إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (70)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    كيفية علاج خواطر الشيطان

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم.

    أيها السادة المستمعون! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومرحباً بكم في لقائنا هذا الذي نستضيف فيه سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ليجيب على أسئلتكم واستفساراتكم عبر هذا اللقاء في برنامج نور على الدرب.

    مرحباً بسماحة الشيخ.

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    ====

    السؤال: سماحة الشيخ عبد العزيز! هذه الرسالة وردتنا من المرسل الفقير إليه تعالى عبد الله عبد الرحمن من العراق أربيل، يقول: السادة العلماء الذين يجيبون على أسئلة المستمعين في برنامج نور على الدرب في إذاعة نداء الإسلام، سادتي العلماء! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    وبعد:

    يقول: عباد الله! قضيت شبابي في طلب العلم في الجوامع والمدارس الدينية، وأخذت من كل علم من العلوم الإسلامية والعربية بنصيب، ولكن المشكلة التي أواجهها والتي تقظ مضجعي وتعكر صفو حياتي، وتجعلني أشعر بالقلق والخوف أن أوهاماً ووساوس وخواطر تسيطر علي، منها ما تكون كفراً ولكني لم أتفوه بها، وحاولت جهد الإمكان أن أعالجها بكثرة الذكر واللجوء إلى الله والتضرع إليه تعالى أن ينقذني من هذه الخواطر دون جدوى، وإني أشكو من قسوة شديدة في قلبي، ومن ضجر وملل وكسل في أداء الفرائض، إني أشعر وكأن قلبي صحراء قاحلة وظلام دامس وجميع آفات القلب مسيطرة علي، من كبرياء ورياء وحقد وحب للمدح وبغض للذم.. إلى آخره، يقول: فلا أدري، هل أنا مؤاخذ على هذه الخواطر، وكيف أستطيع معاجلة نفسي الأمارة بالسوء، أرجو منكم مساعدتي وإرشادي إلى الصراط المستقيم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟

    الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    أيها السائل! ينبغي أن تعلم أن هذه الخواطر وهذه الأوهام وهذه الأشياء التي تؤذيك كلها من الشيطان، كلها من عدو الله، لما رأى ما لديك من الحرص على الخير وطلب العلم والاستفادة والاجتهاد أراد أن يشوش عليك حياتك وينغصها عليك بهذه الأوهام وهذه الشكوك وهذه الأشياء التي تقظ مضجعك، فينبغي لك أن تحاربها بذكر الله عز وجل والاستعداد للقائه سبحانه وتعالى، وأن تعلم أنها من الشيطان، فينبغي تركها والحذر منها، والإقبال على قراءة القرآن الكريم بالتدبر والتعقل، والإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى، والاشتغال بما ينفعك من خير الدنيا والآخرة، يكون لك مكسب.. يكون لك عمل يشغلك عن بعض هذه الوساوس، مع الإقبال على الله، والاستكثار من تلاوة كتابه الكريم، والضراعة إليه أن يعافيك من شر هذا العدو ومن أوهامه ومما يلقيه عليك من الوساوس، وربك جل وعلا جواد كريم، هو القائل سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، فاسأله جل وعلا واضرع إليه حتى يخلصك من هذه الوساوس، وهذه الأوهام، وهذه المكائد التي يكيد بها عدو الله.

    وقد وقع هذا للصحابة لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وشكوا إليه صلى الله عليه وسلم هذا وقالوا: (يا رسول الله! إن أحدنا يجد في نفسه ما لا أن يخر من السماء أحب إليه من أن ينطق به، فقال عليه الصلاة والسلام: هي الوسوسة) وفي لفظ: (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة)، وفي لفظ: (ذاك صريح الإيمان) يعني: محض الإيمان وخالصه، يعني: ما يقع في القلوب من كراهة هذا الشيء وإنكاره واستعظامه، هذا من الإيمان ومن صريح الإيمان.

    فاحمد ربك، فقد أصابك ما أصاب غيرك من الأخيار الأولين، فجاهد نفسك في هذا الأمر وأبشر بالخير والعافية، ومتى صدقت مع الله كفاك الله شر هذه الوساوس، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن أتاه الشيطان فقال له: (هذا الله خلق كل شيء فمن خلق الله؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: من وجد ذلك فليستعذ بالله ولينتهه) وفي لفظ: (فليقل: آمنت بالله ورسله) فإذا وجدت هذه الوساوس فقل: آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وانته، ودع السير مع هذه الوساوس واللين معها دعها وابتعد عنها واحذرها، ولا تلن ولا تسترخ معها، فإن ذلك مما يطمع الشيطان، ولكن دعها وحاربها واشتغل بشيء آخر من ذكر الله، وقراءة القرآن، وغير هذا من المشاغل التي تشغلك عنها من أمور الدين والدنيا جميعاً، وهذا هو العلاج فيما نعتقد، والله سبحانه وتعالى هو الموفق.

    1.   

    حكم الزواج من أخت الأخ من الرضاع

    السؤال: هذه رسالة وردتنا من عمان (س. ب) المملكة الأردنية الهاشمية عبد الله لفى البصيص ، إذاعة نداء الإسلام من مكة المكرمة، برنامج نور على الدرب أرجو التكرم علينا بحل السؤالين التاليين ولكم منا جزيل الشكر، يقول في سؤاله الأول: يوجد لي أخ رضع من امرأة ويوجد لها فتاة، هل يجوز لي أن أتقدم بطلب يد هذه الفتاة لزواجها أم لا؟

    الجواب: إذا كان أخوك ارتضع من أمها وأنت لم ترتضع من أمها فلا بأس، إنما تحرم على أخيك، إذا كان ارتضع من أمها حرمت عليه هو، إذا كان الرضاع خمس رضعات أو أكثر في الحولين حرمت عليه، أما أنت فلست منها في شيء، فلا حرج عليك أن تتزوجها إذا كانت أجنبية رضع منها أخوك فبناتها حرم على أخيك إذا كان الرضاع كاملاً، خمس رضعات فأكثر وكان رضاعه منها في الحولين فإنه يكون ولداً لها وتكون بناتها أخوات له، أما أنت فأجنبي، فلا حرج عليك أن تتزوج إحدى بناتها.

    1.   

    معنى قوله تعالى: (يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا ...)

    السؤال: أيضاً يقول: يوجد في القرآن الكريم آية في سورة النساء آية رقم ( 175 ) وتقول: بسم الله الرحمن الرحيم: فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النساء:176]، صدق الله العظيم، وفي تفسير الجلالين مكتوب: (أن لا تضلوا والله بكل شيء عليم)، صدق الله العظيم، أفيدونا جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: هذه آية المواريث في الإخوة قال الله جل وعلا: وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا [النساء:176]، يعني: كراهة أن تضلوا كما قال جماعة من المفسرين، مفعول لأجله محذوف وقال بعض المفسرين: لئلا تضلوا، وبعضهم قال: ألا تضلوا، المقصود: أن البيان لأجل ألا يضلوا، يبين الله لهم هذه الأشياء حتى لا يضلوا عن الصواب حتى لا يقعوا في الباطل، معنى: يبين الله أن تضلوا، يعني: لئلا تضلوا، أو كراهة أن تضلوا، هذا المعنى.

    1.   

    زيارة القبور بين المشروع والممنوع

    السؤال: هذه رسالة وردتنا من جمهورية مصر العربية محمود حامد يقول في رسالته: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

    أصحاب الفضيلة! لقد استمعنا إلى برنامجكم في السعودية كثيراً، والبرنامج هو نور على الدرب، وحسسنا على تركيزكم الكبير على زيارة القبور والتبرك بما فيها من أهل الخير، وهم بلا شك فيهم الخير الكثير وخاصة أنهم يعيشون في كنف الله سبحانه وتعالى، وهم أقرب إليه من غيرهم؛ لأنهم في حضرته، لكن كثرة كلامكم عن عدم جدواهم جعلتنا نضع عدة أسئلة عندما نريد أن نقوم بزيارة هؤلاء، نرجو منكم أن تصدقونا القول وفقنا الله وإياكم؛ لأننا نريد إذا لم نكن على الصواب أن نتجنب ما نحن عليه؟

    الجواب: السائل مشكور على طلبه الحق، وهذا هو الذي ينبغي لكل مؤمن أن يسأل عما أشكل عليه وألا يبقى على الجهل؛ لأن الله سبحانه يقول: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43]، والموتى في القبور أقسام:

    منهم من هو قريب من الله وفي كنف الله ومرحوم، وهم أهل التقوى والإيمان.

    ومنهم المعذب المغضوب عليه من أهل الكفر والفسق، فليسوا على حد سواء، المؤمن الطيب الذي مات على طاعة الله ورسوله على خير عظيم، وموعود بالجنة، وقبره روضة من رياض الجنة، أما الذي مات على الكفر بالله كالذين يدعون الأموات ويستغيثون بالأموات، ويطلبون منهم المدد، هذا كفر وضلال، هذا على خطر عظيم وهو متوعد بالنار والعذاب الأليم لكفره بالله وشركه بالله.

    وهكذا من مات على المعاصي غير تائب كالذي يموت على الزنا وعقوق الوالدين، أو على أكل الربا، أو على شهادة الزور، أو على شرب الخمور، وسرقة أموال الناس ونحو ذلك، هؤلاء على خطر عظيم من دخول النار، وعلى خطر أن تكون قبورهم حفرة من حفر النار نعوذ بالله، فليس الموتى على حد سواء.

    فينبغي أن تعلم -أيها السائل- أن الأموات أقسام:

    منهم المرضي عنه المستقيم الذي مات على تقوى وإيمان، هذا له الجنة والكرامة، وقبره روضة من رياض الجنة.

    ومنهم من مات على الكفر والضلال كالذي يستهزئ بالدين ويسب الدين، أو يدع الصلاة، أو يسأل الموتى ويستغيث بهم وينذر لهم ويطلبهم المدد وما أشبه ذلك هذا من الكفر بالله عز وجل، والكفار متوعدون بالنار إذا ماتوا على كفرهم.

    ومنهم من مات على المعاصي، هو مسلم لكن مات على المعاصي، مات على شرب الخمر، مات على الربا، مات على الزنا، مات على السرقة، مات عاقاً لوالديه، هذا على خطر من دخول النار، وإن كان لا يخلد في النار إذا دخلها لكنه على خطر، وعلى خطر من العذاب في قبره بسبب معاصيه، فينبغي لك أن تحذر وأن تكون على بينة.

    أما زيارة القبور فهي أقسام: إن كانوا مسلمين يزارون للدعاء لهم والترحم عليهم والاستغفار لهم، وتذكر الآخرة والزهد في الدنيا، كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين) وكان يقول: (اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد)، فأنت تسأل الله لهم المغفرة والرحمة والعافية إذا زرتهم.

    أما دعاؤهم تقول: يا سيدي فلان! اقض حاجتي، اشف مريضي، المدد المدد، هذا شرك بالله، هذا لا يجوز، هذا من عمل الجاهلية، من عمل أبي جهل وأشباهه من كفار الجاهلية كفار قريش وأشباههم، الموتى لا يطلبون شيئاً، لا يقال لهم: المدد، ولا أغيثونا، ولا انصرونا، ولا اشفوا مرضانا، لا. هذا يطلب من الله سبحانه وتعالى لا منهم، فهو القادر على كل شيء جل وعلا، ولا يقال: اشفعوا لنا، لا يطلب منهم هذا، وإنما يستغفر لهم.. يدعى لهم بالرحمة والمغفرة، فينبغي أن تعلم ذلك وأن تكون على بينة.

    أما الكفار لا يزارون، مثل النصارى، قبور اليهود، قبور النصارى، قبور المشركين الذين يعبدون غير الله، يستغيثون بالأموات وينذرون لهم، هؤلاء لا تزار قبورهم ومن زارها لقصد الاعتبار فلا بأس، إذا زارها للاعتبار، يعني: ليعتبر ويتذكر الآخرة لكن لا يدعى لهم، لا يترحم عليهم، فقد زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه وهي ماتت على الجاهلية، زار قبر أمه واستأذن ربه أن يستغفر لها فلم يأذن له أن يستغفر لها عليه الصلاة والسلام، لكن زارها للاعتبار والذكرى فقط.

    فإذا زرت القبور قبور الكفار من النصارى وغيرهم للذكرى والاعتبار والزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة فلا بأس، لكن لا تسلم عليهم ولا تدع لهم، أما المسلمون فتزار قبورهم، ويدعى لهم بالمغفرة والرحمة، ولا يدعون مع الله ولا يستغاث بهم ولا ينذر لهم، ولا يسألون الشفاعة، ولا الغوث، ولا النصر، ولا المدد، كل هذا لا يجوز، كل هذا من الشرك الذي حرمه الله، وهو من عمل أهل الجاهلية.

    فينبغي لك -أيها السائل- أن تحفظ هذا، وأن تبلغه من وراءك من الإخوان، ينبغي أن تحفظ هذا جيداً، وأن تبلغه من حولك من جيرانك وأصحابك وجلسائك حتى تكونوا على بينة.. على بصيرة؛ لأن الله يقول: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18]، سبحانه وتعالى، فالموتى لا يدعون، وهكذا الملائكة، هكذا الأنبياء بعد موتهم.. هكذا الكواكب.. هكذا الأشجار والأحجار.. هكذا الأصنام، كلها لا تدعى من دون الله، ولا يستغاث بها، ولا ينذر لها، ولا يتمسح بها، أما النبي الحي والصالح الحي الذي يسمع كلامك لا بأس أن تقول له: اشفع لي، ادع الله لي كما كان الصحابة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يدعونه، يقولون له: اشفع لنا يا رسول الله، في حياته صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت كان الصحابة يطلبون منه الدعاء والشفاعة عليه الصلاة والسلام، لا بأس، أما بعد الموت فلا، هكذا إخوانك، مثل رجل صالح من إخوانك صاحب صلاة وصاحب عبادة تقول: ادع الله لي يا أخي، وهو يسمع كلامك، حي، يطلب من الله لك.. أن الله يغفر لك.. أن الله يصلح حالك، يصلح ذريتك، لا بأس.

    فالمقصود: أن الحي الحاضر القادر لا بأس أن تطلبه ما يستطيعه كأن يدعو لك، كأن يقرضك شيئاً من ماله لحاجتك، كأن تعامله في شيء، لا بأس بهذه الأمور التي بينك وبين الحي الحاضر القادر، أما الموتى لا، الموتى لا يطلبون شيئاً، ولا يسألون، ولا يستغاث بهم، وهكذا الجمادات كالجبال والأصنام والكواكب وأشباه ذلك لا تسأل ولا يستغاث بها، وهكذا الغائبون من الجن والملائكة لا يسألون ولا يستغاث بهم، كل هذا من الشرك بالله عز وجل، لا يجوز فعله مع الملائكة ولا مع الجن ولا مع الأموات ولا مع الجمادات، ولكن تطلب ربك حاجتك تسأله سبحانه أن يشفي مريضك، أن ينصرك على عدوك، تسأله المدد من فضله بالعون والتوفيق والهداية، كل هذا يطلب الله سبحانه وتعالى، رزقنا الله وإياك الاستقامة والبصيرة.

    المقدم: أحسنتم أثابكم الله.

    أيها السادة! إلى هنا نأتي على نهاية لقائنا هذا الذي استضفنا فيه سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، وقد أجاب على أسئلة المستمعين: المرسل الفقير إلى الله تعالى: عبد الله عبد الرحمن من العراق أربيل، ويسأل عن الوسواس، والمستمع عبد الله لفى البصيص من المملكة الأردنية الهاشمية عمان، ومحمود حامد من أسيوط.

    شكراً لسماحة الشيخ عبد العزيز ، وشكراً لكم أيها السادة، وإلى أن نلتقي بحضراتكم نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755913227