إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. سلمان العودة
  5. لقاء مفتوح مع طالبات كلية البنات بحائل

لقاء مفتوح مع طالبات كلية البنات بحائلللشيخ : سلمان العودة

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تكلم الشيخ حفظه الله في هذا الدرس عن اهتمام الإسلام بالمرأة، وعن مكانتها في المجتمع وبين أشكال العبودية التي تقع فيها المرأة عند الابتعاد عن الإسلام، ووضح المجالات التي تستطيع فيها المرأة خدمة دينها ومجتمعها.

    1.   

    اهتمام الإسلام بالمرأة

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل على نبيك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد:

    إنها فرصة ولحظة مباركة أن يهيأ مثل هذا اللقاء الذي أرجو الله تعالى أن يكون سبب خيرٍ، وفرصة مناسبة للحديث في بعض الموضوعات المهمة.

    أيها الأخوات الكريمات في هذه الكلية المباركة! أود أن أقدم بين يدي إجابتي على هذه الأسئلة الموجودة أمامي الآن، بمقدمة سريعة أتحدث فيها عن آفاق ومجالات، المرأة المسلمة، في ميادين العمل الدعوي، والإصلاحي، والجهادي.

    إن المرأة هي صنو الرجل وشقيقته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {، إنما النساء شقائق الرجال} وإنما جاء الإسلام ليرفع من شأن الإنسان، كل الإنسان رجلاً كان أو امرأة.

    إذاً: الذكر والأنثى كلاهما متعبد بهذا الدين، وكلاهما مطالب بالتكاليف، ومحاسب بين يدي الله تعالى يوم القيامة، وواجب على الأخت المسلمة أن تدرك هذه المسئولية.

    نعم. قد يوجد في بعض المجتمعات نوع من النظرة الدونية للمرأة، وقد ينظر إليها بعض الناس على أنها مخلوق من الدرجة الثانية، أو الثالثة -مثلاً- وقد تكون محتقرة في بعض المجتمعات، ولكن هَدي الإسلام لا يؤخذ من خلال المجتمع، ولا يؤخذ من خلال التطبيق في بلدٍ أو مدينةٍ أو منطقةٍ أو أسرة معينة، إنما هدي الإسلام يؤخذ من خلال نصوص القرآن والسنة أولاً، ويؤخذ من خلال التطبيق الصحيح النموذجي للإسلام في عهود الصحابة رضي الله عنهم، وعهود السلف الصالح، حيث كانت المرأة تتبوأ أرقى المنازل وأعظمها، كانت مكرمة، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى مجتمع يحتقر المرأة ويزدريها، فلم يهادن هذا المجتمع، ولم يجامله، بل صرخ بين أظهر الناس بضرورة إعادة الاعتبار والاحترام للمرأة، وتكريمها أُماً، أو بنتاً، أو أختاً، أو زوجةً، وإعطائها حقها الواجب لها.

    القيود التي تواجهها المرأة

    يجب على المرأة أن تدرك هذا الدور، وأن تدرك أن استعادتها لمكانتها لا يكون بتأثرها بتلك الدعوات العلمانية التي تدعو المرأة إلى خلع ما يسمونه بالمألوف، أو التقاليد البالية، أو العادات المتوارثة، والتحرر من ربقتها.

    إن هذه الأصوات لا تعدو أن تكون استغلالاً لواقع قد تعيشه المرأة في بعض البيئات وفي بعض البلاد، ولكن النداء الحق والصوت الحق هو الذي ينادي ويدعو إلى تحرير المرأة من رق العبودية لغير الله عز وجل، ومن قيود التبعية للشرق أو الغرب.

    نعم. قد تخرج المرأة -مثلاً- من قيد التبعية، أو التأثر بأوضاع اجتماعية لا تكون مرضية، ولكنها تقع في قيدٍ آخر وهو قيد أشد وأعظم وأنكى، فتقيد نفسها بقيود الموضة ورسومها، أو العادات الغربية المستوردة التي تفرض نفسها على المرأة حتى لا تجد لها عنها مخرجاً، وهناك فرق بين هذين النوعين:

    النوع الأول من القيود التي تعانيها النساء في بعض المجتمعات العربية والإسلامية، هي: قيود ربما يفرضها المجتمع، فتشعر المرأة بكراهيتها، وتتنصل منها.

    النوع الثاني من القيود التي أتت بها الحضارة الغربية، هي: قيود تقيد المرأة بها نفسها بطوعها واختيارها ورغبتها، وهذا سر خطورتها.

    إن المرأة يجب أن تتخلص من كل تلك القيود لتعيش في ظل الإسلام، والإسلام فيه تكاليف ولا شك، وفيه ضوابط، وأوامر، ونواهي، وقد يسمي البعض هذه الأشياء قيوداً، ولكنها قيود من عند الله عز وجل، وتكاليف أمر بها رب السماوات والأرض، وهي على المرأة، كما هي على الرجل أيضاً، هي على جنس الإنسان؛ لأن الإنسان عبد في هذه الدنيا، وليس حراً في الواقع، عبد ولكن لمن؟ ليس عبداً للمادة والشهوة، والدرهم والدينار والكراسي والعادات والتقاليد القبلية، وإنما هو عبد لله عز وجل، ومقتضى عبوديته لله تقتضي أن يطيع الله تعالى فيما أمر ونهى، وأن يدرك أن العبودية لله هي أعظم مظاهر الحرية الحقيقية، فمن كان عبداً لله تحرر من العبودية لغير الله، أما من رفض هذه العبودية وتمرد عليها، فإنه يكون عبداً لآلهة شتى: يكون عبداً للشهوة، وللمادة، وللحب، وللهوى، وللعشق، ولألوان من المذلة في حياته، ولهذا قال القائل:

    أطعت مطامعي فاستعبدتني          ولو أني قنعتُ لكنت حرا

    فعبودية الطمع في المال، أو فيما يريده الإنسان من أغراض وأعراض الحياة الدنيا هي أخطر ألوان العبودية.

    إذاً: واجب أن تدرك المرأة المسلمة أن حريتها الحقيقية، وأن نجاتها، وخلاصها، ليس أن تخرج من قيد إلى قيد، ولا أن تهرب من مشكلة إلى مشكلة أعظم منها، ولا أن تعالج المرض بمرض مثله أو أشد، ولكن أن تخرج من ذلك كله وتتخلص من هذا الإسار والأغلال إلى الإيمان، والدين، وإلى طاعة الله تعالى، وأن تكون المرأة المسلمة منادية بكل ذلك.

    أهمية القراءة للمرأة

    إن مسئولية المرأة المسلمة كبيرة في المجتمع، فهي مطالبة أولاً: أن تبني نفسها بناءً صحيحاً، وأن تشعر بأنها كيان مستقل بذاته، مسئول ٌيوم القيامة مسئولية خاصة، ومحاسب، ومكلف، ومطالب، كما يطالب غيره، لذلك أقول: لماذا نجد إعراض الكثير من الفتيات -مثلاً- عن القراءة، بألوانها وأنواعها وعدم الاشتغال بذلك؟

    فإنك تجد الكثير من الناس والفتيات على وجه الخصوص ليس لديها رغبة في القراءة والمطالعة، والمتابعة للكتب المفيدة، والدروس النافعة وغير ذلك مما تستفيد منه، سواء في دينها أو في دنياها، حتى في القضايا العلمية التي تحتاجها في أمورها الدنيوية، ربما يكون ذلك قليلاً أم غير موجود أحياناً، وربما تنهمك الفتاة بأمور لا تلام في الأصل على إعطائها قدراً من العناية، فالمرأة بل الإنسان قد لا يكون ملوماً أن يهتم بمظهره، ويحرص على أن يبرز أمام الآخرين بصورة حسنة جميلة، وأن يحرص على ذلك بقدر معتدل، وكذلك أن يحرص على الاتصال بالآخرين مباشرة أو هاتفياً بقدر ما يحتاج إليه، ويتحدث معهم وينبسط إليهم، لكن أن يتحول ذلك كله إلى هم يشغل كل وقتنا، وكل حياتنا، وفراغنا، ثم لا نجد وقتاً لنقرأ، أو نراجع، أو أن ندرس، أو أن نتابع، أو أن نفكر، فإنني أعتقد أن هذا خطأ.

    وأحياناً ربما أستطيع أن أقول: إن الفتاة تساهم من حيث تدري أو لا تدري في تلك النظرة المنحرفة التي ينظر إليها بعض الناس، من خلال أنها لا تكوِّن نفسها تكويناً صحيحاً، ولا تحفظ وقتها حفظاً جيداً، إنني أسمع الكثيرين يقولون:

    إن المرأة لا هم لها إلا العناية بمظهرها وجمالها، وإن الفتاة تقضي أمام المرآة ساعات لإصلاح الماكياج، وإن المرأة تقتني عشرات الثياب والملابس، وتغيرها في كل يوم، نعم. أنا أعرف أن هذا الكلام فيه تحامل، وفيه تجنٍّ، وفيه عموم، وأنه ربما كان هذا الإنسان يستطيع أن يتكلم عمن يعرف من النساء أنهن كما وصف، لكنه لا يستطيع أن يعمم هذا الحكم على كل بنات حواء، فإن كثيراً من النساء ممن هن على مستوى من الوعي، والعلم، والعقل، والإدراك، والفهم، والدعوة، والنشاط، يجب أن يذكرن ويشكرن، وتعميم السلبيات خطأ.

    ولكن مع ذلك أقول: ينبغي لنا أن ندرك، ولو أقل قدر من الخطأ الموجود عندنا فنعمل على تلافيه.

    أهمية التعرف على المشكلات الاجتماعية

    إن من الواجب على المرأة أيضاً أن تعمل على التعرف على المشكلات الاجتماعية، وعلى قضايا المرأة بصفة خاصة، وأن تسعى في حلها، لماذا لا يكون للمرأة مشاركة في دراسة أوضاع المجتمع ومشكلاته والظواهر السلبية الموجودة فيه وإعداد بعض الاستبيانات في هذا الموضوع ودراستها، والخروج منها بنتائج؟

    مثلاً: قد توجد ظاهرة سلبية عند بعض البنات في المدارس أو في غيرها، وهي تختلف من مجتمع إلى آخر، فقد تكون هذه الظاهرة السلبية في بعض المجتمعات المنحرفة تصل إلى حد انتشار المخدرات، لكن في مجتمعات أخرى قد لا يكون الأمر كذلك، وقد تكون هذه الظاهرة السلبية ظاهرة الإعجاب المتبادل بين البنات، والذي يتعدى درجة المحبة المعتدلة، أو الصداقة المعقولة إلى لون من التعلق القلبي الكبير والخطير الذي تذوب فيه شخصية الفتاة، وتضيع فيه معالمها، وتصبح فيه مجرد ظل لفلانة، أو صورة عنها، أو تقليد لشخصيتها، فتفقد استقلالها، وتفقد ذاتها، وشخصيتها، وتذوب في شخصية معلمة أو زميلة أو صديقة أو ما أشبه ذلك، هذه ظاهرة سلبية ويجب أن تعالج، لكن أيضا العلاج يجب أن يكون مبنياً على معرفة.

    ومن هو الذي يستطيع أن يدخل في أوساط البنات، ويطرح عليهن بعض الأسئلة، ويكتب الأجوبة بأمانة وبدقة وبعيداً عن التسمية -مثلاً- من أجل معرفة أسباب هذه المشكلة، ويدرس الأسباب، والحلول بشكل جيد ويقدم بعض المقترحات على شكل محاضرات، أو دروس، أو توجيهات، ولا مانع أيضاً أن يقدمها لمتحدثين من الرجال، يمكن أن يعالجوا هذه الظاهرة، ويمسوها بشكل يخدم وينفع ويزيل هذه المشكلة؟

    قد تكون هناك مشكلة أعمق وأبعد في المجتمع كله، ليست مقصورة في أوساط الطالبات -مثلاً- ولا في مجتمع معين أو مدرسة معينة، مثلاً: ظاهرة تفشي الطلاق، ظاهرة خطيرة، ويجب أن تخيفنا فعلاً، فنسب الطلاق مرتفعة قد تصل في بعض المجتمعات أحيانا إلى (50%) من نسب الزواج، يعني (50%) من المتزوجين قد يطلقون، وربما -أيضاً- في السنة الأولى من الزواج، وهذا لا شك أنه خطر كبير، فكم بذل الإنسان في الزواج، تجربة نفسية ومالية والطرفان كلاهما خاسر في عملية الطلاق، ولكنه قد يجد نفسه مضطراً إليه لتجنب ما هو أخطر منه.

    دراسة هذه الظاهرة: أسبابها، عددها، تكثر في أي فئة، وفي أي طبقة، وفي أي مستوى، دراسة أحوال المطلقات -مثلاً- وأحوال أزواجهن إلى غير ذلك، هذه الظاهرة جزء كبير منها يمكن أن تقوم به الفتاة، ولا يشترط أن تكون فتاة دارسة في قسم علوم اجتماعية، ولا أن تكون فتاة مختصة، إنما هي فتاة معنية بأمر مجتمعها، ومعنية باستقامة هذا المجتمع على الدين، ومعرفة ظواهره السلبية، وتدرك أن أي ظاهرة سلبية توجد في المجتمع هي ضد الدين، وضد التدين الصحيح، لأن الدين إنما جاء لإقامة المجتمع على أحسن وأقوم السبل، والله تعالى يقول: لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ [التين:4-6].

    إذاً إدراك هذه المشكلة، وأبعادها وأسبابها، وحلولها، ونسب انتشارها، وتقديم الحلول المناسبة قد يقلل من هذه المشكلة، وقد يحجمها، ومشاركة الفتاة في مثل هذا المجال هي مشاركة ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها بحال.

    دور المرأة في الدعوة

    لا تقتصر الفتاة على مجرد الرصد لهذه الظواهر أو دراستها أو تسجيل الإحصائيات حولها أو دراسة أسبابها، بل يتعدى الأمر للتصدي للتوجيه والتعريف والدعوة والإصلاح العام داخل المجتمع.

    نحن لا نوافق أبداً على أن مجتمع النساء مجتمع قائم بذاته، ومعزول علمياً عن مجتمع الرجال، هو معزول عملياً، ولكن من الناحية العلمية فالمجتمع يحتاج بعضه إلى بعض، فالمرأة تحتاج إلى العالم لتستفتيه فيما أشكل عليها، وليس ضرورياً أن يكون في كل بلد مفتياً من الرجال، ومفتياً من النساء، لكن من الضروري أن يوجد في مجتمع النساء أعداد كافية من الفتيات المحتسبات في التعليم، والتوجيه، والإصلاح، والدعوة، وأن يكون لهن تأثير كبير في أوساط المجتمع لماذا يقع هذا؟ يقع لأسباب:

    منها: أننا ندرك أن هناك في الطرف المقابل -ولا يخلو أي مجتمع من ذلك- عناصر تسعى إلى الهدم، وإلى الفساد، وإلى التخريب، لأي سبب!! قد يكون بسبب الظروف التعيسة الاجتماعية التي عاشتها البنت، وقد يكون بتأثير بعض الكتب، التي قرأتها، والأفلام التي رأتها، أو الصلات التي عقدتها، وقد يكون لسبب آخر.

    إذاً هناك عناصر تسعى للفساد، وتسعى للهدم، وليس صحيحاً أن يُسَلِّم المجتمع لهذه العناصر، بل يجب أن يوجد في مجتمع المرأة فتيات معروفات بالدعوة، أنهن في المدارس بالنشاط الإسلامي والبيوت قائمات، وفي المساجد من خلال تجمعات النساء في رمضان أو في غيره، ومن خلال كل الوسائل الممكنة يبذلن المستطاع في الدعوة إلى الله، إما مباشرة، وإما بواسطة الكتاب، أو الشريط أو غير ذلك من الوسائل.

    ونحتاج -أيضاً- إلى مثل هذا اللون من النساء الداعيات، العالمات، المربيات، الموجهات؛ لأن هناك أشياء كثيرة لا يمكن أن يقولها الرجل، ولا يمكن أن يتحدث فيها، قد لا يكون يعلمها -أيضاً- لأنها من خصائص النساء التي لا تعلمها إلا المرأة، أو لأنه حتى ولو تحدث عنها قد لا يلامس قلب المرأة، ولا يستطيع أن يصل إلى نفسها، ولا أن يخاطبها بالأسلوب الذي تفهمه وتحسنه، لكن المرأة تقدر مع بنات جنسها، ما لا يقدر عليه الرجل، وتستطيع أن تصل إلى قلوبهن بما لا يصل إليه غيرها، فهي تستطيع أن تصل إلى آفاق ومجالات وأبعاد لا يصل إليها الرجال، ولذلك هي مطالبة بهذا الجانب المهم في حياة المرأة المسلمة، ولذلك نحن ننادي من ينتدب لعملية الدعوة في أوساط النساء ومن تقول: أنا وترفع الراية وسط النساء، وتحمل المشعل، وتبذل جهداً في هذا السبيل.

    ويكون من همها -أيضاً- تخريج أعداد من الفتيات الداعيات المصلحات، ليس همها فقط أن تبذل نفسها كداعية، بل ينبغي أن تحرص على تجنيد الجميع، حتى تلك الفتاة المقصرة التي قد تكون عندها خطأ أو عندها تقصير، يجب أن نربيها، وأن نطالبها بأن تقدم ما تستطيع للدين، ولو كانت مقصرة، وليس من شرط الفتاة الداعية أن تكون كاملة، ولا من شرطها أن تكون معصومة، فالعصمة للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، المهم أن يكون عندها نية صالحة واحتساب، وإخلاص لتقوم بالدعوة إلى الله تعالى في أوساط النساء.

    1.   

    مجالات المسلمة في العمل الدعوي

    هناك مجالات كثيرة تنتظر الفتاة المسلمة، أذكرها بإيجاز، من هذه المجالات:

    مجال الدروس التوجيهية والعلمية

    المجال الأول: الدروس التوجيهية والعلمية والحلقات سواء كانت حلقات لتحفيظ القرآن، أم حلقات لتحفيظ السنة النبوية، واختيار متن من المتون المختصرة، وتحفيظه لمجموعة من النساء، حتى ولو كان كتاب الأربعين النووية، أو غيرة من الكتب المفيدة النافعة، أو إقامة حلقة للذكر وتعليم النساء بعض الأحكام المتعلقة بهن، كأحكام الطهارة، والصلاة، والحيض، والنفاس، والمعاشرة الزوجية، وغير ذلك، أو حلقة لتعليم الأخلاق الفاضلة، أو لتعليم العقيدة السليمة وتربية النساء عليها، ممكن أن تقوم المرأة بهذه الحلقة في المدرسة، سواء في الفسحة أم في حصة مخصصة، أو ما أشبه ذلك، ومن الممكن أن تقوم بها في بيتها، من خلال دعوة النساء إلى هذا المنـزل، وإقامة حلقة أسبوعية تدعو إليها نساء الجيران، ومن الممكن أن تقوم بها مع نساء أقاربها، فيجتمع الأقارب وتستغل إحدى الداعيات هذا الاجتماع للدعوة إلى الله، ونشر الكتب والأشرطة.

    ليس ضرورياً أن تكون الحلقة حلقة رسمية دائماً وأبداً، وليس ضرورياً أن تكون الحلقة تبدأ بشكل رسمي وتنتهي بشكل رسمي، بل أحياناً بمجرد الاجتماع، وليس شرطاً أن تنتدب من بينهن واحدة فتسكت الجميع، وتبدأ بحمد الله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم وما أشبه ذلك، ثم تطرح خطبة أمام النساء، قد يكون ذلك غير مناسب في بعض الأحيان، لكن من الممكن أن تدير المرأة الحديث وتوجهه في موضوعات مفيدة، وتجعل الجميع يشاركون، ويطرحون ما لديهم، ويسألون ويستفسرون، وبعد ذلك يصل الجميع إلى نتيجة مفيدة، وقد يكون ذلك من خلال الحفلات -أحياناً-: الزواج، الأعراس، المناسبات، فينظم برنامج تتحدث فيه بعض الأخوات عن بعض الموضوعات المهمة، وهنا أنبه إلى ضرورة أن يكون الحديث مضبوطاً، لبقاً، فإن الكثير من الأخوات يدندن دائماً حول موضوعات معينة، ولا يحسن الانتقال إلى غيرها.

    وأنا أقول: يجب أن يكون هناك حديث في التربية على العقيدة وتقويتها في نفوس النساء.

    يجب: أن يكون هناك حديث عن الأخلاق، والعلم، وشخصية المرأة، والمعاملة بين الزوجين، ونصائح للمرأة في حياتها الخاصة، وتربية الأطفال، ويجب أن يكون هناك حديث -أيضاً- عن اللباس الشرعي، وحدوده وضوابطه، وعن شعر المرأة وأحكامه -مثلاً- عن خروج المرأة وآدابه، ومتى يجوز ومتى لا يجوز وما أشبه ذلك من القضايا التي تحتاجها المرأة.

    مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

    المجال الثاني: هو مجال الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ففي أوساط المرأة، كما في أوساط الرجل تنتشر المنكرات، ولمجتمعات النساء منكرات لا توجد في مجتمعات الرجال، وربما لا يسمعها الرجال -أيضاً- وربما تكون من نوع خاص، والمطلوب من المرأة أن تحتسب على المرأة من بنات جنسها، فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بما تستطيع: {من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان}.

    وحين قال الله عز وجل: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران:110] لم يخص الرجل دون المرأة أبداً، ولا خص العالم دون الجاهل، بل كل من علم أن هذا منكراً وجب عليه إنكاره إن استطاع بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن عجز فعلى أقل تقدير يعلم الله من قلبه أنه له كاره، ويقوم بمغادرة المكان الذي يعمل فيه هذا المنكر.

    إذاً: على المرأة أن تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر بالأسلوب الحسن، بالكلمة الطيبة الهادئة، البعيدة عن التجريح، والإثارة، والاندفاع، وأن يكون حرص المرأة على الإصلاح دائماً وأبداً، وأن تتجنب قدر المستطاع حظ النفس، فقد تدعو المرأة فلا يستجاب لها فتغضب حينئذٍ، لماذا لم يستجب لها؟ لا. بل عليها ألا تغضب وأن تصبر، وأن تكرر الدعوة، وألا يدخل في الأمر شيء شخصي على الإطلاق، ولا تقل: لماذا لم يستجيبوا لي وأنا فلانة؟! بل ينبغي أن أحاول أن أصبر عليهم، وأتدرج معهم شيئاً فشيئاً؛ حتى أتمكن من هدايتهم والتأثير عليهم بإذن الله تعالى، والله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ [آل عمران:159] فعلينا أن نكون لبقين في إصلاح الخطأ سواء كان هذا الخطأ عند عامة الناس، أو عند كبيرات السن، وكبيرات السن أحوج للباقة وإلى الهدوء وإلى التدرج معهن، منه عند بعض المتعلمات وبعض الطالبات، فإن الطالبة قد تكون -أحياناً- في فترة مراهقة وبحاجة إلى صبر، وإلى سعة صدر، وإلى حلم وقلب ينفتح لها، لتبث همومها، وشئونها، وشجونها، ومشكلاتها، وماذا تعاني في البيت، وما هي المشكلة التي وقعت فيها، ليمكن بعد ذلك انتشالها مما تعانيه، وإخراجها من المشكلة التي تواجهها.

    كذلك قد تكون المخالفة على زميلة من زميلاتها، بل قد تكون على داعية أو طالبة علم، فحينئذ لا يجوز أبداً أن تكون الدعوة من خلال التشهير والنيل، ومن خلال الكلام الجارات، فإن هذا يزيد القلوب تفرقاً، ويزيد الصفوف انقساماً، ويسبب الشحناء، والبغضاء، وهو من مداخل الشيطان، ولذلك قال الله عز وجل: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنـزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً [الإسراء:53].

    إذاً: من أعظم مداخل الشيطان في النـزغ بين العباد هو: القول السيئ، فالكلمة النابية، والعبارة الخشنة توغل الصدور، وتغير القلوب، وتسبب الإعراض، والبغضاء، والشحناء، والأحقاد، وأظن أننا نحن المسلمين لسنا بحاجة إلى شيء من ذلك، نحن أحوج ما نكون إلى وحدة الصف، والبعد عن الانقسامات، والاختلافات، ولذلك أقول: إذا وجد ما تعتقدين أنت أنه خطأ عند داعية أخرى، أو زميلة أو حتى مجموعة من الداعيات أو من البنات، فلا يجوز أبداً أن تكون القضية تبادل التهم والقيل والقال، والتشهير وما أشبه ذلك؛ لأن أمامكنَّ مجتمع مليء بالمخاطر، وبالمنكرات، وبالانحرافات، وهو يناديكنَّ، وهو بأمس الحاجة إليكن، فلماذا نعرض عن هذا المجتمع، ونغفل عنه، وننشغل فيما بيننا بمشكلات أو خلافات، أو مسائل هي اجتهادية قابلة للأخذ والرد، وقابلة للخطأ والصواب، ومن الممكن المراجعة فيها، ومن الممكن استشارة من يكون أعلم منا بها.

    وإن مما يؤسفُني ويحزنني أن أسمع أنه يوجد أحياناً في أوساط بعض الفتيات الطيبات مثل ذلك، من تبادل التهم، والأقوال، والألقاب، وهذه الأسماء والمُسَمَّيَات التي ما أنـزل الله بها من سلطان، هذه كذا، وهذه كذا، مع أنها أمور ليست واقعية، إنما هي أوهام كبيرة، نفخت فيها الشياطين، وكبرتها، واختلقتها، وجعلت من لاشيء شيئاً؛ حتى صدقنا ذلك، وصرنا نسير به، وكأنه واقع وكأننا نعتبر أن العقل، والحكمة، والفطنة، والذكاء، تقتضي أن نقول ذلك، وأننا إذا جادلنا في وجود هذا الشيء، أو جادلنا فيه، فمعنى ذلك: أننا مغفلون، أو لا ندري عن الأوضاع، أو لا ندري عن الحقائق.

    عندنا قاعدة شرعية هي أخذ الناس بالظاهر - دعك من باطنه دعه- حتى المنافقون الرسول عليه الصلاة والسلام كما في حديث كعب بن مالك وهو في الصحيحين لما جاءوا يعتذرون منه عليه الصلاة والسلام بعد معركة تبوك، مع أنهم تخلفوا عن الغزو والجهاد وقعدوا، مع ذلك لما جاءوا يعتذرون من رسول الله عليه الصلاة والسلام قَبِلَ مِنْهُمْ وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله، فليسعك أيها المسلم، وليسعك أنتِ أيتها المسلمة، أو أيتها الداعية ما وسع رسول الله عليه الصلاة والسلام مع المنافقين، وهم منافقون في الدرك الأسفل من النار بايعهم، واستغفر لهم، وقبل منهم على نيتهم، ووكل سرائرهم إلى الله تعالى.

    ترك السر ليوم الحساب، ودع السر لرب الأرباب، أنت تتعامل مع الظاهر، أما الخفي فدعه، واعتقد أننا لو عملنا بهذه القاعدة الذهبية العظيمة -وهي أصل واضح- لزالت كثير من الإشكالات، والقضايا، والتهم، والأمور، التي قد نقوم بها ونظن أن ذلك نوعاً من الاحتساب، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والواقع إنما هو نفخٌ في نار الخلاف والفتنة التي قد تقع بين المسلمين والمسلمات.

    مجال معالجة المشكلات الاجتماعية

    المجال الثالث: قضية معالجة المشكلات الاجتماعية كما ذكرت، يعني: أن تنـزل الأخت للميدان، وتحرص على أن تكون ملجأً وكهفاً لمن يعانون من المشكلات، وتبذل من وقتها، هناك الأغنياء الذين يبذلون من أموالهم، لكن قد يكون بذل الوقت -أحياناً- أهم من بذل المال، فهذه تعاني مشكلة، وهذه عندها قضية، وهذه عندها أزمة، ربما أنها تحتاج إلى قلبٍ يحنو ويعطف عليها، ويسمع مشكلتها، ويتعامل ويتعاطف معها، ويحاول أن يحل المشكلة لها، حتى -أحياناً- قد لا يكون الحل جاهزاً، وربما أن المرأة أو الفتاة التي تعاني من مشكلة جربت الأمر، وجربت كل الحلول، وربما تشعر بأن الطريق أمامها مسدود، فأنت تقولين: لماذا تأتي وتشغل وقتي بالكلام عن هذه المشكلة؟! وأن فلانة قالت لي، وفلانة وأمي وأبي وأخي وقريبتي....الخ.

    ألا تدرين أنه -أحياناً- مجرد تنفيسها عن المشكلة، ومجرد كونها تشكو، أو تتكلم عن هذه المشكلة هذا يعتبر نوعاً من العلاج، فدعيها تتحدث معك، وتقول ما تعاني من مشكلات، وحاولي أن تظهري التأثر بما تقول، والتأثر بما تعاني، وتَدْعِين لها بالإعانة، والتسديد، والتوفيق، فإن هذا يعتبر جزءاً كبيراً من العلاج، وأحياناً:

    ولابد من شكوى إلى ذي مروءة           يواسيك أو يسليك أو يتوجع
    .

    ليس شرطاً أن تحل المشكلة، لكن مجرد كونها تشعر أن قلبك معها، قد يكون هذا سبباً في حلها، وهذا من أعظم أسباب حفظ المجتمع من الانحراف، ولا مانع أن أضرب لك مثالاً واحداً.

    مثلاً: فتاة تواجه في بيتها مشكلة، أبوها قاسٍ عليها يضربها، ويهملها، ويؤدبها أدباً غير شرعي، لأن الأدب الشرعي مطلوب، ويُسيء إليها، ويتهمها، وقد تكون أمها مطلقة، فيمنعها من زيارتها، فتعاني البنت الأمرين في بيتها، لم تسمع طيلة عمرها كلمة حلوة، ولا عبارة جميلة، ولا أحست بأن هناك قلباً يحنو عليها، ألا تعتقدين أن هذه البنت عرضة للذئاب؟ إذا اتصل بها بالهاتف صوتٌ متهدج -صوت رجل- يظهر الليونة، ويخاطبها بأرق العبارات، وأحسن الألفاظ، وأجمل الكلمات، ويقول لها: إن قلبه يخفق بحبها، وأنه... وأنه... حتى ولو كان كذاباً كبيراً، ودجالاً خطيراً، سوف تجد في قلبها، وفي داخلها دافعاً لتصديقه فيما يقول ومجاراته، وستحس بأن هذا نفقاً فتح لها أو نافذة، وهنا مكمن الخطورة، لكن لو وجدت قلب فتاة مثلها مخلصة، دينة، داعية، ففتحت لها صدرها، وعالجت مشاكلها واستمعت إليها، وتعززت لها، وصارت تتصل بها، وتوجهها، وترشدها، وتقف معها، لكان هذا بإذن الله تعالى عصمةً ووقاية من الانهماك في مهاوي الرذيلة والانحراف.

    إذاً: لابد أن تقوم الفتاة بدورها في معالجة المشكلات الاجتماعية، والدخول مع الناس.

    مجال إقامة الأنشطة في المدارس

    إقامة الأنشطة في المدارس: فليس من الأسرار أن نقول: إنه إن لم يكن (99%) فـ(100%) من أولاد وبنات المسلمين يدرسون بالمدارس، خاصة في هذه البلاد، معنى ذلك: أنه لو تمكن أهل الدعوة إلى الله وأهل الاحتساب، والخير، من أن يصلوا إلى كل مدرسة، ويقيموا فيها نشاطاً، ويعملوا على إيصال صوت الحق إلى كل بنت، وليس فئة خاصة، لكان معنى ذلك أنهم استطاعوا إيصال صوت الدعوة إلى كل النساء المسلمات!! وهذا مكسب ليس بالسهل، لكنه يتطلب بعض الجهود، وبعض التضحية، فعلى أقل تقدير أن يوجد في كل مدرسة واحدة معروفة بأنها داعية ذات خلق كريم، وعلم، وأدب، وفهم، وحسن تعامل مع الناس، وذات اجتهاد في مجال الدعوة، تقيم الحلقات والدروس في المسجد، وتوزع الكتب، والأشرطة، بطريقة أو بأخرى، وتعطي الناس من وقتها، ومن جهدها، ومن عمرها بقدر ما تستطيع، ولا تألوهم جهداً ولا نصحاً، حتى يجمع الجميع على أن هذه المرأة مخلصة، وأنها داعية صادقة، لا تريد إلا مصلحة الناس، وهذا مكسب عظيم للدعوة أيضاً.

    فلابد من العناية -أيضاً- بالمدارس، وإقامة الأنشطة فيها.

    مجال الكتابة

    المجال الخامس الكتابة: ربما يَقِل أو يندر، ونحن نعجب ونفرح في نفس الوقت إذا رأينا كتاباً ألفته امرأة!! خاصة إذا كان كتاباً جيداً ومفيداً، وبصورة أخص أيضاً إذا كان يعالج قضايا المرأة، ما هو المانع؟! الذي أعلمه وألحظه أن قدرة كثير من الفتيات على الكتابة، والترصد والتعبير، أكبر من قدرات الشباب، وهذا أمر مشاهد، ولديهن أساليب أدبية قوية، ولديهن عواطف جياشة، إذا استطاعت الفتاة أن تفرغ هذه العواطف على الورق ستكون مؤثرة تأثيراً كبيراً، فما هو الذي يَحوْل بين الفتاة وبين أن تكتب في بعض المجلات، أو الصحف التي يكون اتجاهها أسلم من غيرها، تكتب بعض الكتيبات، تكتب بعض الكتب، تكتب بعض الرسائل التي تعتقد أنها مفيدة ونافعة، بحيث تستغل هذا الميدان المهم المثمر في هذا المجال، وليس صحيحاً أبدا أن يرضى مجتمعنا أن يكون النساء المعروفات في بالكتابة، في الصحافة والإعلام والكتابة وغيرها، والدراسات، والشهادات، -أيضاً- والكتابة العلمية، أن يكون هذا مقصوراً على بعض النساء اللاتي درسن في الغرب، ورضعن من لبانه، وأتين يحملن جرثومة الانهيار المادي والحضارة الغربية!!

    مجال الصداقة مع المدعوة

    المجال السادس: قضية الصداقة بين الفتيات: فإن من أهم وسائل التأثير على البنت إقامة العلاقة معها والاتصال بها، والصلة الفردية معها، فإذا وجد ذلك، أمكن لها أن تؤثر على زميلتها في خلقها وسلوكها، تنهاها عما لا يرضي الله عز وجل، تأمرها بطاعة الله، تنبهها على أداء الصلوات في أوقاتها، على قراءة القرآن، على ذكر الله عز وجل، على طاعة الوالدين، على تجنب ألوان المعاصي، والفواحش، والموبقات، فتكون بذلك سبباً في هدايتها، ولا شك أن المرافقة والمصاحبة من أهم الأسباب.

    ولكنني أنبه إلى الخطر الذي يتعلق بهذا، وهو: أن هذه الصداقة أحياناً تتجاوز حدودها، وتصبح نوعاً آخر يسمى بالإعجاب، حتى إن البنت تقلد الأخرى في حركاتها، وملابسها، وحذائها، وقصة شعرها، وأسلوبها، وطريقتها، وفي كل شيء، حتى تكون كالظل لها، ولا تصبر عنها، فتجلس معها طيلة الوقت، فإذا ذهبوا إلى البيت فالاتصال الهاتفي، أو الزيارة بشكل مستمر، وهذا لا شك أنه في غاية الخطورة، فهو خطر على دين الفتاة!! لأنه قد يفضي بها إلى نوع من الانحراف الذي لا يرضاه الله عز وجل، وهو -أيضاً- خطير على شخصية الفتاة، لأنها تذوب شخصيتها حينئذٍ في غيرها، ولا تصبح لها تلك الشخصية المستقلة، ولا شك أن الواقع يتطلب امرأة ذات استقلال، فهي سوف تكون ربة بيت، وزوجةً لرجل ينتظر منها شيئاً، وأماً لأطفال ينتظرون منها شيئاً.

    فإذا كانت ظلاً للآخرين معناه: أنها لن تستطيع أن تستقل بشيء، وإذا وكل إليها شيء سوف تجد نفسها لا تستطيع القيام به، وإذا تزوجت قالت: شعرت أنني تزوجت قبل الأوان، وأنني غير مهيأة لدخول منـزل الزوجية، ليس عندي استعداد على تحمل المسئوليات، ومن أهم الأسباب أنه لم يكن هناك تربية ناضجة سليمة، وأنها انهمكت -مثلاً- في حالة إعجاب مع أخرى، جعلتها تصغر في عينها كل الأمور الكبار، فلا مكان لديها للقراءة، ولا مكان لديها للتعبد ولا للدعوة، ولا ولا..! بل حتى لا مكان لديها أن تقوم بأعمال المنـزل التي تحتاج إليها، وحين نقول: أعمال المنـزل، نقول: إن هذا جزء من تربية الفتاة، فشئتِ أم أبيت، أنت غداً زوجة في بيت، والزوج ينتظر منـزلاً نظيفاً، ينتظر أثاثاً جميلاً، ينتظر خدمة معينة، وأنت ستكونين محرجة جداً لو قصرت في هذا.

    إذاً: لابد من التهيء والاستعداد لهذا الوضع الذي تدرك الفتاة أنها صائرة إليه لا محالة، ولابد أن تعد نفسها من خلال العمل في بيت أمها وأبيها.

    المقصود ألا تنهمك الفتاة -مثلاً- في صداقة مغرقة مع أخرى تشغلها عن بناء شخصيتها، واستقلاليتها وعما أوجب الله تعالى عليها.

    مجال الجهاد المالي

    المجال السابع الجهاد المالي: وهو موضوع مهم جداً، فأنا أعرف -مثلاً- أن هناك عشرات الآلاف من الأخوات، إما مدرسات، أو موجهات، أو موظفات، أو أي مجال من المجالات، وقد تتقاضى الأخت مرتباً ضخماً هو كمرتب الرجل الذي يساويها في الشهادة -مع أن هذا لا يوجد حتى في بلاد الغرب الذين يدعون مساواة المرأة بالرجل، ويطالبون بحرية المرأة، فهم يعطون المرأة نصف راتب الرجل أو (60%) من راتب الرجل، وهذا في أمريكا- وفي نفس الوقت الإسلام يطالب الرجل بالإنفاق على المنـزل، ليس على المنـزل فقط، ولا على الأطفال، بل حتى على المرأة، ولو كانت المرأة تتقاضى -مثلاً- عشرين ألف ريال مرتباً شهرياً، فإن زوجها مُطالب بأن يوفر لها الملابس، والأحذية، والطعام، والفراش، وغير ذلك مما تحتاجه في نفسها أو في بيتها، وهذا واجب شرعي عليه.

    إذاً: هذا المبلغ الضخم الذي تستلمه المرأة أو تأخذه كيف يمكن تصرفه؟! الذي ألحظه أن الكثير من النساء تجد هذا المال فرصة لعدم المبالاة في المال، فهي تخرج للسوق، وكلما أعجبها شيء اشترته، وإذا اكتشفت بعد الرجوع إلى المنـزل أنه لم يكن مناسباً لا يعنيها الأمر، لأنها أصلاً ليس عندها مشكلة في قضية المال، فتُسرف على نفسها وعلى غيرها، وربما نستطيع أن نقول: إن هذا المال أخذه شخص لا يستفيد منه ولا تعرفه هي، شخص أجنبي صاحب الدكان مثلاً، أو صاحب المتجر، أو المعرض، أو غير هؤلاء، وهي لم تستفد منه!! والواقع أن الإنسان العاقل يجب أن يُخطِّئ مثل هذه الطريقة، وأن يوقن أن المطلوب، والمفروض: أن يكون هناك نوع من الترشيد في إنفاق المال، والاعتدال في صرفه.

    نعم. المرأة من حقها أن تشتري ما تحتاج، لكن بروية ودراسة وتأمل ومعرفة أن هذا هو الذي تحتاجه، وهو الذي يناسبها، وألا تتساهل في قضية المال أبداً، وإذا وجدت استغناءً عن المال، فأمامها طريق آخر، هذا الرجل الذي أخذ منها -مثلاً- أربعة آلاف ريال على فستان، بعدما رجعت البيت اكتشفت أنه لا يناسبها، وهي لم تنتفع به، وهي لا تؤجر -أيضاً- على هذا، بل هي آثمة لأن هذا إسراف!! وتضييع للمال!! ولكن لو أنها وضعت هذا المال، أو حفظت هذا المال -مثلاً- لا تكون ملومة، فتحفظ المال؛ وتستعد به للمستقبل، فقد تحتاجه هي، أو أقاربها، أو غير ذلك، وقد تنمي هذا المال بطريقة أو بأخرى، هذا مسلك لا تُلام عليه المرأة، من حقها أن تتاجر بمالها بواسطة أحد، أو بالطريقة التي يحبها الله، أو يرضى الله عنها، ولا أحد يلومها.

    لكن إذا استطاعت أيضاً أن تجعل هذا المال في سُبل الخير، وتساهم في مشاريع الدعوة، وفي أحوال الجهاد، وفي دعم المسلمين، فإن هذا -أيضاً- من أعمال الخير الكبيرة.

    أُختك المسلمة في البوسنة والهرسك محتاجة إليك، أنت ربُما سمعت مثلاً أن هناك (120) ألف امرأة مسلمة، تعرضن للاغتصاب -يعني: الزنا بالقهر والقوة- من قبل الجنود الصرب النصارى، أصغرهن بنت سبع سنوات، وأكبرهن، عجوزاً في الستين من عمرها!!

    وأنت تعلمين ربما أن (60) ألف من هؤلاء قد حملن نتيجة الاغتصاب!! وقام الصرب باعتقال هؤلاء، ورهنهن خشية أن يقمن بعملية إجهاض، فالصرب يريدون أن يتم الحمل، وأن يتم الإنجاب، مبالغةً في إذلال أختك المسلمة وقهرها، وتذكيرها طيلة عمرها بالإهانة التي لا تنساها، وإنها لم تنس تلك الإهانة، ولا ذلك الاعتداء، لأنه تمخض عنه ولدٌ بين يديها، يجدد لها الآلام صباح مساء، ثم هذا الولد سيعيش طيلة عمره عقدة كبيرة، هذه أمه؟ نعم. لكن من أبوه؟! أبوه رجل من الصرب الأعداء الملاعين الكفار، ألا يتحرك قلبك لمثل هذا الأسى؟!! ألا تدمع عينك؟!! افترضي أن واحدة منهن قريبة لك فما هو موقفك؟! مع أن رابطة الإيمان والدين أقوى من رابطة النسب، لو أن أحداً صور لك مأساة طفل، في قصيدة أو قطعة أدبية، وقرأها عليك لبكيت كثيراً، أفلا يحق لنا أن نبكي وندمع على (120) ألف أخت مسلمة.

    ونحن نتصور تلك اللحظات التي تقضيها بين يدي جندي صربي متوحش يعتدي على عرضها، أفلا يحقُ لنا أن نبكي ونحن نتحسس المشاعر الموجعة المؤلمة التي تتحرك في قلبها، أفلا يحق لنا أن نبكي ونتأثر ونحن نتصور هذا العدد الكبير من الأطفال من أولاد المسلمات الذين أتوا نتيجة ذلك الاغتصاب يعيشون في ضياع، وربما أخذتهم الكنيسة -أيضاً- لتحولهم إلى نصارى، وقسس، ورهبان.

    أنتِ -أيضاً- تعرفين أن أخواتك المسلمات في الصومال يتعرضن لأقصى ألوان الفقر والجوع، بل ولأقصى ألوان الإذلال على يد الجنود الكفار من الأمريكان والفرنسيين الذين ينتقلون -أحياناً- من بيت إلى بيت للاعتداء على المسلمات، أفيجدر بي وبك أيتها الأخت المسلمة أن نسمع أن فتاة -كما حدثني الإخوة الذين جاءوا من هناك- في سن الثامنة عشر من عمرها، تترك بلادها أوروبا حيث النعيم والرفاهية، والعيش الرغيد، والحضارة وألوان التيسيرات، وتأتي إلى الصومال حيث الفقر، والجوع، والمرض، والذباب، والآلام، والمشاهد البشعة، والأوساخ المتجمعة، والمخاطر، وتنتقل من خيمة إلى خيمة بين الأطفال تداوي هذا، وتعالج ذاك، وتطعم ذاك، وتبذل ما تستطيع، حتى تسود قدماها، ويداها من أثر العمل!! والمطلوب من المسلمة هو أن تساهم في شيء من الجهاد المالي، الذي تستطيعه هي، ولتعتبر أن ميدان الدعوة هو أحد الميادين الأخرى، يعني -مثلاً- إذا كانت خصصت جزءاً من مرتبها للملابس، وآخر للأثاث، وآخر للتوفير، فلماذا لا تخصص جزءاً من مرتبها للإنفاق في سبيل الله؟ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ [الحديد:7] وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ [النور:33].

    فالله تعالى أعطاك هذا المال، ليس مُلكاً لكِ، إنما هو مِلك مؤقت، ينتقل عنك حتماً لا محالة، أو تنتقلين أنت عنه لا محالة، إذاً سارعي إلى الإنفاق ما دام الميدان مفتوحاً.

    1.   

    الأسئلــة

    حكم استخدام الحبوب لمنع الدورة الشهرية في رمضان

    السؤال: سؤال عن أكل حبوب منع الدورة الشهرية في رمضان من أجل إقامة الصلاة والمشاركة في الصيام وما أشبه ذلك؟

    الجواب: إذا كانت هذه الحبوب لا تضر بصحة المرأة، ولا تؤثر عليها تأثيراً واضحاً، فيجوز لها أن تأكل هذه الحبوب في شهر رمضان، من أجل أن تُصلي وتصوم مع الناس، ولكن الأولى أن لا تفعل، لأن هذه الحبوب من المرجح طبياً أنها ضارة بالمرأة، والمرأة عليها أن تفطر إذا جاءتها العادة، ثم تصوم مثل هذه الأيام بعد ذلك، وكذلك تركها للصلاة، ما دامت تصلي وقت طهرها، ما كتب لها من صلاة الليل، وتذكر الله تعالى، وتصلي التراويح والقيام، فإنها إذا تركت هذا العمل بسبب الدورة، فإن الله تعالى يكتب لها إن شاء الله نيتها واحتسابها أجر الصلاة التي كانت تصليها.

    كيفية قضاء صيام رمضان لمن أفطر بعذر

    السؤال: امرأة أفطرت طوال شهر رمضان بسبب الولادة في أول الشهر، فهل عليها أن تقضي صيام الشهر بأيام متتابعة أم لا، أو أن تتصدق بأيام الصيام؟

    الجواب: عليها أن تقضي الأيام التي أفطرتها من رمضان، ولكن لا يلزم أن يكون القضاء متتابعاً، بل يجوز أن تفرق قضاءها، فتصوم -مثلاً- من هذا الشهر يومين أو ثلاثة، ومن الشهر الثاني مثل ذلك، حتى ينتهي ما عليها، قبل مجئ رمضان الآخر.

    حكم الصلاة في الملابس المكتوب عليها كلمات إنجليزية

    السؤال: عندي بلوزة مكتوب عليها (لندن) فهل يجوز أن أصلي بها، أو ألبسها، علماً بأني اخترتها لشكلها؟

    الجواب: نعم يجوز أن تلبسيها وتصلي بها، وإن كنتُ أحذر الفتيات من لبس الملابس التي تكون عليها كلمات باللغة الإنجليزية، لأنه ثبت أن كثيراً من هذه الكلمات تكون كلمات رديئة أو بذيئة، وبعضها تعبر عن معانٍ وثنية، مثل بعض الملابس مكتوب عليها، كلمة معناها "الإله" في الإغريق أو آلهة النصر عند الإغريق، وكذلك بعض الملابس يكون مكتوب عليها عبارة قد تكون غير أخلاقية، وبعض الملابس قد تدل على معنىً سيئ، وتلبسها الفتاة دون قصد أو إرادة منها، والمفروض أن مثل هذه الملابس تمنع من بلاد المسلمين، ومن أسواق المسلمين، لكن علينا نحن واجب وهو: أن نقاوم مثل هذه الملابس ولا نشتريها، وعلى فرض أن الأخت اشترت مثل هذه الملابس، ثم اكتشفت أن فيها معنىً شركياً أو غير أخلاقي، فإنه يجب عليها أن تتركها، وأن تبلغ عنها حتى يمكن مصادرتها.

    كيفية سجود السهو

    السؤال: هذا السؤال عن سجود السهو، وهل يكون قبل التسليم أو بعد التسليم، وهل له دعاء مخصوص؟

    الجواب: سجود السهو له أحوال:

    الحالة الأولى: أن يكون عن نقص، مثل أن تنسى المرأة التشهد الأول في الصلاة، وتقوم عنه إلى الركعة الثالثة، فحينئذٍ عليها أن تسجد للسهو قبل السلام، لأن السجود للتعويض عن نقص، ولجبر نقص.

    الحالة الثانية: أن يكون سجود السهو عن زيادة حيث تزيد في الصلاة عملاً من جنس الصلاة سهواً، سواء زادت ركوعاً أو سجوداً أو ركعة أو ما أشبه ذلك سهواً، أو حتى زادت سلاماً في أثناء الصلاة، فحينئذٍ يكون سجود السهو بعد السلام، لأنه لا يجتمع في الصلاة زيادتان.

    الحالة الثالثة: وهي الشك في الصلاة: إذا شك الإنسان، ولم يدر كم صلَّى، ثلاثاً أو أربعاً، هذه أيضاً لها حالتان:

    الحالة الأولى: أن لا يترجح عنده شيء، يقول: لا أدري أهي ثلاث أم أربع، ولا يرجح شيئاً، فهذا يسمى شكاً، وحينئذٍ يأخذ بالأقل، ويبني على اليقين، فيعتبرها ثلاثاً، ويأتي بالرابعة، ويسجد للسهو قبل السلام، لتعويض هذا الشك الذي حصل في قلبه.

    الحالة الثانية: أن يترجح عنده أحد الأمرين، فيكون: الغالب على ظنه أنها أربع، فحينئذٍ يبني على أنها أربع ويسجد سجدتين للسهو بعد السلام.

    أما بالنسبة لسجود السهو فإنه ليس له دعاء مخصوص، إنما هو كسائر السجود.

    كيفية صلاة الاستخارة

    السؤال: كيفية الاستخارة؟ وأفضل وقت لصلاة الاستخارة؟

    الجواب: بالنسبة لصلاة الاستخارة، فليس لها وقت فاضل، إنما يتجنبها الإنسان في أوقات النهي، بعد صلاة الفجر، أو بعد صلاة العصر، إلا أن يكون مضطراً إلى ذلك، أي: في أمرٍ يفوت، فيصلي ركعتين، ثم يدعو إما في السجود أو في آخر التشهد قبل السلام بالدعاء الوارد في حديث جابر في صحيح البخاري: {اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك، فإنك تعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر وتسمي حاجتها، زواجاً أو سفراً أو ما أشبه ذلك- خيراً لي في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي، وإن كنت تعلمه غير ذلك، فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضِّني به}.

    الشك بعد انقضاء الصلاة

    السؤال: ما الحكم إذا شك المصلي بعد التسلم أن صلاته ناقصة أو زائدة؟

    الجواب: إذا كان الشك بعد الانتهاء من الصلاة، فهو لا يؤثر ولا يلتفت إليه.

    حكم تعلم اللغة الإنجليزية

    السؤال: هل من الضروري تعلم اللغة الإنجليزية، مع أنني أعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: {تعلموا لغة أعدائكم} وهناك بعض الطالبات يعتبرن تعلم اللغة الإنجليزية غير ضروري نرجو التوضيح؟

    الجواب: أما تعلم لغة أعدائكم، أو { من تعلم لغة قومٍ أمِنَ مكرهم } فهذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم، أمر بعض أصحابه بتعلم لغة اليهود -العبرية- وقال: {إني لا آمنهم على كتابنا} يعني: على القرآن وعلى الإسلام، وهذا يدل على أنه يجب أن يوجد في المسلمين من تقوم بهم الكفاية في حاجتهم إلى تعلم هذه اللغة، خاصةً أن هذه اللغة اليوم هي اللغة الغازية، وهي اللغة المسيطرة، وهي لغة الحضارة المادية التي تهيمن على العالم كله، ولهذا فإن هذا الوضع يستدعي أن يوجد في المسلمين ذكوراً وإناثاً من يتعلم هذه اللغة، لكن لماذا يتعلمها؟ يتعلمها ليدعو إلى الله تعالى، يتعلمها ليترجم ما يحتاج إليه المسلمون، في أمورهم الدينية، أو في أمورهم الدنيوية، أيضاً يتعلمها لمصالح حقيقية للأمة أو للمجتمع، ولا يتعلمها لأمور محرمة، أو محذورة.

    حكم خروج سائل أبيض من الفرج بعد الوضوء

    السؤال: توضأت لأداء الصلاة، وبعد ذلك خرج سائل أبيض قبل أداء الصلاة، فهل أصلي؟ أم أعيد الوضوء؟

    الجواب: لا بد في هذه الحالة من إعادة الوضوء وتطهير الثياب إن كان هذا السائل وصل إلى شيء من الثياب على القول بأنه نجس، وهو الذي يظهر لي، والله تعالى أعلم.

    حكم صبغ الشعر بغير السواد

    السؤال: حكم الصبغة بغير الأسود علماً أن من أن تقوم بذلك لا تأخذه من مجلات الأزياء؟

    الجواب: لا نرى حرجاً أن تصبغ المرأة شعرها بغير الأسود، فالصبغ بالأسود ممنوع عند كثير من أهل العلم، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: {غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد} أما ما سوى في ذلك، فالأصل أنه جائز.

    حقيقة مناهج قسم اللغة الإنجليزية

    السؤال: لقد سمعت في أحد الأشرطة الإسلامية شيخاً يتحدث عن طالبات قسم الأدب الإنجليزي، وأنهن غير صالحات للزواج، ولا لتربية الأجيال، ولا لفتح بيوت في المستقبل، وأننا بعيدات عن الدين، فما رأيكم؟ أليس في كلامه هذا تشويه لنا ولأخلاقنا؟ رغم أننا ولله الحمد، نعرف الله تعالى جيداً؟

    الجواب: لم أسمع هذه الكلمة، ولذلك لا أستطيع أن أعلق عليها، لكنني أستطيع أن أعلق على أقسام اللغة الإنجليزية، فالذي أعرفه أن هذه الأقسام كغيرها من الأقسام في كليات البنات في هذه البلاد، وفي غيرها من بلاد العالم الإسلامي ولله الحمد، أنها عمتها الصحوة، فليس الأمر مقصوراً علينا، في تركيا أكثر من عشرة آلاف طالبة متحجبة في الجامعة!! في أندونيسيا، وفي مصر على رغم القيود والضغوط والحرب النفسية والمباشرة، على رغم ذلك المرأة المسلمة أثبتت أنها ورثت من امرأة فرعون صبرها وإيمانها، حين قالت: رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [التحريم:11] فالأقسام كلها تشهد توجهاً طيباً، وفي كل الأقسام فتياتٌ صالحات، دينات، صينات، مخلصات ملتزمات، خيرات، ومثل هؤلاء هن صالحات لبناء البيوت، وبناء الأجيال، وهي الزوجة التي يبحث عنها الرجل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {فاظفر بذات الدين تربت يداك} وهذا لا يمنع أن يوجد شيء من ذلك في تلك الأقسام -كما يوجد في غيرها- فالشر والخير صنوان موجودان في كل مكان.

    أمرٌ آخر أود أن أنبه عليه وربما كان هو مقصوداً لذلك المتحدث: أن مناهج اللغة ومناهج أقسام اللغة الإنجليزية مناهج سيئة، وهي مناهج غربية، وعندي نماذج من هذه المناهج تسود وجوه الذين وضعوها، وأمروا بها، ووجهوا رضوا بها أيضاً، وتسوِّد وجوهنا جميعاً، لأنها تدرس بناتنا وأخواتنا، وزوجاتنا، ولا يجوز لنا أبداً أن نسكت عليها، كيف يدرس هذا القسم كتاباً يتحدث -مثلاً- عن فتاة بريطانية، لكن كيف تدرسه فتاة مسلمة في هذه البلاد الطاهرة، وتدرس فيه كيف أن هذه الفتاة تعيش مع صديقها، وتنام معه على السرير، وتخرج معه في النـزهة وتراقصه، وتجلس معه على شاطئ البحر، بل إن بعض هذه الكتب فيها انحرافات خطيرة في العقيدة، وفيها سخرية بالله عز وجل، وفيها سب للدين، لئن كانت هذه الكتب تدرس -مثلاً- في جامعات لندن وواشنطن وتنقل بقضها وقضيضها وبحذافيرها تدرس في جامعات المسلمين، هذا خطأ كبير، وانحراف خطير؛ لأن الأجيال تتربى على مثل ذلك، ومستحيل أن نتصور انعزال عقل البنت، وقلبها ووجدانها عما تدرس، إذا قلنا إن المناهج لا تؤثر في البنت، والتلفاز لا يؤثر في البنت، والإذاعة لا تؤثر في البنت، إذاً ما هو الذي يؤثر في البنت؟!

    حكم من أفطر رمضان

    السؤال: فتاة عندما بلغ عمرها ثلاث عشرة سنة، أتتها الدورة لأول مرة، وجاء رمضان ولم تصم، وجاء رمضان آخر أيضاً ولم تصم، فما الحكم؟

    الجواب: يجب عليها أن تقضي الأيام التي فاتتها، فمنذُ أن جاءتها الدورة وجب عليها الصيام، فعليها أن تصوم قدر أيام الدورة وما بعدها من رمضان، وتصوم رمضان الذي بعده، فتقضي الجميع، وكل يومٍ قضته، بعد ما جاء رمضان الآخر، عليها أن تطعم مقابله -أيضاً- مسكيناً.

    حكم من تسكن هي وزوجها مع أقرباء الزوج

    السؤال: أنا امرأة متزوجة وأسكن في بيت يضم زوجي وإخوته، وليس بمقدرتي التزام الحشمة الكاملة كتغطية اليدين والأرجل، ولا أستطيع أن أفعل شيئاً؟

    الجواب: عليها أن تحرص قدر المستطاع على الحشمة وتغطية ما أمكن من يديها ورجليها، وألا تكثر من الجلوس والمحادثة معهم، والاحتكاك بهم، بقدر ما تستطيع: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286].

    كيفية الوقاية من العين

    السؤال: نجد أن بعض الناس يصابُ بالعين -مثلاً- ويذهب إلى المسجد، ويأخذ قطعة من قماش إلى آخره؟

    الجواب: إذا أصيب الإنسان بالعين و: {العين حق} كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام، وأيضاً علينا أن لا ننسب كل شيءٍ إلى العين، فأنا أعتقد أن هناك في مجتمعاتنا مبالغة، فكل من أصيب، أو تأخر في الدراسة، أو صار عنده عقدة من الدراسة، أو مرض، أو فشل في زواج، أو فشل في تجارة، قلنا هذه عين، والواقع أن الأسباب كثيرة، والعين واحدة من الأسباب، إذاً علينا أن ندرك هل الذي أصاب الإنسان عين أم ليس بعين، فإذا ظهر أو ترجح أنه عين، فإنه يمكن معالجته بأسباب شرعية، من ذلك الاستعاذة، فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يستعيذ ويعيذ أولاده الحسن والحسين ويقول: {أعيذكما بكلمات الله التامّةِ من كل شيطانٍ وهامّة، ومن كل عينٍ لامّة} فما المانع أن تعيذ المسلمة نفسها، حتى لو لم تصب؟! فتقول: {أعوذ بكلمات الله التامّة، من كل شيطان وهامّة، ومن كل عينٍ لامّة} وتقول: {أعوذ كلمات الله التامّة من شر ما خلق} وتكرر ذلك، فهذا بإذن الله تعالى حفظ ووقاية من هذا الضرر الذي قد يصيبها من الآخرين.

    حكم الذهاب إلى إحدى المدن لالتماس الشفاء من الله

    السؤال: طُلب مني الذهاب إلى إحدى المدن لالتماس الشفاء من الله، ثم من أحد المشايخ، فرفضت وحلفت أن لا أذهب، فبعد إلحاح الوالدة وحاجتي لذلك ذهبت، فماذا أفعل؟

    الجواب: عليها أن تكفر عن يمينها بإطعام عشرة مساكين، كل مسكين نصف صاع من الرز، وقد يكون معه شيء من اللحم، ولا مانع من الذهاب إلى ذلك المكان.

    الحائض إذا طهرت في نهار رمضان

    السؤال: إذا طهرت الحائض في نهار رمضان، فهل يجب عليها أن تمسك عن الطعام والشراب بقية النهار؟

    الجواب: هذا موضع خلاف، فالعلماء منهم من رأى أن عليها الإمساك، ومنهم من يقول: لا يلزمها أن تمسك، لكن عليها أن تسر بالأكل، والراجح أنه لا يجب عليها أن تمسك؛ لأن ذلك اليوم غير محسوبٍ لها.

    حكم صلاة المسافر

    السؤال: زارنا ضيوف من الرياض، وطوال مدة إقامتهم في حائل كانوا يصلون الصلاة قصراً بحجة أنهم مسافرون، فما الحكم؟

    الجواب: المسافر يقصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين -كما هو معروف- لكن إن كان رجلاً أقام في البلد، ويسمع النداء، فعليه أن يصلي مع جماعة المسلمين، وإذا صلى مع الإمام -فإنه لا شك- يصلي أربعاً، أما إن فاتته الصلاة فإنه يقصر الصلاة، وكذلك المرأة تقصر الصلاة، هذا إذا كانت الإقامة إقامةً محدودة وكانوا مسافرين، أتوا في إجازات وما أشبه في ذلك لمدةً معينة، ثم سيرجعون.

    حكم الاجتماع قبل رمضان بيوم للأكل

    السؤال: توجد في مجتمعنا هنا عادة تتم قبل رمضان بيوم، حيث يجتمعون للأكل، ويسمونها.. تجريش ما الحكم؟

    الجواب: هذه ليست من الأمور المشروعة، وهي من عادات الناس التي ليس متعبداً بها.

    حكم العشاء الذي يقام في رمضان صدقة عن الميت

    السؤال: ما حكم الذبيحة التي تذبح صدقة عن الميت في رمضان؟

    الجواب: الصدقة عن الميت بشكل عام مشروعة، ولا بأس أن تتصدق عن الميت بمالٍ أو طعامٍ أو غيره، لكن اعتياد بعض الناس أن يقيموا ما يسمونه بالعشاء في رمضان، ويجمعوا الأقارب وما أشبه ذلك، ويلتزم بذلك، هذا بذاته ليس له أصل محدد، والأولى أن يكون العشاء للفقراء والمساكين والمحتاجين.

    حكم قضاء الصيام في شعبان

    السؤال: امرأة عليها صيام من رمضان ولم تقض إلا في شهر شعبان؟

    الجواب: لا حرج في ذلك.

    التوبة من الغش

    السؤال: عندما كنا في المرحلة الدراسية المتوسطة والثانوية، كنا نتساهل في مسألة الغش، ولكن الآن عندما أتينا إلى الكلية عرفنا أن ذلك حرام ولا يجوز فتركنا الغش، فهل تكفينا التوبة عن ذلك، علماً بأن نجاحنا لم يكن بسب الغش، ولكنه رفع درجاتنا، فما الحكم؟

    الجواب: أولاً: هذا يؤكد ضرورة تربية البنات في المدارس، وأن أي واحدة منكن تنتقل إلى قطاع التعليم عليها أن تحرص وتبذل قصار جهدها في النصيحة للبنات وتصبر عليهن، وتعود نفسها على ذلك.

    ثانياً: لا حرج عليها إن شاء الله فيما جرى، ما دام أنها تابت إلى الله تعالى من هذا الغش، وما دام أنها أصبحت الآن في المرحلة الجامعية، فإن التوبة تجب ما قبلها، وتلك الشهادة المتوسطة والثانوية لم يعد لها قيمة مع وجود الشهادة الجامعية التي حصلت عليها نتيجة جدها واجتهادها.

    الواجب على من يرى طالباً يغش في الامتحان

    السؤال: ما موقفي الآن عندما أرى طالبة تغش في لجنة الامتحان؟

    الجواب: عليك أن تنصحيها وتبيني لها أن هذا لا يجوز، ويجب من يقوم على المراقبة أن يمنع الغش بقدر المستطاع.

    شراء المرأة من الباعة الرجال

    السؤال: سمعت من أحد المشايخ أنه لا يجوز أن نشتري ملابسنا من البائعة الرجال، وقال: إن صحابية تصدقت بثوب بمجرد أن رجلاً أجنبياً قد رآه، فما الحكم؟ وهل نأثم ونحن لا نجد إلا هذه الطريقة، وكيف نفعل وملابسنا يخيطها لنا الرجال؟

    الجواب: لا، ليس بصحيح أنه لا يجوز شراء الملابس من البائع إذا كان رجلاً، بل يجوز أن تشتري الملابس من الرجل، ولكن عليها ألا تخضع بالقول، وعليها أن يكون خروجها بقدر الحاجة، وإذا أمكن لزوجها أن يقضي حاجاتها أو قريبها فهو أولى إذا استطاعت ذلك، فيكون خروجها لحاجتها التي لا بد لها منها، هذا هو الذي يجب التنبيه عليه.

    حكم صوت المرأة

    السؤال: ما حكم صوت المرأة، خاصة ونحن نكلم الرجال المدرسين عبر الهاتف للمناقشة، فما الحكم؟

    الجواب: الصحيح أن صوت المرأة ليس بعورة، وأن للمرأة أن تتكلم بما تحتاجه مع الرجال، ولكن عليها أيضاً، ألا تخضع بالقول، قال الله تعالى: يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ ليس نساء عامة المسلمين فقط، بل حتى نساء النبي عليه الصلاة والسلام، أمهات المؤمنين، يؤدبْنَ بهذا الأدب: يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [الأحزاب:32-33].

    فهذا توجيه للجميع، وإذا كانت أمهات المؤمنين مأمورات بذلك فغيرهن من باب أولى، وقوله تعالى: فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32] قد يكون الرجل الذي أمامك في قلبه مرض، سواء كان بائعاً، أو غير ذلك، فعليك ألا تخضعي بالقول، وأنت -أيضاً- عرضة للافتتان، فالمرأة قد تفتن غيرها، وقد تفتن نفسها، والله تعالى قال: وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ[الحديد:14].

    اتباع المؤذن للصلاة

    السؤال: إننا نرى ولله الحمد كثرة المآذن في بلادنا، لذلك عندما يُعلم المؤذن بدخول الوقت، نرى كل واحدٍ منهم يؤذن بعد فترة معينة، فهل نصلي عندما نسمع مؤذناً واحداً؟

    الجواب: إذا دخل الوقت جاز للمرأة أن تصلي، فإذا كان المؤذن الأول يؤذن على الوقت يجوز لها أن تصلي بعد ما يؤذن المؤذن الأول، أما إذا أذن قبل الوقت، أو كان متساهلاً، فلا يجوز لها أن تصلي إلا بعد ما يدخل الوقت، وإذا كان المؤذن مأموناً ومعلوماً، فعليها أن تصلي، فإذا شكت فلا حرج عليها أن تنتظر أربع أو خمس دقائق، حتى تطمئن إلى أن الوقت دخل فعلاً.

    متابعة المرأة للموضة

    السؤال: المبدأ الذي تنطلق منه الفتاة في لبسها وأزيائها وتسريحاتها مرجعه مجلات الأزياء المنتشرة، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: { من تشبه بقوم فهو منهم

    الجواب: موضوع الأزياء، وتسريحات الشعر، هذه القضية الكلام فيها يطول، وسبق أن تحدثت عنه في أكثر من مناسبة، وحل قضاياه في شريط: طبيعة المرأة بين السلب والإيجاب، وهموم المرأة، وهموم فتاة ملتزمة، فقد تحدثت في هذه الأشرطة عن هذا الموضوع، والذي أراه أنه لا ينبغي للمسلمة أن تسير وراء الموضة والتسريحة، وكل يوم يغيروا، وكلما جد الجديد غير؛ وهذا يعني أنها أصبحت فعلاً مقلدة للغرب، متشبهة، ومعجبة بهم، ومتابعة لهم بمجرد أن ترى -مثلاً- لباساً على ممثلة، أو زياً على رقصة، أو تسريحة على عارضة تلتقط ذلك وتطبقه، فهذا لا شك ضياع لشخصيتها، وذوبان، وتقليد للكفار، واللحقوق بهم في المظهر، وهو لا شك عندي بهذه الصورة محرم، إنما هذه الأزياء تنتشر بين المسلمين، ويتداولونها، ويراعون فيها الضوابط الشرعية، إن كانت ضيقة وسعوها، وإن كانت قصيرة طولوها، وتحروا فيها مراعاة الضوابط الشرعية، ثم انتشرت بينهم، وأصبحت متداولة، هذه إنشاء الله لا نرى فيها حرج.

    صلاة الفريضة بوضوء فريضة سابقة

    السؤال: هل تجوز صلاة الضحى بوضوء الفجر، وصلاة الظهر بوضوء الضحى؟

    الجواب: نعم، يجوز ذلك.

    حكم زكاة الذهب الملبوس

    السؤال: هل يزكى على الذهب الذي تلبسه المرأة دائماً؟

    الجواب: مسألة الذهب الذي تلبسه المرأة فيها خلاف مشهور فالأئمة أحمد والشافعي ومالك لا يرون وجوب الزكاة فيه، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وطائفة من أهل العلم المعاصرين، ومذهب أبي حنيفة وجماعة من العلماء أن فيه الزكاة، وهو اختيار أيضاً جماعة من علمائنا المعاصرين، منهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين، وجماعة أيضاً من العلماء، الأمر إن شاء الله في ذلك واسع، فإن زكت المرأة على سبيل الاحتياط فهو خير إن شاء الله، وما تخرجه فهو نافع وهي مأجورة عليه، ولن يقول لها أحد: لماذا زكيت؟ ولماذا أخرجت المال؟ فإن لم تزك فإني لا أرى أن الزكاة واجبة عليها.

    رد الدعاء للقضاء

    السؤال: هل صحيح أن الدعاء يرد القضاء؟

    الجواب: نعم ورد في حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: {لا يرد القضاء إلا الدعاء}.

    حكم نزول الدم أثناء استعمال حبوب منع الحمل

    السؤال: ما حكم نـزول الدم أثناء أكل حبوب منع الحمل، لفترة نسيانها، وهل تعتبر صلاتها وصيامها صحيحاً؟

    الجواب: إذا نـزل دم العادة المعروف بلونه ورائحته وآلامه، فإن عليها أن تترك الصيام والصلاة حينئذٍ، ويعتبر هذا من العادة.

    دعاء الاستفتاح

    السؤال: هل دعاء الاستفتاح واجب في الصلاة؟

    الجواب: ليس بواجب بل هو مستحب، ولعل هذا إجماع من أهل العلم، وهو أن دعاء الاستفتاح: {سبحانك اللهم وبحمدك} أو {اللهم باعد بيني وبين خطاياي...} أو غيرهما من الأدعية وهي كثيرة، وإنما على الإنسان أن يقرأ هذا الدعاء، ثم يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ويسمي، ويقرأ الفاتحة، ثم يقرأ ما تيسر له من القرآن.

    مجيء الدورة الشهرية بعد غروب الشمس

    السؤال: إذا جاءت الدورة الشهرية في رمضان، بعد صلاة المغرب، وقبل صلاة العشاء، هل يعتبر صيامي في ذلك اليوم تاماً أم لابد من صلاة العشاء؟

    الجواب: إذا جاءت دورتك بعد آذان المغرب، وليس بعد صلاة المغرب فصومك صحيح، ولو لم تصل صلاة المغرب، المهم إذا غربت الشمس وأنت طاهرة فصومك صحيح.

    اليمين المشروط إذا تحقق الشرط

    السؤال: هناك امرأة حلفت يميناً إن شفاها الله من مرضها أن تصنع طعاماً أو ما أشبه ذلك، ومرت مدة والآن لا تستطيع أن تصنع ذلك لظروف عائلية فماذا تفعل؟

    الجواب: عليها أحد أمرين: إما أن تلتزم بما حلفت، ما دام أنها حلفت ولم تنذر، فتوفى بهذا الحلف، وتصنع هذا الطعام، فإن لم تفعل فعليها أن تكفر كفارة يمين، تطعم عشرة مساكين، لكل مسكين نصف صاع، أو تكسوهم.

    حكم من يرى أن سعادته في الغناء

    السؤال: إني عندما أنوي أن أترك الغناء ولا أستمع إليه، وأقول أني سوف ألتزم، أشعر بضيقٍ شديد، لا أعرف لماذا، وأشعر أنني لن أصبح سعيدةً بعد ذلك، فانصحني جزاك الله خيراً؟

    الجواب: هذا من الشيطان، وعليك أيتها الأخت الكريمة: أن تعلمي أن السعادة في طاعة الله تعالى، فالعبد إذا وجد الله تعالى فماذا فقد، إذا كان الله معك: يحبك ويؤيدك وينصرك ويوفقك، فماذا يضرك أن تفقدي من الدنيا؟! وإذا تخلى الله عن العبد، فلم يبال في أي أودية الدنيا هلك، فماذا ينفعه أن تكون الدنيا كلها معه؟! فإذا كان الله تعالى يريد منك أن تتركي الغناء، أفلا تتركينه لله تعالى؟! ومن ترك شيئاً لله تعالى عوضه الله تعالى خيراً منه، فعليك أن تقبلي على القرآن الكريم، وسماع القرآن وحفظه، وسماع الدروس المفيدة والمحاضرات، والأشرطة النافعة، ولا بأس -أيضاً- أن تسمعي بعض أشرطة الأناشيد المفيدة، التي ربما تكون تعويضاً ولو بصورة مؤقتة عن هذا الغناء الذي اعتادت عليه أذنك.

    معنى حديث: ( صنفان من أهل النار)

    السؤال: في حديث: {صنفان من أهل النار لم أرهما...إلخ} ما معنى الحديث؟

    الجواب: نعم الحديث في صحيح مسلم، يقول النبي عليه السلام: {صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس - هؤلاء الشُرط الظلمة الذين يضربون الناس بغير حق- ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام} ومعنى كاسيات عاريات، قيل: كاسيات من الثياب عاريات من الخلق، وقيل: كاسيات من وجه وعاريات من وجه آخر، كأن تلبس القصير الذي لا يستر أو الشفاف الذي يصف ويشف عما تحته، أو الضيق الذي يحجمها ويحددها، ويكون إلى الفتنة، أو الإثارة أقرب منه إلى التستر والتصون والعفاف، ومثل ذلك قوله أيضاً: { مائلات مميلات} قيل: مائلات عن الأخلاق مميلات غيرهن عن ذلك، وقيل: مائلات في مشيتهن مميلات غيرهن، وقيل: إن المقصود المشطة الميلاء، ولا شك أن الأولى أن يكون المعنى: مائلات عن الدين والخلق والاستقامة، ومميلات غيرهن عن ذلك.

    مكان إحرام أهل جدة

    السؤال: أريد السؤال عن أشخاص ذهبوا إلى جدة، وهم لم ينووا العمرة، ولكن بعد قضاء حاجتهم، أرادوا أخذ العمرة من أين يحرمون؟

    الجواب: يحرمون من المكان الذين هم فيه.

    حكم جمع الصلاة في المدينة التي سافر إليها الشخص

    السؤال: ما حكم جمع الصلاة في المدينة التي سافر إليها الشخص، مثل من سافر من حائل إلى الرياض، ويجمع الصلاة في الرياض، وليس المقصود الطريق، وإنما في المدينة نفسها؟

    الجواب: الجمع إنما يكون عند الحاجة، وليس الجمع رخصة إلا إن احتاج إليها الإنسان، سواء كان في السفر أو في إقامة، ولهذا المريض إذا احتاج إلى الجمع جمع الصلاة، ومثله أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن للمستحاضة التي معها حدث دائم أن تجمع الظهر والعصر، وأذن لها أن تجمع المغرب والعشاء، فإذا احتاج الإنسان للجمع -مثلاً- إذا كان سيسافر بعد الظهر مباشرة، وقال أريد أن أصلي الظهر والعصر ثم أنطلق، ولا أتوقف، هذا له أن يجمع.

    نصيحة لفتاة تواجه مشاكل في حياتها

    السؤال: أنا فتاة أعيش دائماً متضايقة من أشياء كثيرة في الحياة، ولا أرتاح إلا بعد بكاء طويل، لكثرة المشاكل في حياتي فما هي نصيحتكم للتغلب على هذه المشاكل التي تواجهني؟

    الجواب: أولاً: عليك بالشكوى إلى الله، فإن الله تعالى سميع، يسمع شكوى العبد، قال الله تعالى: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ [المجادلة:1].

    فمن فوق سبع سماوات سمع الله تعالى بكاء تلك المرأة وشكواها، وأجابها عز وجل بقرآن يتلى إلى يوم القيامة، وكانت تقول: [[أشكو إلى الله، أطفالاً إن ضممتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إليَّ جاعوا]] وعائشة تقول: [[أنا في ركن الدار لا أسمع، والله تعالى سمع من فوق سبع سماوات]] وقال قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [المجادلة:1].

    فعليك دائماً وأبداً بالشكوى إلى الله، ضعي جبهتك على الأرض ساجدة، وابكِ بكل ما عندك من الدموع، وابكِ بين يدي الله، واسألي الله وستجدين سعادة كبيرة في قلبك.

    ثم لا مانع -أيضاً- من استشارة المخلوقين الذين تثقين بعلمهم ونصحهم، فتختارين لكِ أختاً فاضلة، تبثين لها الأشجان، وتستعينين بعقلها ورأيها ونصحها، وبشارتها، والناس لا بد لهم من الناس، والإنسان لا يستغني عن الآخرين.

    حكم الفطر للعلاج

    السؤال: أنا إنسانة أعاني من أمراض في الصدر والكلى، ورمضان على الأبواب، وأخاف أن لا أستطيع الصوم، بالرغم من أني استطعت الصوم في رمضان السابق وأنا أعاني من هذا المرض، فهل علي ذنب لو تركت بعض الأيام لمتابعة العلاج؟

    الجواب: إذا نصحك الطبيب الموثوق بترك الصيام لبعض الأيام للعلاج، فلا حرج في ذلك، وعليك أن تقومي بقضائها فيما بعد.

    حكم الحلف لمن كان صادقاً

    السؤال: هل يجب القسم على الشخص إذا كان صادقاً فيما يقوله، وللثقة بنفسه لم يحلف لأن الأمر تافه ولا يستحق الحلف على هذا الشيء؟

    الجواب: الله تعالى يقول: وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة:224] والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: {الحلف منفقة للسلعة ممحقة للكسب} والله تعالى قال: وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ [القلم:10].

    فكثرة الحلف على لسان الإنسان ليست علامة خير، فلا يجوز للعبد أن يجعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه، ولا يتعامل إلا باليمين دائماً وأبداً، وهذا -أيضاً- يفقد اليمين عنده قيمته، فالإنسان الذي لا يحلف، والناس يعرفون عليه الصدق، مجرد كلامه كافٍ للتأثير، ويلقى القبول، لكن إذا كان يحلف ربما -أحياناً- يحتاجون إلى الحلف، ولا بد أن تحلف، أو تكرر الحلف، وبعضهم والعياذ بالله يقول: لابد أن تحلف بالطلاق، وهذا لا يجوز.

    ظاهرة المحبة بين البنات

    السؤال: لقد ظهرت في هذه الأيام ما يعرف بالمحبة بين البنات، فما رأيك في هذه الظاهرة؟

    الجواب: هذه ظاهرة سلبية وخطيرة وقد أشرت إليها فيما سبق، وهي تسمى بظاهرة الإعجاب، وقد تتطور إلى صور من الأوضاع التي لا تحمد ولا تليق، ويجب معالجة هذه الظاهرة على الأخوات المربيات والموجهات والمعلمات والداعيات، وبذل الوسع في تجنبها، وألا تتطور، وهي نوع من الانحراف العاطفي على أقل تقدير.

    الطرفة

    السؤال: ما حكم الطرفة التي يتداولها الناس؟

    الجواب: هذه الطرف التي يتداولها الناس الكل يعرف أنها ليست أخباراً تساق على سبيل الحقيقية، وإنما هي أشياء تقال للترويح عن النفس، لكن ينبغي أن يشترط في هذه الطرفة شروطاً، مثل ألا يكون بها سخرية، وألا تكون بشيء من الأشياء الدينية، مثل القرآن أو الدين أو الرسل عليهم الصلاة والسلام، وما أشبه ذلك، وكذلك ينبغي أن لا تكون هذه الأشياء غالبة على الإنسان، بحيث تكون كل حياته سخرية ونكتة وطرائف؛ لأن هذا يفقد المرأة شخصيتها، أي: احترامها في عيون الآخرين، فعلى الإنسان إذا فعل ذلك أن يكون بقدر الاعتدال، وأشير أيضاً إلى شريط: النكت والطرائف.

    المجاملة

    السؤال: ما حكم المجاملة بين الناس؟

    الجواب: المجاملة هي تعبير عن نوع من المصانعة بين الناس، وتقديم المودة للآخرين، وذكرهم والثناء عليهم والسؤال عن حالهم، وهو محمود والمدارات لا بد منها، كما قال عمر رضي الله عنه: [[مدارات الناس صدقه ]] فهي مشروعة.

    وضع المصحف بجانب الطفل أو النائم لإذهاب القلق

    السؤال: ما حكم وضع المصحف، بجانب الطفل المولود ووضعه بجانب الشخص النائم، لكي يذهب القلق، أو يمشي ويصرخ وهو نائم، فقد سمعنا أنه لا يجوز؟

    الجواب: نعم، هذا لا يجوز فهو من البدع التي لا تشرع ولا تفعل، وإنما لا بأس أن يقرأ هذا المريض من القرآن، أو يقرأ عليه -كبيراً أو صغيراً- شيءٌ من القرآن وينفث عليه، فربما كان هذا سبباً في شفائه.

    كيفية وضع القدمين عند الوقوف في الصلاة

    السؤال: عند وقوف المرأة للصلاة، كيف يكون موضع القدمين ملتصقتين، أو بينهما مسافة؟

    الجواب: بينهما مسافة، وليس هناك حد محدود لهذه المسافة.

    وقت إمساك الصائم

    السؤال: متى يمسك الصائم عن الأكل؟ عند سماع الأذان الأول، أو بعد الانتهاء من الأذان؟

    الجواب: يمسك الصائم عن الأكل عند طلوع الفجر الثاني، فإذا كان هناك مؤذن موثوق مأمون، أمسك عندما يسمع أول جملة من الأذان.

    خروج الدم من الأسنان

    السؤال: ما الحكم إذا خرج دمٌ من الأسنان، هل ينقض الوضوء؟ علماً بأن سبب ذلك، هو استخدام عود الأسنان؟

    الجواب، الراجح أن خروج الدم من الأسنان ونحوها لا ينقض الوضوء، وهناك قولُُ آخر عند بعض الفقهاء: أن خروج الدم ينقض الوضوء، وبعضهم يحده بالدم الفاحش والراجح: أن مجرد خروج الدم من البدن لا ينقض الوضوء، إلا أن يخرج من القبل أو من الدبر.

    المسح على الجوربين

    السؤال: إذا لبس الإنسان جوربين فانتقض وضوءه فخلعهما ومسحهما فما الحكم؟

    الجواب: يجب أن يلبس الجوربين على طهارة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، للمغيرة: {إني أدخلتهما طاهرتين} فإذا لبسهما على طهارة، جاز له أن يمسح عليهما، منذ مسح عليهما أول مرة خمسة أوقات - يوم وليلة- ثم لا يمسح بعد ذلك، فإذا خلع الجورب، وإن كان خلعه بعد الوضوء مباشرة، غسل القدمين، أي: إنسان توضأ وضوءاً كاملاً، ثم لبس الجورب، فحينئذٍ نقول: إنه إذا خلع الجورب فوضوءه لا شك باق لأن الوضوء -أصلاً- ليس مبنياً على مسحه، وإنما مبني على وضوء، لكن لو مسح على هذا الجورب، ثم خلعه، فإن الأظهر والأقرب ينتقض وضوءه بذلك، وعليه أن لا يصلي بذلك الوضوء، بل أن يتوضأ من جديد، وهناك قولٌ آخر، بأنه لا ينتقض وضوءه، ولكن لا يجوز له أن يلبس الجورب مرةً أخرى إلا بعد طهارة.

    قص الشعر

    السؤال: عن قص الشعر؟

    الجواب: بعض الفقهاء يقولون بكراهية قص الشعر، وجاء في صحيح مسلم، أن أمهات المؤمنين كن يأخذن من رءوسهن حتى تكون كالوفرة؟

    فالأظهر أنه ليس بحرام، ولا نستطيع أن نقول -أيضاً- أنه مكروه، إنما -كما أسلفت- على الفتاة إذا قصت شعرها، ألا تجعل التسريحة عبارة عن موضة تتابع فيها وتقلد فيها أولاً بأول كل جديدٍ في هذه الساحة.

    حكم اليدين والقدمين في الصلاة

    السؤال: خروج اليدين والقدمين في الصلاة؟

    الجواب: في المسألة خلافٍ فقهي مشهور، بعضهم يرى وجوب سترهما، والراجح كما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية، كما في رسالته المعروفة، حجاب المرأة المسلمة ولباسها في الصلاة لا يجب على المرأة ستر كفيها، أو قدميها في الصلاة، وإن سترتهما كان أولى.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756169999