الجواب: لا شك أن رضا الله عز وجل مقدمٌ على رضا غيره، وطاعة الله سبحانه وتعالى مقدمةٌ على طاعة غيره، ( ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق )، ولهذا قال الله تعالى في حق الوالدين مخاطباً الولد: وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:14-15] ، ففي هذه الآية دليل على أنه لا يجوز للمرء أن يطيع والديه في معصية الله سبحانه وتعالى، فأنت حين هداك الله، وأسأل الله لي ولك التثبيت على هدايته، حين هداك الله إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بإعفاء اللحية، ووجدت من والديك مضايقة، فإني أنصحك أن تصبر وتحتسب على هذه المضايقة، وتستمر في اتباع شريعة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه، ولو غضب لذلك والداك.
وإني أنصح والديك أمك وأباك أن يتقيا الله عز وجل، وأن يكونا عوناً لابنهما على طاعة الله، لا أن يكونا منفرين له عن طاعة الله سبحانه وتعالى بهذه المضايقة، وأقول لهما: إن منة الله على ابنكما بالتزام الشريعة هو من حظكما ومن توفيقكما، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به من بعده، أو ولد صالح يدعو له)، فنصيحتي لكما أيها الأبوان أن تتقيا الله عز وجل، وأن تشجعا ابنكما وكذلك سائر أولادكما على طاعة الله عز وجل، وأن تريا أن هذا من نعمة الله عليكما فتحمدا الله على هذه النعمة، وتستمرا في تنشيط أولادكم على طاعة الله سبحانه وتعالى.
الجواب: إذا كان هذا المستأجر له مدة معينة، وجاءه صاحب الدكان يطلب منه الخروج قبل انتهاء هذه المدة، فلا حرج عليه أن يطلب عوضاً عن إسقاط حقه فيما بقي من المدة، مثال ذلك: أن يكون قد استأجر هذا الدكان عشر سنين، ثم يأتيه صاحب الدكان بعد مضي خمس سنين ويطلب منه أن يُفرِّغ الدكان له، فلا حرج على المستأجر حينئذٍ أن يقول: أنا لا أخرج وأدع بقية مدتي إلا بكذا وكذا؛ لأن هذا معاوضة على حق له ثابت بمقتضى العقد الذي أمر الله بالوفاء به في قوله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ [المائدة:1] .
أما إذا كانت المدة قد انقضت، وكان بقاء المستأجر في هذا الدكان بمقتضى قانون من الدولة، فإنه لا يجوز له أن يمتنع من الخروج إلا بعوض، بمعنى أنه لا يجوز له أن يطلب عوضاً عن الخروج من هذا الدكان الذي تمت مدته، بل يجب عليه أن يسلم الدكان إلى صاحبه بعد فراغ المدة، ولا يأخذ منه عوضاً على ذلك؛ لأن بقاءه في دكان بدون إذن مالكه مع انتهاء مدة الإجارة ظلم له، والظلم محرم كما قال الله تعالى في الحديث القدسي:( يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا).
الجواب: الحقيقة أن هذا السؤال وجيه وقبيح، أما وجهه فكونه يقول: إن هذه الزكاة الآن أصبحت قدراً ضئيلاً لا يُلتفت إليها بما أنعم الله على عباده من هذه النعم الوافرة الكثيرة، وأما كونه قبيحاً فلأنه قال: هل نستمر على هذه العادات! فجعل صدقة الفطر التي هي من فرائض الإسلام حيث قال ابن عمر : ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر)، جعلها من الأمور العادية، وقد أخطأ في ذلك خطأً عظيماً في تعبيره، ولا أظنه إن شاء الله يعتقد ما يقول إلا أن يكون عن جهل منه، فالجاهل لا حد له، ولكني أقول: إن هذه الزكاة وهذه الصدقة فريضة فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يحددها بالحاجة والفقر، بل فرضها على كل من يستطيعها يدفعها إلى الفقراء، فإذا قُدِّر أنه ليس في البلد فقير، فإنه من الممكن أن ينقلها إلى بلد آخر فيه فقراء، وإذا لم يمكنه ذلك فإن أمامنا أحد أمرين؛ إما أن نقول: بسقوطها حينئذٍ؛ لأنه لما فُقِدَ محلها سقطت كما يسقط غسل الذراع إذا قُطِعت من العضد، وإما أن نقول: تُعطى أفقر من يكون وأقلهم غنى، وحينئذٍ يكون الفقر نسبياً، وليس على ما حدده الفقهاء رحمهم الله بأن الفقير هو الذي لا يجد كفايته وكفاية عائلته سنة.
والحاصل أن هذه الصدقة التي فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب على المسلم تنفيذها، إما في بلده إن كان فيه فقراء محتاجون، أو في بلد آخر يكون فيه فقراء محتاجون.
الجواب: الورع للإنسان أن يدع ما لا يحتاج إليه من الزكوات؛ لئلا يوقع نفسه في شبهة، والتغذي بالشيء أمره مهم جداً، فينبغي للإنسان أن يحتاط غاية الاحتياط فيما يأكل ويشرب، ولكن مع ذلك إذا أخذت الصدقات، أعني: الزكوات وزكاة الفطر لمسايرة أمثالك من الناس، فأرجو أن لا يكون به بأس، وذلك لأن الحاجة أو النفقة تختلف باختلاف الأحوال، وقد أوجب الله تعالى الإنفاق بالمعروف على الزوج، فما جرى به العرف لأمثالك من النفقات فلا حرج عليك إذا أخذت الزكاة لأجلها، ولكني أنصحك أن تحتاط لنفسك في هذه الأمور، ( ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله)، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الزكاة بأنها أوساخ الناس، وقال: ( إنها لا تحل لمحمد وآله)، فعلى كل حال فالجائز شيء، والاحتياط والورع شيء آخر، والذي ينبغي للمؤمن أن يسلك السبيل الأحوط والأكمل.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر