إسلام ويب

من كمال الشريعة الإسلاميةللشيخ : عبد الله حماد الرسي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن الله سبحانه وتعالى أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم، وجعله خاتم المرسلين، وجعل هذا الدين الذي أرسل به آخر الأديان وناسخها، وجعله صالحاً لكل زمان ومكان وعصر، وجعله كاملاً لا يحتاج الناس إلى غيره من الأديان والأفكار.

    1.   

    حال الجاهلية إبان بعثة النبي صلى الله عليه وسلم

    الحمد لله رب العالمين، وأشكره على نعمه، وأسأله المزيد من فضله وكرمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله بشيراً ونذيراً، وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيراً، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

    أما بعد..

    فيا عباد الله! أمة الإسلام! اتقوا الله عز وجل، ولا يخفى عليكم أن الله عز وجل بعث نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم إلى البشرية جمعاء، بعثه رحمةً منه وإحساناً، ليخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيم.

    أيها المسلمون! لقد كانت العرب قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم في جاهلية جهلاء، وشقاءٍ ما بعده شقاء، يعبدون الأصنام ويئدون البنات، ويسفكون الدماء بأدنى سببٍ وبلا سبب، كانوا في ضيق من العيش، وفي نكدٍ وجهدٍ من الحياة، يعيشون عيشة الوحوش ومع الوحوش، يتحاكمون إلى الكهان والطواغيت، فلما جاء الله بهذا الإسلام، وجاء بهذا النبي الأمي الكريم صلى الله عليه وسلم، أخرجهم الله به من الظلمات إلى النور، أخرجهم من ظلمة الكفر والشرك إلى نور الإيمان والتوحيد، ومن ظلمة الجهل والطيش إلى نور العلم والحلم، ومن ظلمة الجور والبغي إلى نور العدل والإحسان، ومن ظلمة التفرق والاختلاف إلى نور الاتفاق والوئام، ومن ظلمة الأنانية والاستبداد إلى نور التواضع والتشاور، ومن ظلمة الفقر والجهل إلى نور الغنى والرخاء، بل أخرجهم من ظلمة الموت إلى الحياة السعيدة، أكمل الله به الدين، وأتم به مكارم الأخلاق؛ لأنه يأمر بعبادة الله الواحد القهار الذي أمره الله به لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يأمر ببر الوالدين، وبصلة الأرحام، ويأمر بالإحسان إلى الفقراء والمحتاجين، وبالتحاكم فيما بيننا وفيما تنازعنا فيه إلى الله ورسوله.

    ما من خير إلا ودل الأمة عليه، ولا شر إلا وحذر أمته منه، أخبر بما كان وما يكون إلى يوم بعث الأبدان من القبور، رسم للأمة طريق السعادة في الدنيا والآخرة في سياستها الشرعية التي يعجز كل أحدٍ أن يأتي بناحيةٍ من نواحيها، فرسم للأمة طريق السياسة مع الأعداء، وبيَّن لأمة الإسلام كيف يقاتلون أعداء الإسلام، وبيَّن لهم كيف يعاملون أعداء الإسلام، وبيَّن لهم الطرق من الحرب وغيرها من السلم ووجوبه، ومن المعاهدات والصلح وحفظ العهود.

    لقد أوجب عليهم الاستعداد بكل قوة لردع الأعداء وإرهابهم بالآلات الحربية، كالطائرات والدبابات والصواريخ وغيرها، ومما يوحد ويزيد المسلمين قوة أمره لهم أن يأخذوا كل نهضتهم، وقبل أن يأخذوا تلك القوة المذكورة عليهم أن يأخذوا القوة المخرقة للأعداء.

    ما هو يا أمة الإسلام ذلك السلاح الفتاك بالأعداء؟ ما هو يا عباد الله؟ هو الإيمان بالله الحي القيوم.

    1.   

    كمال الشريعة في حقوق الراعي والرعية

    أيها المسلمون! لقد بينت الشريعة في الإسلام ما للإمام من الحقوق على رعيته، يقول ربنا جلَّ وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59] ويقول سيد البشرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم: (اسمع وأطع لمن ولاه الله أمرك) وقال صلى الله عليه وسلم: (اسمعوا وأطيعوا، وإن تأمر عليكم عبدٌ حبشي).

    كما بينت الشريعة الإسلامية ما للرعية على ولي الأمر من الحقوق في قوله جلَّ وعلا: وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ [الحجر:88] ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم من ولي أمراً من أمور أمتي فرفق بهم فارفق به، ومن ولي أمراً من أمور أمتي فشق عليهم فاشقق عليه) صلواتك اللهم وسلامك على رسولك النبي الأمي الرحيم بأمته، هذا دعاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم من ولي أمراً من أمور أمتي فرفق بهم فارفق به، ومن ولي أمراً من أمور أمتي فشق عليهم فاشقق عليه)

    وأمرت الشريعة الإسلامية بمشاورة أولي الرأي، بل جعلت الشريعة مكانة الشورى بين الصلاة والزكاة للاهتمام بالشورى وعظم شأنها في قوله تعالى: وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [الشورى:38].

    كما بينت الشريعة الاستجابة لله ولرسوله وأولي الأمر، ونهت عن الإخلاد إلى الكسل والعجز والدعة والراحة.

    وأخبر صلى الله عليه وسلم أن هذا سببٌ للذل، بل أمرهم أن يكونوا أقوياء أشداء أعزاء، لا تلين قناتهم لأحد سوى رب العالمين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.

    1.   

    كمال الشريعة في الزراعة والصناعة والتجارة

    وكذلك أمرت الشريعة بالضرب في الأرض لطلب الكسب والتجارة من غير إفراط باتباع شهوات الدنيا، فأمرت الشريعة بحرث الأرض للمعاش، وحثت على ممارسة الزراعة، وشجَّعت أهلها بما لهم من البركة والأجر العظيم، يقول صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يزرع زرعاً، أو يغرس غرساً، فيأكل منه طيرٌ أو دابة أو إنسان إلا كان له في ذلك صدقة) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وأمرت الشريعة الإسلامية بالصناعة مع العمل الصالح، وجاءت الشريعة الإسلامية بإقامة الحدود وردع الفساد، ولطالما تمنَّت ذلك الدول الصغيرة التي تدَّعي أنها كبيرة ولكن بحقدهم وحسدهم وعتوهم حرمهم الله ذلك.

    أمة الإسلام! لقد جاءت الشريعة الإسلامية بإقامة الحدود وردع المفسدين وردهم عن فسادهم، من قتل القاتل، وقطع يد السارق، وحد الزنا والقذف وحد المسكر.

    وبالجملة! فقد رسمت الشريعة الإسلامية أحكاماً لكلٍ من الزراعة والصناعة والتجارة، وأوجبت حفظ الحقوق، وأمرت بالكتابة والإشهاد، وحرمت كتمان الشهادة أشد تحريم، وما ذلك يا عباد الله! إلا لحماية الأموال، وسلامة الصدور عن التقاطع أو التباغض.

    كما نهت الشريعة الإسلامية عن الغش والخداع في المعاملات (من غشنا، فليس منا) وحرمت الربا بأنواعه، وبيع البعض على بيع البعض، وحرمت النجش وبيع الغرر، كل هذا حفظاً للحقوق، وحرصاً على الضوابط بين المسلمين.

    أين المسلمين من هذه الأنظمة؟! أين المسلمين من هذه الأنظمة؟! أين المسلمين من هذه الأنظمة؟! من الغش والخداع في المعاملات، من أكل الربا، من الغش بأنواعه، من بيع البعض على بيع بعض، من التدليس، من الغرر، من النجش.

    1.   

    كمال الشريعة في شئون الأسرة والأقارب والأرحام

    أمة الإسلام! أين المسلمين من هذه الأنظمة؟

    لقد أوضحت الشريعة الإسلامية كيف يكون الاقتصاد وكيف يصرف المال، ونهت عن التبذير والتقتير، وأمرت بالقوام بينهما.

    كما نظمت الشريعة الإسلامية شئون الأسرة الواحدة عموماً، وبيَّنت حقوق الوالد وما عليه، وحقوق الأولاد وما عليهم، وحقوق جميع الأقارب وذوي الأرحام كلٌ بحسبه، ولم يمر بالإنسان طورٌ من أطوار حياته من حين وضعه إلى إدبار وفاته، بل إلى ما بعد ذلك إلا وبينته الشريعة تبييناً واضحاً كاملاً، لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ [النساء:165] فلله ما أعظم هذه الشريعة وأجلها وأسماها وأكملها! وكلما ازداد المرء معرفةً بها، ازداد لها احتراماً وتعظيماً وتوقيراً.

    1.   

    إعراض المسلمين عن تعاليم الإسلام

    وإنه لمن العجب!! إعراض كثير من أبناء المسلمين في هذه الأزمنة عن تعاليم هذه الشريعة السامية، الشريعة الكاملة، واستبدالها أو شركها بقوانين وضعية، إن ظاهرة التناقض واضحة الجور، فاسدة المعنى، يجري عليها تغييراً وتبديلاً كلما حكم بذلك ماركس رئيس الاتحاد السوفيتي ، كلما بدا له رأي تغيرت هذه القوانين الشرعية تبديلاً بحسب آباء من اخترعها، وهكذا دواليك ما بقيت هذه النظم المستمدة من نحاسة ماركس وأعوانه الشيوعيين، ومن نحاسة الأفكار الخبيثة وذبالة الأذهان.

    أما الشريعة الإسلامية فهي صالحةٌ لكل زمان ومكان، مضى عليها أربعة عشر قرناً وهي في تمامها في ثوبها الجديد، وحفظها لكافة الحقوق بجميع الطبقات، وأهدأ الناس حالاً، وأنعمهم بالاً، وأقرهم عيشاً، أتمهم تمسكاً بهذه الشريعة الإسلامية، سواء من الأفراد، أم من الشعوب، أم من الحكومات، وهذا شيء يعرفه كل واحد إذا كان عاقلاً منصفاً، وإن لم يكن من أهلها؛ كما شهد بذلك المستشرقون من أعداء الإسلام فهم يفضلون الإسلام ويشهدون له بالكمال، وإنه فوق كل نظام.

    شمولية الإسلام لكل زمان ومكان

    لا شك أن الدين الصحيح الكفيل بكل ما يحتاجه البشر على وجهٍ صحيح يكفل لهم المصالح، ويدرأ عنهم المفاسد، إنه لدينٌ كامل، إنه دين الإسلام، دين الفطرة السليمة، دين الرقي الحقيقي، دين العدالة بأسمى معانيها، دين العدالة والحرية، دين المدنية بمعناها الصحيح، دين العمل، دين الاجتماع، دين التوادد والتناصح.

    دين الإسلام؛ دين رفع ألوية العلم والصنائع والحرف ولم يقتصر على أحكام العبادات والمعاملات، بل شمل جميع منافع العباد ومصالحهم على مر السنين وتعاقب الدهور إلى أن تقوم الساعة، ولكن يا للأسف! ويا للخيبة! إن أبناء هذا الدين جهلوا قدره، وجهلوا حقيقته، بل إن كثيراً من أبناء المسلمين عَاْدَوْا دينهم الحنيف وأصبحوا يكبون عليه بمعاولهم ليهدموه وليفرقوا أهله، ويفضلون أهل الغرب على المسلمين؛ ظناً منهم -بعقولهم وآمالهم الفاسدة- أن الدين هو الذي أخرَّهم، وهيهات هيهات! أن يكون الدين الإسلامي هو الذي أخرهم، بل الذي أخرهم هو دين ماركس -دين الشيوعية- ودعايات بني صهيون من اليهودية وغيرها، أما الإسلام فهو دين الكمال، دين العزة والشرف، فهم لما أعرضوا عن دين الإسلام، وأخلدوا إلى الكسل، وقنعوا بالجهل؛ أصبحوا في حيرة من أمرهم.

    إنهم لو عرفوا دين الإسلام وطبقوا تعاليمه، لوصلوا فوق ما وصل إليه غيرهم من التقدم والصناعات، ولكنهم تركوا دينهم، وتركوا النعيم، وأهملوا العناية بهذا الدين القويم، فوالله ثم والله لو أن أهل الإسلام قاموا بما يجب عليهم، لحازوا شرف الدنيا والآخرة.

    1.   

    واجب العلماء وولاة الأمر

    أمة الإسلام! إنه لمن الواجب على أهل الإسلام وخصوصاً: العلماء وولاة الأمور أن يبثوا الدعوة للإسلام، وينشروا محاسنه لينُشِئوا عليه أبناء الإسلام، وليرغبوا فيه، ويرشدوا الأمة لأحكامه وحكمه كما فعل أوائلهم من الأماجد، فإن الصحابة قاموا رضوان الله عليهم قاموا بالدعوة لرب العالمين، فبينوا للأمم محاسن الإسلام وسماحته، وشرحوا الإسلام شرحاً واضحاً وافياً، بذلك امتد سلطان الأمة الإسلامية، واتسعت مملكتهم، وأخضعوا من سواهم لتعاليم الإسلام.

    اللهم أعد لنا عزتنا وكرامتنا، اللهم أعزنا بالإسلام، اللهم ردنا إليك رداً جميلاً يا أرحم الراحمين.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً [المائدة:3] ويقول جلَّ وعلا: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85].

    اللهم بارك لنا بالقرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، واجعلنا مسلمين لك مؤمنين في أعمالنا وأقوالنا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.

    1.   

    وجوب الجهاد في سبيل الله والدعوة والاعتصام

    الحمد لله مغيث اللهفان، ومفرج الشدائد والكربات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الذين قاموا بدين الله حق قيام، وجاهدوا في الله حق جهاده، اللهم وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

    أما بعد..

    فيا عباد الله! لقد أوجب الله على المؤمنين الجهاد في سبيله، والاعتصام بدينه الذي هو حبله المتين، وأوجب عليهم الدعوة إلى ذلك، وأوجب عليهم العصمة والاجتماع والتعاون على البر والتقوى والخير والاستعانة بالله في جميع أمورهم، وعلى قوة التوكل عليه، وعلى القيام بالمستطاع مما يقدر عليه من الدين والتقوى، وعلى تعلم ما يحتاجون إليه سوى أمور دينهم ودنياهم من العلوم والفنون النافعة التي يحصل بها قيام الدين والأمة، والتمكن على القوة المعنوية والشجاعة الإيمانية، وحثهم على فعل الأسباب المقوية للإيمان كلها، وحثهم على الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبمجادلة المبطلين الضالين بالتي هي أحسن، وحثهم على الجهاد في الله حق جهاده، فهذه الأوامر الإلهية في القرآن في مواضع متعددة وكلها داخلةٌ في الجهاد في سبيل الله؛ ولكن -للأسف الشديد- لقد تغيرت الأحوال، ولو خرج فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم ورأى التشتت والاختلاط وكثرة الأحداث، ورأى ما يقع المسلمون فيه من التغير والانحطاط والابتعاد عن الصراط القويم الذي رسمه للأمة، لقال: بئس ما خلفتموني من بعدي، وما له لا يقول ذلك! ونحن نعد بالملايين وقد تداعت علينا الأمم، وأصبحنا لقمةً للطامعين، نحب الحياة ونكره الموت، ونحن في عداد الميتين، فمعذرةً من الله حالة المسلمين اليوم! حالةٌ تبكي لها القلوب، وتتفكك لها الأكباد، ويذوب منها الجماد، كيف لا يكون ذلك وقد أذلهم الرجوع إلى الدول الكافرة في حل مشاكلهم، وهيهات، ثم هيهات، ثم هيهات!! أن يحل أعداء الإسلام والمسلمين مشاكل المسلمين، بل هم والله فرحون مستبشرون بما يحصل بين المسلمين من التفرق والشتات وسوء المعاملات، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

    فإلى متى هذا الرقاد يا أمة الإسلام؟!

    تذكروا بيت المقدس ومن ساكنه الآن؟

    أليست شرذمةٌ قليلةٌ!! قتلة الأنبياء، ملعونة في كتاب الله، أليسوا اليهود؟

    تذكروا إخوانكم في أفغانستان وهم يقاتلون الشيوعية الحمراء.

    تذكروا إخوانكم في أفريقيا وقد فشا فيهم التبشير بـالنصرانية.

    تذكروا إخوانكم في حماه في سوريا العربية والصواريخ والدبابات والقنابل تحرق النساء والذرية، ويا للأسف الشديد أين المسلمين؟ أين الصرخة الصادقة؟

    يا أمة الإسلام! يا شباب الإسلام! الرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل، الله الله بالتعاون فيما بيننا على البر والتقوى والقيام بما يرضي عز وجل.

    أيها المسلمون! صلوا على نبيكم كما أمركم الله بقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56] صلوا على من قال: (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).

    اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين.

    اللهم أعزنا بالإسلام، اللهم أعزنا بالإسلام، اللهم أعزنا بالإسلام، اللهم ردنا إليك رداً جميلاُ، اللهم قوَّم ما اعوج من أخلاقنا، واهدنا صراطك المستقيم، اللهم اجعلنا من المتراحمين، واجعلنا من المتحابين، واجعلنا من المتوادين فيك يا رب العالمين.

    أمة الإسلام! اسألوا الله عز وجل أن يثبتكم على الإسلام فنحن في زمان كثرت فيه الفتن.

    نسأل الله الثبات على الإسلام، اللهم ثبتنا على الإسلام، اللهم أحينا مسلمين، وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين يا رب العالمين!

    اللهم وفق أئمتنا وولاة أمورنا وأئمة وولاة أمور المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم ولِّ على المسلمين الأخيار، ولا تولِّ عليهم الأشرار، اللهم اجعل ولاية المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

    اللهم وفق أولادنا ونساءنا، واجعلهم قرة أعينٍ لنا يا رب العالمين.

    اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا واللواط وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا، لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار.

    عباد الله! إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا [النحل:90-91] واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    755969135