إسلام ويب

تفسير سورة الرحمن (4)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن عرض الله عز وجل في بعض المواطن في القرآن لحال يوم القيامة، وتصوير ما فيه من الأهوال والصعاب، يحمل الإنسان العاقل على الخشية والرهبة والخوف من ذلك اليوم العصيب، والذي يكون بداية لما بعده من العذاب والجحيم الذي ينتظر المكذبين، فقد أعد الله لهم حساباً عسيراً، بعده يقادون إلى جهنم بواسطة ملائكة غلاظ شداد، فإذا دخلوها وأرهقهم حرها ولهيبها نقلوا إلى الحميم يشربونه ليطفئوا عطشهم فما يزيدهم إلا عطشاً.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان * فبأي آلاء ربكما تكذبان)

    الحمد لله, نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد.

    فها نحن مع سورة الرحمن المكية المباركة الميمونة، ومع هذه الآيات، فهيا بنا لنصغي مستمعين تلاوتها، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:37-45].

    معاشر المستمعين والمستمعات! قول ربنا عز وجل: فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ [الرحمن:37] متى تنشق السماء؟ متى تذوب وتكون كالدهان حمراء كالورد؟

    هذا يكون يوم القيامة، يوم الساعة التي ننتظرها وتنتظرنا، هذا تقرير لمبدأ البعث والحياة الثانية، وهل السماء تنشق؟ نعم, وتذوب كالورد في حمرتها وكالدهان في ذوبانها، وتنزل الملائكة.

    فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:37-38] إذاً؟

    هذه مظاهر علمه وقدرته ورحمته، هذه مظاهر ألوهيته وربوبيته، فمن بنى السماء؟ من جعلها سبع سماوات سماء فوق سماء، وبين السماء والسماء مسيرة خمسمائة عام؟ من يذيبها ويحللها ويفتتها؟ إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ [الانفطار:1-2]، إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ [الانشقاق:1] تنشق وتصبح في حمرتها كالذائب من الدهان.

    وهنا ذكر القرطبي في تفسيره هذه اللطيفة: قال: ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم على فتى في الليل وهو يقرأ: فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ [الرحمن:37], فوقف الشاب وخنقته العبرة وجعل يقول: ويحي من يوم تنشق فيه السماء, ويحي! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ويحك يا فتى مثلها, فوالذي نفسي بيده! لقد بكت ملائكة السماء من بكائك! ).

    فقوله تعالى: فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ [الرحمن:37] ماذا يحصل بعد ذلك؟ ما الذي يتم بعد ذلك؟ يتم نزول الملائكة وحشر الناس على صعيد واحد لحسابهم ومجازاتهم.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان * فبأي آلاء ربكما تكذبان)

    ثم قال تعالى: فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ [الرحمن:39], يوم تشقق السماء وتهبط الملائكة ويحشر الإنس والجن على صعيد واحد، يومها لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان، لم؟ لأن المؤمنين أولياء الله المتقين وجوههم بيضاء مشرقة، ووجوه الكافرين والفاجرين سوداء وعيونهم زرقاء، فلا يسأل هذا عن هذا ولا هذا عن هذا، هذا في بداية الحشر، يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ [آل عمران:106], فمن هنا لا يسألون، الذي وجهه أبيض لا يسأل, فهو مؤمن صالح، ومن وجهه أسود وعيناه زرقاوان ليس بمؤمن, بل كافر ومشرك.

    فإذا انشقت السماء ترى الناس قد جُمعوا والملائكة هبطت من السماء، وجمعوهم في صعيد واحد وهم يساقون إلى ساحة الحساب والجزاء، ثم في تلك الحال لا يسأل المجرم، لا يسأل الإنسي ولا الجني عن ذنبه أبداً, لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ [الرحمن:39], والإنسي من الناس، والجان من الجن، والجن والإنس -كما علمنا- عالمان خلقهما الله لعبادته وطاعته، فمن آمن وعمل صالحاً أسعده وأكرمه وبيض وجهه يوم القيامة، وأدخله الجنة، ومن كان مشركاً فاجراً فاسقاً فوجهه مسود وعيناه زرقاوان وإلى جهنم.

    هكذا يقول تعالى: فَيَوْمَئِذٍ [الرحمن:39] أي: يوم تنشق السماء وتصبح كالدهان حمراء, يومها لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ [الرحمن:39] لأنهم معروفون، أهل الإيمان وصالح الأعمال وجوههم بيضاء نقية مشرقة، ووجوه المجرمين والفاسقين وأهل الذنوب والآثام مسودة وعيونهم زرقاء، فلا يسأل هذا ولا هذا.

    ولكن حين ينتهي التجمع ويحشرون في صعيد واحد حينئذ يسألون، يتم السؤال والجواب.

    قال تعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:40]؟ لا بشيء من آلائك ربنا نكذب، ربنا لك الحمد، أية نعمة أعظم من هذه النعمة؟ أهل الإيمان وصالح الأعمال وجوههم مشرقة مستنيرة يدخلون الجنة، ووجوه الفجرة والكافرين مسودة, فيدخلون النار ويحشرون إليها، أية نعمة أعظم من هذه النعمة؟ إنجاء المؤمنين وإهلاك الكافرين نعمة من أعظم النعم, فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:40]؟ الجواب: لا بشيء من آلاء ربنا نكذب، ربنا لك الحمد.. ربنا لك الحمد.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام)

    ثم قال تعالى: يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ [الرحمن:41], يعرف المجرمون بصفاتهم, بسيماهم, فوجوههم مسودة، وعيونهم زرق والعياذ بالله تعالى، ما يسألون: من أنتم، ولا من أين أنتم، ولا كيف أنتم أبداً، يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ [الرحمن:41], والناصية الشعر في أول الرأس، يؤخذ بها مع قدميه ويلقى في جهنم والعياذ بالله تعالى.

    فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي [الرحمن:41] جمع ناصية، وَالأَقْدَامِ [الرحمن:41] كيف هذا؟ يؤخذ من أمام رأسه ثم يعكس من ورائه إلى قدميه ويلقى في جهنم، فكيف يكفر الكافرون؟ فكيف يكذب المكذبون؟ كيف يشرك المشركون ومصيرهم كما تسمعون؟ والدليل على ذلك هو قولنا: أما كنتم معدومين؟ أما وجدتم؟ من أوجدكم، من أعدمكم؟ ألا يميتكم ثم يبعثكم؟

    حقيقة الإجرام والمجرمين

    يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ [الرحمن:41], من هم المجرمون؟

    المجرم: الذي أجرم على نفسه، أخبثها، عفنها، أنتنها، أصبحت عفنة منتنة لا يرضى الله عنها ولا يحبها، ولا يرضى أن تدخل الجنة وتنزل بجواره، وبم تفسد النفس وتنتن وتتعفن؟

    بكل ذنب ارتكبه الآدمي، كل ما حرم الله من اعتقاد أو قول أو عمل أو صفة، ففاعلو المحرمات مجرمون على أنفسهم، يحولونها إلى أنفس خبيثة منتنة، والذين يحافظون على طهارة أرواحهم وزكاة نفوسهم بإيمانهم والعمل الصالح وبعدهم عن الكفر والذنوب والآثام، هؤلاء نفوسهم مشرقة طاهرة رضي الله عنها ورضيها، ويدخلها الجنة، هذه هي الحقيقة.

    وقد أقسم الجبار على هذا الحكم بأقسام عدة فقال تعالى: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [الشمس:1-8] كم يميناً هذه؟

    والذي أقسم عليه قوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10].

    قَدْ أَفْلَحَ [الشمس:9] أي: فاز بالنجاة من النار وبدخول الجنة دار الأبرار من زكى نفسه، وكيف يزكيها، كيف يطيبها، كيف يطهرها؟

    الجواب: يستعمل أدوات التزكية، أدوات التطهير، أدوات التنظيف، أدوات التطييب حتى تطيب، وأين توجد أدوات التزكية، أين تباع؟ ما هي؟

    إنها الإيمان بالله ولقائه، الإيمان بما أمرنا الله أن نؤمن به من الغيب والشهادة، ثم طاعة الله وطاعة رسوله بفعل ما أمرا به وترك ما نهيا عنه, هذه مواد التزكية والتطييب والتطهير.

    ومواد التخبيث والتلويث والتعفين هي الكفر والشرك والكذب والخيانة والتلصص والزنا والربا.. وكل الذنوب والآثام، تلطخ النفس، تعفنها، تصبح منتنة لا يرضى الله عنها أبداً، ويبعث صاحبها يوم القيامة ووجهه مسود وإن كان من الروم أبيض الوجه, والله! لتكونن وجوههم مسودة كما تقدم لكم.

    إذاً: يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ [الرحمن:41] ويلقون في جهنم، من يفعل هذا بهم؟ الزبانية الذين أعدهم الله لهذه المهمة.

    فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:42]؟ لا بشيء من آلاء ربنا نكذب.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون)

    ثم قال تعالى: هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ [الرحمن:43] شاهدوها، انظروا إليها, هكذا يقال لهم: هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ [الرحمن:43], نسأل الله ألا نكون من المجرمين.

    والمجرمون هم الذين أجرموا على أنفسهم، ويجرمون على غيرهم فيعلمونهم الكفر والربا والزنا والشر والباطل والفساد، يقضون على طهارة نفوسهم, فبدل أن يزكوها يخبثونها ويعفنونها، ومن أجرم على غيره أجرم على نفسه، كل ذنب ترتكبه تتلطخ نفسك به وتصبح مظلمة منتنة عفنة.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (يطوفون بينها وبين حميم آن * فبأي آلاء ربكما تكذبان)

    قال تعالى: هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ [الرحمن:43-44] ما معنى: آنٍ؟ حار اشتدت حرارته إلى حد ليس بعده شيء.

    يقول تعالى: يَطُوفُونَ [الرحمن:44] وتعرفون الطواف بالبيت، فهم يطوفون هكذا طول حياتهم بين حميم آن وبين جهنم، فهم في النار يعطشون يلتهبون يريدون الماء، فيقادون إلى الحميم الذي اشتدت حرارته فوق العادة، ما بعد هذه الحرارة من حرارة.

    هكذا يقول تعالى: يَطُوفُونَ بَيْنَهَا [الرحمن:44] أي: بين جهنم وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ [الرحمن:44], فما معنى هذا؟ أي: يلقى في جهنم فيعطش فيريد الماء الحميم، فإذا شرب الحميم احترق, فيعود إلى جهنم, ومتى يخرج؟ لا يخرج أبداً, لا نهاية، فقولوا: آمنا بالله.

    فهذه الدار الدنيا تنتهي, لها مبدأ ولها منتهى، أما الدار الآخرة فوالله! لا نهاية لها، ما بعدها شيء أبداً، عذاب أبدي، ومع هذا فأصحاب الذنوب من المؤمنين الموحدين البعيدين عن الشرك والكفر إذا دخلوا جهنم يعذبون ثم يخرجون، يخرجهم الله منها ويغسلهم عند باب الجنة ويدخلهم الجنة؛ لأنهم أهل التوحيد، أما أهل الشرك والكفر فلا يخرجون منها أبداً, لا مجوسي ولا يهودي ولا نصراني أبداً.

    يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ [الرحمن:41-44] ما معنى: آنٍ؟ انتهت شدة حرارته, ما فوق ذلك حرارة, فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:45]؟ لا بشيء من آلاء ربنا نكذب.

    1.   

    قراءة في كتاب أيسر التفاسير

    هداية الآيات

    والآن مع هداية الآيات.

    قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:

    [ هداية الآيات:

    من هداية الآيات:

    أولاً: بيان الانقلاب الكوني وخراب العالم للقيامة ].

    من هداية هذه الآيات: بيان خراب العالم وانتهاء هذه الحياة، والله! لتنتهين عما قريب, فقد مضت آلاف السنين، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( بعثت أنا والساعة كهاتين. وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى ).

    والله أخبر في كتابه في سورة القمر؛ إذ قال تعالى: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [القمر:1], فمثلنا مع الأمم السابقة كمثل ما بعد صلاة العصر إلى المغرب فقط، وها نحن نقترب، وأخبر الله بذلك فقال: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [القمر:1], انفلق القمر فلقتين على جبل أبي قبيس, آية من آيات الله الدالة على نبوة رسوله وعلى صدق الوعد بالنار والجنة.

    [ ثانياً: يبعث الناس من قبورهم ولهم علامات تميزهم, فيعرف السعيد والشقي ].

    من هداية الآيات: أن الناس حين يخرجون من قبورهم ويبعثون يعرف الشقي من السعيد بحسب وجوههم، هذا وجهه أبيض وهذا وجهه مسود, سيماهم في وجوههم.

    [ ثالثاً: التنديد بالإجرام, وهو الشرك والظلم والمعاصي ].

    يا معشر المستمعين والمستمعات! اتقوا الله ولا تجرموا على أنفسكم ولا على غيركم، الإجرام: هو فعل الذنوب والآثام حتى تخبث النفس وتصبح كأرواح الشياطين، ومن ثم يغضب الجبار عليها ويبعدها، ولا ينزلها الجنة دار الأبرار، فلنبتعد عن الإجرام الذي هو الشر والفساد، وكل ما حرم الله من كبائر الذنوب إجرام, كالزنا، الربا، الغيبة، السب، الشتم، أكل المحرم، القتل.. كل هذه جرائم وموبقات، إذا ما تاب العبد منها ومات ونفسه مظلمة فوالله! لا يفلح، ويبعث ووجهه مسود، ولكن إذا تاب الله عليه ونجا والحمد لله؛ فإن الله يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب منها.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755766907