إسلام ويب

كتاب الفتنللشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • من يقرأ في فتن آخر الزمان يهوله ما يقرأ ما سيضرب أمة الإسلام من عوارض يشيب لها الولدان، بعضها قد وقع وبعضها في طي المستقبل، وقد اشتد تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الوقوع في الفتن، وكان نصحه صلى الله عليه وسلم: (من كانت له إبل فليلحق بإبله, ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه, ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه, قال: فمن لم يكن له شيء من ذلك؟ قال: فليعمد إلى سيفه فليضرب بحده على حرة, ثم لينج ما استطاع النجاء).

    1.   

    ذكر الفتن ودلائلها

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    اللهم اغفر لنا ولشيخنا وعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين.

    أما بعد: فبأسانيدكم إلى الإمام أبي داود رحمنا الله تعالى وإياه، قال رحمه الله تعالى: [بسم الله الرحمن الرحيم، أول كتاب الفتن

    حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال: ( قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً فما ترك شيئاً يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدثه، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه, قد علمه أصحابه هؤلاء, وإنه ليكون منه الشيء فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه, ثم إذا رآه عرفه ).

    حدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا أبو داود الحفري عن بدر بن عثمان عن عامر عن رجل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يكون في هذه الأمة أربع فتن، في آخرها الفناء ).

    حدثنا يحيى بن عثمان بن سعيد الحمصي قال: حدثنا أبو المغيرة قال: حدثنا عبد الله بن سالم قال: حدثني العلاء بن عتبة عن عمير بن هانئ العنسي قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: ( كنا قعوداً عند رسول الله فذكر الفتن فأكثر في ذكرها, حتى ذكر فتنة الأحلاس، فقال قائل: يا رسول الله, وما فتنة الأحلاس؟ قال: هي هرب وحرب, ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني, إنما أوليائي المتقون, ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع, ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمة, فإذا قيل: انقضت تمادت, يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً, حتى يصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه, وفسطاط نفاق لا إيمان فيه, فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده ).

    حدثنا محمد بن يحيى بن فارس قال: حدثنا ابن أبي مريم قال: أخبرنا ابن فروخ قال: أخبرني أسامة بن زيد قال: أخبرني ابن لـقبيصة بن ذؤيب عن أبيه قال: قال حذيفة بن اليمان: ( والله ما أدري أنسي أصحابي أم تناسوا؟ والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلاثمائة فصاعداً إلا سماه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته ).

    حدثنا مسدد وقتيبة بن سعيد دخل حديث أحدهما في الآخر, قالا: حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن نصر بن عاصم عن سبيع بن خالد قال: ( أتيت الكوفة في زمن فتحت تستر أجلب منها بغالاً, فدخلت المسجد فإذا صدع من الرجال، وإذا رجل جالس تعرف إذا رأيته أنه من رجال أهل الحجاز, قال: قلت: من هذا؟ فتجهمني القوم وقالوا: أما تعرف هذا؟ هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال حذيفة: إن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر, فأحدقه القوم بأبصارهم, فقال: إني قد أرى الذي تنكرون, إني قلت: يا رسول الله, أرأيت هذا الخير الذي أعطاناه الله أيكون بعده شر كما كان قبله؟ قال: نعم, قلت: فما العصمة من ذلك؟ قال: السيف, وقال قتيبة في حديثه: فقلت: هل للسيف؟ يعني: من بقية؟ قال: نعم, قال: فماذا؟ قال: هدنة على دخن, قال: قلت: يا رسول الله, ثم ماذا؟ قال: إن كان لله خليفة في الأرض فضرب ظهرك وأخذ مالك فأطعه, وإلا فمت وأنت عاض بجذل شجرة, قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يخرج الدجال معه نهر ونار, فمن وقع في ناره وجب أجره، وحط وزره, ومن وقع في نهره وجب وزره، وحط أجره, قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم هي قيام الساعة ) .

    حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن نصر بن عاصم عن خالد بن خالد اليشكري بهذا الحديث, قال: ( قلت: بعد السيف؟ قال: تقية على أقذاء، وهدنة على دخن ), ثم ساق الحديث. قال: وكان قتادة يضعه على الردة التي في زمن أبي بكر على أقذاء, يقول: قذى, وهدنة يقول: صلح على دخن، على ضغائن.

    حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد عن نصر بن عاصم الليثي قال: أتينا اليشكري في رهط من بني ليث, فقال: من القوم؟ فقلنا: بنو ليث, فقلنا: أتيناك نسألك عن حديث حذيفة فذكر الحديث؛ قال: ( أقبلنا مع أبي موسى قافلين، وغارت الدواب بالكوفة، قال: فسألت أبا موسى أنا وصاحب لي فأذن لنا فقدمنا الكوفة, فقلت لصاحبي: أنا داخل المسجد فإذا قامت السوق خرجت إليك, قال: فدخلت المسجد، فإذا فيه حلقة كأنما قطعت رءوسهم يستمعون إلى حديث رجل, قال: فقمت عليهم, فجاءني رجل فقام إلى جنبي, فقلت: من هذا؟ قال: بصري أنت؟ قلت: نعم, قال: قد عرفت لو كنت كوفياً لم تسأل عن هذا, قال: فدنوت منه فسمعت حذيفة يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر, وعرفت أن الخير لن يسبقني, قال: قلت: يا رسول الله, هل بعد هذا الخير شر؟ قال: فقال: يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه ثلاث مرات, قال: قلت: يا رسول الله, بعد هذا الشر خير؟ قال: فتنة وشر, قال: قلت: يا رسول الله, بعد هذا الشر خير؟ قال: يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه ثلاث مرات, قال: قلت: يا رسول الله, بعد هذا الشر خير؟ قال: هدنة على دخن، وجماعة على أقذاء فيها أو فيهم, قلت: يا رسول الله, الهدنة على الدخن ما هي؟ قال: لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه, قال: قلت: يا رسول الله بعد هذا الخير شر؟ قال: يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه ثلاث مرات, قال: قلت: يا رسول الله, بعد هذا الخير شر؟ قال: فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب النار, فإن مت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحداً منهم ).

    حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا عبد العزيز يعني: ابن أبي حازم عن أبيه عن عمارة عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( كيف بكم وبزمان يوشك أن يأتي زمان يغربل فيه الناس غربلة يبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم, واختلفوا فكانوا هكذا, وشبك بين أصابعه, فقالوا: وكيف بنا يا رسول الله؟ قال: تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون, وتقبلون على أمر صاحبكم، وتذرون أمر عامتكم ).

    قال أبو داود: هكذا روي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه.

    حدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا الفضل بن دكين قال: حدثنا يونس يعني: ابن أبي إسحاق عن هلال بن خباب أبي العلاء قال: حدثني عكرمة قال: حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ( بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر وذكرت عنده, فقال: إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم، وخفت أماناتهم، وكانوا هكذا، وشبك بين أصابعه, قال: فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك؟ قال: الزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذ بما تعرف، ودع ما تنكر, وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة ).

    حدثنا مسدد قال: حدثنا عبد الوارث قال: حدثنا أبو التياح عن صخر بن بدر العجلي عن سبيع بن خالد بهذا الحديث عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( فإن لم تجد يومئذ خليفة، فاهرب حتى تموت وأنت عاض, وقال في آخره: قال: قلت: فما يكون بعد ذلك؟ قال: لو أن رجلاً نتج فرساً لم تنتج حتى تقوم الساعة ).

    حدثنا مسدد قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من بايع إماماً فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه ما استطاع, فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا رقبة الآخر, قلت: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمعته أذناي ووعاه قلبي, قلت: هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نفعل ونفعل قال: أطعه في طاعة الله، واعصه في معصية الله ).

    قال أبو داود: وهذا الحديث مثل الحديث الذي قبل هذين الحديثين ].

    قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك العوام ), هذا فيه حث على أن الإنسان إذا خشي على نفسه من المخالطة من الفتنة بالرأي أن ينكمش إلى نفسه وينعزل, وفيه إشارة إلى أن العامة من تحليلهم وآرائهم ربما يفتنون الإنسان, فينبغي أن يبتعد عن رأيهم, قد يسود في بلد أو في زمن رأي عند الناس ولا يعني أن ذلك هو الحق.

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ويل للعرب من شر قد اقترب, أفلح من كف يده ).

    حدثنا سليمان بن حرب ومحمد بن عيسى قالا: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تعالى ذكره زوى لي الأرض, أو قال: إن ربي عز وجل زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها, وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها، وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض, وإني سألت ربي عز وجل لأمتي ألا يهلكها بسنة بعامة، ولا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم, وإن ربي قال: يا محمد, إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد, ولا أهلكهم بسنة بعامة, ولا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم, ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها, أو قال: بأقطارها, حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً، وحتى يكون بعضهم يسبي بعضاً, وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين, وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة, ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين, وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان, وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون, كلهم يزعم أنه نبي, وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي, ولا تزال طائفة من أمتي على الحق -قال ابن عيسى: ظاهرين, ثم اتفقا:- لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ) .

    حدثنا محمد بن عوف الطائي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثني أبي قال ابن عوف: وقرأت في أصل إسماعيل قال: حدثني ضمضم عن شريح عن أبي مالك يعني: الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله أجاركم من ثلاث خلال: ألا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعاً, وألا يظهر أهل الباطل على أهل الحق, وأن لا تجتمعوا على ضلالة ).

    حدثنا محمد بن سليمان الأنباري قال: حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن منصور عن ربعي بن حراش عن البراء بن ناجية عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( تدور رحى الإسلام لخمس أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين, فإن يهلكوا فسبيل من هلك, وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاماً, قال: قلت: أمما بقي أو مما مضى؟ قال: مما مضى ).

    حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا عنبسة قال: حدثنا يونس عن ابن شهاب قال: حدثني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يتقارب الزمان, وينقص العلم, وتظهر الفتن, ويلقى الشح, ويكثر الهرج, قال: يا رسول الله, أية هو؟ قال: القتل القتل ).

    حدثت عن ابن وهب قال: حدثني جرير بن حازم عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يوشك المسلمون أن يحاصروا إلى المدينة, حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح ).

    حدثنا أحمد بن صالح عن عنبسة عن يونس عن الزهري قال: سلاح قريب من خيبر].

    1.   

    باب النهي عن السعي في الفتنة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن عثمان الشحام قال: حدثني مسلم بن أبي بكرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنها ستكون فتنة يكون المضطجع فيها خيراً من الجالس، والجالس خيراً من القائم، والقائم خيراً من الماشي، والماشي خيراً من الساعي, قال: يا رسول الله, ما تأمرني؟ قال: من كانت له إبل فليلحق بإبله, ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه, ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه, قال: فمن لم يكن له شيء من ذلك؟ قال: فليعمد إلى سيفه فليضرب بحده على حرة, ثم لينج ما استطاع النجاء ).

    حدثنا يزيد بن خالد الرملي قال: حدثنا مفضل عن عياش عن بكير عن بسر بن سعيد عن حسين بن عبد الرحمن الأشجعي أنه سمع سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: ( فقلت: يا رسول الله, أرأيت إن دخل علي بيتي، وبسط يده ليقتلني؟ قال: كن كابني آدم وتلا يزيد: لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ [المائدة:28], الآية ).

    حدثنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شهاب بن خراش عن القاسم بن غزوان عن إسحاق بن راشد الجزري عن سالم قال: حدثني عمرو بن وابصة الأسدي عن أبيه وابصة عن ابن مسعود قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ), فذكر بعض حديث أبي بكرة قال: ( قتلاها كلهم في النار ), قال فيه: ( قلت: متى ذلك يا ابن مسعود ؟ قال: تلك أيام الهرج حيث لا يأمن الرجل جليسه, قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك الزمان؟ قال: تكف لسانك ويدك، وتكون حلساً من أحلاس بيتك, فلما قتل عثمان طار قلبي مطاره, فركبت حتى أتيت دمشق فلقيت خريم بن فاتك فحدثته, فحلف بالله الذي لا إله إلا هو لسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثنيه ابن مسعود ).

    حدثنا مسدد قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن محمد بن جحادة عن عبد الرحمن بن ثروان عن هزيل عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم, يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً, القاعد فيها خير من القائم, والماشي فيها خير من الساعي, فكسروا قسيكم، وقطعوا أوتاركم، واضربوا سيوفكم بالحجارة, فإن دخل يعني: على أحد منكم فليكن كخير ابني آدم ).

    حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا أبو عوانة عن رقبة بن مصقلة عن عون بن أبي جحيفة عن عبد الرحمن قال: ( كنت آخذاً بيد ابن عمر في طريق من طرق المدينة إذ أتى على رأس منصوب فقال: شقي قاتل هذا, فلما مضى قال: وما أرى هذا إلا قد شقي, سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من مشى إلى رجل من أمتي ليقتله فليقل: هكذا, فالقاتل في النار، والمقتول في الجنة ).

    قال أبو داود: الثوري رواه عن عون قال: عن عبد الرحمن بن سمير أو سميرة, ورواه ليث بن أبي سليم عن عون عن عبد الرحمن بن سميرة .

    قال أبو داود: قال لي الحسن بن علي: حدثنا أبو الوليد يعني: بهذا الحديث عن أبي عوانة، وقال: هو في كتابي ابن سبرة, وقالوا: سمرة, وقالوا: سميرة, هذا كلام أبي الوليد.

    حدثنا مسدد قال: حدثنا حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني عن المشعث بن طريف عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: ( قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر, قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك ), فذكر الحديث قال فيه: ( كيف أنت إذا أصاب الناس موت يكون البيت فيه بالوصيف؟ يعني: القبر, قلت: الله ورسوله أعلم, أو قال: ما خار الله لي ورسوله, قال: عليك بالصبر, أو قال: تصبر, ثم قال لي: يا أبا ذر, قلت: لبيك وسعديك, قال: كيف أنت إذا رأيت أحجار الزيت قد غرقت بالدم؟ قلت: ما خار الله لي ورسوله, قال: عليك بمن أنت منه, قلت: يا رسول الله, أفلا آخذ سيفي فأضعه على عاتقي؟ قال: شاركت القوم إذاً, قلت: فما تأمرني؟ قال: تلزم بيتك, قلت: فإن دخل علي بيتي؟ قال: فإن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق ثوبك على وجهك يبوء بإثمك وإثمه ).

    قال أبو داود: لم يذكر المشعث في هذا الحديث غير حماد بن زيد.

    حدثنا محمد بن يحيى بن فارس قال: حدثنا عفان بن مسلم قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا عاصم الأحول عن أبي كبشة قال: سمعت أبا موسى يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن بين أيديكم فتناً كقطع الليل المظلم, يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً, القاعد فيها خير من القائم, والقائم فيها خير من الماشي, والماشي فيها خير من الساعي, قالوا: فما تأمرنا؟ قال: كونوا أحلاس بيوتكم ).

    حدثنا إبراهيم بن الحسن المصيصي قال: حدثنا حجاج يعني: ابن محمد ].

    وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي فيها كافراً ), إشارة إلى كثرة الفتن التي تعرض على العقول والقلوب, فيرتد الإنسان بالشبهة ويكفر بها, هذا إذا كان بين الكفر والإيمان, فكيف بين الفسق والبدعة؟ فإذا كان في نصف اليوم يكفر فكيف بالفسق والبدعة؟ سيكون البدعة والفسق بالدقائق أو بالثواني, يتقلب من هذا إلى هذا لكثرة الشبهات التي تعرض, ويبدوا والله أعلم أن هذا إشارة إلى شبهات الإعلام.

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ قال: أخبرنا الليث بن سعد قال: أخبرنا معاوية بن صالح أن عبد الرحمن بن جبير حدثه عن أبيه عن المقداد بن الأسود قال: ( أيم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن السعيد لمن جنب الفتن, إن السعيد لمن جنب الفتن, إن السعيد لمن جنب الفتن, ولمن ابتلي فصبر فواها )].

    1.   

    باب في كف اللسان

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني الليث عن يحيى بن سعيد قال: قال خالد بن أبي عمران عن عبد الرحمن البيلماني عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ستكون فتنة صماء بكماء عمياء, من أشرف لها استشرفت له, وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف ).

    حدثنا محمد بن عبيد قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا ليث عن طاوس عن رجل يقال له: زياد عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنها ستكون فتنة تستنظف العرب, قتلاها في النار, واللسان فيها أشد من وقع السيف ).

    قال أبو داود: رواه الثوري عن ليث عن طاوس عن الأعجم, قال: إنما هو زياد الأعجمي ].

    وزياد الأعجمي مجهول, ليس له إلا هذا الحديث.

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع قال: حدثنا عبد الله بن عبد القدوس قال: زياد سيمين كوش].

    1.   

    باب ما يرخص فيه من البداوة في الفتنة

    1.   

    باب في النهي عن القتال في الفتنة

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ باب: في النهي عن القتال في الفتنة.

    حدثنا أبو كامل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب ويونس عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال: ( خرجت وأنا يعني: في قتال, فلقيني أبو بكرة فقال: ارجع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار, قال: يا رسول الله, هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه أراد قتل صاحبه ) ].

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    وفي هذا إشارة إلى أن الله عز وجل يؤاخذ العبد بالعزم, ولو لم يفعل فيؤاخذه الله عز وجل به, ولهذا أدخله الله النار مع أنه لم يقتل أحداً, وأن الذي لا يؤاخذ الله عز وجل به هي خطرات النفس, فالخطرات والوساوس والرغبات التي لا تستوجب عزماً وهماً بالعمل لا يؤاخذ بها.

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا محمد بن المتوكل قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن الحسن بإسناده ومعناه مختصراً.

    قال أبو داود: لـمحمد أخ ضعيف يعني: ابن المتوكل يقال له: حسين].

    1.   

    باب تعظيم قتل المؤمن

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني قال: حدثنا محمد بن شعيب عن خالد بن دهقان قال: ( كنا في غزوة القسطنطينية بدلقية, فأقبل رجل من أهل فلسطين من أشرافهم وخيارهم يعرفون ذلك له, يقال له: هانئ بن كلثوم بن شريك الكناني فسلم على عبد الله بن أبي زكريا وكان يعرف له حقه, فقال لنا خالد: وحدثنا عبد الله بن أبي زكريا قال: سمعت أم الدرداء تقول: سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركاً، أو مؤمن قتل مؤمناً متعمداً، فقال هانئ بن كلثوم: سمعت محمود بن الربيع يحدث عن عبادة بن الصامت أنه سمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قتل مؤمناً فاعتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ). قال لنا خالد: ثم قال: حدثني ابن أبي زكريا عن أم الدرداء عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يزال المؤمن معنقاً صالحاً ما لم يصب دماً حراماً، فإذا أصاب دماً حراماً بلح ) ].

    وفي قوله: ( من قتل مؤمناً فاغتبط بقتله ), المراد بهذا أن أثر السيئات في ميزان العبد بحسب حضور القلب, فإذا كان القلب وجل فإن السيئة العظيمة تكون حقيرة, وإذا كان القلب غير مكترث أو فرح بهذه المعصية فإنها تكون عظيمة, وهكذا.

    وكذلك أيضاً الحسنات, فإذا كان الإنسان يعملها وهو مقبل على الله عز وجل, ويخشى من عدم قبولها مثلاً لسيئته وتقصيره, أو ربما يرى أنها قليلة في حق الله سبحانه وتعالى فحينئذ تتعاظم, والذي يفعلها ويغتر بها تكون حينئذ دون ذلك.

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ وحدث هانئ بن كلثوم عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله سواء.

    حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي عن محمد بن مبارك قال: حدثنا صدقة بن خالد أو غيره قال: قال خالد بن دهقان: سألت يحيى بن يحيى الغساني عن قوله: (فاغتبط بقتله), قال: الذين يقاتلون في الفتنة فيقتل أحدهم فيرى أنه على هدى لا يستغفر الله, يعني: من ذلك.

    حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا حماد قال: أخبرنا عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي الزناد عن مجالد بن عوف أن خارجة بن زيد قال: سمعت زيد بن ثابت في هذا المكان يقول: أنزلت هذه الآية: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا [النساء:93], بعد التي في الفرقان: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ [الفرقان:68], بستة أشهر.

    حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا جرير عن منصور عن سعيد بن جبير أو حدثني الحكم عن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس فقال: لما نزلت التي في الفرقان: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ [الفرقان:68], قال مشركو أهل مكة: قد قتلنا النفس التي حرم الله، ودعونا مع الله إلهاً آخر، وأتينا الفواحش, فأنزل الله: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الفرقان:70], فهذه لأولئك, قال: وأما التي في النساء: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ [النساء:93], الآية, قال: الرجل إذا عرف شرائع الإسلام ثم قتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم لا توبة له، فذكرت هذا لـمجاهد فقال: إلا من ندم.

    حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا حجاج عن ابن جريج قال: حدثني يعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في هذه القصة: في: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ [الفرقان:68], أهل الشرك، قال: ونزل: يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ [الزمر:53].

    حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا [النساء:93], قال: ما نسخها شيء.

    حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا أبو شهاب عن سليمان التيمي عن أبي مجلز في قوله: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ [النساء:93], قال: هي جزاؤه, فإن شاء الله أن يتجاوز عنه جزائه فعل].

    1.   

    باب ما يرجى في القتل

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا مسدد قال: حدثنا أبو الأحوص سلام بن سليم عن منصور عن هلال بن يساف عن سعيد بن زيد قال: ( كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر فتنة فعظم أمرها، فقلنا: أو قالوا: يا رسول الله! لئن أدركتنا هذه لتهلكنا, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا, إن بحسبكم القتل, قال سعيد: فرأيت إخواني قتلوا ).

    حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا كثير بن هشام قال: حدثنا المسعودي عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أمتي هذه أمة مرحومة, ليس عليها عذاب في الآخرة, عذابها في الدنيا: الفتن والزلازل والقتل ) ].

    من أولى ما ينبغي للإنسان العناية به في الأزمنة المتأخرة هو فقه الفتن ومعرفتها؛ وذلك أن الفتن في الكتاب والسنة تطلق على معان متعددة؛ ففهمها, وفهم مواضيعها, وفهم الأدلة في ذلك, وما يسوغ للإنسان أن يخوضه من الفتن, وما يسوغ أن يبتعد عنه, هذا مما يجهله كثير من طلاب العلم فضلاً عن عامتهم.

    مداخلة: ذكر أبي داود لهذه الموقوفات في التفسير؛ هل يدل على أن لها حكم الرفع؟

    الشيخ: محتمل, لكن ليس بالضرورة, بل هو محتمل باعتبار أن التفسير أصلاً غالبه عن الصحابة, والمرفوع فيه نادر.

    1.   

    كتاب المهدي

    1.   

    باب في ذكر المهدي

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا مسدد أن عمر بن عبيد حدثهم، وحدثنا العلاء قال: حدثنا أبو بكر يعني: ابن عياش ، ح وحدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن سفيان وحدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا زائدة ، وحدثنا أحمد بن إبراهيم أيضاً قال: حدثني عبيد الله عن فطر المعنى واحد كلهم عن عاصم عن زر عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم ), قال زائدة: ( لطول الله ذلك اليوم ), ثم اتفقوا: ( حتى يبعث فيه رجلاً مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ), زاد في حديث فطر: ( يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ), وقال: في حديث سفيان: ( لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ).

    قال أبو داود: قال عن عمر بن عبيد وأبي بكر بمعنى سفيان, ولم يقل أبو بكر: العرب.

    حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا الفضل بن دكين قال: حدثنا فطر عن القاسم بن أبي بزة عن أبي الطفيل عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً ).

    حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: حدثنا أبو المليح الحسن بن عمر عن زياد بن بيان عن علي بن نفيل عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة قالت: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة ), قال عبد الله بن جعفر: وسمعت أبا المليح يثني على علي بن نفيل ويذكر منه صلاحاً.

    حدثنا سهل بن تمام بن بزيع قال: حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المهدي مني، أجلى الجبهة أقنى الأنف, يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يملك سبع سنين ).

    حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يكون اختلاف عند موت خليفة, فيخرج رجل من أهل المدينة هارباً إلى مكة, فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره، فيبايعونه بين الركن والمقام, ويبعث إليه بعث من أهل الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة, فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه, ثم ينشأ رجل من أهل قريش أخواله كلب, فيبعث إليهم بعثاً فيظهرون عليهم, وذلك بعث كلب, والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب, فيقسم المال، ويعمل في الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم, ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض، فيلبث سبع سنين، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون ).

    قال أبو داود: قال بعضهم: عن هشام: تسع سنين، وقال بعضهم: سبع سنين.

    حدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا عبد الصمد عن همام عن قتادة بهذا الحديث, وقال: تسع سنين ].

    أحاديث المهدي صحيحة, وأصح ما جاء في ذلك هو حديث ثوبان, وأما بالنسبة لمكان خروجه وزمن خروجه والمدة التي يمكثها في الأرض فالأحاديث في ذلك ضعيفة, ولا يوصف بالمنتظر, والذي يصفه بالمنتظر هم الرافضة, أما عند أهل السنة فليس بالمنتظر؛ لأنه مهدي ولا ينتظره أحد, سواء خرج أو لم يخرج, نعمل ويعمل هو بالكتاب والسنة, فإن خرج هيأه الله عز وجل لما يقدره له.

    قال المصنف رحمه الله تعالى: [ وقال غير معاذ عن هشام: تسع سنين.

    حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا أبو العوام قال: حدثنا قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث، وحديث معاذ أتم.

    حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن عبيد الله ابن القبطية عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم: بقصة جيش الخسف قلت: ( يا رسول الله, فكيف بمن كان كارهاً؟ قال: يخسف بهم، ولكن يبعث يوم القيامة على نيته) .

    حدثت عن هارون بن المغيرة قال: حدثنا عمرو بن أبي قيس عن شعيب بن خالد عن أبي إسحاق قال: ( قال علي ونظر إلى ابنه الحسن فقال: إن ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم, وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخلق، ولا يشبهه في الخلق, ثم ذكر قصة: يملأ الأرض عدلاً ). وقال هارون: حدثنا عمرو بن أبي قيس عن مطرف بن طريف عن الحسن عن هلال بن عمرو قال: ( سمعت علياً رضي الله عنه يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يخرج رجل من وراء النهر يقال له: الحارث حراث على مقدمته رجل يقال له: منصور يوطئ أو يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم, وجب على كل مؤمن نصره أو قال: إجابته )].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718711

    عدد مرات الحفظ

    765115645