إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (160)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الغصب هو الاستيلاء على مال الغير قهراً بغير حق، ويجب على الوالي أن يؤدبه لحق الله تعالى بسجنه أو ضربه زجراً وردعاً له ولأمثاله، كما يجب على الغاصب رد ما اغتصبه، مع غلة المغصوب إن وجدت أو الربح، وإن اختلف الغاصب والمغصوب ولا بينة بينهما فالقول قول الغاصب مع يمينه.

    1.   

    الغصب

    الحمد لله؛ نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي الجامع للشريعة الإسلامية كاملة عقائد وآداباً وعبادات وأخلاقاً وأحكاماً، وقد انتهى بنا الدرس إلى الأحكام، وها نحن مع [ المادة الرابعة: في الغصب].

    تعريف الغصب

    [أولاً: تعريفه: هو الاستيلاء على مال الغير قهراً بغير حق] غصب يغصب غصباً إذا استولى على مال غيره بدون حق، هذا هو الغصب [وذلك كأن يستولي أحد على دار أحد فيسكنها أو دابة أحد فيركبها] أو سيارة فيقودها.

    حكم الغصب

    [ثانياً: حكمه:] ما حكمه يجوز أو لا يجوز؟ [ الغصب محرم ] والدليل؟ [بقول الله تعالى: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ [البقرة:188]] فلابد من حق، والغصب باطل [وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ألا إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام )] فلا يحل لمؤمن أن يأخذ مال مؤمن ولا أن يريق دمه، ولا أن ينتهك عرضاً له [وقوله صلى الله عليه وسلم: ( من اقتطع من الأرض شبراً ظلماً طوقه يوم القيامة من سبع أرضين )] يطيل الله عنقه حتى يدخل سبع أرضين في عنقه والعياذ بالله.

    [وقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفسه )] مطلق المال لا يحل إلا عن طيب نفس، فما دام غير راض فهو حرام وغصب، ولا يحل أبداً ولا يجوز أكله، ومن ثم كان المسلمون أيام كانوا حقاً لا يغتصب أحد مال أحد.

    إذاً: عرفنا الغصب ما هو، وعرفنا حكمه أنه حرام.

    1.   

    أحكام الغصب

    [ثالثاً: أحكامه: أحكام الغصب هي].

    أولاً: تأديب الغاصب لحق الله تعالى بسجنه أو ضربه

    [أولاً: تأديب الغاصب لحق الله تعالى بسجنه أو ضربه زجراً له ولأمثاله] حكم الغاصب أن يؤخذ منه ما غصب ويؤدب إما بالسجن، أو بالضرب زجراً له ولأمثاله، والحاكم هو الذي يفعل هذا، فإذا غصب أحد شيئاً أخذ منه ما غصب، ويؤدب إما بالسجن أو بالضرب زجراً لغيره ولأمثاله.

    ثانياً: يجب على الغاصب رد ما اغتصبه

    [ثانياً: يجب على الغاصب رد ما اغتصبه] يجب على الغاصب أن يرد ما اغتصبه أرضاً كان أو بناء أو مالاً.. أو أي شيء، لا بد من رده [وإن تلف في يده] أو ضاع منه [ضمنه بمثله إن كان له مثل أو بقيمته] وإن تلف الذي اغتصبه في يده ضمنه بمثله إن كان له مثل وإلا بقيمته؛ حتى يرد الحق لأصحابه.

    هذا هو الإسلام دين الله الذي أعرض عنه المسلمون، فوا أسفاه! وا حسرتاه!

    ثالثاً: من اغتصب شيئاً فأصابه بعيب فوت على صاحبه الغرض منه رد مثله

    [ثالثاً: من اغتصب شيئاً فأصابه بعيب فوت على صاحبه الغرض منه رد مثله وأخذ ما اغتصبه وأعابه] يعطيه مثله ويأخذ الذي اغتصبه وأعابه [وإن تعذر] ما استطاع [رده وقيمة النقص معه] فإن اغتصب سيارة وبعد ذلك تعطلت، ردها ورد قيمة النقص الذي حصل فيها.

    إذاً: من اغتصب شيئاً فأصابه بعيب فوت على صاحبه الغرض منه -كسيارة لا يستطيع ركوبها- رد مثله وأخذ ما اغتصبه وأعابه، وإن تعذر رده وقيمة النقص معه.

    رابعاً: غلة المغصوب ترد معه كاملة

    [رابعاً: غلة المغصوب ترد معه كاملة، وذلك كنتاج الحيوان] فإذا اغتصب بقرة أو شاة لابد أن يردها وأولادها معها [أو غلة الأشجار] أو اغتصب بستاناً فيه أشجار لابد أن يرده وغلته كاملة [أو أجرة الدابة مثلاً] أو السيارة التي كان يركبها، لابد وأن يرد أجرتها.

    إذاً: غلة المغصوب، إن كان له غلة ترد معه كاملة، فترد تلك الفائدة مع المغصوب، وذلك كنتاج الحيوان، فإذا اختطفت بقرة لمدة سنتين وولدت عندك رددتها ومعها أولادها، أو غلة الأشجار، أو أجرة الدابة مثلاً.

    خامساً: إن كان المغصوب أرضاً فبنى فيها الغاصب أو غرس لزمه هدم البناء وقلع الأشجار

    [خامساً: إن كان المغصوب أرضاً فبنى فيها الغاصب أو غرس لزمه هدم البناء وقلع الأشجار، وإصلاح الأرض التي فسدت بالبناء أو الغرس، وإن شاء ترك ما بناه أو غرسه، وأخذ قيمته أنقاضاً -فقط-؛ وذلك إن رضي صاحب الأرض به؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( ليس لعرق ظالم حق )] فإذا كان المغصوب أرضاً ثم بنى فيها الغاصب أو غرس لزمه هدم البناء وقلع الأشجار؛ ليعطي الأرض كما أخذها، وإصلاح الأرض التي فسدت بالبناء أو الغرس، وإن شاء ترك ما بناه أو غرسه وقال: خذه يا صاحب الأرض، وأخذ قيمته وهو أنقاض ليست أصلية، أنقاض هدم فقط، وذلك إن رضي صاحب الأرض المغصوبة؛ والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: ( ليس لعرق ظالم حق ) والعرق: الأشجار والنباتات.

    سادساً: إذا اتجر الغاصب بما غصبه فربح رده مع الربح

    [سادساً: إذا اتجر الغاصب بما غصبه فربح رده مع الربح] على الغاصب أن يرد المغصوب مع ربحه، فلا يأخذ الربح أبداً، ومع هذا -كما علمتم- لابد من تأديبه بالضرب والسجن.

    سابعاً: إذا اختلف الغاصب وصاحب الشيء في قيمة المغصوب

    [سابعاً: إذا اختلف الغاصب وصاحب الشيء في قيمة المغصوب] هذا يقول بألف، وذاك يقول بألفين [أو في صفته، فالقول قول الغاصب بيمينه] الغاصب يقبل قوله بشرط أن يحلف على ذلك [إن لم يكن هناك بينة لصاحب الشيء المغصوب] أما إذا كانت هناك بينة وحجج فلا قيمة ليمينه.

    ثامناً: من أتلف مال غيره بغير إذن صاحبه وجب عليه الضمان

    [ثامناً: من أتلف مال غيره بغير إذن صاحبه وجب عليه الضمان] من أتلف أي نوع من الأموال بغير إذن صاحبه وجب عليه ضمانه، ولو كان حذاء أو مشلحاً [وذلك كأن يحرقه أو يمزقه أو يفتتح باباً مغلقاً أو قفصاً أو وكاء أو رباطاً فيتفلت ما كان داخل البيت أو القفص] هذا عليه غرامته. فإذا فتح شخص بيتاً مغلقاً فخرجت منه الحيوانات فهو المسئول عنها، أو كسر قفصاً فيه طير فهو المسئول عن ذلك.

    إذاً: من أتلف مال غيره بغير إذن صاحبه وجب عليه ضمانه، وذلك كأن يحرقه أو يمزقه أو يفتح باباً مغلقاً أو قفصاً أو وكاء أو رباطاً -وهو الشيء المربوط- فينفلت ما كان داخل البيت أو القفص فعليه غرامته ويؤديه كما أخذه.

    تاسعاً: ضمان جناية الكلب العقور إذا فرط في ربطه

    [تاسعاً: الكلب العقور] والكلب العقور: هو الذي يأكل الناس والعياذ بالله [يفرط صاحبه في ربطه فيأكل شخصاً يجب عليه الضمان] فعلى صاحب الكلب العقور أن يربطه ويحبسه، فإن أطلقه وأكل أحداً أو عضه وجب عليه ضمانه.

    عاشراً: ضمان ما تتلف الدابة إذا أرسلت ليلاً

    [عاشراً: الدابة ترسل ليلاً فتتلف زرعاً] تدخل إلى زرع فتأكله أو تتلفه [على صاحبها ضمانه] فإذا أرسلت دابتك فأتت إلى البستان وأكلت الزرع فأنت مسئول عن ذلك وتضمنه [لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن على أهل الأموال حفظها بالنهار، وما أفسدت بالليل فهو مضمون عليهم )].

    ففي النهار أنت مسئول عن ضمان بستانك أو مزرعتك، أما في الليل تنام، فإذا جاءت دابة في الليل وأكلت غرم صاحبها، أما في النهار فلا، فإذا أكلت الدابة الزرع في النهار فلا شيء على صاحبها؛ لأن على صاحب البستان أن يحرسه، لكن في الليل هو يريد أن ينام.

    سبحان الله! هذا هو الإسلام الذي عرفه الناس! الدابة ترسل ليلاً فتتلف زرعاً -أي نوع من الزرع- فعلى صاحبها ضمانه، والدليل؟ قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن على أهل الأموال حفظها بالنهار، وما أفسدت بالليل فهو مضمون عليهم ).

    الحادي عشر: الدابة بدون راكب أو سائق تتلف شيئاً فلا ضمان فيه

    [الحادي عشر: الدابة بدون راكب أو سائق] أي: ليس هناك من يركبها ولا يسوقها [تتلف شيئاً فلا ضمان فيه] فالدابة كالفرس والحمار، وكذا السيارة وحدها إن زحفت بدون راكب ولا سائق فلا شيء على صاحبها، [لقوله صلى الله عليه وسلم: ( العجماء جبار )] والدابة هي العجماء؛ لأنها لا تفصح [أي: هدر باطل. وكذا إن كانت مركوبة وأتلفت برجلها، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( رجل العجماء جبار، أما ما تتلفه بفمها أو بيدها، فمضمون إذا كانت مركوبة )].

    هذا دين الله الذي أعرض عنه المسلمون، والله إنهم لا يحكمون شيئاً من هذا أبداً في بلاد المسلمين، إلا في هذه البلد، كأنه لا دين لنا ولا إسلام ولا قرآن والعياذ بالله، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    1.   

    الأسئلة

    تفسير حادثة مناداة عمر من على المنبر وهو يخطب لسارية وهو لا يراه

    السؤال: فضيلة الشيخ! كيف نجمع بين قول الله تعالى: فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ [الجن:26-27] وبين قصة عمر رضي الله عنه يوم الجمعة وهو يخطب ويقول: يا سارية ! الجبل؟

    الجواب: أيها الأحباب! عمر فتح الله عليه وانكشف أمامه المسلمون فشاهد السرية وهي تغزو فناداها الجبل الجبل، أي: لوذوا بالجبل، وهذه كرامة من كرامات الله، ولاية وليس غيباً، فما شعر إلا وهو يقول: يا سارية الجبل.. يا سارية الجبل، بدون شعور منه رضي الله عنه، فالغيب لله ولا يحل لمؤمن ولا مؤمنة أن يدعيه أبداً، ومن ادعى هذا فهو ضال من ضلال الطريق.

    حكم استعمال الطيب للمحرم

    السؤال: نويت العمرة وقمت بتطييب الإحرام قبل لبسه، فهل علي شيء؟

    الجواب: يجوز. يجوز، الممنوع: إذا لبست الإحرام -الإزار والرداء- فلا يحل مس الطيب أبداً، وإن فعلت فعليك كفارة إطعام ستة مساكين، أما قبل أن تلبسهما فلا حرج.

    صفة المخيط الذي لا يجوز لبسه للمحرم

    السؤال: فضيلة الشيخ! كثير من الحجاج يسألون عن المخيط، فما هو المخيط، وهل الحذاء من المخيط؟

    الجواب: المخيط كل الدنيا تعرفه، فثوبي مخيط، وسروالي مخيط، هذا هو المخيط، وليس الحذاء من المخيط، فالمخيط هو الثياب والسراويل، أما أن تلف الشيء لفاً كالإزار والرداء فلا بأس، أما أن تُدخل فيه يديك مثلاً أو جسمك فهذا مخيط لا يحل لبسه.

    حكم مس المرأة للمصحف وهي حائض

    السؤال: يقول السائل: ما حكم مس المرأة للمصحف وهي حائض؟

    الجواب: لا يجوز. لا يجوز. لا يجوز؛ لأنها لا تدخل المسجد ولا تقرأ القرآن، وأفتى فقهاء الأمة في الزمان الأول أن المرأة إذا كانت تحفظ شيئاً من القرآن وخافت نسيانه وحاضت أجازوا لها أن تقرأه بدون مس المصحف حتى لا تنساه. هذه فتيا فقط.

    بيان ما يجمع ويقصر من الصلوات للحاج

    السؤال: هل نقيم الصلاة قصراً وجمعاً في حال إقامتنا بمنى وعرفات؟

    الجواب: الظهر والعصر في عرفات جمعاً، فإذا غابت الشمس ودخل المغرب فلا نصلي بل نمشي إلى مزدلفة فنجمع بين المغرب والعشاء، هذه سنة أبي القاسم، وعندما نكون في منى الأيام الثلاثة فكل صلاة في وقتها، فليس هناك حاجة إلى الجمع وأنت مقيم.

    حكم المرور بين يدي المصلي في الحرم

    السؤال: هذا سائل يسأل عن المرور بين يدي المصلي في المسجد النبوي والحرم المكي؟

    الجواب: المرور بين يدي المصلي ممنوع لا يجوز، فلا يحل لمؤمن أن يمر بين يدي المصلي -أي: بينه وبين سترته-، اللهم إلا إذا كان المصلي ظالماً، كما يحصل أثناء الخروج في طريقنا من صلاة بعض الناس للنافلة، فلم يحبسوننا؟ النافلة بعد المغرب بعدما تسبح الله عز وجل وتقرأ آية الكرسي وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تدعو الله بعد ذلك وتقوم وتصلي النافلة، ليس أن تسلم ثم تقوم للنافلة مباشرة، وهذا خطأ يصر عليه بعض الإخوة مع الأسف؛ لأن إخوانك لهم أشغال ولهم أعمال، فتقوم أنت لتصلي في الطريق وتمنعهم، حرام عليك هذا، فلهذا يضطر إلى أن يخرج ويمشي، كذلك الذين يصلون في أبواب المساجد لا يجوز.. لا يجوز.. لا يجوز أبداً.

    حكم توكيل المُوكل رجلاً آخر بالحج

    المقدم: يقول هذا السائل: أنا مقيم وكلفني أحد الإخوة أن أحج عن ميت وأعطاني مصاريف الحج، فهل يجوز لي أن أوكل شخصاً آخر بدلاً عني؟ يعني: هو موكل ويوكل شخصاً آخر.

    الجواب: يجوز ولا حرج.

    حكم استفادة الموكل بالحج بعض المال عن طريق توكيل آخر بمبلغ أقل

    السؤال: يا شيخ لو توجه كلمة عن هذا الموضوع بالذات؛ لأن البعض يتساهل في قضية التوكيل هذه، قد يأخذ مبلغاً ويعطي مبلغاً آخر لآخر يحج عنه ويتساهلون في قضية البدل هذه ويظنونها تجارة؟

    الشيخ: نبرأ إلى الله مما تقولون.. هناك شخص يحج عنه أعطاه عشرة آلاف ريال، أو خمسة آلاف ريال، ثم يأتي هو ويستأجر آخر بألفين ريال ليأخذ المال. هل هذا يفعله مسلم؟ هل يفعله مؤمن؟ هذا من الفجور والفسوق والعياذ بالله تعالى، هذه خيانة وباطل، هذا المبلغ الذي أعطاك إياه هو الذي تعطيه لغيرك بكامله، وإن زدت من عندك فهو أفضل أيضاً وتشجيع لا أن تأخذه.

    حكم ترك طواف الوداع لشدة الزحام

    السؤال: ترك طواف الوداع لشدة الزحام، هل يلزمه شيء من ترك طواف الوداع لشدة الزحام؟

    الجواب: اعلموا أن طواف الوداع سنة واجبة، ولكن تسقط بعذر كمرض أو جهل أو آلام، فمن لم يستطع فهو معذور، أما مع القدرة فلا بد وأن يطوف طواف الوداع، والزحام ليس بعذر، بل ينتظر قليلاً حتى يفرغ له المكان ويطوف.

    حكم انصراف القوي من مزدلفة مبكراً برفقة الضعفة

    السؤال: سائل يقول: رجل معه نسوة هل يجوز له أن ينصرف بعد نصف الليل من مزدلفة، فلا يجلس حتى يطلع الفجر، بل يصلي فيها المغرب والعشاء جمعاً ويذكر الله ويدعوه إلى فترة ثم إذا جاء نصف الليل خرج؟

    الجواب: أجاز بعض أهل العلم هذا ولا حرج.

    حكم من اشترى أرضاً ثم جاء من يدعي أنها في ملكيته

    السؤال: حول ما سمع المستمعون في الدرس يسأل هذا السائل ويقول: اشتريت أرضاً وقالوا لي بعد ذلك: إن الأرض التي اشتريتها هي لشخص آخر، مع أن الشخص الآخر لم يأت بما يثبت حقه، فما الواجب علي؟

    الجواب: سائل يقول: اشتريت قطعة أرض، ولما اشتريتها قيل لي: الذي باعك هذه الأرض ليست له، هي لغيره؟

    يأتي صاحب الأرض ويخاطب أو يخاصم الذي باعها وعندما تثبت له الأرض يعطيه أرضه، أما إذا لم يثبت فهي أرضه الذي اشتراها، وما دام ادعى آخر أن الأرض له وأن فلاناً باعها غلطاً، فعليه أن يخاصم فلاناً: لم تبيع أرضي؟! أما الذي اشتراها فهي في ملكيته، فإذا تبينت أنها لفلان أعطى الثمن لفلان.

    حكم السنن الرواتب للحاج

    السؤال: يقول: ماذا يفعل الحاج بالنسبة للسنن الرواتب؟

    الجواب: إن أداها أثيب عليها وأجره على الله، وإن ما أداها فلا بأس عليه؛ لأنه مسافر، ولا حرج.

    تكفير الحج للذنوب جميعها عدا المتعلقة بحقوق الناس

    السؤال: سائل يقول: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من حج هذا البيت ولم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) فهل الذنوب كلها تمحى أو هناك ذنوب لا تمحى؟

    الجواب: حقوق الغير لا تمحى، فهذه الحقوق لا بد وأن تردها لأصحابها، فإذا سرقت أو اغتصبت أو كان عليك دين فلا بد وأن تؤديه، أما الذنوب التي تغفر فهي الذنوب التي ليس لها علاقة بالناس، أي: بينك وبين الله.

    حكم المتمتع بالعمرة

    السؤال: أنا حاج متمتع جئت بعمرة من يلملم وأتيت إلى المدينة للزيارة، وأريد أن أرجع بعمرة ثانية، فهل العمرة الأولى تكون نفلاً تطوعاً؟

    الجواب: عليك هدي واحد فقط، فإذا تمتعت بالعمرة فعليك هدي، وإن عجزت عن الهدي فصم عشرة أيام: ثلاثة أيام في مكة أو في منى وسبعة أيام في بلادك.

    سنن رمي الجمار

    السؤال: رمي الجمار ما السنة فيه؟

    الجواب: السنة أولاً: أن تلتقط سبع حصيات من مزدلفة -يا من يبيت بمزدلفة تلتقط سبع حصيات- كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ثانياً: من السنة أن تكبر مع كل حصاة: الله أكبر سبع مرات، ومن السنة في الأيام الاثنين أو الثلاثة أن تبدأ بالصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى؛ لأن الكبرى من جهة مكة، هذه هي سنن الرمي.

    المقدم: ويقف بعد الأولى والثانية للدعاء؟

    الشيخ: نعم. من السنة إذا رمى الجمرة الأولى أن يقف ويدعو كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    حكم أداء الرجل للعمرة بعد أيام الحج عمن شاء من أهله

    السؤال: يقول: هل لي أن أؤدي عمرة بعد أيام التشريق عن والدتي المتوفاة؟

    الجواب: نعم، يجوز لك، اخرج إلى التنعيم وأحرم منه واعتمر عن أمك أو عن أبيك بعد أيام التشريق، أي: بعد الفراغ من الحج.

    حكم من ترك طواف الوداع وهو قادر عليه

    السؤال: ما حكم من ترك طواف الوداع وهو قادر عليه؟

    الجواب: من ترك طواف الوداع وهو قادر عليه ذبح شاة، فما دام لا عذر له فعليه ذبح شاة.

    حكم تأخير صيام الأيام الواجبة في الحج إلى حين الرجوع إلى البلد

    السؤال: سوف أصوم عشرة أيام إن شاء الله، ولكنني سأسافر بعد انتهاء الحج مباشرة، فهل أصومها في بلدي؟

    الجواب: إذا ما استطعت لمرض نعم، فإذا كنت مريضاً لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] صمها في بلادك، أما إذا كنت قادراً فلا تؤخرها صمها في الحرم.

    حكم ترك الحاج لعدد من واجبات الحج

    السؤال: إذا ترك الحاج عدداً من واجبات الحج فهل يلزمه لكل واحد منها دم؟

    الجواب: لا. كل واجب تركه عليه هدي أو صيام.

    حكم نية الرجل الطواف أثناء تطويفه لآخر بدفع أو بحمل

    السؤال: يقول هذا السائل: لو أنني طفت بوالدتي على عربة فهل يجزئ عنا الطواف نحن الاثنان؟

    الجواب: يجوز بالنية، فإذا كانت هي ناوية للطواف وأنت ناوٍ أيضاً، فالطواف صحيح ولا حرج، ولو حملتها على كتفك أيضاً فأنت تطوف لنفسك وهي تطوف لنفسها ولا حرج.

    حكم من حلق وتحلل قبل النحر

    السؤال: يقول: حلقت رأسي وتحللت قبل النحر بدون أن أمس النساء، ثم نحرت في اليوم الثالث صباحاً فهل علي شيء؟

    الجواب: لا شيء عليك.

    حكم إعادة الحج لمن تهاون بالصلاة بعده

    السؤال: سائل يقول: حججت حجة الإسلام وبعدها تهاونت في الصلاة فكنت أصلي ولا أصلي، فهل يجب علي قضاء الحج مرة ثانية؟

    الجواب: إذا قلنا: كفرت بتركك الصلاة فلا بد وأن تعيد الحج، لكن ما دمت متهاوناً فقط وما جحدت ولا قلت: لا أصلي، فلا تعيد الحج.

    حكم الاقتراض لأداء الحج

    السؤال: سائل يقول: هل يجوز لي أن أستلف مالاً لأحج به؟

    الجواب: يجوز، تستلفه للشراء والبيع وتستلفه للصلاة وللحج ولا حرج، لا بأس.

    الفرق بين فدية المحظور وفدية الواجب

    السؤال: يقول: هل هناك فرق بين الفدية للمحظورات وبين الفدية لترك الواجبات، يعني: إذا عمل محظوراً من محظورات الإحرام كحلق الشعر أو الطيب أو ما إلى ذلك، فهل هناك فرق بينه وبين أن يترك واجباً كالمبيت مثلاً؟

    الجواب: ترك الواجب عليه ذبح شاة أو صيام عشرة أيام، أما المحظورات فصيام ثلاثة أيام أو إطعام ستة مساكين أو ذبح شاة، بينهما فرق.

    حكم صيام الحاج ليوم عرفة

    السؤال: هل يجوز للحاج أن يصوم يوم عرفة؟

    الجواب: ما دام الرسول صلى الله عليه وسلم ما صام فلا نصوم -والحمد لله- ولو صمت فما عليك إثم ولكن تركت السنة والأفضل ألا تصوم.

    زواج الرجل والمرأة في الجنة

    السؤال: هذا سائل يقول: أنا أثيوبي كنت في بلدي أعلم البنات العقيدة الإسلامية فخاصمتني واحدة منهن، وقالت: بأن نساء الجنة يتزوجن أكثر من زوج حسب طلبهن، واستدلت بقوله تعالى: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ [الزخرف:71]؟

    الجواب: هذه عالمة، لا يرضى رجل من أهل الجنة أن تنكح امرأته أبداً، فالرجل يعطى خمسين أو سبعين امرأة ولكن المرأة لا ينكحها إلا رجل واحد. هذا هو الواقع، أما هذه ففلسفة كاذبة.

    مداخلة: وقوله عز وجل: مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ [الزخرف:71].

    الشيخ: والله لا تشتهي نفسك في الجنة هذا، ولا يخطر ببالك، ما تشتهيه الأنفس من الطعام والشراب، أما الباطل فلا يخطر ببالك ولا يقع.

    حكم شرب الدخان

    السؤال: يقول: أنا شاب في عمر تسع عشرة سنة أحاول أن أعلم أهلي ومن عندي أن الدخان حرام، ولكن أحد العلماء قال لي: إنه لم يرد على تحريمه نص في القرآن ولا السنة، وأنا علمي قليل في التفسير وفي الحديث، فكيف نرد عليهم؟

    الجواب: ترد عليه بأنه ضار ببدنك، وبعقلك، وبدينك، وبعرضك، وبمالك، وكل ما يضر بالعرض أو المال أو البدن أو الدين فهو حرام بالإجماع.

    وأن كل الشرائع الإلهية نزلت بحفظ الكليات الخمس، وهي: البدن، فأي شيء يؤذي بدن المؤمن فحرام عليه ولو هكذا بظفرك، وأي شيء يفسد المال حرام، وأي شيء ينال من عرض المؤمن حرام، وأي شيء يفسد الدين حرام.. والدخان مفسد للخمسة، وإليكم بيانه:

    أولاً: المال: فراتبه اليومي ثلاثين ريالاً، فيشتري علبتين سيجارة بعشرة ريالات، أي: أنه يحرق ثلث ماله، وهل يجوز هذا؟ فالدخان يحرق لا يأكل، فكيف يجوز إضاعة المال، ولا يجوز لمؤمن أن يأخذ ريالاً ويحرقه؟ هل هناك من يقول: إنه يجوز؟! والله ما قال أحد بالجواز، حرام وهو ريال واحد.

    ثانياً: (75 %) ممن يموتون وهم مدخنون بسبب التدخين، وهذا حكم أصدره علماء اجتمعوا في باريس منذ خمسين سنة، أن (75 %) ممن يموتون من المدخنين بسبب التدخين، فهو ضار بالجسم، ضار بالبدن، فالمدخن -والعياذ بالله تعالى- بدنه مهزوم.

    وبالعقل أيضاً، فإذا ما دخن أصبح كأنه فاقد للعقل، وهكذا الدخان حرام لا يحل لمؤمن ولا مؤمنة، وأعظم حرمة أن تنفخ الرائحة الكريهة في وجه ملك عن يمينك وملك عن شمالك، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( من أراد منكم أن يبصق فلا يبصق عن يمينه، فإن عن يمينه ملك فليبصق بين يديه ).

    حكم أكل الرجل من مال أبيه البائع للدخان

    السؤال: يقول: إن والده يبيع هذا الدخان في متجره، فهل له أن يأخذ ما ينفقه عليه؟

    الجواب: يجوز.. يجوز.. يجوز، والمسئولية عليه هو وليست عليك أنت.

    حكم الاعتمار بعد الحج لمن حج مفرداً

    السؤال: يقول: جئت بالحج مفرداً فهل علي عمرة بعد الحج؟

    الجواب: يجوز لك أن تعتمر ولا حرج.

    المقدم: يقول: هل يجب علي وجوباً أن أعتمر بعد الحج؟

    الشيخ: لا يجب، ولكن يعتمر بعد شهر أو بعد عام. إن شاء اعتمر.

    حكم صلاة الفاتح

    المقدم: يقول هذا السائل: هل وردت صلاة الفاتح لما أغلق في السنة النبوية المطهرة؟

    الجواب: والله ما وردت.. ووالله إنها لمكذوبة، وأبشع كذبها أن قائلاً يقول: أعطانيها رسول الله يقظة لا مناماً، فالعياذ بالله من هذه البدعة، وهذه هي محنة السجانية، والسجانية مذهب وطريقة -والعياذ بالله- عندهم صلاة الفاتح تعدل ستين ختمة من القرآن، فما أبشع بدعة كهذه البدعة.

    حكم ذكر الله بصوت جماعي موحد

    السؤال: هل يجوز الاجتماع للذكر بقول: لا إله إلا الله؟

    الجواب: لا إله إلا الله بصوت واحد كأنهم يغنون؟! لا يجوز.. لا يجوز.. لا يجوز هذا.

    حكم التسبيح بالسبحة

    السؤال: هل يجوز التسبيح بالمسبحة؟

    الجواب: يجوز ولا يجوز، فالمسبحة بها أربعة عيوب إن سلمت من العيوب الأربعة جاز استعمالها، وعيوبها هي:

    أولاً: فيها شكل صليب: حبتان متقابلتان هكذا على شكل الصليب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا وجد صليباً في ثوب نقضه بأسنانه، فكيف بك وفي يدك صليب أو في جيبك صليب؟ لا بد من نزع حبة من هاتين الحبتين.

    ثانياً: من عيوبها: أنهم يحلفون بها. يقولون: بحق هذه! وهذا من الشرك والعياذ بالله تعالى أن يحلف بغير الله، وهو إثم عظيم.

    ثالثاً: يعلقها في عنقه أو يدليها في يديه: كأنه يقول: أنا من الذاكرين، وهذا رياء، والرياء شرك أصغر، فهذه آلة تخصك في فراشك وفي مسجدك للذكر المعتاد، أما أن تدليها أمام الناس وفي عنقك فكأنك تقول: أنا من الذاكرين.

    رابعاً: تجده يسبح وهو يعبث.

    والأولى عندنا: ترك المسبحة فقد أغنانا الله عنها بأيدينا وأصابعنا، وما كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يسبح بالسبحة، وقد وجد من يسبحون بالحصاة، فقال: اتركوها عليكم بأصابع أيديكم.

    حكم طواف الحائض بالبيت

    السؤال: المرأة الحائض هل لها أن تطوف بالبيت؟

    الجواب: إذا كان طواف الإفاضة وأخرته وجماعتها مسافرون فإما أن تطوف وإما أن تبقى وحدها، وما وجدت بداً أبداً إلا أن تطوف، فتغتسل وتستثفر وتطوف وتذبح شاة وحجها صحيح، فالحائض لا تطوف إلا من ضرورة، فتغتسل وتستثفر وتطوف وتذبح شاة.

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756348415