إسلام ويب

أبواب الجنائز [2]للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • ما من مصيبة يصاب بها العبد في الدنيا إلا ويأتي الموت فيرققها ويخففها، فهو أكبر المصائب التي تهيض النفوس، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم كل مصاب من أمته بتذكر مصابه فيه، فما أصيبت الأمة بأحد خير منه صلوات الله وسلامه عليه، فبموته انقطع الوحي من السماء.

    1.   

    باب ما جاء في ثواب من صلى على جنازة ومن انتظر دفنها

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في ثواب من صلى على جنازة ومن انتظر دفنها.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من صلى على جنازة فله قيراط، ومن انتظر حتى يفرغ منها فله قيراطان، قالوا: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين ).

    حدثنا حميد بن مسعدة قال: حدثنا خالد بن الحارث قال: حدثنا سعيد عن قتادة قال: حدثني سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن ثوبان ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من صلى على جنازة فله قيراط، ومن شهد دفنها فله قيراطان، قال: فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن القيراط؟ فقال: مثل أحد ).

    حدثنا عبد الله بن سعيد قال: حدثنا عبد الرحمن المحاربي عن حجاج بن أرطاة عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من صلى على جنازة فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراط، والذي نفس محمد بيده، القيراط أعظم من أحد هذا ) ].

    1.   

    باب ما جاء في القيام للجنائز

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في القيام للجنائز.

    حدثنا محمد بن رمح قال: أخبرنا الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر عن عامر بن ربيعة عن النبي صلى الله عليه وسلم (ح)

    وحدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه عن عامر بن ربيعة ، سمعه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها حتى تخلفكم أو توضع ).

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة و هناد بن السري قالا: حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، قال: ( مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة، فقام، وقال: قوموا، فإن للموت فزعاً ).

    حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن شعبة عن محمد بن المنكدر عن مسعود بن الحكم عن علي بن أبي طالب ، قال: ( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم لجنازة، فقمنا، حتى جلس فجلسنا ).

    حدثنا محمد بن بشار و عقبة بن مكرم ، قالا: حدثنا صفوان بن عيسى قال: حدثنا بشر بن رافع عن عبد الله بن سليمان بن جنادة بن أبي أمية عن أبيه عن جده عن عبادة بن الصامت ، قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اتبع جنازة، لم يقعد حتى توضع في اللحد، فعرض له حبر؛ فقال: هكذا نصنع يا محمد! فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: خالفوهم ) ].

    1.   

    باب ما جاء فيما يقال إذا دخل المقابر

    1.   

    باب ما جاء في الجلوس في المقابر

    1.   

    باب ما جاء في إدخال الميت القبر

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في إدخال الميت القبر.

    حدثنا هشام بن عمار ، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش قال: حدثنا ليث بن أبي سليم عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم (ح)

    وحدثنا عبد الله بن سعيد قال: حدثنا أبو خالد الأحمر قال: حدثنا الحجاج عن نافع عن ابن عمر ، قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أدخل الميت القبر، قال: باسم الله، وعلى ملة رسول الله ). وقال أبو خالد مرة: ( إذا وضع الميت في لحده قال: باسم الله وعلى سنة رسول الله ). وقال هشام في حديثه: ( باسم الله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله ).

    حدثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي قال: حدثنا عبد العزيز بن الخطاب قال: حدثنا مندل بن علي قال: أخبرني محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن داود بن الحصين عن أبيه عن أبي رافع ، قال: ( سل رسول الله صلى الله عليه وسلم سعداً ورش على قبره ماءً ).

    حدثنا هارون بن إسحاق قال: حدثنا المحاربي عن عمرو بن قيس عن عطية عن أبي سعيد : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ من قبل القبلة، واستقبل استقبالاً ).

    حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا حماد بن عبد الرحمن الكلبي قال: حدثنا إدريس الأودي عن سعيد بن المسيب ، قال: ( حضرت ابن عمر رضي الله عنهما في جنازة، فلما وضعها في اللحد، قال: باسم الله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله. فلما أخذ في تسوية اللبن على اللحد، قال: اللهم أجرها من الشيطان، ومن عذاب القبر، اللهم جاف الأرض عن جنبيها، وصعد روحها، ولقها منك رضواناً، قلت: يا ابن عمر ! أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم قلته برأيك؟ قال: إني إذاً لقادر على القول، بل شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ].

    ولا يعذب الجسد إلا وفيه الروح، وتعذب الروح بلا جسد، والجسد بالنسبة للروح كحال القميص بالنسبة للبدن، إذا نزع البدن من القميص فإنه لا يتأثر، وكذلك بالنسبة للروح مع الجسد، إذا نزعت الروح من الجسد فإنه لا يتأثر البدن بشيء، ولهذا الله سبحانه وتعالى ينزل عقابه وعذابه على الجسد والروح، وإذا أنزله على الجسد ففيه روح، وإذا أنزله على الروح فإنها إما أن تكون في الجسد، وإما أن تكون خارجة عنه.

    1.   

    باب ما جاء في استحباب اللحد

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في استحباب اللحد.

    حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا حكام بن سلم الرازي ، قال: سمعت علي بن عبد الأعلى يذكر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللحد لنا، والشق لغيرنا ).

    حدثنا إسماعيل بن موسى السدي ، قال: حدثنا شريك عن أبي اليقظان عن زاذان عن جرير بن عبد الله البجلي ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللحد لنا، والشق لغيرنا ).

    حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا أبو عامر قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن عامر بن سعد عن سعد رضي الله عنه، أنه قال: الحدوا لي لحداً، وانصبوا علي اللبن نصباً، كما فعل برسول الله صلى الله عليه وسلم ].

    1.   

    باب ما جاء في الشق

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في الشق

    حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا مبارك بن فضالة قال: حدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك ، قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالمدينة رجل يلحد وآخر يضرح، فقالوا: نستخير ربنا ونبعث إليهما، فأيهما سبق تركناه، فأرسل إليهما، فسبق صاحب اللحد، فلحدوا للنبي صلى الله عليه وسلم.

    حدثنا عمر بن شبة بن عبيدة بن زيد قال: حدثنا عبيد بن طفيل المقرئ قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي مليكة القرشي قال: حدثنا ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها، قالت: لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في اللحد والشق، حتى تكلموا في ذلك، وارتفعت أصواتهم، فقال عمر رضي الله عنه: لا تصخبوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حياً ولا ميتاً، أو كلمة نحوها، فأرسلوا إلى الشقاق واللاحد جميعاً، فجاء اللاحد فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم دفن صلى الله عليه وسلم ].

    اللحد يكون في الأراضي الصلبة التي لا يكون فيها سقوط التراب وانهياله، وأما بالنسبة للشق فيكون في الأراضي التي يكون فيها انهيار وعدم تماسك في التراب، وبهذا يعمل الناس باللحد والشق، ولاشك أن اللحد أفضل، ولكن إذا كانت الأرض منهارة فحينئذ نقول: إن الشق أفضل؛ لأن اللحد ينهار على الإنسان ولا قيمة له حينئذ، فأي مؤثر على سطح الأرض يجعل التراب يتساقط، وحينئذ يكون كحال المدفون بلا لحد.

    1.   

    باب ما جاء في حفر القبر

    1.   

    باب ما جاء في العلامة في القبر

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في العلامة في القبر.

    حدثنا العباس بن جعفر ، قال: حدثنا محمد بن أيوب أبو هريرة الواسطي قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد عن كثير بن زيد عن زينب بنت نبيط عن أنس بن مالك رضي الله عنه: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم قبر عثمان بن مظعون بصخرة ) ].

    وإعلام القبر ووضع إما أرقام أو كتابة أو حجارة عليه، قال المنفعة في ذلك على جهتين: إمام أن تكون للميت وهذه منتفية، وإما لغيره فهو من باب إتيانه وشدة الاتعاظ وحضور القلب، كالذي يأتي مثلاً إلى قبر والده أو أمه ونحو ذلك، فيكون هذا أدعى إلى تأثره وقربه وزهده من الدنيا ونحو ذلك، فهذا قد يقال: إنه مما لا بأس به، والميت إذا دعا له الإنسان عند قبره أو بعيداً في أقصى الأرض الدعاء من جهة ذلك واحد، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم استأذن ربه أن يزور قبر أمه فأذن له، واستأذنه أن يستغفر لها فلم يأذن له، فالاستغفار في ذلك في أي موضع، ولكن قد يكون في المقابر مع حضور القلب والخشوع حينئذ يكون الدعاء أقرب، ولكن لو دعا الإنسان بقلب حاضر وبرجاء واعتماد على الله عز وجل وخشية، ولو كان بعيداً فإنه من جهة أثره سواء.

    وفي مسألة شعور الميت بمن يأتي إليه، جاء في ذلك جملة من الأحاديث، وأيضاً يقويها ابن تيمية رحمه الله غير ابن عبد البر يقول بذلك، وبعضهم ينسبها إلى التواتر، ولا أراها تصل إلى هذا الحد.

    1.   

    باب ما جاء في النهي عن البناء على القبور وتجصيصها والكتابة عليها

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في النهي عن البناء على القبور وتجصيصها والكتابة عليها.

    حدثنا أزهر بن مروان و محمد بن زياد قالا: حدثنا عبد الوارث عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر ، قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تقصيص القبور ).

    حدثنا عبد الله بن سعيد قال: حدثنا حفص بن غياث عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن جابر رضي الله عنه، قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب على القبر شيء ).

    حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن القاسم بن مخيمرة عن أبي سعيد رضي الله عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبنى على القبر ) ].

    1.   

    باب ما جاء في حثو التراب في القبر

    1.   

    باب ما جاء في النهي عن المشي على القبور والجلوس عليها

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في النهي عن المشي على القبور والجلوس عليها.

    حدثنا سويد بن سعيد قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لأن يجلس أحدكم على جمرة تحرقه، خير له من أن يجلس على قبر ).

    حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة قال: حدثنا المحاربي عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني عن عقبة بن عامر ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لأن أمشي على جمرة أو سيف، أو أخصف نعلي برجلي، أحب إلي من أن أمشي على قبر مسلم، وما أبالي أوسط القبور قضيت حاجتي، أو وسط السوق ) ].

    1.   

    باب ما جاء في خلع النعلين في المقابر

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في خلع النعلين في المقابر.

    حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا الأسود بن شيبان عن خالد بن سمير عن بشير بن نهيك عن بشير بن الخصاصية ، قال: ( بينما أنا أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا ابن الخصاصية! ما تنقم على الله؟ أصبحت تماشي رسول الله، فقلت: يا رسول الله! ما أنقم على الله شيئاً، كل خير قد آتانيه الله، فمر على مقابر المسلمين، فقال: أدرك هؤلاء خيراً كثيراً، ومر على مقابر المشركين، فقال: سبق هؤلاء خيراً كثيراً، قال: فالتفت فرأى رجلاً يمشي بين المقابر في نعليه، فقال: يا صاحب السبتيتين ألقهما ).

    حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: كان عبد الله بن عثمان يقول: حديث جيد، ورجل ثقة ].

    1.   

    باب ما جاء في زيارة القبور

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في زيارة القبور.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن عبيد عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( زوروا القبور، فإنها تذكركم الآخرة ).

    حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: حدثنا روح قال: حدثنا بسطام بن مسلم قال: سمعت أبا التياح ، قال: سمعت ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في زيارة القبور).

    حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرنا ابن جريج عن أيوب بن هانئ عن مسروق بن الأجدع عن ابن مسعود ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإنها تزهد في الدنيا، وتذكر الآخرة ) ].

    وهذه أسباب زيارة القبور تزهيد في الدنيا وتذكير بالآخرة، وأما بالنسبة للدعاء فإنه يحصل للإنسان في أي موضع، وأما ما كان من أمر الإجلال وذلك بزيارة أحد بعينه فهذا يكون إما لأقربين كأب أو أم أو نحو ذلك، كما أن النبي عليه الصلاة والسلام استأذن أن يزور قبر أمه فزارها. وكذلك في زيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام، فإن قبر النبي عليه الصلاة والسلام يتفق الصحابة كما نقل ذلك ابن تيمية رحمه الله على استحباب وسنية زيارته، ولكن ثمة مسألتان:

    المسألة الأولى: في شد الرحال، وشد الرحال ينهى عنه، إلا لمن قصد المسجد ثم جاء تبعاً لذلك لزيارة مسجد النبي عليه الصلاة والسلام.

    المسألة الثانية: في المدنيين، هل يسن لهم أن يأتوا إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقفوا عنده ويسلموا، وقد ذكر أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفقون على عدم سنية زيارة أهل المدينة لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والوقوف عنده والسلام عليه، وذلك أنه يجعل راتباً باعتبار أنه يكون عيداً؛ لأنه من أهل الحضور والشهادة للمسجد، فيعمدون إليه في كل حين، وأما بالنسبة لسبيل الاعتراض كغيرهم فهم يدخلون في سائر الحكم، وهذا القول نقله سعيد بن منصور وهو من أجلة أهل الفقه والسنة والرواية من المتقدمين.

    1.   

    باب ما جاء في زيارة قبور المشركين

    1.   

    باب ما جاء في النهي عن زيارة النساء القبور

    1.   

    باب ما جاء في اتباع النساء الجنائز

    1.   

    باب ما جاء في النهي عن النياحة

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في النهي عن النياحة.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن يزيد بن عبد الله مولى الصهباء عن شهر بن حوشب عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ [الممتحنة:12] قال: النوح ).

    حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا إسماعيل بن عياش قال: حدثنا عبد الله بن دينار قال: حدثنا حريز مولى معاوية ، قال: ( خطب معاوية بحمص، فذكر في خطبته: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النوح ).

    حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري و محمد بن يحيى قالا: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن ابن معانق أو أبي معانق عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( النياحة من أمر الجاهلية، وإن النائحة إذا ماتت ولم تتب قطع الله لها ثياباً من قطران، ودرعاً من لهب النار ).

    حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا عمر بن راشد اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( النياحة على الميت من أمر الجاهلية، فإن النائحة إن لم تتب قبل أن تموت، فإنها تبعث يوم القيامة عليها سرابيل من قطران، ثم يعلى عليها بدرع من لهب النار ).

    حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا عبيد الله قال: أخبرنا إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عمر ، قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تتبع جنازة معها رانة ) ].

    1.   

    باب ما جاء في النهي عن ضرب الخدود وشق الجيوب

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في النهي عن ضرب الخدود وشق الجيوب.

    حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع (ح)

    وحدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد و عبد الرحمن ؛ جميعاً عن سفيان عن زبيد عن إبراهيم عن مسروق (ح)

    وحدثنا علي بن محمد و أبو بكر بن خلاد ، قالا: حدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليس منا من شق الجيوب، وضرب الخدود، ودعا بدعوى الجاهلية ).

    حدثنا محمد بن جابر المحاربي و محمد بن كرامة قالا: حدثنا أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن مكحول و القاسم عن أبي أمامة رضي الله عنه: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الخامشة وجهها، والشاقة جيبها، والداعية بالويل والثبور ).

    حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي قال: حدثنا جعفر بن عون عن أبي العميس ، قال: سمعت أبا صخرة يذكر عن عبد الرحمن بن يزيد وأبي بردة ، قالا: ( لما ثقل أبو موسى أقبلت امرأته أم عبد الله تصيح برنة، فأفاق، فقال لها: أوما علمت أني بريء ممن برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وكان يحدثها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنا بريء ممن حلق وسلق وخرق ) ].

    1.   

    باب ما جاء في البكاء على الميت

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في البكاء على الميت.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة و علي بن محمد قالا: حدثنا وكيع عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في جنازة، فرأى عمر امرأة فصاح بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعها يا عمر! فإن العين دامعة، والنفس مصابة، والعهد قريب ).

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عفان عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سلمة بن الأزرق عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحوه.

    حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا عاصم الأحول عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: ( كان ابن لبعض بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي، فأرسلت إليه أن يأتيها، فأرسل إليها: أن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده إلى أجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب، فأرسلت إليه فأقسمت عليه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمت معه، ومعه معاذ بن جبل ، وأبي بن كعب ، وعبادة بن الصامت ، فلما دخلنا ناولوا الصبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وروحه تقلقل في صدره، قال: حسبته قال: كأنها شنة، قال: فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له عبادة بن الصامت : ما هذا يا رسول الله؟! قال: الرحمة التي جعلها الله في بني آدم، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ).

    حدثنا سويد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن سليم عن ابن خثيم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد ، قالت: ( لما توفي ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم ، بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له المعزي - إما أبو بكر وإما عمر -: أنت أحق من عظم لله حقه! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، لولا أنه وعد صادق، وموعود جامع، وأن الآخر تابع للأول، لوجدنا عليك يا إبراهيم! أفضل مما وجدنا، وإنا بك لمحزونون ).

    حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا إسحاق بن محمد الفروي قال: حدثنا عبد الله بن عمر عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جحش عن أبيه: ( عن حمنة بنت جحش أنه قيل لها: قتل أخوك. فقالت: رحمه الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، قالوا: قتل زوجك! قالت: واحزناه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن للزوج من المرأة لشعبة، ما هي لشيء ).

    حدثنا هارون بن سعيد المصري قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرنا أسامة بن زيد عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بنساء عبد الأشهل يبكين هلكاهن يوم أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكن حمزة لا بواكي له، فجاء نساء الأنصار يبكين حمزة ، فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ويحهن، ما انقلبن بعد؟ مروهن فلينقلبن، ولا يبكين على هالك بعد اليوم ).

    حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا سفيان عن إبراهيم الهجري عن ابن أبي أوفى ، قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المراثي ) ].

    1.   

    باب ما جاء في الميت يعذب بما نيح عليه

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في الميت يعذب بما نيح عليه.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا شاذان (ح)

    وحدثنا محمد بن بشار و محمد بن الوليد ، قالا: قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح)

    وحدثنا نصر بن علي قال: حدثنا عبد الصمد و وهب بن جرير ؛ قالوا: حدثنا شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الميت يعذب بما نيح عليه ) ].

    يعذب بما نيح عليه إذا أوصى، أو كان متيقناً أنه يناح عليه ثم سكت راضياً، فبهذين الحالين يعذب، وإلا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164].

    قال: [ حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي قال: حدثنا أسيد بن أبي أسيد عن موسى الأشعري عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الميت يعذب ببكاء الحي، إذا قالوا: واعضداه، واكاسياه، واناصراه، واجبلاه، ونحو هذا، يتعتع ويقال: أنت كذلك؟ أنت كذلك؟ ).

    قال أسيد: فقلت: سبحان الله، إن الله يقول: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164] قال: ويحك! أحدثك أن أبا موسى قال: حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فترى أن أبا موسى كذب على النبي صلى الله عليه وسلم؟ أو ترى أني كذبت على أبي موسى؟

    حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن ابن أبي مليكة عن عائشة ، قالت: ( إنما كانت يهودية ماتت، فسمعهم النبي صلى الله عليه وسلم يبكون عليها، قال: فإن أهلها يبكون عليها وإنها تعذب في قبرها ) ].

    1.   

    باب ما جاء في الصبر على المصيبة

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في الصبر على المصيبة.

    حدثنا محمد بن رمح قال: أخبرنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنما الصبر عند الصدمة الأولى ).

    حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا إسماعيل بن عياش قال: حدثنا ثابت بن عجلان عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يقول الله سبحانه: ابن آدم، إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى، لم أرض ثواباً دون الجنة ).

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عبد الملك بن قدامة الجمحي عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة: ( عن أم سلمة أن أبا سلمة حدثها، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مسلم يصاب بمصيبة فيفزع إلى ما أمر الله به من قوله: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة:156]، اللهم عندك احتسبت مصيبتي، فأجرني فيها، وعضني منها، إلا آجره الله عليها، وعاضه خيراً منها.

    قالت: فلما توفي أبو سلمة ذكرت الذي حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة:156]، اللهم عندك احتسبت مصيبتي هذه، فأجرني عليها، فإذا أردت أن أقول: وعضني خيراً منها قلت في نفسي: أعاض خيراً من أبي سلمة؟! ثم قلتها، فعاضني الله محمداً صلى الله عليه وسلم، وآجرني في مصيبتي ).

    حدثنا الوليد بن عمرو بن السكين قال: حدثنا أبو همام قال: حدثنا موسى بن عبيدة قال: حدثنا مصعب بن محمد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة ، قالت: ( فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم باباً بينه وبين الناس، أو كشف ستراً، فإذا الناس يصلون وراء أبي بكر ، فحمد الله على ما رأى من حسن حالهم، ورجا أن يخلفه الله فيهم بالذي رآهم، فقال: يا أيها الناس! أيما أحد من الناس، أو من المؤمنين، أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحداً من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي ) ].

    وهذا من الحكمة والمداراة النفسية أن الإنسان إذا أصيب بشيء، فليتذكر ما هو أشد منه، وذلك حتى تسكن النفس وتهدأ، سواء كان في أمور الوفاة والبلاء وغير ذلك، أو كان فيما يفقده الإنسان من مال أو ولد أو جاه أو عرض أو غير ذلك.

    قال: [ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع بن الجراح عن هشام بن زياد عن أمه عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من أصيب بمصيبة فذكر مصيبته، فأحدث استرجاعاً وإن تقادم عهدها، كتب الله له من الأجر مثله يوم أصيب ) ].

    1.   

    باب ما جاء في ثواب من عزى مصاباً

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في ثواب من عزى مصاباً.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا خالد بن مخلد قال: حدثني قيس أبو عمارة مولى الأنصار ، قال: سمعت عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يحدث عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ( ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة، إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة ).

    حدثنا عمرو بن رافع قال: حدثنا علي بن عاصم عن محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من عزى مصاباً فله مثل أجره ) ].

    1.   

    باب ما جاء في ثواب من أصيب بولده

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في ثواب من أصيب بولده.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يموت لرجل ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم ).

    حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا إسحاق بن سليمان قال: حدثنا حريز بن عثمان عن شرحبيل بن شفعة ، قال: لقيني عتبة بن عبد السلمي فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث، إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية، من أيها شاء دخل ).

    حدثنا يوسف بن حماد المعني قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من مسلمين يتوفى لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث، إلا أدخلهم الله الجنة بفضل رحمة الله إياهم ).

    حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: حدثنا إسحاق بن يوسف عن العوام بن حوشب عن أبي محمد مولى عمر بن الخطاب عن أبي عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قدم ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث، كانوا له حصناً حصيناً من النار، فقال أبو ذر : قدمت اثنين، قال: واثنين، فقال أبي بن كعب أبو المنذر سيد القراء: قدمت واحداً، قال: وواحداً ) ].

    وهذا فيه إشارة إلى أن النفوس تتعلق بالصغير أكثر من الكبير، وأن أمل الإنسان أعظم مما يراه في واقعه وحاله، فهو يؤمل في الصغير ولو رأى خير الكبير، ولهذا عظم الله عز وجل أجر وثواب من فقد ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحلم.

    1.   

    باب ما جاء فيمن أصيب بسقط

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء فيمن أصيب بسقط.

    الملقي: أحسن الله إليكم! [حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال: حدثنا خالد بن مخلد قال: حدثنا يزيد بن عبد الملك النوفلي عن يزيد بن رومان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لسقط أقدمه بين يدي، أحب إلي من فارس أخلفه خلفي ).

    حدثنا محمد بن يحيى و محمد بن إسحاق أبو بكر البكائي ، قالا: حدثنا أبو غسان قال: حدثنا مندل عن الحسن بن الحكم النخعي عن أسماء بنت عابس بن ربيعة عن أبيها عن علي ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن السقط ليراغم ربه إذا أدخل أبويه النار، فيقال: أيها السقط المراغم ربه أدخل أبويك الجنة، فيجرهما بسرره حتى يدخلهما الجنة ) ].

    وهذا حديث منكر.

    قال: [ حدثنا علي بن هاشم بن مرزوق قال: حدثنا عبيدة بن حميد قال: حدثنا يحيى بن عبيد الله عن عبيد الله بن مسلم الحضرمي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( والذي نفسي بيده، إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة، إذا احتسبته ) ].

    1.   

    باب ما جاء في الطعام يبعث إلى أهل الميت

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في الطعام يبعث إلى أهل الميت.

    حدثنا هشام بن عمار و محمد بن الصباح ، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر ، قال: ( لما جاء نعي جعفر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اصنعوا لآل جعفر طعاماً، فقد أتاهم ما يشغلهم ) أو ( أمر يشغلهم ).

    حدثنا يحيى بن خلف أبو سلمة قال: حدثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر عن أم عيسى الجزار ، قالت: حدثتني أم عون ابنة محمد بن جعفر عن جدتها أسماء بنت عميس ، قالت: ( لما أصيب جعفر رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله، فقال: إن آل جعفر قد شغلوا بشأن ميتهم، فاصنعوا لهم طعاماً ).

    قال عبد الله: فما زالت سنة حتى كان حديثاً فترك ].

    1.   

    باب ما جاء في النهي عن الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في النهي عن الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام.

    حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا هشيم (ح)

    وحدثنا شجاع بن مخلد أبو الفضل قال: حدثنا هشيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلي ، قال: كنا نرى الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام، من النياحة ].

    1.   

    باب ما جاء فيمن مات غريباً

    1.   

    باب ما جاء فيمن مات مريضاً

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء فيمن مات مريضاً

    حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج (ح)

    وحدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر قال: حدثنا حجاج بن محمد ، قال: قال ابن جريج : أخبرني إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء عن موسى بن وردان عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من مات مريضاً مات شهيداً، ووقي فتنة القبر، وغدي وريح عليه برزقه من الجنة ) ].

    1.   

    باب في النهي عن كسر عظام الميت

    قال المصنف رحمه الله: [ باب في النهي عن كسر عظام الميت.

    حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي قال: حدثنا سعد بن سعيد عن عمرة عن عائشة ، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كسر عظم الميت ككسره حياً ).

    حدثنا محمد بن معمر قال: حدثنا محمد بن بكر قال: حدثنا عبد الله بن زياد قال: أخبرني أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة عن أمه عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كسر عظم الميت ككسر عظم الحي في الإثم ) ].

    1.   

    باب ما جاء في ذكر مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما جاء في ذكر مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    حدثنا سهل بن أبي سهل قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله ، قال: ( سألت عائشة فقلت: أي أمه! أخبريني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: اشتكى فعلق ينفث، فجعلنا نشبه نفثه نفث آكل الزبيب، وكان يدور على نسائه، فلما ثقل استأذنهن أن يكون في بيت عائشة وأن يدرن عليه.

    قالت: فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين رجلين، ورجلاه تخطان بالأرض، أحدهما العباس.

    فحدثت به ابن عباس فقال: أتدري من الرجل الذي لم تسمه عائشة؟ هو علي بن أبي طالب ).

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بهؤلاء الكلمات: أذهب الباس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً، فلما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه أخذت بيده فجعلت أمسحه وأقولها، فنزع يده من يدي، ثم قال: اللهم اغفر لي وألحقني بالرفيق الأعلى، قالت: فكان هذا آخر ما سمعت من كلامه صلى الله عليه وسلم ).

    حدثنا أبو مروان العثماني قال: حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة عن عائشة ، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة، قالت: فلما كان مرضه الذي قبض فيه أخذته بحة، فسمعته يقول: مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ [النساء:69] فعلمت أنه خير ).

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير عن زكريا عن فراس عن عامر عن مسروق عن عائشة ، قالت: ( اجتمعن نساء النبي صلى الله عليه وسلم فلم تغادر منهن امرأة، فجاءت فاطمة كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: مرحباً بابنتي، ثم أجلسها عن شماله، ثم إنه أسر إليها حديثاً فبكت فاطمة ، ثم إنه سارها فضحكت أيضاً فقلت لها: ما يبكيك؟ قالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن، فقلت لها حين بكت: أخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث دوننا ثم تبكين؟ وسألتها عما قال فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا قبض سألتها عما قال، فقالت: إنه كان يحدثني أن جبرائيل كان يعارضه بالقرآن في كل عام مرة، وأنه عارضه به العام مرتين، ولا أراني إلا وقد حضر أجلي، وأنك أول أهلي لحوقاً بي، ونعم السلف أنا لك، فبكيت، ثم إنه سارني فقال: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو نساء هذه الأمة، فضحكت لذلك ).

    حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا مصعب بن المقدام قال: حدثنا سفيان عن الأعمش عن شقيق عن مسروق ، قال: قالت عائشة رضي الله عنها: ( ما رأيت أحداً أشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ).

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن موسى بن سرجس عن القاسم بن محمد عن عائشة ، قالت: ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يموت وعنده قدح فيه ماء، فيدخل يده في القدح، ثم يمسح وجهه بالماء، ثم يقول: اللهم أعني على سكرات الموت ).

    حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري سمع أنس بن مالك يقول: ( آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كشف الستارة يوم الإثنين، فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف، والناس خلف أبي بكر في الصلاة، فأراد أن يتحرك فأشار إليه أن اثبت، وألقى السجف، ومات في آخر ذلك اليوم ).

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا همام عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن سفينة عن أم سلمة: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في مرضه الذي توفي فيه: الصلاة وما ملكت أيمانكم، فما زال يقولها حتى ما يفيص بها لسانه ).

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا إسماعيل بن علية عن ابن عون عن إبراهيم عن الأسود ، قال: ( ذكروا عند عائشة أن علياً كان وصياً، فقالت: متى أوصى إليه؟! فلقد كنت مسندته إلى صدري، أو إلى حجري، فدعا بطست، فلقد انخنث في حجري فمات وما شعرت به، فمتى أوصى صلى الله عليه وسلم؟!) ].

    1.   

    باب ذكر وفاته ودفنه صلى الله عليه وسلم

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ذكر وفاته ودفنه صلى الله عليه وسلم.

    حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنه، قالت: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر عند امرأته ابنة خارجة بالعوالي، فجعلوا يقولون: لم يمت النبي صلى الله عليه وسلم، إنما هو بعض ما كان يأخذه عند الوحي، فجاء أبو بكر فكشف عن وجهه، وقبل بين عينيه، وقال: أنت أكرم على الله أن يميتك مرتين، قد-والله - مات رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعمر في ناحية المسجد يقول: والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يموت حتى يقطع أيدي أناس من المنافقين كثير وأرجلهم، فقام أبو بكر فصعد المنبر فقال: من كان يعبد الله فإن الله حي لم يمت، ومن كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِينْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ [آل عمران:144].

    قال عمر: فلكأني لم أقرأها إلا يومئذ ].

    في هذا أن الأدلة الظاهرة البينة قد تغيب حتى عن أهل العلم والفضل في المدلهمات والخطوب، كما غاب من أظهر الأدلة عن عمر بن الخطاب عليه رضوان الله الملهم المحدث، غاب دليل بين في مسألة بينة، ولهذا نقول: إن الإنسان في أمثال هذه المواضع يتأنى ويتريث ويلتمس ويدقق، ولهذا عمر بن الخطاب عليه رضوان الله رجع أول ما سمع الآية تسليماً، ورجوع الإنسان عند خفاء بعض الأشياء البينة، ولو كان صاحب فضل وجلالة وديانة أو علم ونحو ذلك هذا أمارة فضل فيه لا استعجال، فإن مثل هذه الأمور تقع من الإنسان، إما لخطب شديد يغيب فيه عن الإنسان التماس الأدلة.

    العقل له أشياء يتناول بها المعارف والأدلة كما يتناول الإنسان بيده المقابض في حال الزلزلة أو الكرب أو نحو ذلك، ربها يتناولها وربها تفلت منه، كذلك الدليل أيضاً، ولهذا الإنسان المؤمن رجاع أواب، حتى فيها ظهر من أمور المخالفة.

    قال: [حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق قال: حدثني حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس ، قال: لما أرادوا أن يحفروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعثوا إلى أبي عبيدة بن الجراح ، وكان يضرح كضريح أهل مكة، وبعثوا إلى أبي طلحة ، وكان هو الذي يحفر لأهل المدينة، وكان يلحد، فبعثوا إليهما رسولين، فقالوا: اللهم خر لرسولك، فوجدوا أبا طلحة ، فجيء به، ولم يوجد أبو عبيدة ، فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

    قال: فلما فرغوا من جهازه يوم الثلاثاء، وضع على سريره في بيته، ثم دخل الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسالاً يصلون عليه، حتى إذا فرغوا أدخلوا النساء، حتى إذا فرغوا أدخلوا الصبيان، ولم يؤم الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد.

    لقد اختلف المسلمون في المكان الذي يحفر له، فقال قائلون: يدفن في مسجده. وقال قائلون: يدفن مع أصحابه. فقال أبو بكر : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض )، قال: فرفعوا فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توفي عليه فحفروا له، ثم دفن صلى الله عليه وسلم وسط الليل من ليلة الأربعاء، ونزل في حفرته علي بن أبي طالب و الفضل بن العباس و قثم أخوه، وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وقال أوس بن خولي- وهو أبو ليلى- لـعلي بن أبي طالب: أنشدك الله وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له علي: انزل، وكان شقران مولاه أخذ قطيفة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها، فدفنها في القبر، وقال: والله لا يلبسها أحد بعدك أبداً، فدفنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ].

    وكذلك في الفتن يتسارع الخلاف، وأول خلاف في الأمة بعد وفاة النبي عليه الصلاة السلام، هل مات النبي أو لم يمت؟ ثم خلاف سريع بعد ذلك في تغسيل النبي صلى الله عليه وسلم هل يجرد أو لا يجرد؟ ثم أين يدفن النبي صلى الله عليه وسلم، هل يدفن في مكة أو في المدينة أو في غيرهما؟ ثم إرث النبي صلى الله عليه وسلم هل يورث النبي صلى الله عليه وسلم؟ وعجلة نزع هذا الخلاف تكون بالدليل كلها ينزعها أبو بكر الصديق عليه رضوان الله أعلم هذه الأئمة بعد نبيها.

    ولهذا في أمثال هذه المواضع الإنسان يلتمس النجاة بالدليل، واللجوء إلى أصدق أهل العلم وأعلمهم، كما لجأ الصحابة عليهم رضوان الله تعالى إلى الوحي الذي أبداه أبو بكر الصديق عليه رضوان الله تعالى، والواحد من أمثال هذه الخلاف هو كفيل بأن يشق صف الأمة كلها كما شق صف اليهود والنصارى في عيسى ومنزلته ومن هو وكيفيته، نزع هذا الخلاف مباشرة، مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرفع، وإلا لبقي مثل هذا الأمر باقياً لو كان الأمر على جهالة أو كانت النفوس ضعيفة، لكن لما كان الصحابة عليهم رضوان الله على منزلة علية، وأصحاب ديانة، وصدق، والتماس للحق، ينزع الخلاق كله.

    والخلاف هذا لو كان في أمه متأخرة أو في غير هذه الأئمة، لشقها إلى أحزاب وطوائف.

    قال: [حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا عبد الله بن الزبير أبو الزبير قال: حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك ، قال: ( لما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من كرب الموت ما وجد، قالت فاطمة : واكرب أبتاه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا كرب على أبيك بعد اليوم، إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتارك منه أحداً، الموافاة يوم القيامة ).

    حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثني حماد بن زيد قال: حدثني ثابت عن أنس بن مالك ، قال: قالت لي فاطمة: يا أنس! كيف سخت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

    وحدثنا ثابت عن أنس: أن فاطمة قالت حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم: واأبتاه، إلى جبرائيل أنعاه، واأبتاه، من ربه ما أدناه، واأبتاه، جنة الفردوس مأواه، واأبتاه، أجاب رباً دعاه.

    قال حماد: فرأيت ثابتاً حين حدث بهذا الحديث بكى حتى رأيت أضلاعه تختلف.

    حدثنا بشر بن هلال الصواف قال: حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي ، قال: حدثنا ثابت عن أنس ، قال: لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه، أظلم منها كل شيء، وما نفضنا عن النبي صلى الله عليه وسلم الأيدي حتى أنكرنا قلوبنا.

    حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر ، قال: كنا نتقي الكلام والانبساط إلى نسائنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مخافة أن ينزل فينا القرآن، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلمنا.

    حدثنا إسحاق بن منصور قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن ابن عون عن الحسن عن أبي بن كعب رضي الله عنه، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما وجهنا واحد، فلما قبض نظرنا هكذا وهكذا.

    حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال: حدثنا خالي محمد بن إبراهيم بن المطلب بن السائب بن أبي وداعة السهمي قال: حدثني موسى بن عبد الله بن أبي أمية المخزومي قال: حدثني مصعب بن عبد الله عن أم سلمة بنت أبي أمية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: كان الناس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام المصلي يصلي لم يعد بصر أحدهم موضع قدميه، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان الناس إذا قام أحدهم يصلي لم يعد بصر أحدهم موضع جبينه، فتوفي أبو بكر ، فكان عمر ، فكان الناس إذا قام أحدهم يصلي لم يعد بصر أحدهم موضع القبلة، وكان عثمان بن عفان فكانت الفتنة فتلفت الناس يميناً وشمالاً.

    حدثنا الحسن بن علي الخلال قال: حدثنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس ، قال: قال أبو بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لـعمر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، قال: فلما انتهينا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟ فما عند الله خير لرسوله. قالت: إني لأعلم أن ما عند الله خير لرسوله، ولكني أبكي لأن الوحي قد انقطع من السماء. فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا الحسين بن علي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي، فقال رجل: يا رسول الله! كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت- يعني: بليت-؟ قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ).

    حدثنا عمرو بن سواد المصري قال: حدثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أيمن عن عبادة بن نسي عن أبي الدرداء ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة، فإنه مشهود تشهده الملائكة، وإن أحداً لن يصلي علي إلا عرضت علي صلاته حتى يفرغ منها، قال: قلت: وبعد الموت؟ قال: وبعد الموت، إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، فنبي الله حي يرزق ) ].

    نقف على هذا، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767145556