إن الله يرفع بكتابه أقواماً ويضع به آخرين، فها هو ابن مسعود رضي الله عنه الذي كان راعياً للغنم لبعض علوج مكة، والذي لم تكن له قيمة ولا شأن، لكن ما إن شرح الله صدره للإسلام وإذ به يتبوأ مكاناً عالياً بين الناس، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسمع منه القرآن، وما زال يزداد علماً ويزداد رفعة حتى صار وزيراً لبيت المال في الكوفة وأستاذاً ومعلماً لأهلها، يتفاخر الناس بالتتلمذ على يديه رضي الله عنه وأرضاه.
-
ابن مسعود أقرب الناس سمتاً وهدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم
الحمد لله الذي لم يتخد ولداً، ولم يكن له شريك في الملك، وما كان معه من إله، الذي لا إله إلا هو، ولا خالق غيره ولا رب سواه، المستحق لجميع أنواع العبادة، ولذا قضى ألا نعبد إلا إياه،
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [الحج:62].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو الأول فلا شيء قبله، وهو الآخر فلا شيء بعده، وهو الظاهر فلا شيء فوقه، وهو الباطن فلا شيء دونه وهو على كل شيء قدير.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فاللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته, واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد:
فحيا الله هذه الوجوه الطيبة المشرقة، وزكى الله هذه الأنفس، وأسأل الله جل وعلا أن يشرح صدورنا وإياكم بالإيمان والتوحيد، وأن يجمعنا وإياكم دائماً وأبداً في الدنيا على طاعته، وفي الآخرة في جنته ومستقر رحمته، إنه ولي ذلك ومولاه، وهو على كل شيء قدير.
أحبتي في الله! مع أئمة الهدى ومصابيح الدجى:
نحن اليوم على موعد مع رجل من أقرب الناس سمتاً وهدياً ودلاً برسول الله صلى الله عليه وسلم، نحن اليوم على موعد مع العالم الرباني، الأواه الأواب، الخاشع البكاء، إنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الداخل عليه دوماً وليس بمردود، والحافظ الأمين لجميع الأسرار والعهود، الذي كان يوقظ النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام، بل ويستره إذا اغتسل، إنه الضعيف القوي! إنه الفقير الغني! إنه المؤمن التقي النقي الأبي، إنه الغلام المعلم، والقارئ الملقن، والفقيه المفهم، إنه الرجل الذي وصفه فاروق الأمة
عمر وصفاً دقيقاً محكماً في ثلاث كلمات لا تزيد، فقال عنه
عمر : كنيف ملئ علماً! أي: وعاء ملئ علماً.
-
فضائل ابن مسعود رضي الله عنه
-
أمانة ابن مسعود في الجاهلية قبل الإسلام
ذلكم هو الغلام الذي كان يرعى الأغنام بالأمس القريب لسيد من سادات مكة في شعب من شعابها، واستمعوا إليه وهو يحدثنا بسعادة عن أول لقاء له مع أستاذه ومعلمه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ففي حديث صحح إسناده الإمام
الذهبي في سير أعلام النبلاء، في ترجمته لـ
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، يقول
ابن مسعود : كنت أرعى الأغنام لـ
عقبة بن أبي معيط في شعاب مكة، فمر علي يوماً رسول الله و
أبو بكر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الغلام الأمين: هل من لبن يا غلام! أي: هل عندك من لبن لتكفينا؟ فقال الغلام: نعم -ولكن انظروا ماذا قال- ولكني مؤتمن! انظروا إلى هذه العبارة التي قالها
ابن مسعود في الجاهلية قبل الإسلام! ولكني مؤتمن، فظلت هذه العبارة مع
ابن مسعود بمثابة البوصلة التي تحدد اتجاه حياته إلى أن لقي الله جل وعلا.
ولكني مؤتمن، لا أستطيع أن أقدم لكم اللبن، انظروا إلى الأمانة! في جاهليته أمين، فما ظنكم بأمانته بعد أن شرح الله صدره بالإسلام، ولكني مؤتمن! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فهل عندك من شاة لم ينز عليها الفحل؟ قال: نعم، ومتى كانت الشاة التي لم ينز عليها الفحل تدر لبناً؟! قال: ائتني بها، فأتاه بشاة لم ينز عليها الفحل، فمسح النبي صلى الله عليه وسلم ضرعها، ودعا الله جل وعلا، فدر الضرع باللبن، فجاءه
الصديق بإناء مجوف، فملأه النبي صلى الله عليه وسلم باللبن وشرب وسقى
أبا بكر وسقى الغلام، والغلام ينظر في دهشة واستغراب إلى هذه المعجزة! نعم، وإنها لمن أهون المعجزات، وسوف يرى هو بعينيه بعد ذلك العجب العجاب، فهو الذي روى كما ورد في صحيح
مسلم أنه قال: والله إنكم لتعدون الآيات عذاباً، وإن كنا لنعدها بركة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالذي نفس محمد بيده لقد كنا نجلس لنأكل مع رسول الله فنسمع تسبيح الطعام في يديه صلى الله عليه وسلم!
فنظر الغلام بدهشة واستغراب لشاة لا تدر لبناً؛ لأنه لم ينز عليها الفحل بعد، وإذ بها تدر اللبن، ثم يقول النبي صلى الله عليه وسلم للضرع: اقلص، فقلص الضرع أمام عيني هذا الغلام المبارك! فذهب هذا الغلام الكريم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن يعرفه، فقال له: يا عماه! علمني من هذا القول الذي قلت، فمسح النبي رأسه وقال: إنك غلام معلم، ألم أقل: إنه الغلام المعلم؟! إي والله إنه الغلام المعلم، لم يقل: إنك غلام ستتعلم، وإنما قال: إنك غلام معلم، وبالفعل لم يمض غير قليل وإذ بهذا الفتى وإذ بهذا الغلام المعلم يسمع بخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيذهب إليه لينطق شهادة الحق: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؛ ليكون من السابقين الأولين الذين أسلموا قبل أن يدخل النبي دار الأرقم بن أبي الأرقم.
-
ابن مسعود أول من جهر بالقرآن في مكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنه
ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه، ولم يمض غير قليل وإذ به يذهب إلى النبي عليه الصلاة والسلام، ويقول: يا رسول الله! ألا تقبلني خادماً لك؟ فيقبله النبي عليه الصلاة والسلام، ومن يومها ينتقل هذا الغلام هذه النقلة الكبيرة من رعاية الأغنام إلى خدمة سيد الأنام، هكذا بدون مقدمات، من رعاية الأغنام لكافر من كفار مكة إلى خدمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، بل ولم يمض غير قليل وإذ بهذا الفتى الذي لم يكن يجرؤ بالأمس القريب أن يمر على مجلس فيه شريف من أشراف مكة إلا مطأطئ الرأس حثيث الخطى، هاهو يتحول اليوم بعد لحظات معدودات إلى إعصار مدمر! وإلى بوق سماوي مزلزل! يتحول إيمانه ويقينه في قلبه إلى شيء يدمر كبرياء سادة قريش وكبرائها! ها هو الغلام الأجير الفقير المغمور ينطلق ليقف على رءوس أشراف مكة في وضح النهار حول بيت الله جل وعلا فيرفع صوته العذب الحلو بسورة الرحمن؛ ليكون هذا الغلام الأجير الفقير المغمور أول مسلم على ظهر هذه الأرض يجهر بالقرآن في مكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولندع شاهد عيان ينقل لنا هذا المشهد المثير، هذا المشهد الذي رواه بطوله
ابن هشام في سيرته، ورواه مختصراً الإمام
ابن حجر في الإصابة، ورواته ثقات، يقول
الزبير بن العوام رضي الله عنه: اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوماً في مكة، وما زالوا مضطهدين في هذا الوقت، وما زالوا مشردين فقالوا: قريش لم تسمع القرآن يشهر لها به قط، فهل من رجل يسمعهم القرآن؟ أتدرون من الذي أجاب بنعم؟! إنه هذا الغلام الفقير، الذي كان بالأمس القريب راعياً لأغنام سيد من سادات مكة، فقال
ابن مسعود: أنا، فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: نريد واحداً له عشيرة تمنعه وتحميه إن أراد به أهل مكة شراً، فقال
ابن مسعود : دعوني، فإن الله سيمنعني ويحميني، وانطلق
ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه في اليوم التالي في وقت الضحى، حتى أتى مقام إبراهيم -على نبينا وعليه الصلاة والسلام- ووقف ليقرأ القرآن بصوته الحلو العذب الرقيق، وبدأ بقوله:
بسم الله الرحمن الرحيم، رافعاً به صوته، والمشركون يجلسون حول الكعبة، وظل يقرأ سورة الرحمن:
الرَّحْمَنُ *
عَلَّمَ الْقُرْآنَ *
خَلَقَ الإِنسَانَ *
عَلَّمَهُ الْبَيَانَ [الرحمن:1-4] فنظر سادة قريش إلى بعضهم البعض وقالوا: ماذا يقول
ابن أم عبد؟! تباً له إنه يتلو بعض ما جاء به محمد! إلى هذا الحد من الجرأة! يتلو على مسامعنا وبين أيدينا القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فقاموا إليه وضربوا وجهه ضرباً شديداً عنيفاً حتى سال الدم الشريف على وجهه الأنور، وانطلق بهذه الدماء الطاهرة إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: هذا والله ما خشيناه عليك يا
ابن مسعود ، أتدرون ماذا قال هذا الغلام الضعيف القوي؟!
قال: والله ما كان أعداء الله أهون في عيني من اليوم، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غداً، فقالوا: كلا، فلقد أسمعتهم ما يكرهون.
-
ابن مسعود يقتل أبا جهل يوم بدر
-
ابن مسعود وزيراً لبيت مال الكوفة ومعلماً لأهلها
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد:
وهكذا لم يتأخر
ابن مسعود رضي الله عنه عن غزوة من الغزوات، بل لقد شهد الغزوات كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظل هكذا مع صاحبيه الجليلين الكريمين
أبي بكر و
عمر رضي الله عنهما، حتى أرسله
عمر بن الخطاب إلى أهل الكوفة وقال لهم: لقد أرسلت إليكم
عمار بن ياسر أميراً، و
عبد الله بن مسعود وزيراً، فاسمعوا لهما وأطيعوا، واقتدوا بهما، ثم قال: فوالله الذي لا إله إلا هو لقد آثرتكم بـ
عبد الله على نفسي.
وانطلق
ابن مسعود وزيراً لبيت مال الكوفة، وأخرج ما في جعبته المترعة من علوم القرآن والسنة، فعلم أهل الكوفة، حتى إن الإمام
السرخسي رحمه الله تعالى قال: لقد بلغ عدد من تعلم على يد
ابن مسعود وعلى يد أصحابه ما يقرب من أربعة آلاف عالم!
إنها مدرسة
ابن مسعود رضي الله عنه، فقد حول كثيراً من أهل الكوفة إلى علماء، علمهم القرآن والحديث، وكان وزيراً أميناً لبيت مال المسلمين، ألم أقل لكم: إنه كان أميناً في جاهليته قبل إسلامه؟! ألم يقل للنبي صلى الله عليه وسلم: إني مؤتمن، فما ظنكم به بعد الإسلام!
-
لا حقيقة لما افتراه المغرضون من خلاف بين ابن مسعود وعثمان
وبالرغم من ذلك -حتى لا أطيل عليكم- فإن الموتورين والمجرمين والمغرضين لم يتركوا
ابن مسعود إلا وقد شوهوا صورته وأساءوا إلى سمعته، ونسجوا مسرحية هزلية خلافية حقيرة بين
ابن مسعود وبين
ذي النورين عثمان بن عفان فقالوا وخاضوا في بحار هائجة في تاريخ هؤلاء الصحب الكرام، فغرقوا وأغرقوا وضلوا وأضلوا، وأساءوا ولم يحسنوا، وإنه ينبغي لمن اقتحم هذا المجال ليتحدث عن هؤلاء الصحب الكرام أن يكون سليم العقيدة، أميناً في النقل، مخلصاً في القصد، وأن ينظر بدقة فاحصة إلى أغراض الموتورين والكذابين والوضاعين الذين يريدون بكل الأساليب أن يشوهوا صورة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
قال
اليعقوبي المؤرخ الشيعي المحترق قال: لقد استدعى
عثمان عبد الله بن مسعود من الكوفة، فلما دخل عليه
ابن مسعود -وكان
عثمان يخطب على المنبر- قطع
عثمان خطبته وقال: لقد دخلت عليكم دابة سوء! فتكلم
ابن مسعود كلاماً شديداً! فأمر
عثمان بإخراجه من المسجد! فجروه من رجله، فكسر له ضلعان! أعوذ بالله! ما هذا الكذب؟! وما هذا الهراء في حق الصحب الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم؟! و
ابن مسعود هو الذي خطب في الكوفة يوم أن أُمِّرَ
عثمان وخلف
عمر رضي الله عنهم جميعاً، فقال: لقد اجتمعنا نحن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلم نأل عن خيرنا -أي: فلم ننصرف عن خيرنا- وأعطينا الإمارة والخلافة لخيرنا بعد
عمر ، وهو
عثمان رضي الله عنه وأرضاه.
بل وقال هذا الشيعي المحترق: إن
ابن مسعود رفع يديه ودعا وقال: اللهم إنك عظيم العفو عظيم التجاوز، فلا تتجاوز عن
عثمان! والله إن هذا لا يحدث من آحاد المسلمين الشرفاء الأتقياء، فهل نتوقع أن يحدث ذلك من رجل أقرب الناس سمتاً وهدياً ودلاً بالنبي صلى الله عليه وسلم؟! وهل نتوقع ذلك من
ذي النورين الذي ضحى بحياته حتى لا تهرق قطرة دم واحدة في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
-
ابن مسعود يترك رأيه لرأي عثمان
وأختم هذا اللقاء أيها الأحبة! بوصية خالدة من وصايا
ابن مسعود رضي الله عنه، حيث كان يذكر بها أصحابه ويذكرنا بها من بعدهم فيقول: (إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة، فمن عمل خيراً يوشك أن يحصد خيراً، ومن عمل شراً يوشك أن يحصد شراً، فمن وقي فالله تعالى وقاه، ومن أعطاه الله فالله تعالى أعطاه، المتقون سادة، والفقهاء قادة، ومجالستهم زيادة).
رضي الله عن
عبد الله بن مسعود ، وصلى الله على أستاذه ومعلمه، وجمعنا بهم في دار كرامته ومستقر رحمته، إنه ولي ذلك ومولاه.
اللهم اجزه عنا خير ما جازيت مصلحاً أو صالحاً، اللهم اجمعنا بهم مع نبيك صلى الله عليه وسلم.
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، وأعل بفضلك كلمتي الحق والدين، اللهم قيض لأمة التوحيد أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، أنت ولي ذلك ومولاه.
اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين، ووفقهم جميعاً للعمل بكتابك، والاقتداء بنبيك صلى الله عليه وسلم، وارزقهم اللهم البطانة الصالحة الناصحة، أنت ولي ذلك والقادر عليه، برحمتك يا أرحم الراحمين!
أحبتي في الله! أكثروا من الصلاة والسلام على نبينا محمد فإن الله جل وعلا قد أمركم بذلك في محكم كتابه فقال:
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56]، اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو سهو أو زلل أو نسيان فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء، وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.
والحمد لله رب العالمين.