إسلام ويب

مجيء الرب جل وعلاللشيخ : محمد حسان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تدنو الشمس من رءوس الخلائق يوم القيامة حتى تكاد أن تذيب الجماجم، والزحام يكاد أن يخنق الأنفس، وعندها يلوذ الناس بالأنبياء؛ ليشفعوا لهم عند ربهم، ولا يزالون ينتقلون من نبي إلى نبي حتى يجيئوا إلى نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، فيشفعه الله في فصل القضاء بين الناس، فيجيء الرب سبحانه وتعالى -مجيئاً يليق بجلاله- للفصل بينهم، ويعرضون على الله فرداً فرداً، فياله من موقف مهيب!

    1.   

    ثلاثة مواقف عظيمة من مواقف يوم القيامة

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة، ونصح للأمة، فكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، اللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته ورسولاً عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد: فحياكم الله جميعاً أيها الآباء الفضلاء! وأيها الإخوة الأحباب الكرام الأعزاء! وطبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم من الجنة منزلاً، وأسأل الله جل وعلا الذي جمعنا في هذا البيت المبارك على طاعته، أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته، ودار كرامته، إنه ولي ذلك والقادر عليه. أحبتي في الله! (في رحاب الدار الآخرة): سلسلة علمية هامة تجمع بين المنهجية والرقائق، وبين التأصيل العلمي والأسلوب الوعظي، الهدف منها تذكير الناس بالآخرة، في وقت طغت فيه الماديات والشهوات، وانحرف كثير من الناس عن منهج رب الأرض والسماوات، ليعود الناس إلى الله جل وعلا، وليتداركوا ما قد فات، قبل أن تأتيهم الساعة بغتة وهم يخصمون، فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون. وهذا هو لقاؤنا الثاني عشر من لقاءات هذه السلسلة الكريمة المباركة، وكنا قد توقفنا في اللقاء الماضي مع البشرية كلها، وهي في أرض المحشر وقد أصابها من الهم والغم والكرب ما لا يستطيع بليغ على وجه الأرض أن يجسده، الشمس فوق الرءوس تكاد تذيب الجماجم والعظام، والزحام وحده يكاد يخنق الأنفاس، فالبشرية كلها -منذ أن خلق الله آدم إلى آخر رجل قامت علية الساعة- تقف في موقف واحد، في أرض واحدة. العرق يكاد يغرق الناس كلٌ بحسب عمله، جهنم -أعاذنا الله وإياكم من حرها- قد أتي بها، لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها، يؤتَى بها إلى أرض المحشر، فإذا ما رأت الخلائق زفرت وزمجرت غضباً منها لغضب ربها جل وعلا، حينئذ تجثوا جميع الأمم على الركب من هول الموقف وكربه والعياذ بالله، بل ولا يتكلم يومها أحد إلا الأنبياء، ودعاء الأنبياء يومئذ: اللهم سلم سلم!! اللهم سلم سلم!!! يزداد الهم والكرب على الخلق، فيقول بعضهم لبعض: ألا ترون ما نحن فيه؟! ألا ترون ما قد بلغنا؟! ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟! ويذهبون إلى صفوة الله من خلقه: إلى الأنبياء والمرسلين، فيقول كل نبي: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، ثم يقول: نفسي، نفسي، نفسي! يقول آدم: نفسي، ويقول نوح: نفسي، ويقول إبراهيم: نفسي، ويقول موسى: نفسي، ويقول: عيسى: نفسي، إلا المصطفى، فهو صفوة الله من خلقه وأكرم الخلق على الله. يقول الحبيب: فيأتونني، فيقولون: يا رسول الله! ألا ترى ما نحن فيه؟! ألا ترى ما قد بلغنا؟! ألا تشفع لنا إلى ربك؟! فأقوم وأقول: أنا لها، ويخر ساجداً تحت عرش الرحمن جل جلاله، ويثني على الله سبحانه وتعالى بما لم يفتح الله به على أحد من قبله، ولا على أحد من بعد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، فينادي عليه ربه ويقول: يا محمد! ارفع رأسك، وسل تعطه، واشفع تشفع، فيقول المصطفى: يا رب! أمتي.. أمتي.. أمتي.. وفى حديث الصور الطويل يقول الله جل وعلا لنبيه المصطفى: (ما شأنك؟ وهو أعلم، فيقول الحبيب: يا رب! قد وعدتني الشفاعة فشفعني في خلقك، فاقضِ بينهم، فيقول الله جل وعلا: قد شفعتك، أنا آتيكم لأقضي بينكم، فيرجع الحبيب المصطفى ويقف مع الناس في أرض المحشر؛ لينتظروا جميعاً مجيء الرب جل جلاله لفصل القضاء بين العباد). ولقاؤنا اليوم مع حضراتكم في هذا اليوم الأغر المبارك، سوف يتركز الحديث فيه حول العناصر التالية: أولاً: مجيء الرب جل جلاله. ثانياً: أول من يكلمهم الله يوم القيامة. ثالثاً: العرض على الله جل وعلا وأخذ الكتب. فأعيروني القلوب والأسماع فإن هذه الكلمات ورب الكعبة تكاد تخلع القلوب.

    مجيء الرب جل جلاله

    أولاً: مجيء الرب جل جلاله. أعيروني قلوبكم وأسماعكم وكيانكم كله، وتدبروا معي هذه الكلمات، هل منكم أحد حضر يوماً في قاعة محكمة من محاكم الدنيا؟ يوم يؤتى بالمتهمين ليقفوا وراء هذا القفص الحديدي، وفجأة وقد امتلأت قاعة المحكمة بأهل المتهمين وبالمحامين، ويدخل القضاة ليجلسوا على منصة القضاء، ويصرخ الحاجب: محكمة! فَتَصْمُت الأنفاس، وتكاد القلوب أن تقفز من الصدور، ويبدأ المحامون في المرافعات، والمجادلات والمعاذير وتسمع هيئة القضاء، ويردون، ويترافعون، ويتناقشون، ثم يسدل الستار على هيئة القضاء؛ ليتناقش القضاة في إبرام الحكم وفي النطق به، وفي المرة الثانية يدخل القضاة؛ ليصدروا الحكم في هذه القضية. أسألك بالله: انظر إلى وجوه الناس في قاعة المحكمة. العيون تبكي، والقلوب تكاد تقفز من الصدور، والأنفاس متقطعة، والكلام همس، والسؤال تخافت، والكل ينظر بأي شيء سيحكم؟! وما الذي سينطق به القاضي؟! وهو العبد الحقير الفقير إلى الله الملك القدير. تصور هذا المشهد الذي يكاد يخلع القلب، بل تكاد القلوب أن تقفز إلى الحناجر؛ لتقف على حجم الهول، والخلق جميعاً في أرض المحشر -ومن بينهم الأنبياء- يقفون وينظرون إلى السماء، ينظرون مجيء الملك العدل جل جلاله. قال تعالى: يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا * يَوْمَئِذٍ لا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا * وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا [طه:108-111]. تنشق السماء، وينزل أهل السماء الأولى من الملائكة بضعف من في الأرض من الإنس والجن! كما قال ابن عباس في قوله جل وعلا: وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلًا [الفرقان:25]. قال: ينزل أهل السماء الأولى من الملائكة بضعف من في الأرض من الجن والإنس، فتحيط الملائكة بالخلائق في أرض المحشر، فإذا ما نظرت الخلائق إلى الملائكة قالوا: أفيكم ربنا؟! فتقول الملائكة: كلا، وهو آت، أي: إتياناً يليق بكماله وجلاله، فكل ما دار ببالك فالله بخلاف ذلك، فصفة المجيء صفة لله لا يجوز لمسلم أن يعطلها، أو أن يمثلها، أو أن يكيفها، أو أن يشبهها. قال الله جل وعلا: هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ [البقرة:210]، ويقول الحق سبحانه: وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي * فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ [الفجر:22-26]. اللهم سلم سلم، اللهم سلم سلم، يا أرحم الراحمين! ((هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ)) يأتي الحق جل وعلا إتياناً يليق بكماله وجلاله. فلا تعطل صفة المجيء ولا تكيف صفة المجيء، ولا تشبه الله بأحد من خلقه، جل ربنا عن الشبيه والنظير وعن المثيل، لا ند له، ولا كفء له، ولا شبيه له، ولا والد له، ولا صاحبة له، ولا ولد له: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:1-4]، وقال جل جلاله: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] استوى كما أخبر، وعلى الوجه الذي أراد، وبالمعنى الذي قال، استواءً منزهاً عن الحلول والانتقال. فلا العرش يحمله ولا الكرسي يسنده، بل العرش وحملته والكرسي وعظمته، الكل محمول بلطف قدرته، مقهور بجلال قبضته. فالاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. قال جل جلاله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]. وقال جل جلاله: وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا [طه:110].وقال جل جلاله: فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ [النحل:74]. هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ [البقرة:210]. ثم يتنزل أهل السماء الثانية من الملائكة بضعف من في الأرض من ملائكة السماء الأولى والجن والإنس، فيحيط أهل السماء الثانية بأهل الأرض من الملائكة والإنس والجن. وهكذا أهل السماء الثالثة فالرابعة فالخامسة فالسادسة فالسابعة على قدر ذلك من التضعيف! ثم يتنزل حملة عرش الملك جل وعلا وهم يحملون العرش ويسبحون الله سبحانه، ويقولون: سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان ذي العزة والجبروت، سبحان من كتب الموت على الخلائق ولا يموت، سبوح قدوس.. قدوس.. قدوس، رب الملائكة والروح. اسمع لربك جل وعلا وهو يقول: فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ [الحاقة:13-18]. ويضع الحق جل جلاله عرشه حيث شاء من أرضه، ثم ينادي الملك فيقول: يا معشر الجن والإنس! لقد أنصت إليكم منذ خلقتكم، أسمع قولكم، وأرى أعمالكم، فأنصتوا اليوم إليَّ، فإنما هي أعمالكم وصحفكم تُقرأ عليكم، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه. ثم يقول الحق جل جلاله: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ * هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ * الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [يس:60-65]. لقد أنزل الله الكتب، وأرسل الله الرسل، وجعل بعد خاتم الرسل العلماء والدعاة ممن يسيرون على دربه، ويرفعون رايته، ويحملون منهجه، يوم يقولون للناس: لقد تلي عليكم القرآن، وذكرناكم بسنة النبي عليه الصلاة والسلام، ولكنكم أعرضتم عن منهج الله ومنهج رسوله، فمن وجد غير الخير فلا يلومن إلا نفسه.

    أول من يكلمهم الله

    أتدرون من هم أول من يكلمهم الله في هذا الموقف العصيب؟! هذا هو عنصرنا الثاني من عناصر هذا اللقاء. أول من ينادى عليه يوم القيامة هو: آدم عليه السلام، ينادي الحق سبحانه على آدم فهو أبو البشر، كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن المصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله تعالى يوم القيامة: يا آدم! فيقول آدم: لبيك وسعديك والخير كله في يديك، فيقول الله جل وعلا: أخرج بعث النار من ذريتك، فيقول آدم: وما بعث النار؟ فيقول الله جل وعلا: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحد إلى الجنة! -فشق ذلك على أصحاب الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم- فقالوا يا رسول الله! وأينا ذلك الواحد؟! فقال المصطفى: -والحديث في الصحيحين- هنا يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، فترى المرأة التي خرجت إلى أرض المحشر وهي حامل تسقط حملها على الفور من شدة الهول وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ [الحج:2]، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: أبشروا! فوالذي نفسي بيده! فإن من يأجوج ومأجوج ألفاً ومنكم واحد، فكبر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا: الله أكبر، الله أكبر، فقال لهم المصطفى صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، فكبر أصحاب النبي، فرد المصطفى وقال: والذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، فكبر أصحاب النبي، فقال المصطفى في الثالثة: والذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة)، إذاً: أمة النبي صلى الله عليه وسلم تشكل نصف أهل الجنة، مع أنها الأمة الموفية سبعين أمة، كما في الحديث الذي رواه ابن ماجة بسند حسن أنه صلى الله عليه وسلم قال: (أنتم موفون سبعين أمة، أنتم أكرمها وأفضلها عند الله جل وعلا). قال الله سبحانه وتعالى مخاطباً أمة الحبيب المصطفى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران:110]. اللهم لك الحمد يا من خلقتنا موحدين! وجعلتنا من أمة سيد النبيين، اللهم كما اخترتنا لتوحيدك وجعلتنا من أتباع سيد رسلك، فثبتنا على دينه، وتوفنا عليه، واحشرنا تحت لوائه برحمتك يا أرحم الراحمين! ولله در القائل: ومما زادني فخراً وتيهاً وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي وأن أرسلت أحمد لي نبيا وهذا فضل من الله، فغيرك -أخي في الله- ولد في بيت يهودي، وغيرك ولد في بيت نصراني، وغيرك ولد في بيت علماني، وفي بيت ملحد، وفي بيت فسق ومعصية، ونحن بفضل الله وكرمه وحده، قد ولدنا ونشأنا في بيوت توحد الله فوحدناه، وتؤمن برسول الله فآمنا به واتبعناه، فهذا فضل الله سبحانه: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ [الحجرات:17] فالفضل لله ابتداءً وانتهاءً. فاللهم كما خلقتنا موحدين، وجعلتنا من أمة سيد النبيين وفقنا للسير على دربه، واحشرنا تحت لوائه برحمتك يا أرحم الراحمين! ثم بعد ذلك ينادي رب العزة تبارك وتعالى نوحاً: يا نوح! فيقول: لبيك وسعديك، فيقول الله سبحانه: هل بلغت قومك؟! -سؤال خطير- فيقول: نعم يا رب! -والله أعلم- فيقول الحق جل جلاله: يا قوم نوح هل بلغكم نوح؟! فيقولون: ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد، وما رأينا نوحاً قط! وهو الذي مكث ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم إلى الله في الليل والنهار، في السر والعلانية، ما ترك أسلوباً من أساليب الدعوة قد أتاحه الله له في حينه وزمانه إلا وقد سلك دربه؛ ليدعو الناس إلى دين الله جل وعلا، ومع ذلك ينكر هؤلاء المجرمون! ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد، وهنا يقول ربنا لنوح: من يشهد لك يا نوح أنك قد بلغت هؤلاء؟! فيقول نوح: يشهد لي محمد وأمته! فهل رأى محمد نوحاً؟ وهل رأى موحد نوحاً؟ لا والله، يقول المصطفى: (فتدعون فتشهدون لنوح أنه قد بلغ قومه، ثم أدعى فأشهد عليكم)، وفي لفظ ابن ماجة بسند صححه شيخنا الألباني ، يقول المصطفى: (فيقول الله لأمتي: من الذي أخبركم أن نوحاً قد بلغ قومه؟! فتقول الأمة الميمونة لربها جل وعلا: جاءنا نبينا محمد فأخبرنا أن الرسل جميعاً قد بلَّغوا قومهم فصدقناه، يقول المصطفى: فذلك قول الله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا [البقرة:143]). اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، واحشرنا تحت لوائه، برحمتك يا أرحم الراحمين! ثم يدعى عيسى عليه السلام ويقال له: يا عيسى! أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ [المائدة:116]. لماذا خص الله عيسى من بين سائر الرسل بهذا السؤال؟!! لأنه ما من رسول بعث في قومه إلا وقد آمن به من آمن من قومه، وكفر من كفر، إلا قوم عيسى، فقوم عيسى منهم من قال: إن عيسى هو الله!! ومنهم من قال: إن عيسى هو ابن الله!! ومنهم من جعل عيسى وأمه إلهين من دون الله!! وقد قال بهذا المعتقد الفاسد جمع من طوائف النصارى كالملكية واليعقوبية والنسطورية والمريمية أو المريمانية، وهنا يوجه الله هذا السؤال لعيسى: أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ [المائدة:116] ينزه الله جل جلاله (قَالَ سُبْحَانَكَ)، وهل يقول عاقل: إن هناك إله يأكل؟! إله يشرب؟! إله يتزوج؟! إله يقضي حاجته؟!! ولله در ابن القيم حين قال: أعباد المسيح لنا سؤال نريد جوابه ممن وعاه إذا مات الإله بصنع قوم أماتوه فهل هذا إله ويا عجباً لقبر ضم رباً وأعجب منه بطناً قد حواه أقام هناك تسعاً من شهور لدى الظلمات من حيض غذاه وشق الفرج مولوداً صغيراً ضعيفاً فاتحاً للثدي فاه ويأكل ثم يشرب ثم يأتي بلازم ذاك فهل هذا إله تعالى الله عن إفك النصارى سيسأل كلهم عما افتراه وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ [المائدة:116]. انظر إلى كمال العبودية لله: إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [المائدة:116-117] ثم يقول عيسى عليه السلام لربه الرحمن: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [المائدة:118]. فيرد الحق جل وعلا على عبده المصطفى ونبيه المجتبى عيسى -على نبينا وعليه الصلاة والسلام-: هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [المائدة:119]. ثم يدعى جميع الرسل، وهل يسأل الرسل وهم صفوة الخلق، والمؤيدون بوحي السماء؟! اسمع لله جل وعلا وهو يقول: يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ [المائدة:109].واسمع لله جل وعلا وهو يقول: فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ [الأعراف:6]. إذاً: لا يسأل الناس فحسب، بل يسأل الرسل أيضاً، الرسل الذين تفرقوا في الأزمان والأوطان، ولكنهم جميعاً يحملون دعوة واحدة، ومنهجاً وحداً، يجمعهم الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ويسألهم جميعاً، تستشعر ذل العبودية، بل وجلال العبودية في جواب الرسل على الله جل جلاله وهم يقولون: مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ [المائدة:109]. أيها الأخيار! يسأل الرسل، بل والملائكة، والشهداء!! وهؤلاء هم صفوة الخلق: الملائكة والرسل والأنبياء والشهداء، فهل نترك بعد هؤلاء؟! قال الله تعالى: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ * وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ * وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ [الزمر:68-70]. وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

    1.   

    العرض على الله جل وعلا

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد: أيها الأحبة الكرام! بعد ذلك يبدأ الحساب، وسنقف مع الحساب وقفات، فالحساب يبدأ بالعرض على الله جل جلاله، بعد الوقوف بين يدي الحق الملك العدل سبحانه، فأنت في أرض المحشر ستسمع نداء الملائكة: أين فلان بن فلان، والملائكة لا تخطئ أحداً من الخلق منذ أن خلق الله آدم، أين فلان بن فلان؟ ماذا تريدون يا ملائكة الله؟! أقبل للعرض على الله جل جلاله، وقد وكلت الملائكة بأخذك وسوقك في أرض المحشر على رءوس الأشهاد، والخلائق كلها تنظر إليك، فيقرع النداء قلبك، ويصفر وجهك، وترتعد فرائصك، وتضطرب جوارحك، وترى نفسك بين يدي الحق جل جلاله ليكلمك، ليس بينك وبينه ترجمان، كما في الصحيحين من حديث عدي بن حاتم أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه يوم القيامة، ليس بينه وبينه تُرجمان، فينظر العبد أيمن منه -أي: عن يمينه- فلا يرى إلا ما قدم -أي: في هذه الحياة الدنيا- وينظر العبد أشأم منه -أي: عن شماله- فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة) أي: ولو بنصف تمرة تتصدقون بها لوجه الله جل وعلا. يقرع النداء القلب، ويأمر الله تبارك وتعالى بالصحف وبالكتب فيأخذ كل إنسان صحيفته. تلك الصحيفة التي لا تغادر بلية كتمتها ولا مخبأة أسررتها، فكم من معصية قد كنت نسيتها ذكرك الله إياها، وكم من مصيبة قد كنت أخفيتها أظهرها الله لك وأبداها، فيا حسرة القلب وقتها على ما فرطنا في دنيانا من طاعة مولانا! اسمع لربك جل وعلا، وهو يقول: وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا * وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا * وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا [الكهف:47-49]. أيها المسلم! تذكر وقوفك يوم العرض عرياناً مستوحشاً قلق الأحشاء حيرانا والنار تلهب من غيظ ومن حنق ورب العرش غضبانا اقرأ كتابك يا عبد على مهل فهل ترى فيه حرفاً غير ما كانا فلما قرأت ولم تنكر قراءته إقرار من عرف الأشياء عرفانا نادى الجليل خذوه يا ملائكتي وامضوا بعبد عصى للنار عطشانا المشركون غداً في النار يلتهبوا والمؤمنون بدار الخلد سكاناً أكتفي بهذا القدر وأقف عند العرض على الله جل وعلا، ونواصل في اللقاء المقبل -إن قدر الله لنا البقاء واللقاء- ونتحدث عن كيفية العرض وكيفية الحساب. وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يستر عليَّ وعليكم في الدنيا والآخرة، وأن يتقبل مني ومنكم صالح الأعمال. وأسأل الله أن يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض. اللهم استرنا ولا تفضحنا، وأكرمنا ولا تهنا، وكن لنا ولا تكن علينا، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، وبلغنا مما يرضيك آمالنا. اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا. اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع الكريم ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً بيننا إلا شفيته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا ميتاً لنا إلا رحمته، ولا عاصياً معنا إلا هديته، ولا طائعاً بيننا إلا زده وثبته، ولا حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا رب العالمين! اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل فينا ولا منا ولا معنا شقياً ولا محروماً. اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى، اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى، اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين، اللهم مكن لدينك يا أرحم الراحمين! اللهم مكن لدينك يا رب العالمين! اللهم مكن لدينك يا رب العالمين! اللهم طهر الأقصى من دنس اليهود المجرمين! اللهم عليك باليهود وأتباع اليهود وعملاء اليهود، اللهم حرق قلوب اليهود قبل أن يحرقوا الأقصى، اللهم دمر بيوتهم قبل أن يدمروا الأقصى، اللهم إنا نشهدك على ضعفنا وعجزنا وفقرنا، فاللهم ارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، واغفر ذنبنا، واستر عيبنا، وفرج كربنا، واكشف همنا، وآمن روعاتنا، وفك أسرنا، وتول خلاصنا، واختم بالصالحات أعمالنا. اللهم إنا نشكو إليك خيانة الخائنين، اللهم إنا نشكو إليك خيانة الخائنين، اللهم إنا نشكو إليك خيانة الخائنين، اللهم إنا نشكو إليك ضعف الموحدين، اللهم إنا نشكو إليك ضعف الموحدين، اللهم إنا نشكو إليك ضعف الموحدين.. اللهم إنا نشكو إليك ضعف الموحدين، اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا يا أرحم الراحمين! اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا يا أرحم الراحمين! اللهم استرنا ولا تفضحنا، وأكرمنا ولا تهنا، وكن لنا ولا تكن علينا، اللهم استرنا ولا تفضحنا، وأكرمنا ولا تهنا وكن لنا ولا تكن علينا، اللهم اجعل مصر واحة للأمن والأمان وجميع بلاد الإسلام، اللهم ارفع عن مصر الغلاء والوباء والبلاء وجميع بلاد المسلمين، اللهم ارفع عن مصر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وسائر بلاد المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين! هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو سهو أو زلل أو نسيان فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء، وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويلقى به في جنهم، ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756982035