها؟! ولماذا التعالي عليها بحجة اتباع الموضات والصيحات؟! ولماذا نترك الآداب الإسلامية الأصيلة بعفتها وطهارتها ونتجه إلى التقليعات الغربية الدخيلة بنتنها ونجاستها؟! أنستبدلُ الذي هو أدنى بالذي هو خير؟

    يا ابنة الإسلام! يا ابنة العرب! أيتها العفيفة الطاهرة! لماذا هذا التميع؟! أين قوة الشخصية؟! ولماذا الهزيمة النفسية؟! أين العزة بالآداب الإسلامية؟! والفخر بالتقاليد العربية؟!

    اصرخي بأعلى صوتك وقوليها وبكل فخر واعتزاز: نعم أنا مسلمة عربية مستمسكة بديني وآدابي وأخلاقي.

    قولي للمرأة الغربية: إن كنت تفخرين بالمخترعات والتقنيات والحضارة العلمية، فإني أفخر بالآداب والأخلاق والحضارة الإسلامية والعادات العربية.

    قولي لها: إن هان عليك دينك أو كنت بلا دين فأنا أعز شيء عليَّ ديني وعقيدتي.

    قولي لها: إن كنت جارية كالمجاري لكل الرجال هناك، فأنا ملكة لمملكتي الصغيرة، عفيفة حصينة بزوج يرعى لي حقي وحق أولادي.

    قولي لها: إنَّ ما أنت فيه من عبودية للشهوة والإباحية، حررني منها حبيبي وقدوتي محمد صلى الله عليه وسلم وجعلها عبودية لله بيضاء نقية.

    قولي لها: أنا في بلادي وشبابي ملكة للقلوب أنعم بزوجي وينعم بي، وإذا كبرت وذبلت فسيدة للمنزل لا يصدر أحد في البيت إلا عن أمري، يتسابق الجميع لإسعادي وكسب ودي، أما أنت ففي شبابك أسيرة للشهوة والمعامل والمصانع، خادمة في المطاعم والفنادق، حمالة في الأسواق والطرقات، سائقة للعربات والعجلات، وفي الشيخوخة فمكدودة منبوذة مهجورة!

    هكذا المرأة الغربية تبدو حرة وهي مقيدة، نعم والله لا أقول حُدِّثت بل رأيتها بأم عيني، تُرى معززة وهي مهانة، حتى قالت إحداهن: إن ثمن عنقود العنب في باريس يفوق ثمن امرأة.

    ذكر أحد الأدباء أنه كان يتكلم عن المرأة المسلمة في إحدى محاضراته في أمريكا ، وذكر فيها استقلال المرأة المسلمة في شئون المال وأنه لا ولاية عليها في مالها، وإن تزوجت كُلف زوجها بنفقتها، ولو كانت تملك الملايين ولو كان زوجها عاملاً لا يملك شيئاً، إلى غير ذلك مما نعرفه نحن كمسلمين ويجهلونه هم عنا، قال: فقامت سيدة أمريكية من الأديبات المشهورات وقالت: إذا كانت المرأة عندكم على ما تقول فخذوني أعيش عندكم ستة أشهر ثم اقتلوني.

    هكذا هن يتحسرن ويرغبن أن يعشن كما تعيشين. ففكري أختاه!!

    1.   

    فتك الفضائيات بعقول الفتيات

    هل تشاهدين القنوات الفضائية؟؟

    هذا سؤال من الأسئلة المطروحة في الاستبانة، وقد أجاب (63%) بـ(نعم) ويحرصن على مشاهدة الأفلام والمسلسلات والأغاني وأخبار الفن منهن (59%) و(12%) على كل شيء، أما نسبة اللاتي يحرصن على البرامج الثقافية فـ(6%) وعلى البرامج الدينية فـ(4%) وأما الأخبار والبرامج العلمية والثقافية والوثائقية (9%) ولعل هذه الأرقام تكشف لك أختي الفاضلة عن المصدر الأساسي لثقافة المرأة اليوم: الأفلام والأغاني وأخبار الفن.

    وأنا أسأل: أفكار ومفاهيم بالإضافة إلى أغاني ساقطة، وأفلام آثمة، وسهرات فاضحة، وقصص داعرة، وملابس خالعة، وعبارات مثيرة، وحركات فاجرة، كيف ستعيش زوجة؟! وكيف ستكون أماً؟! وهل تصلح مربية ومعلمة؟!

    دور الفضائيات في صناعة الأفكار والمفاهيم

    ولنا أن نتخيل أمهات ومعلمات وزوجات هن من تربية قنوات فضائية، إنها رحلة الخداع إلى دنيا الضياع، وأما المسلسلات المكسيكية المدبلجة والتي أقصر مسلسل فيها يزيد على (50) حلقة، فحدث ولا حرج عن دورها في ضياع الحياة وتمزيق الأسرة، فهي تقوم كل ليلة بغسيل المخ للكثير من بنات عقيدتنا.

    تقول مجلة تحت العشرين في عددها الرابع، قمنا بإجراء استبيان لتسعين فتاة تحت سن العشرين حول هذه المسلسلات وقد أظهرت نتائج هذه الاستبيان أن (70%) من الفتيات يحرصن على مشاهدتها يومياً، ولما سئلن عما يعجبهن في هذه المسلسلات؟! وجدنا أن القصة والحوار والأحداث، إلى جانب الأزياء التي ترتديها الممثلات هي أهم ما تعجب به الفتيات، وتراوحت نسبة الإعجاب بهذه الأشياء ما بين (75%) إلى (80%) انتهى الخبر من المجلة.

    وأقول: هذه المسلسلات تطبيع تدريجي تستمرئه العقول والأفكار على مدار الليالي والأيام، نعم. فهي مسلسلات مليئة بالخيانة، والتعري والخمور والاغتصاب والعنف، والعلاقات الجنسية فيها مباحة للجميع حتى بين المحارم كالأخ وأخته وزوجات الأصدقاء، وهي تؤكد أنه لا يمكن للمرأة أن تعيش بدون عشيق وصديق، وتعرض على الشاشات العربية على أنها عواطف ومشاعر وحب وإعجاب، وعلاقات ورغبات، حتى تثور براكين العواطف لدى الفتاة، وتتفجر الغرائز وتتصادم مع القيم العربية والآداب الإسلامية، فيجن جنون الفتاة وتعيش في صراع وقلق وأوهام اليقظة وأحلامها وربما تلعب بالنار، نعم. ربما تلعب بالنار لتحرق كل شيء بعد ذلك، إنه تدمير للقيم العربية والأخلاق الإسلامية.

    أختاه! وأنت تتحدثين مع الزميلات عن أحداث هذه المسلسلات والأفلام، هل نسيت أنها تتحدث عن واقع مجتمعاتهم الكافرة؟! وأنك مسلمة ذات أخلاق وآداب، هل سألت يوماً: لماذا تعرض هذه المسلسلات ولمصلحة من؟!

    فكري بعقلك لمصلحة من تعرض هذه المسلسلات كل ليلة وهي بعيدة كل البعد عن المجتمعات الإسلامية والعربية؟!

    مستنقعات ترسم لها زينة الجنات

    أختاه! لماذا النظر لنساء قذرات دنسات سيئات الأخلاق؟! لماذا لم نعد نفرق بين مسلمة وكافرة، وبين صالحة وفاسقة؟

    سبحان الله! الألبومات لكثير من الأخوات مليئة بالصور لكثير من الكافرين والكافرات، لماذا بعض الأخوات لم تعد تفرق بين الفضيلة والرذيلة؟! حتى تعلقت قلوب الكثير من الفتيات بما يعرض ويشاهد على الشاشات من مناظر الجمال والخضرة، ومشاهد الزينة والفتنة المزيفة بالمساحيق والمكايج؛ حتى اقتنع الكثير من الأخوات أن أولئك يعيشون في جنة الدنيا، وأنهم في غاية السعادة والأنس والانبساط، ونسينا أن اسم هذا تمثيل، وأنه فقط لبضع لحظات وقت الوقوف خلف الشاشات، وأنها أجساد تشترى، وصور تنتقى ببضع ريالات، فربما أعوزهم لهذا الفقر والحاجة أو فساد الدين والمعتقد.

    اسمعي إن كنت تعقلين.. كتبت إحدى الكاتبات في صحيفة الأيام في عددها (3300) تقول تحت عنوان: (جواري الفيديو كليب) فقالت: قرأت تحقيقاً مصوراً حول سوق لفتيات فيديو كليب، كان تحقيقاً مخزياً بمعني الكلمة، كان عبارة عن سوق للرقيق -سوق نخاسة- يمارسه البعض تحت اسم الفن والإعلام.. إلى أن قالت: فذكروا أن هناك أسعاراً متنوعة للفتيات، وهناك قوائم مصنفة للفتيات، وكتلوجات جاهزة للعرض، فالسمراء لها سعر، والشقراء لها سعر، والطول الفارع له سعر، والسن له سعر، ونسبة الجمال لها سعر، والجنسيات لها سعر، وإجادة الرقص لها سعر، وهناك فتيات رخيصات التكلفة للتصوير السريع، وللميزانية التي على قدر حالها.. كما تقول الصحيفة إلى آخر المقال.

    أرأيتِ أخيتي! إنه سوق لبيع الجواري، إنه امتهان واحتقار لكرامة المرأة، والأمثلة كثيرة والوقت يضيق، ولا أحب أن أوذي مشاعرك بكثرة الغثاء.

    فتنبهي أيتها الغافلة! أفيقي أيتها العاقلة! شتان بين الواقع والخيال، وبين الوهم والحقيقة، هل سألت نفسك بصدق: هل تلك النسوة اللاتي يعرضن أنفسهن بالليل والنهار على صفحات المجلات والشاشات، وهن يظهرن الأفخاذ والنحور ويبتسمن وكأنهن أسعد الخلق، هل هن في حياتهن بسعادة حقيقية ولا يعرفن المشاكل والهموم والأحزان؟!

    هيهات هيهات لو فطنتِ للحقيقة

    هي لو علمت ضحية لعصابة     ذهبت لجمع المال أسوأ مذهب

    هي صورة لمجلة هي لعبة     لعبت بها كف القصي المذنب

    هي لـوحة قد علقت في حائط     هي سلعة بيعت لكل مخرب

    هي شهوة وقتية لمسافر     هي آلة مصنوعة لمهرب

    هي رغبة في ليلة مأفونة     ترمى وراء الباب بعد تحبب

    هي دمية لمسابقات جمالهم     جلبت ولو عصت الهوى لم تجلب

    يا ربة البيت الكريم لواؤها     بالطهر مرفوعاً عظيم الموكب

    البيت مملكة الفتاة وحصنها     تحميه من لص العفاف الأجنبي

    لا تركني لقرار مؤتمر الهوى     فسجية الداعي سجية ثعلب

    لا تخدعنك لفظة معسولة     مزجت معانيها بسم العقرب

    فما بالك أخيتي تخدعين بمعسول الكلام، وتلهثين خلف وسائل الإعلام بدون عقل ولا تفكير؟! وأسمعك ترددين: هذه هي الحياة، أتمنى أن أسافر إلى كذا هكذا الدنيا وإلا فلا.. من يخرجني مما أنا فيه.. طفش وضيق... وغيرها من العبارات التي نسمعها من بعض الغافلات.

    إليك أختاه هذه الدراسة، فقد قامت مجلة ماريكير الفرنسية باستفتاء للفتيات الفرنسيات من جميع الأعمار والمستويات الاجتماعية والثقافية، شمل مليونين ونصف من الفتيات، عن رأيهن في الزواج من العرب ولزوم البيت؟!

    فكانت الإجابة المذهلة.. أجابت (90%) منهن بـ (نعم) للزواج من العرب ولزوم البيت، والأسباب كما قالتها النتيجة هي كالآتي:

    ملت المساواة مع الرجل.

    ملت حالة التوتر الدائم ليل نهار.

    ملت الاستيقاظ عند الفجر للجري وراء القطار.

    ملت الحياة الزوجية التي لا يرى الزوج زوجته فيها إلا عند النوم.

    ملت الحياة العائلية التي لا ترى الأم فيها أطفالها إلا حول مائدة الطعام.

    ولقد كان عنوان الاستفتاء: (وداعاً عصر الحرية، وأهلاً بعصر الحريم).

    يا ابنة الإسلام! هذه هي الفتاة التي تحلمين أن تكوني مثلها، هي تحلم أيضاً وتتمنى أن تكون مثلك، فأيكما على الحق؟!

    أخيتي أيتها الغالية! كوني عاقلة فطنة واعلمي أن ما أنت فيه من أمن وإيمان، ومال وخيرات حسان، وقرب من الوالدين والأهل والإخوان، وبيت وزوج وولد في المستقبل أو الآن، وستر وعفاف، ودين وأخلاق، وراحة واستقرار في هذه البلاد المباركة لهي أمنية، إي والله هي أمنية للكثيرين! هذا أولاً.

    وثانياً: هل نسيت أنك في الدنيا، وأنها مليئة بالهموم والآلام، وأنها حقيرة لا تساوي عند الله جناح بعوضة، هل نسيت أن هناك شيء اسمه الزهد والورع، وترك الشبهات فضلاً عن ترك المحرمات، وأن هناك آخرة وموت، وقبر وحسن أو سوء خاتمة، وجنة ونار، وجزاء وحساب.

    1.   

    تحذيرات قبل الانزلاق في الهاوية

    أخيتي! تمني ما شئت واعملي ما شئت، ولكن اعلمي أن الله يراك، وأن اللحظات معدودة والأنفاس محسوبة، والذي يذهب لا يرجع، ومطايا الليل والنهار بنا تسرع.

    اسألي نفسك ماذا قدمت لحياتك قبل أن يفاجأك الموت؟!

    وأنت أخيتي كيف تقضين يومك؟! أجاب على هذا السؤال (36%) أمام الدش والتلفاز والفيديو و(30%) في قراءة الكتب النافعة، و(21%) متابعة كل جديد، و(20%) بقراءة الصحف والمجلات وغيرها مما ذكر هناك.

    فأقول: اعلمي أختي أن النظر رائد الشهوة ورسولها، فلماذا أطلقت لبصرك العنان ينظر لكل شيء؟ أو ما علمت أن أخطر شيء على القلب إطلاق العنان للنظر؟! فالنظرة تجرح القلب جرحاً، وأكثر ما تدخل المعاصي على العبد من هذا الباب، والنظرة سهم مسموم من سهام إبليس، ألم تقرئي في القرآن قول ربك: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور:31] وكم استحل من الفروج والسبب إطلاق العنان للنظر إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً [الإسراء:36].

    فاتقي الله! اتقي الله في سمعك وبصرك، واشكري الله عليها، فهما نعمتان عظيمتان فربما ابتليت بفقدهما أو أحدهما.

    أسباب الانحراف عند الفتيات

    أجاب (37%) أن السبب الرئيس في انتشار مثل هذه الظواهر من المعاكسات، والإعجاب، والعشق، والتعلق: هو الفراغ العاطفي، وذكر (30%): إنه الجهل وعدم الخوف من الله، وقال (19%): إن السبب هي وسائل الإعلام، وقال (5%): انشغال الأهل عن المراقبة، وقال (4%): التقليد والشعور بالنقص.

    والفراغ أقسام أربعة: فراغ عاطفي، وزمني، وفكري، وروحي أو إيماني، وسأتحدث -بمشيئة الله- عنها وعن ظاهرة المعاكسات والتعلق والإعجاب، بالتفصيل في درس قادم بعنوان (عاطفة أم عاصفة).

    فالمعاكسات من نتائج الفراغ العاطفي والفراغ الإيماني -كما أسلفت- فهل هذه الظاهرة موجودة وبكثرة، أجاب (78%) بـ(نعم) و(21%) بلا أدري، وأجاب بلا أقل من (1%).

    مكالمة عفوية أصبحت قصة حب وهمية

    أيتها الفتاة! هل صحيح ما يدعيه بعض الشباب أن الهاتف يقول: هيت لك في كل لحظة، وأنك أنت التي تبدئين؟!! ولو لم تبدئي هل صحيح أنك مهما غضبت في المكالمة الأولى أو الثانية فإن بشاراً يقول لا تيأس؟!!

    أخيتي! لا تأمني على نفسك الفتنة مهما بلغت، فإن كانت النظرات سهماً من سهام إبليس فإن الكلمات من سهام شياطين الإنس.

    قالت وهي تذرف دموع الندم: كانت البداية مكالمة هاتفية عفوية، ثم تطورت إلى قصة حب وهمية، أوهمني أنه يحبني وسيتقدم لخطبتي، وطلب رؤيتي، وعندما رفضت هددني بالهجر، وبقطع العلاقة، فضعفت وأرسلت له صورتي مع رسالة وردية معطرة، وتوالت الرسائل، وطلب مني أن أخرج معه فرفضت بشدة، فهددني بالصور وبالرسائل المعطرة وبصوتي في الهاتف، وقد كان يسجله، فخرجت معه على أن أعود في أسرع وقت ممكن، لقد عدت ولكن وأنا أحمل العار.

    قلت له: الزواج.. الفضيحة. قال لي بكل احتقار وسخرية: إني لا أتزوج من فاجرة... إلى آخر كلامها.

    إيه أيتها الفتاة! إن من يمشي وراء قلبه يضله، فإذا لم يكن في قلبك خوف من الله فأين عقلك؟! فأنت تريدين أن تكوني زوجة وأماً وسيدة لبيت، فهل الطيش والعبث الذي تفعلينه الآن يؤهلك لهذا؟! أجزم بأن الإجابة لا؛ لأنه لا يمكن أن يرضى بك أحد وأنت على هذه الحال حتى هذا الذي يدعي محبتك، فهو أول من يحتقرك ويسخر بك، خاصة عندما يعلن البحث عن شريكة الحياة، فهو يعلم أنك لا تصلحين زوجة ولا أماً، وقد قالها أحدهم لما عرضت عليه الجمع بينه وبين محبوبة الهاتف في الحلال، أتعلمين ماذا قال؟!! اسمعي يا أختي! قالها بالحرف الواحد وبهذا اللفظ: (أعوذ بالله، والله لو تقولي لي بلاش)، وآخر قال لها لما عرضت عليه الزواج: أريدها عذراء العواطف وأنت لست كذلك، وكيف أثق بك وقد أخذت رقمك من الشارع؟ إلى هذا الحد فقط يريدونها بنتاً لهواه ومحطة مؤقتة لشهوته، فأين العقل؟!

    وهكذا هم الذئاب، يريدوها سافرة متبرجة خراجة ولاجة وقت نزواتهم وشهواتهم، وذات دين وخلق بل ومحافظة وقت جدهم وحياتهم، لسان حاله يقول: إنها تكلمني وتضحك معي، وربما تخرج معي وليس بيني وبينها أي رابط، فما الذي يضمن لي غداً ألا تكلم غيري وألا تخرج مع غيري؟ لا. فأنا ألهو معها اليوم، وغداً أظفر بذات الدين، ولن أخسر شيئاً كما قال أحدهم: ليس عندي أي استعداد للزواج من فتاة كنت أعاكسها؛ لأنني على يقين تام بأنها كما استجابت لي فقد سبق لها أن استجابت لغيري وستستجيب لآخر، فضلاً عن أني أحتقر كل فتاة تسمح لنفسها بالمعاكسة، وأنا أكلمها في الهاتف لأحقق غرضي ولكن في داخلي أنظر إليها بكل احتقار، ذكر ذلك في تحقيق لـمجلة الدعوة في العدد (1622).

    وقال شاب آخر بكل وقاحة: أنا شاب عمري (25سنة) بكل صراحة وأنت تقرأ ورقتي ولا تعرف اسمي، إن في المعاكسة بديل عن الزواج، أي بإمكاني أن أتزوج عشر فتيات من غير تكاليف. انتهى كلامه القبيح.

    وهذا شاب يستهزئ فيقول: إنه مرتبط بعلاقات مع نصف (درزن) فتيات.

    أسمعت أيتها المعاكِسة؟! أسمعت جيداً للذل الذي وصلت إليه؟ أترضين أن تكوني بعد هذا كله أداة لهو وعبث؟! أو من بنات الهوى لأمثال هؤلاء؟! اسأليه فقط بصدق: هل يرضى هذا لأخته؟!

    قال أحدهم: عندما أتخيل أن شقيقتي هي التي تقوم بذلك أشعر بأنني سأُجنَّ. انتهى كلامه.

    نداء إلى الفتيات المعاكسات الغافلات

    الغريب أن بعض المعاكسات تعرف أنه يخدعها ويكذب عليها؛ ولكنها تواصل العبث بالنار بحجة التسلية وإضاعة الوقت أو أنه سُعار الشهوة المحموم.

    تقول صاحبة الرسالة: في خمسة أشهر فقط عقدت صداقة وأقمت علاقة مع قرابة 16شاباً.. إلى آخر كلامها.

    ولها ولكل معاكِسة أقول: هبي أن الخوف من الله غاب، أو حتى الحياء والخوف من الناس غاب، وهبي أن الخوف من الفضيحة وعلى الشرف والمستقبل غاب أيضاً، كل هذه التضحيات من أجل ماذا؟! من أجل عبث وطيش، من أجل صديقة سوء، من أجل شهوة مؤقتة، أنتِ التي أوقعت نفسك فيها بالاستسلام لجميع وسائل الإباحية والشهوة من قنوات ومجلات وأفلام وصور وروايات، المهم الشهوة وتلبية رغبات النفس، المهم إعجاب الآخرين بي، إنه شعور بالنقص وعبادة للهوى حتى رضيت أن تكوني من بنات الهوى والمعاكسات، بل ربما وصل الأمر أن تكوني جارية كالمجاري، كل يقضي فيها وطره وشهوته أعزك الله.

    أيتها الغافلة! لماذا هذا التهور واللامبالاة؟! أهو الجهل وعدم العلم؟! أم هو عدم الخوف من الله وموت الضمير؟! أم هي المراهقة وخفة العقل وطيش الشباب؟ أم هو الشعور بالنقص وضعف الشخصية؟ أسألك: ألا تشعرين بالأسى وتأنيب الضمير؟! ألا تشعرين بالألم والحزن؟! اختفيت عن أعين الأبوين، فهل اختفيت عن عين الجبار الذي يغار؟! ألا تخافين من الله أن ينتقم من جرأتك عليه؟!

    عجباً لك أيتها المعاكِسة المشاكسة! كيف تجرأت على خيانة أبوين فاضلين سهرا وتعبا من أجلك ووثقا فيك؟!

    كيف تجرأت على خيانة زوج قرع الباب وأخذك بحق الله؟!

    كيف تغامرين بالعرض والشرف والذي هو ملك للأسرة كلها وليس لك وحدك؟! إنها أنانية.. إنها خيانة أن تفكري بنفسك فقط!

    يا محضن الآلام! رضعت صدر أم حنون لم تعرف إلا الستر والعفاف والحياء، فهل ترضين أن ترضعي طفلك الخيانة والتبرج والسفور؟!

    يا محضن الآلام! رضعت صدر أم لا يفتر لسانها من ذكر الله، ولا جسدها من ركوع وسجود، فهل ترضين أن ترضعي طفلك كلمات الغناء والمجون؟!

    الغناء وأثره في المعاكسات وإثارة العواطف

    من أكثر الأسباب المشجعة على المعاكسات وإثارة العواطف والتلاعب بالمشاعر: الغناء والطرب الذي أهلك الفتيات، ألم تسمعي أنه بريد الزنا وداع من دواعيه؟! لاسيما إذا صاحبته كلمات الحب والغرام وقد أجاب وللأسف: (67%) بأنهن يسمعن الغناء، واعترف بعضهن بأنه يورث العاطفة والغريزة والميل إلى الجنس الآخر، والتفكير بالعشق والهيام وأنه يشجع على المعاكسات، وقالت: (41%) أنهن يعلمن حرمة الغناء ويبتعدن عنه، وأما (57%) فيعلمن حرمته ويسمعنه، وماذا عساي أن أقول لمثل هؤلاء؟ ولكن اسمعي قول الحق عز وجل: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [الأنفال:22-24] فهل تستجيبين لله؟! وهل تسمعين وتطيعين ربك أم تطيعين هواك ورغباتك؟!

    وأخيراً في المعاكسات أقول: أيتها الفتاة! ليس حل المشاكل والهموم الاجتماعية هو الهروب إلى المعاكسات كما تقول كثير من الفتيات، والشكوى إلى الذئاب الحانية البشرية، فالذئب يأكل كل شاة صادها في خفية، والحل للمشاكل هو مواجهتها بشجاعة والاستعانة بالله ثم بمن تثقين فيها من الناصحات.

    خطورة اتباع الموضة في اللباس والشكل

    سؤال في الاستبانة يقول: هل تتتبعين الموضة في اللباس والشكل؟ فأجابت: (56%) بـ( نادراً) و(32%) بـ(نعم)، وبنحو (12%) بـ(لا).

    وكيف تعرف الفتاة الجديد في عالم الموضة؟! أجاب: (32%) عن طريق وسائل الإعلام، و(27%) عن طريق المناسبات، و(27%) عن طريق الزميلات، وذكرت أسباباً أخرى بنسب ضئيلة جداً كالسفر للخارج وما يستجد في السوق والابتكار والتصميم الذاتي وغيرها.

    وأنا أقول: الأناقة صفة جميلة في الفتاة، لكنها لا تعني التعدي على الآداب الإسلامية والقيم العربية الأصيلة، ولا تعني الغرور والعجب بالنفس واحتقار الآخرين، ولا تعني التقليد لكل جديد وتعطيل العقل وضياع الشخصية، لكن بحدود وضوابط ديننا وعقيدتنا، وأقول هذا وأؤكد عليه وخاصة حين أرى في الاستبانة ما يقرب من (48%) من فتيات الاستبانة تراعي العادات والتقاليد فقط، أو ما يتناسب مع حياتها وقدراتها فقط بدون أي مراعاة لضوابط الشريعة، بينما أجابت (52%) أنها تراعي ضوابط الشرع عند اتباعها للموضة.

    وتنبهي أخيتي لقضية ربما تغفل عنها الكثير من نسائنا اليوم وهي: أن اللباس له آداب وأحكام في الإسلام، فانظري مثلاً لكتاب اللباس في صحيح البخاري أو صحيح مسلم وغيرهما من كتب السنة، ارجعي إليها قبل أن تنظري لبرامج الموضة في القنوات، أو في مجلات الأزياء؛ لتعلمي كيف جاء الإسلام بأعظم الآداب والأحكام في اللباس، ليرفع من قيمتك ويحفظ حياءك وعفتك.

    إذاً: فأنت تنطلقين عن دين يأمرك بالستر والعفاف، ولا يمنعك من التجمل والاعتناء بالمظهر، أما الذين ينطلقون عن عبادة الدينار والدرهم والشهوات والجنس، ويسخرون بالمرأة فيتعاملون مع شعرها وجسدها وجفونها، بالأقمشة والألوان والأصباغ، وكأنها دمية تتقاذفها الأيدي حتى شكا القبح من قبح شكلها، ثم يدفعونها للجمهور لتعرض جنونهم وهوسهم أمام الأعين والشاشات، فالمرأة بالنسبة لهم مصدر ثراء وربح.

    أسألك بالله وبكل صدق وإخلاص: أليس هذا احتقار وإهانة للمرأة؟!

    لا تتعجلي الإجابة، فكري فأنت بنفسك الحكم، وأنا على يقين أن نداء الفطرة والعقل سينتصر في النهاية، ثم اسألي نفسك هل لك شخصية مستقلة؟ وهل لك عقل وهوية؟! لا تتعجبي من سؤالي، فكم تمارس بعض الأخوات قتل شخصيتها وتأجير عقلها وبيع هويتها بتفاهات لا قيمة لها.

    فماذا تقولين إذاً عن العشرات اللاتي يتهافتن وبجنون على ذلك الموديل، أو طريقة ذلك اللباس؟ لمجرد أن مطربة أو فنانة أو مذيعة لبست ذلك اللباس أو تلك الحركة، يقول الكثير من تجار الملابس: لا تتخيل حين تظهر إحدى المذيعات بأي فستان تجد الفتيات يتهافتن على المحل يسألن عن نفس الفستان، وإذا كان لدينا نفس الموديل نبيع كل الكمية في يوم واحد. انتهى من مجلة المنار الكويتية .

    بل إن من المضحك المبكي: أن نسمع من بعض تجار الملابس، أن بعض النساء يسألن وبإلحاح عن إحدى الملابس الداخلية لفنانة ما؛ لأنها ظهرت فيها بإحدى القنوات لتبرز مفاتنها، ولكثرة الطلب ارتفع سعر تلك القطعة إلى ثلاثة أضعاف قيمتها الأصلية!

    فنانة نسي المكابر أنهـا     كبهيمة جر البغاة خطامها

    مشوارها الفني رحلة عَزَّة     قد حكمت في عقلها أوهامها

    ما الفن إلا خطة مشئومة     نار يرى المستبصرون ضرامها

    أخيتي! إن الحديث عن عالم الموضات والملابس والإكسسوارات غريب وعجيب، والأغرب والأعجب خفة العقل والطيش، وتبذير الأموال وقلة الحياء لدى بعض النساء، ومن مختلف الأعمار والطبقات.

    ويعلم الله يأبى علي الحياء أن أذكر المواقف والأحداث التي سطرتها، أو حكتها بنات جنسك، أو أن أصف لك تلك الملابس العارية التي رأيتها بأم عيني، والخلاصة: من النقاب والبنطال والعباءة الفرنسية إلى اللثام، وكشف الوجه وإظهار الساقين والركبتين والكاب، والعباءة المطرزة والشفافة، إلى موضة اللف والغجري والثياب القصيرة والشفافة كالشيفون والدانتير والجوبير، والفتحات السفلية والعلوية والوسطى؛ لإظهار البطن والظهر أو الصدر، أو بدون أكمام، حتى أصبحت حفلات الأعراس وصالات الولائم والمناسبات والملاهي والتجمعات العائلية أماكن لعرض الأجساد العارية من قبل بعضهن، وإن كن قلة ممن بعن الحياء والدين، والمبادئ والعادات والتقاليد؛ لكنه مرة أخرى الشعور بالنقص والتقليد وضياع الشخصية وتعطيل العقل.

    مسكينة تلك الأخت! تظن أنها تخطف نظرات الإعجاب والإطراء من الحاضرات، وما عملت أنها نظرات الاحتقار والازدراء والشفقة على قلة العقل والإيمان، إنه لباس الشهرة الذي قال عنه الحبيب صلى الله عليه وسلم (من لبس ثوب شهرة ألبسه الله إياه يوم القيامة ثم ألهب بالنار) كما في السنن لـأبي داود وهو صحيح.

    ولم يقف العبث والجنون عند الملابس والإكسسوارات، بل تعداه إلى الصفات الخلقية، فقد قيل لي -ولعله ليس صحيحاً- عن تلك التي تحلق الحاجبين وتضع مكانه خطاً بالقلم الأسود، وتأخذ من رموشها لتضع الرموش الصناعية، وتضر عينيها من أجل العدسات الملونة، وتقص أظافرها لتضع أظفاراً صناعية، أو تقص شعر رأسها لتصله بعد ذلك بشعر مستعار، أو تقشر جلد وجهها ليكون أبيضاً ناصعاً، أسمعُ هذا القول مبهوتاً، فإن كان حقاً ما يقولونه كله أو بعضه فرحمة الله عليك!

    أخيتي أهذا صحيح؟!

    أيعقل هذا؟!

    ما رأيك.. هل أتركه بدون تعليق، أم أعلق وماذا سأقول؟!

    أظافر صناعية، شعر مستعار، رموش صناعية، عدسات لاصقة ملونة، وعمليات لتضخيم الشفاه، ورسم الحواجب، تكبير أو تصغير للصدر، وَشْمٌ وعمل حبة الخال، عمليات تجميل لا نهاية لها، أهو تجميل أم تزييف؟! أهو فن وذوق أم كذب وحمق؟ أهو انتكاس في الفطرة أو تبديل لخلق الله؟ أهو خفة في العقل أم تقليد أعمى؟

    لقد حكاها القرآن نعم وربي! لقد حكاها القرآن على لسان إبليس فقال: وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ [النساء:119] ولعنهن الله، فقال على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله) كما في صحيح البخاري ومسلم .

    ويلعن الحبيب صلى الله عليه وسلم (القاشرة والمقشورة والواصلة والموصولة) كما في المسند لـأحمد ، والقاشرة هي: التي تقشر وجهها أو وجه غيرها ليصفو لونها، واسمعيها أختي -وبدون مجاملة- إن من ينظر إليك بهذا الشكل الغريب عن طبيعتك يسخر بك ويزدريك، لقد أصبحت أضحوكة للحاضرات دون أن تشعرين، إنها الحيرة والازدواجية والتردد وضياع الهوية لدى الكثير من بنات المسلمين.

    من أين هذا الزي ما عرفت     أرض الحجاز ولا رأت نجد

    هذا التبذل يا محدثتي     سهم من الإلحاد مرتد

    ضدان يا أختاه ما اجتمعا     دين الهدى والفسق والصد

    والله ما أزرى بأمتنا     إلا ازدواج ما له حد

    1.   

    الحجاب بين الواقع والمأمول

    أما الحجاب فإنه العبادة العظيمة، ونهر الحسنات الجاري ما تمسكت به الجواري، عزنا وفخرنا نحن المسلمين رجالاً ونساءً، أما الحجاب الذي نزل به الأمر من السماء فشرق به الأعداء، وغص به السفهاء، السلاح الذي هز الأرض وأرعب الغرب، أما الحجاب الذي جعل المرأة درة مصونة وجوهرة مكنونة، حتى جن جنون أهل النظرات الجائعة للظفر بنظرة ولو لبنان تلك اللؤلوة الثمينة.. الحجاب القضية الكبرى والمسألة العظمى التي جهلها بعض النساء، فظنت أن الأمر لباس يلبس، وأن لها الحرية في اختيار شكله! أو لها الحرية في نزعه! وغفلت أو تغافلت عن: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59]، ونسيت أو تناست وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ [النور:31] ثم عدد المحارم لها.

    نساء السلف وحالهن مع الحجاب

    هل سمعت لـعائشة رضي الله عنها وهي تقول: [رحم الله نساء المهاجرين الأول لما نزل: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [النور:31] شققن أزرهن فاختمرن بها] كما في صحيح البخاري ، وهل جهلت أو تجاهلت قول عائشة : [كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه] كما في مسند أحمد وأبي داود وابن ماجة ، وقول فاطمة بنت المنذر : [كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق ] كما في الموطأ لـمالك ، هل قرأت أو تعاميت عن قول ابن عباس وعبيدة السلماني رضي الله عنهما: [أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة] انتهى كلامهما من تفسير الطبري .

    إنها الدلائل البينات والبراهين الواضحات للمسلمات العاقلات اللاتي رضين بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، أما التي في قلبها مرض فقد أغلقت قلبها وسمعها عن نداء الكتاب والسنة (لقد تركت فيكم أمرين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي؛ كتاب الله وسنتي) كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو على فراش الموت!

    أيها الغيد! إنه الحجاب الأمر السماوي نزل من السماء وليس من فرنسا ، عز وفخر لكل مسلم ومسلمة، إنه الإسلام الذي لا يتغير بتغير الحدود، ولا يهتز بركوب طائرة اتجهت للغرب أو للشرق، مسكينة تلك التي في الطائرة ركبت، وحجابها نزعت، وعن شعر رأسها حسرت، إنها الحضارة والتطور زعمت، وهي ليست بالطائرة فقط بل أصبحنا نراها وللأسف في الأسواق والمناسبات وإن كانت نشازاً.

    توجيهات للمرأة المسلمة بشأن الحجاب

    أختاه! من قال لك إنك لن تبلغي قمة المجد، ولن ترقي سلم الحضارة، ولن تحققي السعادة حتى تخوني الحجاب، وتكسرين الباب، وتصرخين ها أنا يا شباب؟!

    أختاه! من كان يعبد الله فإن الله معه في كل مكان يراه ويطلع عليه، ومن كان يعبد البلاد والعادات فهو التردد والحيرة وعدم الثبات.

    أختاه وبكل صراحة! هل نريد شرع الله أم نريد اتباع أهوائنا؟ فقط تأملي في فتاة تضع على رأسها منديلاً فتهتز أكبر دولة في أوروبا ، ألا تهزك هذه الحادثة؟! ألا تؤثر فيك؟ فقط تأملي فتاة صغيرة تمشي في وسط شوارع لندن بحجابها بكل ثقة وفخر. ألا يدعوك هذا لتصحيح المفاهيم، وإعادة النظر في حياتك؟!

    يا شعري ليلانا خرجت     كاشفة اللبة والنحر

    قصت بالوهم ظفائرها     وانطلقت كالهائم تجري

    بسمتها الـصفراء بيان     عن قبح البسمات الصفر

    ليلانا ما عادت ترضـى     أن تلحق بذوات الخدر

    ليلانا باعت طرحتهـا     في سوق الوهم بلا سعر

    غايتها أن تصبح وجهاً     مصبوغاً يصلح للنشر

    تركت شاطئها وانطلقت     لعبور البحر بلا جسر

    ألقت في البحر قلائدها     وانتظرت عالمها السحري

    أيتها المرأة! ماذا يعني لك الحجاب؟ أُسرُّ وأفرح -يعلم الله- كثيراً عندما أجاب (94%) من فتيات الاستبانة أنه عقيدة ودين، و(85%) يرفضن تماماً دخول الموضة في شكل الحجاب، و(18%) ينتقدن دخول الموضة في شكل الحجاب، ويراه حرية شخصية نحو (20%)، و(5%) يرين أن الحجاب لا علاقة له بالدين وإنما هو من العادات والتقاليد، وقال: (2%) أنهن يشعرن بالضيق معه، وكما أننا نفرح ونسر بتمسك الكثير من أخواتنا بالحجاب، وعدم المساومة عليه بحال من الأحوال، فإننا نحزن ونخاف ونحن نرى الحال الذي وصل إليه تخريق وتمييع الحجاب باسم الموضة والموديل.

    متى تفهمين أيتها العفيفة أنها معركة الحجاب؟! هدفهم نزعه وإحراقه كما قال الصليبي غلادستون : لن يستقيم حال الشرق ما لم يرفع الحجاب من وجه المرأة ويغطى به القرآن.

    ألا تثير فيك هذه الكلمات مشاعر التحدي والمسئولية؟ ألا تحرك فيك العزة والفخر بالعقيدة الإسلامية؟

    ها هي البداية في تمييع الحجاب كلبس الحرير والرقيق والشفاف، والمزركش والملون ثم رفع النقاب واللثام، وعندها فقط يرفعون راية الانتصار، فهل تكوني أنت الجندي الجبان وبوابة الهزيمة؟! أبداً. فثقتي فيك أكبر.

    يـا أخت فاطمة وبنت خديجة     ووريثة الخلق الكريم الطيب

    إن العفاف هو السماء فحـلقي     وبطيب أخلاق الكرام تطيب

    فكوني شجاعة وقوليها بصراحة: حجابي عبادة أتقرب به إلى ربي، وهذه العبادة لها شروط: أن يكون ساتراً واسعاً متيناً، ليس فيه زينة ولا طيب ولا يشبه لباس الرجال، أو الكفار أو لباس شهرة، وإنما لباس ستر وعفاف، هذه شروط الحجاب الشرعي، والأدلة على هذا متظافرة في الكتاب والسنة، ليس هذا مقامها وهي في مظانها معلومة، والكلام عن الحجاب ولباس المرأة وعالم الموضات يطول، وحسبي ما ذكرت هنا للعاقلات.

    1.   

    ثالوث السعادة بين الوهم والحقيقة

    يتوهم الكثير من الناس أن السعادة في (المال والشهرة والجمال) ثالوث السعادة -كما يقال- فاندفعن الكثير من الفتيات وراء بريقه وتسعى وراء تحقيقه، وربما غرها حصول الكثير من الشهيرات الجميلات الغنيات على هذا الثالوث، لكن هل وجدن السعادة الحقيقة؟!

    أيتها الفتاة! اسمعي الإجابة منهن نطقنها بألسنتهن وكتبنها بأيديهن، فهذه إحداهن كتبت رسالتها، من هي؟!! إنها مارلين مونرو ، امرأة وصلت لحد الشهرة العالمية، اسمعيها في النهاية تقول: (احذري المجد، احذري كل من يخدعك بالأضواء، إني أتعس امرأة على هذه الأرض، لم أستطع أن أكون أماً، إني امرأة أفضل البيت والحياة العائلية على كل شيء، إن سعادة المرأة في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة، بل إن هذه الحياة لهي رمز سعادة المرأة... إلى آخر كلامها.

    أخيتي! كوني فتاة عاقلة، استفيدي من تجارب الآخرين، اسمعي لأقوال بعض الفنانات التائبات، فهذه تقول: لأول مرة أذوق طعم النوم، قريرة العين، مطمئنة البال، مرتاحة الضمير.

    وتلك تقول: لم أكن أحيا قبل أن يهديني الله، لقد عرفت الحياة الحقيقية بعد الهداية!

    وثالثة تقول: ما أحلى حلاوة الإيمان، وعلى من تذوقتها أن تدل الناس عليها، أشعر الآن بالأمان الحقيقي في ظل الإيمان!

    هؤلاء الممثلات وصلن للشهرة والمال وما تحلم به كثير من الفتيات، فهل وجدن السعادة؟! وهل وجدن الرضى والطمأنينة؟! أبداً والله، إلا بالإيمان حياة الروح وروح الحياة.

    أيتها الأمل! إن السعادة أمامك وأنت تبحثين عنها، وطريقها سهل واضح لصاحبة الهمة والعزيمة، إنها في القرآن، ألم تقرئي في القرآن: مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97].

    فالسعادة ليست بالمال والشهرة والسفر والطرب، إن الحياة الطيبة في الإيمان والعمل الصالح، هكذا أخبر الرحمن في القرآن.

    أيتها الأمل! إن من أعظم أسباب السعادة: المحافظة على الصلاة؛ لأنها صلة بين العبد وربه، وحال الفتاة مع الصلاة حال يرثى لها ليس بتركها، فقد أجاب (91%) أنهن من المحافظات على الصلاة -والحمد لله- ولكن بإهمالها وتأخيرها عن وقتها ونقرها كنقر الغراب وعدم الطمأنينة فيها، وهذه كلها من أسباب ردها وعدم قبولها، فقد تقدمين على الله وليس لك منها ركعة، ومتى تشعرين بقيمة الصلاة وأهميتها لحياتنا؟ فأنت تعلمين أنك ضعيفة وعرضة للأمراض والعاهات، وتحتاجين ولا شك لخالقك أن يحفظك ويشفيك ويوفقك، وأنت تبحثين أيضاً عن السعادة والراحة النفسية وتشترينها بمال الدنيا كلها.

    ولو ألقيت نظرة على العيادات النفسية وأماكن قراءة الرقى الشرعية؛ لوجدت عجباً من حالات الاكتئاب والضيق والهموم والغموم.

    النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (الصلاة نور) فهي نور للقلوب والوجوه والله تعالى يقول وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه:124] فهل بعد هذا كله نقطع الصلة بصلاتنا، أو نتهاون فيها وهي مصدر سعادتنا في الدنيا والآخرة؟!

    اسألي نفسك أخيتي! كم هي الصلوات التي خشع فيها قلبك له؟!! كم دمعت فيها عيناك خوفاً من الله؟! وكم هي اللحظات التي اقشعر فيها جلدك من خشية الله؟! إنها الصلاة مفتاح السعادة من حافظ عليها فهو على خير مهما وقع منه.

    آه من قسوة قلوبنا ويا لله ما أشد غفلتنا! وإلا فكم قد سمعنا عن تلك التي اشتعل عليها قبرها ناراً! والتي انقلب بياضها سواداً! والتي جحظت عيناها ونتنت ريحها وثقلت جثتها! وهذه كلها صور لسوء الخاتمة لمن تهاونت بالصلاة وأخرتها عن وقتها، فكيف حال من تركها، نسأل الله العفو والمغفرة وحسن الخاتمة.

    1.   

    صديقات الشر والسوء

    أعتذر إليك أيتها العفيفة! فما قادني لهذا العنوان إلا ما نسمعه عن بعض الصديقات مع الزميلة، فهي تدلها كل صباح على كل شر، فمرة خذي هذا الرقم وجربي، ولا تكوني معقدة ومتخلفة، وهي مجرد تسلية، ومرة انظري لصورة هذا الشاب، كم هو جميل، هل تحبين أن تكلميه؟ ثم بعدها: هل تحبين أن تقابليه؟ ومرة خذي هذه الهدية، شريط غناء أو فيلماً أو مجلةً ساقطة، ومرة دعوة على مأدبة الدش الفاضح، أو التسكع في الأسواق، أو استراحة الراقصة، أو مناسبة آثمة... وهكذا.

    هكذا انتهت الدلالة على الفساد بوسائله، علمت أو لم تعلمي، أصبحت مفتاحاً للشر، هي مفتاح للشر كل يوم وكل صباح وربما في محاضن التعليم وللأسف.

    عجباً لك يا ابنة الإسلام! كيف تستخدمين صلة العلم التي هي أشرف الصلات وأكرمها في المدارس والكليات لتبادل الأرقام والأفلام؟! كيف تجرأت على القلم الذي هو أفضل أداة للخير، وأعظم وسيلة للفضيلة، وواسطة للآداب والكمال، فخططت به الأرقام ورسائل الحب والغرام ونشر الحرام؟! ألم تسمعي للحبيب صلى الله عليه وسلم يقول (ويل لمن كان مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير).

    فيا ويلك من الله! هل تستطيعين أن تتحملي وزرك لوحدك يوم حملت أوزار الأخريات؟!

    أنا على يقين أنك لم تقفي وتفكري بقول الله تعالى: لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ [النحل:25].

    اسألي نفسك الآن: كم فتاة كنت السبب في دلالتها على الضلال؟ فبادري بالتوبة واستغفري وكفري بالدلالة على الخير ووسائله، والتحذير من الشر وأبوابه قبل فوات الأوان، فيكفيك ذنبك وضعفك.

    أيتها الفتاة الطيبة! فتشي في صداقاتك، واحذري رفيقات السوء، فإنهن لا يقر لهن قرار، ولا يهدأ لهن بال، حتى تكوني مثلهن وأداة طيعة في أيديهن، إما لكراهيتهن امتيازك عنهن بالخير، وإما حسداً لك، فإن الله تعالى أخبر عن المنافقين فقال: وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً [النساء:89] وقال عثمان رضي الله عنه: [ودت الزانية لو زنا النساء كلهن].

    فإياك وقطاع الطريق إلى الآخرة اللاتي يصددن عن ذكر الله كما قال الله: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً [الكهف:28].

    اعلمي أخيتي! أن رفقة السوء بداية كل شر، وهي النقطة الأولى للانحراف والضياع، فكم من الفتيات هلكن بسببهن، وكانت النهاية فضائح وسجون، وهل ينفع حينها الندم؟! بل هل ينفع الندم يوم القيامة عندما تقولين: يَا وَيْلَتِى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً [الفرقان:28] لماذا وهي صاحبة الشِلل والجلسات؟! لماذا وهي صاحبة المرح والمزاح؟!

    فتأتي الإجابة: لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً [الفرقان:29] نعم. لأنها ما أعانتني يوماً على ذكر الله، بل كلما انتبهت أو تذكرت، أو نصحني ناصح سخرت مني واستهزأت، نسأل الله أن يحفظ بنات المسلمين أجمعين.

    أيتها الأخوات أبشركن أن: (85%) من فتيات الاستبانة قلن: نعم نفكر في طريق الاستقامة، وذكر (11%) أنهن مترددات، ولم يقل (لا) سوى (4%)، وقال (82%) بأن الشخصية المستقيمة ممتازة، وأتمنى أن أكون مثلها.

    فأقول: لم لا تتحول الأمنية إلى حقيقة؟ ما الفرق بينك وبين تلك المستقيمة؟ إلى متى وأنتن تحرمن أنفسكن السعادة والراحـة؟ ما الذي يمنعكن من الاستقامة.

    أجاب (60%) هوى في النفس، و(11%) البيت والأسرة، و(10%) الصديقات وغيرها من الأسباب.

    وأقول: كل هذه الأسباب هي كبيت العنكبوت أمام الهمة والعزيمة الصادقة.

    1.   

    دعوة لمراجعة النفس ومحاسبتها

    أخيتي! استعيني بالله ثم بصحبة الصالحات، واصدقي مع الله وألحي عليه بالدعاء، ومن يحول بينك وبين التوبة بعد ذلك.

    اعلمي أن أعظم دلالات صدق التوبة الندم، إي والله الندم الذي يجعل القلب منكسراً أمام الله وجلاً من عذاب الله، هل سمعت يا أختاه قصة الغامدية العجيبة؟

    أصلها في صحيح مسلم ، فاسمعي لهذه المرأة المؤمنة، لقد زنت، نعم. أخطأت وغفلت عن رقابة الله للحظات، لكن حرارة الإيمان وخوفها من الرحمن أشعلت قلبها، وأقضت مضجعها، فلم يهدأ بالها ولم يقر قرارها.

    عصيت ربي وهو يراني      كيف ألقاه وقد نهاني

    وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32].

    حَرُّ المعصية تأجج ناراً في قلبهـا     وأقلقها كبر الكبيرة في عينها

    وقبح الفاحشة يستعر في صدرها حتى لم تقنع بالتوبة بينها وبين ربها، فقالت: أصبت حداً فطهرني عجباً لها ولشأنها هي محصنة، وتعلم أن الرجم بالحجارة حتى الموت هو حدها، فينصرف عنها الحبيب صلى الله عليه وسلم يمنة ويسرة ويردها، وفي الغد تأتي لتقدم له الدليل على فعلها، لم تردني؟! لعلك أن تردني كما رددت ماعزاً!؟ فو الله إني لحبلى من الزنا، فقال لها: اذهبي حتى تلدي، فيا عجباً لأمرها، تمضي الشهور والشهور ولم تخمد النار في قلبها فأتت بالصبي في خرقة تتعجل أمرها، ها قد ولدته فطهرني، عجباً لها، قال: اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه، واهاً لها سنة! سنتان! ولم يطفأ حرها، فلما فطمته أتت بالصبي وفي يده كسرة خبز دليلاً لها، وقالت: قد فطمته، وأكل الطعام برهانها، فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين، ثم أمر بها، فحفر لها إلى صدرها وأمر الناس برجمها، فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها، فتنضح الدم على وجه خالد فسبها، فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبه إياها، فقال: (مهلاً يا خالد، فو الذي نفسي بيده! لقد تابت توبة لو تم قسمها على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم) ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت أفلا نعجب من حالها حولين كاملين وحرارة المعصية تلسع فؤادها وتحرق قلبها، وتعذب ضميرها، فهنيئاً لها إنه الخوف من ربها.

    من لم يبت والحب حشو فـؤاده     لم يدر كيف تفتت الأكباد

    إنها قصة عجيبة تعلمنا أن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، لكنها التوبة الصادقة من القلب الصادق.

    وأنت أخيتي مسلمة عربية لك عادات وتقاليد ومن مجتمعات محافظة، فمهما حاولت التمرد على كل هذا، نعم مهما ابتعدت، حتى ولو تركت الصلاة، حتى لو أفطرت في نهار رمضان، ولو خلعتِ جلباب الحياء والعفة، ولو استرجلت، فإنك أبداً لا يمكن أن تقتلي بذرة الخير في نفسك، فهي تنازعك وسيبقى نداء الفطرة يناديك من أعماق النفس، وستبقى بذرة الأنوثة برقتها وطيبتها.

    فكم من فتاة طيبة القلب فيها حب لله ولرسوله، نشأت في أسرة صالحة وبين أبوين صالحين، لكن بريق الدنيا وزيف الفن والغناء والطرب والتحضر والموضات أخذها بعيداً عن ربها ودينها؟! إن في الدنيا فتناً كثيرة تعصف بقلوب فتياتنا، تلك القلوب البريئة البيضاء، فكم في قلوب بناتنا من الخير، وها هي تمد يدها وتصرخ بفيها فمن يأخذ بيدها؟! إلى من تلجأ؟! وأين تذهب؟!

    أخيتي! ليس لك إلا هو، نعم. والله ليس لك إلا الله، إنه الله الرحيم اللطيف، إنه السد المنيع حصن الإيمان والأخلاق فقوليها ولا تترددي: ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ) قوليها من قلب تراكمت عليه الهموم والغموم ( اللهم إني ظلمت نفسي كثيراً فإن لم تغفر لي وترحمني لأكونن من الخاسرين ) قوليها بصدق لتنظفي عنه ظلم المعاصي والغفلة، فقد أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم بقوله: (إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، وإن زاد زادت حتى يعلو قلبه ذلك الران الذي ذكر الله عز وجل في القرآن: كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [المطففين:14]).

    فهل تغسلين عن قلبك هذا الران، لتذوقي بصدق صفاء الإيمان والحب الحقيقي للرحمن، أم أنك تترددين وتضعفين من أجل نزوة وشهوة؟!

    لا لا أخالك تفعلين وبين جنبيك     اعتراف مقصر متندم

    فلأنت أسمى من سفـاسف نزوة     ولك المكانة بين تلك الأنجم

    ولأنت أكبر من غواية حـاسد     يرميك في نزق فيدميك الرمي

    فتفطني للمكر كي لا تقرعي     في الناس كالكسعي سن تندم

    وتسنمي عرش العفاف فإنه     عز به تحلو الحياة وتسلمي

    أختاه قولي لنفسك حدثيها وحاسبيها وصدقيها:

    يا نفس ويحك قد أتاك هداك     أجيبي فداعي الحق قد ناداك

    كم قد دعيت إلى الرشاد فتعرضي     وأجبت داعي الغي حين دعاك

    قولي لها يا نفس إلى متى؟ أما آن لك أن ترعوي؟ أما آن لك أن تنزجري؟ أما تخافين من الموت فهو يأتي بغتة؟ أما تخشين من المرض فالنفس تذهب فلتة؟

    أختاه أخبريني! لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك، أكان يسرك حالك وما أنت عليه؟!

    أختاه! كيف بك لو نزل بجسمك عاهة، فغيرت جمالك وبهجتك؟!

    أختاه! إن للموت سكرات، وللقبر ظلمات، وللنار زفرات، فاسألي نفسك ماذا أعددت لها؟!!

    أختاه! إنها الحقيقة لا مفر منها فإن الله يقول: (وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا [القصص:77] فلماذا أصبح نصيبك أنت كله للدنيا؟! لماذا نسيت الآخرة؟!! لماذا نسيت الجنة وما فيها من نعيم وخضرة، وأنهار وقصور وجمال وخمر، وغناء وفيها مالا يخطر على القلب؟!!

    أخيتي الغالية! الهوى يقسي القلب، فكرري المحاولات، أكثري الاستغفار والتوبة، حاولي جاهدي واصبري ولا تيأسي ولا تستعجلي النتائج، فإن لهذه المحاولات المتكررة آثار ستجدينها ولو بعد حين.

    أخيتي الغالية! أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ [الحديد:16] قولي: بلى والله لقد آن، قولي: كفاني ذنوباً وعصيان، قوليها قبل فوات الأوان، فرغي قلبك من الشهوات وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً [النساء:27-28].

    انتصري على نفسك الضعيفة، ولا تستجيبي لدعاة الرذيلة، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم ، ارجعي إلى قلبك، توبي إليه، انهضي فتوضئي وصلي ركعتين، ابكي على ذنوبك وتقصيرك في حق ربك، اسمعي للبشارة من الغفور الرحيم: إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان:70] ما أعظمها من بشارة، كل الذنوب تبدل حسنات، فما الذي تنتظرين؟!

    فهيا أبدلي الانحراف بالاستقامة، والأغاني بالذكر والتسبيح، وسارعي لحلق القرآن، وانكسري بين يدي الله، وأظهري له الذل والخضوع وانثري له الدموع، رددي وقولي:

    يا إلهي يا إلهي جاء بي حر ذنوبي

    جاء بي خوف مصيري

    ساقني يا رب تأنيب ضميري

    ألهبت قلبي سياط الخوف من يوم رهيب

    كادتا عيناي أن تبيض من فرط نحيبي

    آه يا مولاي ما أعظم حوبي

    يا إلهي أنا سافرت مع الشيطان في كل الدروب

    غير درب الحق ما سافرت فيه

    كان إبليس معي في درب تيه

    يجتبيني وأنا يا لغبائي أجتبيه

    كان للشيطان من حولي جند خدعوني غرروا بي

    وإذا فكرت في التوبة قالوا لا تتوبي

    ربنا رب قلوبي

    آه يا مولاي ما أعظم حوبي

    غرني يا رب مالي وجمالي وفراغي وشبابي

    زين الفجار لي حرق حجابي

    يا لحمقي كيف قصرت ومزقت ثيابي؟!

    أين عقلي حينما فتحت للموضة شباكي وبابي؟!

    أنا ما فكرت في أخذ كتابي بيميني أو شمالي

    أنا ما فكرت في كي جباه وجنوب

    آه يا مولاي ما أعظم حوبي

    يا إلهي أنا ما فكرت في يوم الحساب

    حينما قدمني إبليس شاة للذئاب

    يا لجهلي كيف أقدمت على قتل حيائي؟!

    وأنا أمقت قتل الأبرياء

    يا إلهي أنت من يعلم دائي ودوائي

    يا إلهي اهد من سهل لي مشوار غيي

    فلقد حيرني أمر وليي

    أغبي ساذج أم متغابي

    لم يكن يسأل عن سر غيابي

    عن مجيئي وذهابي

    لم يكن يعنيهما نوع حجابي

    كان معنياً بتوفير طعامي وشرابي

    يا إلهي جئت كي أعلن ذلي واعترافي

    أنا ألغيت زوايا انحرافي

    وتشبثت بطهري وعفافي

    أنا لن أمشي بعد اليوم في درب الرذيلة

    جرب الفجار كي يردونني كل وسيلة

    دبروا لي ألف حيلة

    فليعدوا لقتالي ما استطاعوا فأمانيهم بقتلي مستحيلة

    يا إلهي يا مجيب الدعوات

    يا مقيل العثرات

    اعف عني فأنا عاهدت عهد المؤمنات

    أن تراني بين تسبيح وصوم وصلاة

    أيتها الفتاة! وبعد هذا كله كوني شجاعة واتخذي القرار ولا تترددي، كوني ممن وصفهن الله فقال: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ [النساء:34] احفظ الله يحفظك.

    وفي النهاية أعتذر إليك أيتها الفتاة! فربما قسوت عليك؛ ولكنها الغيرة والشفقة، ووالله لو كنت أملك الهداية والسعادة لبذلتها لك، لكنها الكلمة الطيبة والنصح الصادق، ففي القلب شفقة، وفي صدري حرقة، فمن يناديك مناداتي، ومن يناجيك مناجاتي، فهل تستمعين وتستجيبين؟ وإلا اللهم فاشهد وأنت خير الشاهدين!

    وبعد الألم يحدونا الأمل، فها نحن نرى كوكبة من فتياتنا في عمر الورود، يبذرن بين الزميلات بذرة الخير، ويزرعن فيهن الصلاح.

    فجر تدفق من سيحبس نوره     أرني يداً سدت علينا المشرق

    ولي معهن حديث خاص قادم -بمشيئة الله- بعنوان: (وأنت أيتها الأمل) أما ما تقدم فهي كلمات لجميع الفتيات، وخاصة أولئك اللآتي ظلمن أنفسهن وأسرفن عليها بالمعاصي والذنوب، فإن أصبت فيها فذلك من فضل الله ومنته عليّ، فله الحمد وله الشكر، وإن أخطأت فيها أو في شيء منها فمن نفسي والشيطان، وأعلن الرجوع عنها تائباً ومستغفراً ربي غافر الذنب وقابل التوب لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، اللهم رد نساءنا إليك رداً جميلاً، اللهم رد فتياتنا إليك رداً جميلاً، اللهم خذ بأيديهن إلى الحق، اللهم اغفر لهن ذنوبهن واستر عيوبهن وطهر قلوبهن.

    اللهم احفظ الإسلام والمسلمين، وعليك بأعداء الدين وانصر عبادك الصالحين، ووفق ولاة أمور المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين.

    اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحبه وترضاه وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم احفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين بالأمن والإيمان، واجمع كلمتهم على التوحيد والقرآن.

    سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على هديهم إلى يوم الدين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    755987444