أما بعد:
أيها الإخوة: جرت عادة الناس في جميع البلاد وجميع الملل والأديان، أنهم إذا أهملوا الحقائق اعتنوا بالرسوم، فإذا لم يهتموا بحقيقة الدين ولبه وجوهره، لا بد أن يعوضوا عن هذا التقصير أو النقص بشيء يخادعون ويوهمون به أنفسهم بأنهم ما زالوا على شيء من الدين، ولذلك كلما غفل الناس عن حقيقة الدين، اهتموا ببعض الرسوم التي قد تكون من الدين، وقد لا تكون من الدين أصلاً.
فعلى سبيل المثال: هذا القرآن أنـزل ليدَّبروا آياته وليعملوا به، وليحكم حياتهم في الدقيق والجليل، فإذا كان الناس عاملين بهذا القرآن محكِّمين له، لم يجدوا في أنفسهم حاجة إلى أن يكتبوا المصحف بالذهب، أو أن يزخرفوه بهذه الزخارف، أو أن يطبعوه بالطبعات الفاخرة الأنيقة!
لأن الحقيقة موجودة؛ فلا يضر أن يكون القرآن مكتوباً في العسف واللخاف والأوراق، كما كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، لكن إذا أهمل الناس حقيقة القرآن وتدبره وقراءته والعمل به، اهتموا وزادوا في الاهتمام ببعض الشكليات المتعلقة بالقرآن، فوجد -مثلاً- من كتب المصحف بالذهب بمبالغ طائلة هائلة، وحلاه وزينه، وزخرفه به، ووضعه على أربع قوائم، وليس هذا من تعظيم كلام الله عز وجل.
وعامة الناس ممن لا يملكون الذهب ليكتبوا به المصحف أقل ما يملك الواحد منهم أنه يمسك المصحف، فلو فرض أن المصحف سقط من يده فإنه يرفعه فيقبله ثم يضعه على جبهته.
ومثلاً: إذا كان المصحف أمامه فإنه لا يقبل أن يكون هناك أي شيء قد يفسره هو أنه أعلى منه وإلا عد ذلك تقصيراً في حق هذا المصحف، ولو وضع المصحف على الأرض فإنه لا يضعه على الأرض مباشرة، بل لا بد أن يحمله على شيء، يهتم بهذه الرسوم؛ لأنه قد أهمل الحقيقة فلا بد له أن يعوض.
كما تجد أن كثيراً من الناس يتعلق بـالكعبة التي جعلها الله تبارك وتعالى قياماً للناس، فالمؤمن الذى يصلي إلى الكعبة في اليوم والليلة خمس فرائض، وما شاء الله تعالى له من النوافل ويحج ويعتمر، هذا يكفيه؛ لكن المسلم الذي قصر في هذا الأمر بل ربما فرط في الفرائض فضلاً عن النوافل، أو قد لا يكون حج أو اعتمر في عمره إلا مرة واحدة، أو ربما قصر في كثير من واجبات الفرائض، وربما أركانها، تجد أنه إذا جاء للكعبة يحاول أن يعمل بعض الرسوم التي تظهر تعظيم الكعبة، فترى منهم من يتمسح بها، ومنهم من يتعلق بأستارها وثيابها، ومنهم من إذا أراد أن يخرج من الحرم فإنه لا يولي الكعبة ظهره خارجاً، بل يمشي على ورائه حتى تظل الكعبة أمامه وبين ناظريه تعظيماً للكعبة، وهذا لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومما يقطع به كل ذي لب أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يخرج من المسجد الحرام جعل الكعبة وراءه وخرج، ولو كان الأمر على خلاف ذلك لنقل إلينا؛ مع أن هذه المشية فيها من المنظر المزري والاستهجان ما لا يخفى على كل ذي لب أو مروءة، المهم أن المسلمين اليوم صاروا يهتمون بالرسوم والشكليات، ويغفلون عن الحقائق والأمور المعنوية المهمة.
لكن ما معنى (من همزه ونفخه ونفثه)؟ هذا إشكال، وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم، وفسرها أئمة اللغة بالتالي:
أما (الاستعاذة) فمعناها معروف وهو: الاعتصام بالله تعالى والالتجاء إليه من شر الشيطان.
ومثل: شعر المديح الذي يقع فيه كثير من الشعراء، فيبالغون في المديح، فيمدحون من يستحق ومن لا يستحق، بل الغالب أنهم لا يمدحون إلا من لا يستحق ممن يملك السلطان أو المال والنفوذ، فيمدحونه طمعاً في منصب أو مغنم أو مال، ويمدحونه بما ليس فيه حتى إن بعضهم يغلو فينـزل المخلوق منـزلة الخالق، قال أحدهم يمدح شخصاً:
وأنت غيث الورى ما زلت رحمانا |
فأعطاه صفات الله عز وجل وأعطاه أسماءه، وقال آخر لحاكم فاجر باطني خبيث:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار |
وكأنما أنت النبي محـمد وكـأنما أنصارك الأنصـار |
فهذا من وسوسة الشيطان للشعراء الذين يرتزقون ويتكسبون بشعرهم، ويضعون القوافي على أبواب وأعتاب ذوي النفوذ والمال والجاه، لعلهم يحظون منهم بنظرة عطف أو مال أو منصب أو غير ذلك، وهذا من الشر الذي يستعاذ بالله تعالى منه، فهذا معنى قولك: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه.
أما قوله: بكلمات الله التامة، فإن كلمات الله تعالى تامة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، فأما كلماته الكونية، فهي التي يخلق بها إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس:82].
وأما كلماته الشرعية؛ فهو ما أنـزله من الوحي على أنبيائه ورسله عليهم الصلاة السلام كالقرآن؛ فإنه كلام الله عز وجل ووصفها بأنها التامة؛ لأنه ليس في كلمات الله تعالى نقص في وجه من الوجوه: قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً [الكهف:109] وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [لقمان:27] ولذلك استدل الإمام أحمد رحمه الله بهذا الدعاء النبوي على أن القرآن منـزل غير مخلوق، قال: لأن المخلوق لا بد فيه من النقص، وأما الكمال والتمام فهو لله عز وجل، ولهذا وصف كلمات الله تعالى بأنها تامة.
فتقول: (سبحانك اللهم) هذا معناه، ومثله قولك: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربى العظيم، أي: أنـزه الله من كل ما لا يليق به من صفات النقص التي توجد في المخلوقين.
فالبركة من الله تعالى وإليه، ولذلك لا يجوز أن تقول لمخلوق: إنه تبارك، إنما تبارك الله وحده، أما المخلوق فإنه مبارك باركه الله وحده، كما قال الله تعالى: إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَه [الإسراء:1] وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرىً ظَاهِرَةً [سبأ:18] فالبركة من الله تعالى، والمخلوق مبارك، وأما الخالق فإنه تبارك وتعالى.
فقولك: وتبارك اسمك، أي: أن اسم الله تعالى فيه الخير الكثير الطيب الدائم، وحيث ما ذكر اسم الله تعالى كانت البركة، ولهذا يشرع للعبد أن يكثر من ذكر اسم الله، وأن يبدأ أعماله بقوله: باسم الله، كما جاء في الحديث: {خمروا الآنية واذكروا اسم الله} يعني: تغطي الإناء وتقول: باسم الله {وأوكوا السقاء واذكروا اسم الله، وأجيفوا الأبواب (أي: أغلقوا الأبواب) واذكروا اسم الله، وأطفئوا السراج واذكروا اسم الله} فيذكر العبد اسم ربه جل وعلا في الليل والضحى، والصباح والمساء، وعلى كل شيء، تيمناً بهذا الاسم واستعاذه بالله جل وعلا.
المعنى: ذو الجد هو: ذو الغنى، وذو النصيب، وذو الحظ، لا ينفعه يارب منك جده وغناه وحظه ونصيبه، إنما ينفعه عمله الصالح، يعني: لا ينفع ذا الغنى منك الغنى، إنما ينفعه عمله، ولا ينفع ذا الملك منك ملكه إنما ينفعه عمله، ولا ينفع ذا الجاه منك جاهه إنما ينفعه عندك عمله، وهكذا لا ينفع ذا الجد: أي صاحب الجد، وصاحب الغنى، صاحب النصيب الدنيوي، لا ينفعه يا رب منك الجد الذى عنده، إنما ينفعه العمل الصالح الذى تقرب به إليك.
قولك: وهب المسيئين منا للمحسنين، أولاً: نسأل هل يجوز هذا الدعاء أم لا يجوز؟
ثم إذا كان يجوز فما معناه؟
نعم يجوز، ومعناه: يا رب أدخل المسيئين منا والخطائين في شفاعة المحسنين الصالحين، وتقبل دعاءهم فيهم، وهذا وارد؛ فإن الله تعالى قد ينـزل الرحمة على قوم ببركة رجل بينهم كما جاء في الحديث: {هم القوم لا يشقى جليسهم} وعند ذكر الصالحين تنـزل الرحمة.
فلذلك تقول وهب المسيئين منا للمحسنين، وكأنك تقول: يا رب أنا ممن لا يستحق أن يستجاب دعاؤه لتقصيري وظلمي لنفسي، وتقصيري في حقك يا رب، لكن هبني لبعض الصالحين من حولي، ممن يدعونك دعاءً عاماً فتستجيب لهم وتنـزل الرحمة على الجمع كله بمغفرتك ورحمتك لهم، ولهذا جاء في الحديث عند ابن ماجة وسنده صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في يوم عرفة: {إن الله تطوَّل عليكم في جمعكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى محسنكم ما سأل} وهذا فيه معنى الذل، والانكسار والعجز والافتقار من العبد لله الواحد القهار.
معنى قولك: واجعله الوارث منا، أي: يا رب إذا ضعفت قواي، وتناقصت من المرض، ومن الكبر والعجز أو غير ذلك؛ فاجعل سمعي وبصري وقوتي في جسمي، هي آخر ما يفقد مني، ومتعني بها إلى أن أموت، فأنـزلها منـزلة الوارث، وذلك لأن الوارث هو: من يبقى بعد موت مورثه.
فكذلك جعل هذه القوة التي هي السمع والبصر، بمنـزلة الوارث. وقوى الإنسان كلها تضعف، ويبقى السمع والبصر محفوظاً كأنه يرث الإنسان أي: يبقى معه إلى آخر عمره، فقوله:{واجعله الوارث منا } أي: اجعلها بمنـزلة الوارث الذي يبقى بعد زوال غيره.
وقال بعضهم: إن قولك: "واجعله الوارث منا" أي: اجعلها في أعقابنا وذرياتنا من بعدنا،والمعنى الأول هو الأولى والأحسن والأظهر والله أعلم.
وفي القبر فتن عظيمة منها: السؤال، وهو أن يسأل العبد في قبره {من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ فأما المؤمن أو الموقن فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيقال له: نم قرير العين نومه العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، وأما الكافر أو المنافق فإنه يقول: هاه هاه لا أدري كنت أقول كما يقول الناس} هذا أخذ دينه بالتقليد ولم يهتم به.
ولهذا يخفق في الاختبار ويقول: لا أدري كنت أردد كلاماً نسيته، أسمع الناس يقولون شيئاً وأقول مثلهم دون بحث ولا تعلم، ولم يكن مؤمناً حق الإيمان، فيخفق في الاختبار، فهذه مسألة القبر، وقد جاء في الأحاديث الصحيحة: إن العبد عندما يفتن في قبره؛ يأتيه ملكان أسودان، أزرقان، أحدهما: منكر، والآخر: نكير، منظرهما مخيف، ويسألانه هذه الأسئلة، وقد ذكر ابن الجوزي وغيره قصة مشهورة عند العوام أن عمر رضي الله عنه لما وسد في قبره جاءه الملكان من أجل أن يختبراه، فقام عمر وأمسك بالملكين وقال: [[من ربكما؟ ما دينكما؟ ومن نبيكما؟
اختلقتها عقول بعض الناس، ولفقوها وأشاعوها وتداولها الناس وصدقوها، والواقع أن هذه القصة لا أصل لها، وعمر ليس أفضل من أبي بكر ولا من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، وما نقل هذا عن أحد منهم.
قد يقال: إن الأنبياء لهم شأنهم الخاص، فهذا أبو بكر رضي الله عنه لم ينقل عنه هذا، على كل حال هذا معنى فتنة القبر وهذا معنى مسألة القبر.
فقولك: (سبوح قدوس) يعني: الله المنـزه عن كل نقص وكل عيب، كذلك قولك: (قدوس) هو: اسم من أسماء الله تعالى الملك القدوس السلام، وهو مأخوذ من القدس وهي الطهارة، ومنه بيت المقدس، يعني: بيت الطهر، البيت الذى فيه الطهر، أمة مقدسة أو غير مقدسة، يعني مطهرة أو غير مطهرة: {لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه} أي: لا طهرت ولا حفظت، فالقدس هو الطهارة، والقدوس معناه: الطاهر المنـزه عن كل نقص، وقيل معنى ذلك: البركة، فيكون معنى تقدس: مثل قولك تبارك.
سمع الله أي: استجاب الله سماع إجابة وقبول، لمن حمده: أي لمن أثنى عليه وشكر، فالإمام عندما يقول: (سمع الله لمن حمده) أي: كأن الإمام يقول لكم: قد استجاب الله تعالى لكل عبد حمد الله وشكره وأثنى عليه، إذاً يا معشر المأمومين احمدوا الله تعالى، هذا المعنى: سمع الله لمن حمده فاحمدوه، فتقول أنت أيها المأموم كما يقول المنفرد والإمام أيضاً: ربنا ولك الحمد فتستجيب استجابة سريعة لهذا الأمر، فكأن قوله: (سمع الله لمن حمده) تهييج وحث على حمد الله تعالى، وشكره.
ولهذا يقول المصلي: {ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السماء وملء الأرض وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد -أي: يا أهل الثناء والمجد أو أنت أهل الثناء والمجد- أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد} وهذه أيضاً بينتها قبل قليل.
الحول: قيل هي الحيلة في الوصول إلى الشيء، وقيل الحول هو: التحول أي: الانتقال من حال إلى حال، والقوة هي القدرة على الشيء، فأنت حين تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، تعني: لا حيله في الوصول إلى شيء ولا تحول من حال إلى حال حسن، ومن حال فقر إلى غنى، ومن حال انحراف إلى هدى، ومن حال مرض إلى صحة وعافية، ومن حال ذل إلى قوة وعزة، ولا تحول من حال تكرهها إلى حال تحبها، ولا قوة على الاستمرار على ذلك، إلا بالله أي: بالاستعانة بالله، وبعون الله تعالى، وبتأييده لك.
وأما لو وكل الله العبد إلى قوته لهلك، فيقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، قال ابن مسعود رضي الله عنه: [[لا حول عن معصية الله -يعني: لا تحول عن معصية الله تعالى- إلا بعصمة الله تعالى، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله]].
وهذا كما قال الخطابي أحسن ما قيل: لا تحول عن المعصية إلى الطاعة إلا بعصمة الله، ولا قوة على الطاعة وصبر عليها إلا بعون الله تعالى، فهذا معنى قولك لا حول ولا قوة إلا بالله.
فقولك: { أعوذ برضاك من سخطك} الرضا: ضد السخط، والعفو: ضد العقوبة، فاستعاذ العبد برضوان الله تعالى من سخطه، يعني: يا رب: أدخلني في رضوانك؛ لئلا تسخط عليَّ، وأدخلني في عفوك لئلا تعاقبني بذنبي، وتأخذني بجريرتي وجريمتي {أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك} ثم وصل إلى الواحد الأحد الذى لا ضد له ولا مثل ولا ند.
ولهذا قال: {وبك منك} فالله تعالى لا ند له، فأظهر العبد العجز والانقطاع وفزع من الله إليه، واستعاذ بالله تعالى منه، واستجار بفضل الله تعالى من عدله، وفى هذا دليل على أن النفع والضر والمنع والعطاء بيد الله عز وجل ومصدرها من قبله تعالى.
{اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذى وعدته} وقد يضيف بعضهم (إنك لا تخلف الميعاد) وهذا فيه أمور:
أما الدعوة التامة؛ فالمقصود: الأذان؛ لأن الأذان دعوة تامة، مشتملة على معاني الإيمان والتوحيد، من وحدانية الله تعالى والإيمان بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والإيماء إلى البعث، والحث على إقامة الصلاة التي هى أعظم الشعائر العملية في الإسلام، فهى دعوة تامة لا نقص فيها، والله تعالى ربها، بخلاف دعوات الدنيا، فإنها دعوات ناقصة بلا شك.
(والصلاة القائمة): أي: أن هذه الصلاة التي ينادي إليها المنادي ويدعو إليها الداعي هي صلاة قائمة، فهي صلاة سوف تقوم الآن، وصلاة سوف تقام بإذن الله تعالى إلى أن يشاء الله تعالى، فلا يزال في هذه الأرض من يذكر الله تعالى ويسبحه وينـزهه ويصلي له، إلى أن يقبض الله أرواح المؤمنين في آخر الزمان.
والفضيلة: من الفضل وهو الزيادة، تقول: هذا شيء فاضل يعني: زائد، ليس له حد ومنه: فضل الماء أي: باقي الماء، فالفضيلة هي الفاضل، والمعنى: أعط نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم الفضل في كل شيء، والعلو في الدرجات، فهو علو في الدنيا، وعلو في موقف القيامة، وعلو في الآخرة:
علو في الحياة وفي الممات بحق تلك إحدى المعجزات |
فأعطى الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم الفضل والعلو في الدارين، بل في الدور كلها، {آت نبينا محمداً الوسيلة والفضيلة} وبعضهم يزيد: والدرجة العالية الرفيعة، وهذا لم يرد في الحديث.
إذاً: هذا هو الدعاء الوارد: { اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمد الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته}.
اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين، اللهم اختم بالصالحات أعمالنا، واختم بالشهادة آجالنا، اللهم وفقنا لما تحب وترضى، اللهم فقهنا في ديننا، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم صل وسلم على عبدك ونبيك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
الجواب: من أراد أن يسافر للعمرة فإن عليه أن يحرم من الميقات، وبالنسبه للمسافرين في الطائرة فإن العادة بأن المسئولين في الطائرة يخبرون المعتمرين بموعد الوصول إلى الميقات بقبل حوالي ربع ساعة، أو عشر دقائق، فحينئذٍ على الإنسان أن يحرم بأن يلبس ثيابه، فإذا حاذى إلى الميقات نوى الدخول في النسك ولبى بالعمرة، فإذا وصل إلى مكة طاف وسعى وحلق أو قصر، وحينئذٍ يكون انتهى من عمرته.
الجواب: لا، ليس بصحيح، فإنك تدعو في الصلاة بما أحببت من خيري الدنيا والآخرة، لك وللوالدين ولجميع المؤمنين، ومن جوامع الدعاء: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب).
الجواب: إن كان هذا القريب متوفى لا يستطيع العمل، فلا حرج أن تطوف وتنوي ذلك عنه وإن نويته لنفسك فأنت أحوج به وتدعو لمن مات من أقربائك.
الجواب: يبدو لي بأن صلاة الجميع صحيحة، لأنهم كبروا تكبيراً صحيحاً وصلوا صلاة لا لبس فيها، فأما الذين لم يكبروا معه فهؤلاء لهم قدوة وأسوة بـأبي بكر رضي الله عنه، فإنه لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم من بني عمرو بن عوف، وكان أبو بكر قد كبر في الصلاة قبله وأم الناس، فتخلف أبو بكر وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم، فصلى بهم، أي: أن الإمام تأخرت تكبيرته عن تكبيرة المصلين في مثل هذه الحالة، لكن تكبيرهم السابق مع أبي بكر كان تكبيراً صحيحاً.
الجواب: لا بأس بتغيير الاسم إذا كان غير لائق وغير مناسب، ولا يترتب على ذلك شيء، ويكون ذلك بموافقة الوالد ورضاه، لأنه هو الذي أحدث الاسم الأول، فلا ينبغي أن يترتب على هذا إثم أو قطيعة رحم، أو إغضاب للوالد، كما أن تغيير الاسم يترتب عليه بعض التبعات الرسمية، في الدوائر الرسمية وهذا أمر فيه بعض الكلفة، فإذا كان الاسم مقبولاً وليس فيه شهرة أو معنىً سيئ فالأولى تركه، أما إذا كان الاسم سيئاً وفيه معنى غير لائق فلا بأس بتغييره.
الجواب: في الواقع مسألة الغوص هذه في معاملة البنك ليست بالأمر السهل، ولكني أعلم أن بنك الراجحي لا يسلم من معاملات ربوية وذلك علمته من أناس غاصوا -على حد تعبير الأخ السائل- حتى ذهبوا إلى معاملات البنك وغيرها في البنوك الغربية في أمريكا وسواها، ورأوا شيئاً من ذلك، لكن بالنسبة للإيداع لا شك أن الأمر فيه أوضح من بقية البنوك، لأنه يودع دون أن يكون هناك فوائد ربوية يعطيها للمودعين، فلذلك هو أهون الشرين على كل حال.
الجواب: تحرم بالعمرة ولو كانت حائضاً ولكنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أسماء.
الجواب: أما بالنسبة لأوقات العلماء فلا شك أن هذا طيب، والذي أعلمه أن كثيراً من العلماء قد حددوا وقتاً للاتصال بهم، أما بالنسبة لي فلا أعتقد أن عندي شيئاً كثيراً مما تستفيدون منه، ولكني مع ذلك أجلس على الهاتف بعد صلاة الظهر في شهر رمضان خاصة.
الجواب: إذا كان الصبي مميزاً، كأن يكون في الثانية عشرة، فلا بأس أن يصحب المرأة، أما إذا كان صغيراً فلا ينبغي أن تكتفي به.
الجواب: إذا تبول فإنه يجب عليه غسل الذكر بلا شك، سواءً بالماء أو غير الماء، فلو أنه مسح الذكر بالمناديل أو نحوها حتى زال عنها البول، فإن هذا يكفي ولا يلزم استخدام الماء في ذلك.
الجواب: هذا لا بد في التخلص منه من أمرين، الأمر الأول: تطهير الباطن، وهو تطهير القلب من الشواغل الدنيوية والاشتغال بالدنيا التي ملأت قلوب كثير من الناس، فأصبحوا حتى في صلاتهم يشتغلون بها. الأمر الثاني: تطهير الظاهر؛ وذلك بإزالة الأشياء التي تشغل الإنسان عن صلاته، كأن يكون هناك أصوات تزعجة أو أن يكون في قبلته أموراً تلهيه.
الجواب: ورد فيه حديث لا يصح، ولهذا لا يشرع للإنسان أن يقول هذا الدعاء.
الجواب: لا يخل ذلك- إن شاء الله - ما دمت لم تخل بمعنى الدعاء.
الجواب: لا شك أن معرفة معنى الدعاء تجعل الإنسان خاشعاً وصادقاً في دعائه، أما الدعاء بحسب الثقة، بثقتك بالداعي تؤمن على دعائه فإن هذا لا يكفي.
الجواب: إذا كان المصدر الوحيد لوالدك هو راتب البنك وليس له مصدر آخر قط، فإنه لا يجوز لك أن تأكل وأن تشرب وأن تلبس مما عنده، أما إن كان والدك له مصادر مختلفة منها البنك، ومنها أموال ورثها عن أبيه أو جده، ومنها أن عنده مؤسسة أو أي مصدر آخر يدر عليه بعض المال، بمعنى أن عنده مصادر متعددة فلا بأس أن تأكل وتشرب وتلبس من ماله.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى، اللهم اختم بالصالحات أعمالنا، وبلغنا ما يرضيك من أعمالنا، ووفقنا بالخير في معادنا ومآلنا، اللهم صل وسلم على رسولك وعبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر