إسلام ويب

العبادة في شعبانللشيخ : أحمد سعيد الفودعي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • العطلة فرصة عظيمة للتزود من الأعمال الصالحة، خصوصاً عبادات السر التي لها مزايا حسنة على غيرها، ومن ذلك عبادة الصيام في شعبان، الذي يغفل عن خيره كثير من الناس، تلك الغفلة تورث العبد البعد عن الخير، والعاقل من انتبه من غفلته واستيقظ من رقدته.

    1.   

    فضيلة العبادة زمن الغفلة عنها

    الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

    أما بعد:

    فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الإخوة في الله! روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه قال: ( كنا أنا ومن قدم معي في السفينة نزولاً في بقيع بطحان ) في وادٍ مشهور من أودية المدينة، قدموا من اليمن مهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلوا في هذا الوادي، فكان يتناوب النبي صلى الله عليه وسلم كل ليلة عند صلاة العشاء نفر منهم، أي: كل ليلة تذهب جماعة لتصلي العشاء مع الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: ( فوافقت أنا وأصحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم في شغل له فأعتم بالصلاة ) أي: أخر صلاة العشاء في تلك الليلة: ( حتى ابهار الليل ) يعني: حتى انتصف الليل ( فخرج فصلى بهم، ثم قال لمن حضره ) يعني: لمن صلى معه في تلك الساعة المتأخرة من الليل وهم منصرفون راجعون إلى بيوتهم: ( على رسلكم )، أي: تمهلوا، تأنوا؛ لأنه يحمل لهم بشارة، ( على رسلكم، إن من نعمة الله عليكم أنه ليس أحد من أهل الأرض يصلي غيركم في هذه الساعة )، هذه البشارة العظيمة يحملها لهم عليه الصلاة والسلام: ( قال أبو موسى: فرجعنا فرحاً بما سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أي: رجعنا فرحين بهذه البشرى العظيمة: ( إنه من نعمة الله عليكم أنه ليس أحد يصلي هذه الساعة غيركم )، هذا الحديث العظيم فيه بيان مزية العبادة ومزية الطاعة في أزمان غفلة الناس، حين يغفل الناس عن الطاعة وحين ينشغل الناس عن العبادة، العباد ينالون مرتبةً عند الله لا ينالها العابد في غير تلك الظروف وتلك الأحوال، ولهذا كان أحب العباد إلى الله من عبده في أوقات غفلة الناس، جاء في سنن الترمذي وسنن النسائي عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة يحبهم الله، وثلاثة يبغضهم الله: أما الثلاثة الذين يحبهم الله: فرجل أتى قوماً فسألهم بالله لم يسألهم بقرابة ولا نسب )، يعني: طلب منهم الصدقة وسألهم بالله أن يتصدقوا عليه، قال: ( فلم يعطوه، فتخلف رجل منهم حتى أعطاه، لا يعلم بعطيته إلا الله والذي أعطاه )، أعطاه سراً، تخلف وتأخر عن الناس؛ ليتصدق سراً، لا يعلم بعطيته إلا الله والذي أعطاه، فنال هذه المرتبة العالية عند الله، أن كان من الثلاثة الذين يحبهم الله، وأما الثاني قال: ( فقوم ساروا في ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به نزلوا، فوضعوا رءوسهم )، في أحسن ساعات النوم، والنوم أحب إليهم مما يعدل به، وضعوا رءوسهم فناموا، وهذا المحبوب لله خالفهم وفارقهم في سلوكهم، قال: ( فقام أحدهم يتملقني ويتلو آياتي )، الناس نيام في أحب ساعات النوم إلى أنفسهم، وهو فارقهم وخالفهم، وقام لله قائماً ساجداً، ( يتملقني ويتلو آياتي )، وأما الثالث: فرجل في سرية انهزموا، تراجعوا وتركوا عدوهم، قال: ( فتقدم فقاتل حتى قتل )، فهؤلاء الثلاثة نالوا هذه المرتبة؛ لأنهم تعبدوا لله وقت غفلة الناس، فالعبادة في وقت الغفلة ليست كالعبادة في وقت اليقظة؛ لأن النفس تسهل عليها الطاعة عندما ترى من يشاركها فيها، عندما تجد من تقتدي به من الخلق تسهل الطاعة وتخف.

    والصيام في نهار رمضان سهل على النفس؛ لأن الإنسان يجد الناس حوله كلهم صياماً، القيام في رمضان سهل على النفس؛ لأن الإنسان يرى المساجد وهي تمتلئ بالمصلين، فالعبادة خفيفة على النفس إذا وجد الإنسان من يشاركه في الطاعة، لكنها ثقيلة، تحتاج إلى جهد ومجاهدة ومكابدة حين ينفرد الإنسان عن الناس بالعبادة، الناس في لهوهم وهو في عبادة ربه، هذا يستحق أن يكرم بما لا يكرم به غيره، ولهذا جاء في صحيح مسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( العبادة في الهرج كهجرة إلي )، أي: العبادة وقت الفتن ووقت القتال ووقت المحن، من فر إلى العبادة في هذه الساعة فإن ثوابه يعدل ثواب الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن العبادة في هذه الحالة شاقة على النفس.

    الغفلة عن شعبان ومزية العبادة فيه

    ولهذا المعنى أيها الأحباب اعتنى النبي صلى الله عليه وسلم بشهر شعبان ما لم يعتن بغيره من الشهور، فكان لشعبان مزية في العبادة؛ لأنه مقدمة أولاً بين يدي رمضان، ولمعنىً آخر، وهو أن الناس يغفلون عن شعبان لسبب وجيه، وهو أنه يقع بين شهرين عظيمين: شهر رجب، وهو شهر من الأشهر الحرم، وشهر رمضان، الشهر العظيم المبارك، فكانوا يعتنون بالعبادة في رجب؛ لأنهم يعتقدون أنه من الأشهر الحرم، ويعتنون بالعبادة في شهر رمضان لمزيته وفضيلته، ويغفلون عن العبادة في شعبان؛ لأنه يقع بين الشهرين، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يصحح هذا المفهوم للناس.

    هذا الشهر ربما لم تشتهر عظمته وفضيلته عند الناس فيهملونه، وهو في حقيقة الأمر أعظم من رجب؛ لأن الأعمال فيه كالراتبة القبلية للصلوات، فراتبة الظهر أفضل من غيرها من النوافل المطلقة، وكذلك العمل في شهر شعبان أفضل من العمل في غيره من الشهور؛ لأنه كالراتبة القبلية لرمضان، ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يصوم في شعبان ما لا يصوم في غيره من الشهور، حتى قالت عائشة كما في صحيح مسلم: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله)، أي: كان يصوم شعبان إلا قليلاً، ويكثر من الصيام حتى لا يفطر منه إلا الزمن اليسير؛ لأنه كالتمرين والتمهيد على صيام رمضان أولاً، وثانياً: لأن النبي عليه الصلاة والسلام بين السبب الباعث له على الإكثار من الصيام في هذا الشهر بعلتين: أما العلة الأولى: فقال فيها عليه الصلاة والسلام: ( ذاك شهر تعرض فيه الأعمال على الله رب العالمين، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم )، وأما العلة الثانية، فقال: ( ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، فأحببت أن أصوم منه ).

    العبادة في هذا الشهر ليست كالعبادة في غيره من الشهور، ولهذا كان السلف يسمونه شهر القرّاء؛ لأن الله شرع فيه من قراءة القرآن ما شرعه في نهار رمضان وليله، ولأن الله شرع فيه من الصدقات والصيام ما شرعه في نهار رمضان وليله، حتى قال أنس فيما يروى عنه: كان السلف يتصدقون في شعبان، ويخرجون زكاة أموالهم ليتقوى الضعيف على صيام رمضان. وجد شهر شعبان اعتناءً من سلف هذه الأمة، ابتداءً برسولها صلى الله عليه وسلم، وكم حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من تعاطي أسباب الغفلة، وانصراف القلب، وإن أدى الإنسان العبادة بعد ذلك فإنه يؤديها لكنه لا يجني ثمارها ولا ينتفع بها على الحقيقة إذا أداها غافلاً، إذا أداها لاهياً عنها، منصرفاً عن جوهرها ولبها.

    1.   

    التحذير من أسباب الغفلة

    حذرنا عليه الصلاة والسلام من تعاطي أسباب الغفلة لا سيما ونحن نستقبل الأزمان المباركة، والأزمنة الفاضلة، جاء في سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى باب السلطان افتتن )، هذه ثلاث آفات ينبغي للإنسان العاقل أن يحزم أمره، ويجنب نفسه الوقوع فيها.

    أما الأولى: ( من سكن البادية جفا )، لأنه لا يجد من يذكره، يغيب عن خطبة الجمعة، ويغيب عن مجالس الذكر والعلم، فلا تسمع أذنه قال الله وقال رسوله، لا تسمع أذنه الموعظة، ولا يصل إلى قلبه التذكير، فحقيق به أن يجفو وأن يغلظ طبعه.

    وأما الثانية: ( من اتبع الصيد غفل )، من اتخذ اتباع الصيد مهنة وحرفة وهواية، يقضي ساعاته وأيامه في اللهو وراء الصيد، فإنه حريٌ وخليق بأن تتسرب الغفلة إلى قلبه، حتى يتشربها، يغفل عن ذكر الله، يغفل عن الاستعداد للقاء الله، يغفل عن اغتنام عمره فيما ينفعه عند الله.

    وأما الآفة الثالثة: فإتيان السلطان، يعني: أن التقرب والتزلف إلى السلطان، يوقع في الفتنة؛ لأن الإنسان معرض لخطرين عظيمين إن لم يتداركه الله: إما أن يداهن هذا السلطان ويسكت على ما يرى من المنكرات، فيخسر دينه، وإما أن ينكر عليه فيفسد دنياه؛ لأنه قد يتعرض للأذى ويتعرض لأنواع المضايقات، فحريٌ به أن يجنب نفسه الفتنة.

    هذا الحديث فيه تنبيه الناس إلى اجتناب أسباب الغفلة، ( ومن اتبع الصيد غفل )، نحن في هذه الأيام للأسف يوافق شهر شعبان أيام العطلة الصيفية وللناس في قضائها مذاهب، كثير من الناس يضرب أطراف الأرض سفراً وترحالاً ليقضي هذه العطلة، وهو مثال حيٌ لهذا الحديث: ( ومن اتبع الصيد غفل )، إذا لم تكن هذه الأسفار مضبوطة بما يقربه إلى الله، وبما يحيي قلبه، فإنه حريٌ بأن يغفل، فإذا جاء رمضان ورجع إلى بلده رجع إلى زمن الصيام والقيام، وإن شارك الناس صيامهم وقيامهم فإن العبادة مع الغفلة ليست كالعبادة مع الذكر.

    هذه الإجازة حري بالإنسان العاقل أن يعتني بتصريفها التصريف الأمثل، فإن كان لا بد من السفر والترحال فليحفظ الإنسان عمره، وليعرف أي أزمنة هو يستقبل، إنه يستقبل شهر رمضان، شهر الصيام والقيام، فلتكن الأسفار والرحلات فيما يزيده إيماناً، ويطرد عن نفسه الغفلة والنسيان حتى ينتفع بمواسم الخيرات.

    أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

    1.   

    أهمية استحضار العبادة والذكر فيها

    الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

    إخوتي في الله! إن الغفلة لها أثر على عبادة الإنسان وإن تعبد، فالغفلة إذا استحكمت على القلب فإنها -أولاً- تثقل على النفس الطاعة، كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى: يصبح الإنسان مع العبادة قائماً معها كالقائم مع الجيفة متضايقاً منها. ينتظر ساعة الفرار، وساعة الخلاص، كذلك هو حال الإنسان مع العبادة إذا كان يباشرها بغفلة، لا يجد في قلبه رغبة ومحبةً للعبادة؛ لأنه غافل عن معانيها، غافل عن ثوابها، لا يجد في نفسه الرغبة الباعثة عليها، ولهذا كان من هديه عليه الصلاة والسلام تعاطي الأسباب التي تطرد الغفلة عن الإنسان قبل أن يقدم رمضان، وقد جاء في الحديث: ( أنه عليه الصلاة والسلام سئل عن أفضل الصائمين، فقال: أكثرهم ذكراً لله )، أفضل الصائمين الذي يصوم مع ذكره لله، مع رغبته بهذه العبادة، مع تشوقه إليها، وهذه هي العبادة الحقة، كما قال عليه الصلاة والسلام: ( يقول الله تعالى: إن عبدي حقاً الذي يذكرني وهو ملاقٍ قرنه )، وقت شدة القتال، وهو يقاتل عدوه المكافئ له في البطولة والشجاعة، لكن قلبه مشغول بذكر الله، هذا عبد الله حقاً: ( إن عبد الله حقاً الذي يذكرني وهو ملاقٍ قرنه )، قد يتعبد الإنسان لكن تعبد الغافل لا تتجاوز عبادته آذانه، لا يقبلها الله عز وجل منه؛ لأنه غافل القلب، ولهذا جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يقبل دعاءً من قلبٍ غافل )، (لا يقبل دعاءً)، والدعاء هنا كما قال العلماء: المقصود به دعاء العبادة، ودعاء المسألة، يعني كل عبادة تتعبدها لله إذا كنت غافلاً عنها فإنها لا تنفعك النفع المرجو.

    واعلموا أن الله لا يقبل دعاءً من قلب غافل، فكان حري بالعاقل الحازم لأمره الحريص على إصلاح دينه ودنياه أن يستعد لمواسم الخيرات بطرد الغفلة عن قلبه، بالإكثار من ذكر الله، بالاستعداد بالطاعة، ولهذا كان عليه الصلاة والسلام كثير الصيام في شهر شعبان، وكان السلف يكثرون القراءة في شهر شعبان، ويكثرون الصدقة في شهر شعبان؛ ليتأهبوا بذلك لنهار رمضان وليله، حتى إذا صادفوا زمن العبادة والتفرغ لها تفرغوا لها بقلبٍ محبٍ مقبل.

    هذه هي الحكمة الأولى من الإكثار من العبادة في شهر شعبان.

    1.   

    الصوم في شعبان

    ثم جعل الله عز وجل شهر شعبان زمناً لتدارك ما فات خلال السنة من نوافل الأعمال وواجباتها لا سيما الصيام، فمن كان له صوم نافلة يصومه خلال السنة فإنه يستحب له أن يقضيه إذا كان قد فات، وهذا ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه كان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه يصوم من كل شهرٍ ثلاثة أيام، لكن قال العلماء: ربما فاته هذا في بعض الشهور فقضى ما فاته في سائر السنة في شهر شعبان، وجعل الشارع شهر شعبان زمناً لتدارك الصيام الفائت من رمضان السابق، فمن فاته بعض رمضان رخص له أن يقضي في سائر السنة، لكن لا يجوز له أن يؤخره حتى يدخل رمضان التالي، ولهذا قالت عائشة : ( كان يكون علي الصوم من رمضان فلا أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان، لشغلي برسول الله صلى الله عليه وسلم )، فكل من كان عليه قضاء صوم يجب عليه أن يصومه قبل أن يدخل رمضان التالي، وإن كان لم يصمه خلال السنة تعين عليه أن يصومه في شهر شعبان، وهذا الحكم جدير بأن يبلغ في البيوت، فتعلم النساء اللاتي أفطرن في رمضان بسبب أعذارهن، ويعلم المريض الذي فاته شيء من الصيام في نهار رمضان، يعلم من فاته صوم رمضان أنه يجب عليه أن يتداركه في شهر شعبان قبل أن يدخل رمضان التالي.

    شهر شعبان شهر عظيم المنزلة عند الله، والعبادة فيه أفضل من العبادة في غيره من الشهور، خلا رمضان، فهو جدير بأن يعتني الإنسان بليله ونهاره، ويكثر فيه من ذكر الله ومن نوافل الأعمال، لا سيما الصدقة التي يعين بها المستضعفين وما أكثرهم، يعينهم على استعدادهم لرمضان فيتقووا بها على عبادة الله، والموفق من استمع القول فاتبع أحسنه.

    نسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، اللهم يا حي يا قيوم! يا ذا الجلال والإكرام! يا أرحم الراحمين! برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اللهم يا حي يا قيوم! برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اللهم يا حي يا قيوم! برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

    اللهم إنا نسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

    اللهم يا ودود يا ودود! يا ذا العرش المجيد! يا فعالاً لما تريد! نسألك بعزك الذي لا يرام، وبملكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تفرج عن أهل اليمن وسوريا ما هم فيه يا رب العالمين، اللهم فرج عن المسلمين في كل مكان ما هم فيه يا رب العالمين، اللهم اجعل لهم من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاءٍ عافية، اللهم أعنهم ولا تعن عليهم، اللهم أعنهم ولا تعن عليهم، اللهم أعنهم ولا تعن عليهم، وامكر لهم ولا تمكر عليهم، وكن لهم ولا تكن عليهم، اللهم أطعم جائعهم، واشف مريضهم، وارحم ميتهم، وآو شريدهم، وأمن خائفهم، اللهم أمنهم في أوطانهم يا أرحم الراحمين، اللهم لا تؤاخذهم بذنوبهم، اللهم لا تؤاخذهم بذنوبهم، اللهم لا تؤاخذهم بذنوبهم، ولا تعاملهم بسيئاتهم، اللهم أنزل عليهم سكينتك، وانشر عليهم فضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام! اجعل للمسلمين من كل همٍ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاءٍ عافية، اللهم انصر عبادك المجاهدين في كل مكان يا رب العالمين، اللهم عليك بأعداء الإسلام فإنهم لا يعجزونك، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، وخذهم أخذ عزيز مقتدر يا رب العالمين.

    اللهم اغفر لمن حضر هذه الجمعة ولوالديه، وافتح للموعظة قلبه وأذنيه، أنت ولي ذلك والقادر عليه.

    اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.

    اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755833035