إسلام ويب

تفسير سورة يوسف (7)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لم يتوقف البلاء في حياة يوسف عليه السلام عند كيد إخوته له، بل استمر حتى في بيت العزيز بمصر، فما إن شب وبلغ مبلغ الرجال حتى بدأت امرأة العزيز تراوده عن نفسه، حتى إنها في مرة من المرات غلقت الأبواب وبقيت هي وإياه ليس معهما أحد، إلا أن يوسف عليه السلام استعاذ بالله من شر هذه المرأة ومن شر الوقوع في الخطيئة، وبينما هو يفر من أمامها حاولت الإمساك به ومزقت قميصه عليه السلام من الخلف، وبينما هما كذلك إذ بالعزيز يظهر من وراء الباب المقفل ويقطع هذا الموقف.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب...)

    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون، ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نفوز بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود، إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ) .

    وها نحن مع سورة يوسف الكريم ابن الكريم ابن الكريم، وها نحن مع هذه الآيات الثلاث، فهيا بنا لنصغي مستمعين تلاوتها مجودة مرتلة، ونتدبر ونتفكر ثم نتدارسها إن شاء الله.

    قال تعالى: وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ * وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [يوسف:23-25].

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا [يوسف:23]، علمنا بعلم الله تعالى مما سبق أن إخوة يوسف لما استخرج أخوهم من البئر أدركوه وباعوه، والذين اشتروه باعوه لعزيز مصر، وأصبح يوسف في بيت العزيز الوزير أو الملك، وتربى وترعرع فيه، وكان في غاية الجمال والكمال.

    ولجماله وكماله وآدابه وأخلاقه أحبته امرأة العزيز المعروفة بـزليخا ورغبت فيه، وهي غير مؤمنة ولا مسلمة، من قوم كافرين، وتعلق قلبها به فراودته.

    والمراودة يوماً بعد يوم، وساعة بعد ساعة، بأسبابها وعواملها، راودته رجاء أن يجامعها ويقضي حاجتها.

    إذاً: وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ [يوسف:23]، الأبواب: جمع باب، وإغلاقها وتغليقها دال على أنها كثيرة.. باب الدار، باب الحجرة، باب البهو، باب الغرفة التي فيها، فقطعت عن نفسها وعن يوسف أن يدخل أحد عليهما.

    وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ [يوسف:23]، وفي قراءة نافع : (هِيْتَ لك)، بمعنى: أقبل وأنا بين يديك، أقبل علي، هَيْتَ لَكَ [يوسف:23].

    فأجابها قائلاً: مَعَاذَ اللَّهِ [يوسف:23]، أي: أستعيذ بالله وألجأ إليه وأتحصن به أن أقع في هذه المعصية، وعلل فقال: إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ [يوسف:23]، وهذا اللفظ له معنيان صحيحان سليمان يتناولهما:

    أولاً: إِنَّهُ رَبِّي [يوسف:23] خالقي ورازقي ومالك أمري، أَحْسَنَ مَثْوَايَ [يوسف:23]، وإقامتي في هذه البلاد بعدما كادوا يقتلونني.. بعدما ألقوني في غيابة الجب، فكيف أعصيه؟! إِنَّهُ رَبِّي [يوسف:23]، أي: مالك أمري وخالقي وإلهي ورازقي.

    ويصح: إِنَّهُ رَبِّي [يوسف:23]، أي: سيدي العزيز، إذ أَحْسَنَ مَثْوَايَ [يوسف:23] في منزله.. الطعام والشراب واللباس والأمن، فكيف أخونه في زوجته؟!

    وعلل لذلك فقال: إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [يوسف:23]، الظالمون في كل وقت ومكان لا يفلحون، عاقبتهم دائماً الخسران.

    ومن هم الظالمون؟ واحدهم ظالم، الذي يضع الشيء في غير موضعه، فالذي يجامع امرأة غيره ظالم أوقع هذا في غير مكانه!

    والذي يخون من أنعم عليه وأكرمه وأحسن مثواه ظالم! المفروض أن يحسن إليه، لا أن يخونه، إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [يوسف:23].

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه...)

    قال تعالى بعد هذا: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [يوسف:24]، أخبر تعالى أنه هم بها وهمت به، والتفاسير المروية عن بني إسرائيل -ونعوذ بالله منها- يقولون: هم بها ليجامعها، وهمت به لتجامعه.

    والصحيح الذي عليه إمام المفسرين ابن جرير الطبري والذي هو مصدر هذا التفسير الذي نتدارسه: (هَمَّتْ بِهِ): أن تضربه لما عصاها، وأبى أن يستجيب لها، يقال: هم بالشيء: أراده. أرادت أن تضربه.

    وهم هو بها من أجل أن يدفع عن نفسه أذاها وضررها؛ لمشروعية الدفاع عن النفس، لكن ما ضربها؛ لأنه ألهم على الفور في نفسه ألا يضربها وألا يؤذيها.

    وهذا الإلهام الخاص يفسره بعض المفسرين بأنه رأى والده في صورة أمامه، ولا داعي لهذا كله.

    لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ [يوسف:24]، لاحت أنوار المعرفة فأعلمته أنه لا ينبغي أن يؤذي هذه المرأة وأن يضربها، فمن ثم كف يده عنها وهرب وتركها.

    إذاً: لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ [يوسف:24] لكان يضربها، ولكن لاح له نور الربانية فعرف أنه لا ينبغي له ذلك.

    قال تعالى: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ [يوسف:24]، السوء: هو ضرب هذه المرأة في بيتها، والفحشاء: هو الزنا الذي أرادته، فصرف عنه تعالى أمرين: السوء الذي هو ضربها، والفحشاء التي طلبتها وراودته لها.

    لماذا يقول تعالى هذا؟ يقول: إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [يوسف:24]، ما نرضى لهم أن يتلوثوا بالذنب والإثم، ولا بالسب والضرب ولا بالفاحشة، وهذا شأن الله مع أوليائه، يعصمهم ويحفظهم؛ حتى لا يخبثوا ويتلوثوا وهم أولياؤه، فكل من كان له ولي لا يرضى أن يتلوث، فكيف بالله عز وجل؟!

    إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [يوسف:24]، (الْمُخْلَصِينَ): الذين استخلصناهم لنا.. لولايتنا، ما تركنا للشيطان مجالاً يأتيهم منه.

    وهكذا كل أولياء الله الذين استخلصهم لعبادته لا يقدر الشيطان على إغوائهم وإضلالهم والرمي بهم في الفسوق والفجور.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: (واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر...)

    ثم قال تعالى: وَاسْتَبَقَا الْبَابَ [يوسف:25]، أي: باب المنزل. استبقاه كل أراد أن يسبق الثاني، هو أراد أن يهرب بدلاً أن يضربها، أوحي إليه وألهم أن لا يضربها وأن يتركها، وهي وراءه تريد أن تضربه لماذا تمرد عليها وعصاها وأبى أن يقضي حاجتها؟ فسبقها وهي وراءه، فجذبته من ثوبه فتمزق.

    وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ [يوسف:25]، قدته بمعنى: مزقته. (مِنْ دُبُرٍ): من وراء.

    وهذا دليل على أنه هو الذي تركها وهرب يريد الباب، فأدركته من ورائه فمزقت ثوبه، وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ [يوسف:25].

    ثم قال تعالى: وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ [يوسف:25]، وجدا سيدها -أي: العزيز- عند الباب.. باب الدار الذي كان يريد أن يخرج منه، أو الغرفة التي كان فيها ويريد أن يهرب منها.

    قَالَتْ [يوسف:25]، أي: زليخا مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا [يوسف:25]، تعنترت وادعت أنه هو الذي ظلمها، فهي مضطرة إلى هذا: مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [يوسف:25].

    قالت العلماء: خافت أن يبيعه وتحرم من رؤياه ولقائه وما زالت طامعة فيه، فما رضيت أن يباع، وإلا فقد كانت ستقول له: بع هذا العبد، لا يصلح.

    إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ [يوسف:25] فقط، أَوْ عَذَابٌ [يوسف:25] بصفعة أو بركضة أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [يوسف:25]، والأليم: الموجع بأي نوع من أنواع الإيجاع.

    مرة ثانية أسمعكم الآيات قبل شرحها: وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ * وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا [يوسف:23-25]، أي: وجدا سَيِّدَهَا لَدَى [يوسف:25] أي: عند الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا [يوسف:25]، أي: الضرب، إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ [يوسف:25]، بينت له ما يفعل به خشية أن يبيعه، وغداً إن شاء الله نسمع الجواب من العزيز، وننظر ماذا فعل؟!

    1.   

    قراءة في كتاب أيسر التفاسير

    والآن إليكم شرح الآيات من الكتاب.

    معنى الآيات

    قال المؤلف: [ معنى الآيات:

    ما زال السياق الكريم في الحديث عن يوسف وما جرى له من أحداث في بيت العزيز الذي اشتراه.

    إنه ما إن أوصى العزيز امرأته بإكرام يوسف حتى بادرت إلى ذلك فأحسنت طعامه وشرابه ولباسه وفراشه، ونظراً إلى ما تجلبه الخلوة بين الرجل والمرأة من إثارة الغريزة الجنسية، لا سيما إذا طالت المدة وأمن الخوف وقلت التقوى حتى راودته بالفعل عن نفسه، أي: طلبت منه نفسه ليواقعها ] أي: يجامعها [بعد أن اتخذت الأسباب المؤدية؛ حيث غلقت أبواب الحجرة والبهو والحديقة وقالت: تعال إلي، وكان رد يوسف على طلبها حازماً قاطعاً للطمع؛ وهذا هو المطلوب في مثل هذا الموقف.

    قال تعالى مخبراً عما جرى في القصر حيث لا يعلم أحد من الناس ما جرى وما تم فيه من أحداث، قال تعالى: وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [يوسف:23]، إنها بعد أن اتخذت كل ما يلزم للحصول على رغبتها منه أجابها قائلاً: إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ [يوسف:23]، يريد: العزيز أحسن إقامتي فكيف أخونه في أهله؟! وفي نفس الوقت أن سيده الخالق الله جل جلاله قد أحسن مثواه بما سخر له، فكيف يخونه فيما حرم عليه؟!

    وقوله: إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [يوسف:23] تعليل ثان، فالظالم بوضع الشيء في غير موضعه يخيب في سعيه ويخسر في دنياه وأخراه، فكيف أرضى لنفسي ولك بذلك؟!

    وقوله تعالى: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ [يوسف:24]، أي: همت بضربه لامتناعه عن إجابتها لطلبها بعد مراودات طالت مدتها، وهم هو بها -أي: بضربها- دفعاً لها عن نفسه، إلا أنه أراه الله برهاناً في نفسه فلم يضربها، وآثر الفرار إلى خارج البيت، ولحقته تجري وراءه لترده؛ خشية أن يعلم أحد بما صنعت معه.

    وَاسْتَبَقَا الْبَابَ [يوسف:25]، هو يريد الخروج وهي تريد رده إلى البيت خشية الفضيحة، وأخذته من قميصه فقدته، أي: شقته، (من دبر)، أي: من وراء؛ لأنه أمامها وهي وراءه.

    وقوله تعالى: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ [يوسف:24]، أي: هكذا نصرف عن يوسف السوء فلا يفعله والفحشاء فلا يقربها، وعلل لذلك بقوله: إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [يوسف:24]، أي: الذين استخلصناهم لعبادتنا ومحبتنا فلا نرضى لهم أن يتلوثوا بآثار الذنوب والمعاصي.

    وقوله تعالى: وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ [يوسف:25]، أي: ووجدا زوجها عند الباب جالساً في حال هروبه منها وهي تجري وراءه حتى انتهيا إلى الباب وإذا بالعزيز جالساً عنده، فخافت المعرة على نفسها فبادرت بالاعتذار قائلة: مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ [يوسف:25]، أي: يوماً أو يومين، أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [يوسف:25] يكون جزاء له، كأن يضرب ضرباً مبرحاً ].

    هداية الآيات

    قال المؤلف: [ هداية الآيات ] سقطت من التفسير وكتبناها اليوم فانتبهوا!

    قال: [ من هداية الآيات:

    أولاً: حرمة الخلوة بالمرأة الأجنبية لما يسبب من الفاحشة ]، حرمة الخلوة بالمرأة الأجنبية من أجل ألا تسبب الفاحشة، من أين أخذنا هذا؟ من قوله تعالى: وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا [يوسف:23]؛ لأنه معها.

    [ ثانياً: مشروعية الاستعاذة بالله تعالى مما يكره ]، من أين أخذنا هذا؟ من قوله تعالى: قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ [يوسف:23]، أي: ألجأ إلى الله وأتحصن به أن أقع في هذه الفتنة.

    [ ثالثاً: تقرير مبدأ الاعتراف بالفضل لأهله ]، لقوله: إِنَّهُ رَبِّي [يوسف:23]، سواء كان يقصد العزيز أو كان يقصد الله عز وجل، إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [يوسف:23].

    [تقرير مبدأ الاعتراف بالفضل لأهله؛ إذ تجاهله ونسيانه من الظلم ].

    [ رابعاً مشروعية الدفاع عن النفس ]، من أين أخذنا هذا؟

    من قوله تعالى: وَهَمَّ بِهَا [يوسف:24]، أراد أن يضربها.

    [ خامساً: عصمة الله لأوليائه؛ حتى لا يقعوا فيما يكره من الذنوب والآثام ]، قال تعالى: إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [يوسف:24]، لا نسمح لهم أبداً أن يفعلوا ذنباً ويتلطخوا به وهم أولياؤنا، وهذه عامة وليست خاصة بيوسف عليه السلام، بل عامة لكل مؤمن ومؤمنة.

    وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755897319