أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة، ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، والكتاب يحوي العقيدة والآداب والأخلاق والعبادات والمعاملات، وها نحن مع العبادات.
وانتهى بنا الدرس إلى [المادة الثالثة عشرة: وهي في صلاة الكسوف] أي: كسوف الشمس والقمر.
إذاً: فالفزع إلى الله عز وجل يكون بالذكر والتكبير والاستغفار والدعاء والصدقة والعتق والبر وصلة الأرحام؛ وذلك [ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وصلوا ) ] فكل أفعال الخير تفعل.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً.
الجواب: الكسوف للشمس والخسوف للقمر، هذا الفرق، فلا يقولون: كسف القمر، بل يقولون: خسف، ولا يقال في الشمس: خسفت، بل يقال: كسفت، فالكسوف للشمس والخسوف للقمر، وهو ذهاب الضوء والنور منهما.
الجواب: أقول: نعم، إذا كثر في أمة الإسلام الفسق والفجور والذنوب يبتليها الله عز وجل بنزع المطر عنها؛ لترجع إلى الله وتتوب إليه، وأما الكفار فهم كفار من أهل النار، فلو أغناهم الله غنى لا ينتهي ما زاد ذلك أبداً في سخط الله عليهم إلا زيادة، ومأواهم جهنم وبئس المصير.
وأزيدك: والله لقد أجدبت فرنسا وكنا فيها، وطلبوا منا الاستسقاء، واستسقينا لهم في مساجدنا، والله العظيم، أصيبوا بجدب وقحط، وانقطع المطر، ففزعوا إلى المسلمين، وقالوا: استسقوا لنا، واستسقينا لهم، ولو لم يكن بينهم مسلمون لما قالوا هذا، لكن وجود المسلمين ومساجدهم هو الذي جعلهم يطلبون هذا.
الجواب: النوم له ساعة تسمى القيلولة، من قال يقيل إذا نام، وهذه الساعة أنفع قبل الظهر أو بعده، وأما النوم بعد العصر فمكروه كراهة تنزيه، فإن كان مضطراً لذلك ولم يجد وقتاً للقيلولة واضطر فلا حرج؛ لأن الكراهة ليست للتحريم، وإنما كراهة تنزيه فقط؛ لأنه وقت عمل.
الجواب: كيف مأموم ولا يجلس؟ خطأ هذا الكلام. أقول: إذا دخلت مع الإمام في الركعة الثانية في صلاة المغرب وصليت معه ركعة ثم جلس هو للتشهد فيجب أن تجلس معه للتشهد، وإن بقيت لك ركعة فتقوم بعد السلام تقضيها، وإن شئت قرأت بالفاتحة والسورة جهراً، وإن شئت تؤديها بالفاتحة سراً، الكل جائز.
وهو أراد هذا الكلام، وإلا كيف يترك التشهد؟ ولو أن شخصاً ترك التشهد الأول أو نسيه وقام عليه أن يسجد قبل السلام سجدتين لتركه هذا الواجب أو هذه السنة، فأيما مصلٍ صلى ركعتين وما جلس حتى ولو كان إماماً فإذا فارق الأرض لا يرجع، وإذا ما زال بركبتيه على الأرض فيرجع ولا حرج، فإذا فارق الأرض لا يرجع للتشهد هذا؛ لأنه ليس بركن في الصلاة، لكن إذا فرغ من التشهد يسجد سجدتين، ثم يسلم.
الجواب: هذا الظاهر أنه أراد أن يتبرك بقراءة القرآن في بيته؛ لأنه ليس عنده من يقرأ القرآن في بيته، فجاء بقارئ القرآن فأكرمه، فهذا العمل حسن وجائز.
الجواب: الصحيح الذي عليه أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين أنه على الصدر، واليمين على اليسار، وأما هكذا كالذي يضع على الإزار فهذا يفعله الأحناف وخالفوا فيه الجمهور، والأمر واسع، فهو ليس سنة واجبة ولا مؤكدة، بل مستحبة.
الجواب: هذه بدعة، فالسائل أراد أن يبتدع بدعة، فنبرأ إلى الله منها، ثم نصبح في يوم من الأيام والناس يذهبون جماعات إلى عرفة؛ ليصلون ويدعون، فهذه بدعة لا تحل أبداً؛ لأنها تسبب فتنة وباطلاً، فإذا أراد أن يدعو فليأت إلى بيوت الله في المسجد، وليس في الصحراء.
ولو أن شخصاً أراد رؤية عرفة وهو لم يحج ولم يعتمر في يوم من الأيام وإنما جاء من الشرق أو الغرب للعمرة، وقال: أريد أن أرى أرض عرفة وذهب في سيارة وشاهدها فلا بأس، أو أراد أن يشاهد منى مثلاً أو مزدلفة، وأما للتعبد فلا.
الجواب: هذا كلام عام، فإذا كان يعني صلاة الصبح فإذا تركها متعمداً يكفر، فلو قال: أنا لا أصلي الصبح فقد كفر، وإذا كان ما صلاها لأنه نائم أو مشغول أو كذا فهو آثم، وإن كان يعني رغيبة الفجر فإذا لم يصلها فليصليها في الضحى، ولا حرج، فرغيبة الفجر إذا لم يصلها ودخل مع المسلمين في صلاة الفريضة فليصليها في الضحى، ويجوز أن يصليها بعد السلام من الفريضة، فيقوم ويصليها.
أما السؤال: ما حكم من لم يصل الصبح؟ فنقول: لم لا يصلي الصبح؟ فإذا قال: أنا لا أصلي الصبح هذه أبداً كفر، وخرج من الإسلام، فالسؤال لا يكون بهذه الطريقة، وإذا قال: أنا لا أصلي الصبح؛ لأني أنام، وأصليها بعد طلوع الشمس أو كذا، فهذا سؤال ثان، فنقول: استغفر الله، واجتهد أن تصلي الصبح في وقتها.
الجواب: المراد الثوم والبصل النيئين؛ لما فيهما من الرائحة الكريهة، أما إذا طبخا فلا شيء في ذلك. فإذا أكلهما في الضحى وجاء الظهر ينظر فإذا بقيت في فمه رائحة لا يدخل المسجد، فإن جاء العصر وما وجد رائحة وقد انتهت أيضاً فيصلي في المسجد، فإن وجدت الرائحة فلا يصلي في المسجد، وهو محروم من صلاة المسجد والجماعة، وإذا كان هذا مع الثوم والبصل فكذلك رائحة الدخان، بل هي أنتن وأقبح وأسوأ، وقد أخطأ خطأً فاحشاً من علماء العصر من كرهوا الدخان ولم يقولوا بحرمته، فالكراهة عامة، ولكن كراهة الدخان كراهة تحريم وليست كراهة تنزيه أبداً، وإذا كان الثوم والبصل من المغذيات والضروريات فمن أكلهما نيئان فلا يدخل المسجد، وكذلك الذي يرمي السيجارة عند باب المسجد ويدخل المسجد برائحة كريهة في فمه، فهذا والله ما يجوز.
الجواب: ليس معنى تقبيح الوجه تشويه الوجه، يعني: كأن يقطع نصف أنفه، أو يفقأ عينه، أو يأخذ هذا الخد من جهة، ولعل المقصود التقبيح بالدعاء، مثل قول: قبح الله وجهك، فلا يجوز هذا الكلام، فلا تقل: قبح الله وجهك، فهذا حرام؛ لأن الوجه حسن.
أما أن يقبحه بالآلات أو بأشياء أخرى فليس عندنا هذا، فالمرأة لها أن تستخدم الكحل في عينيها، والحمرة في شفتيها، أو في خديها، فلها ذلك، والفحل من الرجال لا يجوز له ذلك، إلا إذا كان مريضاً في عينيه فيكتحل، فلا حرج.
وأما قبح الله وجه فلان فهذا هو الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم.
الجواب: هذا فيلسوف، وليس طالب علم، يريد أن يقول: هل الله تعالى خلق آدم على صورة الرب تعالى؟ حاشا وكلا، فالله لا يشبهه شيء، وليس كمثله شيء، وليست صورته كصورتي أنا، ولا كصورة آدم وذرية آدم. بل المعنى: خلق آدم على صورته التي عليها. وهذه القضية فيها كلام طويل.
فلا تضرب أخاك في وجهه واحترمه؛ لأن الله خلق آدم على صورته التي خلقه عليها، فلا تشوه أنت صورة الآدمي بأي صفة.
الجواب: له أن يسأل، ولا حرج، والأماكن التي تزار: قباء، والبقيع، بعد المسجد النبوي قطعاً، وشهداء أحد. هذه الأماكن المشروعة للزيارة، وأما مسجد القبلتين وغيره فما ورد فيه شيء، إلا إذا أراد أن ينظر إلى الأماكن ويقف عليها بدون تعبد فهذا شيء آخر.
الجواب: صلاة التسابيح سنة مستحبة، من فعلها أجر عليها، ومن لم يفعلها فلا شيء عليه، ومن استطاع أن يفعلها فله أجر عظيم؛ لأن صلاتها أربع ركعات يسبح فيها ثلاثمائة تسبيحة، ويكفيه هذه، فهي صندوق من الحسنات، ومن لم يفعلها ليست بواجبة ولا بسنة، بل مستحبة، والحديث فيها حسن، وليس في الصحاح، ولكنه حديث حسن.
الجواب: هناك الاستعاذة بالله عز وجل، قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإذا حصل ذاك الوسواس انفث ثلاثاً عن يسارك، ثم قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولا تلفت إليه، وامض في طريقك وفي عبادتك وفي صلاتك وفي وضوءك؛ لأنه يتصيدك، فإذا أتى فالعنه بالاستعاذة بالله عز وجل.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر