أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة، ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، وها نحن في كتاب الآداب. وبين يدي الدرس أصحح مفهوماً خطأً فهمه بعض المستمعين البارحة في شيئين:
اللوطي نسبة إلى من يعمل عمل قوم لوط. يقال فيه: لوطي. والفعلة هذه القبيحة يقال فيها: اللواط، مصدر لاط يلوط لواطاً، فمن عَمِل عملَ قوم لوط قيل فيه لوطي، وجزاؤه الإعدام بلا خلاف.
وها نحن مع آداب المسلم وحقوقه، بعدما عرفنا آداب الإنسان مع الله.. مع نفسه.. مع آبائه وأمهاته.. مع إخوانه وأخواته، والآن مع إخوانه المسلمين.
وتقرر عندنا أن العلم ضروري، لابد من العلم، فلن تكون ولياً بدون علم أبداً، ولن تتحقق لك ولاية الله وأنت لا تعرف ما يحبه الله ولا ما يكره، ولا كيف تطيعه وتؤدي عبادته، ولهذا طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، لا يحل أبداً لشخص يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويدخل في الإسلام ويسكت، بل لابد وأن يتعلم كيف يعبد الله عز وجل، ولذلك فالمسلم الحق يؤمن بما لأخيه المسلم من حقوق وآداب [ تجب له عليه، فيلتزم بها، ويؤديها لأخيه المسلم، وهو يعتقد أنها عبادة لله ] فأنت تؤدي حقوقاً لأخيك المسلم وأنت تعتقد أنها من عبادة الله، إذ الله أمرك، فأنت تطيعه فهي عبادة لله [ وقربة من القرب يتقرب بها إليه سبحانه وتعالى ] حقوق المسلم على أخيه المسلم لما يؤديها المسلم يعتقد أنها عبادة لله عز وجل، وأنها قربة يتقرب بها إلى الله؛ وذلك لأن الله أمره بذلك وأوجبه عليه، فها هو ذا قد أطاعه. أليست هذه هي العبادة؟ وما العبادة غير طاعة الله؟! [ إذ هذه الحقوق والآداب أوجبها الله تعالى على المسلم ليقوم بها نحو أخيه المسلم، ففعلها إذاً طاعة لله وقربة له بدون شك ] يأتي أخوك فتقوم له وتجلسه في مجلسك، فعلت هذا لله تعالى. إذاً: هذه قربة تقربت بها إلى الله، وهي طاعة لله. يشتمك فلا ترد بالشتيمة، بل تقول: عفا الله عنك. ففعلت هذا من أجل الله، فهي طاعة لله.
(يسلم الراكب على الماشي) أنت على دابتك وأخوك ماش في الأرض، تقول: السلام عليكم. لا يسلم الماشي عليك وأنت أعلى منه، بل أنت الذي تبدأ بالسلام.
(والماشي على القاعد) أخوك جالس في الطريق أو عند الباب وتمر به فأنت الذي تبدأ بالسلام، فتقول: السلام عليكم ورحمة الله. فيرد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وكان ابن عمر رضي الله عنه يخرج إلى السوق.. المناخة ومعه مولاه فيسأله: لم خرجت وما اشتريت شيئاً من السوق؟ فيقول: إنما خرجنا لنسلم على المؤمنين. أي: ليس ليشتري أو يبيع. والآن المسلمون في الشوارع.. في الأسواق.. في الطرقات لا يسلم أحد على أحد وكأنهم أعداء لبعضهم بعضاً. وهذه زلة وسقطة، اللهم ارفعنا من هذه السقطة وأقمنا من هذه الزلة! [ وقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الملائكة تعجب من المسلم يمر على المسلم ولا يسلم عليه ) ] الملائكة تتعجب فكيف بهذا المسلم الذي أسلم قلبه ووجهه لله يمر بهذا المسلم الذي أسلم قلبه وجهه لله ولا يسلم عليه؟ الملائكة تعجب ونحن لا نعجب؛ لأننا ما عرفنا [ وقوله صلى الله عليه وسلم: ( وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ) ] يوصي أحد رجاله.. أحد أصحابه فيقول له: ( وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ) ؛ لا أنك تسلم فقط على من تعرفه، بل سلم على من عرفته ومن لم تعرفه ما دام مسلماً. هذا كله في إطار الإسلام؛ لأن المسلمين كالجسد الواحد [ وقوله صلى الله عليه وسلم: ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا ) ] ما من مسلمين يلتقيان في مكان ما فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا من مجلسهما، والحمد لله [ وقوله صلى الله عليه وسلم: ( من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه حتى يبدأ بالسلام ) ] هكذا يؤدب رجاله وأصحابه ويؤدب أمته. إذاً: هذا الحق وهذا الواجب عرفناه فلنسأل الله أن يوفقنا للقيام به، وأن يعيينا على النهوض به، ولابد وأن ننوي نحن ذلك ونعزم عليه، فلا نسأل الله ونحن غير عازمين كاللاعبين!
ومعنى شمته: أزال الشماتة عنه. لو تركه يعطس واللعاب يسيل والدموع وكذا وهو ينظر إليه شمته، يزيل هذه الشماتة بكلمة: يرحمك الله. وهو يقول: الحمد لله! على عطاسه. يقول أخوه: يرحمك الله. فيرد عليه بـ(يهديك الله ويصلح بالك، أو يغفر الله لي ولك) وحرام على الذين يسمعون الليلة هذا الدرس ولا يحاولون أن يحفظوه، كما هو حرام على الذين يعرفونه ولا يطبقونه أحببنا أم كرهنا [ وقال أبو هريرة رضي الله عنه ] وأبو هريرة هو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض بها صوته)] فلا يعطس بقوة، بل يجتهد أن يخفضها بحيث تكون قليلة غير كثيرة، ويضع يده أو طرف ثوبه أو عمامته على فيه، أو يضع كفه فقط، ويخفض الصوت، فلا يجهر بصوت عال يزعج الآخرين.
ومعنى (فيه): أي: فمه.
(رد السلام) وقد عرفناه.
(عيادة المريض) زيارة المريض في المستشفى أو في منزله إذا كنت تستطيع ذلك وتقدر عليه، أما مع العجز فمعفو عن العجزة.
(واتباع الجنائز) تخرج معه إلى البقيع.
(وإجابة الدعوة) إذا دعاك لبيته ليكرمك أو يشرفك لتحضر طعاماً أو كذا، فالدعوة واجبة.
(وتشميت العاطس) إذا عطس وحمد الله تقول له: يرحمك الله. يرد عليك قائلاً: يهديك الله ويصلح بالك، أو يغفر الله لك ويرحمك.
[ ولقول البراء بن عازب رضي الله عنه -صاحب جليل- قال: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم)] والأمر للوجوب [(بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، وإبرار المقسم، ونصر المظلوم، وإجابة الداعي، وإفشاء السلام)] وهذا الحديث فيه زيادة.
ومعنى (إبرار المقسم): إذا حلف أخوك بالله فيجب أن لا تتركه يحنث، بل تبر يمينه. قال: والله لتجلسن! اجلس. والله لتأكلن! كل. والله لتمشين معي! تمشي معه؛ لأنك إذا لم تبر بقسمه حنث، وترتب عليه إثم لا يزول إلا بالكفارة، فإبرار المقسم بأن لا تحنثه، فإذا طلب شيئاً وحلف عليه أستجيب له. (ونصر المظلوم) إذا رأيت أخاك مظلوماً فيجب أن تنصره، واجب عليك أن تنصر أخاك إذا ظلم، وإجابة الداعي، إذا دعاك لوليمة أو لغيرها فأجب دعوته، وإفشاء السلام بينك وبينه واجب أيضاً. [ ولقوله صلى الله عليه وسلم: ( عودوا المريض، وأطعموا الجائع، وفكوا العاني -أي: الأسير- ) ] وقوله (عودوا المريض) تقدم.
(أطعموا الجائع) هذا حق آخر، أخوك جائع، وأنت لديك طعام يجب أن تطعمه.
(وفكوا العاني) أسير تحت الدولة الكافرة يحتاج إلى مال يجب أن نجمع المال ونفك هذا الأسير، أو نغزو تلك المدينة أو ذلك المكان لنخلص أسيرنا من يد عدونا، وفك العاني الأسير إن كان بالمال جمعنا المال، وإن كان لم يقبلوا منا المال إلا القتال قاتلنا لنخلص أسيرنا ونفكه من المعاناة. فهل فعل المسلمون هذا؟ أحد التابعين غزا مدينة كاملة لأجل امرأة، خلصها، ما هم عشرة ولا ألف أسير، بل امرأة واحدة [ ولقول عائشة رضي الله عنها: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعود بعض أهله -أي: المرضى- فيمسح بيده اليمنى، ويقول: اللهم رب الناس! أذهب البأس! اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك! شفاءً لا يغادر سقماً ) ] الرسول صلى الله عليه وسلم يزور المريض من أهله فيمسح بيده اليمنى ويدعو بهذا الدعاء. فكيف نحن مع هذه الواجبات؟!
اللهم أعنا، اللهم وفقنا، اللهم أعنا حتى نقوم بها ونؤديها على الوجه الذي يرضيك يا رب العالمين!
(إذا استنصح أحكم أخاه) أي: طلب منه النصح في قضية من القضايا.
(فلينصح له) أي: يجب عليه أن يبين له ما هو الصواب وما هو الحق وما هو الخير في هذه القضية، أو ما هو الشر والضر حتى يتجنبه.
[ وقوله صلى الله عليه وسلم: ( الدين النصيحة! ) ] فالدين هو النصيحة [ ( وسئل لمن) ] أي: هذه النصيحة [ ( فقال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم ). والمسلم قطعاً من جملتهم ].
ومعنى النصيحة لله: انصح لربك. بين لعباده كيف يعبدوه.. بين لهم ما يضرهم ولا يسعدهم.. بين لهم كيف يعبدون ربك عز وجل.. اعبده وحده.. أطعه ولا تطع سواه.. قم بما أوجب عليك.. اترك ما نهاك عنه.
والنصيحة لكتابه: القرآن الكريم بأن تتعلمه وتعلمه، وتحفظ ما شاء الله أن تحفظه، وتعمل به، وتقدسه، وترفعه إلى مستواه في الاحترام والإكبار والإجلال.
والنصيحة لرسوله: بالإيمان به، بحبه، بطاعته، بالاقتداء به، بحب أمته، بحب ملته، وهكذا أنت ناصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولأئمة المسلمين: أي: الحكام، فتبين لهم الحق والصواب والنافع والضار بأدب واحترام، ولا تغشهم وتخدعهم ثم تسبهم وتشتمهم.
والنصيحة لي ولولاة المسلمين كيف تكون؟ إذا عرفت الخطأ تأتي وتقول: الصواب هو كذا، ولكن بأدب، واحترام، وإجلال، وإكبار، لا بالتعيير، والشتم، والسب، والكتابة في الجرائد والصحف.
ما أدى المسلمون هذه الحقوق ولا عشرها، لا لله، ولا لكتابه، ولا لرسوله، ولا لأئمة المسلمين، ولعامتهم.
إذاً: يجب إذا استنصحك أخوك أن تنصح له، وإذا استشارك المسئول أن تنصح له وتبين له الحق، فلا تغشه وتقول له: كذا وكذا، وأنت تعرف أنه ليس بحق.
[ وقوله صلى الله عليه وسلم: ( مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) ] إخواننا يقتل بعضهم بعضاً في الديار الجزائرية خمس سنوات، فأين المسلمون؟ الأفغانيون ساعدناهم! ناصرناهم! وقفنا معهم! بعد ذلك شذوا وذهبوا شرقاً وغرباً يخبطون في حيرة وباطل، لكن هذه الفتنة الدائرة في الديار الجزائرية أشد، فأين العالم الإسلامي؟ أين الجامعة العربية.. إما أن توقفوا هذه الفتنة أو نوقفها؛ لأننا عضو واحد، جسم واحد، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ).
[ وقوله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ) ] أين المؤمنون؟ أين الإيمان حتى تتجلى هذه الحقائق؟ عدنا من حيث بدأنا، أبعدونا عن الإيمان، جهلونا بربنا ومحابه ومكارهه، فما أصبح ولا خمسة في المائة من العالم الإسلامي يعرف الله، ويعرف ما يحب وما يكره! أبعدونا أبعدهم الله، حرمونا حرمهم الله، وهؤلاء هم أعداء لا إله إلا الله، الثالوث الأسود: المجوس واليهود والنصارى، هم الذين جهلونا. قالوا عن تفسير القرآن: صوابه خطأ، وخطأه كفر، والعياذ بالله. ماذا نفعل بالقرآن؟ قالوا: اقرءوه على الموتى! من إندونيسيا إلى الدار البيضاء إذا مات الميت يجتمعون عليه ويقرءون القرآن! ميت تقرأ عليه القرآن؟! يقوم هو يتوب إلى الله؟! كيف تقرأ القرآن على الموتى؟!
ماذا نصنع بالقرآن إذاً يا شيخ؟ أقول: اعمل به. ما عرفنا ما فيه؟ قالوا: تفسيره خطأ، وصوابه خطأ، وخطأه كفر.
فالعدو يطاردنا الآن حتى في أولادنا وأزيائنا، يلبسوننا البرانيط كاليهود والنصارى في شوارع المدينة، ونحن مددنا أعناقنا وسكتنا. لا إله إلا الله!
وإن بلايا ورزايا ومحن تتنتظر العالم الإسلامي والله ما عرفوها قبل، مع ما ذاقوا من مر العذاب، وهذه سنة الله عز وجل لا تتبدل ولا تتخلف، من شرب السم قتله ومات، ومن رمى بنفسه في النار احترق، ومن جاع ما شبع بالتراب ولا بالحصى.
إذاً: ما دام المسلمون على غير هذا المنهج الذي ندرسه فكيف يسلمون؟ وكيف يكملون؟ وكيف يسعدون؟ إن طريق الخلاص سهل يسير لا كلفة فيه، لا مال وخوف ولا ولا، وهو أن يعرف المسلمون أنهم جنحوا بعيداً عن الإسلام بسبب عدوهم، فعلينا أن نعود بأن نلتزم رجالاً ونساءً وأطفالاً كل ليلة بأن نصلي المغرب في المسجد الجامع لنا، ونجلس جلوسنا هذا، النساء وراء الستارة، والأطفال في صفوف دونهن، والفحول مثلكم جالسون، وفي كل ليلة نأخذ آية من كتاب الله، وحديثاً من أحاديث رسول الله، وهكذا طول العام.
إذا دقت الساعة السادسة لا يبقى دكان مفتوحاً، ولا مقهى، ولا مصنع، ولا ولا .. أين أهل القرية، أين أهل المجتمع.. أهل الحي؟ في بيت ربهم، سبحان الله! في بيت ربهم كلهم؟ والله لا يخيبهم، أقسم به، والله ما يخيبهم أن يتركوا الباطل والشهوة ويلوذوا بجنابه ويدخلوا بيته يطلبون الكتاب والحكمة.
ووالله لا طريق ولا سبيل إلى النجاة إلا هذا الطريق، أن نؤمن حق الإيمان بأننا ما عرفنا الطريق إلى الله، ونقبل على ذلك، ونجتمع بعد صلاة المغرب اجتماعنا هذا، النساء وراء الستاير، والرجال أمام المربي، ليلة آية وليلة حديثاً طول العام، وخلال سنة واحدة لا يبقى جاهل، وإذا انتفى الجهل انتفى الظلم والخبث، والشر والفساد، والكفر والشرك والباطل، كلها تنمحي؛ لأن الكتاب روح، والقرآن نور وهداية. هذه هي الحقيقة، وبدون هذا في أي بلد أو مدينة أو قرية والله لا كمال ولا نجاة.
نكتفي بهذا القدر، وصلى الله على سيدنا محمد .
الجواب: قال: إذا كنا في جماعة وعطس عاطس فهل كلنا نشمته؟ إذا شمتموه كلكم تؤجرون، لكن يكفي الواحد، فالسلام مجموعة ماشية وجدوا جماعة جالسة إذا سلم واحد يكفي، ولكن الأفضل أنهم يستفيدون كلهم.
الجواب: قال: جاري عزمني على بدعة المولد. فأقول: لا تحضرها، وقل له: لا أحضر البدعة، وهذه بدعة ينبغي أن تتركها، علمه ذلك.
الجواب: سائل يقول: مررت بأخ لي وفي يده سيجارة يدخنها، فهل أسلم عليه أو لا أسلم ؟ ببيان فصيح: إذا وجدته باركاً على الخراءة يتغوط فلا تسلم عليه، وكذلك ما دامت السيجارة المنتنة في فمه لا تسلم عليه أبداً حتى يبعدها ويطهر منها.
هذا قلته من سنين: إذا مررت بأخيك يدخن فلا تسلم عليه؛ لأنه على معصية، قائم عليها، فالدخان ليس حلالاً طيباً، والله! إنه لخبيث، ويكفيه أنه يؤذي الملائكة عن جنبيه.. عن يمينه وشماله، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا أراد أحدكم أن يبصق فلا يبصق عن يمينه، فإن عن يمينه ملكاً، وليبصق تحت قدميه ) والمدخن ينفخ الخبث في وجه الملك، فإذا قلت له: السلام عليكم ورحمة الله. يقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فيجري اسم الله الأعظم على فمه الخبيث المنتن، وتكون أنت السبب، فمه ملوث خبيث بالرائحة الكريهة، فكيف يجري عليه اسم الله فيقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، والسلام اسم الله، فلا يجوز هذا أبداً، أما إذا كانوا ثلاثة أو أربعة أو خمسة، واحد يدخن والباقون لا يدخنون، فسلم على الذين لم يدخنوا، ولا تقصد الذي يدخن.
وصلى الله على نبينا محمد .
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر