وأصلي وأسلم على قائدي وقدوتي وقرة عيني ومعلمي وحبيبـي محمد بن عبد الله, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه, وأن الجنة حق, وأن النار حق.
اللهم ألف على الخير قلوبنا, وأصلح ذات بيننا, واهدنا سبل السلام, ونجنا من الظلمات إلى النور, اللهم اجعلنا لجميع المسلمين هينين ليّنين, اللهم اجعلنا مبشرين وميسرين, ولا تجعلنا معسرين ومنفرين, اللهم اجعلنا لإخواننا المسلمين كالأرض الذلول يطؤها الكبير والصغير والبعيد والقريب, وكالسحاب والمطر يسقي من يحب ومن لا يحب: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
[الحشر:10].
عباد الله! إني أحبكم في الله, وأسأل الله أن يحشرني وإياكم في ظل عرشه, ويجمعنا في مستقر رحمته.
عباد الله! أوصيكم ونفسي بتقوى الله: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ
[الطلاق:2-3] وندعوه أجمعين أن يحرر أرض فلسطين وأن يعيد الأقصى فوقه راية التوحيد, وأن يرينا في أعدائنا وأعدائه يوماً أسود, اللهم عليك باليهود وأعوانهم, والنصارى وأنصارهم, والشيوعيين وأشياعهم, أرنا فيهم عجائب قدرتك, أحصهم عدداً, واقتلهم بدداً, ولا تغادر منهم أحداً, اللهم انصر دينك وحزبك وجندك يا من لا يرد أمرك ولا يهزم جندك, سبحانك وبحمدك, منزل الكتاب, ومنشئ السحاب, ومجري الحساب, وهازم الأحزاب اهزم أحزاب الباطل, لا إله إلا أنت وحدك.
أحبتي في الله! هناك قصيدة منذ قديم الزمان يطير بها الركبان نظمها محمد بن سعيد الشهير بـالبوصيري رحمة الله على أمواتنا وأموات المسلمين, وهذه القصيدة فيها مدح الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم, ولاشك أنها نابعة من عاطفة جياشة في محبة الحبيب صلى الله عليه وسلم, ولكن الحب إذا تجاوز الحد الشرعي يكون فيه الغلو ويطغى, والله سبحانه وتعالى علمنا حدود محبة محمد صلى الله عليه وسلم، وأعظم شعار لها اتباعه: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
[آل عمران:31] والله لا يحب إلا من يحب محمداً, ومحمد لا يحب أحداً إلا إذا اتبعه ولم يبتدع.
أيها الأحباب الكرام! هذه القصيدة فيها غلو في بعض أبياتها, وواجبي أن أنصح للمسلمين وللبوصيري -وإن تباعد بيني وبينه الزمن- ولمن يقرأ هذه القصيدة، فالنصيحة لله ولرسوله ولكتابه وأئمة المسلمين وعامتهم.
"يا أكرم الخلق" النداء لمحمد صلى الله عليه وسلم.
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم |
وهذا خطأ عقدي, بل هناك من تلوذ به ونلوذ به سوى الرسول وهو الله رب العالمين.
وهذا يوسف الصديق أمام فتنة النساء، وامرأة العزيز تلهث: وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
[يوسف:23] ولما طالبه إخوته أن يأخذ أحدهم بدل أخيه الذي وجد متاعه عنده وأن يجور في الحكم, ماذا قال يوسف عليه السلام؟ أخبر عن هذه الحقيقة العظيمة:
قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ
[يوسف:79].
وهذه أم مريم لما حملت قالت: وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ
[آل عمران:36] بل هذه مريم لما فاجأها جبريل عليه السلام بأمر من الله:
قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً
[مريم:18].
وهذا محمد صلى الله عليه وسلم يأمره ربه أن يستعيذ به، فقال الله: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
[الأعراف:200] فكان من دعائه في القرآن:
وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ
[المؤمنون:97-98] وعلمه إذا قرأ القرآن أن يستعيذ بالله:
فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
[النحل:98] وأمره أن يستعيذ من المتكبرين الذين لا يقبلون الحق, فقال سبحانه:
إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ
[غافر:56] ثم أعطاه المعوذتين:
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ
[الفلق:1] وهو الله:
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ
[الناس:1] وهو الله.
وأوصانا صلى الله عليه وسلم في جميع أحوالنا أن نستعيذ بالله, قال: (من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك) وقد جربت أنا ذلك فقد كنت في رحلة إلى العمرة ومعي رفاقي ونزلنا في أرض بها عقارب، وقلنا هذا الدعاء، فلما أصبحنا لصلاة الفجر وجد كل واحد منا عقارب في ثيابه وتحت وسادته وداخل لحافه ولم يصبنا منها شيء, وهذا أمر مجرب مشهود أنه من استعاذ بكلمات الله لأن كلمات الله ليست مخلوقة، وبهذا استدل أهل السنة والجماعة على أن كلام الله ليس مخلوقاً, وهذه أدعية الحبيب كلها يستعيذ بالله رب العالمين: (اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن, وأعوذ بك من العجز والكسل, وأعوذ بك من الجبن والبخل, وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال).. (اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسيئ الأخلاق, اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام وسيئ الأسقام, اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وأعوذ بك من عذاب القبر, اللهم إني أعوذ بك أن تردني إلى أرذل العمر) إلى آخره من استعاذات الحبيب صلى الله عليه وسلم، فلم يثبت مرة واحدة أنه استعاذ بنبي أو استعاذ بملك أو استعاذ بجن أو استعاذ بإنس.
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم |
يجب أن يصحح, رحمة بالشيخ محمد بن سعيد البوصيري , لأننا لا نشك أنه كان مخلصاً في نظم هذه القصيدة في عاطفة جياشة، ولكن الحب إذا زاد وطغى فإن الإنسان يذهل
إذا كان لك حبيب مسافر وبعدما يأتي من السفر بعد غياب طويل تذهل ولا تعرف ماذا تقول! لا تعرف ماذا تتكلم! تبكي مرة وتضحك مرة! كما قال الشاعر:
هجم السرور عليّ حتى أنـه من فرط ما قد سرني أبكاني |
يا عين قد صار البكا لك عـادة تبكين في فرح وفي أحزانِ |
فـالبوصيري ذهل وذكر هذا البيت, ويجب علينا نحن وفاءً له وللإسلام ولمحمد صلى الله عليه وسلم أن نصحح عقيدة هذا البيت.
أقسمت بالقمر المنشق أن له من قلبه نسبة مبرورة القسم |
أقسمت بالقمر: القسم لا يكون إلا بالله وحده, لا يجوز أن يقسم المخلوق بالمخلوق, ونحن نتأول للإمام البوصيري أنه أراد بهذا القسم بالله, ولكن قال: "أقسمت بالقمر" وأراد: أقسمت برب القمر وحذف لفظ الجلالة وهو يريد به إن شاء الله القسم بالله, لكن ظاهر البيت أنه القسم بالقمر، ولا بد أن نصحح، كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم.
ما سامني الدهر ضيماً واستجرت به إلا ونلت جواراً منه لم يضم |
هذا البيت فيه محظوران:
المحظور الأول:
نذكر الدهر بما لا يليق, قال: " ما سامني الدهر ضيماً ".
المحظور الثاني:
استجارته بالرسول صلى الله عليه وسلم, أما استجارته بالرسول صلى الله عليه وسلم فقد بين الله أنه هو المجير قال سبحانه: قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ
[المؤمنون:88-89] وهذا محمد يخبر عنه الله سبحانه:
قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً * إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ
[الجن:22-23].
كما أن الدهر لا يجوز أن يسبه أحد أو ينسب إليه المعايب "ما سامني الدهر ضيماً" الله سبحانه وتعالى عاب على الكفار عندما قالوا: وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ
[الجاثية:24] ويقول الحديث القدسي الصحيح: (يقول الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار) رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
إن آتِ ذنباً فما عهدي بمنتقـضٍ من النبي ولا حبلي بمنصرم |
فإن لي ذمةً منه بتسميتي محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم |
لا يكفي أن نتسمى بهذا الاسم ثم لا نلتزم بما جاء به صاحب هذا الاسم محمد صلى الله عليه وسلم, ولاشك أن البوصيري رحمه الله كان يريد أن الذي يتسمى بهذا الاسم يجب أن يلتزم بما جاء به صاحب هذا الاسم, ولكن البيت لا يوضح ذلك، ونحن نريد أن نوضح ذلك وأن نصحح عقيدة المسلمين, أنه لا يكفي أن نتسمى بهذا الاسم, بل أن نتبعه، وهذا محمد ينادي أحب مخلوق إليه وهي فاطمة رضي الله عنها، فيقول: (يا مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ
[البقرة:255] له الشفاعة الكبرى وله الشفاعة بالمؤمنين, وله الشفاعة في تثقيل الميزان, وله الشفاعة في استنقاذ أناس من أهل النار قبل أن يدخلوها, وله الشفاعة فيمن دخل النار من الموحدين, من كان في قلبه مثقال ذرة أو برة من إيمان, يشفع له محمد صلى الله عليه وسلم بإذن الله رب العالمين، يحد له حداً فيشفع، ثم يحد له حداً فيشفع, هذه هي شفاعته بإذن الله:
مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ
[البقرة:255].
اللهم فقهنا في الدين, وعلمنا التأويل, وارزقنا شفاعة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم, اللهم اجعلنا من أمته وأتباعه, وتحت لوائه يوم القيامة, لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده, وأوردنا حوضه, واسقنا من يده الشريفة شربةً هنيئةً باردةً لا نظمأ بعدها أبداً.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
أما بعد:
عباد الله! والبيت التالي من البردة ينسب علم الغيب وعلم اللوح وعلم القلم إلى محمد صلى الله عليه وسلم, وفي عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله هو الذي تفرد بعلم الغيب واللوح المحفوظ, والله يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون, هذا هو علم الله, تقول البردة:
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم |
والرسول صلى الله عليه وسلم يعترف بأنه لا يعلم الغيب، والقرآن يقر هذا الاعتراف, يقول الله تعالى: قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ
[الأنعام:50] هكذا يبين الله سبحانه وتعالى لنا هذه الحقيقة.
استمعوا أيها الأحباب إلى هذه الآيات الكريمة، في هذه القضية الخطيرة، وهي أن علم الساعة والغيب بيد الله، لا يعلمه محمد صلى الله عليه وسلم, فيجب علينا أن نستغيث بالله, وأن ندعو الله, وأن نسأل الله, وأن نطلب من الله, أن نتوكل على الله, أن نستجير ونعوذ ونلوذ بالله, إذا أردنا أن يرزقنا الولد، أن نسأله هو, وإذا رزقنا الولد لا ندعو الأولياء ولا ندعو الأتقياء ولا ندعو الأضرحة والقبور, ولا فلاناً ولا علاناً, إنما نسأل الله وحده.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ * وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ * وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ * إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
[الأعراف:187-194] مقبورون ميتون, لا حراك لهم, لا يستفيدون من السمع ولا من البصر ولا اليد ولا الرجل:
أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ * إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ
[الأعراف:195-196].
لعل رحمة ربي حين يقسمها تأتي على حسب العصيان في القسم |
تأتي على حسب العصيان في القسم!!
في بيت البردة الذي يقول:
لعل رحمة ربي حين يقسمها تأتي على حسب العصيان في القسم |
يكون الكلام الصحيح هو:
لعل رحمة ربي حين يقسمها تأتي على حسب الإحسان في القسم |
وليس: العصيان في القسم.
ولنمدحه بما مدحه الله سبحانه وتعالى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً
[الإسراء:1] وقال سبحانه:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ
[الكهف:1] وقال سبحانه:
وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ
[القلم:4] وقال:
وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا
[الطور:48] وقال:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً * تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً * يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً
[الأحزاب:41-47] ويقول الله عنه في آخر التوبة:
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
[التوبة:128].
اللهم صل على محمد عدد ما خلقت وعدد ما أنت خالق, اللهم صل وسلم وبارك على محمد وأزواج محمد وذريات محمد, اللهم صل وسلم على محمد صلاة دائمة ما دامت السماوات والأرض, اللهم صل وسلم على محمد عدد ما أحصى كتابك, وأحاط به علمك, وخط به قلمك, وبلغ فيه لطفك, وأدركه بصرك, وقهره ملكك, ووسعته رحمتك, ورضيته نفسك.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم, وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد.
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
[النحل:90] اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم
وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
[العنكبوت:45].
نحن الذين بايعوا محمداً على الجهاد ما بقينا أبداً |
لنحرر فلسطين وأفغانستان, وأن يكون طريقتك الإسلام, وأن تكون زاويتك كما قال تعالى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
[النور:36-38].
أيها الأحباب! هذه وصيتي إلى أحبابي المريدين, المحبين لمحمد صلى الله عليه وسلم, وأخص من بينهم الذين في فلسطين لقد مدحت الحكومة الإسرائيلية الطرق الصوفية وشنعت على الصحوة الإسلامية, وهذا فيه خبث اليهود, أريد من الطرق الصوفية كلها أن ترفع راية الجهاد ضد اليهود في فلسطين , إذا كانوا يحبون محمداً فإن محمداً يربط في الخندق على بطنه حجرين, وتعترضه صخرة فيأخذ المعول ويدكها دكة واحدة يتطاير منها الشرر حتى تغدو كثيباً، ثم يبشر الحفاة الجياع العراة العالة بأنهم سيفتحون مدن قيصر ومدن كسرى ومدن اليمن, ولم يجلس في خرقته وخليته يأكل ويشرب ويتعبد, إنما بعثه الله لكي يستعمر الأرض ويقود أهل الأرض، الناس كل الناس.
أيها الأحبة! نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع الإسلام بهذه الخطبة, وإنني أستغيث الله الآن بالمطر أن ينزل علينا, فنحن في موسم المطر، وذنوبنا تمنعه, معاصينا جعلت السماء تمسك, فلنسترض الله لينزل علينا المطر قبل الحجارة, اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين, اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين, اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين, اللهم اجعله سحاً عاماً طبقاً وابلاً صيباً ديمةً مدراراً علينا وحوالينا, واجعله رزق إيمان وعطاء إيمان, إن عطاءك لم يكن محظورا, اللهم أنبت به الزرع, واملأ به الضرع, وادفع به الغلاء, وارفع به البلاء, واشف به الداء, اللهم اجعله سقيا رحمة ولا تجعله سقيا عذاب, أغثنا يا مغيث.
نستغفر الله من ذنوبنا, تبنا إلى الله, وندمنا على ما فعلنا, ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا, ولا تعاملنا بما نحن أهله, وعاملنا بما أنت أهله, أنت أهل التقوى وأهل المغفرة, وأنت أهل الرحمة, اللهم اسقنا يا أرحم الراحمين, اللهم اسقنا يا أرحم الرحمين.
اللهم اسقنا الغيث، اللهم اسقنا الغيث، اللهم اسقنا الغيث، اللهم زين به الأرض، اجعل فيها زينتها وسكنها ومرعاها، رحماك رحماك بالعجائز الركع، والأطفال الرضع، والبهائم الرتع، يا أرحم الراحمين، يا من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، اكشف ما بنا من سوء، ارحمنا برحمتك الواسعة، آمين.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر