الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله.
اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الأحبة الكرام! إننا نستبشر خيراً ولكن بشرط، وما هو هذا الشرط؟! أن تعلن الأمة الآن الجهاد في سبيل الله، وسَيُهْزَم اليهود، لا أقول ذلك رجماً بالغيب، ولا من ضغط الواقع المرير، ولا من باب الأحلام الوردية الجاهلة، ولا من باب الجهل بالواقع الذي تعيشه أمتنا ونحياه الآن بكل مآسيه، كلا، وإنما أقول ذلك من منطلق الحقائق الربانية والنبوية، فهو كلام ربنا، وكلام نبينا الصادق الذي لا ينطق عن الهوى.
تدبروا معي هذه الآية التي قرأتموها وسمعتموها جميعاً، لكن قل من انتبه إليها، ووقف معها ليتدبرها، ألا وهي قول الله في سورة آل عمران في حق اليهود:
[الحشر:14] وقلوبهم شتى.. هذا كلام الخالق الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير.
وقال تعالى:
[الإسراء:104].
أما أنت والدي الفاضل! وأنت أخي الحبيب! وأنت أختي الفاضلة!
قد يسألني الجمع بين يدي الآن: فماذا نصنع نحن؟ وما دورنا؟
أقول: لو خرجتم اليوم بهذه العقيدة، بعقيدة الولاء والبراء.. بعقيدة الحب لله ولرسوله.. ثم بتحويل هذه العقيدة والحب لرسول الله في حياتكم إلى واقع عملي، وإلى منهج حياة، وتبرأتم من اليهود، ومن الشرك والمشركين، وعلَّمتم نساءكم وبناتكم وأولادكم هذه العقيدة، وأُشْرِبَ الجيلُ هذه العقيدة، فإن هذه خطوة عملية على الطريق.
والله لن يسألنا عن النتائج.. بل أمرنا أن نبذل أقصى ما في طوقنا، وهذا هو الآن ما في مقدورنا نحن الضعفاء، ولندع النتائج بعد ذلك إلى الله.
ثانياً: ليستعد الآن كل رجل منكم للمرحلة المقبلة.. والله إن المرحلة القادمة لخطيرة، وقد ينادى عليك بين عشية وضحاها إذا ما تعرض الجميع لحرج أمام اليهود.. قد ينادى عليك بين عشية وضحاها لمن تابع سنن الله الربانية في الكون.. قد ينادى عليك بالخروج للجهاد في سبيل الله، فإن المرحلة هذه قادمة والله قادمة! ولابد أن تستعد.. لابد أن تعد قلبك.. وأن تعد نفسك.. وأن تعد نساءك.. وأن تعد بناتك... وأن تعد أولادك لمثل هذا اليوم.
وسل الله بصدق أن يبلغك الشهادة، قال صلى الله عليه وسلم: (
من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء ولو مات على فراشه).
ما تريدون بعد ذلك؟
لكن المصيبة التي تحطم القلوب أن المسلم لا يحمل في قلبه هماً للدين! ولا هماً لإيذاء سيد النبيين، فكيف يتحرك هذا بعد ذلك للجهاد؟!
لابد أن تحترق القلوب ابتداءً، لابد أن يعلم الله وأن يرى الله منا أنه ما حبسنا عن رسول الله إلا العذر.
اللهم بلغ عنا رسولك أنه ما حبسنا إلا العذر؛ ليرى الله من قلوبنا أنه ما حبسنا إلا العذر.
وأبشركم بهذه البشارة.. بشارة تكسب الأمل في القلوب الجريحة، والحديث رواه
البخاري و
مسلم و
أحمد و
أبو داود وغيرهم، أنه صلى الله عليه وسلم قال: (
إن بالمدينة أقواماً ما قطعتم وادياً، ولا سرتم مسيراً، ولا أنفقتم من نفقة إلا كانوا معكم، شاركوكم الأجر، قالوا: كيف ذلك يا رسول الله وهم بالمدينة؟! قال المصطفى: حبسهم العذر)، اللهم بلغ عنا رسولك أنه ما حبسنا إلا العذر.
وقد بوب الإمام
البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد باباً رقراقاً يسكب الأمل في القلوب، وعنون له بهذا العنوان، قال
البخاري : باب من حبسه العذر عن الغزو.
يا راحلين إلى البيت العتيق لقد سرتم جسوماً وسرنا نحن أرواحا
إنا أقمنا على عذر نكابده ومن أقام على عذر كمن راحا
أسأل الله جل وعلا أن يقر أعيننا وإياكم بنصرة الإسلام وعز الموحدين.
اللهم انتقم لنبيك يا رب العالمين.. اللهم انتقم لنبيك يا رب العالمين.. اللهم اثأر لنبيك يا رب العالمين.. اللهم إن الأمة قد خذلت نبيك فاثأر لنبيك.. اللهم إن الأمة قد خذلت نبيك فاثأر لنبيك.. اللهم بلغ عنا رسولك عذرنا.. اللهم بلغ عنا رسولك عذرنا.. اللهم بلغ عنا رسولك عذرنا.. اللهم اكتب النصر للمستضعفين، يا من هزمت الأحزاب وحدك اهزم اليهود المغتصبين!! يا من هزمت الأحزاب وحدك اهزم اليهود المغتصبين!!
اللهم رد الأمة إليك رداً جميلاً.. اللهم احم مصر من الفتن ما ظهر وما بطن برحمتك يا رب العالمين! وجميع بلاد المسلمين.
اللهم اكفنا شر الظالمين.. اللهم اكفنا شر المجرمين.. اللهم اكفنا شر الحاقدين..