الجواب: الصدقة عن الميت جائزة؛ لأن سعد بن عبادة رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيتصدق عن أمه بمخراف له في المدينة فأذن له النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولأن رجل سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أمه افتلتت نفسها فماتت ولم تتكلم، قال: ( وأظنها لو تكلمت لتصدقت، أفأتصدق عنها؟ قال: نعم ) فدل هذا على أن الصدقة للميت جائزة وأن الميت ينتفع بها.
وكذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من مات وعليه صيام فرض رمضان أو نذر أو كفارة فإن وليه يصوم عنه، يعني: إذا شاء.
وكذلك الحج عن الميت حج الفريضة بنذر أو بأصل الشرع، فإن النبي صلى الله عليه وسلم سألته امرأة: ( أن أمها نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت فقال: حجي عنها ).
واختلف العلماء رحمهم الله فيما عدا ما جاءت به السنة من الأعمال الصالحة: هل يهدى إلى الميت، وهل ينتفع الميت به؟ على قولين، والصحيح أنه جائز، جائز أن يهدى إلى الميت التهليل والتسبيح والتكبير وصدقة المال وغيرها من الأعمال الصالحة، لكن الأفضل عدم ذلك، يعني: الأفضل أن لا يتصدق وأن لا يهلل للميت وأن لا يسبح للميت؛ لأنه لو كان الأفضل ذلك لأمر به النبي صلى الله عليه وسلم وحث عليه أمته حتى يقوموا به، ولم يكن من عادة السلف أنهم يفعلون هذا على الوجه الذي يفعله الناس اليوم، حتى إن بعضهم ربما يجعل أكثر النوافل التي يقوم بها لأمواته من أم أو أب أو عم أو خال أو ما أشبه ذلك.
وعلى هذا فخلاصة الجواب: أن الدعاء للميت أفضل من الصدقة والتهليل والصلاة والصيام والعمرة والحج، ودليل هذا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية ) يعني: هو نفسه يفعلها، ( أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له )، ولم يتعرض للعمل، ما قال: أو ولد صالح يتصدق عنه أو يصوم عنه أو يصلي عنه أو يحج عنه أو يعتمر عنه، قال: ( أو ولد صالح يدعو له )، فيكون الدعاء للميت أفضل من الصدقة عنه، لكن لو تصدق فهو جائز ويصل إلى الميت وينتفع به بإذن الله.
الجواب: لا ينفع الميت، ومن فعل ذلك معتقداً هذا فعقيدته هذه غير صحيحة، إنما يرش القبر عند الدفن لئلا تتفرق أجزاء التراب بالريح أو غيره، هذا هو المقصود من رش القبر عند الدفن، وأما أن الميت ينتفع به فالميت لا ينتفع به، والماء أيضاً لا يصل إليه، وجسمه ليس بحاجة إلى الماء.
الجواب: لا يمكن أن نحدد الصاع بالمعايير الجديدة؛ وذلك لأن المعايير الجديدة إنما هي بالوزن، والوزن لا يمكن انضباطه بالكيل لأنه يختلف، فالشيء الرطب يكون ثقيلاً واليابس يكون خفيفاً، فلا يمكن، لكن لو تسأل الذين يعتنون بهذه المقاييس ربما تجد عندهم علماً من هذا.
الجواب: لاشك أن الإنسان إذا جلس مجلساً مع أصحابه ولم يذكروا الله ولم يصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد خسر هذا المجلس وسيتحسر يوم القيامة كيف فاته في هذا المجلس أن يذكر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، لذلك ينبغي أن لا يخلو المجلس من ذكر الله أو ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم سواء ابتداءً أو في أثناء الحديث أو عند اختتام الحديث.
وأما ذكر الصحابة والتابعين لهم بإحسان والعلماء والأئمة فلاشك أن ذكرهم يحيي القلوب ويوجب محبتهم والترحم عليهم والاستغفار لهم، لكن كوننا نقول إن هذا أمر مطلوب؛ يحتاج إلى دليل.
الجواب: هذا الحديث ضعيف، ويرويه بعض الناس بلفظ: ( لعن الله الناظر والمنظور )، ولكن لا يحل للرجل أن ينظر إلى عورة أخيه، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة )، ويجب عليه إذا رأى أخاه كاشفاً عورته يقضي حاجته مثلاً يجب عليه أن يكف بصره، ولا يحل له أن ينظر إليها؛ لأن في ذلك امتهاناً لأخيه وإثارة للفتنة، فقد يصور له الشيطان هذه العورة بصورة ليست على ما هي عليه ويحصل بهذا فتنة للناظر والمنظور، ولكن على الإنسان أيضاً أن يحفظ عورته إلا من زوجته أو ما ملكت يمينه، وعليه أن يلبس الثياب الساترة.
وبهذه المناسبة أود أن أنبه ما يفعله بعض الناس من لباس سراويل قصيرة تغطي نصف الفخذ ثم يلبس فوقها ثوباً شفافاً لا يستره فإن ذلك حرام عليهم، ولا تصح صلاتهم في هذا السروال القصير الذي ليس عليه إلا ثوب رهيف؛ لأن الواجب على المصلي الرجل أن يستر ما بين السرة والركبة بثوب ساتر.
الجواب: هذا روي حديثاً لكنه لا يصح، أما معناه فصحيح، يعني: أنه لا ينبغي للإنسان أن يفرط في الحب فإنه ربما كان هذا الحبيب يوماً من الأيام بغيضاً لك، ومن المعروف أن الإنسان إذا أفرط في الحب أفضى إلى حبيبه بكل ما عنده من سر وأخبره بكل حالاته، فإذا قدر أنه صار بغيضاً له يوماً من الأيام فإن هذا البغيض سوف يفشي سره ويبينه للناس.
ثم إن المحبة المفرطة غالباً ما تفضي إلى بغض مفرط؛ لأن المحبة المفرطة توجب لصاحبها أن يكون حساساً بالنسبة إلى حبيبه، فيغار إذا رأى أحداً إلى جنبه أو أحداً يكلمه أو ما أشبه ذلك وتكون الحبة عنده من هذا الحبيب قبة، وحينئذٍ لقوة الغيرة والمحبة تنقلب هذه المحبة بغضاء، وكذلك بالعكس: قد يبغض الرجل الإنسان بغضاً شديداً ثم يقلب قلبه مقلب القلوب فيحبه بعد ذاك حباً شديداً، لهذا لا ينبغي للإنسان أن يفرط في المحبة ولا في البغضاء.
فإن قال قائل: المحبة لا يملكها الإنسان والبغض أيضاً لا يملكه الإنسان، يعني: لا يملك أن يجعل محبته خفيفة أو ثقيلة أو بالعكس.
فالجواب: أن الأمر كذلك، ولكن يجب عليه أن يقلل من آثار هذه المحبة ومن آثار هذا البغض، بحيث لا يسرف في الملازمة عند المحبة ولا في المباعدة عند البغضاء، وهذا يمكن للإنسان أن يتصرف فيه، وكذلك لا يسرف في بذل المال لمن أحبه ولا في تقديمه على نفسه وما أشبه ذلك من مقتضيات المحبة التي يمكن للإنسان أن يتصرف فيها.
الجواب: هذه ليست مكرمة وليست علم غيب، ولكنها ظن يقع في قلب الإنسان أن يكون كذا وكذا فيكون ولا سيما إذا كان هذا الإمام قد اعتاد أنه إذا قرأ خواتيم سورة البقرة قرأ خواتيم سورة التوبة فإن سامعه يتوقع أنه بعد قراءته لخواتيم سورة البقرة أن يقرأ خواتيم سورة التوبة، وليس كل ظن يقع كما ظنه الظان يكون كرامة للإنسان أو علم للغيب؛ لأن الكرامة أمر خارق للعادة يظهره الله تبارك وتعالى على يد ولي من أوليائه، وهذا الظن الذي يستفاد من القرائن ليس بأمر خارق للعادة.
الجواب: ليس بصحيح، ولكن لاشك أن الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم خير للمرء فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر: أن من صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشراً، فأكثر من ذكر الله وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإن ذلك خير، قال الله تبارك وتعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ [آل عمران:190-191].
الجواب: اختلف العلماء رحمهم الله في معنى قوله: ( لم يتغن بالقرآن ) فقيل المعنى: أن يستغني به عن غيره؛ لأن من لم يستغن بالقرآن عن غيره واتبع غير القرآن على خطر عظيم، ربما خرج من الإسلام بذلك.
وقيل المعنى: من لم يحسن صوته بالقرآن احتقاراً للقرآن فليس منا، ومن المعلوم أنه ليس على ظاهره، بمعنى: أن من لم يقرأ القرآن على صفة الغناء فليس من الرسول في شيء، ليس هذا مراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم قطعاً.
الجواب: إذا كان في هذا تضييق على العائلة فإنه لا يحل لها أن تمنعهم من ذلك، وإن لم يكن فيه تضييق فلا بأس أن تقول لهم: إن هذا يضرني ويؤذيني وإني أحرمه عليكم، يعني: أمنعكم منه، ولكن لو فرض أنهم لم يمتثلوا وأنهم أكلوا الثوم وقد حرمته عليهم وجب عليها كفارة يمين؛ لأن تحريم ما أحل الله بقصد الامتناع منه حكمه حكم اليمين، لقول الله تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ [التحريم:1-2] فجعل الله تحريم ما أحل الله يميناً حيث قال: قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ [التحريم:2].
الجواب: قصة الأقرع وهو الذي ليس في رأسه شعر أن الله تعالى أراد أن يمتحنه وصاحبيه وهم الأبرص والأعمى، فأرسل إليهم ملكاً وسألهم ماذا يريدون، فأما الأقرع فأخبر أنه يريد أن يذهب الله عنه القرع ويرزقه شعراً حسناً، وسأله ماذا يحب من المال فقال: الإبل فأعطاه ناقة عشراء وبارك الله في هذه الناقة ونتجت إبلاً كثيرة حتى صار له وادي من الإبل.
وأما الأبرص فسأله الملك ماذا يريد فقال: أريد أن يرزقني الله تعالى جلداً حسناً ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس به، فأعطي هذا، وسأله ماذا يريد من المال فقال: البقر، فأعطاه بقرة حاملاً وبارك الله فيها حتى صار له وادي من البقر.
وأما الأعمى فأتاه الملك وسأله ماذا يريد فقال: أريد أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس، ولم يسأل بصراً قوياً كما سأل صاحباه، فالأول الأقرع طلب شعراً حسناً والثاني طلب جلداً حسناً فأعطيا ما سألا، الثالث الأعمى إنما طلب ما تحصل به الكفاية بصراً يبصر به الناس، وصار هذا أبرك الثلاثة، وسأله عن المال فلم يطلب أيضاً أعلى المال، بل طلب شاة، فأعطي الشاة وبارك الله له فيها، فصار له وادي من الغنم.
ثم أراد الله عز وجل أن يكمل الابتلاء، فأتى الملك إلى الأقرع بصورته وهيئته، يعني: أتاه بصورة إنسان أقرع وسأله أن يعطيه من المال وذكره بنعمة الله عليه، وأنه كان أقرع فأعطاه الله تعالى شعراً حسناً، وكان فقيراً فأعطاه الله المال ولكنه والعياذ بالله أنكر نعمة الله وقال: إنما أوتيت هذا المال كابراً عن كابر، يعني: ورثته من أب عن جد، وأبى أن يعطيه.
وأتى الأبرص وأجابه بمثل ما أجابه به الأقرع. وأتى الأعمى بصورته وهيئته وقال: إنه فقير وابن سبيل وقد انقطعت به الحبال في سفره، فسأله أن يعطيه شاة فقال له: قد كنت أعمى فرد الله علي بصري وكنت فقيراً فأعطاني الله المال، فخذ ما شئت منه ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله. يعني: ما أمنعك.
هذا الأعمى شكر نعمة الله عليه برد البصر وشكر نعمة الله عليه بالصدقة بما أراد السائل من المال، وكان هذا الرجل -أعني الملك- يقول لكل واحد من الاثنين: إن كنت كاذباً صيرك الله إلى ما كنت، فدعا عليهما أن يردهما الله إلى حالهما إن كانا كاذبين، وهما لاشك أنهما كاذبان، والظاهر أن الله تعالى ردهما إلى حالهما الأولى، فسلب الأقرع شعره وماله وكذلك الأبرص، أما الأعمى فقال له الملك: أمسك عليك مالك، يعني: لا أريد شيئاً، وإنما ابتليتم، فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك.
هذه هي القصة وفيها من العبر شيء كثير، وفيها ما ينافي التوحيد وذلك بكفر النعمة بالنسبة للأقرع والأبرص.
وفيها أيضاً ما يؤكد قدرة الله عز وجل حيث إن الله تعالى أزال القرع والبرص والعمى من هؤلاء في لحظة واحدة.
وفيه أيضاً من الفقه: أنه ينبغي للإنسان أن يتصدق مما أعطاه الله عز وجل.
وفيه أيضاً من السلوك والمنهج: أن الله سبحانه وتعالى قد يبتلي العبد بالنعم كما يبتليه بالنقم، واختلف أرباب السلوك. يعني: أصحاب العبادات ورقة القلوب أيهما أفضل وأشد بلاءً، فقال بعض العلماء: الفقر والمرض أشد بلاءً من الغنى والصحة؛ لأنه قل من يصبر.
وقال الآخرون: بل الصحة والغنى أشد؛ لأنه قَلَّ مَنْ يشكر.
والحقيقة أن كلاً منهما ابتلاء وامتحان من الله عز وجل، فالله تعالى قد يعطي المال والصحة والبنين وغير ذلك من حسنات الدنيا ليبتلي من أعطاه أيشكر أم يكفر، وقد يسلب الله هذه النعم ليبتلي من سلبها عنه أيصبر أم يتضجر، فعلى الإنسان أن ينتبه في مثل هذه الأمور، وأن لا يتخذ من نعم الله سبحانه وتعالى وسيلة إلى البطر والأشر، فإن الله قال: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ [آل عمران:178].
الجواب: الرموش الصناعية لا تجوز؛ لأنها تشبه الوصل، أي: وصل شعر الرأس، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة. وهذه الرموش إذا كانت مما أتصوره الآن أن يوضع خيوط سوداء كالشعر على الرموش حتى تبدو وكأنها كثيرة تتجمل بها العين؛ فإذا كان هكذا فهي من الوصل الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعلته في رأسها، أما إذا كانت الرموش بمعنى تلويع الشعر شعر الأجفان فإنه ليس بحرام.
الجواب: لا بأس بها بشرطين: أن لا يكون منها ضرر على العين، وأن لا تشبه عيون الحيوان.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر