إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب [106]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    الإخلال بشيء من أركان الحج وما يلزم فيه

    السؤال: ما حكم من أخل بشيء من أركان الحج وما هي أركانه وفقكم الله؟

    الجواب: إذا أخل بشيء من أركان الحج فإما أن يكون ذلك لحصر أو لغير حصر، ومعنى الحصر: أن يمنع الإنسان مانع لا يتمكن به من إتمام حجه، فإن كان بحصر فإنه يتحلل من هذا ويذبح هديه إن تيسر، ويحلق وينتهي نسكه، ثم عليه إعادة الحج من جديد في العام القادم إذا كان لم يؤدِ الفريضة، فإن كان قد أدى الفريضة فالصحيح أنه لا تجب عليه الإعادة؛ لأن هذا من وجوب الإتمام ولم يتمكن منه بهذا الحصر الذي حصل له، والواجب يسقط مع العجز عنه، وأما إذا كان لم يؤدِ الفريضة فإن الفريضة لا تزال في ذمته ويجب عليه أن يؤديها، هذا إذا كان بحصر؛ لقوله تعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ [البقرة:196] ، وأما إذا كان بغير حصر بمعنى: أنه تركه لغير عذر مانع منه فإن كان ذلك هو الوقوف بعرفة فإن حجه لا يصح ولا يتم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( الحج عرفة)، وإن كان طوافاً أو سعياً -والطواف والسعي من أركان الحج- وجب عليه فعلهما، ولو كان في بلده فإنه يجب أن يرجع ويطوف ويسعى لإتمام أركان نسكه.

    1.   

    حكم من نام خارج منى أيام التشريق

    السؤال: ما الذي يلزم من أخذه النوم خارج منى ولم يستيقظ إلا بعد طلوع الشمس؟

    الجواب: إذا كان ذلك بغير تفريط منه فإنه لا شيء عليه، وإن كان هذا بتفريط منه فإنه يجب عليه عند جمهور أهل العلم الفدية يذبحها في مكة ويفرقها على الفقراء؛ لأن ترك هذا الواجب غير معذور، فوجب عليه الفدية لتجبر ما حصل من نقص وخلل.

    1.   

    دعاء من أراد دخول البيت الحرام

    السؤال: خصوصاً ونحن حججنا نريد أن نعرف ما الذي ينبغي للمسلم أن يقوله عندما يريد الدخول إلى بيت الله الحرام أو في أي بيت من بيوت الله؟

    الجواب: إذا دخل المسجد الحرام أو غيره من البيوت فإنه يقول: بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، هذا هو المشروع للدخول في كل مسجد، ومن أعظم المساجد بل هو أعظم المساجد بيت الله الحرام.

    1.   

    دعاء المسافر

    السؤال: نرجو توضيح الدعاء الذي يقوله الإنسان إذا أراد أن يسافر؛ لأنني أسمع كلاماً ولكن من الناس لكنهم لا يرفعون أصواتهم، أرجو إن كان يحضركم أن تقولوه لنا وفقكم الله؟

    الجواب: أولاً: المسافر إذا ركب دابته واستوى على ظهرها فليذكر نعمة الله سبحانه وتعالى بقلبه ويستحضر هذه النعمة الكبيرة على ما يسر له من هذه المخلوقات التي توصله إلى بلد لا يكون بالغه إلا بشق الأنفس، ثم يقول: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، ويكبر ثلاثاً ويحمد الله سبحانه وتعالى، ويقول: اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ويدعو أيضاً بما تيسر من الدعاء الوارد: اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوِ عنا بعده، اللهم زودنا في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم أنت الخليفة في الأهل والمال، ويدعو بما جاء به الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    1.   

    حكم مفارقة الإمام إذا كان يسرع في الصلاة

    السؤال: كنت أصلي مع إمام وبعد أن أديت الركعة الأولى معه وجاءت الركعة الثانية، وعند الركوع أسرع، وعندما جئت أركع رفع، وعند الركوع سجد فما حكم صلاتي هذه وفقكم الله؟

    الجواب: إذا كان الإمام يسرع هذا الإسراع الذي لا يتمكن به المأموم من فعل الواجب من الطمأنينة أو غيرها، فإن الواجب على المأموم حينئذٍ أن ينفرد عنه ويصلي وحده؛ لأنه بين أمرين: إما أن يترك واجب المتابعة، وإما أن يترك واجب الصلاة فلا يمكنه الجمع بينهما، وأيضاً الإمام في هذه الحال لا يصلح أن يكون إماماً لأنه يجب على الإمام أن يراعي حال المأمومين، ويحرم عليه أن يسرع سرعة تمنعهم فعل ما يجب، وعليه فنقول: إذا دخلت مع إمام ووجدت أنه يسرع إسراعاً لا تتمكن به من فعل الواجب وجب عليك أن تنفرد وتتم صلاتك وحدك.

    مداخلة: لكنه يفارق الجماعة في هذه الحال؟

    الشيخ: لأنه لا يمكن أن يأتي بالصلاة على وجه الوجوب؛ لأنه الآن بين أمرين: إما أن يتابع ويترك الواجب فيصلي بلا طمأنينة وبلا تسبيح وكذلك الركوع والسجود والتسبيح، وإما أن لا يتابع الإمام وحينئذٍ فيُفقد معنى الجماعة، يعني: لابد أن يتأخر إذا ركع، لابد أن يطمئن والإمام يرفع ويسجد قبل أن يقوم هذا من ركوعه.

    مداخلة: لكن هل عدم المتابعة تبطل الصلاة؟

    الشيخ: نعم هذا معلوم؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( إذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا)، فأمر الرسول عليه الصلاة والسلام بأن يكون فعلنا موالياً لفعل الإمام، وإذا لم يمكنا لذلك فأين المتابعة؟ وإذا كان المأموم يجوز أن ينفرد لتطويل الإمام أو لعذر يطرأ له فما بالك بالتخفيف الذي لا يمكنه أن يفعل الواجب.

    1.   

    أثر كثرة السهو على صلاة العبد

    السؤال: إنني أسهو في الصلاة وأنشغل بأمور الدنيا، وقد حاولت أتخلى عن هذه العادة السيئة فلم أستطع، وسألت رجلاً عالماً بعد أن صلى بنا وقال لي: ما عندك صلاة، فهل هذا صحيح أفيدونا جزاكم الله عنا كل خير؟

    الجواب: قوله: (ما عندك صلاة)، إن أراد ما عندك صلاة تامة كاملة فصحيح؛ لأن الهواجيس والوساوس في الصلاة تنقصها، وإن أراد (ما عندك صلاة) يعني: أن صلاتك باطلة، فهذا قد ذهب إليه بعض أهل العلم، وقالوا: إن الوسواس إذا غلب على أكثر الصلاة وجب إعادتها، ولا أدري عن هذا الإمام هل هو إنسان عالم يرى هذا الرأي فهو رأيه وهو رأي قيل به، ولكن جمهور أهل العلم: على أن الوساوس لا تبطل الصلاة ولو كثرت؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الشيطان يأتي الإنسان في صلاته، ويقول: اذكر كذا لما لم يكن يذكره، ولم يخصص النبي صلى الله عليه وسلم ببعض الصلاة ولا بأكثرها.

    ولكن مع هذا نقول: إن الإنسان يدفع هذا الأمر عنه بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: ( أن يتعوذ بالله ويتفل عن يساره ثلاث مرات، فإذا فعل ذلك أذهب الله عنه ما يجد) قال الراوي وهو الصحابي: ففعلت ذلك فأذهب الله عني ما أجده، فهذا هو الدواء النافع الذي أرشد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    1.   

    حكم شراء التمائم التي يدعي أصحابها أن فيها شفاء من أمراض عديدة

    السؤال: في أيام التشريق ونحن نذهب من منى إلى الجمرات ونعود إليها نجد بعض الأفريقيين يجلسون على الطرقات، ويبيعون أكياساً مثل الحبال وهي من الجلد الملون، ومختومة من جميع أطرافها وفيها حاجة لا نعلمها، ويقولون: إن فيها شفاء من أمراض عدة وتقي الإنسان، فاللون الأسود عن الجان مثلاً، واللون الأحمر عن الجلجان، واللون الأصفر عن ذات الصفراء، واللون كذا يشفي من المرض كذا، ويقول: ضع هذا في حقيبتك أو في منزلك فيفيدك، فما حكم شراء مثل هذه الأمور وما حكم بيعها؟

    الجواب: حكم شرائها أنه لا يجوز، واعتقاد أن فيها هذا النفع الذي يقال لا يجوز أيضاً؛ لأن هذا لا دليل عليه، وأما بيعها فلا يجوز أيضاً، ويجب عليكم إذا رأيتم مثل هذا أن تخبروا السلطات عن هذا الأمر حتى يمنعوهم من أكل أموال الناس بالباطل؛ لأن التكسب بمثل هذه الأمور من أكل أموال الناس بالباطل، والواجب منعه وتأديب فاعله.

    1.   

    حكم من قلم أظفاره في الحج جاهلاً وهو محرم

    السؤال: لقد قمت بتقليم أظفاري في اليوم الثامن في منى وعليّ إحرامي؛ لأنني كنت أعتقد أن المحظور هو قص الشعر فقط لأنه كثير ما يرد ذلك، وأن تقليم الأظافر لا شيء فيه إلا أن شخصاً نبهني على ذلك جزاه الله خيراً لكنه شدد عليّ تشديداً جداً؛ لأنه قال: لابد من عودتك إلى الميقات أو إلى مكة المكرمة لتحرم من جديد هل هذا صحيح وما الذي يلزمني وفقكم الله؟

    الجواب: لا يلزمك شيء في قص الأظافر؛ لأنك قصصتها وأنت تظن أن ذلك لا بأس به، ومن فعل شيئاً من محظورات الإحرام جاهلاً أو ناسياً أو غير مختار، فلا شيء عليه، ولا فرق بين إزالة الشعر وتقليم الأظفار والطيب واللبس وغيرها كلها على حد سواء، إذا فعل الإنسان شيئاً من محظورات الإحرام جاهلاً أو ناسياً أو غير مختار له فلا شيء عليه، لقول الله تعالى: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286] ، وهذا عام، ولقوله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ [الأحزاب:5] ، وهذا عام، ولقوله تعالى في المكره: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ [النحل:106] ، فإذا كان مكرهاً على الكفر وهو أعظم المحرمات لا شيء عليه فما دونه من المحرمات من باب أولى، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليس في النوم تفريط)، وقال تعالى في خصوص الصيد في الإحرام: وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ [المائدة:95] ، وبهذه النصوص وغيرها من النصوص نستفيد أن فعل المحظور في أيّ عبادةٍ كانت إذا كان صادراً عن نسيانٍ أو جهلٍ فإنه لا شيء فيه ولا يؤثر في العبادة شيئاً، و معاوية بن الحكم رضي الله عنه تكلم في صلاته وهو جاهل فلم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بإعادة الصلاة.

    والحاصل أن هذا الذي قلم أظفاره في اليوم الثامن لا شيء عليه إطلاقاً، وأما من أفتاه بأنه يجب أن يرجع إلى الميقات أو إلى مكة ليحرم منها فهذه فتوى باطلة لا أصل لها، وأحذر هنا وفي كل مناسبة أحذر المسلمين من طلبة العلم وغيرهم أن يتكلموا في الفتوى إلا إذا كان لهم مستند شرعي؛ لأن المقام مقام خطير، والمفتي معبر عن الله سبحانه وتعالى فيما أفتى به.

    1.   

    حكم تارك الصلاة وحكم قتله

    السؤال: في بلدنا كثير من هو مسلم في الجنسية فقط ولا يصلي، فهل نعتبر ذلك من المسلمين أو من المرتدين؟ وهل قتله حلال أم حرام، أفتونا وفقكم الله؟

    الجواب: الذي لا يصلي ليس من المسلمين بل هو من المرتدين عن دين الإسلام، ويجب دعوته إلى الإسلام، فإن اهتدى وصلى فذلك من فضل الله عليه، وإن لم يفعل وجب قتله ولكن الذي يتولى قتله هم ولاة الأمور لا عامة الناس؛ لأن مثل هذه الأشياء يتولاها ولي الأمر.

    1.   

    حكم تقليم الأظفار للمتلبس بالإحرام

    السؤال: ما حكم تقليم الأظافر في الحج والشخص متلبس بالإحرام؟

    الجواب: تقليم الأظافر في الحج لا ينبغي؛ لأن ذلك من الترفه، والحج موضوعه أن يكون الإنسان أشعث أغبر، فلا ينبغي له أن يقلم أظافره، وقد ذهب كثير من أهل العلم أو أكثرهم إلى أن تقليم الأظفار من محظورات الإحرام وأن ذلك حرام عليه، وأنه إذا قلم ثلاثة أظفار فأكثر وجب عليه: إما فدية يذبحها ويتصدق بها على الفقراء: وإما إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع، وإما صيام ثلاثة أيام.

    وعلى كل حال فلا ينبغي للمرء أن يعرِّض نفسه لمثل هذه الأمور التي هي موضع خلاف بين أهل العلم بل إنه من المشروع أن يتجنبها.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755940658