إسلام ويب

مثل الكلمة الطيبة [2]للشيخ : أحمد سعيد الفودعي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • جعل الله عز وجل كلمة التوحيد كالنخلة أصلها ثابت وفرعها في السماء. وقد مثل النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن بالنخلة أيضاً، فهو ثابت في الأرض وعمله الصالح يرتفع إلى السماء. وكما أن النخلة تؤتي أكلها كل حين فالمؤمن نفعه ثابت في كل حين، وكما أن جميع أجزائها نافعة، وأنها كلما طال عمرها حسن ثمرها فالمؤمن أيضاً كلما كبر سنه حسن عمله.

    1.   

    تابع أوجه الشبه بين الإيمان في قلب صاحبه والنخلة

    الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71]. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر:18].

    أما بعد:

    فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    لا نزال أيها الأحباب نتدبر المثل العجيب الذي ذكره الله عز وجل في كتابه، وجعل فيه سبحانه وتعالى مثلاً مطابقاً لحال الإيمان والمؤمن، لقد ضرب الله عز وجل في الكتاب العزيز بالنخلة مثلاً للإيمان، وزاد النبي صلى الله عليه وسلم الأمر إيضاحاً فجعلها مثلاً للمؤمن، وذكرنا في الجمعة الماضية بعض أوجه الشبه بين الإيمان والنخلة، وما يريد الله عز وجل إيصاله إلى قلوب العباد، فإنه ختم هاتين الآيتين بقوله سبحانه وتعالى: وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [إبراهيم:25]، رجاء أن يتذكروا ما أمروا به ونهوا عنه، فيحولوا ذلك إلى عمل، فينتفعوا به أعظم انتفاع لعلهم يتذكرون، نتدارس هذا المثل العجيب الذي لفت الله عز وجل الأنظار إليه في أول مضربه، فقال: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ [إبراهيم:24].

    الارتفاع إلى السماء

    تفكر في هذه الكيفية العجيبة حتى تنتفع بهذا المثل، فإن الله يريد إيصال الأمور المعقولة المعنوية إلى ذهنك وقلبك، فضرب لها مثلاً حسياً حتى تباشر أنت العمل بعد ذلك، بعد وضوح الصورة وجلاء الحقيقة، أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ [إبراهيم:24]، هذه النخلة جعلها الله عز وجل مثلاً للمؤمن ولعمله، فعمل المؤمن كذلك أصله في الأرض؛ لأن الإنسان ثابت على هذه الأرض يمشي وعمله يرتفع إلى السماء، والسماء لا يرفع إليها إلا ما يحبه الله، السماء لا يرفع إليها إلا العمل الصالح والكلم الطيب، كما قال سبحانه: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر:10]، الدنيا لو أوتيتها كلها بغير عمل صالح فإنه لن يرتفع منها إلى السماء شيء، كلها ستبقى على الأرض، الأبراج القائمة والأموال الطائلة كلها تراب على تراب، لا يصعد إلى السماء شيء إلا ما يحبه الله ويرضاه.

    جاء في الحديث المرسل الذي رواه ابن أبي حاتم في التفسير، وذكره ابن كثير رحمه الله في تفسيره ونسبه إلى قتادة قال: ( جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! ذهب أهل الدثور بالأجور ) ذهب أهل الأموال بالأجور، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه درساً لا ينسى، وهو أن الدثور مهما كثرت وأن الأموال مهما عظمت، فإن الإنسان لا ينتفع منها بشيء إلا بما ارتفع إلى السماء، قال له عليه الصلاة والسلام: ( أرأيت لو عمد إلى متاع الدنيا فركب بعضه فوق بعض أكان يبلغ السماء؟ قال: لا ) الدنيا التي يؤتاها الإنسان لو بني بعضها فوق بعض فإنها لن تصل السماء، ( قال: أفلا أدلك على عمل يبلغ السماء؟ قال: بلى. قال: أن تقول: لا إله إلا الله والله أكبر، سبحان الله وبحمده دبر كل صلاة عشراً؛ فذلك يبلغ السماء ).

    السماء تفتح أبوابها لعمل المؤمن؛ ولذلك جعل الله عز وجل هذا المؤمن كالنخلة أصلها -يعني: جذرها وجذعها- ثابت في الأرض، وفروعها عالية في السماء، وكذلك المؤمن يمشي على هذه الأرض أصله ثابت والعقائد في قلبه ثابتة، والذي يصعد منه إلى السماء هو عمله الصالح، والكافر بخلاف ذلك؛ ولهذا ضربه الله مثلاً بعد ذلك كالشجرة التي اجتثت من فوق الأرض وقلعت من فوق الأرض، فهو جثة هامدة على هذه الأرض لا يرتفع منها شيء إلى الهواء، لا يرتفع منها شيء إلى السماء، فالمؤمن أراد الله عز وجل أن يذكره بأن قيمته فيما يرتفع منه إلى السماء، هذه القيمة الحقيقية: ( عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس )، الناس تتفاوت مراتبهم، وتختلف مقاديرهم عند خالقهم بأعمالهم التي ترفع إلى السماء: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13].

    استمرارية العطاء والثمرة

    ثم ضرب الله عز وجل المثل لأمرٍ آخر ذكره في الآية، فذكر من أوصاف هذه الشجرة أنها تمتاز عن غيرها من الشجر بخصيصة لا توجد في غيرها، فقال: تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا [إبراهيم:25]، الأكل يعني: ما يؤكل من ثمرها، فثمر هذه الشجرة يؤكل في كل حين، بعض المفسرين يقول: غدوة وعشياً، وشيخ المفسرين ابن جرير رحمه الله يقول: وأحب الأقوال عندي أن المعنى أنها تؤتي أكلها كل حين -أي: غدوة وعشياً- وكل حين، ثم أورد إشكالاً وجوابه، ومضمونه أنه إذا كان المقصود بأن هذه الشجرة تعطي الثمرة في كل حين، فكيف ننزل هذا على النخلة، والنخلة تثمر في بعض الأوقات دون بعض، ثم أجاب رحمه الله بجواب مليح تتضح به الحقيقة، وأبان بأن ثمرة هذه النخلة تؤكل في كل الساعات، فتؤكل أول ما تظهر بلحاً وهي لا تزال على الشجرة، ثم تؤكل بعد ذلك بسراً بعد أن تطيب، ثم تؤكل بعد ذلك رطباً، وإذا انتهى ذلك الموسم جفف الناس الثمرة فأكلوها تمراً بقية العام، يتصبحون بأكل ثمرها، ويتمسون بأكل ثمرها، فثمرها أطيب الثمر، ولا ينقطع عنهم طوال العام.

    أراد الله عز وجل أن يوصل إلى المؤمن حكمة، وهي: أن المؤمن ينبغي أن يكون ممثلاً بهذه الشجرة، فلا ينقطع عنه عمله في حال من الأحوال، ينبغي أن يكون مداوماً على العمل مؤتياً هذه الثمرة في كل ساعة من ساعاته، في كل نفس من أنفاسه، ينبغي أن يكون عاملاً متقرباً إلى ربه، كما قال الله: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:99]، وكما قال معاذ : إني أحتسب نومتي وقومتي، لا سيما الأوقات الشريفة، أوقات الغدوة وأوقات العشي، الصباح والمساء، هذان الوقتان الشريفان اللذان لفت الله عز وجل الأنظار إليهما في مواضع عديدة من كتابه، يأمر أنبياءه بأن يذكروا الله تعالى في هذه الساعات، وألا يغفلوا عن ذكره، فيقول سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا [الإنسان:25-26]، أمره بذكره في البكور وفي المساء، الأصيل وقت العصر، وأمر المؤمنين بما أمر به الرسل، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الأحزاب:41-42]، وأثنى على أنبيائه فذكر نبي الله داود وغيره من الأنبياء بأنه سخر لهم هذه الوظيفة، فهم يذكرون الله بكرة وعشياً، وجعل سبحانه أشرف الصلوات التي نؤديها في هذين الوقتين، ورتب عليهما من الأجر ما لم يرتبه على غيرهما من الصلوات، قال صلى الله عليه وسلم: (من صلى البردين دخل الجنة)، وقال: (لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)، وكذلك جعل جزاء أهل الجنة أنه يأتيهم رزقهم فيها بكرة وعشياً، جَزَاءً وِفَاقًا.

    هذه الأوقات الشريفة ينبغي أن تشغل بالعمل والثمرة، فإن الشجرة إذا كانت لا ثمرة لها فإنه لا قيمة لها، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [إبراهيم:25].

    لذة القلب

    ومن الأوجه المناسبة للشبه في هذا المثل العجيب: ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وهو يضرب هذا المثل، فقد كان سبب ورود الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أتي بجمار، والجمار قلب النخلة الأبيض الذي يظهر فيها قبل الثمرة، وهو ألذ قلوب الشجر وأطيبها، لما أتي بالجمار وهو في مجلسه بين أصحابه، جعل عليه الصلاة والسلام يأكل من هذا الجمار، ثم قال: ( إن من الشجر شجرة كمثل الرجل المسلم فأخبروني ما هي؟ ) العلماء يقولون: أراد أن يشبه قلب الإنسان المؤمن بقلب هذه الشجرة، فكما أن قلب هذه الشجرة ألذ القلوب وأطيبها وأحلاها، فكذلك قلب الإنسان المؤمن ينبغي أن يكون أزكى القلوب وأطهرها وأحلاها، ينبغي أن يضمر فيه العقائد الصحيحة التي لا بدعة فيها ولا شرك، وينبغي أن يطهره من أدران القلوب، كالحسد، والبغضاء للمؤمنين، والخوف من غير الله، والتوكل على غير الله، ينبغي أن يطهر هذا القلب من الأنجاس والأرجاس حتى يطيب، فإذا طاب طاب عمل صاحبه كله، هكذا أراد عليه الصلاة والسلام أن يشبه هذا القلب بذلك القلب الذي كان يتناول منه صلى الله عليه وسلم.

    النفع بالثمرة وغيرها

    ومن أوجه الشبه العجيبة بين المؤمن وبين النخلة: ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام في حديث الطبراني ، فقال عليه الصلاة والسلام: ( مثل المؤمن كمثل النخلة، ما أخذت من شيء منها إلا نفعك )، كل شيء يأتيك من النخلة فإنه نافع، ثمرها أطيب الثمر، وورقها الورق الوحيد الذي ينتفع به في شتى ألوان المنافع، منه يصنع الناس أكياسهم وزنابيلهم، ومنها يصنع الناس فرشهم وبسطهم، منها يسقف الناس بيوتهم، وبأعمدتها يرفعون بناء أفنيتهم وبيوتهم، النخلة لا يأتيك منها شيء إلا نفعك، رطبة كانت أو يابسة، ثمرة كان ذلك أو غيره، وكذلك الإنسان المسلم ينبغي أن يكون حسن النفع للناس، لا يصدر منه للآخرين إلا ما هو نافع.

    اللين والقسوة

    وفي النخلة أمر آخر أيضاً: فإن فيها القسوة واللين، وفيها الشوك وغير الشوك، ولكن كل ذلك نافع، وهكذا ينبغي أن يكون المؤمن قوياً ليناً، شديداً على أناس، ليناً رحيماً بأناس آخرين، كما قال الله في كتابه: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا [الفتح:29]، إلى آخر ما أخبر الله به من أوصافهم في هذه الآية الكريمة.

    هذا المثل ينبغي أن يكون محل درس واعتبار للمؤمن حتى يسعى في أن يشابه حاله حال النخلة، وهذا هو المقصود بقوله سبحانه: لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [إبراهيم:25].

    أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

    الجودة في الثمرة عند تقدم السن

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    ومن عجيب أمر النخلة أيها الكرام أنها كلما قدم بها السن، وكلما طال بها العمر كلما جاد ثمرها، وحسن نتاجها، فالثمرة من النخلة القديمة أطيب منها من النخلة حديثة السن الجديدة، وهذا المثل المطابق لحال المؤمن الموفق الذي أطال الله عز وجل له في العمر، وأمد له في الفسحة فإنه يزداد خيره، ويكثر عمله، بخلاف ذلك الذي سلبه الله التوفيق، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم كما في سنن الترمذي عن خير الناس: ( قيل له: من خير الناس يا رسول الله؟! قال: من طال عمره وحسن عمله، وسئل عن شر الناس، فقال: من طال عمره وساء عمله )، فالمؤمن الموفق كلما طال به العمر كلما ازداد له الخير، وهذا مثل مطابق للنخلة.

    1.   

    الغرض من تمثيل الإيمان بالنخلة

    أراد الله أن يذكرنا من خلال أوصاف النخلة بهذه الخصال الكريمة، فليبادر الإنسان إلى استغلال العمر وتطييب هذه الساعات بالإكثار من الأعمال الصالحة، وقد قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم وغيره: ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن عمر المؤمن لا يزيده إلا خيراً ) ثم فسر هذا، فقال: (إما أن يكون محسناً فيزيد في إحسانه، وإما أن يكون مسيئاً فيستعتب)، إذا مد له بالعمر وهو مسيء فهذا من فضل الله لعله يرجع وينيب، لعله يحسن ويتوب، وكذلك هذه الشجرة المباركة كلما زاد عمرها حسن ثمرها.

    أيها الكرام! أراد الله من خلال هذا المثل أن نتذكر عظمة الإيمان، وعظمة هذا الإنسان حين يتصف بهذا الوصف العظيم، وصف الإيمان، ولنا بعد ذلك أن نتصور كيف ستكون أقواله وأفعاله.

    وفي المقابل: ضرب الله عز وجل مثلاً لمن سلب هذا الإيمان، أو لم يدخل في عداد أهله بالشجرة الخبيثة شجرة الحنظل، فهي مرة المذاق، ولا فائدة منها، وكذلك الكافر والمنافق لا تجد منه شيئاً يطيب، وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ [إبراهيم:26]، قلعت من فوق الأرض، مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ [إبراهيم:26].

    ثم عقب سبحانه وتعالى المثلين بالعاقبة والنهاية، فقال: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ [إبراهيم:27]، وهذا ما سنتحدث عنه في جمعة قادمة بإذن الله.

    نسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، اللهم يا حي يا قيوم! يا ذا الجلال والإكرام! يا أرحم الراحمين! برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201].

    اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها، دقها وجلها، وأولها وآخرها، وسرها وعلانيتها، اللهم اجعل أعمالنا كلها صالحة، واجعلها لوجهك خالصة، ولا تجعل لأحد فيها شيئاً، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.

    اللهم اغفر لمن حضر هذه الجمعة ولوالديه، وافتح للموعظة قلبه وأذنيه، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.

    اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، واخذل الكفرة والمشركين أعداءك أعداء الدين، اللهم انصر عبادك المجاهدين في كل مكان يا رب العالمين! اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين، اللهم فرج عن المستضعفين من المسلمين في كل مكان يا رب العالمين! اللهم أعنهم ولا تعن عليهم، وانصرهم ولا تنصر عليهم، اللهم عجل بالفرج لإخواننا في سوريا وفي كل مكان يا رب العالمين، اللهم اجعل لهم من كل همٍ فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كل بلاءٍ عافية.

    اللهم عجل لهم بالفرج، واكشف عنهم الكرب برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم لا تجعلهم فتنة للقوم الظالمين، اللهم لا تجعلهم فتنة للقوم الظالمين، ونجهم برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم اجمع كلمتهم على الهدى، اللهم اجمع كلمتهم على الهدى، اجمع رأيهم، وسدد رميهم، ووحد صفهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

    اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام! نسألك بكل أسمائك يا حي يا قيوم أن تتولى أمرنا، اللهم تول أمرنا، واكشف كربنا، واشف مريضنا، وارحم ميتنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين!

    اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756416066