أولاً: تقارير عن أوضاع المسلمين هنا وهناك.
ثانياً: جوانب إيجابية.
ثالثاً: الحقد الصليبي يتحرك.
رابعاً: اليهود يدافعون عن حقوقهم.
خامساً: إيران تنشر مذهبيتها ولغتها.
سادساً: أين المسلمون.
سابعاً: لماذا نحجم؟
ثامناً: ما هو الواجب؟
وأعجب أن كل الكلام الذي سوف أقوله لكم، والتقارير والمعلومات التي سوف أقدمها، أنها وصلت إلي خلال هذا الأسبوع، فأنا حين أتحدث عن موضوع ما، لا أتكلم عنه على سبيل الاستقصاء والحصر، وإنما أقدم لكم حصيلة أسبوع واحد مما وصلني، وأقول والله شهيد على ما أقول: أن الذي وصل إلي -سوف أقدم لكم بعضه- لم أسع في تحصيله ولم أبحث عنه، وإنما وصلت إلي عفواً من جهود الإخوة، وتقارير جاءت من هنا وهناك.
وهناك نقصٌ شديد في المياه، حيث لا توجد آبار في المعسكرات، وإنما يشرب هؤلاء المسلمون من نهر ملوث، يشرب منه الناس والأنعام، ويغتسلون ويتوضئون منه، ولذلك فهو أحد مصادر الأمراض التي تفتك بهم وتنتشر بينهم.
وتقرير سمعته بأذني، من إحدى الإذاعات الغربية، يقول معد التقرير: إنه رأى طابوراً طويلاً في انتظار جرة من الماء، يحصل عليها الواحد، فيكتفي بها طيلة اليوم مع أنها لا تكفي، ولا تعادل (25%) من حاجته الحقيقية، وأنه يضطر إلى الوقوف في هذا الطابور على مدى اثنتي عشرة ساعة، من أجل الحصول على قارورة ماء، أما التعليم فهو شبه مفقود، فلا مدارس، ولا خلاوي لتحفيظ القرآن، ولا كتب ولا أشرطة ولا غيرها. أحد المعسكرات هناك تشرف عليه منظمة الصليب الأحمر الدولي، والآخر تشرف عليه السفارة الإيطالية، هرب المسلمون إلى هذه المعسكرات، والمخيمات فراراً من جحيم الحرب التي تدور رحاها في الصومال، ومنظمة الأمم المتحدة تتجاهل الأوضاع الصعبة، والسيئة التي يعيش فيها المسلمون هناك، ولا تعيرهم أي اهتمام، لأنهم من المسلمين أولاً، ولأنهم من السود ثانياً. وإذا كانت المنظمة الدولية، وكذلك قوانين الغرب والشرق، لا تعترف صراحة بالتفريق العنصري على أساس اللون، أو على أساس الدين أو المذهب، فإن الحقيقة أن هذه الدول وهذه المنظمات تعترف بذلك من باب الاعتراف بالأمر الواقع، فلا ترقب في المسلمين إلا ولا ذمة.
يقول التقرير أيضاً أن احتياجات المسلمين الأولية، كإسعاف، لابد منه عاجلاً لضمان حياتهم، يتوافر فيما يلي:
أولاً: ثلاثة آلاف كيس من الذرة يمكن تأمينها من كينيا كإسعاف أولي.
ثانياً: حفر ما لا يقل عن عشرة آبار بتكلفة البئر الواحد خمسة آلاف ريال.
ثالثاً: تعيين عشرة أطباء من الرجال، وعشر طبيبات من النساء، وقد يكون هؤلاء الأطباء موجودين أصلاً في تلك المخيمات، ولكنهم لا يستطيعون أن يباشروا عملهم في ظل الظروف الحالية، ويحتاج كل واحد منهم إلى مرتب، أقل ما يكون ألف ريال في قيامه بعمله، مع وجوب تأمين الأدوية والأجهزة الضرورية، كذلك تعيين عشرين داعية ومعلماً للقرآن الكريم، وبناء ثلاث مدارس ابتدائية، حتى ولو كان بناؤها من القش لحماية أبناء المسلمين، وبناء مساجد كافية بتلك المخيمات، وتكلفة المسجد تقارب، كما يقول التقرير ثلاثين ألف ريال، ويمكن أن يبنى المسجد من بنايات متواضعة -كما ذكرت- من القش، أو من الكراتين أو من الخرق البالية أو من غير ذلك، فتكون التكلفة أقل من ذلك بكثير جداً، وربما تُغطي هذه الثلاثون الألف بناء المساجد من هذه النوعية في جميع المخيمات.
أحد الشباب أُحْرِقَ أمام والده الكفيف، الذي ليس له غيره، فصبوا عليه البنـزين، ثم أحرقوه إلى جوار والده الذي لا يرى، ولكنه أحس بهذا المشهد، وأن فلذة كبده وابنه الوحيد الذي هو يعتمد عليه بعد الله في العيش والذهاب والإياب، وتأمين الحياة والمعيشة قد أُحْرِقَ أمامه، بعد أن صُب عليه البنـزين، فعن التعذيب الوحشي حدِّث ولا حرج.. أجساد تمزق بالطلقات النارية، حتى أجساد الموتى لم تسلم فإحدى الجنائز لما مر بها المسلمون -وكانوا مجموعة- طلب منهم جنود الهند أن يبتعدوا، فلما رفضوا أطلقوا النار على من يحملون الجنازة وعلى الجنازة، نفسها التي أصيبت بثمان طلقات من الأعيرة النارية، وأحياناً يمنعون الإغاثة عنهم.
هناك مجموعة سقطوا في إحدى المحاولات التي قام بها المسلمون لإحداث نوع من المظاهرة، فضربهم الجنود واسقطوا منهم مجموعة، فلما جاء المسلمون لإغاثتهم هددوهم بالقتل، وقالوا: نحن لم نضربهم لكي تغيثوهم، وإنما ضربناهم لكي يموتوا، فإذا ماتوا شأنكم بهم.
أما التجمعات النسائية فإنهم يفرقونها بالقوة، ويستخدمون القوة لذلك إذا لزم الأمر، وهناك طعنات تمتد من أعلى العنق إلى أسفل البطن، وقد رأيت صوراً تعبر عن كل هذه الأشياء محفوظة في (ألبوم)، موجودة يمكن الاطلاع عليها لمن شاء ذلك، فترى المسلم وقد شق بالسكاكين والخناجر من أعلى عنقه إلى أسفل بطنه مروراً بصدره، ثم قام المسلمون بعد ذلك بخياطته قبل أن يودعوه إلى قبره.
هناك ثلاثون امرأة تفننوا في تعذيبهن وقتلهن أمام أطفالهن، وهناك حفر موجودة لضحايا القتل الجماعي، وتدمير المنازل حتى أصبح جزء من الناس بدون مأوى، ومجموعة من النساء، -وأحياناً- من كبيرات السن والعجائز، وأحياناً من الفتيات الصغيرات، صرن ضحايا للاغتصاب الجماعي من قبل جنود الجيش الهندي، يتناوب على المرأة الواحدة عشرات من الجنود، وبعضهن كما ذكرت كبيرات السن، وبعضهن أصبحن حوامل، وبعضهن يحملن بين أيديهن أطفالاً من الزنا بالإكراه.
وفرض تحديد النسل على المسلمين، حتى ولاية كشمير في الهند احتلت رقماً قياسياً في تحديد النسل، أما ما يتعلق بتجهيل المسلمين في تلك الولاية، فيكون ذلك عن طريق منع تحفيظ القرآن، وتشجيع السفر ومنع ذبح البقر، من أجل ترسيخ قدسية البقر في نفوس المسلمين؛ لأن الهندوس يقدسون البقر -كما هو معروف- كذلك تشجيع شرب الخمور والفجور، وتأسيس السينما والملاهي والكازينوهات وغيرها، والحيلولة بين المسلمين وبين تعلم دينهم، وهذا لا يمنع من وجود مدارس إسلامية، ومراكز لتحفيظ القرآن، ونشر الكتب الإسلامية، ولكنها تتم بالرغم من جهود الهنود الذين يحاولون النيل من أي بادرة من بوادر التعليم الإسلامي هناك.
وتقول تلك التقارير.. إن من المقترحات لإنقاذ المسلمين في كشمير، دعم الجهاد إعلامياً، وإرسال وفود من قبل المنظمات الإسلامية، لكتابة تقارير حقيقية عن الوضع هناك، وتزويد المسلمين بها، وكشف ما يعانيه المسلمون هناك للمسلمين في كل مكان إضافةً إلى الدعم المالي والدعم الصحي.
وقد نشر في جريدة الشرق الأوسط، عن جرح خمسمائة على الأقل، وأنه تم تدمير ما يزيد على ثلاثة آلاف منـزل عن طريق الإحراق.
مما تعلمناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم {أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض} وهذا حديث متفق عليه، فما بال، وما ذنب الأبرياء في العراق في بلاد الأكراد؟! لماذا يُمنعون من شرب الماء النقي؟! ولماذا يُمنعون من أكل الطعام الذي به قوام حياتهم؟! ولماذا يحرم أطفالهم من الحليب؟! ولماذا يحال بينهم وبين حق العيش، وحق الحياة؟! إن هذه الخطة الظالمة الآثمة التي يديرها الغرب الصليبي على المسلمين في العراق، وعلى كردستان، وفي كل مكان، أحلف بالله.. لو أن تلك الشعوب كانت شعوباً نصرانية لانتفض الغرب من أقصاه إلى أقصاه، والشرق معه، وقام ينادي بحقوق الإنسان، وأنه لابد من إطعام هؤلاء، وإغاثتهم ومساعدتهم!! ما ذنب الشعب العراقي؟ أن سُلط عليه حاكم طاغية، فهل يريد الغرب أن يقضي على الشعب العراقي، حتى ينتهي عن آخره؛ ليقول لطاغية العراق صدام حسين إنك تحكم دولة بلا شعب؟ لأن شعبك قد أفنى ودمر وقضي عليه؟ إن هذه الخطة وهذه الوثيقة الظالمة الآثمة، وثيقة المقاطعة، تستهدف ضمن ما تستهدف الشعب العراقي ذاته، ولأمرٍ ما نجد أن القوى الغريبة قد أوقفت الحرب عند حد معين، ورضيت أن يبقى هذا الطاغية على العرش العراقي، ليكون ذلك ذريعة لتضييق الخناق على المسلمين.
والعجيب أنهم يُعطونه فرصة لضرب الأكراد، ويمنحون تركيا فرصةً أخرى لضرب الأكراد، وليس لهم ذنب، إلا لأنهم مسلمون أولاً، وسُنة ثانياً.
منها: القلاقل الأمنية التي تهدد يوغسلافيا عن آخرها ومنها: الحصار الاقتصادي بسبب الحرب الدائرة ومنها: انتشار جنود الجيش في المدينة العاصمة وما حولها ومنها: مشكلة البطالة، حيث يواجه مليون وستمائة ألف عامل مشكلة البطالة ومنها: نقص التعليم هناك ومنها: احتمال عدم اعتراف الدول الغربية بجمهورية للمسلمين!! على رغم تصويت أكثر من (60%) لها بالاستقلال، ولكن هناك احتمال أن لا يعترف الغرب بهذه الجمهورية لماذا؟! لأنها جمهورية غالبية سكانها من المسلمين.
المطلوب: كما تقول بعض التقارير.. تخصيص منح دراسية لبعض أبناء المسلمين من هناك في الجامعات العربية والإسلامية، إنشاء جامعة إسلامية، أو أكثر في تلك الجمهوريات بحيث تعلم الإسلام، وتستقبل أولاد المسلمين، وتكون حلقة الوصل بين العلماء والدعاة والأساتذة وبين طالبي العلم الشرعي هناك، كذلك نشر وترجمة الكتب والأشرطة الإسلامية إلى اللغة التي يتكلمها المسلمون هناك.
ويُقضى الأمرُ حِين تغيبُ تيم ولا يستأمرون وهم شهودُ |
فهم ليس لهم من الأمر شيء، ولا يتحدثون ولا يشاركون، لكن السؤال عن موقف الغرب، هل سيشبه موقف الغرب موقفهم حينما كانت نقابة توامن في بولندا، تواجه الحكومة الشيوعية هناك؟ تكلم الغرب عنها في أجهزة إعلامه، ودعمها دعماً منقطع النظير بالاتصال، وبالإمكانيات وبالصحافة والمدد، بل وبالمشورة والمعونة، وظل يناصرها حتى انتصرت، واعترفت بها الحكومة، ووصلت إلى السلطة، هل سيكون موقف الغرب من انتفاضة المسلمين في الصين الشيوعية مشابهاً لموقف الغرب، وبالذات أمريكا من انتفاضة الطلبة المنادين بـالديمقراطية منذ سنتين في الصين نفسها؟ حيث واجهت أمريكا موقف الصين بشدة، وانتقدته بقوة، وعملت مجموعة من الإجراءات للضغط على الصين، بل فرضت نوعاً من المقاطعة على الصين بسبب شدتها في مقاومة وقمع ما يسمى بحركة المنادين بـالديمقراطية.
هل سيكون موقف الغرب من انتفاضة المسلمين في سنكيانت ضد الحكم الشيوعي مشابهاً لموقف الغرب في روسيا، حينما قام الشعب ينادي بإسقاط الشيوعية؟ فرفض الغرب الاعتراف بالحكم الشيوعي أثناء الانقلاب وطالب بمراعاة رغبة الشعب، الذي قام في الشوارع ينادي بإسقاط الحكم الشيوعي، وقرر أن يستخدم كافة الوسائل والإمكانيات وكافة الضغوط الاقتصادية، والسياسية، وغيرها، من أجل إسقاط الحكم الشيوعي، وتنفيذ ما يعتبره الغرب أنه رغبة الشعب الروسي هل سيفعل الغرب الفعل نفسه؟! أم أنه سوف يتجاهل صيحات المسلمين لأنهم مسلمون، والغرب شاءَ أم أبى يتحرك وفق نظرة عنصرية عرقية دينية واضحة، طبعاً الجواب هو الثاني: أن الغرب سيتجاهل صيحات المسلمين الآن، كما تجاهلها من قبل في أكثر من مكان، وقد لا يجد الغرب في إعلامه مكاناً للحديث عن آلام المسلمين وهمومهم، وعلى فرض أنه وجد حيزاً ضيقاً للحديث عن تلك الآلام وتلك الهموم وتلك المعاناة، فإنه لن يُصغيَ أذنيه، ولن يقف مع المسلمين في حال من الأحوال.
الحقد الصليبي يتحرك، ولم يتحرك الحقد الصليبـي الآن، بل إنه يتحرك منذ زمن بعيد، والكتب المصنفة في قضية نصرانية أمريكا وأوروبا والغرب والشرق كثيرة وكثيرة جداً، بل لا أبالغ أن أقول: أنه ربما يكون كل أسبوع على الأقل يصدر كتاب يتحدث عن النعرة، والروح الصليبية التي بدأت تبدو في الغرب حكاماً ومحكومين، ويكفي أن نعلم أن حكامهم لا يبرمون عقد صلح، ولا يديرون حرباً، ولا يعملون شيئاً ذا بال، إلاَّ ويذهبون إلى الكنيسة ليصلوا هناك، ويستشيرون القساوسة، لكن أُعيد، وأقول: إن هذه الأمثلة السريعة التي سأقدمها لكم، هي حصيلة أسبوع مما وصل إلي، دون أن أتكلف البحث عنه، وإنما وصل إلي بشكل عفوي غير مقصود، والله على ما أقول شهيد، فانظر إلى هذه النماذج.
في مدينة قره باخ، حيث المعارك بين الأرمن النصارى، وبين الأذربيجين المسلمين، سكان أذربيجان، حيث المعارك الضارية، الغرب الصليبي يساعد الأرمن، وقد ضبط جنود يقاتلون إلى جوارهم، ضبطوا قتلى من جنسيات مختلفة، حتى من لبنان جنود يقاتلون إلى جانب الأرمن هناك فيما كان يسمى بـالاتحاد السوفيتي، وضبطت مكالمات هاتفية كثيرة تدل على تدخل أطراف خارجية في هذه الحرب، ومن المعروف أن الأرمن قتلوا أكثر من ألف قتيل مسلم في قرية يسمونها قرية خوجالي، ودمروا هذه القرية عن آخرها، وقد حاول الإعلام الغربي أن يتجاهل هذه المجزرة، بل قالت بعض وسائل الإعلام الغربي: إن تلك الصور مفبركة أي مصنوعة ومختلقة، وفيها نوع من اللعب، وليست حقيقية.
تركيا، وهي المجاورة لهذه الجمهوريات، حيث الأغلبية الإسلامية، تركيا هددت وهنا الميت تحرك، تركيا العلمانية، من عهد أتاتورك، والتي يقوم نظامها على أساسٍ علماني، والذي أستطيع أن أقول من خلال متابعة ورصد جزئي أن اليقظة والصحوة الإسلامية فيها ما زالت أقل من المستوى المطلوب، وأن التغريب قد بلغ مداه على الشعب وليس فقط على الحكومة التركية، ومع ذلك كله، تركيا تهدد بأنها لن تقبل أن يقيس الغرب بمقياسين، تخاطب الغرب والغرب يرشح تركيا لتكون وكيلاً عنه في المنطقة، والغرب يؤيد تركيا على الأقل ضد إيران، وضد الأصولية الإسلامية في المنطقة الإسلامية كلها، فيعتبر أن تركيا بعلمانيتها جزءاً منه، ولهذا يضعها ضمن الحلف الأطلسي، ومن الممكن أن يتقبلها في أي نشاط اقتصادي، ويتعاون معها في مجالات عدة، ومع ذلك تركيا هددت بأنها لن تقبل أن يقيس الغرب بمقياسين، وأن يفرض عليها سياسة الأمر الواقع ثم ترددت تركيا، وقالت: لا تستطيع أن تتدخل إلى جوار المسلمين الذين يقتلون في أذربيجان، لماذا؟! قالت لأن المسلمين هنا يقتلون من قبل النصارى، ونحن الأتراك إذا تدخلنا لصالح المسلمين، فكأننا نحرض الغرب على أن يتدخل لصالح الأرمن، ومعنى ذلك، أن الأتراك العلمانيين يدركون أن الغرب يتحرك بدوافع صليبية، ويناصر النصارى في كل مكان، وأن تدخل تركيا الإسلامية سيدعو إلى تدخل الغرب الصليبي لصالح الأرمن.
سوف تشهدون وتسمعون وترون إقبالاً من الغرب على النصرانية، ليس قناعة في النصرانية، ولكن من باب مواجهة الإسلام بقوة نصرانية، أعطيك مثالاً: في ألبانيا، الحاكم رامز علي، شيوعي، والشيوعية قد سقطت وانهارت، رامز علي وهو شيوعي استيقظت فيه آثار الإسلام السابقة فجاء للمسلمين، يقول لهم: الآن الشيوعية التي كنت أدعو لها وأتحمس لها، قد انهارت، وما بقي أمامي إلا طريقان: إما الإسلام، وإما النصرانية، وإذا كان الخيار بين الإسلام والنصرانية فأنا أفضل الإسلام، فتفضلوا تعالوا أنشئوا ما شئتم من المساجد والمدارس والمؤسسات، وأنا سوف أدعمكم وأساعدكم وأكون في صفكم، وقد بعث مندوبين من وزرائه إلى البلاد الإسلامية، وقالوا: قريباً من هذا الكلام، وقال هو هذا الكلام في أكثر من مناسبة.
إذاً: كما أن المسلم الذي تحول إلى شيوعي، لما انهارت الشيوعية وجد أن الإسلام هو البديل، ولو لم يكن مسلماً حقيقياً قد لا يكون مسلماً بالمصطلح الشرعي، بحيث لو أتيت تنظر هل هو مسلم فعلاً، قد تجد إنه ليس كذلك، ولكنهم سوف يكونون مؤيدين للنصرانية؛ لأنهم يواجهون خطر الإسلام والمسلمين.
يعلن اليهود أنهم الدولة التي تدافع عن حقوق اليهود في العالم، فلو أصيب يهودي بمشكلة أو مأساة مثلاً في فرنسا لقام اليهود يدافعون عنه، ويقولون: إن هذه حرب ضد السامية، وأن هذه تفرقة عنصرية، ويشنونها حرباً إعلامية لا تهدأ، حتى يبلغوا ما يريدون.
إن الأحزاب الأصولية المتشددة في إسرائيل في تقدم مستمر، وبشكل عام، فـإسرائيل دولة يهودية دينية، قامت على أساس ديني، وهي تدافع عن حقوق اليهود في كل مكان.
إيران تقدم مذهبيتها للمسلم السني الذي ظل أكثر من سبعين سنة وراء الستار الحديدي عنده عاطفة للإسلام، لكن لا يعرف عن الإسلام أي شيء إلا مجرد انتساب وولاء، ومجرد أن آباءه أو أجداده كانوا مسلمين، فماذا تتصور إذا فتح هذا المسلم عينيه على جهود إيرانية تقدم له التشيع؟! وتعلن له محبة الله، وتعلن له محبة الرسول عليه الصلاة والسلام، وتعلن له محبة أهل البيت، وتعلن له شيئاً اسمه الإسلام، ثم تقدم له المذهبية الشيعية على هذا الطبق، هل تعتقد أن هذا المسلم سيتردد ولو لحظة عن قبول المذهب الشيعي، الذي أظنه أنه سيستقبله بكل سرور، خاصة وأن إيران تقدم مع ذلك الاقتصاد، فهي تقيم علاقات اقتصادية مع تلك الدول، وتدعم الدول دعماً اقتصادياً كبيراً، وتقدم الخبرات، وتقدم الإمكانيات التي تتمتع بها دولة كبرى مثل إيران، مع مراعاة وجود نوع من الاشتراك أصلاً في اللغة والتاريخ والثقافة، خاصة بين إيران وأذربيجان، التي تقطنها أغلبية شيعية، ولذلك فإن تلك الدول مهددة بغزو إيراني كاسح، ليس تلك الدول فقط، بل العالم الإسلامي كله مهدد الآن!
إيران وقفت مع المسلمين المضطهدين في الجزائر، على الرغم من أن الدول الأخرى كلها وقفت ضدهم مادياً ومعنوياً، وساعدت عدوهم بالمال والرجال وبغير ذلك.
إيران تعلن دفاعها عن حقوق المسلمين في كل مكان، وفي العام الماضي في الحج وزعت إيران كتاباً من خمسين صفحة، تكلمت فيه عن كل قضايا المسلمين المضطهدين في العالم اللهم إلا قضية أفغانستان لم يمروا بها؛ لأنها قضية سنية بحتة واضحة، فمروا عليها مرور الكرام، ولم يذكروها بشيء.
هذا الأمر المؤسف.
ومن العجائب والعجائب جمة قرب الحبيب وما إليه وصول < |
كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول |
انظر مثلاً: في بلاد بنجلاديش وماذا تعاني؟ لقمة العيش لا يستطيع أن يجدها المسلم، ومع ذلك يواجهون مشاكل في الفيضانات، وما ينـزح إليهم من بلاد أخرى، وفي أمور كثيرة.
مما يعانيه المسلمون في أفريقيا، اللاجئون الإريتريون مثلاً، واللاجئون الصوماليون، واللاجئون في السودان، وفي كثير من بلاد العالم، وفي كينيا مستوى فقر لا يوجد في أي مكان آخر في الدنيا، ولا يشابهه إلا ما يعانيه المسلمون في البلاد التي كانت شيوعية، كـألبانيا مثلاً، حيث لقمة العيش لا يجدونها.
المال الإسلامي، والخبرة، والعقول الإسلامية، التي جعلت العالم الإسلامي هو أغنى منطقة في العالم لا تعدو أن تكون الآن سوى زبدة لخبز الغرب، والتجاهل الإعلامي لقضايا المسلمين شيء كبير.
و-أيضاً- أعطيكم نماذج مما جاءني خلال هذا الأسبوع لم أسع في تحصيله لكنه جاءني عفواً من بعض الإخوة، نماذج من بعض القصاصات من صحفنا التي تمثل بلاد الحرمين، الصحف التي يتوقع المسلم أنه إذا صرخ المسلم في مشرق الأرض ومغربها، ساعدناه وأغثنا لكنه فوجئ أن الأمر كما قيل:
رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه الصبايا اليتم |
لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم
|
قصاصات من تلك الصحف، صحيفة تهتم بالشئون الرياضية، تكلمت عن فتاة من بوخارست، وقصتها أهم من أوضاع المسلمين في الاتحاد السوفيتي، هذا الخبر -معذرة على ما أسوقه من الأشياء التي تسوء مسامعكم في هذا المكان الطيب وفي هذا الشهر المبارك، نحن نريد أن نعرف واقعنا- فتاة جميلة انتحرت عن طريق تناول الحبوب المنومة، وجعلوها في المشرحة بعد أن ماتت، الحارس رأى تلك الفتاة فأعجب بها، فأراد أن يغتصبها، والعياذ بالله، ليفعل بها الفاحشة، فوجئ بأن هذه الفتاة استيقظت، وبدأت تدافع عن نفسها، ولكنه تغلب عليها وانتصر، وفعل بها فعلته، علم الأهل فأتوا، وأعطوا هذا الحارس جائزة، الذي كان سبباً في اكتشاف أن ابنتهم لم تمت، وأن التشخيص كان خطأً، القضاء حائر ماذا يصنع بهذه القضية، هل يعاقب الحارس أم يجازيه؟!! هذا هو الخبر الذي يهم جريدة رياضية من أوضاع المسلمين وأوضاع الناس في جمهوريات الاتحاد السوفيتي.
وصحيفة أخرى غير سياسية، صباحية تنشر مجموعة من الأخبار، -وما سوف أذكره لكم من عدد واحد أو عددين فقط- يهمها كثيراً: أن الرئيس الفرنسي قد اختير لرئاسة جمعية الحمير العالمية، وأحدهم ذكر سمى نفسه بالحمار الأكبر، وقال: إن الحمار هو أكثر الحيوانات صبراً وتضحية واستعداداً للبذل، ولذلك وصف نفسه بهذا الوصف، ومرة أخرى كتبت هذه الجريدة بخط واضح -مع الاعتذار- أن لبن الحمير مفيد لطفلك الصغير، وتكلمت عن الجرعات التي يمكن أن تعطيها الأم للطفل من هذا اللبن؛ حتى يستفيد منه صحياً وغذائياً، وقالوا: أنه أفضل من أي شيء آخر، هذا هو الذي يعنيهم ما يتعلق بأخبار الحمير.
أما الأمر الآخر الذي يعنيهم كثيراً، -وأقولها بكل مرارة وأسف- فهي أخبار الداعرات، وهل عرفتم صحيفة تصدر بلغة عربية وتمثل بلاد الحرمين الشريفين، ويكتب فيها أناس يحملون أسماءً إسلامية، كل همها الكلام عن موضوع الداعرات، من عدد واحد أنقل لكم: أيلونا، نجمة الخلاعة السابقة، تعلن نفسها لخوض الانتخابات، وقد كانت هذه المرأة طلقت من زوجها التي تأخذ عليه أنه كان شديد الغيرة، وأيلونا هذه نجمة للخلاعة -والخبر لا يزال لتلك الجريدة الصباحية- وفي غيابها حلت محلها نجمة أخرى على رأس حزب الحب، الذي يدعو إلى التحرر الجنسي، وإعادة فتح بيوت الرذيلة، لم تعلق الصحيفة على الخبر ولا بكلمة واحدة، بل نشرت خبراً آخر في نفس العدد، بل في نفس الصحيفة، خبراً عن نجمة من نجمات البلاي بوي وهي: شركة تعنى بقضايا الفساد الأخلاقي، والمجلات، والأفلام الخليعة وما يتعلق بها، هذا هو ما يهم هذا الإعلام الفاسد المهتري من أحوال وأوضاع، في الوقت الذي يذبح فيه المسلمون، وتراق دماؤهم ويموتون جوعاً وعطشاً وتملأ بهم السجون.
وأقول أيها الأحبة: هذا أحسن ما تنتظره من هؤلاء لماذا، لأنهم إذا تكلموا عن أحوال المسلمين فماذا يقولون؟! إذا تكلموا عن أحوال المسلمين، قلنا يا ليتكم كنتم مشغولين بالحمير، ويا ليتكم كنتم مشغولين بالكلام عن نجمات البلاي بوي، نجمات الخلاعة، عن الكلام في أوضاع المسلمين، لماذا؟! لأنهم إن تكلموا عن المسلمين وصفوهم بالأصوليين، والمتطرفين، والمتشددين، وأقبح النعوت، وكتبوا وقدموا التقارير التي تدينهم، وجندوا وحشدوا الكتاب الذين يعبرون عن رغبة هؤلاء الصحفيين، ورغبة من وراءهم من رجال الاستخبارات وغيرهم، في تشوية صورة المسلمين في بلاد المسلمين وغيرهم هذا على المستوى الإعلامي.
إذاً يعيش المسلمون غياباً كبيراً نحو إخوانهم المسلمين إعلامياً.
هذا ما سنتحدث عنه، وهنا أطرح سؤالاً: لماذا نحجم نحن المسلمون عن دعم إخواننا في كل مكان؟ يعتذر بعضهم عن دعم المسلمين لأسباب:
ثم ليس من اللائق أبداً، أن تقف على رأس إنسان يتضور ويتلوى من الجوع والعطش في ظل الهجير، أو في ظل البرد القارس، وتقول له لا أعطيك الماء حتى تكون كذا، وكذا، وكذا، ولا أطعمك حتى تلتزم بكذا وكذا وكذا، أبداً هذا غير لائق، ولا يأتي الدين بمثل هذا! اسقه وأطعمه واكسه، وانصره، ثم قل له: إن الإسلام هو الذي يجمع بيني وبينك، وهو الذي دعاني لأسقيك وأطعمك، وهو الذي يقتضي منك أيها المسلم أن تكون مستقيماً، صالحاً، مؤمناً، عابداً، تقياً، زاهداً، ورعاً، إلى غير ذلك.
وإذا لم تفعل أيها المسلم، وامتنعت عن دعم أخيك المسلم بحجة انحرافه، فإن مؤسسات التنصير، وهي كثيرة في الغرب جداً، والأوقاف التي توقفت لهم، ومساعدات البنوك الهائلة التي تصب في جيوب المنصرين، لن تتردد أبداً في دعم هؤلاء، وهي تقدم لهم الطعام، والشراب، والدواء، والكساء، بيد، وتقدم لهم الإنجيل والتنصير بيد أخرى، ولعلك تعلم أن مؤسسة واحدة، "مؤسسة فرانكلين" على ما اعتقد في بريطانيا طبعت من الإنجيل أكثر من ستمائة ألف نسخة، خاصة لـمنطقة الخليج العربي خلال حوالي ثلاثة أو أربعة شهور فقط، هذا ومنطقة الخليج العربي: منطقة إسلامية بحتة، النصارى فيها عدد محدود جداً، فما بالك بالمناطق التي يوجد فيها الوثنيون، ما بالك بالمناطق التي يوجد فيها مسلمون جهلة، فقراء، ضعفاء، عراة، عطاش، والتنصير يشتغل على قدم وساق، رأيتُ بعيني عمارات فخمة في أرقى المواقع في أمريكا وغيرها، أوقاف خاصة بالمؤسسات التنصيرية، والبنوك ملزمة بأن تدفع للجمعيات التي يسمونها خيرية أموالاً ضخمة جداً، تلك المؤسسات والمنظمات تقدم لها تسهيلات غريبة في الغرب، أقلها أنها تُعفى من جميع الرسوم والضرائب؛ حتى تقوم بمهمتها خير قيام، إذاً: ليس وجود الانحراف عند المسلمين حجة تحول بيننا وبين دعمهم.
هناك الأخبار المصورة، التي تنقلها وسائل الإعلام من الشرق والغرب، هناك الذين يذهبون إلى تلك البلد، ويطلعون على الأحوال بأنفسهم، وهم شهود عيان يتكلمون عما رأوا وشاهدوا وعاينوا.
نحن لا نتحرك وفق أذواقنا، نحن نتحرك ضمن التعليم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ونرجع إلى التعليم النبوي، أليس ضمن التعليم النبوي: ما جاء في الحديث المتفق عليه -أيضاً- أن رجلاً غنياً خرج ليلة، وقال: {والله لأتصدقن الليلة، فأخذ مالاً فتصدق به، فلما أصبحوا، قالوا: تُصِدَقَ الليلة على غني، فقال: اللهم لك الحمد على غني؟! -يعني ما بلغت محلها في ظني- لأتصدقن الليلة، فخرج الليلة الثانية فتصدق، فأصبحوا يتحدثون، :ويقولون تُصِدِقَ الليلة على زانية، فقال: اللهم لك الحمد على زانية! لأتصدقن الليلة، فأصبح الليلة الثالثة فتصدق فأصبحوا يتحدثون: تُصِدْقَ الليلة على سارق، فقال: اللهم لك الحمد على سارق! فقيل له: إنها كُتِبَتْ صدقة متقبلة، أما الغني فلعله يعتبر فينفق، وأما الزانية فلعلها س تستعف عن زناها، وأما السارق فلعله يكف عن سرقته} هب أنك أخرجت صدقة لوجه الله تعالى تنويها للمسلمين في مكان في الدنيا، ولنفترض جدلاً أنها وقعت في يد إنسان مغرض وأخذها لنفسه، أنت تريد الأجر، والأجر حصل والزكاة خاصة، هي أمر أوجبه الله تعالى عليك، وفرضه الله تعالى عليك، فهي حق للمسلمين مطلوب منك أن تخرجها، وتبذل الوسع لإيصالها إلى مستحقيها، لكن ليس من حقك، أن تقول: لا أخرجها لأني أخشى أن تضيع، هب أنها ضاعت بعدما تبذل كافة الاحتياطات الممكنة، على غنى على زانية على سارق، قد كتبت في الصدقة المتقبلة إن شاء الله، هذا جانب.
الجانب الثاني: أن هناك كثيراً من طلبة العلم، والمشايخ، والدعاة، والجهات الإسلامية، التي تقوم بجهود كبيرة في دعم المسلمين وإغاثتهم وإيصال الخير والبر والمعروف إليهم، يمكن أن يستفاد من هؤلاء جميعاً، وأنت إذا سلمت مالك لرجل تثق به، وقلت له: أرجو أن لا توصله إلى أي إنسان إلا بعد التوثق من حاجته، ولا تعطه أي وسيط إلا بعد أن تطمئن من أمانته وصدقه، هذا ما تستطيعه، وقد قمت به قال تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286].
لماذا لا ينتدب مجموعة من شبابنا إلى أنحاء العالم ليذهبوا إلى هناك، إن التجار مستعدون أن يساعدوهم ويعطوهم رواتب، يذهبون إلى هناك يعلمون، ويهدون ضالاً، ويدعون كافراً، ويصلحون فاسداً، ويقومون معوجاً وفي الحديث: { ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم} أنت هنا مجرد رقم تحضر محاضرة، أو تحضر درساً، لكنك هناك سوف تصبح بإذن الله موجهاً، وداعياً لأمة بأكملها، أو لدولة بأكملها، أو لمدينة بأكملها، فلماذا لا يذهب بعض الشباب، ولو لفترة سنة، أو سنتين إلى هناك؟، إذا قلت لي: لا، أقول لك: لماذا لا تذهب ولو في الإجازة؟
أيها الخطيب، أيها الداعية، أيها المعلم، أيها الشاب المهتدي، أيها المدرس في حلقة تحفيظ القرآن، أيها الخريج من الجامعة، أي جامعة إسلامية، أيها الغيور على دينك لماذا لا تقضي شهراً من إجازتك في أي موقع من العالم الإسلامي الذي يوجد فيه مسلمون، -وذكرنا نماذج منها؟- الكلام الذي نقوله تراه عياناً، ربما تتحرك غيرتك، ربما تقوم بجهد كبير بدلاً من أن تكون الجهود محدودة وقليلة ومحجمة، يمكن أن تتحول إلى جهود كبيرة وجبارة؛ لأننا أصبحنا أمام أعداد من المسلمين لديهم الغيرة، ولديهم الحماس، ولديهم الحرقة؛ لأنهم رأوا بأعينهم، وما راءٍ كمن سمع أبداً.
نحن لما نقول: هناك أطفال ونساء وعجزة وفقراء هذه كلمة، لكن لو رأيت بعينك، ولو حتى في نشرة الأخبار المصورة، لو رأيت الطفل: وهو هيكل عظمي، أو رأيت الشيخ الذي على وجهه بانت آثار السنين، وتجاعيد الزمن، وهو يعيش آلام الفقر والمسغبة، يحرك فمه فلا يجد الطعام ولا يجد الشراب، سوف تتأثر لذلك أكثر مما تتأثر من محاضرات كثيرة، لا يكفينا منك أن تذم الأوضاع وتسبها إلى متى سنظل نحن المسلمين نتكلم فقط؟! إلى متى نظل تنتقص فقط؟! لماذا لا تتحرك خطوة واحدة عملية؟ نذهب إلى تلك المواقع، ينفر منا طائفة يعلمون الناس دين الله تعالى، يدعون الناس إلى الكتاب والسنة يكونون وسطاء بين التجار هنا وبين الفقراء هناك، بين العلماء هنا وبين الجهال هناك، بين الهدايات الموجودة عندنا وبين ما يحتاج إليه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها.
لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي |
ولو ناراً نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رماد |
إنما أتكلم على المستوى الشعبي، قضية التبرعات، والحاجة إلى التبرعات من الزكاة ومن الصدقات عند إخواننا المسلمين هناك، أن يجعل الإنسان جزءاً من زكاته إلى المسلمين في الخارج، ويتبرع -أيضاً- لهؤلاء المسلمين أداء لبعض حق الله تعالى في المال، إقامة المؤسسات الخيرية، هل يكفي أن يوجد عندنا مؤسستان أو ثلاث مؤسسات تتبنى أحوال المسلمين؟! أقول: لا، ثم لا، بل إنني أقول: إن من المهم جداً، بل من الضروري أن يكون لكل مهتم بأمور المسلمين، وكل معني، وكل داعية كبير، وكل طالب علم كبير، أو خطيب: أن يكون له مكتب في بيته أو مسجده يربطه بالمسلمين في كل مكان تصله التقارير، تصله الوثائق، تصله الصور، تصله الحقائق، وبالمقابل يبعث هو بنفسه الكفاءات التي تتحقق من الأوضاع، وتتقصى الأخبار، وتطمئن على الأوضاع، وتعرف حقيقة ما يجري هنا وهناك، ومن مهامه أيضاً: أنه يجمع الأموال من أثرياء المسلمين، وتجارها وعامتهم من الزكاة والتبرعات، ويقوم بإيصالها إلى المستحقين هنا وهناك.
والأمر الرابع الذي لا غنى عنه: أنه يقوم ببعث الدعاة وتنظيم جولاتهم، على سبيل المثال سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، حفظه الله، وأمد في عمره على عمل صالح، هذا الرجل أمة وحده، دعك من عمله الرسمي: الذي هو رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، له مكتب آخر في بيته، هذا المكتب يقوم بالإنفاق على آلاف الدعاة في أنحاء العالم، وصرف مرتبات شهرية لهم، ودعمهم بالمال وما يحتاجون إليه، وهذا ما يسمى بصندوق البيت -خاص بالشيخ- يقوم على نفقات المحسنين وتبرعاتهم وعطاياهم وهباتهم، وعلى الزكاة.
فلماذا لا يكون كل داعية أو طالب علم معتبر أو خطيب مشهور له جهد مصغر مماثل لجهد الشيخ؟! إذا كان الشيخ ينفق على آلاف الدعاة، فيكفيني منك أنت أيها الداعية الشهير أو الخطيب المعروف أن تنفق على عشرة دعاة في مكان ما من الأرض، أو تنفق على مركز إسلامي في مكان، أو تقوم بتتبع أوضاع المسلمين في إحدى الدول، فتكون قد كفيتنا إحدى هذه الثغرات، وكنت صلة الوصل بين المسلمين هنا والمسلمين هناك، عرَّفت المسلمين هنا ماذا يواجه إخوانهم هناك؟ ونقلت الإعانات والمعونات والخير من هنا إلى هناك.
وأسأل الله تعالى أن يكون هذا الموضوع بداية لأن يهتم المسلمون بأحوال المسلمين في كل مكان، وأن نعيش هموم أمتنا في مشارق الأرض ومغاربها، وأن نقيم الجسور معهم، وأن يوفقنا جميعاً لأن نرخي جيوبنا لدعمهم مادياً، ونبذل ونضحي لدعمهم دينياً وشرعياً، بإرسال الدعاة إليهم، وإرسال الكتب، وإرسال الأشرطة، وإرسال المناهج التعليمية، وإقامة المدارس، والمراكز والمؤسسات وغيرها.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً نستشعر معنى الأخوة الإسلامية التي تربطنا بهم، وأن نسرع في القيام بما أوجب علينا من نصرتهم، وأن نسرع في تلافي النقص الذي نعيشه الآن، لئلا نسأل أمام الله تعالى عنهم فلا نجد جواباً، يوم لا يكون ثمة مجالُُ إلا للحق.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً إلى بذل ما نستطيع لإخواننا المسلمين هناك والحمد لله رب العالمين.
الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم قام على المنبر وخطب لما جاءه قومٌ من مضر، عراة متقلدي السيوف والعباء وقال: {تصدق رجلُُ من درهمه، من صاع ذره، من صاع تمره، -حتى قال-: ولو بشق تمرة} لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21].
الجواب: أوجه الأخوات المدرسات، والموظفات بشكل عام، إلى الحرص على أن يكون من راتب الأخت جزء لدعم المشاريع الإسلامية الخيرية والمساعدة في ذلك، بحيث كل شهر تخصص ولو مبلغاً معيناً تقدمه لأخراها، مالك ما قدمت ومال وارثك ما أخرت.
الجواب: الخلاف لا بد منه، لا يوجد أناس هنا وأناس هناك، لكن ينبغي على من وفقه الله تعالى، وفتح له باب الخير وباب الهداية، أن يسعى إلى إصلاح أوضاع المسلمين بقدر ما يستطيع، وأن يترك الاشتغال بالمعارك الجانبية، هب أن إنساناً اشتغل بسبك، وشتمك، وانتقدك، وانتقصك، إن كان ما قاله حقاً فخذ منه، وإن كان ما قاله خطأً لا ترد، حاول ألا تشتغل معه بالرد والأخذ والعطاء والقيل والقال، استمر فيما فتح الله عليك من باب الهداية والدعوة والخير، فدع هذا الإنسان وما هو فيه، قد يصحوا فيما بعد، وإن لم يصح فكلُُ ميسر لما خلق له، هناك أناس مهمتهم إثارة البلبلة والكلام والقيل والقال والتحرش بالآخرين، ولا يجدون لذة إلا في مثل هذا الأمر.
الجواب: الواجب كبير، والتوعية بقضايا المسلمين، والتوعية بقضايا الحديث عنهم، والكلام الإعلامي، والمشاعر، والدعاء كذلك الدعم المادي، وذكرت نماذج -أيضاً- من الأشياء التي يمكن أن تساهم فيها.
الجواب: هناك قضايا كثيرة، تثبت أن كثيراً من هؤلاء المستقبلين من البوذيين والهندوس يحملون مشاعر الحقد نحو المسلمين، فإن كانوا في مكان أو في مستشفى أو غيره، عبروا عن حقدهم؛ لمحاولة إيذاء هؤلاء المسلمين، والظلم الكبير لإخوانك المسلمين أن تستقدم الكفار وتتركهم.
هؤلاء الكفار قد يشتغلون بالمال الذي يأخذونه على إخوانك المسلمين، على الأقل يأتي المسلم إلى هنا، يأخذ بعض المال، فإذا أتى إلى هنا قد يهتدي، وقد يعرف أشياء كثيرة، وقد يتعلم، لكن أقول: مع الأسف الشديد، أن كثيراً من الناس قد يأتي مسلم هنا، فيأخذ صورة سيئة من سوء المعاملة، والقسوة، وتأخير الرواتب، والمضايقة، والظلم، والتزوير، وأشياء سوف أتحدث عنها مراراً.
الجواب: يمكن أن تكون هناك برامج كثيرة لإيصال الأموال، وإيصال الدعاة، إلى غير ذلك من الجهود، لكن بشرط: أن يوجد في كل بلد ومدينة على الأقل، داعية أو طالب علم يجعل من ضمن عمله ونشاطه هذا الأمر، يكون صلة تصل بين من يرغب بالمشاركة هنا وبين المسلمين هناك، ويقدموا الدعم، على الأقل أن يقدموا تذاكر السفر لمن يريد أن يسافر إلى هناك وتكاليف السفر.
الجواب: يا أخي لا رافضة، ولا علمانيون، لو كانوا رافضة لما حصل ما حصل، ولو كانوا علمانيين ما حصل ما حصل وما جرى أبداً قال تعالى: وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [البروج:8] الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [البروج:9] هم سنة، لا يوجد في صفوفهم رافضي أو علماني. بل هم سلفيون في جملتهم وغالبيتهم، ومبادئهم سليمة، وهم يدعون إلى تحكيم الكتاب والسنة والله تعالى ناصرهم بإذنه تعالى.
الجواب: ليس لديَّ أي معلومات جديدة عن أحوال المسلمين في أفغانستان، إلا أنهم يعانون مشاكل كبيرة جداً بسبب انقطاع الدعم عنهم، من بلاد كثيرة.
الجواب: إن هذا الرجل عبارة عن ذئب يريد أن يفترسها، وأنا أطلعت على فضائح كثيرة من هذا القبيل لأن كثيراً من الشباب يخدع الفتاة بالكلام الطيب، ووعود الزواج وغير ذلك، ويغريها ثم في الأخير يفترسها ويتركها تبكي، وهو يضحك، ويبحث عن غيرها، فعلى الأخوات أن يكنُّ منتبهات، فكثيرٌ من هؤلاء الشباب يسجلون المعاكسات في أشرطة، ويهدد البنت بها، يطلب منها المقابلة، وإذا لم تفعل هددها بنشر الشريط، وقد ينشر بين أصدقائه من باب المفاخرة، ولا يبالي بسمعة تلك الفتاة، ومن الممكن للأخت أن تعطي صديقتها رسالة إلى أصحاب المعاكسات، أو نحو ذلك وهناك أشرطة -أيضاً- في هذا الموضوع من الممكن أن تقدمه لها وتكثر من نسخه لعل الله تعالى أن يهديها.
الجواب: لا، ليس خاصاً بالرسول، على الراجح بل هو عام لعامة الأمة، ولهذا نرى أن الغرب يدقون ناقوس الخطر من المسلمين، وما هذا إلا نصرُُ بالرعب، والمسلمون ليس بأيديهم شيء الآن.
الجواب: هذا فيه خلاف، لكن القضاء لا بد منه، وكذلك لا ينبغي أن يعلن بالفطر لأن بعض الناس قد يجهل سبب فطره.
الجواب: نعم، هذا أبسط دور، أن نقاطع العمالة الكافرة، وأن تختار حنيفاً مسلماً.
الجواب: ليست العبرة بكون الكثرة أو القلة، أو كونه كتاباً أو كتيباً، العبرة بمضمونه، فإن كان مضمونه خيراً، فكونه مختصراً صغيراً هذا أولى لسهوله قراءته، ويقرأه جمهور عريض من الناس، وهذا لا يغني عن بقية الكتب العلمية المتخصصة.
الجواب: أنصح الأخوات المؤمنات أن يتقين الله تعالى في أنفسهن، ولا يكن سبباً في فتنة أنفسهن، أو فتنة غيرهن، كما أنصح أولياء الأمور بأن يهتموا بأهلهم، لأن الله جعلهن تحت أيديهم.
الجواب: نعم لها أبعاد لأن المسلمين في البوسنة والهرسك في وسط يوغسلافيا، والحرب لها تأثير كبير على المسلمين.
الجواب: لا، الزكاة لا تجوز للوالدين، بل إن كان الوالد أو الوالدة، فيجب عليك أن تنفق عليهم من غير الزكاة.
الجواب: لأن لها مطامع، في الخليج ويريده أن يكون فارسياً في المستقبل.
الجواب: أقل ما يجب عليك أن تنصحهم، وتوصل إليهم بعض الكتيبات الصغيرة، وبعض الأشرطة التي تبين أهمية الصلاة وحكم تاركها.
الجواب: الحمد لله فكل المؤسسات الرسمية، تدعم الأعمال الخيرية، والنشاط الخيري، سواءً مدارس البنين أم البنات، وهناك أنظمة وجهود رسمية في هذا المجال، فعلى كل مدرسة ومديرة، أو وكيلة أن تسعى إلى إقامة نشاط إسلامي في المدرسة، ودعم حلق الذكر، وإن لم تكن موجودة أقامتها سواءً قام على هذه الحلق بعض المدرسات، أم قامت بعض الطالبات المتفوقات، ولا مانع أن تكون المديرة مشرفة على هذه الحلق لتطمئن أنها مفيدة وطيبة، وليس فيها أمرُُ يضر، أما أنها تقوم بمنعها فهذا ليس بصحيح، والذي نظنه في المديرات وهو الأصل أن يكنَّ عوناً ودعماً للنشاط الإسلامي في مدارسهن.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،،
وأكرر شكري الكبير لكم، وامتناني بالحفاوة الكبيرة التي لا أقول تخصونني بها في بلدكم وبين أظهركم، كلا، بل تلاحقونني بها في أكثر من بلد، فأنا ممتنُُ لهذا الشعور الكبير الذي تحملونه في قلوبكم، وكل ما أستطيع أن أقوله لكم، هو أن أقول جزاكم الله عني خيراً، وأسأل الله تعالى أن يجعلني عند حسن ظنكم، وشكر الله لكم، وبارك الله تعالى فيكم، ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر