فحديثنا في هذه الليلة بمشيئة الله تعالى عن خصائص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أن معرفة ما يتعلق به واجب علينا، وأن نعرف له حقه، وأن نعرف منزلته وقدره، ومن معرفة منزلته وقدره عليه الصلاة والسلام أن نعرف خصائصه صلى الله عليه وسلم، وذلك كله داخل في إيماننا بنبينا محمد عليه الصلاة والسلام، فخصائصه عليه الصلاة والسلام: ما اختصه الله بها وفضله على سائر الأنبياء والخلق.
والخصائص النبوية موضوع قد اعتنى به العلماء من أهميته، فتناولوه بحثاً وتأليفاً، وذكروا ما انفرد به عليه الصلاة والسلام عن إخوانه الأنبياء والمرسلين، كما ذكروا ما انفرد به عن سائر أمته، وممن ألف في هذا: الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى في كتابه بداية السول في تفضيل الرسول ، وكذلك الإمام ابن الملقن رحمه الله في كتابه خصائص أفضل المخلوقين ، ومنهم من أدرج الخصائص في مؤلف من المؤلفات التي كتبها، مثل الحافظ الإمام أبي نعيم الأصفهاني رحمه الله في كتاب دلائل النبوة ، والحافظ البيهقي رحمه الله في كتاب دلائل النبوة ، والحافظ القاضي عياض رحمه الله في كتابه الشفاء في التعريف بحقوق المصطفى ، وكذلك ابن الجوزي رحمه الله في الوفاء لأحوال المصطفى ، وكذلك ابن كثير رحمه الله في كتابه البداية والنهاية والفصول في سيرة الرسول ، وكذلك النووي رحمه الله في تهذيب الأسماء واللغات .
كل هؤلاء العلماء وغيرهم قد جعلوا أبواباً في مصنفاتهم عن خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، هذه الخصائص التي معرفتها تزيده عليه الصلاة والسلام في أعيننا قدرا،ً وتجعلنا نحبه ونعرف منزلته أكثر، وتجعلنا نزداد به إيماناً، ونزداد له تبجيلاً، ونزداد له شوقاً ويقيناً صلى الله عليه وسلم، لأن من واجباتنا أن نعرف أحوال نبينا عليه الصلاة والسلام، ومن كمال الإيمان والتصديق به أن نعرف له من الخصائص والميزات عليه الصلاة والسلام.
إن هذه الخصائص-أيها الإخوة!- منها ما اختص به عليه الصلاة والسلام في ذاته في الدنيا، ومنها ما اختص به في ذاته في الآخرة، ومنها ما اختصت به أمته في الدنيا، ومنها ما اختصت به أمته في الآخرة.
والدليل على أن اليهود والنصارى في زماننا هذا مخاطبون بالإيمان بالنبي عليه الصلاة والسلام واتباعه، وأن من لم يؤمن بنبينا من اليهود والنصارى وغيرهم من الهندوس والسيخ والمجوس وسائر الكفرة أنه في النار، قوله عليه الصلاة والسلام: (والذي نفس محمد بيده! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني) والمقصود بالأمة أمة الدعوة، واليهود والنصارى داخلون في أمة الدعوة لا أمة الإجابة الذين استجابوا له عليه الصلاة والسلام، فقوله: (والذي نفس محمد بيده! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة -وهي أمة الدعوة يعني: الذين أرسل إليهم، كل العالم- يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) رواه مسلم رحمه الله في صحيحه ، وقال صلى الله عليه وسلم: (أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي، ومنها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة)، وفي رواية: (كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أحمر وأسود) رواهما مسلم رحمه الله، حتى الجن: وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ [الأحقاف:29] ينذرونهم عذاب الله، ويخوفونهم ما سمعوا. فإذاً: الرسل من الإنس والجن منهم دعاة إلى قومهم، والرسل من الإنس، والجني يمكن أن يسمع الإنسي، وأن يسمع كلام النبي عليه الصلاة والسلام، بخلاف الإنسي فإنه ربما لا يتمكن من سماع الجني لو كان الرسول من الجن؛ ولذلك كان الرسل من الإنس، والجن منهم دعاة ومنذرون، فهؤلاء الجن الذين سمعوا القرآن يتلى منه عليه الصلاة والسلام، ولوا إلى قومهم منذرين، وهذه آية في كتاب الله تتعلق بالموضوع، فيها بشارة وبيان ميزة للنبي عليه الصلاة والسلام، قال الله تعالى: وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً [الفرقان:51] فهذه منة من الله على النبي عليه الصلاة والسلام، يقول له: لو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيراً لكن مننا عليك وبعثناك لكل القرى نذيراً وبشيراً فصار تابعوك من كل القرى، المؤمنون لك مثل أجرهم، وأنت رسول إليهم جميعاً، فلم نبعث بعدك ولا معك رسلاً إلى الأقوام الآخرين وإلى غير العرب، بل بعثناك للجميع: وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً [الفرقان:51] فهذا وجه التمنن، أنه لو بعث في كل قرية نذيراً لما حصل لرسوله صلى الله عليه وسلم إلا أجر إنذاره لأهل قريته، مكة ، أو للعرب لكنه بعثه للجميع.
وكذلك قال ابن عباس رضي الله عنه: [إن الله فضل محمداً صلى الله عليه وسلم على الأنبياء وعلى أهل السماء، فقالوا: يا
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وجمله إلا موضع لبنة) القطعة من الطين التي تعجن وتعد للبناء، ويقال لها إن لم تحرق لبنةً، وإذا أحرقت صارت آجرة، الآجر: هو اللبن المحروق، (إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به- بهذا البيت- ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة) ما بقي لإكمال البناء إلا هذه اللبنة، لو جاءت هذه اللبنة كان ما أحسن هذا البيت، فالبيت كامل كله إلا أن اللبنة تنقصه (قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين) رواه البخاري رحمه الله.
ولذلك يوم القيامة لما يفزع الناس إلى الأنبياء، آخر واحد عيسى عليه السلام فيردهم إلى محمد عليه الصلاة والسلام، فيأتي الناس إلى محمد، يقولون: يا محمد! أنت رسول الله وخاتم النبيين، وكذلك قال عليه الصلاة والسلام: (فضلت على الأنبياء بست- ومنها- وخُتم بي النبيون)، وقال عليه الصلاة والسلام: (إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي، فشق ذلك على الناس، قال: ولكن المبشرات) يعني: بقي المبشرات، صحيح أن النبوة انتهت الآن فلا يأتي نبي، لكن بقي المبشرات (قالوا: وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: رؤيا الرجل المسلم وهي جزء من أجزاء النبوة) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وهو في صحيح الجامع.
وهذا يدل على أن الرؤيا الصالحة الباقية التي قد يكون فيها إنذار من شيء خطير أو تبشير ببشرى لمؤمن يراها أو ترى له حق، حيث أن النبوة فيها وحي وإخبار عن الغيب، واشتركت الرؤيا مع النبوة في مسألة الإشعار بشيء قد يحدث في المستقبل، ولذلك كانت الرؤيا جزءاً من النبوة، وإلا فهناك فرق كبير بين الرؤيا والنبوة لا شك في هذا، ولكن لماذا كانت الرؤيا جزءاً من النبوة؟ ما هو وجه الاشتراك بين الرؤيا والنبوة؟ في النبوة إخبار عن المغيبات والأشياء المستقبلية، وكذلك البشارات والإنذارات، وقد يكون في بعض الرؤى الصالحة التي يراها المؤمن أو ترى له إنذار من شيء سيحدث، أو بشارة لشخص، فلذلك كانت جزءاً من النبوة، والنبي صلى الله عليه وسلم من أسمائه التي أخبر عنها، قال: (وأنا العاقب -والعاقب: فسره، قال:- الذي ليس بعده أحد) رواه البخاري ، فليس بعده نبي، وقال صلى الله عليه وسلم: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي، وأنه لا نبي بعدي وسيكون بعدي خلفاء) رواه البخاري .
والنبي صلى الله عليه وسلم رحمة مهداة إلى العالمين: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107] وهو عليه الصلاة والسلام بالمؤمنين رءوف رحيم.
ثم من أمر الأمة لتوقيره عليه الصلاة والسلام: أن الله نهى المؤمنين أن يخاطبوه باسمه، قال سبحانه وتعالى: لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً [النور:63] بينما بنو إسرائيل: قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ [الأعراف:138] .. إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ [المائدة:112] لكن الصحابة لا يمكن أن ينادوا النبي عليه الصلاة والسلام باسمه، إنما يقولون: يا رسول الله! يا نبي الله!
وقال عليه الصلاة والسلام: (... وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ...)والكنز الأحمر: الذهب، والأبيض: الفضة، لأن أكثر مال الروم كان فضة، وأكثر مال الفرس كان ذهباً، فقال لهم: إن بلاد الفرس والروم ستسقط.
وهذه قصة عجيبة: قال يحيى بن أكثم : دخل يهودي على الخليفة المأمون فتكلم فأحسن الكلام، فدعاه المأمون إلى الإسلام، فأبى اليهودي، فلما كان بعد سنة جاءنا مسلماً، فتكلم في الفقه فأحسن الكلام، فقال له المأمون : ما كان سبب إسلامك؟ قال: انصرفت من حضرتك -أنا لما خرجت من عندك- قبل سنة وأحببت أن أمتحن هذه الأديان، فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت وأدخلتها الكنيسة فاشتريت مني -راجت واشتروها آل يهود، اشتروها بسرعة- وعمدت إلى الإنجيل فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت وأدخلتها الكنيسة فاشتريت مني -راجت ونفقت مع أنها محرفة، هو بنفسه حرفها- وعمدت إلى القرآن فعملت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت وأدخلتها على الوراقين فتصفحوها فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان رموا بها ولم يشتروها، فعلمت أن هذا الكتاب محفوظ، فكان هذا سبب إسلامي، قال يحيى بن أكثم : فحججت تلك السنة فلقيت سفيان بن عيينة في الحج، فذكرت له القصة، فقال لي: مصداق هذا في كتاب الله تعالى، قلت: في أي موضع، قال: في قوله تعالى في التوراة والإنجيل: بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ [المائدة:44] فجعل حفظه إليهم -إلى الأحبار والرهبان- فضاع، وقال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9] فجعل حفظه إليه: فحفظه الله تعالى علينا فلم يضع.
فالنبي عليه الصلاة والسلام هو الذي يستفتح باب الجنة فيشفع لهم عند الله تبارك وتعالى، فيدخل ويدخلون وراءه، والنبي صلى الله عليه وسلم الذي يشفع لمن لا حساب عليه من أمته كما جاء في الحديث بعد ما ينادي: يا رب! يا رب! أمتي يا رب! فيقول: (يا محمد! أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب) رواه البخاري .
ثم إن له في عمه أبي طالب موقفاً، تكريماً للنبي صلى الله عليه وسلم، فجاء العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم أخو أبي طالب ، فـالعباس أسلم وكان قلقاً على مصير أخيه أبي طالب ، فقال: (يا رسول الله! هل نفعت
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيذنا من النار، وأن يقينا عذاب النار.
وللنبي عليه الصلاة والسلام دعوة مستجابة خبأها لأمته من كمال شفقته عليهم، ورأفته بهم، واعتنائه بمصالحهم، وقيل: الدعوة هذه هي الشفاعة المعطاة للنبي صلى الله عليه وسلم.
فحرِّم عليه نكاح كل امرأة كرهت صحبته، ولاشك أن المرأة هذه ليست بمستوى أن تكون من أمهات المؤمنين، ولذلك ما أكملت الطريق وأخرجت من الحسبة.
وكذلك فإنه عليه الصلاة والسلام لا يقول الشعر: وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ [يس:69] فهو لم يكن عالماً لا بصنوفه ولا بأنواعه، ولذلك لما أراد أن يستشهد ببيت كَسَّره وقدَّم وأخر، ولما قال شيئاً قال رجزاً يسيراً، وشعراً غير مقصود، وشيئاً أتى وجرى على اللسان من غير قصد، مثل قوله:
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب |
هذا من بحور الشعر وليس من القصائد، وإذا جاء ببيت أو بيتين من أبيات غيره كسرها وكسر الوزن: وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ [يس:69].
وعصمه الله سبحانه وتعالى، فلا يقول الباطل وكل من استهان به عليه الصلاة والسلام أو سبه فإنه يكفر مباشرة وعقوبته القتل، ومن الأحكام التي قد يستغربها بعض الناس، لكن هذا هو الراجح: أن الذي يسب النبي عليه الصلاة والسلام يقتل ولو تاب، بينما الذي يسب الله تعالى إذا تاب انتهى، يعفى عنه لماذا؟ لأن الله غفور رحيم، والله سبحانه وتعالى بيَّن أن من أخطأ في حقه تعالى ثم تاب فإنه يغفر له، لكن الذي يسب النبي عليه الصلاة والسلام جاءت النصوص بقتله، فعرفنا الآن أن هناك حداً شرعياً في كل من يسب النبي عليه الصلاة والسلام وهو القتل، من الذي يملك إسقاط الحد هذا؟ هو عليه الصلاة والسلام، إذا تنازل سقط الحد، أما إذا لم يتنازل فيقام الحد، فلو أن واحداً جاء وسب النبي عليه الصلاة والسلام في حياته عليه الصلاة والسلام، مثل ابن أبي سرح فإن النبي عليه الصلاة والسلام سكت عن حقه وبايعه، فـابن أبي سرح تُرك، أما غيره كثير قد قتلوا، أرسل لهم من يغتالهم في بيوتهم، وعلى فرشهم، وبين زوجاتهم، وخارج حصونهم، والأعمى في المدينة كانت له أمة تخدمه وتحوطه وترعاه لكنها كانت تسب النبي عليه الصلاة والسلام فقتلها هذا الأعمى، وأهدر النبي عليه الصلاة والسلام دمها، والآن بعد ممات النبي عليه الصلاة والسلام لو جاء واحد وسب النبي عليه الصلاة والسلام يترتب عليه أمران:
أولاً: انتهاك حق الله تعالى؛ لأنه عصى الله، وهذا معروف، وهذا يمكن أن يستدرك بالتوبة.
ثانياً: انتهاك حرمة النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا حده القتل، إلا إذا تنازل النبي عليه الصلاة والسلام، وبما أنه قد مات عليه الصلاة والسلام فلابد من إقامة الحد، فالذي يسب النبي عليه الصلاة والسلام ويتوب فإن توبته تنفع عند الله، لكن لابد من قتله، هذا هو الراجح في مسألة سابِّ النبي عليه الصلاة والسلام، دمه مهدور مباشرة، ويرفع أمره إلى الحاكم الشرعي ليطبق حد الله فيه، يشهد عليه ويرفع أمره، أي واحد يسب النبي عليه الصلاة والسلام يشهد عليه ويرفع أمره ويبت في قتله.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا شفاعته، وأن يجعلنا من أهل ملته وسنته، وأن يحيينا على سنته ويميتنا عليها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الجواب: يخرج عنه، وتخرج عند حلول الحول، ومن المعاصي أن تؤخر الزكاة إلى رمضان وقد وجبت قبل رمضان، فبعض الناس من جهلهم يحول الحول عليها قبل رمضان، فيقول: أنتظر شهرين وأخرج الزكاة في رمضان أكثر ثواباً وأكثر أجراً، نقول: أكثر إثماً، هذا فيه إثم؛ فقد ظلمت الفقير وأخرت حقه، بأي شيء فعلت ذلك وأقدمت عليه فهذا ظلم، أخرجها فوراً هذا هو الأكثر أجراً، لكن لو أن زكاتك تجب في شوال فأنت أردت أن تقدمها في رمضان لماذا؟ تقول: إنني إذا أخرجتها في رمضان ألتمس الأجر الأكثر. فأما التقديم فلا بأس به، وقد استعجل النبي صلى الله عليه وسلم من العباس زكاة سنتين، فأما تقديمها فلا بأس إنما البأس في تأخيرها.
الجواب: سرعة المشي التي تدل على النشاط والقوة من السنة، أما الإسراع المخل الذي يدل على طيش هذا ليس من السنة.
الجواب: لبس خاتم الفضة قد لبسه النبي عليه الصلاة والسلام وتزين به فلا بأس بلبسه، ولكن يكون ليس على نحو متشابه بالكفار، كما يفعل بعضهم في الدبلة، وإنما يكون خاتماً بفص أو غيره، ليس فيه شبه بما يلبسه الكفرة.
الجواب: أكل لحم الكتف والدباء هذا ليس من سنن العبادة، ليس مجال طلب ثواب في الاقتفاء والاقتداء؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يحبه حباً طبعياً، بطبيعتة كان يحب لحم الكتف والدباء، وليس مشروعاً لنا ومستحباً بحيث أننا نعتبره سنة مثل سنن النوافل ومثل السنن الأخرى، مثلاً: دخول الخلاء بالشمال، ودخول المسجد باليمنى، والانتعال باليمين، هذه سنة تؤجر عليها، ولو بدأت باليمنى وبدأت الخلع بالشمال، لكن أكل الدباء وأكل لحم الكتف فالنبي عليه الصلاة والسلام أحبه حباً طبيعياً وليس شيئاً شرعياً وسنة وعبادة، كلا. لكن بعض الصحابة بلغوا من شدة محبتهم للنبي عليه الصلاة والسلام أنهم صاروا حتى في الأشياء الطبيعية يهوون ما كان يهوى، مثل أنس بن مالك لما كان يتتبع الدباء؛ وذلك لأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء فكان يحب الدباء من يومئذ.
الجواب: لا بأس، ولا يلزم طبخها ولا إعدادها للأكل للناس، لكن إذا طبخها للفقير وكفاه مؤنة الطبخ فهو أحسن، وإذا ظن المصلحة أن يوزعها لحماً فلا بأس.
الجواب: نعم إذا حال عليها الحول، لكن من كان يأخذ الإيجارات ويصرفها مباشرة فليس عليه زكاة، من كان يأخذ الراتب ويصرفه أولاً بأول فليس عليه زكاة؛ لأنه لا يوجد عنده نصاب حال عليه الحول.
الجواب: لا بأس ما دام أنه ما قصد العمرة، الآن هو يريد أن يرجع فعليه أن يحرم ثم يذهب إلى العمرة، أما الآن دخوله ليس للعمرة بل دخوله لتوصيل الأطفال، فلا بأس بذلك، هذا دخوله لتوصيل الأطفال وليس نيته العمرة، فيرجع يحرم من الميقات ويدخل يعتمر.
الجواب: إذا كان نيته الطلاق فخرجت فهي طالق بمعنى الطلاق المعروف، فهذا تطلق زوجته إذا خرجت من هذا الباب، إلا إذا كان قصده أنها طالق إذا خرجت بغير إذنه، فهذه إذا خرجت بإذنه لا تكون طالقاً، لكنه لو أنه ما نوى ألا تخرج بإذنه أو بدون إذنه، لا تخرج إطلاقاً من هذا الباب وحلف بالطلاق قاصداً الطلاق، ليس لها حل ولا مخرج إلا الطلاق، كلمة قالها ويتحمل مسئوليتها لابد، وإذا قال لها حسب نص السؤال، حلف يمين طلاق، وقال: أنت طالق لو خرجت من هذا الباب فقد تكون طلقة واحدة يسترجعها بغير لفظ، أو فعل يدل على الرجوع، يقول: راجعتك ويشهد اثنين من المسلمين.
الجواب: نعم. هذه من السنن التي عملها النبي صلى الله عليه وسلم، فمن علامات محبتنا له أننا نحافظ عليها وأننا نطلقها ونعفيها اقتداء به عليه الصلاة والسلام.
الجواب: يعني: حتى ينتهي من الصلاة ويسلم، إذا فعل ذلك فقد تم له الأجر وكان كقيام ليلة.
الجواب: إذا كان الإمام يواصل القراءة فأنصت، وإذا وقف فلا بأس أن تسبح.
الجواب: هذا حديث فقد أوتي شطر الحسن، بالنبي عليه الصلاة والسلام رأى يوسف في المعراج وقد أوتي شطر الحسن عليهما السلام.
الجواب: أما تحنية اليدين فهذا من التشبه بالنساء، فلا يمكن أن يفعل هذا من باب الزينة، لأن هذا فيه تشبه بالنساء، وقد أوتي بمخنث قد حنى يديه فنفاه عليه الصلاة والسلام، لكن تحنية الرجلين قد فعله عليه الصلاة والسلام علاجاً لما طلى قدميه من الأسفل، طلاها بالحناء علاجاً من آلام ألمت بقدميه، فاستعمل الحناء علاجاً للقدم، فهذا لا بأس به علاجاً وليس زينة.
الجواب: إذا أحرمتم بعد ذلك فعليكم دم يلزمكم؛ لأنكم جاوزتم الميقات من غير إحرام، ولما جئتم من المدينة كان يجب عليكم أن تحرموا من ميقات أهل المدينة من ذي الحليفة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة).
الجواب: لا ينصح به لكثرة أضراره، لكن لو لم يكن فيه ما يضر فإنه لابد فيه من رضا الزوجين، وليس لها أن تأخذه باستمرار لكن في السنتين حتى ترضع الولد الذي عندها وتكمل تربيته.
الجواب: قال به بعض أهل العلم، هذه المنطقة التي هي منطقة السبال، والسبالان: مكان التحام الشارب باللحية قال بعضهم هي من الشارب تحلق، فهذه المسألة فيها وسعة إذا أخذها أو لم يأخذها فليس عليه حرج.
الجواب: العمائر المستثمرة تكون الزكاة في الإيجار كما تقدم وليس في قيمتها.
الجواب: نعم، ولماذا أمر بالاستحداد وأخبر أنه من سنن الفطرة، وهو: حلق شعر العانة بالموس، بالشفرة، وهذا معروف، وكذلك فإنه عليه الصلاة والسلام حلق رأسه أيضاً بالموس، جاء حلاق وحلق له رأسه، ولما احتجم أيضاً، والحجامة يلزم منها حلق شعر الرأس، وهذا كله بأدوات حلاقة، يعني: الآلات الحادة التي يحلق بها معروفة من القديم وليست اختراعاً جديداً.
هذان اثنان كانا يتناقشان في موضوع اللحية فقال واحد للآخر: الرسول عليه الصلاة والسلام ما كان يحلق لحيته لأنه لم يكن عنده موس! ونحن الآن عندنا أمواس! قال الثاني: أوما كان عنده سيف مثل الموس وأكبر؟!
الجواب: أولاً: احمد الله أنه من عليك بالتوبة، إذا صدقت مع الله فإنك إن شاء الله مغفور لك؛ لأن (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) إذا صدقت، ومن علامات التوبة: ترك أصدقاء السوء، والذهاب إلى أماكن الخير؛ لأن الرجل قاتل المائة لما تاب أوصاه العالم أن يترك بلدته لأن أهلها أهل سوء؛ يعينون على المعاصي، ولا يخافون الله، وقال: اذهب إلى بلدة كذا وكذا فإن فيها أناساً يعبدون الله فاعبد الله معهم، فإذاً الإنسان يترك أهل السوء ويذهب لأهل الخير، وأهل الخير أين يوجدون؟ نجدهم في المساجد، هذا شيء طبيعي، هذا أول مكان تبحث فيه عنهم، كذلك في المحاضرات والدروس، تجدهم في المحاضرات والمساجد والدروس، وجميع أماكن الخير، وهكذا يمكن لك أن تتعرف بهم، ولماذا جعلت صلاة الجماعة في المسجد إلا لاجتماع المسلمين وتعرفهم على بعض، وتداخلهم معا،ً وقيام بعضهم بأمور بعض!! فانطلاقك من المسجد إن شاء الله سيكون انطلاقاً مباركاً.
الجواب: كلا، لا يجب ذلك.
الجواب: صحيح، لا حرج في ذلك أكمل بعد الإمام.
الجواب: لا يبطل الصيام كما أفتى بذلك جماعة من العلماء المعاصرين، وقالوا: إنه هواء مضغوط يذهب إلى الرئة، وأنه لابد له منه، ومتى يقضيه وهو دائماً يحتاج إليه؟
الجواب: الأكل والشرب عند أذان الفجر ينبغي الابتعاد عنه حتى لا يكون مدعاة إلى إفساد الصوم والتمادي.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر