أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي للشريعة الإسلامية بكاملها، عقائد وآداباً وأخلاقاً وعبادات وأحكاماً.
وأقول على علم: والله لو يجتمع المسلمون في هذه الأيام على إمامهم ويبايعونه ويطبقون شريعة الله بهذا الكتاب لأعزهم الله ونصرهم، وأذل المشركين والكافرين واليهود والنصارى، وأمنوا من الخوف في المستقبل أبداً، أما وهم معرضون متفرقون فإن البلاء ينحدر عليهم يوماً بعد يوم.
فندعو حكام المسلمين أن يجتمعوا في الروضة الشريفة ويبايعوا إمامنا فهد حفظه الله، ويطبقوا هذا الكتاب فقط بدون عناء ولا مشقة ولا تعب ولا خوف ولا خلاف في القرى والمدن؛ لأنه قانون إلهي سماوي، ولو فعلوا ذلك والله لأصبحوا أعز الأمم على وجه الأرض، ولا ترفع فرائص اليهود والنصارى، بل يضطربون، ووالله لدخل أمم في الإسلام إذا شاهدوا هذا النور.
ما المانع؟! ونحن نعرف أن كيد اليهود هو الذي فعل بنا هذا، وهم لا يزالون يعملون على إطفاء الإسلام وانقضاء نوره -والعياذ بالله-.
وقد انتهى بنا الدرس إلى [المادة الخامسة: في حد المحاربين].
إذاً: المحاربون هم نفر أو مجموعة من المسلمين يشهرون السلاح في وجوه الناس فيقطعون طريقهم بالسطو عليهم وقتلهم وأخذ أموالهم بما لهم من شوكة وقوة. هؤلاء هم المحاربون -والعياذ بالله-.
إذاً: يوعظوا أولاً، وتطلب منهم التوبة عن طريق الوسائط، فإن تابوا قبلت توبتهم، وإن أبوا قوتلوا، وقتالهم جهاد في سبيل الله تعالى، فمن قتل منهم فدمه هدر، لا يؤخذ بالعوض أبداً له ولا لأهله، ومن قتل من المسلمين فهو شهيد من الشهداء في الجنة؛ لقوله تعالى: فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي أي: الفئة أو الجماعة حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ [الحجرات:9].
فمن أُخذ من المحاربين قبل توبته أقيم عليه الحد إما بالقتل أو بالصلب أو قطع اليدين أو الرجلين أو النفي من البلاد؛ لقوله تعالى: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ [المائدة:33].
[ولما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرنيين الذين أخذوا إبل الصدقة وقتلوا راعيها وفروا] العرنيون أناس دخلوا المدينة على أنهم مسلمون ثم ادعوا أن الحمى آذتهم وضرتهم وطلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأذن لهم في الخروج، وأن يعطوا من ألبان الإبل، وإذا بهم يأخذون الإبل ويقتلون الراعي ويفرون.
[فالإمام مخير في إنزال هذه العقوبات بهم، ويرى بعض أهل العلم أنهم يقتلون إذا قتلوا، وتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف إذا أخذوا أموالاً، وينفون أو يسجنون إذا لم يصيبوا دماً ولا مالاً حتى يتوبوا] أي: ما دام أنهم لم يصيبوا دماً ولا مالاً فإنهم يسجنون حتى يتوبوا.
[ولا مانع من أن يديَ عنهم الإمام] يمكن للحاكم أن يؤدي عنهم بعض الديات [أو يغرم ما أخذوا من أموال إن لم تكن بأيديهم ولا في حوزتهم] لا حرج في ذلك.
إذاً: إذا تاب هؤلاء المحاربون قبل أن نقدر عليهم بأن تركوا الحرابة من أنفسهم، وسلموا أنفسهم للسلطان فماذا نفعل بهم؟ يسقط عنهم حق الله تعالى بالتوبة ولا يطالبون، ويبقى عليهم حق العباد، فيضمنون الأموال ويقادون في الأرواح، فإذا قتلوا أحداً يقتلون به، إلا أن تقبل منهم الدية أو يعفى عنهم كذلك، وكل ذلك جائز لقوله تعالى: إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [المائدة:34]] ولا مانع من أن يديَ عنهم الإمام، أي: يدفع عنهم الديات من بيت المال، أو يغرم عنهم بعض ما أخذوا من المال فيسدده، إن لم تكن الأموال بأيديهم ولا في حوزتهم.
[أحكامهم]
[تنبيه: إذا اقتتلت طائفتان من المسلمين لعصبية أو مال أو منصب بدون تأويل فهما ظالمتان معاً] كلتاهما ظالمة [وتضمن كل واحدة منهما ما أتلفت من نفس ومالٍ للأخرى].
[المادة السابعة: في بيان من يقتل حداً].
نكتفي بهذا القدر، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
يجب على المسلمين من إندونيسيا إلى بريطانيا أن يجتمع حكامهم وعلماؤهم في الروضة الشريفة وأن يبايعوا إمام المسلمين، وأن يطبقوا شرع الله -كما علمتموه- في هذا المنهاج، عقيدة وآداباً وأخلاقاً، وإذا بها أمة واحدة، وحكم واحد، وقانون واحد، وأموالهم واحدة، والله لن يمضي أربعون يوماً حتى يتغير العالم، وتضطرب الدنيا، وإذا لم نعجل ونفعل هذا فإنا والله لمقبلون على بلاء لا حد له.
الآن أمريكا تعلن حربها على الإسلام، وتقول: المملكة هي التي تبني المساجد، وهي التي تعلم الإسلام، وهي التي تجلب الإرهاب -والعياذ بالله- كل هذا والله من ضغط اليهود، والله إنه لمن اليهود، يقولون: لِمَ تبقَ هذه الدولة الإسلامية؟ لِم لا تكون كغيرها من باقي الدول؟! يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ [التوبة:32]، فهيا نخيبهم، فإما أن نستجيب وإما ينزل بنا البلاء والعياذ بالله تعالى.
الجواب: كل من خرج عن الكتاب والسنة فهو خارجي، كل من يرد (قال الله) ولا يقبلها ويعرض عنها فهو خارجي، كل من يرد (قال رسول الله) وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعله ويرفض ذلك فهو خارجي.
أهل الكتاب والسنة جماعة المسلمين، السلفيون هم الذين يقولون قال الله وقال رسوله، ومن قال: قال الشيخ فلان وفلان وأعرض عن الكتاب والسنة والله إنه لخارجي، ويا ويله.
ويدعون أولاً، يدعون إلى أن يستقيموا وإلى أن ينضموا إلى جماعة المسلمين، فإن أصروا على ذلك فحينئذ يقاتلون.
الجواب: إذا أسرناه، وأصبح أسيراً فإمام المسلمين مخير: إن شاء قتله وإن شاء عفا عنه.
الجواب: نقول لك: يا بني! ما دمت ترغب في الاستقامة حققها، أعف لحيتك ولا تبالي، ومن سبك فقل: سامحك الله! ومن ضحك منك فقل: عفا الله عنك! حتى يتوبوا معك.
إذا كان هذا المال نقوداً فإنه يجمعه ويعلن عنه طوال العام، كل يوم جمعة خارج المسجد عمن ضاع له مال، فإن لم يجد أحداً بعد عام فهو له.
مداخلة: أي أنه لقطة.
الشيخ: نعم.
الجواب: الإبل إذا وجدت في الصحراء لا يؤخذ منها شيء أبداً، إلا الغنم إذا وجدت بلا راع فلك أن تأخذ منها؛ لأن الذئاب تأكلها، ، أما الإبل والبقر فلا يجوز لك. أنت آثم ويجب أن ترد هذا البعير إلى أصحابه، أو تطلب منهم العفو.
مداخلة: ما وجد صاحبه؟
الشيخ: يتصدق بقيمته عن أصحابه.
الجواب: ما دامت هيأته للتزين به والتجمل في العيد أو العرس فلا زكاة عليها، وإن زكت فهو أفضل لها وخير، أما إن كانت تدخره لتبيعه عند الحاجة إليه فهو مال يزكى عنه كل سنة.
الجواب: هذه حكاية عن شخص ليس هو صاحب السؤال، والحكاية باطلة، وهذا كله كذب.
الجواب: إذا لم يرغب الأبوان -الأم والأب- لك في الزواج فاصبر، وأطعهما حتى يأذنا لك؛ لأنهما يعرفان، اللهم إلا إذا كنت تخاف أن تقع في الزنا فحينئذٍ تزوج ولو ما أطاعوك، ولو ما استجابوا لك.
الجواب: لا بأس، ولا حرج.
الجواب: معنى (قتل) أي: لعن، ليس من القتل ولكن اللعن، و(الخراصون) هم الكذابون، أي: الكذاب ملعون.
الجواب: نقول: الزواج يجوز، ولكنه مخطئ، أساء إلى أهل الزوجة، فبدلاً من أن يكرب معهم ويحزن فرح، أساء في خلقه هذا، لا ينبغي هذا، لكن ليس عليه إثم.
الجواب: إي والله (صدق الله العظيم)، هذا ذكر وتسبيح ولا حرج.
ونعيد القول -وكم مرة قلنا- لما ظهرت الأغاني والمزامير والطبول والمغنيات في العالم الإسلامي، وأصبح الناس مقبلين على سماع الأغاني، جعل الله تعالى -بفضله وكرمه- مقرئين: كـالمنشاوي والطبلاوي، فأصبحوا يجودون القرآن كالأغاني، فيطرب من يسمعهم، ووضع هذا في الإذاعات، فهذا القارئ إذا سكت يبقى الناس ينتظرونه، فكيف يخبرهم بأنه انتهى؟ يقول: صدق الله العظيم، فيُفهم أنه إذا قال: (صدق الله العظيم) انتهت القراءة. فلا حرج، وهذا هو السبب.
الجواب: ليس عندي دليل من الكتاب والسنة بالنص الصريح، والذي أقوله باجتهادي: إذا كانت بعد الأربعين يوماً أو الثلاثين وما زال نطفة فقط فإسقاطها أفضل، أما بعد الأربعة الأشهر وقد تخلقت فلا يجوز إسقاطها، وإن أسقطتها تعتق رقبة.
الجواب: ادعي له بالخير، أن يرده الله إلى الصواب ويزوجك.
الجواب: حج عنها ما دامت لا تستطيع المشي ولا الركوب.
الجواب: ليس بمحرم لها أبداً، فلهذا لا تحج معه، ولا تحج المؤمنة إلا مع محرم لها.
الجواب: يجوز لهم ذلك إذا كانوا في حلقة وما استطاعوا فلا بأس.
مثلاً: الآن لو قرأنا آية وجاء السجود فكيف يسجد الحاضرون، لا يستطيعون، فلهذا يسقط هذا السجود فهو ليس بواجب.
مداخلة: أو يسجد على قدر ما يستطيع.
الشيخ: لا يستطيعون وهم جلوس! كيف يسجدون والقبلة وراءهم؟ المهم أن السجود ليس بواجب بل هو من السنن والمستحبات.
مداخلة: هم قالوا: اتجاه القبلة ليس شرطاً؟
الشيخ: نعم. ليس شرطاً، كما قلنا: إذا كانت الجماعة قليلة وما أمكن سجدوا حيث أمكنهم ولا حرج.
الجواب: كله خير، ليس هناك كلمة (أفضل) في هذه.
الجواب: ما بلغنا هذا ولا قرأناه في كتب الفقه، ولا وجدناه في الحديث.
مداخلة: هو من أدعية الاستفتاح.
الشيخ: يستفتح الإنسان بما فتح الله عليه، لا يقل: هذه الآية خاصة.
الجواب: يجوز.. يجوز، الأفضل في الركعة الثانية، وإن دعا في الركعة الأولى فلا حرج.
الجواب: زكاة الفطر هي صدقة الفطر: صاع من طعام عن كل رجل أو امرأة أو صغير أو كبير أو مريض أو صحيح، والصاع: أربع حفنات، أي: أربعة كيلو من رز أو تمر أو دقيق.
مداخلة: متى تخرج؟
الشيخ: تخرج قبل صلاة العيد.
مداخلة: ومن أخرجها بعد الصلاة؟
الشيخ: ومن أخرجها تجزؤه، ولكن الأفضل والسنة قبل الذهاب إلى صلاة العيد.
مداخلة: لكن هل تعتبر صدقة فطر؟
الشيخ: تعتبر جائزة إن شاء الله، العبرة بالجواز، جائزة، جائزة.
الجواب: أولاً: الحج فريضة الإسلام، وقاعدته الخامسة، ويجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يحج بيت الله مرة في العمر، فإن عجز وما استطاع فلا إثم عليه؛ لقول الله تعالى: مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا [آل عمران:97]، أما وهو قادر على المشي والركوب والوصول فيجب أن يحج في عمره مرة.
والكيفية هي: أنه إذا وصل إلى الميقات يغتسل ويتجرد ويلبس الرداء والإزار ويلبي قائلاً: (لبيك اللهم لبيك حجاً)، ثم يمشي ويلبي إلى أن يصل إلى مكة، فإذا وصل إلى مكة توضأ إذا انتقض وضوءه، ثم يدخل المسجد الحرام، فإذا شاهد البيت قال: الله أكبر، الله أكبر .. اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيما وبراً. وهو قول مستحب.
ثم يخلع يديه من ردائه ويجعله تحته. أي: يضطبع. فإذا دخل بدأ بالحجر الأسود يستلمه ويقبله بفمه إن استطاع، ويضع يده عليه، فإذا لم يستطع فمن يشير إليه من بعيد ويقول: الله أكبر (اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاء بعهدك واتباعاً لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم) ويطوف سبعة أشواط، الأشواط الثلاثة الأولى يهرول بها -أي: يسرع- والأربعة بعد ذلك في هدوء وسكينة، فإذا فرغ من هذه الأشواط السبعة قصد مقام إبراهيم وصلى خلفه ركعتين يقرأ فيهما بالفاتحة و(قل يا أيها الكافرون)، ثم بالفاتحة و(قل هو الله أحد).
فإذا فرغ من ذلك ذهب إلى السعي ليسعى سبعة أشواط يبدأ فيها بالصفا وينتهي بالمروة، ويبقى بعد ذلك محرماً ثم يمشي إلى منى في اليوم الثامن، فيبيت بمنى ويمشي إلى عرفة في اليوم التاسع، ويظل بها إلى قبل غروب الشمس، وبعد غروب الشمس ينزل إلى مزدلفة، فيبيت بها ويصلي المغرب والعشاء، فإذا طلع الفجر صلى الصبح ثم مشى إلى منى ليرمي جمرة العقبة، فإذا رماها وفرغ من أمرها إن كان عليه ذبحٌ ذبح تطوعاً أو واجباً، ويحلق رأسه، ثم بعد ذلك يدخل مكة فيطوف سبعة أشواط، وهو طواف الإفاضة -ركن من أركان في الحج- فإذا فرغ من طواف الإفاضة أتى منى وبقي بها يومين أو ثلاثة ثم يودع ويسافر إلى بلاده، هذا هو الحج.
الجواب: العلم عند الله، وقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة سيكون فيها رجل اسمه محمد بن عبد الله، اسمه كاسم النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه سيتبع وينفع الله به، ولكن متى؟ لا يعلم هذا إلا الله.
الجواب: ليس من حقك أن تدعو عليه أبداً، ولكن ادع له بالمغفرة والرحمة والعافية، لا بالبلاء والشقاء، وتب إلى الله واستغفر، وادع له من الآن بالخير العافية.
هيا لنستغيث ربنا ليسقينا:
اللهم يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين.. يا أرحم الراحمين، اسقنا وأغثنا ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا وأغثنا ولا تجعلنا من القانطين.. اللهم اسقنا سقيا رحمة لا سقيا عذاب، يا ألله يا ألله يا ولي المؤمنين يا متولي الصالحين: اجمع كلمة المسلمين ووحد دولتهم وشعوبهم، وانصرهم وانصر بهم يا رب العالمين، انصر بهم دينك يا ولي المؤمنين يا رب العالمين، وصلّ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر