إسلام ويب

مكر اليهودللشيخ : نبيل العوضي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن عقيدة الولاء والبراء من أوثق عرى الإيمان، فيجب علينا أن نتبرأ من أعداء الله، وعلى رأسهم اليهود الذين لعنهم الله، وغضب عليهم، وجعل منهم القردة والخنازير. فإنهم الذين تجرءوا على الله بالسب والرمي بالنقائص، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً. وهم الذين قتلوا الأنبياء وحاربوا الرسل، وفي هذا العصر هم وراء كل فتنة وحرب وفساد.

    1.   

    اليهود مكر على مر التاريخ

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    أما بعد:

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1].

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71].

    أما بعد:

    أيها الإخوة المسلمون: معنا اليوم ذكرى للمسلمين، حتى لا ينسوا عقيدتهم، وهي من أصول هذا الدين الإسلامي، وهذا الأمر يجب أن يتذكره المسلم في اليوم والليلة سبع عشرة مرة، لا يكتمل إسلامه إلا به.

    إن هذه العقيدة أصَّلها الله عزَّ وجلَّ في القرآن كثيراً وذكرنا بها حتى لا ننسى، سواءً كان منا طالب علم، أو عامي، أو عالم، أو جاهل، لا بد أن يعتقد هذه العقيدة، وهي عقيدة تتعلق بالولاء والبراء، بل هي أصل البراء وأوَّله، وهو: بغض أعداء الله جلَّ وعلا ، وعلى رأس أعداء الله ما سوف نتكلم عنهم في هذه الخطبة، عن بعض تاريخهم، وبعض أعمالهم حتى لا ينسى المسلمون، إنهم اليهود لعنهم الله، الذين غضب الله عليهم ولعنهم وجعل منهم القردة والخنازير.

    أي أمة في الأرض أبغضها الله عزَّ وجلَّ وغضب عليها، فجعل منها قردة وخنازير مثل هذه الأمة؟! أمة اليهود لعنهم الله وقبحهم، انظر إلى فعلهم في الماضي، وفعلهم في الحاضر، حتى لا ننسى هذه العداوة التي أمرنا الله بتكرارها سبع عشرة مرة في اليوم والليلة، لقوله جلَّ وعلا: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ [الفاتحة:6-7].

    صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المغضوب عليهم هم اليهود) نكرر هذا في اليوم والليلة، في الفرائض والنوافل، فهو من أوجب الواجبات على المسلمين أن يتعلموه لكي يتبرءوا من اليهود.. يتبرءوا من هذه الأمة الملعونة التي غضب الله عليها.

    اليهود وأقوالهم في ذات الله

    انظروا -يا عباد الله- كيف يعاملون ربهم جلَّ وعلا، وماذا ينسبون إليه، ثم إن علمنا قبح مقالاتهم في الله لا نستبعد قبح مقالاتهم في الناس، بل وأفعالهم فيهم.

    يقولون عن الله جلَّ وعلا -وهذا قد كتبوه بأيديهم في التوراة ونسبوه إلى الله- قالوا: إن الله جلَّ وعلا نزل إلى الدنيا، فتمثل في صورة إنسان، فتصارع مع يعقوب عليه السلام، الله جلَّ وعلا يتصارع مع نبي من الأنبياء، ثم ماذا؟ قالوا: إن يعقوب قد طرح الله أرضاً، قاتلهم الله ولعنهم!

    انظر ماذا قال الله فيهم في القرآن: وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ [المائدة:64] قالوا: يد الله مغلولة، الله بخيل لا ينفق على الناس، انظروا إلى الفقراء.. الجياع.. المرضى! انظروا إلى هذه الأمم كيف تموت جوعاً؟ الله بخيل، قبَّحهم الله: وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ [المائدة:64] فأخبر الله أن يده مبسوطة.. انظروا إلى النعم.. انظروا إلى ما أنزل الله من السماء والأرض.. انظروا إلى هذه الخيرات.. انظروا إلى آثار رحمة الله!!

    انظروا كيف يسبون الله جلَّ وعلا، يقولون في توراتهم: إن الله لما خلق السماوات والأرض تعب ونصب؛ فاستراح بعد خلقه لها، فرد الله عليهم فقال: وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ [ق:38] ما مسنا من تعب.

    ولا نصب، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً!

    يقولون عن الله: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران:181] الله يطلب منا أن ننفق ونطعم الجياع والفقراء، إذاً الله فقير ونحن أغنياء.. انظروا كيف يسبون الله جلَّ وعلا!

    أقوال اليهود في أنبياء الله

    جاءوا إلى رسل الله جلَّ وعلا واحداً واحداً، إما أن يكذبوه، وإما أن يقتلوه، ولم يؤمنوا بنبي واحد من الأنبياء، هم أكثر أمة على وجه الأرض أرسل الله لهم الرسل والأنبياء، مئات بل ألوف من الرسل والأنبياء، ومع هذا كذبوهم، وقتلوا بعضهم.

    انظروا ماذا قالوا عن لوط عليه السلام، نبي من الأنبياء اختاره الله من بين الناس؛ لكي يبلغ رسالات ربه، فقصوا عنه قصة مختلقة -وهذا مذكور عندهم في التوراة- فقالوا: إن لوطاً شرب يوماً من الأيام خمراً فسكر، ثم لما سكر لم يكن يشعر بنفسه إلا وقد وقع على ابنته فزنا بها.. في من؟! في نبي من الأنبياء: كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً [الكهف:5].

    ثم لم يكتفوا بهذا! جاءوا إلى داوُد عليه السلام، وهو من رسلِهم وأنبيائهم، قالوا عن داوُد: إنه ابن زنا، وأنه أنجب ولداً، فزنا ولده بأخته من أبيه، وأن ذريته كلهم من أبناء الزنا.. ذريته من الأنبياء والرسل كلهم من أبناء الزنا، ماذا بقي للأنبياء؟! بل ماذا بقي للرسل؟!

    جاءوا إلى سليمان عليه السلام، فقالوا: كانت له سبعمائة من النساء يتمتع بهن ويجامعهن وينكحهن كما يشاء، صار النبي لا يعرف من الدنيا إلا الشهوات والملذات.

    ولم يكتفوا بهذا، بل قالوا عن سليمان: إنه كان يرى نساءه يعبدن الأصنام والآلهة لا ينكر عليهن من شدة حبه لهن، بل كان في بعض الأحيان يساعدهن في تقريب القرابين لهذه الآلهة، حُبٌّ وعشقٌ ووَلَهٌ وشهوةٌ أعمت بصائر سليمان عليه السلام تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

    اليهود هم اليهود، هم الذين غضب الله عليهم، وهؤلاء هم من نسلهم، سبوا الله، وسبوا الأنبياء، جاءوا إلى عيسى عليه السلام وقد أنطقه الله في المهد: قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً [مريم:30] فقالوا: لا. أنت ابن زنا! وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً [النساء:156] نعم! نسبوا إلى مريم الزنا، ثم لما كبر عيسى عليه السلام تبعوه ليقتلوه.. يقتلون نبياً من الأنبياء، تبعوه حتى رفعه الله جلَّ وعلا: أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ [البقرة:87].

    ولهذا الله عزَّ وجلَّ في القرآن كثيراً ما يعيد علينا قصتهم وأخبارهم وأفعالهم، يأمرهم الله عزَّ وجلَّ بألا يصطادوا في يوم السبت، فيتحايلوا على ربهم جلَّ وعلا، فكانوا يضعون الشباك يوم الجمعة، ثم يأخذونها يوم الأحد، وكأنهم لم يصطادوا يوم السبت، يكذبون على الله، ويتحايلون عليه سبحانه وتعالى: وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ [البقرة:65] بسبب تحايلهم على الله جلَّ وعلا لعنهم الله فأصبحوا في الصباح فإذا جزء منهم قد تحول إلى قردة، وجزء منهم قد تحولوا إلى خنازير قبَّحهم الله ولعنهم: أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المائدة:75].

    عداء اليهود لرسول صلى الله عليه وسلم

    جاء اليهود إلى نبي هذه الأمة ورسول هذه الملة، خير الأنبياء وخير الناس أجمعين، سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، جاءوا إليه فكذبوه، ولم يصدقوه، وفي توراتهم تبشير به، يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، يعلمون أنه جاء بالحق، وأنه رسول من عند الله، فكذبوه، وقالوا: ما بُشر به، ولا أخبرنا نبينا به، ثم جاءوا إليه يحاولون تكذيبه ورده وصده، فلما هاجر إلى المدينة احتضنوا المنافقين وألَّبوهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ثم لم يكتفوا بهذا، بل ألَّبوا المشركين في غزوة الخندق والأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ثم لم يكتفوا بهذا، بل جاء خبيثهم لبيد بن الأعصم عليه لعنة الله، فسحر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ جزءاً من شعره في مشط ومشاطة، فسحر نبي هذه الأمة، حكمة من الله أرادها، فكان كما تقول عائشة رضي الله عنها: [يفعل أشياء ولا يدري أنه فعلها، ويتكلم بأمور لا يشعر أنه يتكلم عليه الصلاة والسلام] ثم نجاه الله منهم.

    ثم لم يكتفوا بهذا، بل جاءت يهودية، فقرَّبت إليه شاةً ووضعَت فيها سُمَّاً، تريد قتل نبي هذه الأمة، فأراد أن يأكل منها، فأكل شيئاً قليلاً، فأخبره الله جلَّ وعلا أن الشاة مسمومة، فتركها عليه الصلاة والسلام، ولا زال يتجرع مرارة هذا السم حتى توفَّاه الله جلَّ وعلا.

    جاء في يوم من الأيام إلى أحد أحيائهم، فلما اقترب عند سطح من السطوح، جاء أحدهم من فوق هذا السطح، ليرمي بصخرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ [البقرة:87].

    هذا هو تاريخهم مع الله جلَّ وعلا، ومع الأنبياء ومع الكتب والرسالات.

    فهاهم في التوراة يأتون إليها، فيكتبون ما تهوى أنفسهم فيها، وينسبونها إلى الله جلَّ وعلا: فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ [البقرة:79] ومحوا بعضه، ولبَّسوا الحق بالباطل: وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة:42].

    قتلوا عشرات بل مئات من الأنبياء والمرسلين، هذا فعلهم في أنبياء الله، فكيف بفعلهم في الناس ومن هم دون الأنبياء؟!

    إنهم الذين أخبر الله عنهم: مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ [المائدة:60].

    أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم.

    1.   

    اليهود وراء كل فتنة في هذا العصر

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

    أما بعد:

    أما فعلهم في هذا الزمن وفي واقعنا فهو أكثر من أن نتكلم عليه في هذه الخطبة، فكل مسلم عاقل يعرف دين الله وشرعه، يعلم يقيناً من قلبه أنه لا عهد بيننا وبين اليهود، ولا صلح بيننا وبين اليهود، ولا سلام بيننا وبين اليهود، فهم أهل نقض العهود، كما قال الله عزَّ وجلَّ عنهم: أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [البقرة:100] لا عهد بين المسلمين وبين اليهود.

    عاهدهم خير هذه الأمة، وصالحهم عليه الصلاة والسلام، وكانت الغلبة والقوة له، وكان الحكم له عليهم، عاهدهم وصالحهم ولكن لم يلبثوا إلا وأججوا الفتن، ودسوا الدسائس، وحاولوا قتله، ثم نقضوا العهد بينهم وبينه صلى الله عليه وسلم، فقتل عليه الصلاة والسلام بعضهم، وأخذ أموالهم، وأجلى كثيراً منهم، حتى أمر آخر حياته ألا يبقى أحدٌ منهم في هذه الجزيرة.

    اليهود قبَّحهم الله هم المغضوب عليهم في هذا الزمان وفي غيره من الأزمنة، كل حرب على وجه الأرض وكل معركة تدور بل أكثر المعارك والحروب على وجه الأرض لهم يد فيها، وهم طرف فيها، كما قال جلَّ وعلا عنهم: كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ [المائدة:64].

    يؤججون الحروب، ويثيرون المعارك، ويثيرون الفتن بين الأمم، ليبقوا أقوياء، فهم الذين يتدخلون في تجارة الأسلحة، ويقبضون في النهاية الثمرة، يتفرجون ويضحكون على الأمم كيف تتقاتل، وكيف تتصارع؟ ليبقوا أقوياء، لعنهم الله وأذلهم: كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [المائدة:64] نعم! يسعون في الأرض فساداً.

    إنهم يتدخلون في نشر المخدرات والخمور بين الشعوب والأمم، ويصرحون بهذا، بل أكثر بيوت وأماكن الدعارة على وجه هذه الأرض لهم يد فيها ويتدخلون فيها.

    يا عباد الله! محافلهم الماسونية، ومحافلهم اليهودية قد انتشرت في بقاع الأرض كلها، بل بعض أعضائهم وبعض من ينتسبون إليهم يتسمون بالمسلمين كذباً وزوراً ثم يبثون السموم والدسائس بين المسلمين، يحرشون بينهم، ويفتنون في صفوفهم، وينشرون الخمور والمخدرات والدعارة والزنا لتبقى الشعوب هكذا في غفلة: وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [المائدة:64].

    نعم. إنهم اليهود، أعداء الله جلَّ وعلا، أشد الناس على وجه هذه الأرض عداوة للمؤمنين وللمسلمين: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ [المائدة:82] قدمهم الله على جميع الكفار والمشركين.

    أخبر عليه الصلاة والسلام أن المعركة قائمة بين المسلمين واليهود، بين المؤمنين وأعدى أعدائهم إلى قرب قيام الساعة، حتى تأتي تلك المعركة الفاصلة بين المسلمين واليهود، وقائد المسلمين عيسى عليه السلام، أنزله الله من السماوات إلى الأرض؛ ليقود المسلمين في تلك المعركة، أما قائد اليهود فهو الدجال الأعور، الذي يدعي الألوهية، يخرج معه من يهود أصفهان سبعون ألفاً، وينتشرون من بقاع اليهود ليتجمعوا في فلسطين والشام؛ ليقاتلوا المسلمين في الفسطاط -يتقاتل تحته جميع المسلمين وجميع اليهود- لتكون المعركة الفاصلة والحاسمة التي يتشوق إليها المسلمون، والتي يحدث المسلمون بها أنفسهم وينتظروها بفارغ الصبر، بل في تلك المعركة لا يقاتل البشر فقط؛ بل يقاتل في تلك المعركة الملائكة والأحجار والأشجار، كلها تقاتل مع المسلمين، فيختبئ اليهودي الذليل خلف الحجر والشجر: (فيقول الحجر والشجر: يا مسلم .. يا عبد الله! هذا يهودي ورائي تعال فاقتله) فيأتي إليه المسلم فيحز رأسه ويقتله ويسفك دمه حتى يستأصل المسلمون اليهود، حينئذٍ لا يبقى على قيام الساعة إلا قليل، وتصبح الدنيا على قيام الساعة بعد أن يستأصل المسلمون اليهود.

    عباد الله: لا بد أن نحدث أنفسنا بعداوتنا وبكرهنا وببغضنا لهم، لا نقول في الفاتحة: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ [الفاتحة:7] إلا ونحن نتذكر اليهود الذين غضب الله عليهم ولعنهم وجعل منهم القردة والخنازير.

    ثم نربي أجيالنا وأبناءنا على بغضهم وعداوتهم وكرههم، وعلى إعداد العدة لمحاربتهم في يوم من الأيام، عدة نفسية، وإيمانية، وعقائدية، وجسدية، نعد العدة لحربهم وقتالهم، انتظاراً لتلك المعركة الفاصلة التي وعدنا الله جلَّ وعلا بها على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام.

    اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر اللهم أعداء الدين.

    اللهم عليك باليهود والنصارى الذين يحاربون أولياءك، ويبدلون دينك، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك.

    اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.

    أقول قولي هذا وأصلي وأسلم على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    755975001