إسلام ويب

الصوتيات

  1. الصوتيات
  2. علماء ودعاة
  3. محاضرات مفرغة
  4. عبد الرحمن السديس
  5. نتائج الإعراض عن الإسلام وآثاره السيئة [2]

نتائج الإعراض عن الإسلام وآثاره السيئة [2]للشيخ : عبد الرحمن السديس

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تشريعات الإسلام تحقق مصالح العباد في الدنيا والآخرة، ومن استقرأ نصوص الشريعة في الكتاب والسنة وجدها تهدف إلى هذا الهدف الأسمى، ومن هنا رعى الإسلام الضرورات الخمس وهي: حفظ الدين، والنفس، والعرض، والعقل، والمال، وجعل عقوبات وحدوداً لمن يحاول أن يتعدى عليها.

    1.   

    الإسلام يرعى الضرورات الخمس

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق فأتقن، وشرع فيسر، وحكم فأحسن وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة:50]، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بعثه الله رحمة للعالمين، وقدوة للناس أجمعين، فصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    أما بعــد:

    أيها المسلمون: اتقوا الله تبارك وتعالى، فمن اتقى الله سلَّمه ورزقه ووقاه، وكفَّر عنه سيئاته وتاب عليه وهداه.

    فحققوا -رحمكم الله- تقوى الله سبحانه بامتثال أوامره، واجتناب زواجره, وتعظيم حرماته وشعائره، والوقوف عند حدوده، والتزام سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، واشكروا نعمة الله عليكم أن هداكم للإسلام الذي قصد إلى حماية الدين، والنفس، والعرض، والمال، والعقل؛ لأن الغرض من تشريعات الإسلام تحقيق مصالح العباد في الدنيا والآخرة، بجلب المنافع لهم، ودرء المفاسد عنهم، وإخلاء المجتمع من المضار والأسقام، ومن استقرأ نصوص الشريعة في الكتاب والسنة وجدها تهدف إلى هذا الهدف الأسمى، ومن هنا رعى الإسلام الضرورات الخمس وهي: حفظ الدين، والنفس، والعرض، والمال، والعقل.

    حفظ الدين

    وهذه الأمور لا بد منها لقيام حياة الناس، بحيث لو اختلت كلها أو بعضها لاختل نظام الحياة، وعمت الفوضى والجرائم، وساد القلق والخوف والاضطراب، ولهذا جاءت الشرائع كلها برعايتها وصيانتها؛ لأنه يتوقف عليها نظام العالم، ولا يبقى النوع البشري مستقيم الحال مطمئن البال إلا بها، فعليها يقوم أمر الدين والدنيا، وبالمحافظة عليها تستقيم الحياة، وينتظم المجتمع، وتصلح الأمة.

    لذا فقد حفظها الإسلام بالآتي:

    أولاً: بتشريع ما يوجدها.

    ثانياً: بتشريع ما يكفل بقاءها وصيانتها؛ حتى لا تنعدم بعد وجودها، أو يضيع خيرها المرتجى منها.

    فحفظ الدين يكون بما يأتي:

    بالاعتقاد السليم.

    وبالإيمان المستقيم.

    وبالقيام بأركانه وواجباته.

    وبالبعد عن دروب الشرك بالله وطرق الضلالة والغواية.

    كما يكون أيضاً بالجهاد في سبيل الله، وإقامة الحكم لله على الخارجين عليه، والمرتدين عنه، والمستهزئين به.

    حفظ النفس في الإسلام

    أما النفوس -يا عباد الله- فلقد حماها الإسلام أيما حماية، وصانها بسياج متين، وحصن حصين، وأكد حرمتها في الكتاب والسنة، وحرم الاعتداء عليها، والتعرض لها بسوء، وجعله من أكبر المحرمات، وأعظم الموبقات، وقرن قتل النفس بالشرك بالله، فقال تعالى: قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [الأنعام:151].

    وقال سبحانه: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ [الفرقان:68].

    وفي الحديث المتفق عليه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {اجتنبوا السبع الموبقات -وذَكَر منها-: الشرك بالله، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق }.

    ومن أجل ذلك: جعل الله في القتل العمد عقوبات مغلظة، وتوعد عليه وعيداً شديداً وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً [النساء:93].

    ولما كانت النفوس الخبيثة، والذمم الفاسدة، والنـزعات الباطلة بحاجة ملحة إلى ما يكبح جماحها، ويخفف حدتها، ويحول بينها وبين ما يُسَوَّلُ لها، فرض رب العالمين -وهو أحكم الحاكمين، وأرحم الراحمين- حدوداً وعقوبات متنوعة، بحسب الجرائم؛ لتردع المعتدي، وتصلح الفاسد، وتقيم المعوَج، وتستأصل العضو الأشل من المجتمع، حتى لا تسري سمومه في جسد الأمة، فقد شرع الله القصاص من القاتل المتعمد جزاء ما اقترفت يداه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى [البقرة:178] وما ذاك إلا توطيداً للأمن، وحماية للمجتمع، وقطعاً لدابر الجريمة، واستئصالاً لكل ما يؤدي إلى انتشار الفوضى.

    وقد ذكر الله سبحانه حكمة مشروعية القصاص بأسلوب موجز شامل، لا يرقى إلى مستواه أي تعبير بشري، مهما بلغت فصاحة قائله وبلاغته، قال جل وعلا: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:179]، فقد بين تبارك وتعالى أن حكمة مشروعية القصاص المحافظة على حياة الناس، فإذا علم مُريد القتل أنه سيُقتل إذا قَتَل دفعه ذلك إلى الكف عن القتل خوفاً من العقوبة، فيكون ذلك صوناً لحياته وحياة من يريد قتله وحياة الناس جميعاً.

    حفظ الأعراض

    أما حفظ الأعراض -يا أمة الإسلام- فقد رعاها الإسلام من عدة نواحٍ:

    من الناحية الاجتماعية: حيث حرم السخرية والهمز، واللمز، والتنابز بالألقاب السيئة، والغيبة، والنميمة، وقول الزور.

    ومن الناحية الخلقية:حيث حرم الزنا، واللواط، والقذف، ورتب على ذلك العقوبات الرادعة الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ [النور:2].

    وقال سبحانه: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَـلْدَةً [النور:4].

    حفظ الأموال

    وحفظ الأموال -يا إخوة الإسلام- يكمن في اتباع الطرق المشروعة في اكتسابه، والبُعد عن الطرق المحرمة، والحيَل الممنوعة في تحصيله.

    لذا فقد حرم الإسلام الربا، والرشوة، والغصب، والسرقة، وجحد العارية، والتزوير، وأوجب قطع يد السارق حـمايةً للأموال وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَـالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [المائدة:38].

    فلما كانت اليد أمينة، كانت غالية ثمينة، ولما خانت رخصت وهانت.

    حفظ العقول

    أما حفظ العقول: فبتحريرها من الأوهام والخيالات، وصيانتها من المسكرات والمخدرات، وإيقاع الجزاء الرادع على المتعاطين والمروجين لها والمتاجرين بها تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:229] وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ [النساء:14].

    1.   

    عاقبة ترك حكم الله

    ومما يؤسف له أشد الأسف أن كثيراً من المجتمعات اليوم قد عطلت حدود الله، وقصرت في تنفيذ حكم الله على المجرمين المعتدين، رغم الضرورة الملحة لتنفيذها، ورغم ثبوت الجرائم واستشرائها.

    وتطالعنا الإحصاءات عن الجرائم في المجتمعات التي لا تنفذ حكم الله في المجرمين بما معدله: وقوع جريمة قتل، أو زنا، أو خطف، أو سرقة أو غيرها في كل دقيقة، حتى غلب على أهلها الخوف والذعر، وسادهم القلق والفوضى والاضطراب والحَيرة، وبحثوا عن طريق يخلصهم مما يقعون فيه، ولم يجدوا أبداً إلا تحكيم شريعة الله، وتنفيذ حدود الله، والبعد عن حكم الطاغوت والجاهلية قال تعالى: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة:50].

    وحينما تثار هذه القضية، ويُبحث هذا الموضوع، أعني: تنفيذ حدود الله، فإنه يُسجل لهذه البلاد المباركة، بلاد الحرمين ، بكل فخر واعتزاز، وكل تقدير وإجلال وإكبار، ما تقوم به من حزم في إقامة حكم الله، وتنفيذ حدود الله على المجرمين المعتدين، حتى أصبحت -ولله الحمد والمنة- مثالاً يُحتذى به في استتباب الأمن وندرة الجرائم، في زمان بلغت فيه الجرائم ذروتها، والاعتداءات أوجَّ عظمتها وكثرتها.

    نسأل الله أن يثبت قادتها على الإسلام.

    وقد حاول أعداء الإسلام والمفتونون بهم من المنتسبين إلى الإسلام بتعييب الإسلام بهذه الحدود، وعدوها -حمقاً وجهلاً منهم- وحشية وهمجية، ولا ريب أنهم هم المعيبون؛ لدفاعهم عن المجرمين وإهمالهم أمراً مبنياً عليه, ستتحول المجتمعات الآمنة -بقصدهم- إلى مجتمعات ذئاب مسعورة، يعدو بعضها على بعض بلا حدود ولا رادع، والواقع أكبر شاهد على ذلك إن سلباً أو إيجاباً.

    وإننا لنرجو الله عز وجل أن يهيئ للأمة رجالاً مخلصين، لا يخافون في الله لومة لائم، مع ارتفاع الأصوات الغيورة المنادية بتنفيذ حكم الله أمام زحف الجرائم، وسيل الفساد من: القتل، والزنا، والخطف، والسرقة، والرشوة، والتزوير، والخمور، والمخدرات، وغيرها، ولا يخلص من ذلك كله، إلا تطبيق شرع الله، صوناً للدماء والأعراض والأموال، وصلاحاً للمجتمع، ورحمة بالخلق، وقطعاً لدابر المفسدين في الأرض.

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة:33].

    بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ورزقنا السير على سنة سيد المرسلين، وثبتنا على الصراط المستقيم، وأجارنا بمنه وكرمه من العذاب الأليم.

    أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

    1.   

    شكر الله على نعمة الإسلام

    الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤاً أحد، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

    أما بعــد:

    فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ [البقرة:281] واعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.

    أيها المسلمون: إن الحدود في الإسلام صفحة ناصعة من صفحات الرحمة والحكمة في هذا الدين القويم، فاشكروا الله على نعمة الإسلام، وحققوه في واقعكم قولاً وفعلاً، والتزموا حدوده تفلحوا وتسعدوا.

    وصلوا وسلموا على خير البرية، وهادي البشرية، محمد بن عبد الله، كما أمركم الله تبارك وتعالى بالصلاة والسلام عليه بقوله: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].

    اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله.

    اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وارضَ عنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

    اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين, واحمِ حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.

    اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولاية المسلمين فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

    رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

    اللهم وفق إمامنا بتوفيقك، وأيده بتأييدك، وأعلِ به دينك، يا رب العالمين، اللهم هيء له البطانة الصالحة، اللهم واجعله للمسلمين قدوة على ما تحب وترضى يا عظيم.

    رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيـمُ.

    عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ.

    فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعـُونَ.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756356370