الحمد لله رب العالمين، وبأسانيدكم إليه رحمنا الله تعالي وإياه.
[باب تفريع أبواب السجود وكم سجدة في القرآن
حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن البرقي قال: حدثنا ابن أبي مريم قال: أخبرنا نافع بن يزيد عن الحارث بن سعيد العتقي عن عبد الله بن منين -من بني عبد كلال- عن عمرو بن العاص ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن، منها ثلاث في المفصل، وفي سورة الحج سجدتان ).
قال أبو داود: روى عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدةً وإسناده واه.
حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرنا ابن لهيعة أن مشرح بن هاعان أبا المصعب حدثه أن عقبة بن عامر حدثه قال: ( قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أفي سورة الحج سجدتان؟ قال: نعم، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب من لم ير السجود في المفصل
حدثنا محمد بن رافع قال: حدثنا أزهر بن القاسم -قال محمد: ولقيته بمكة- حدثنا أبو قدامة عن مطر الوراق عن عكرمة عن ابن عباس ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحول إلى المدينة ).
حدثنا هناد بن السري قال: حدثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن عطاء بن يسار عن زيد بن ثابت قال: ( قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم النجم فلم يسجد فيها ).
حدثنا ابن السرح قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثنا أبو صخر عن ابن قسيط عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب من رأى فيها السجود
حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم فسجد فيها وما بقي أحد من القوم إلا سجد، فأخذ رجل من القوم كفاً من حصى أو تراب فرفعه إلى وجهه وقال: يكفيني هذا، قال عبد الله: فلقد رأيته بعد ذلك قتل كافراً ) ].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب السجود في (إذا السماء انشقت)، و(اقرأ)
حدثنا مسدد قال: حدثنا سفيان عن أيوب بن موسى عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة قال: ( سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في (( إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ ))، و(( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ )) ).
قال أبو داود: أسلم أبو هريرة سنة ست عام خيبر، وهذا السجود من رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر فعله.
حدثنا مسدد قال: حدثنا المعتمر قال: سمعت أبي قال: حدثنا بكر عن أبي رافع قال: ( صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ (( إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ ))، فسجد فقلت: ما هذه السجدة؟ قال: سجدت بها خلف أبى القاسم صلى الله عليه وسلم فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب السجود في (ص)
حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( ليس (( ص )) من عزائم السجود، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها ).
حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو -يعني: ابن الحارث- عن ابن أبي هلال عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري أنه قال: ( قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر (( ص )) فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه، فلما كان يوم آخر قرأها فلما بلغ السجدة تشزن الناس للسجود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما هي توبة نبي، ولكني رأيتكم تشزنتم للسجود، فنزل فسجد وسجدوا )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الرجل يسمع السجدة وهو راكب وفي غير الصلاة
حدثنا محمد بن عثمان الدمشقي أبو الجماهر قال: حدثنا عبد العزيز - يعني: ابن محمد - عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن نافع عن ابن عمر ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ عام الفتح سجدة فسجد الناس كلهم، منهم الراكب والساجد في الأرض، حتى إن الراكب ليسجد على يده ).
حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ح وحدثنا أحمد بن أبي شعيب قال: حدثنا ابن نمير - المعنى - عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا السورة - قال ابن نمير: في غير الصلاة ثم اتفقا - فيسجد ونسجد معه حتى لا يجد أحدنا مكاناً لموضع جبهته ).
حدثنا أحمد بن الفرات أبو مسعود الرازي قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا القرآن، فإذا مر بالسجدة كبر وسجد وسجدنا ) قال عبد الرزاق: وكان الثوري يعجبه هذا الحديث.
قال أبو داود: يعجبه لأنه كبر].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ما يقول إذا سجد
حدثنا مسدد قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثنا خالد الحذاء عن رجل عن أبي العالية عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن بالليل يقول في السجدة مراراً: سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته ) ].
أما بالنسبة للدعاء وذكر شيء معين في سجود التلاوة فلم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك شيء، وأما هذا الدعاء فالحديث فيه منقطع، قد أعله غير واحد من النقاد كـالدارقطني وغيره، بل يسبح ويدعو كسائر سجوده، وأما بالنسبة للتكبير في السجود للتلاوة فنقول: إذا كان إماماً يكبر، وأما إذا كان الإنسان يقرأ من غير صلاة فإنه لا يكبر لا في خفضه ولا في رفعه؛ لأن التكبير إنما هو لإعلام الانتقال، وهو لم ينتقل من شيء إلى شيء وإنما هي سجدة واحدة لا يسبقها شيء ولا يعقبها شيء، أما إذا كان في غير الصلاة وهناك من يستمع قراءته فإنه يكبر لإشعار الناس وإعلامهم فقط.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب فيمن يقرأ السجدة بعد الصبح
حدثنا عبد الله بن الصباح العطار قال: حدثنا أبو بحر قال: حدثنا ثابت بن عمارة قال: حدثنا أبو تميمة الهجيمي قال: ( لما بعثنا الركب - قال أبو داود: يعني: إلى المدينة قال: - كنت أقص بعد صلاة الصبح فأسجد، فنهاني ابن عمر فلم أنته ثلاث مرار، ثم عاد فقال: إني صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فلم يسجدوا حتى تطلع الشمس ).
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب استحباب الوتر
حدثنا إبراهيم بن موسى قال: أخبرنا عيسى عن زكريا عن أبي إسحاق عن عاصم عن علي رضي الله عنه قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر ).
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو حفص الأبار عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه زاد: ( فقال أعرابي: ما تقول؟ فقال: ليس لك ولا لأصحابك ).
حدثنا أبو الوليد الطيالسي وقتيبة بن سعيد - المعنى - قالا: حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن راشد الزوفي عن عبد الله بن أبي مرة الزوفي عن خارجة بن حذافة - قال أبو الوليد العدوي - قال: ( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله عز وجل قد أمدكم بصلاة وهي خير لكم من حمر النعم، وهي الوتر، فجعلها لكم فيما بين العشاء إلى طلوع الفجر )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب فيمن لم يوتر
حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا أبو إسحاق الطالقاني قال: حدثنا الفضل بن موسى عن عبيد الله بن عبد الله العتكي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الوتر حق، فمن لم يوتر فليس منا، الوتر حق، فمن لم يوتر فليس منا، الوتر حق، فمن لم يوتر فليس منا ).
حدثنا القعنبي عن مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن محيريز أن رجلاً من بني كنانة يدعى المخدجي أنه سمع رجلاً بالشام يدعى أبا محمد يقول: إن الوتر واجب، قال المخدجي: فرحت إلى عبادة بن الصامت فأخبرته، فقال عبادة: كذب أبو محمد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد، إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة)].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب كم الوتر
حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا همام عن قتادة عن عبد الله بن شقيق عن ابن عمر ( أن رجلاً من أهل البادية سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل فقال بأصبعيه هكذا: مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر الليل ).
حدثنا عبد الرحمن بن المبارك قال: حدثني قريش بن حيان العجلي قال: حدثنا بكر بن وائل عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الوتر حق على كل مسلم، فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ما يقرأ في الوتر
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو حفص الأبار، ح وحدثنا إبراهيم بن موسى قال: أخبرنا محمد بن أنس - وهذا لفظه - عن الأعمش عن طلحة وزبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بـ (( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ))، و قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا [آل عمران:12]، والله الواحد الصمد ).
حدثنا أحمد بن أبي شعيب قال :حدثنا محمد بن سلمة قال: حدثنا خصيف عن عبد العزيز بن جريج قال: ( سألت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بأي شيء كان يوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فذكر معناه، قال: وفي الثالثة بـ(( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ))، والمعوذتين )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب القنوت في الوتر
حدثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن جواس الحنفي قالا: حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء قال: قال الحسن بن علي رضي الله عنهما: ( علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر، قال ابن جواس في قنوت الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضي عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت ).
حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي قال: حدثنا زهير قال: حدثنا أبو إسحاق بإسناده ومعناه وقال في آخره قال: هذا يقول في الوتر في القنوت ولم يذكر أقولهن في الوتر.
قال أبو داود: أبو الحوراء ربيعة بن شيبان ].
وهذا هو الصواب أنها تكون في قنوت الإنسان، ولم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قنت في وتره ولا علم أحدنا أن يقنت في وتره أيضاً فضلاً عن أن يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام لفظ شيء معين في قنوت الوتر، والأولى ألا يقنت الإنسان في وتره إلا في رمضان، وفي النصف الأخير منه كما جاء ذلك عن الصحابة عليهم رضوان الله، وذلك في صلاة أبي بن كعب وعبد الرحمن بن عبد القارئ فإنه كان يقنت في النصف الأخير من رمضان، وجاء أيضاً عن عبد الله بن مسعود عليه رضوان الله، ولم يكونوا يقنتون قبل ذلك، لكن إذا قنت على سبيل الاعتراض في الأمر اليسير فهذا مما لا بأس به ولا حرج فيه، وأما الدعاء فيدعوا الإنسان في سجوده، والدعاء في السجود أعظم وآكد من الدعاء في حال القيام في القنوت.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد عن هشام بن عمرو الفزاري عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك ).
قال أبو داود: هشام أقدم شيخ لـحماد، وبلغني عن يحيى بن معين أنه قال: لم يرو عنه غير حماد بن سلمة .
قال أبو داود: روى عيسى بن يونس عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب رضي الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت - يعني: في الوتر - قبل الركوع ).
قال أبو داود: روى عيسى بن يونس هذا الحديث أيضاً عن فطر بن خليفة عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، وروي عن حفص بن غياث عن مسعر عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت في الوتر قبل الركوع ).
قال أبو داود: وحديث سعيد عن قتادة رواه يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يذكر القنوت، ولا ذكر أبياً، وكذلك رواه عبد الأعلى ومحمد بن بشر العبدي وسماعه بالكوفة مع عيسى بن يونس ولم يذكروا القنوت، وقد رواه أيضا هشام الدستوائي وشعبة عن قتادة ولم يذكرا القنوت، وحديث زبيد رواه سليمان الأعمش وشعبة وعبد الملك بن أبي سليمان وجرير بن حازم كلهم عن زبيد لم يذكر أحد منهم القنوت إلا ما روي عن حفص بن غياث عن مسعر عن زبيد فإنه قال في حديثه: إنه قنت قبل الركوع.
قال أبو داود: وليس هو بالمشهور من حديث حفص، نخاف أن يكون عن حفص عن غير مسعر.
قال أبو داود: ويروى أن أبياً رضي الله عنه كان يقنت في النصف من شهر رمضان.
حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثنا محمد بن بكر قال: أخبرنا هشام عن محمد عن بعض أصحابه أن أبي بن كعب أمهم -يعني: في رمضان- وكان يقنت في النصف الآخر من رمضان.
حدثنا شجاع بن مخلد قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا يونس بن عبيد عن الحسن أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمع الناس على أبي بن كعب، فكان يصلي لهم عشرين ليلة، ولا يقنت بهم إلا في النصف الباقي، فإذا كانت العشر الأواخر تخلف فصلى في بيته، فكانوا يقولون: أبق أبي.
قال أبو داود: وهذا يدل على أن الذي ذكر في القنوت ليس بشيء، وهذان الحديثان يدلان على ضعف حديث أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت في الوتر].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الدعاء بعد الوتر
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن أبي عبيدة قال: حدثنا أبي عن الأعمش عن طلحة اليامي عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم في الوتر قال: سبحان الملك القدوس ).
حدثنا محمد بن عوف قال: حدثنا عثمان بن سعيد عن أبي غسان محمد بن مطرف المدني عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره )].
وهذا الحديث لا يصح مسنداً عن النبي عليه الصلاة والسلام، والصواب فيه الإرسال، وأن الإنسان إذا نام عن وتره فإنه لا يخلوا من حالين:
الحالة الأولى: ألا يكون ذلك إلا بعد طلوع الشمس، فإذا كان بعد طلوع الشمس فلا يصلي وتراً، وإنما يصليه شفعاً كما جاء عن عائشة عليها رضوان الله ( أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا فاته حزبه من الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ).
والحالة الثانية: أن يستيقظ بعد أذان الفجر وقبل الفجر، فهذا جاء عن جماعة من السلف أنهم كانوا يصلون الوتر في مثل هذا، وجاء هذا عن عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر وغيرهما من الصحابة.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الوتر قبل النوم
حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا أبان بن يزيد عن قتادة عن أبي سعيد - من أزد شنوءة - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهن في سفر ولا حضر: ركعتي الضحى، وصوم ثلاثة أيام من الشهر، وألا أنام إلا على وتر ).
حدثنا عبد الوهاب بن نجدة قال: حدثنا أبو اليمان عن صفوان بن عمرو عن أبي إدريس السكوني عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ( أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهن لشيء: أوصاني بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، ولا أنام إلا على وتر، وبسبحة الضحى في الحضر والسفر ).
حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن إسحاق السيلحيني ].
الأقرب الكسر في السيلحيني نعم.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن إسحاق السيلحيني قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لـأبي بكر متى توتر؟ قال: أوتر من أول الليل، وقال لـعمر: متى توتر؟ قال: آخر الليل، فقال لـأبي بكر: أخذ هذا بالحذر، وقال لـعمر: أخذ هذا بالقوة ) ].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب وقت الوتر
حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن مسلم عن مسروق قال: قلت لـعائشة: ( متى كان يوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كل ذلك قد فعل، أوتر أول الليل ووسطه وآخره، ولكن انتهى وتره حين مات إلى السحر ).
حدثنا هارون بن معروف قال: حدثنا ابن أبي زائدة قال: حدثني عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بادروا الصبح بالوتر ).
حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن عبد الله بن أبي قيس قال: ( سألت عائشة عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: ربما أوتر أول الليل، وربما أوتر من آخره، قلت: كيف كانت قراءته أكان يسر بالقراءة أم يجهر؟ قالت: كل ذلك كان يفعل، ربما أسر وربما جهر، وربما اغتسل فنام، وربما توضأ فنام ).
قال أبو داود: وقال غير قتيبة: تعني: في الجنابة.
حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا يحيى عن عبيد الله قال: حدثني نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في نقض الوتر
حدثنا مسدد قال: حدثنا ملازم بن عمرو قال: حدثنا عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق قال: ( زارنا طلق بن علي في يوم من رمضان وأمسى عندنا وأفطر، ثم قام بنا تلك الليلة وأوتر بنا، ثم انحدر إلى مسجده فصلى بأصحابه حتى إذا بقي الوتر قدم رجلاً فقال: أوتر بأصحابك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا وتران في ليلة )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب القنوت في الصلوات
حدثنا داود بن أمية قال: حدثنا معاذ -يعني: ابن هشام- قال: حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: حدثنا أبو هريرة قال: ( والله لأقربن بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فكان أبو هريرة يقنت في الركعة الآخرة من صلاة الظهر وصلاة العشاء الآخرة وصلاة الصبح، فيدعو للمؤمنين، ويلعن الكافرين ).
حدثنا أبو الوليد ومسلم بن إبراهيم وحفص بن عمر، ح وحدثنا ابن معاذ قال: حدثني أبي قالوا كلهم: حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلي عن البراء ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في صلاة الصبح -زاد ابن معاذ- وصلاة المغرب ).
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة قال: ( قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة العتمة شهراً يقول في قنوته: اللهم نج الوليد بن الوليد، اللهم نج سلمة بن هشام، اللهم نج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسنين يوسف، قال أبو هريرة: وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلم يدع لهم، فذكرت ذلك له فقال: وما تراهم قد قدموا ).
حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي قال: حدثنا ثابت بن يزيد عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال: ( قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهراً متتابعا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح في دبر كل صلاة إذا قال: سمع الله لمن حمده من الركعة الآخرة، يدعو على أحياء من بني سليم على رعل وذكوان وعصية، ويؤمن من خلفه ).
حدثنا سليمان بن حرب ومسدد قالا: حدثنا حماد عن أيوب عن محمد عن أنس بن مالك ( أنه سئل هل قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح فقال: نعم، فقيل له: قبل الركوع أو بعد الركوع؟ قال: بعد الركوع ).
قال مسدد: بيسير.
حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا حماد بن سلمة عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهراً ثم تركه ).
حدثنا مسدد قال: حدثنا بشر بن مفضل قال: حدثنا يونس بن عبيد عن محمد بن سيرين قال: ( حدثني من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة، فلما رفع رأسه من الركعة الثانية قام هنية )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في فضل التطوع في البيت
حدثنا هارون بن عبد الله البزاز قال: حدثنا مكي بن إبراهيم قال: حدثنا عبد الله -يعني: ابن سعيد بن أبي هند- عن أبي النضر عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت أنه قال: ( احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد حجرةً، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من الليل فيصلي فيها قال: فصلوا معه بصلاته - يعني: رجالاً - وكانوا يأتونه كل ليلة، حتى إذا كان ليلة من الليالي لم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنحنحوا ورفعوا أصواتهم وحصبوا بابه قال: فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضباً فقال: يا أيها الناس! ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أن ستكتب عليكم، فعليكم بالصلاة في بيوتكم، فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة ).
حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن عبيد الله قال: أخبرنا نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبوراً ).
باب.
حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا حجاج قال: قال ابن جريج: حدثني عثمان بن أبي سليمان عن علي الأزدي عن عبيد بن عمير عن عبد الله بن حبشي الخثعمي ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الأعمال أفضل؟ قال: طول القيام، قيل: فأي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل، قيل: فأي الهجرة أفضل؟ قال: من هجر ما حرم الله عليه، قيل: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من جاهد المشركين بماله ونفسه، قيل: فأي القتل أشرف؟ قال من أهريق دمه وعقر جواده )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الحث على قيام الليل
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى عن ابن عجلان قال: حدثنا القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء ).
حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن علي بن الأقمر عن الأغر أبي مسلم عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعاً كتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات )].
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر