إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب [614]للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    قراءة القرآن من المصحف في صلاة الليل، وبيان مقدار الورد اليومي من القرآن

    السؤال: هل يجوز أن أقرأ القرآن من المصحف في صلاة الليل؛ لأنني لا أحفظ إلا جزء عم؟ ثم ما هو الورد اليومي من القرآن؟

    الجواب: لا حرج على الإنسان أن يقرأ في الصلاة من المصحف إذا كان لا يحفظ ما يريد أن يقرأه، وقد ورد في ذلك أثر عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أما إذا كان لا يحتاج إلى القراءة في المصحف فإنه لا ينبغي له أن يقرأ منه؛ وذلك لأن القراءة من المصحف تحتاج إلى حمل المصحف وإلى حركات متعددة لا داعي لها، وإلى فوات سنة، وهي وضع اليدين على الصدر، لكن لا بأس بذلك عند الحاجة، وكذلك فيما يظهر لو كان الإنسان يخشع خشوعاً أكثر إذا قرأ من المصحف فلا بأس، أما الورد الذي يقرأ من القرآن فهذا لم ترد به سنة، لكن ينبغي للإنسان ألا يدع القرآن بلا قراءة، إما أن يجعل القراءة نصف شهرية بمعنى أن يختم القرآن كله في نصف شهر، أو في عشرة أيام، أو في الشهر مرة، المهم ألا يدع القرآن؛ لأن القرآن كله خير.

    1.   

    بيان كيفية المسح للرأس وحكم تسكين الشعر بعد الانتهاء من المسح

    السؤال: هل المسح على الرأس يكون شاملاً للجوانب، وإذا مسحت من الأمام إلى الخلف ثم قمت بإرجاع يدي إلي الأمام سوف أضطر إلى إرجاعها مرةً أخرى إلى الخلف؛ لأن شعري سيكون منقوشاً، فهل هذا صحيح؟

    الجواب: الواجب في مسح الرأس في الوضوء أن يكون شاملاً لجميع الرأس من الجبهة إلى العنق، ومن الأذن إلى الأذن، ويكفي في المسح أن يُمِرَّ الإنسان يديه على رأسه من ناصيته إلى عنقه ماراً بجوانبه، ولكن الأفضل أن يمر بيديه من الناصية إلى الخلف ثم يردهما إلى المكان الذي بدأ منه، وحينئذٍ لا حرج على المرأة إذا انتفش شعرها أن تمر يديها عليه لا تعبداً ولكن من أجل تسكين الرأس.

    1.   

    تهرب البنت من محادثة الأب لقسوته

    السؤال: فتاة تعاني من معاملة والدها القاسية، ومن ظلمه وقهره وجبروته، لدرجة أنها أحياناً تشك في أبوته مما تراه منه وتسمعه من كلامه الجارح، تقول: ولا أخفي عليكم فإنني أكرهه كثيراً، ولكني في نفس الوقت أدعو له بالهداية دائماً، وكثيراً ما أقع في سبه والكلام في غيبته، وأتدارك فعلي هذا بالاستغفار له وبالدعاء له، ولا أحب أن أواجهه بل أتهرب منه، وهو أيضاً لا يسأل عني ولا يهتم بأمري، ولكنني أحاول بقدر الإمكان أن أقوم بطاعته إذا أمرني، وقد حاولت مراراً تقديم النصيحة له لكنني لم أجد الجرأة الكافية، وهو أيضاً لا يعطي لأحدنا فرصة لمواجهته، ولا يستجيب لا لأهله ولا لغيرهم، بل يفعل ما يمليه عليه رفقاء السوء دون أن يفكر هل ما يفعله صحيحاً أم خطأ، ودون النظر لعواقب الأمور، وأفيدكم علماً بأنه مثقف ودائماً ما يردد بعض الأحاديث، والعجيب أن تلك الأحاديث تناقض فعله، وسؤالي يا فضيلة الشيخ محمد : هل علي إثم في عدم محادثته والتهرب منه حيث أن ذلك رغم إرادتي؟ وجهوني في ضوء ذلك، وهل يعتبر ذلك من العقوق؟

    الجواب: من المعلوم أن للوالدين حقاً وللأولاد حقاً، للوالدين حق على أولادهم من ذكور وإناث، وللأولاد حق على آبائهم وأمهاتهم، ولكن حق الوالدين على الأولاد أعظم من حق الأولاد على الوالدين؛ لهذا أنصحك أولاً: بالصبر على ما يحصل من أبيك من الأذية والجور والظلم، وأرجو لك -بذلك الصبر والاحتساب- ثواباً من عند الله عز وجل، ثانياً: لا تقاطعيه إذا حصل منه هذا الشيء، بل صليه وبري به وأنت الرابحة.

    أما بالنسبة للأب فإني أنصحه بأن يكون عوناً لأولاده من ذكور وإناث على بره، وأن يتلطف إليهم، وأن يكون رفيقاً بهم، وليعلم أن التعسف والجور والظلم على البنات من أعمال الجاهلية، فإن أهل الجاهلية هم الذين يكرهون الإناث ويكرهون وجودهن حتى إن أحدهم وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ [النحل:58-59].

    كانوا في الجاهلية من كراهتهم للنساء إذا ولد للإنسان مولودة ذهب يحفر لها ويدفنها وهي حية والعياذ بالله، حتى ذكروا أن بعضهم كان يدع البنت إلى أن تميز أو تكون قريبة من التمييز ثم يخرج بها إلى البر ويحفر لها الحفرة فإذا أصاب لحيته شيء من التراب جعلت تنفض لحيته، وتنقيها من التراب وهو يحفر لها الحفرة ليدفنها والعياذ بالله ثم يدفنها، وأن بعضهم تستغيث به ابنته إذا رأته ألقاها في الحفرة قائلة: يا أبتي! يا أبتي! ولكنه لا يرق لها بل يرمسها والعياذ بالله، وهذه القلوب أقسى من الحجارة، وكل إنسان يكره النساء ويعاملهن المعاملة السيئة ففيه شبه من أهل الجاهلية.

    فنصيحتي لهذا الأب: أن يتقي الله عز وجل فيما رزقه الله من الإناث، وأن يعلم أنه إذا صبر عليهن وأدبهن كن له حجاباً من النار، كما جاءت بذلك السنة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فليرفق بهن، لعل الله أن يرفق به إذا لاقاه يوم القيامة.

    1.   

    بيان الكمية التي يشربها من يريد إصابة السنة من ماء زمزم

    السؤال: حديث ( ماء زمزم لما شرب له ) ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، هل يشترط لتحقيق ذلك كمية معينة؟

    الجواب: ظاهر الحديث أنه لا يشترط لذلك كمية معينة، لكن أهل العلم قالوا: إنه ينبغي للإنسان أن يشرب من ماء زمزم ويتضلع منه، أي: يملأ بطنه منه، ولا شك أن ماء زمزم ماء مبارك، وأنه: ( طعام طعم وشفاء سقم )، بإذن الله عز وجل.

    1.   

    مدى اشتراط شرب زمزم في مكة

    السؤال: هل يشترط أن يكون شرب ماء زمزم في مكة؟

    الجواب: لا يشترط؛ ولهذا كان بعض السلف يأمر من يأتي به إليه في بلده فيشرب منه، وهو أيضاً ظاهر الحديث ( ماء زمزم لما شرب له )، ولم يقيده النبي صلى الله عليه وسلم بكونه في مكة.

    1.   

    وصية المرأة بنصف مالها في سبيل الله

    السؤال: إذا أوصت المرأة بنصف أموالها بأن تنفق في سبيل الله، فهل تأثم في ذلك؟ مع العلم بأن وارثيها ليسوا بحاجة إلى أموالها وأنهم ليسوا بفقراء؟

    الجواب: لا يحل للرجل ولا للمرأة أن يوصي بأكثر من الثلث؛ وذلك لأنه ثبت في الصحيحين وغيرهما: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد سعد بن أبي وقاص من مرض كان به فقال له: يا رسول الله! إني ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا، قال: أتصدق بالشطر أي: بالنصف؟ قال: لا، قال: أتصدق بالثلث؟ قال: الثلث والثلث كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالةً يتكففون الناس )؛ ولهذا يحرم على الإنسان أن يوصي بأكثر من الثلث، فلو قُدِّرَ أنه فعل ذلك إما جهلاً، وإما تهاوناً وتساهلاً فإن للورثة من بعده أن يأخذوا ما زاد على الثلث، ولا ينفذوا إلا الثلث فقط، وعلى هذا فنقول لهذه المرأة: إياك أن توصي بأكثر من الثلث، أوصي بالثلث وفيه خير؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( خير الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح تأمل البقاء وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان )، فالذي يحب أن يتصدق يتصدق وهو صحيح شحيح، قبل أن يمرض وقبل أن يموت، ويسلم من التبعة من وجه، وتطمئن نفسه إلى أنه وضع المال فيما يريده من وجه آخر؛ لأنه ربما يوصي بشيء ويتهاون الورثة بهذا، ولا يؤدونه كما يريد الموصي.

    1.   

    حكم البدء بصلاة الجنازة قبل الصلاة المفروضة

    السؤال: جاءت في قريتنا جنازة في وقت العصر، فصلوا صلاة الجنازة ولم يصلوا العصر إلا قبل المغرب، فهل يجوز لهم ذلك؟

    الجواب: هذا شيء عجيب أن يبدؤوا بصلاة الجنازة قبل صلاة الفريضة، لكن لعل هذا وقع لسبب من الأسباب، لا ندري ما هو، ولكننا نجيب على حسب السؤال، فنقول: إذا جاءت الجنازة إلى المسجد فإنه يبدأ بصلاة الفريضة قبل ثم يصلى على الجنازة، ولا يبدأ بالجنازة؛ لأنه إذا صلي على الجنازة قبل صلاة الفريضة فإن الذين يشيعونها سيبقون مترددين: هل يصلون مع الناس أم يذهبون بالجنازة لدفنها؟ أما إذا صليت الفريضة ثم صلي على الجنازة صار الناس أحراراً.

    1.   

    رفع الصوت عند المشي بالجنازة

    السؤال: هل يجوز المشي بالجنازة بصوت مرتفع؟

    الجواب: الجنازة ينبغي للمشيعين لها أن يكونوا متأملين متفكرين في مستقبلهم، وأنهم سوف يحملون على الأعناق كما حمل هذا الميت إن عاجلاً وإن آجلاً، وحينئذٍ يهتمون بأمورهم، ويوطنون النفس على الأعمال الصالحة؛ ولهذا كره العلماء أن يتحدث المشيعون بأمور الدنيا، أو أن يضحكوا وكأنهم في مجلس نزهة وطرفة.

    وأما الذكر معها بأصوات عالية أو قول: اذكروا الله أو وحدوا الله، فهذا كله من البدع التي لم ترد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا عن أحد من أصحابه، وإنني بهذه المناسبة أحث إخواني على اتباع الجنائز، فإن النبي صلي الله وعليه وسلم قال: ( من شهد جنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان، قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين )، وفي رواية: ( أصغرهما مثل أحد ).

    1.   

    تلقين الميت بعد الدفن

    السؤال: هل ورد في السنة أن يقوم رجل بتلقين الميت بعد الدفن؟

    الجواب: لم يصح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما فيه حديث عن أبي أمامة : ( أنه يلقن ويُدعى بأمه، ويقال له: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله ) إلى آخره، ولكن هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإنما السنة جاءت بأن يقف على القبر ويستغفر للميت ويسأل الله له التثبيت، فيقول: اللهم أغفر له، اللهم أغفر له، اللهم أغفر له، اللهم ثبته، اللهم ثبته، اللهم ثبته، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: ( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل )، ويكون هذا الدعاء أفراداً بمعنى: أن كل واحد يدعو به الميت دون أن يكون بصوت واحد.

    1.   

    قراءة سورة يس بصوت مرتفع في المقبرة

    السؤال: هل ورد في السنة قراءة سورة يس بصوت مرتفع في المقبرة بصورة جماعية؟

    الجواب: لم يرد ذلك في السنة لا بصوت مرتفع ولا بصوت منخفض، ولا بصوت مجتمع عليه، ولا بصوت منفرد، وإنما جاء في الحديث: ( أقرءوا على موتاكم يس )، وهذا الحديث ليس متفقاً على صحته ولا على حسنه بل فيه خلاف هل هو صحيح أو ضعيف؟ والمراد به إن صح: أن يقرأ على المحتضر سورة يس، يعني: إذا علمنا أن رجلاً احتضر أو أن امرأة احتضرت فإنه يقرأ عليه يس بصوت يسمعه المحتضر لما في ذلك من ذكر مآل المؤمن، وذكر الجنة والنار، وذكر شيء من آيات الله عز وجل، وهذا قد يكون سبباً لحسن الخاتمة بالنسبة لهذا الميت الذي قرأنا عليه هذه السورة.

    1.   

    الدعاء بقوله: وفقني لما أسمو إليه

    السؤال: عندما يدعو العبد ربه بقوله: اللهم وفقني إلى ما أسمو إليه ولا تجعلني من القانطين، فهل هناك خطأ في هذا الدعاء في قوله: يسمو؟

    الجواب: ليس فيه خطأ إذا كان يسمو إلى خير من علم نافع وعمل صالح وخلق حسن وما أشبه ذلك، لكن الأولى أن يعين فيقول: اللهم وفقني لما تحب وترضى، اللهم وفقني للإخلاص لك، اللهم وفقني للمتابعة لرسولك، اللهم وفقني لأحسن الأخلاق والأعمال وما أشبه ذلك.

    1.   

    قول الإنسان بعد انتهاء المؤذن من الإقامة: لا إله إلا الله

    السؤال: ما حكم قول المأمومين أو المصلين: لا اله إلا الله بعد إقامة الصلاة، أي: بعد أن يقول المؤذن الذي يقيم الصلاة: لا إله إلا الله؟

    الجواب: يرى بعض أهل العلم رحمهم الله أن الإقامة يُتابع فيها المقيم كما يُتابع المؤذن، بمعنى أنه إذا قال المقيم: الله أكبر الله أكبر، تقول أنت: الله أكبر الله أكبر، وإذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله، تقول: أشهد أن لا اله إلا الله، وإذا قال: أشهد أن محمداً رسول الله، تقول: أشهد أن محمداً رسول الله، وإذا قال: حي على الصلاة، تقول: حي على الصلاة، وإذا قال: حي على الفلاح، تقول: حي على الفلاح، وإذا قال: قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، تقول: أقامها الله وأدامها، وإذا قال: الله أكبر تقول: الله أكبر، وإذا قال: لا إله إلا الله، تقول: لا إله إلا الله، وبناءً على هذا القول يكون قول المتابع: لا إله إلا الله بعد قول المقيم: لا إله إلا الله مشروعاً، ويرى آخرون أن الإقامة لا تتابع؛ لأن الحديث الوارد فيه في صحته نظر، حيث أن أحد رواته قد تكلم فيه، وعلى هذا فلا يقول الإنسان بعد قول المقيم: لا إله إلا الله لا يقول بعده: لا إله إلا الله.

    1.   

    قول الناس: لا إله إلا الله بعد قول الخطيب: فاذكروا الله يذكركم

    السؤال: ما حكم قول الناس: لا إله إلا الله بعد أن يقول الخطيب يوم الجمعة في نهاية الخطبة الثانية: فاذكروا الله يذكركم؟

    الجواب: أولاً: لا ينبغي للخطيب أن يتخذ هذا سنةً راتبة، بمعنى أن يختم بها كل جمعة؛ لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولكن إذا قالها أحياناً، وقال المستمعون: لا إله إلا الله دون رفع صوت فلا بأس به.

    1.   

    معنى القنوت

    السؤال: أرجو توضيح كلمة القنوت بالتفصيل حتى نكون إن شاء الله من القانتين؟

    الجواب: القنوت لعله يريد قول الله تبارك وتعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [البقرة:238]، وهو يطلق على معان متعددة: منها: السكوت؛ ولهذا قال راوي الحديث: ( فأمرنا بالسكوت، ونهينا عن الكلام )، ومعلوم أن المراد بـ ( أمرنا بالسكوت ) أي: بالسكوت عن كلام الناس، لا بالسكوت عن كل شيء؛ لأن الصلاة كلها أقوال وأفعال لا بد منها، فالقنوت يطلق على: ترك ما ينافي الصلاة، ويطلق على إطالة القيام والقراءة، ويطلق على كمال الخشوع لله عز وجل، ويطلق على الدعاء كما قنت النبي صلى الله وعليه وسلم للمستضعفين، وقنت يدعو على أقوام آخرين.

    1.   

    دخول جهاد النفس الأمارة والهوى والشيطان في عموم آيات الجهاد

    السؤال: قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ [الصف:10-11]، هل يدخل في هذه الآية جهاد النفس الأمارة بالسوء، وجهاد الهوى والشيطان، أرجو توضيح ذلك؟

    الجواب: هذه الآية الكريمة يقول الله تعالى فيها: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [الصف:10]، واعلم أن الله تعالى إذا صَدَّرَ الكلام بقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [البقرة:104] فإنه ينبغي لك أن تستمع إلى هذا النداء الموجه من الله عز وجل إليك؛ لأنه إذا ناداك فإما خير تؤمر به، وإما شر تنهى عنه، وإما خبر تنتفع به؛ ولهذا يروى عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ( إذا قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا فأرعها سمعك، فإما خير تؤمر به، وإما شر تنهى عنه ).

    وقوله: هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [الصف:10]، هذا استفهام بمعنى التشويق، يعني: أن الله تعالى يشوقنا إلى هذه التجارة، وهي التجارة الرابحة تجارة الآخرة، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ [الصف:11]، والمراد بالجهاد في سبيل الله هنا: هو جهاد الأعداء أي: بذل الجهد في قتالهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون.

    وأما جهاد النفس فهو داخل في قوله: تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ [الصف:11]، إذ أن من كمال الإيمان وتحقيق الإيمان: أن يجاهد الإنسان نفسه عن فعل المعاصي، وعلى فعل الواجبات.

    1.   

    تغطية الوجه والكفين وبيان كيفية الحجاب

    السؤال: أرجو من فضيلة العلماء أن يبينوا لنا كيفية الحجاب؟ وهل تغطية الوجه والكفين واجبة أم غير واجبة؟ لأنني أرى كثيراً من الناس يقولون: بأن ذلك غير واجب ويثيرون النقاش حول هذا.

    الجواب: الحجاب هو: أن تستر المرأة كل ما يكون كشفه سبباً للفتنة ومنه الوجه، فإنه أعظم ما تكون به الفتنة؛ ولهذا كان القول الراجح من أقوال أهل العلم: أنه يجب على المرأة أن تغطي وجهها عن الرجال الذين ليسوا من محارمها، والأدلة في هذا موجودة في كتب أهل العلم التي تحدثت عن هذا الأمر، ولا شك أن هذا القول الذي دل عليه الكتاب والسنة هو القول المناسب، ولا سيما في وقتنا هذا حيث أن الشر قد كثر والفتنة قد عظمت، ولا سبيل إلى البعد عن الزنا وأسبابه إلا بتغطية الوجه، وعلى هذا فالحجاب الشرعي أول ما يدخل فيه تغطية الوجه فيما نرى، والعلم عند الله تعالى.

    1.   

    واجب الأبناء مع الآباء الذين لا يصلون

    السؤال: كان أبي رحمه الله عاجزاً بقدم واحدة، وكان يخشى الله في كل عمل له، وكان يتعب في كسب ماله لإطعامنا، ولا يقبل المساعدة من أحد، ولا يقبل أي مال حرام، وكان يزكي على ماله ويتصدق كثيراً اعتقاداً منه بأن الصدقة تغني عن الصلاة، وأيضاً لعدم سماع البرامج الكافية من الأمور الشرعية التي تحذر من عاقبة تارك الصلاة ونهايته، ماذا نفعل؟ كان أبي للأسف الشديد لا يصلي ولا يعرف كل ذلك.

    الجواب: الواجب عليكم نصح هذا الأب، وأن تبينوا له أن الصلاة من أركان الإسلام، وهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وأن تبينوا له أن تاركها يكفر كفراً مخرجاً عن الملة وإن تصدق وصام وحج واعتمر، فإن أصر على ذلك أي على ترك الصلاة فأعلموه أن الله لن يقبل منه نفقةً ولا صدقةً ولا صياماً ولا حجاً؛ لأن من شرط قبول الأعمال: أن يكون الإنسان مسلماً، ومن لا يصلي ليس بمسلم، فإن كان الأب قد مات الآن وهو لم يصل إليه ولم يبلغه أن الصلاة واجبة وفريضة فإنه لا بأس أن يدعى له بالمغفرة والرحمة لعل الله تعالى أن يغفر له ويرحمه.

    1.   

    الواجب على المسلم تجاه الأحاديث النبوية

    السؤال: هل يجب علينا أن نحفظ الأحاديث عن ظهر قلب؟ وكيف ذلك؟

    الجواب: لا يجب على الإنسان أن يحفظ الأحاديث عن ظهر قلب، ولكن يجب على الإنسان أن يتعلم من العلم ما يحتاج إليه في عباداته ومعاملاته، سواء من القرآن أو من السنة، أو مما كتبه أهل العلم مستنبطاً من الكتاب والسنة.

    1.   

    قراءة الأدعية والأذكار من كتب الأدعية

    السؤال: هل يجوز قراءة الأدعية والأذكار من كتب الأدعية؟

    الجواب: إذا كانت هذه الكتب لا يذكر فيها إلا الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الحسن، فلا بأس أن يأخذ الإنسان كتاباً منها ويذكر الله عز وجل بما فيها من الأذكار؛ لأن كثيراً من الأذكار لا يمكن للإنسان أن يحفظها عن ظهر قلب، فإذا حفظها من كتاب أو من ورقة نقلها من كتاب صحيح أو حسن فلا حرج أن يذكر هذه الأذكار من هذا الكتاب، وبالمناسبة أود أن أنبه على ما يحمله بعض الطائفين أو بعض الساعين في حج أو عمرة فتجد كل واحد منهم يحمل كُتيباً فيه دعاء الشوط الأول، ودعاء الشوط الثاني، ودعاء الشوط الثالث إلى آخره. فإن هذا بدعة، كما نص أهل العلم على ذلك، ولا ينبغي للإنسان أن يحمل هذه الكتيبات؛ لأن الأذكار الواردة فيها إن كانت صحيحة فهي ليست في هذا المحل بل في محل آخر وتخصيصها بهذا المحل يعتبر بدعة، وإن لم تكن صحيحة فهي أبعد وأبعد من السنة، ولهذا ننصح إخواننا المعتمرين والحجاج والمتطوعين بالطواف ألا يعتمدوا على هذه الكتيبات، وأن يعتمد الإنسان على ما في نفسه فيدعو الله تعالى بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، ولو أن يكرر: اللهم أغفر لي، اللهم أغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم ارزقني، أو يكرر لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحمد له الملك وهو على كل شيءٍ قدير، أو يقرأ ما شاء من القرآن.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755828709