أيها الإخوة: يقول الله تبارك وتعالى مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163].
صلاتي ونسكي، ومحياي ومماتي، هذا هو الدين وهذه هي العقيدة وهذا هو شأن النبي صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا باتباعه، والاقتداء به، ولقد مرت بالمسلمين قرون نسوا خلالها هذا المعنى الشامل للإسلام، الذي يشمل كل جوانب الحياة فأصبح الدين في أوقات خاصة وفي أماكن خاصة.
اليهود اليوم -مثلاً- أو النصارى، يعبدون الله -فيما يزعمون- يوماً واحداً في الأسبوع، يوم السبت أو يوم الأحد، يتجهون فيه إلى الكنيسة، أو إلى المعبد، وفي بقية أيام الأسبوع يعبدون المال، والدنيا، كما قال أحد مفكري الإنجليز، قال: إن الإنجليز يعبدون الله في يوم واحد وهو يوم الأحد، ويعبدون بنك إنجلترا في بقية أيام الأسبوع، والمصيبة كل المصيبة أن المسلمين بلوا بما بلي به أهل الكتاب من قبلهم.
إني لأشعر إذ أغشى معالمهم كأنني راهبٌ يغشى مصلاه |
والله يعلم ما قلبت سيرتهم يوماً وأخطأ دمع العين مجراه< |
وفي الحديث الآخر أنه صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عبد الله بن عمر: {بينا أنا نائمٌ إذ أوتيت بقدحٍ من لبن فشربته، حتى أني لأرى الري يخرج من أظفاري، ثم أعطيتُ فضلي
انظر أخي المسلم كيف غير الإسلام شخصية عمر رضي الله عنه، بين يومٍ وليلة يتحول عمر الرجل المخمور، بل عدو الإسلام الذي ينطلق ليقتل الرسول صلى الله عليه وسلم، فلما دنا من الصفا صفا ثم أصبح عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين.
هكذا يصنع الإسلام بالرجال؛ لكن نحن اليوم بل وكثير من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها تجد الواحد منا عمره ثلاثون سنة أو أربعون سنة، أكثر أو أقل، وفلانٌ هو فلان، لا يشعر بأنه يزداد يوماً بعد يوم، ويتقوى في الإيمان، ويرتقي في مدارجه، بل إن لم يشعر بالنقص لم يشعر بالزيادة، ولذلك يقول ابن مسعود فيما يرويه مسلم في صحيحه: لم يكن بين إسلامنا وبين أن خوطبنا بهذه الآية ثلاث سنوات: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد:16]}.
هكذا يقلب الإسلام شخصية عمر، فيقف هذا الموقف المتحدي: يا أعداء الله، اصنعوا ما بدا لكم، فوالله لو بلغنا ثلاث مائة رجل لأخرجناكم من مكة، أو أخرجتمونا، وتمر الأيام والليالي وعمر هو الساعد الأيمن لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي بكر، ثم يقبض الله نبيه صلى الله عليه وسلم إليه فيستخلف المسلمون ويختارونأبا بكر رضي الله عنه، فكان عمر في يده سيفاً، إن شاء أن يسله سلَّه، وإن شاء أن يغمده أغمده، ثم يتولى عمر الخلافة بعد موت أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه، فيصنع الأعاجيب ويرضى عنه ساكن الأرض وساكن السماء، وتدر الأرض خيراتها.
ولماذا قتل أبو لؤلؤة المجوسي عمر رضي الله عنه؟ الأحداث القريبة تقول: إن أبا لؤلؤة كان غلاماً للمغيرة بن شعبة وكان صانعاً نقاشاً نجاراً يتقن كثيراً من الأعمال والمهن، فكان عمر يمنع العجم من دخول المدينة؛ حفاظاً على عاصمة الإسلام أن تكثر فيها العلوج، فغلبه المسلمون وأثروا عليه حتى أذن لبعض العبيد أن يدخلوا، وكان منهم هذا الغلام إذ بعث المغيرة بكتاب يقول له: إنه غلامٌ حائكٌ صانعٌ كاتبٌ، فأذن له عمر فدخل، فكان في يوم من الأيام يصنع شيئاً لـعمر فقال: يا أمير المؤمنين كلم المغيرة بن شعبة يضع من خراجي، ويخفف عني، فقال: كم خراجك؟ قال: أربعة دراهم، قال: وما عملك؟ قال: أنا نجار وحدادٌ وكذا وكذا، فقال: إن هذا الخراج قليل، في جنب صنعتك التي تحسن، فقال هذا الغلام: قد وسع الناس كلهم عدل عمر إلا أنا، وأضمر في نفسه الشر لـعمر.
وفي الحديث الصحيح عنه أنه كان يقول: [[اللهم إني أسألك شهادةً في سبيلك، وموتاً في بلد رسولك]] انظر كيف جمع بينهما شهادةً في سبيلك، وموتاً في بلد رسولك، فجمع الله عز وجل له بينهما حيث طعنه هذا الغلام الكافر في بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأدرك الشهادة في سبيل الله، والموت في بلد رسول الله، والغريب أن أبا لؤلؤة بعد أن طعن عمر هذه الطعنات، وكان معه سكين ذات حدين، أقبل على المسلمين مسرعاً فلا يعرض له أحدٌ إلا طعنه، حتى طعن نحو ثلاثة عشر رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين، مات منهم سبعة، فلما رأى ذلك رجلٌ من المسلمين؛ طرح عليه برنساً أي ثوباً فلما علم العلج أنه مأخوذٌ نحر نفسه.
إذاً أبو لؤلؤة قتل عمر رضي الله عنه وأرضاه، لسبب خفي، وهذا السبب هو الانتصار لدين المجوس الذي سقطت دولته -دولة الفرس- على يدي جيوش أمير المؤمنين رضي الله عنه وأرضاه فـأبو لؤلؤة طعن عمر رضي الله عنه بسكين المجوس بالتعاون مع اليهود، ولذلك فليس من الغريب أن يعظم المجوس منذ ذلك الحين وإلى اليوم أبا لؤلؤة المجوسي فيسمونه بابا شجاع الدين، لماذا؟ لأنه قتل عمر رضي الله عنه، ولذلك فليس من الغريب أن تمتلئ كتب الرافضة بالشتيمة على عمر رضي الله عنه والطعن فيه، ورميه بالكفر، حتى إنهم يقرءون في مزاراتهم ومعابدهم الوثنية، اللهم العن صنمي قريش، وجبتيهما، وطاغوتيهما، وابنتيهما... إلى آخر الدعاء.
عمر وهو من هو في عدله وفضله، يخطر في باله أن يكون مسيئاً للمسلمين فسعوا للتخلص منه بهذه الطريقة، فيأمر ابن عباس أن يذهب لينظر من قتله، وجانبٌ آخر هو أنه كان يخشى أن يكون دمه في عنق أحد من المسلمين، فلما أخبره ابن عباس أن القاتل مجوسي، وأن قتله له لم يكن عن مواطأة، وأنه ما مر بملأٍ من المسلمين إلا وهم يبكون، حتى لكأنهم لم يصابوا بمصيبة قبل يومئذ؛ سُري عن عمر رضي الله عنه ودهش وفرح، ثم يقول عمر رضي الله عنه لـابن عباس: قد كنت أنت وأبوك تريدان أن تكثر العلوج في المدينة، وكنت أنهاكما عن ذلك، قال يا أمير المؤمنين، إن شئت الآن، أي أن نقتلهم الآن، قال: كذبت لا تستطيع ذلك بعد أن تكلموا بلسانكم، وشهدوا شهادتكم، ثم يخرج عمر رضي الله عنه وأرضاه إلى بيته، يخرج فيقعد في بيته، والمسلمون يبكون، ويدخل عليه النفر بعد النفر يشهدون له ويدعون له ويبكون بين يديه، ويدخل عليه غلامٌ أو شابٌ في بعض الروايات أنه ابن عباس فيقول: [[ هنيئاً لك الشهادة يا
هذه الشخصيات التي صنعها الإسلام فعلاً، رجلٌ كل حياته في سبيل الله، بل ومماته في سبيل الله، وخطواته في سبيل الله وجهاده معروف، ثالث رجلٍ في الإسلام، ومع ذلك يبلغ به الخوف أن يقول: [[وددت أني خرجت منها لا علي ولا لي، لو أن لي قلاع الأرض لافتديت به من هول المطلع]] وما بالك بكثيرٍ من المسلمين اليوم! من طلبة العلم، ومن المتعبدين، ومن الدعاة، يفرح الواحد بعملٍ يسيرٍ فعله من عبادة، أو قيام ليلٍ، أو حفظ قرآنٍِ، أو دعوةٍ، أو عمل خير، حتى يخيل إليه أنه من أول من يدخل الجنة، ويتعاظم في نفسه، وربما نظر إلى غيره نظرة ازدراء واحتقار، بل ما بالك بالعامة من المسلمين وهم يثنون على أنفسهم في أحيانٍ كثيرة، ويحمدون الله على أنهم وعلى أنهم، دون أن يخطر في قلوبهم خاطر الخوف من الله عز وجل، أو أن تحبط أعمالهم وهم لا يشعرون، كما قال الله عز وجل: أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ [الحجرات:2] فكان عمر يخشى من هول المطلع، ويتمنى أن يخرج منها كفافاً لا له ولا عليه.
قضى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه شهيداً من شهداء الإسلام وقد سطر بدمه، وزكى ما سطره خلال حياته، من جهاد في سبيل الله عز وجل، وحسن صحبةٍ لرسول الله عليه وسلم، وعلمٍ، وعملٍ، ودعوةٍ، وجهاد.
أعد ذكر نعمان لنا إن ذكره هو المسك ماكررته يتضوع |
إنك حين تقرأ سيرة هذا الرجل لا تملك دموع عينيك، وكما قال الشاعر:
والله يعلم ما قلبت سيرتهم يوماً وأخطأ دمع العين مجراه |
إنك تعجب أشد العجب من هذه الحياة المستمرة. قد تمر بالواحد منا لحظات خشوع وخوف وإيمان، وقد يحدث للواحد منا موقفٌ من مواقف الرجولة؛ لكن الأمر العجيب أن أولئك الرجال كانت حياتهم كلها رجولة، وكانت حياتهم كلها إيمان وبطولة وجهاد، كان الواحد منهم إذا أراد أن يستريح استراح للذكر، والخشوع، والعبادة، وقراءة القرآن. فرضي الله على أولئك الرجال، ورضي الله عن أولئك الأبطال، ورحم الله تلك الأبدان، وأسكن أرواحهم الجنان.
الجواب: نعم، صح عنه صلى الله عليه وسلم الأمر بإخراج اليهود والنصارى والمشركين من جزيرة العرب، وأنه لا يجتمع فيها دينان، وكان هذا من آخر ما أوصى به صلى الله عليه وسلم. أما كيف فعل عمر ذلك، فإن هؤلاء هم من العبيد الأرقاء الذين لا يشملهم الحكم، فإن العبد الرقيق هو عبارة عن مال من مال الإنسان وليس له كيانٌ مستقل، فدخول الكافر الرقيق لسيده دخوله في جزيرة العرب أمرٌ مباح.
الجواب: قضية كونه رضي الله عنه يسوي الصفوف، هذا ثابتٌ في هذه القصة كما في صحيح البخاري، وقد سقتها من صحيح البخاري، وأدخلت فيها روايات أخرى من مصادر غيره، ومن أراد الاطلاع على رواية البخاري كاملةً فإنه يجدها في الصحيح في كتاب فضائل الصحابة، باب: قصة البيعة والاتفاق على عثمان رضي الله عنه وأرضاه. وجدير بكل امرئ منكم أن يرجع إلى هذه القصة ويقرأها، فإن في سياقها من التأثير والإعجاب ما لا تجدونه في حكايتي لهذه القصة، ومن ضمن هذه القصة أنه كان يمر بين الصفوف ويسويها بيده، وتسوية الصفوف سنة أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يسوي الصفوف، فيسن للإمام أن يسوي الصفوف بقوله وبفعله إن احتاج إلى ذلك، وأن يلتفت إلى المأمومين، ولا يكبر للصلاة حتى يرضى عن استقامتهم.
ويقول الأخ في آخر سؤاله: إني أحبك في الله، وأحب جميع الحاضرين. فجزاه الله خيراً عني وعنكم حيث يحبنا جميعاً في الله، ونسأل الله أن يكون جميع الحاضرين من المتحابين فيه، وممن يستحقون أن يحبوا في ذات الله.
وأنبه من وجهة نظر شخصية في موضوع الإخبار بالمحبة فكثيراً ما يوجه مثل هذا السؤال للمحاضرين، ولست أقول في هذا شيء؛ ولكن فيما يتعلق بي؛ فأرى أن مخاطبة الإنسان بنفسه أقوى وأبلغ، فكونك تقابل من تحب في الله، وتقول له: إني أحبك في الله أجود، لعدة أسباب منها: أنه يعرفك بذلك فيبادلك هذا الحب بمثله، وكما يقولون: القلوب شواهد، وأنت إذا عرفت من إنسان أنه يحبك في الله تجد في قلبك له من المحبة مثلما يجد، وهذه حكمة وضعها الله في قلوب بني آدم من المؤمنين، كما أن هذا أبعد عن أن يصيب هذا الإنسان شيءٌ من الاغترار، وربما تكون هذه في بعض الأحيان كلمة تقال باللسان، فإذا رأى الإنسان من يحبه في الله ونظر إليه اطمأن إلى صدقه في هذا الحب، وهذه كما قلت هي عبارة عن وجهة نظر لا تقدم ولا تؤخر.
الجواب: يا إخوتي: هذا السؤال فعلاً كبير، كيف يزيد الإنسان في علمه وفي إيمانه ومثل هذا السؤال يحتاج إلى حديث خاص؛ ولكن يجب أن تعلم أيها الأخ أن كل شيء منحك الله إياه، فهو عبارة عن تحدٍ، أو قل عبارة عن اختبار يبتليك الله عز وجل به، ولذلك قال الله عز وجل: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ [الملك:1-2].
قال الفضيل بن عياض: أي أخلصه وأصوبه، قيل له: يا أبا عبد الله، ما أخلصه وأصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل، ولا يقبل حتى يكون خالصاً -يعني لوجه الله- صواباً يعني على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حياتك أيها المسلم تحدٍ واختبار، والشباب تحدٍ واختبار، والمال تحدٍ واختبار، والقوة في جسمك تحدٍ واختبار، والفصاحة تحدٍ واختبار، والعلم تحدٍ واختبار، والعقل تحدٍ واختبار، وكل شئ هو عبارة عن تحدٍ واختبار، الله عز وجل خلقنا وأعطى كلٍ واحد منا ذكراً أو أنثى مجموعةً من الأشياء، يتصرف الإنسان في هذه الأشياء على وفق ما يريده الله، هذا هو المطلوب، وما يريده الله عز وجل ليس هو أن تحول نفسك من إنسان إلى مَلَك، كلا، فإن الله قادر على أن يجعلنا ملائكةً لا يعصونه ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، لكنه بحكمته جعلنا بشراً من البشر، وخلق أبانا آدم خلقاً، وسلط على الإنسان الشيطان، وجعل نفس الإنسان قابلةً للخير والشر، فقال: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ [البلد:10] وقال: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً [الإنسان:3].
والمطلوب منك بكلمةٍ واحدة: المجاهدة، والمجاهدة ليست موقف ينتهي، المجاهدة سيرةٌ تبدأ منذ أن بدأت تعي وتعقل، ولا تنتهي إلا بنهاية حياتك، وقبل قليلٍ مرت بكم لمحاتٌ من سيرة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، وانظر كيف كان يجاهد في حياته، ثم كيف جاهد في آخر لحظة من لحظاته، فالمطلوب منك المجاهدة، وبالمجاهدة ترتقي قطعاً؛ لأن الله عز وجل كتب على نفسه -والله لا يخلف الميعاد- أنه من جاهد ففيه هداه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69].
إذاً مطلوبٌ منك أن تجاهد، والمجاهدة هي كما يقول اللغويون: هي مفاعلة بين طرفين، مثلما تقول مضاربة، والمضاربة لا يمكن أن تأتي من شخصٍ واحد أبداً، المضاربة تحصل بين شخصين، كذلك المجاهدة تحصل بين طرفين. الطرف الأول هو الإنسان، والطرف الثاني هو مجموعةٌ قوى النفس الأمارة بالسوء: الهوى، والشيطان، كل هذه الأشياء تتحالف ضد الإنسان، والمطلوب منك أن تجاهد في الله، ثم تجاهد في الله، كما أمر الله تعالى: يعني تجاهد طلباً لما عند الله، ورغبةً في الوصول إلى الجنة، ورغبةً في الوصول إلى العلم النافع، ورغبةً في الرقي إلى الدرجات العلى، لا تجاهد من أجل أن تكون فلاناً المشار إليه بالبنان، لا تجاهد من أجل أن تكون عالماً يقصدك الناس، ومفتياً يسألك الناس، وداعيةً تتكلم فتلفت الأنظار، لا تجاهد لأجل ذلك لكن جاهد معتمداً على الله فنفسك ضعيفة، ولو وكلك الله إلى نفسك لخسرت كل الخسارة والذين جاهدوا فيه فالنتيجة التي ذكرها الله على نفسه في محكم كتابه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69].
وعدٌ مؤكدٌ باللام والنون لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69] ومؤكدٌ بالفعل المضارع الدال على التجدد والحدوث وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69].
الجواب: إن المسلم مطالب في جميع الظروف بأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن الأنبياء إنما بعثوا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأول ما يأمر الإنسان بالمعروف وينهى عن المنكر يأمر نفسه وينهاها، ثم يأمر من تحت يده، ثم يأمر من يستطيع من سائر الناس، فالمسلم مطالب في تلك البلاد بأن يعمل على أن يعيش الحياة الإسلامية في نفسه وفي بيته ما استطاع، ومع الأسف الشديد بعض المسلمين بل الكثير قد يكونون طيبين في ظاهرهم وربما يكون بعضهم من دعاة الإسلام، فإذا أتيت إلى الواحد منهم وجدته مقصراً أشد التقصير في الشعائر التعبدية، لا يصلي مع الجماعة -مثلاً- لا يربي لحيته، لا يقول الكلمة الطيبة، ويبالغ في الخوف من المخلوقين، والواجب على الإنسان مع اتخاذ الحيطة والحذر ومراعاة المصلحة أن يخاف من الله عز وجل، ولله الحمد ما من بلد اليوم إلا وفيه مسلمون صالحون مجتمعون على الخير، فعلى الإنسان أن ينضوي إليهم، وينضم إلى سلكهم وأن لا ينفرد، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي الدرداء عند أبي داود والترمذي وأحمد وغيرهم أنه قال: {إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية} وعليه أن يربي نفسه على منهج الإسلام ويسعى إلى التمكين للمسلمين في الأرض ما استطاع، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
الجواب: الواقع أن النيل من أهل العلم والعلماء والدعاة مطلب أساسي من مطالب أعداء الإسلام في هذا العصر، لأنهم لاحظوا أن المسلمين بدءوا يلتفون حول العلماء والمشايخ، وفقدوا ثقتهم بالقيادات العلمانية المنحرفة، لأنه في وقت من الأوقات كان كثير من الشباب يصفقون ويهتفون بفلان وفلان من دعاة القومية، كـساطع الحصري مثلاً أو دعاة البعثية، أو دعاة الناصرية، أو من الأدباء والشعراء وغيرهم، أما اليوم فالساحة هي في صالح العلماء والمشايخ ودعاة الإسلام. وحتى أعداء الإسلام الذين كانوا بالأمس يطعنون بالدين، ويسيئون للمسلمين، ويشوهون سير الصحابة رضي الله عنهم بدءوا يلبسون مسوح الرهبان ويتسمون باسم الدين، ويكتبون عن الإسلام والمسلمين، ويؤلفون في سير الصحابة، ويتمسحون بالإسلام، رغبةً في كثير من الأحيان في كسب الجولة، ولأنهم يدركون خطر الإسلام عليهم، وكما يقول المثل العربي يعرفون من أين تأكل الكتف، فعلى المسلم أن يكون حذراً، وكم من صحفي كان معروفاً بالطعن في المسلمين، والوقيعة في الإسلام، والنيل من الحجاب، وسب اللحية وأهلها، وسب الشعائر الإسلامية، وإذا به ينقلب بين يوم وليلة متكلماً عن الإسلام، وإذا أراد أن يطعن في الدين لا يطعن بالإسلام بل يمجد الإسلام ثم يطعن بمن يمثلون الإسلام؛ لأن الطعن في الإسلام مباشرةً يجعل كثيراً من الناس يثورون عليه، ويرفضون ما قال، لكن هو حين يطعن في فلان وفلان فقد يتقبل بعض الناس منه هذا الأمر، ويعتقدون أن ما يقوله صحيح، فيقول مثلاً: إن هؤلاء المسلمين يجمعون الأموال لأنفسهم وليس في سبيل الله، إن فلاناً يقصد بتعليمه وعلمه ودعوته كذا وكذا، وربما نشروا الشائعات الذي تلوث شخصية كثيرٍ من المشايخ.
وأذكر بالمناسبة قصة قد تصدق أو لا تصدق، بل لعلها تكون من نسج الخيال لكن هي بكل حال فيها العبرة، وهي أن مجموعة من الخبثاء المنحرفين، التقوا برجلٍ صالح وكان يحضر مجالس العلم والذكر ويحب المشايخ والعلماء، فقالوا له: إن فلاناً وفلاناً وفلاناً ممن تحبهم وتعظمهم ليسوا على ظاهرهم بل إنهم منحرفون وفاسقون، وعندهم انحرافات أخلاقية كثيرة في أحد البلاد الإسلامية، فقال: إن هذا كذبٌ ولا يتصور، وأنا أعرف دينهم وورعهم، قال أحد هؤلاء القوم وألح عليه: إن هذا الأمر مؤكد وقد رأيت بعيني كذا وسمعت بأذني كذا، وما زالوا به حتى رأوا أنه قد تأثر بكثرة ما قالوا، فقال أحدهم: وحتى تكون على بينة من الأمر فإن عندنا أشرطة مسجلة، أشرطة فيديو مسجلةً مصورةً لهؤلاء، وهم يعاقرون الخمر، ويفعلون ويفعلون من الفواحش العظيمة، وسوف أحضرها لك الآن حتى تطلع وترى بعينك، وخرج من عنده بحجة أنه سيأتيه الآن بهذه الأشياء، فخلال خروجه اغتر هذا الشاب بالأمر، ووقع في أعراض هؤلاء العلماء، وظن أن ما قيل عنهم صحيح، ولحظاتٍ وهو ينتظر وطال الانتظار، وأخيراً تكشف له أنها لا تعدو أن تكون خدعة ولعبة وأنه ذهب ضحية هؤلاء المخادعين.
فعلى كل واحدٍ منا أن يجعل الدفاع عن أهل العلم جزءاً من دينه، وجزءاً من دعوته إلى الله عز وجل، وأن لا يقبل فيهم كلاماً حتى لو سمع عن أحدٍ منهم مقالاً بتهمةٍ معينة، فإنه يسارع بعدم قبولها كما علمنا الله عز وجل: لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ [النور:12].
فعليك أن تنكر ما ينسب إلى أهل العلم مما لا ينتظر منهم ولا يتوقع، ولو فرض حصوله، فإنك تقول: إنهم بشرٌ وليسوا معصومين، وفيهم من الفضائل أضعاف ما في غيرهم من الفضائل، وما عندهم من الخطأ فعند غيرهم أضعاف أضعاف، وأهل الشر يمجدون ويرفعون أشخاصاً لو اطلعتم على سيرهم الذاتية وحياتهم الشخصية؛ لوجدتموها في منتهى البشاعة، لكنهم يلمعون شخصياتهم، ويتكلمون عنهم، ويصورونهم على أنهم هم النزيهون في مجال المال وهم الأدباء وهم الشعراء، وهم العقلاء حتى يخدع الناس بهم.
الجواب: لقد فهمت من السؤال أن الخوف يغلب على قلب هذا الشاب حتى أنه كثيراً ما يذكر الموت، وذكر الموت مطلوب، وكفى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بزيارة القبور، لأنها تذكر بالآخرة، وقال الله في وصف عباده الصالحين: إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ [ص:46-47].
فذكر الدار الآخرة هو ميزةٌ وخصيصة يختص الله بها من يشاء من عباده؛ ولكن على الإنسان أن يستفيد من هذا الشعور، وألا يكون مجرد خاطر؛ لأن بعض الناس ذكره للموت والقبر مجرد وحشة في قلبه، وليس ذكراً شرعياً حقيقياً يحدوه إلى العمل الصالح وإلى المسارعة في الخيرات، وإلى اقتناص أوقات العمر، فعلى الإنسان أن يدرك أن ذكر الموت يكون على صفاتٍ شتى، فمن الناس من ذكر الموت يدعوه إلى نوعٍ من الانطواء، وربما إلى شيء من الوحشة والعزلة ولا يدعوه إلى أعمال صالحة، فمثل هذا ينبغي للإنسان أن يعالجه، وبعض الناس ذكر الموت يحدوه إلى المسارعة في اغتنام أوقات العمر، وصحبة الطيبين، وعلى كل حال إذا شعرت أن هذا الأمر قد غلب وزاد في قلبك، فحاول أن تنتبه حتى يكون شعورك متوازناً، ولا يغلب على قلبك شيءٌ، فإن الإنسان المؤمن ينبغي أن يكون خائفاً راجياً محباً، ينبغي أن يجتمع في قلبه ثلاثة أشياء: الحب، والخوف، والرجاء، فمن عَبَدَ الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري، ومن عَبَد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عَبَدَ الله بالخوف والحب والرجاء فهو مؤمنٌ موحد، فعلى الإنسان أن يطير إلى الله عز وجل بهذه الأجنحة.
الجواب: هذا الدَّين كان على عمر شخصياً، وكان في ماله ما يكفي لسداد هذا الدين، كما يظهر من روايات صحيحة، فأمر عمر ابنه أن يسدد هذا الدين من ماله.
الجواب: في الواقع أن ابن عمر لم يقتل أبا لؤلؤة، وإنما قتل رجلين آخرين من المجوس، يقال أن لهما علاقة بهذه المؤامرة.
الجواب: هذه القصة غير صحيحة.
الجواب: الكتب كثيرة، ذكرت موضع القصة في صحيح البخاري، وأشرت من خلال الكلمة، إلى قراءة فضائل عمر رضي الله عنه في كتاب جامع الأصول، وهناك كتابٌ فيه سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه لـابن الجوزي وهناك كتابٌ ضخمٌ في أخبار عمر
لـناجي الطنطاوي وعلي الطنطاوي، وهو كتابٌ وإن كان فيه ما فيه، إلا أنه مفيدٌ وأسلوبه مناسب. والكتب في سيرة عمر رضي الله عنه كثيرة ومتداولة وموجودة في المكتبات.الجواب: وصف أحد الوعاظ وأظنه الإمام ابن الجوزي رحمه الله المواعظ بأنها كالسياط التي يضرب بها ظهر الإنسان، فما دام وقع السياط على ظهرك فهو يحس بألمها، فإذا توقف الضرب زال الألم، وكذلك المواعظ بألوانها هي عبارة عن مؤثرات تشد الإنسان وحين ينتهي الإنسان من هذه المواعظ يبدأ تأثيرها يخف تدريجياً في نفس الإنسان ولكن على الإنسان أن يستغل ويستفيد من هذا الشعور الذي ينبعث في قلبه خلال سماعه للموعظة، يستفيد منه في أعمال الخير، ولذلك صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لكل عابدٍ شرة، ولكل شرةٍ فترة} فالشرة هي الشدة والقوة والاندفاع، فعليك أن تستثمر هذا الأمر في الطاعة والتقرب إلى الله عز وجل، وكذلك عليك أن تكثر من حضور مجالس الذكر، حتى تظل على اتصالٍ دائم بهذه الأشياء، ولا يهدأ تأثير موعظة في قلبك إلا وتسمع موعظة أخرى يبدأ تأثيرها بعد ذلك، وعلى الإنسان أن يدرك بعد ذلك أنه بشر، وليس مطلوب منه أن يكون في جميع الأحوال على ذلك المستوى، ولا بد أنكم سمعتم جميعاً حديث حنظلة في صحيح مسلم، وشكواه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: {إنكم لو تدومون في كل حال كما تكونون عندي، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا
الجواب: كثيراً ما يسأل بعض الإخوة عن أحاديث هل هي صحيحة أم لا؟ فعلى الأخ أن يتعود الرجوع إلى بعض الكتب، فمهما تحدث المتحدث عن الحديث من أنه صحيح، أو ضعيف، أو جيد فلن يفيدك كما يفيدك لو رجعت إلى كتاب من كتب السنة فأعطاك جواباً موسعاً، ولله الحمد كتب السنة أصبحت ميسورة خاصة بعد ظهور الفهارس، ارجع مثلاً إلى فهارس كتب السنة وهي كثيرةٌ جداً، ارجع إلى كتب السنة المؤلفة على حسب حروف الهجاء مثلاً: كتب الأحاديث المشتهرة معظمها مصنفة على حسب حروف الهجاء: أ ب ت ث وهي تتكلم عن الأحاديث المشتهرة المتداولة بين الناس، فاقرأ فيها وستجد غالباً الأحاديث المشتهرة، والحكم عليها وعلى من خرجها وهذا الحديث {لا صلاة لمن أسبل إزاره} أظن أن السائل يقصد الحديث الذي رواه أبو داود في قصة الرجل الذي مر بالنبي صلى الله عليه وسلم فصلى، ثم سلم عليه فقال له النبي صلى الله عليه: {ارجع فتوضأ، فرجع فتوضأ وصلى، ثم مر على النبي صلى الله عليه فسلم، فقال: ارجع فتوضأ ثلاثاً، فقال له رجلٌ: يا رسول الله، إنه مر عليك، فقلت له: ارجع فتوضأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه مسبل وإن الله لا يقبل صلاة رجلٍ مسبلٍ إزاره} والحديث اختلف العلماء فيه، فقال الإمام النووي في رياض الصالحين إسناده صحيح على شرط مسلم، وقال الإمام المنذري الحديث في إسناده أبو جعفر وهو رجلٌ من أهل المدينة لا يعرف اسمه، والذي يظهر والله أعلم أن الحديث لا يصح، لأن متنه مع سنده فيه غرابة، فمتنه فيه غرابة فهذا الرجل يمر بالنبي صلى الله عليه وسلم فيسلم عليه فيقول له: اذهب فتوضأ، ما علاقة الوضوء بالإسبال! الرسول عليه الصلاة والسلام أوتي جوامع الكلام، وكان يرشد الإنسان إلى الخطأ الذي وقع فيه بأتم بيان وأوضح حجة وأجلى عبارة، ويبعد أن يأتيه رجل مسبل فيقول له: ارجع فتوضأ، وإنما من هديه صلى الله عليه وسلم أنه يأتيه الرجل لم يحسن الوضوء كما في حديث عمر في صحيح مسلم، في قصة الرجل الذي كان في قدمه قدر الظفر لم يصبه الماء، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يحسن وضوءه، فلو كان هذا الحديث صحيحاً لكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لهذا الرجل ارفع إزارك، ولو كانت صلاته لا تصح لأنه مسبل، لأخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك وأمره أن يرفع إزاره وأن يعيد الصلاة لا الوضوء، فإن العلماء متفقون على أن وضوء المسبل صحيحٌ ولا يحتاج إلى إعادة فيما أعلم، فهذا يجعل الحديث أقرب إلى أن يكون ضعيفاً، وأما المسبل فيوجد في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ما يدل على أنه يقول بعدم صحة الصلاة، ولكن كثيراً من الفقهاء يقولون بأن صلاته صحيحة وهذا هو الأقرب للصواب أنه تصح صلاته، ولو أمَّ قوماً فإمامته مكروهة إن وجد من هو أفضل منه، ولا ينبغي أن يصلي بهم وهو بهذه الحال ولكن صلاتهم أيضاً صحيحة، وإن كان العلماء -فيما أعلم- على أنه يكره للإنسان أن يصلي خلف للفضول مع وجود الفاضل فكيف بالصلاة خلف الفاسق؟! فكيف بالصلاة خلف المسبل الذي ربما يؤدي فسقه إلى وقوعه في كبيرة إن كان هذا ا لإسبال معه خيلاء.
أيها الإخوة! أسأل الله أن يجمعني وإياكم في جناته، وأن يغفر لي ولكم ما ظهر وما بطن، وما تقدم وما تأخر، وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وأن يثبت أقدامنا على طاعته، وأن يتوفانا على الإسلام، وأن يجعل آخر كلامنا من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن يتوفانا وهو راضٍ عنا، وأن يجعل حياتنا جهاداً في سبيله ودعوةً إليه، وصبراً على ما نلقى فيه، وأن يصلح ظاهرنا وباطننا، وأن يختم لنا بخير، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر