إسلام ويب

تفسير سورة فاطر (6)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • مثل المؤمن الصادق والكافر الجاحد كمثل البصير والأعمى، والنور والظلمة، والظل والحرور، والحي والميت، فما من عاقل يسوي بين هذا وذاك، وقد ذكر الله هذه الأمثال وضربها لرسوله الكريم تسلية له، وحتى لا يحزن لإعراض المعرضين وتكذيب المكذبين، مبيناً له في الأخير ما ينتظر هؤلاء الكافرين الذين ما استجابوا للنذير.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وما يستوي الأعمى والبصير)

    الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    وها نحن الليلة مع سورة فاطر المكية، فهيا بنا نصغي مستمعين تلاوة هذه الآيات مجودة مرتلة، ثم نتدارسها إن شاء الله، والله نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

    بسم الله الرحمن الرحيم: وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ * وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلا الأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ * إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ * إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلا فِيهَا نَذِيرٌ * وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ * ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ * أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ [فاطر:19-27].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! هيا بنا نقضي هذه الدقائق مع الله، ومع رسوله صلى الله عليه وسلم، فأي فوز أعظم من هذا الفوز أن نظفر بفضل الله فنتكلم في ساعة مع الله ورسوله، وهل يظفر بهذا غير المؤمنين في بيوت الله؟

    يقول تعالى وقوله الحق: وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ [فاطر:19] إي والله! ما يستويان، فالأعمى الذي لا يبصر لا يساوي الذي يبصر بعينيه، فكذلك المؤمن يبصر والكافر أعمى فلا يستويان، والموحد مبصر عرف الله وعبده وحده، والمشرك أعمى ما عرف الله وعبد غيره، هل يستويان؟

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (ولا الظلمات ولا النور)

    قال تعالى: وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ [فاطر:20]، فظلمات الجهل، والكفر، والفسق، والفجور، والشرك، والكفر، لا يستويان كنور الإيمان والعمل الصالح، ولا تستوي الظلمات والنور.

    والمراد من هذا: كيف يستوي ظلمة الكفر والشرك والفسق والفجور مع نور الإيمان والتوحيد؟! هكذا يقول الله لرسوله؛ ليسليه ويحمله على الثبات والصبر وهو في أشد الظروف وأقساها في مكة.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (ولا الظل ولا الحرور)

    قال تعالى: وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ [فاطر:21] أي: لا يستوي الظل ولا الحرور، فليس هناك من يسوي بين حرارة الشمس وبين الظل، ولا يمكن هذا، وليس هناك من يسوي بين الحياة والموت، وليس هناك من يسوي بين السمع والبصر والعمى، كذلك ليس هناك من يسوي بين الكافر والمؤمن، وهكذا يسلي الله رسوله ويعزيه، ويحمله على الصبر والثبات حتى يبلغ رسالته في المشركين الكافرين.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وما يستوي الأحياء ولا الأموات...)

    قال تعالى: وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلا الأَمْوَاتُ [فاطر:22]، أي: لا يسوى بين الحي والميت، فالمؤمن حي والكافر ميت، والذي لا يسوي بين الحي والميت لا يقدر على أن يسوي بين الكافر والمؤمن، المؤمن حي والكافر ميت، وهذه دعوة إلى الإيمان والتنفير من الكفر والبعد عنه.

    ثم قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ [فاطر:22] أيها الرسول صلى الله عليه وسلم بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ [فاطر:22] فلا تكرب ولا تحزن ولا تتألم، قومك كأنهم أموات في قبورهم، فهل تلام إذا لم يسمعوك؟ لا سمع لهم ولا بصر بل أموات، فلا تكرب ولا تحزن، أما الله يُسمع من يشاء هدايته وولايته، وسعادته وكماله من أهل الإيمان والتوحيد، فما إن تقول: يا رسول الله كلمة حتى يسمعوها وتستقر في نفوسهم ويعملون بها؛ لأنهم أحياء أما الكافرون المشركون أموات.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (إن أنت إلا نذير)

    ثم قال تعالى: إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ [فاطر:23] أي ما أنت يا رسولنا إلا نذير، تبلغ ما أُمرت بإبلاغه سواء استجابوا لك أو لم يستجيبوا، آمنوا أو لم يؤمنوا، أطاعوا أو لم يطيعوا.. مهمتك الإنذار فقط، فلا تكرب ولا تحزن، ولا تبال بهم ما أنت إلا نذير، ولست مكلف بهداية الخلق؛ لأنك لو تكلف بهداية إنسان ما تقوى عليه، فالهداية بيد الله، لكنك مكلف بأن تبلغهم كلام الله وما يريد الله منهم، وما هو لهم خير أو شر وهكذا شأن النذير.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً وإن من أمة إلا خلا فيها نذير)

    ثم قال تعال لرسوله صلى الله عليه وسلم: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا [فاطر:24] وقرر نبوة رسوله وثبتها وأصبحت يقينية، فقال تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا [فاطر:24] والحق الذي أرسله به هو الدين الإسلامي الذي هو عقائد الإيمان والتوحيد والطاعة للرحمن بفعل الأوامر وترك النواهي، مع التخلق بالأخلاق العالية السامية والتأدب بالآداب الرفيعة، وهذا هو الدين الحق الذي ليس بباطل كأديان الملاحدة والمشركين، بل الدين الحق.

    إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ [فاطر:24] أي: حال كونك بشيراً للمؤمنين بما أعد الله لهم وهيأ لهم في الجنة، وفي الدنيا من النصر والطهارة والصفاء والسعادة أيضاً، ونذيراً للكافرين والمكذبين والمشركين بما سينالهم من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وبهذا قرر الله سبحانه وتعالى نبوة رسوله صلى الله عليه وسلم وبين مهمته.

    ثم قال تعالى: وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلا فِيهَا نَذِيرٌ [فاطر:24] أي: ما من أمة وجدت على سطح الأرض إلا ولم يخلو منها نذير، فلا بد من رسول ومن نبي يأمرها بأوامر الله وينهاها عن نواهي الله؛ لتكمل وتسعد في الدنيا وفي الآخرة، فإن أجابت واستقامت نجت ونجحت، وإن أعرضت وتكبرت واعتادت على الجهل فهي في جهنم.

    وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ [فاطر:24] من الأمم صغيرة أو كبيرة.

    إِلَّا خلا فِيهَا نَذِيرٌ [فاطر:24] فلا يعجبون من إرسالك أنت لِم يكذبونك، لِم هذه الأمة ما يبعث فيها رسول؟

    أي: وما من أمة إلا وبعث الله فيها رسولاً، فما معنى إنكار الرسالة المحمدية؟

    الآن أيضاً لم ينكرونها اليهود والنصارى والمشركون والشيوعيون.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم...)

    ثم قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ [فاطر:25] أي: وإن يكذبك قومك ومن أرسلت إليهم من العرب والعجم، فلا تكرب ولا تحزن فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ [فاطر:25]، ليسوا هم أول أمة كذبت، بل الأمم قبلهم كذبت رسلها، ولم يؤمنوا بهم ولم يتبعوهم ولم يعملوا بما جاءوا به، فلا تحزن ولا تكرب فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ [فاطر:25]، ومع هذا ما آمنوا وكذبوا، فلا تحزن يا رسول الله ولا تكرب إذا لم يستجيبوا لك ولم يؤمنوا، فلست أول من كُذّب وأنكرت رسالته.

    فيقول له: وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ [فاطر:25] أي: من الأمم جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ [فاطر:25] والحجج والبراهين، وَبِالزُّبُرِ [فاطر:25] الصحف وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ [فاطر:25] كالتوراة والإنجيل والزبور، وبالفعل حصل هذا، فاصبر ولا تحزن ولا تكرب.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير)

    ثم قال تعالى له: ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا [فاطر:26] أي: أخذهم بالعذاب الشديد، بالإبادة والإنهاء كعاد وثمود وما إلى ذلك، وتسأل عن عذاب الآخرة!

    وفي هذا تهديد للمشركين العرب في مكة، فقد يأخذهم الله كما أخذ الأمم السابقة.

    ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ [فاطر:26] أي: كيف كان إنكاري لهم وتعذيبي لهم، فقد كان على أسوأ ما يكون، يدمرون نساءً وأطفالاً في ساعة واحدة، وآية الخسف في الترك الآن تدل العقلاء على هذا، والله! لو شاء الله لخسفت بنا الأرض ونحن جالسون.

    كان نكيري لهم وعليهم أشد ما يكون من التعذيب والإنكار والعياذ بالله تعالى.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها...)

    ثم قال تعالى مخاطباً حبيبه ورسوله، ونحن أمته معه: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً [فاطر:27] أي: ماء المطر فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ [فاطر:27] جمع ثمرة مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا [فاطر:27] أي: العنب الأصفر، والعنب الأسود، والتمر الأسود والتمر الأبيض، والتمر الأحمر.. وهكذا.

    وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ [فاطر:27] أيضاً طرق بيض وأخرى حمر مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ [فاطر:27] والسود كالغرابيب، وهذه الطرق في الجبال، فلن يفعل هذا إلا الله سبحانه وتعالى، لا اللات أو العزى، ولا موسى أو عيسى، فكيف يكفرون بالله، فهل هناك من شريك مع الله في خلق تمرة فقط أو حبة عنب، أو في إنزال قطرة من السماء فقط؟

    ثم هذه الخليقة البشرية نفسها، هذا طويل وهذا قصير، هذا أبيض وهذا أصفر، وهذا أسود وهذا أحمر، هذا وهذا.. وهذا.. من فرق بين ألوانها؟

    ومن العلامات الدالة على وجوده سبحانه وتعالى وعلى علمه وقدرته وحكمته ورحمته، قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ [الروم:22]، دائماً نقول: لو تقف وتنظر إلى ثلاثمائة نسمة، فلن تجد اثنين لا يفرق بينهما، بل نقول: لو تقف البشرية كلها على أرض واحدة لن تجد اثنين إلا ويفرق بينهما، فأية حكمة أعظم من هذه الحكمة؟! لو كان جيل فقط في مائة سنة يخرج كله نوع واحد، كيف ستكون الحياة؟

    ولكن أي علم أعظم من هذا العلم، وهذا الإيجاد وهذا التقدير وهذه الحكم، ومع هذا يُعبد معه الأصنام والشهوات والفروج والأهواء، ومع هذا ينكر وجوده ويكفر به.

    أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا [فاطر:27] يقول رب العزة: أخرجنا نحن لا غيرنا بِهِ ثَمَرَاتٍ [فاطر:27] وما أكثرها مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا [فاطر:27] حمراء وبيضاء وصفراء وسوداء، وَمِنَ الْجِبَالِ [فاطر:27] الثابتة أيضاً طرق فيها حمراء وسوداء وغرابيب سود، وأصل سود غرابيب: أسود غربيب عند العرب إذا كان أسود يشبهونه بالغراب، فيقال: فلان أسود غربيب، يعني كأنه غراب، وهنا قدم السواد على الغراب.

    1.   

    قراءة في كتاب أيسر التفاسير

    هداية الآيات

    من هداية هذه الآيات: [أولاً: استحسان ضرب الأمثال للكشف عن الحال وزيادة البيان].

    استحسان ضرب الأمثال من أجل البيان، يستحسن أن للعالم أو الهادي أو الداعي أن يضرب الأمثال؛ لأن الأمثال تدخل في القلوب وينتفع بها السامعون، وها هو تعالى ضربها، فهذه كلها أمثال ضربها الله تعالى.

    [ثانياً: الكفار عمي لا بصيرة لهم، وأموات لا حياة فيهم، والدليل عدم انتفاعهم بحياتهم ولا بأسماعهم ولا أبصارهم].

    من هداية الآيات أن الكفار أموات غير أحياء، وأنهم عمي وصم لا يسمعون ولا يبصرون، فلو كانوا أحياء يسمعون ويبصرون لِم ما يدخلون في الإسلام فيسعدون ويكملون؟ لكن لعماهم وفساد قلوبهم كذا كالأموات ما استجابوا ولا سمعوا.

    [ثالثاً: تقرير نبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وتأكيد رسالته].

    تقرير النبوة المحمدية، وقد عرف السامعون والسامعات أن السور المكية دائماً تقرر التوحيد والنبوة والبعث الآخر، وأعظم فيه: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، والدار الآخرة حق وما يجري فيها من جزاء بعد الحساب حق، إما بالنعيم المقيم أو بالعذاب الأليم، هذا شأن السور المكية.

    [رابعاً: تسلية الدعاة ليتذرعوا بالصبر ويلتزموا الثبات].

    تسلية الدعاة من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى آخر داع سلاهم الله بهذه الآيات؛ ليثبتوا ولا يحزنوا ولا يتركوا الدعوة.

    [خامساً: بيان سنة الله في المكذبين الكافرين وهي أخذهم عند حلول أجلهم].

    بيان سنة الله في المكذبين الكافرين وهي: إهلاكهم عند حلول أجلهم والعياذ بالله.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718746

    عدد مرات الحفظ

    767356440