أما بعد:
فيا أيها المسلمون: وصيتي إليكم من هذه البقعة الطاهرة تقوى الله عز وجل، والقيام بعبادته أداء لحقه، وطمعاً في مرضاته، وخوفاً من عقابه، كما أوصيكم ونفسي بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنفيذ أوامره، والبعد عن زواجره، ولزوم سنته، والتعبد لله بشريعته؛ لنحقق الفوز بالسعادة الأبدية، قال الله تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ [النور:52].
عباد الله: يحتاج المسلم في هذه الحياة أن يرسم لنفسه -إن أحب نجاتها- منهجاً سليماً من التعثر، بعيداً عن السبل، يضمن وصوله -بإذن الله- إلى هدفه المنشود.
فكما أن الناس في أمور دنياهم يعدون الخطط ويرسمون المناهج للوصول إلى مبتغاهم وما يؤملون دون تعقيد ولا مصاعب، فمن أراد سفراً فإنه يجتهد غايته، ويبذل وسعه في إتقان خطة السير لمعرفة الطريق وسلامته من المخاوف، والوصول بأقصى سرعة دون ضياع ولا عقبات، فكذلكم -يا عباد الله- من كان مسافراً إلى الآخرة، باحثاً عن السلامة والنجاة، راغباً في نعيم الله وجنته، خائفاً من عقابه وناره؛ فأولى له ثم أولى له أن يجتهد غاية الاجتهاد في معرفة الطريق الموصل إلى الله دون زيغ ولا ضلال؛ خشية أن يفجعه الأجل فيلقى ربه على غير هدى من الله، ولا أثارة من علم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولكن يجب على المسلم في هذه الحياة -لا سيما مع كثرة الفتن وغلبة الاختلاف والهوى، وشيوع مظاهر المخالفة للكتاب والسنة- أن يسير في حياته ملتزماً بكتاب الله، مقتدياً بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مقتفياً آثار سلف هذه الأمة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتابعيهم بإحسان من أهل القرون الثلاثة المفضلة، المشهود لها بالخيرية من رسول الهدى عليه الصلاة والسلام.
ولما كادت معالم هذا المنهج أن تخفى، وأوشكت دلائله أن تمحى، وآثاره أن تندثر، ومعالمه أن تلتبس؛ كان لزاماً أن يذكر المسلمون به؛ فيعملوا به؛ ليعود لهم سالف عزهم، وظاهر مجدهم، وسابق حضارتهم، فالمسلمون في أعقاب الزمن لغلبة الجهل بدين الله، وقلة البصيرة بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ محتاجون لوضع تأصيل علمي وعملي، وتقعيد منهجي شرعي، يكون منطلقاً للعمل المثمر والجهد البناء الذي يوصلهم إلى الله دون مخالفة ولا مجاوزة، لا سيما في قضايا الاعتقاد والاتباع.
وشخصية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ليست شيئاً مغموراً، ولا في ثنايا التاريخ مطموراً؛ بل إن ذكره عليه الصلاة والسلام يرتفع على المنابر ويدوي عبر المنائر دائماً وأبداً، ولكنه مع ذلك ليس رباً فيعبد، ولا إله فيقصد؛ وإنما هو رسول يطاع ويتبع، وقد حذر أمته صلى الله عليه وسلم من إطرائه والغلو فيه، يقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه البخاري : {لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله }.
فشتان بين المحبة الحقيقة الصادقة وبين المحبة المزيفة المدعاة! وفصل ما بينهما تحقيق المتابعة للمحبوب، وقديماً زعم أقوام محبة الله ورسوله؛ فأنزل الله مطالبتهم بصدق برهانهم في دعوى المحبة بقوله سبحانه: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران:31].
فالمحبة الصادقة -يرعاكم الله- تقتضي اتباع سنته، ولزوم منهجه، والتأسي به ظاهراً وباطناً، قولاً وفعلاً واعتقاداً، ومنهجاً وسلوكاً وأخلاقاً؛ لقوله سبحانه: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21].
وأما المحبة المدعاة فهي القائمة على الألفاظ دون المعاني، والمظاهر دون الحقائق، والشكليات دون المعنويات، والادعاء والشقشقة دون العمل والمتابعة، والذكريات والمناسبات في أيام وليال معلومات، دون الاتباع مدى الحياة إلى الممات، فانظر لنفسك أيها المحب من أي الفريقين أنت!
يا أحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم! إن حب الله وحب رسوله عليه الصلاة والسلام أمر كامن في شغاف النفوس، وفي قلوب أهل الإيمان متأصل ومغروس؛ لكن هيهات هيهات أن يكون في سجع المدائح وهز الرءوس!
محبة الله ورسوله عبادة يتقرب بها إلى الله، مقدمة عند أهل الإيمان على محبة كل محبوب، ولما قال عمر رضي الله عنه للحبيب صلى الله عليه وسلم: {والله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي. قال عليه الصلاة والسلام: لا. والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك. قال: بل أنت أحب إلي من كل شيء حتى من نفسي. قال: الآن يا
يقول الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله: ومنزلة المحبة هي: المنزلة التي تنافس فيها المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى عالمها شمر السابقون، وبروح نسيمها تروح العابدون، فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون، وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام... إلى آخر ما قاله رحمه الله في هذا المقام.
فيا أيها المسلمون! أيها المحبون! لقد عرف سادات المحبين رحمهم الله معنى المحبة وضوابطها الشرعية؛ فوقفوا عند حدود ما جاء به المحبوب صلى الله عليه وسلم، وعلموا أن عصيان أمره ومخالفة منهجه دليل على كذب الادعاء.
هل يجرأ أحد من المحبين أو مدعي المحبة أن يزعم أنه أحب لدين الإسلام ولرسول الإسلام عليه الصلاة والسلام من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وأرضاهم، ومن بعدهم من القرون المفضلة؟!
أين العقول المفكرة؟! وأين البصائر الحية؟!
ولكن، صلوات الله وسلامه على الحبيب المصطفى والنبي المجتبى، القائل: {فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة } أخرجه أهل السنن من حديث العرباض بن سارية .
ألا ما أحوجنا أمة الإسلام -وقد انعكست كثير من المفاهيم، وتغيرت كثير من المعايير- أن تحيي في النفوس الحب المنهجي لا الحب العاطفي، وأن يستبدل الحب في الادعاء والمظهر بالصدق في الحقيقة والجوهر، ووالله الذي لا إله غيره إن ما أصاب المسلمين من ذل ومهانة، واختلاف وتفرق، سببه عدم الرجوع إلى المنبع الصافي، والمنهل العذب ما كان عليه رسول الهدى صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم.
إن مما يؤسف كل غيور على دينه أن تكون فئام من الأمة يسيرون دون تحقيق ولا اتباع، والله إنها لأحوال مبكية وأوضاع مزرية، هؤلاء مسئولية من أيها المسلمون؟! على ماذا يحيون؟! وعلى ماذا يموتون؟!
والويل لمن حيا ومات على غير سنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، إلى متى تستمر الغثائية التي أثقلتها التكاليف الشرعية فعمدت إلى مظاهر محدودة، وعاطفة مشبوبة، دون تأصيل ولا منهجية؟!
إلى متى يستمر بعض المسلمين يعيشون حياة الادعاء للإسلام والتسمي به دون تحقيقه في عقيدة واتباع؟!
ماذا جنت الأمة من تمييع القضايا العقدية، وإذابة شخصيتها الإسلامية في تعتيمات وغمومات؟!
نعم. كانت ولا زالت سبباً فيما وصل إليه حالها، فالله المستعان!
أمة الإسلام: بهذه المعالم الواضحة، والمقومات الظاهرة في قضية الاتباع، يستطيع كل ذي لب وبصيرة، ويتأهل كل ذي عقل رشيد ورأي سديد، أن يحكم على ما جدّ في حياة الناس اليوم، وما أحدث في مجتمعاتهم، فيدفعه ذلك إلى التمسك الصحيح بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ففيهما السلامة والعصمة.
إن الاعتصام بالوحيين قضية عقدية منهجية لا تخضع للتغييرات الجغرافية الضيقة، ولا النظرات الإقليمية المحدودة، بل إنها تتجسد بعيداً عن التعصب المذهبي والتحزب المنهجي الذي يسلكه بعض من قل فقهه وآثر الهوى على الهدى.
إن أمة الإسلام اليوم بحاجة ماسة إلى العودة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بعد أن أصبحت غرضاً للسئام، وطعمة للئام، وعبثاً للأقزام، وما هذه الحروب والويلات والتحديات والمؤامرات حتى استحلت المقدسات، وتُحِكمت في كثير من المقدرات؛ إلا دليل على ذلك، وإن تخلي كثير من أبناء المسلمين عن عقيدتهم، وتأثرهم بقيح شعارات براقة، وصديد ثقافات نافذة؛ أخرج أجيالاً بعيدة الانتماء عن مصدر عزها وسعادتها، وينبوع مبادئها وقيمها ومثلها، فلماذا كل هذا -أيها المسلمون- كأن لم يكن بيننا كتاب وسنة!
بأيديهم نوران ذكر وسنة فما بالهم في حالك الظلمات |
ولقد كان سفلنا الصالح رحمهم الله يعظمون أمر السنة، وكانوا شديدي التمسك بها.
يقول الزهري رحمه الله: كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة.
الله أكبر! وبعد يا حماة السنة! كيف هي الحال؟ لقد خلفت قلوب تعرف منهم وتنكر.
فلنتقي الله يا عباد الله، ولنروض أنفسنا على الاعتصام بالكتاب والسنة في كل الأمور اعتقاداً وقولاً وعملاً وسلوكاً وأخلاقاً، ولنحرص على إشاعتها وتعليمها والعمل بها، ودعوة الناس إليها، وتربية البيوت والأسر والنشء عليها، وإن على من أوتوا فيها حظاً من العلم ونصيباً من الفقه والفهم مسئولية كبرى في ذلك، فما ارتفعت رايات المخالفات إلا لما خلت لها الساحات، وتوارى بعض أهل الحق عن إرشاد الخلق.
فيا أمة محمد صلى الله عليه وسلم! أبدعاً والسنة ظاهرة؟! أمحدثات والسنن واضحات؟! أيتحول دين الله في رابعة النهار لهواً ولعباً، ويترك ميراث النبوة نهباً للعوادي؟!
فالله المستعان! ولكن قد صح عن سيد البشر عليه الصلاة والسلام قوله: (لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ).
نسأل الله تعالى أن يرزقنا صدقاً في التمسك بكتابه، وحسن المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم، إنه جواد كريم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:153].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله! واعلموا أن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
عباد الله! إن قيمة الأفراد والمجتمعات ومكانة الأمم والحضارات؛ تكمن في ولائها لمبادئها، وانتمائها لأصولها وثوابتها، وإن انتماء المسلم وولاءه يجب أن يكون لدينه وعقيدته، ولكتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مهما طالت السنون، ومرت القرون، ولله در إمام دار الهجرة رحمه الله حيث يقول: لن يصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً.
كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى عامل له فقال: أما بعد :
فإني أوصيك بتقوى الله، والاقتصار على أمره، واتباع سنته وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وترك ما أحدثه المحدثون بعده مما جرت به سنته، وكفينا مؤنته، فعليك بلزوم السنة؛ فإنها لك بإذن الله عصمة، واعلم أن السنة إنما سنها من علم ما في خلافها من الخطأ والزلل والحمق والتعمق، فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم، فإنهم السابقون وإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذٍ كفوا، ولهم كانوا على كشف الأمور أقوى، وبفضل فيه لو كان أحرى، فلئن كان الهدى ما أنتم عليه فقد سبقتموهم إليه، وقد تكملوا فيه بما يكفي، ووصفوا منه ما يشفي، لقد قصر دونهم أقوام فجفوا، وطمح عنهم آخرون فغلوا، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم.
وما أحسن ما قاله الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: [[من كان منكم مستناً فليتسن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذا الأمة، وأبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوماً اختارهم الله سبحانه وتعالى لصحبه نبيه صلى الله عليه وسلم، فاعرفوا لهم فضلهم وتمسكوا بما استطعتم من آثارهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ]].
ألا ما أحوجنا أمة الإسلام اليوم، بعد أن أوشكت أمواج الفتن وأعاصير المحن أن تعصف بسفينة الأمة، وتطيح بها بعيداً عن ساحل الأمان، وشاطئ السلامة والنجاة، ما أحوجنا أن نراجع أنفسنا وننظر في أحوالنا ومناهجنا! ما مدى التزامنا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟ ما مدى صدق دعوانا في عقيدتنا وتمسكنا بسنة رسول الهدى صلى الله عليه وسلم؟ إن مقياس ذلك الذي لا يتغير ومعياره الذي لا يتبدل هو النظر في التطبيق والاتباع.
هذا وإني أوصي المسلمين جميعاً من هذه البقعة التي انتشرت فيها رايات الكتاب والسنة -إعذاراً وبلاغاً للأمة، وبراءة للذمة- أن يتقوا الله عز وجل، ويتمسكوا بهدي سلفهم الصالح، ويبتعدوا عما أحدثه المحدثون وابتدعه المبتدعون.
فخير الأمور السالفات على الهدى وشر الأمور المحدثات البدائع |
هذا وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبيكم محمد بن عبد الله، كما أمركم بذلك ربكم جل في علاه، فقال عز من قائل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56] اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلِّ عليه ما تعاقب الليل والنهار، وصلِّ عليه وعلى المهاجرين والأنصار، اللهم صلِّ عليه ما تلاحمت الغيوم، وما تعاقبت النجوم يا رب العالمين!
اللهم ارض عن خلفائه الراشدين وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين!
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأدم الأمن والاستقرار في ربوعنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق إمامنا بتوفيقك وأيده بتأييدك، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك، وهيئ له البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه.
اللهم هيئ لأمة الإسلام من أمرها رشداً، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم ولِّ عليهم خيارهم، واكفهم شر شرارهم يا ذا الجلال والإكرام!
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم في فلسطين وكشمير وفي كوسوفا وفي غيرها يا رب العالمين! اللهم عجل بنصرهم يا قوي يا عزيز!
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكون من الخاسرين، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، الأحياء منهم والميتين، برحمتك يا أرحم الراحمين!
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر