وارض اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين, الذين أعز الله بهم الدين، وفتح لهم البلاد وقلوب العباد.
وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة ألقى بها الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله, وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه, وأن الجنة حق, وأن النار حق، وأوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3] أما بعد:
عباد الله: إني أحبكم في الله، وأبارك لكم ما قام به أحفاد صلاح الدين في القدس ليلة أمس يوم أن فجروا ضباط اليهود عند صرختهم ليلة تخرجهم عند حائط المبكى, فبكى الكنست اليهودي عليهم, وبكت حكومتهم عليهم, وتحول الحائط الذي هو في حقيقته أبكى في هزيمة 67 كثيراً من القيادات العربية تحول إلى مبكى حقيقي, ولكن ليس بدموع العرب ولا باستنكاراتهم, ولا بشجبهم, إنما هو بدمع اليهودي الذليل.
في تلك الليلة أرخى الله ستره على تلك الطائفة, ولا يغرنكم تلك التصريحات الخارجية عن موقع تلك العملية، فما من منظمة وتنظيم وحزب إلا وادعى أنه هو الذي قام بذلك, إن مثل هذا العمل لا يقوم به من هو في الخارج, ممن يركب السيارات الأمريكية الفارهة, ويحول المعارك من الخنادق إلى الفنادق, إن مثل هذه العملية داخل أرض فلسطين وعند القدس والحائط المبكى وليلة تخرج ضباطهم وما يعملون من احتياطات, واليهود الخبثاء يقلبون كل شيء لحمايتهم, فهم لا يمشون إلا بجماعات، ويرسلون قِبالتهم جميع الأجهزة من الكلاب وغيرها, لكي يمشطوا الأرض خمسين مرة إن لم يكن خمسمائة.
إن مثل هذا العمل المتقن لا يختلف اثنان في أن صاحبه أيد إسلامية سرية آمنت بالله, ودعت وبكت وخضعت وخشعت فأحبط الله جميع الاحتياطات اليهودية وفجرهم في ليلة فرحتهم.
وكما قلت في خطب سابقة: إن العمل الصحيح ليس في الخارج, وإنما هو في الداخل، إن السكين التي قبضت عليها يد المرأة الفلسطينية المسلمة وأخفتها بين ضلوعها، وأخذت تلك السكين حرارتها من حرارة القلب المؤمن النابض بالتوحيد والحياة والنور والأمل بالله, هي التي استطاعت أن تخترق ذلك اللباس المدرع حتى نفذت إلى قلب اليهودي أو مرتجفة, لا يمكن أبداً أن تكون وراءها يد عميلة, لا يمكن أبداً أن تكون وراء هذا السلاح البسيط الذي يقطع به البصل في مطاعم الفنادق وحفلات وموائد الطواغيت, لا يمكن أبداً أن تخترق قلب يهودي إلا إذا كانت اليد التي تمسكها يد متوضئة والقلب مسبح لله رب العالمين, امرأة ضعيفة لا حول لها ولا قوة, أي إرادة وأي عزيمة تلك؟! وأي ثبات أنزله الله عليها؟!
إن هذه العملية الجبارة في ليلة تخرج ضباط اليهود -وهم يخرجونهم لذبحنا ولقتلنا- قلبت فرحتهم إلى حزن, ولا أظن أن الذي يقوم بمثل هذه العملية سيعلن عن نفسه أبداً, بل يكون من الغباء الكبير أن يقول: نحن التنظيم الفلاني قمنا بهذا, لا. إن هذا العمل لا يتم إلا بالكتمان, والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (استعينوا على حوائجكم بالكتمان) وكنا نرى تواقيع بعد مثل هذه العمليات الفذة, إن الذين قاموا بها هم الواثقون بنصر الله, هكذا يوقعون, ولكن أصبحنا لا نرى مثل هذه التواقيع لأنهم ولا شك انتقلوا إلى مرحلة أكثر وعياً وفهماً لوضع العمل داخل فلسطين.
واليهود يتمنون أن يعرفوا في الحقيقة من وراء ذلك, ولكن الله سبحانه وتعالى الذي وعد بهزيمتهم وبخزيهم جعل لهم طائفة تخزيهم، وهذه الطائفة ليست محدودة المكان أو الزمان أو البشر, قال صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم) من خذلهم من الزعامات والشعارات والهزائم.. لا يضرهم من خذلهم من بني جلدتهم ولغتهم وعشيرتهم وقبيلتهم.. لا يضرهم الخذلان من البعيد أو القريب (ولا من خالفهم) وما أكثر المخالفين لهم! لا يضرهم ذلك الخلاف والاختلاف، والخذلان الجماعي الذي نراه ونسمعه بين الحين والحين, عندما تبدأ حكومة إسرائيل بالقصف بالطيران وإطلاق النيران, يبدأ العرب بالتفكير بالشجب والاستنكار والخذلان.
أيها الأحبة الكرام: لا يتزعزع الأمل والثقة بالله في قلوبكم في زمن الصمت, إن مُنعتم من الخروج في العالم العربي والإسلامي من المظاهرات أو التعبير؛ فلتكن المظاهرة والتعبير في ميادين القلوب قبل أن تكون في ميادين الدروب, إن الذي انتصر في تلك الليلة التي تشدد فيها الحراسة ففجر ضباط اليهود، وبعد قدوم حكومة جديدة فتية وذهاب حكومة بيريز لا شك أنه يجدد حياة الدين في قلوبنا: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم إلى قيام الساعة حتى يقاتل آخرهم الدجال) وكما تعلمون أن الدجال يهودي, وهذه الطائفة ستظل باقية كضمان وصمام أمان بيدي ويدك لهذه الأمة إلى أن يقاتل آخرهم الدجال.
ونحن كدعاة وصحوة إسلامية انتشرت في مشارق الأرض ومغاربها لا ننتظر المعجزات, ولا نعتمد على المعجزات, بل إن كل المعجزات التي جاءت على يد محمد صلى الله عليه وسلم لم تأتِ من أجل الكفار ولا استجابة لرغبتهم, إنما هي في الحقيقة جاءت تأييداً وتثبيتاً وتدعيماً للإيمان في قلوب المؤمنين, إن الكفار عندما طلبوا منه صلى الله عليه وسلم أن يشق القمر، كان الله يعلم أنهم لن يؤمنوا, والله يقول عنهم في القرآن: وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً [الكهف:57] شق القمر أو لم يشق, ولكن شق القمر، وتفجر الماء من بين يديه الشريفة، وتسبيح الحصى، وحنين الجذع الذي كان يخطب عليه، والشجرة التي شقت الأرض وأعلنت شهادتها برسالته صلى الله عليه وسلم وغيرها؛ إنما جعلها الله اطمئناناً لقلوب المؤمنين، وتثبيتاً لإيمانهم كما ثبت الله إيمان إبراهيم بالطمأنينة والسكينة يوم رأى كيف يخلق الله الطير، يقول الله عنه: أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي [البقرة:260] ونحن قلوبنا تطمئن أن النصر من عند الله وحده, لا من عند أمريكا ولا روسيا, ولا غيرهما.
ومن رحمة الله: أن الله جعل قضية فلسطين ليست قضية أرض, ولو كانت زمن صلاح الدين قضية أرض ما استطاع صلاح الدين أن يحررها أبداً, وإنما جعلها الله قضية دين وأقصى, والدين باقٍ إلى يوم القيامة, وببقاء الدين ستظل القضية باقية، يأتي من يطالب بحياتها وإنجاحها ونصرها كما جاء صلاح الدين.
تظافر الصليبيون برعاية الكنيسة الصليبية على أخذ القدس والأقصى, وجاءوا تحت راياتهم, والدولة الفاطمية ككثير من الدول العربية اليوم ألقت بيديها وولائها للصليبيين, ولكن جاءت الطائفة التي هي كالإسفين في جدار العدو ينفجر متى أذن الله.
قبل صلاح الدين أوجد الله قادة أحيوا الجهاد وبعثوه في النفوس، وأسماؤهم كلها مرتبطة بالدين, نور الدين محمود، عماد الدين زنكي ، أسد الدين شيكروه، إلى أن جاء صلاح الدين فحرر القدس، وعندما لا يكون هناك ارتباط بالدين اسماً ومسمى، قلباً وقالباً، لا يكون النصر.
جاء صلاح الدين رحمه الله، فماذا فعل؟
وجد دويلات هزيلة ركيكة, والجبهة الداخلية مفككة ضعيفة, والخلافة العباسية مهانة, لا توحيد قيادة ولا جيوش, فبدأ من الداخل قبل أن يبدأ من الخارج, فوحد القيادة والجيوش، وقضى على الدولة الفاطمية المبتدعة, وبعد ذلك تمهد له الطريق، وزحف بجيوشه يحررها أرضا أرضاً حتى حاصر القدس.
ثم أرسل الصليبيون نداء استرحام وسلام بعد وجودهم في القدس لمدة إحدى وتسعين سنة وهم يذبحون المسلمين، ويعلقون الصليب، ويقرعون الناقوس, حاصر صلاح الدين وقرعت جحافل جيوشه جدرانها، عند ذلك أرسلوا وفداً يقولون: يا صلاح الدين ! يا صلاح الدين ! يا أيها السلطان! إن دينك يأمرك بالسلام, ودائماً العدو يلوح بالسلام عندما يضيق عليه الخناق.
إن الانتصارات التي يحققها عدونا اليهود البعيد والقريب ليس من بأسه ولا قوته ولا منهجه, منهجه لا يملك مقومات الحياة, إنما ذلك منا نحن الذين مكناه, وكما يقول الشاعر:
وما كان ذلك من بأسهم ولكن منا يكون المعين |
أرسلوا إليه وفداً يقول: يا صلاح الدين ! إن دينك يأمرك بالسلام, وقد مهدوا لهذه العملية أن أعطوا أحد قواده العسكريين رشوة, قالوا له: إذا جاء الوفد وطالبنا بالسلام فأيد الموقف, هذه الأيدي الخائنة العميلة التي توجد في القديم والحديث, فلما جاء الوفد وأعلن المشروع قام أحد القادة العسكريين ممن قبض الرشوة في جيش صلاح الدين قال: صدقوا -أيها السلطان- أما سمعت القرآن يقول: وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ [الأنفال:61] انظر إلى مفهوم التوكل على الله عند هذا العميل, وعند كل عميل يرفع مشروع سلام مع اليهود, يقول لك: يا شيخ! توكلوا على الله، هذا قضاء الله نازل، وهذا مصير الأمة المحتوم، وقضية: (لتقاتلن اليهود حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله...) هذا في آخر الزمان، سلموا أمركم لله.. الله يفعل ما يشاء.. لا, قال الله تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [الأنفال:60].
فماذا قال صلاح الدين؟ قال: خسئت يا عدو الله! أنت عربي وأنا كردي، ولكنني أفهم منك لكتاب الله, فالله يقول: فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ [محمد:35] نهج هذه الآية أن ندعو إلى السلام مع اليهود, وأن الله لا يضيع الأعمال في الدنيا ولا الآخرة، وأن النصر هو النهاية, انظر إلى هذا الفهم العجيب لكتاب الله.
وقرر صلاح الدين وفتح الأقصى والقدس ، وعادت كلمة لا إله إلا الله وصيحة الله أكبر تجلجل على منائرها ومساجدها, وأخرست جميع النواقيس, وصدق الله: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [غافر:51-52] ثقوا بالله.. توكلوا على الله .. اعتمدوا عليه فإنه قادر على نصرنا على اليهود إذا انتصرنا نحن على أنفسنا وشيطاننا وأهوائنا وشهواتنا ومعاصينا وذنوبنا، إنما أوتينا من قبل أنفسنا: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11].
اللهم إنا نسألك نصرك المؤزر المبين لجندك وأوليائك المجاهدين في أرض فلسطين وأرض الأفغان وكل أرض يذكر فيها اسم ال،له وما ذلك على الله بعزيز.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
أما بعد:
عباد الله: ومن المؤلم كثيراً في الظروف التي يجب على الأمة أن تلتف حول علمائها: أن تتم اغتيالات العلماء الذين بهم يحفظ الله الأرض, وبصيحتهم ودعوتهم يهزموا اليهود, وهذا الذي حصل على أرض لبنان وإنا لله وإنا إليه راجعون!
إن اليهود يعتزون بعلمائهم ويلتفون حولهم، وأمتنا مع الأسف الشديد تفكر الليل والنهار لكي تقوض قوافل الشهداء، وتشوه سمعة العلماء، وتغتالهم بين الحين والحين, فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يفرغ على ذويه وأهله الصبر والسلوان, وأن يحفظ علماء الأمة العاملين, وأن يؤيد بهم الدين, فرحمة الله عليه رحمة واسعة.
وليعلم أعداء الدين البعيد منهم والقريب أن الله سبحانه وتعالى لا يضره أن يُغتال العلماء، ولا حتى أن يُقتل الأنبياء، فقد قتل كثير من الأنبياء بني إسرائيل, وإن قام يهود العرب اليوم بذبح ورثة الأنبياء فإن الله حي لا يموت, لا يضرونه شيئاً, بل إن قتل هؤلاء وموتهم حياة وبعث في القلوب الميتة, والكلمات التي لا تسطر ولا تكتب بالدماء كلمات لا حياة فيها ولا حرارة ولا إيمان: وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ * قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [النمل:48-53].
فالنجاة نجاة الدين لا نجاة الدنيا, والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن من علامات الساعة: رفع العلم) والعلم لا يرفع إلا برفع وقبض العلماء, فأمة تتآمر على علمائها كيف ينصرها الله على عدوها؟!
قال تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور:55] وقال سبحانه: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ [الأنبياء:105] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (زويت لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وليبلغن أمر هذا الدين ما زوي لي منها، تكون فيكم النبوة ما شاء الله لها أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله لها أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها, ثم يكون حكماً وملكاً عضوضاً ما شاء الله له أن يكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها, ثم يكون حكماً جبرياً ما شاء الله له أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة) فطوبى لعبد يعمل لهذه الخلافة, ويمهد لها وينصرها بنفسه وماله وعلمه وولده: (طوبى للغرباء أناس قليل في أناس سوء كثير الذي يخالفهم ويعصيهم أكثر ممن يطيعهم, يصلحون حين يفسد الناس) اللهم اجعلنا من أولئك الغرباء.
اللهم ارحمنا في غربتنا، وآنس وحشتنا, واغفر زلتنا, واقبل حسنتنا, وانصرنا على من عادانا.
اللهم عليك باليهود وأعوانهم, والنصارى وأنصارهم, والشيوعيين وأشياعهم, اللهم احصهم عدداً، واقتلهم بدداً, ولا تغادر منهم أحداً.
اللهم رحماك رحماك بالمسلمين في لبنان وصيدا ومخيمات الفلسطينيين الذين يقصفهم اليهود من أعلاهم، ويهود العرب من أسفلهم, اللهم رحماك رحماك بالأطفال اليتامى، والنساء الثكالى، والشباب الحيارى.
اللهم إنا نسألك النصر المؤزر المبين, إنه لا يرد أمرك، ولا يهزم جندك.
اللهم منزل الكتاب، ومنشئ السحاب، وهازم الأحزاب! اهزم أحزاب الباطل يا رب العالمين, اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة, وهذا الجهد وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر! والله يعلم ما تصنعون.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر